الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأطفال وخرب الديار، وركب سودون النائب وجماعة معه ومعهم ورقة يقرأ فيها من ذكر مساويه وسيرته القبيحة الأمور الفظيعة فاشتد خوف الناس وعظم ضجيجهم وبكاؤهم وكان يوماً مهولاً.
وفي هذه السنة اجتمع بالقدس أربعة أنفس من الرهبان ودعوا الفقهاء لمناظرتهم، فلما اجتمعوا جهروا بالسوء من القول وصرحوا بذم الإسلام والقائم به وأنه ساحر كذاب فثار الناس عليهم وقتلوهم وأحرقوهم.
وأوفى النيل سادس عشر مسرى.
وفي ذي القعدة قبض على تاج الدين ابن أبي شاكر الوزير وسلم لوالي القاهرة، فضربه بالمقارع وأخرجه على حمار وفي عنقه الحديد فترامى على الناس وطرح نفسه على الأبواب يستعطي ما يستعين به في مصادرته ثم أفرج عنه واستقر ناظر الإصطبل.
ذكر من مات
في سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان
إبراهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف بن بدر البعلي الشرايحي كان يقال له ابن سمول، سمع من القطب اليونيني وغيره وحدث وهو والد صاحبنا الحافظ جمال الدين ابن الشرايحي.
أحمد بن إبراهيم الكتبي الصالحي من فضلاء الحنفية، وكان يشارك في فنون ويفتي ويناظر، وكان يلازم أبا البقاء السبكي مدة ويقرأ عليه في الكشاف وهو المشار إليه في كتابة السجلات، مات في رجب.
أحمد بن صالح بن أحمد بن خطاب بن رقم البقاعي شهاب الدين المعروف بالزهري الدمشقي الفقيه الشافعي، ولد سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين، وأخذ عن النور الأردبيلي والفخر المصري وابن قاضي شهبة وأبي البقاء السبكي والبهاء الإخميمي ولازم الاشتغال إلى أن مهر في الفقه وغيره، وسمع الحديث من ابن أبي التائب والبرزالي والمزي وغيرهم، ودرس كثيراً، وأفتى وتخرج به النبهاء وناب في الحكم عن البلقيني وغيره، ودرس بالشامية وبالقليجية والعادلية، وولي إفتاء دار العدل، واستقل بالقضاء في ولاية منطاش وأوذى بسبب ذلك، وكانت مدة ولايته شهراً ونصفاً، وعد الناس ذلك من زلات العقلاء فإنه كان وافر العقل فلما صرف انقطع، قال ابن حجي: كان مشهوراً بحل " المختصر " في الأصول و " التمييز " في الفقه، وله نظم، وكان له حظ من عبادة مع حفظ لسانه وترك الوقيعة في الناس، وكان مهيباً مقتصداً في معاشه كثير التلاوة وكان قد انتهت إليه رياسة الشافعية في زمانه بدمشق، مات في المحرم عن إحدى وسبعين سنة.
أحمد بن صالح البغدادي الحنبلي شهاب الدين خطيب جامع القصر ببغداد كان من الفضلاء، قتل لما دخل تمرلنك بغداد.
أحمد بن عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن ثابت الماكسيني الخابوري الأصل ثم الدمشقي، ولد سنة عشر وسبعمائة، وسمع من القاسم بن عساكر والحجار والبندنيجي وابن تيمية وغيرهم وحدث، مات في ربيع الأول وله خمس وثمانون سنة، وكان جيداً منزلاً بمدارس الشافعية وعنده معرفة بأحوال الناس.
أحمد بن عمر بن هلال الإسكندراني ثم الدمشقي الفقيه المالكي شهاب الدين،
أخذ عن الأصبهاني وغيره، وشرح ابن الحاجب في الفقه وكان حسن الخط والعبارة ماهراً في الأصول، فاضلاً، إلا أنه كان يرتشي على الإذن في الإفتاء، ويأذن لمن ليس بأهل فعيب بذلك، وكان أخذ عن أبي حيان والأصبهاني ودرس بالقمحية بمصر، وكان حسن الخط، جيد العبارة، وشاع عنه أنه قال وهو في النزع: قولوا لابن الشريشي يلبس ثيابه ويلاقينا إلى الدرس، فمات شرف الدين ابن الشريشي عقب ذلك.
أحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق المناوي شهاب الدين ابن الضياء الشافعي، ابن عم القاضي صدر الدين ناب عنه في الحكم، وولي مشيخة الخانقاه الجاولية، ومات في ربيع الأول.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عشائر ولي الدين أبو حامد بن الحافظ ناصر الدين أبي المعالي خطيب حلب وابن خطيبها، ولد سنة..... وأسمعه أبوه الكثير بحلب وغيرها ورحل به إلى القاهرة واشتغل ومهر ونظم الشعر وخطب بعد أبيه مدة، ومات في ذي الحجة بها بالطاعون شاباً.
أحمد بن محمد بن مخلوف نقيب الحكم بالقاهرة للشافعية مات فيها.
الخضر بن يوسف بن سحلول الحلبي، كان فاضلاً، له نظم. قال القاضي علاء الدين الحلبي في تاريخه: كان عنده ظرف وأدب، وباشر التوقيع بحلب، وكان بعد من الأعيان وهو أخو الرئيس شمس الدين عبد الرحمن الماضي في سنة 782 ومات بالمدينة في ذي الحجة.
سليمان بن أحمد بن أحمد بن مبارك بن إبراهيم الصالحي الملقن، سمع من أبي بكر بن الرضا، ومات في ذي القعدة عن نحو من خمس وستين سنة.
سليمان بن داود بن سليمان المزي - بالزاي - المعروف بالعاشق حضر على ابن الشيرازي وغيره، وحدث، وكان كثير الحج، مات في مستهل صفر.
عبد الله بن أحمد بن أحمد الحسني الحلبي، ناب عن والده في نقابة الأشراف بحلب، ومات في كفاية في شوال.
عبد الله بن عبد الكريم بن الغنائم، كان جميل القامة، جميل الوجه باشر وفرح به أبوه، ثم فجع به، وعاش بعده قريباً من ثلاثين سنة.
عبد الله بن المقسي شمس الدين كان يقال له " شمس " وهو نصراني، فلما أسلم لقب شمس الدين وسمي عبد الله، ويقال: إنه كان حسن الإسلام، ومن أدلة ذلك أن أمه ماتت فحضر الخلق جنازتها، فخرج إليهم فقال: إن لها أهل دين غيركم وتجديده الجامع بباب البحر وأوصى أن يدفن بجواره، وكان يقرب العلماء ويحب الصلحاء، مات في ثالث شعبان وقد أسن، سمعت كلامه.
عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الحافظ زين الدين، بن رجب ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وسمع بمصر من الميدومي، وبالقاهرة من ابن الملوك، وبدمشق من ابن الخباز، وجمع جمّ، ورافق شيخنا زين الدين العراقي في السماع كثيراً، ومهر في فنون الحديث أسماء ورجالاً وعللاً وطرقاً واطلاعاً على معانيه، صنف شرح الترمذي فأجاد فيه في نحو عشرة أسفار وشرح قطعة كبيرة من البخاري وشرح الأربعين للنووي في مجلد، وعمل وظائف الأيام سماه " اللطائف " وعمل طبقات الحنابلة ذيلاً على طبقات أبي يعلى، وكان صاحب عبادة وتهجد، ونقم عليه إفتاؤه بمقالات ابن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك فنافره التيميون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، وكان قد ترك الإفتاء بأخرة،
وقال ابن حجي: أتقن الفن وصار أعرف أهل عصره بالعلل، وتتبع الطرق وكان لا يخالط أحداً ولا يتردد إلى أحد، مات في رمضان رحمه الله، تخرج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق.
عبد الرحيم بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن الفصيح الهمذاني الأصل، ثم الكوفي ثم الدمشقي الحنفي، قدم أبوه وعمه دمشق فأقام بها وأسمع أحمد أولاده من شيوخ العصر بعد الأربعين، وقدم عبد الرحيم هذا القاهرة في سنة خمس وتسعين وسبعمائة هذه السنة فحدث عن أبي عمرو بن المرابط بالسنن الكبرى للنسائي بسماعه منه في ثبت كان معه، وقد وقفت على الأصل بخط والده وفيه سماعه وسماع ولده بخطه وليس فيهم عبد الرحيم فلعله في نسخة أخرى، وحدث عن محمد بن إسماعيل بن الخباز بمسند الإمام أحمد كله والاعتماد على ثبته أيضاً، وسمع منه غالب أصحابنا، ثم رجع إلى دمشق فمات بها في شوال هذه السنة وهو والد صاحبنا شهاب الدين بن الفصيح.
علي بن ايدغدي التركي الأصل الدمشقي الحنبلي البعلي كان يلقب حنبل، سمع الكثير وطلب بنفسه وجمع معجم شيوخه وترجم لهم، قال ابن حجي: علقت من معجمه تراجم وفوائد، قال: ولا يعتمد على نقله، مات في رجب.
علي بن محمد بن عبد المعطي بن سالم المصري علاء الدين ابن السبع - بفتح المهملة وسكون الموحدة - حضر بعض البخاري على وزيره والحجار، وسمع من يحيى بن فضل الله والدلاصي ومحمد بن غالي وغيرهم وكان ممن يخشى لسانه، وحدث،
وكان أبوه قاضي المدينة، مات هو في رمضان وقد اختلط عقله.
علي بن محمود بن علي بن محمود بن علي بن محمود - ثلاثة على نسق - علاء الدين بن العطار الحراني، سبط الشيخ زين الباريني، ولد بعد الستين وتفقه بالشيخ أبي البركات الأنصاري وغيره، وبرع في النحو والفرائض وتصدى لنفع الناس وتصدر بأماكن، وكانت دروسه فائقة وكان يتوقد ذكاء، ذكر القاضي علاء الدين في تاريخ حلب أنه حفظ ربع ألفية العراقي في يوم واحد، ولو عمر لفاق الأقران لكن مات عن نيف وثلاثين سنة في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
علي بن محمد بن عبد الرحيم الأقفهسي الشيخ علاء الدين المصري، قدم من بلده سنة إحدى وثلاثين وهو كبير، واشتغل وأخذ عن ابن عدلان والكمال النسائي وغيرهما ومهر في الفقه، وشارك في غيره وكان ديناً مع فكاهة فيه، درس بأماكن بالقاهرة وأعاد وولي مشيخة خانقاه يشبك، وناب في الحكم، مات في شوال، انتفع به جمع كثير من الطلبة رحمه الله تعالى.
عمر بن نجم بن يعقوب البغدادي نزيل الخليل يعرف بالمجرد كان مشهوراً بالخير والعبادة، مات في ذي الحجة وله ثلاث وستون سنة.
قال ابن حجي: رأيته شيخاً طوالاً يلبس قبعاً بلا عمامة، وكان محباً في فعل الخير، كلما جاءه فتوح يفرقه. وكان يكفي الذين يقرؤن عنده، ولا يترك أحداً يقيم عنده بطالاً، وكان لا يضع جنبه بالأرض.
كمشبغا الخاصكي، ولي نيابة دمشق أربعة أشهر ومات بها وهو كمشبغا الحموي الذي كان نائب حلب ثم صار أكبر الأمراء بمصر وتأخر موته فلذلك كان يقال له الكبير ليتميز عن هذا.
محمد بن إبراهيم بن الشيخ أحمد شاه الخلخالي ثم التبريزي، كان متمولاً فعمل عليه أحمد بن أويس حتى قتله في صفر وذلك لعظم قدره وطواعية أهل ناحيته له، فكأنه خاف من ناحيته وطمع في ماله، وله خانقاه بالشرف الأعلى بدمشق وكان لأبيه خانقاه بالخلخال.
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي ثم المقدسي نجم الدين، ناب في تدريس الصلاحية ثم استقل بها بعد موت القاضي برهان الدين، ومات في ذي القعدة بالقاهرة، وكان قدمها في شوال.
محمد بن أحمد بن الرضي إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري، محب الدين أبو البركات المكي ولد سنة بضع وعشرين، وسمع من عيسى الحجي وطائفة وسمع أيضاً على الوادي آشي والأمين الأقشهري، وأجاز له الحجار وآخرون، مات في ذي القعدة، واجتمعت به وصليت خلفه مراراً، وكان أعرج لأنه سقط فكسرت رجله، وباشر العقود، وعمر بعده أخوه أبو اليمن دهراً.
محمد بن أحمد بن علي بن عمر شمس الدين التاجر، المعروف بابن حق الدين المصري، نزيل مكة، كان له اختصاص بأحمد بن عجلان، وولي الوكالة عن الأمير جركس الخليلي، وكان يتولى صدقاته بنفسه، رأيته مراراً بمكة سنة خمس وثمانين، ومات في المحرم.
محمد بن حسن بن سليمان بن حسن بن حمزة الحسيني جمال الدين الطرابلسي المعروف بالبلدي، كان وكيل بيت المال بطرابلس، وكان ينسب إلى حشمة ومروءة وإحسان للواردين، مات في شعبان بالطاعون.
محمد بن عمر بن منهال الأذرعي أحد أعيان الموقعين بدمشق، مات في ذي الحجة.
محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد الدمشقي الحنفي أمين الدين ابن الأدمي، ولد سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، وأخذ عن زوج أمه الفخر ابن الفصيح، وسمع من ابن الخباز وابن تبع وغيرهما،
عني بالعربية وأخذ عن الصلاح الصفدي وغيره، وكانت له وجاهة بدمشق وباشر بها أماكن، وهو والد صاحبنا القاضي صدر الدين علي، مات في جمادى الأولى فجأة، قال ابن حجي: لم يكن بالمحمود بالنسبة إلى الوقيعة في الناس، وكان مع ذلك أحد أوصياء تاج الدين السبكي، ثم صار من أخصاء البرهان ابن جماعة ودرس بالإقبالية، وحصل دنيا واسعة وأموالاً جمة، وعرض عليه بعض الحكام نيابه فلم يقبل.
محمد بن محمد بن آقبغا آص، تقدم ذكره في الحوادث.
محمد بن محمد بن سالم بن عبد الرحمن الحنبلي صلاح الدين ابن الأعمى المصري المقدسي الأصل، مدرس الظاهرية الجديدة بين القصرين، وكان بارعاً في مذهبه، أفاد ودرس وتعين لقضاء الحنابلة، ومات في ربيع الأول، قال الشيخ تقي الدين المقريزي: كان أبوه وعمه عبد الجليل مشهورين بالعلم والفقه والدين فاقتدى بهما وأربى عليهما، قال: وكان سمحاً كريماً حسن الملتقى، جميل المحيا، وكان يتعصب لابن تيمية.
محمد بن محمد بن عبد الله الصوفي زين الدين المصري نادرة عصره في النوادر الطيبة ولقبه زوين، وكان يكثر الكون عند ابن الغنام فغضب عليه مرة فأمر بحبسه فكان كل من دخل عليه الحبس من أصحابه يسأله عن سبب غضب الصاحب عليه فيشير إلى قنينة فارغة علقها وكان ابن الغنام يلقب قنينة في صباه، فبلغه ذلك فبادر إلى إطلاقه.
محمد بن يحيى بن سليمان السكسوني جمال الدين المغربي المالكي كان عارفاً بالمعقولات إلا أنه طائش العقل، ولي قضاء حماة وطرابلس فلم يحمد، ثم ولي قضاء دمشق شهرين
بعد غلبة الظاهر فبدأ منه طيش أهين بسببه، وذلك أنه تصدى لأذى الكبار وتعزيز بعضهم، فكوتب فيه السلطان وعرفوه بثبوت فسقه فقدم مصر، ثم نفي إلى الرملة فمات بها في أوائل هذه السنة، قال ابن حجي: كان كثير الدعوى، ولما عزل عن القضاء وقف للسلطان بمصر وتشكى من غرمائه فقال له: أنا ما عزلتك، هم حكموا بعزلك فأخذ يعرض ببعض الأكابر فعملوا عليه حتى أخرجوه.
محمود بن أبي بكر بن أحمد ابن أبي بكر الوائلي شرف الدين ابن كمال الدين بن جمال الدين الشريشي، ولد سنة تسع وعشرين بحمص وأبوه قاضيها إذ ذاك، وأخذ عن والده وابن قاضي شهبة، حتى مهر في العلوم وتصدى للتدريس والإفتاء وكثر النفع به وقد حدث عن الحجار بالإجازة، ونشأ في عبادة وتقشف وسكون وأدب وانجماع، ودرس بالبادرائية وبالرواحية قليلاً وكان يكتب على الفتاوي كتابة حسنة حتى كان يقصد لذلك من الجهات البعيدة، وانتهت إليه وإلى رفيقه الشهاب الزهري رياسة الإفتاء، وله نظم ونثر.
قال ابن حجي: لم أر أحسن من طريقته ولا أجمع لخصال الخير منه، وكان يلعب بالشطرنج، مات في تاسع صفر عن خمس وسبعين سنة.
مقبل الرومي الشهابي شيخ الخدام بالمدينة، أصله من خدم الصالح إسماعيل بن الناصر ثم اختص بشيخو ثم يحسن، ثم انقطع بالمدينة ثم ولي المشيخة بها حتى مات.
منصور بن مظفر بن محمد بن المظفر اليزدي، ويقال له شاه منصور وهو ابن أخي شاه شجاع صاحب بلاد فارس، قتل في حروب وقعت بينه وبين تمرلنك وقتل معه أخوه شاه يحيى بن المظفر.
منطاش التركي الأشرفي، تقدم ذكره في الحوادث.
موسى بن أحمد بن منصور العبدوسي المالكي، كان عالماً عابداً صالحاً على طريقة السلف، نزل دمشق وعين للقضاء فامتنع ودرس وأفاد، ثم تحول على القدس وله أسئلة مفيدة واعتراضات واستنباطات حسنة، وكان على طريقة السلف، ومات ببلد الخليل بزاوية الشيخ عمر المجرد في جمادى.
نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم الكناني الحنبلي ناصر الدين قاضي الحنابلة بنابلس، سمع من عبد الله بن يوسف الحنبلي جزء ابن ملاس بإجازته من سبط السلفي، وبدمشق من أحمد بن علي الجزري، وبمصر من الحسن بن السديد الأريلي وإبراهيم القطبي وغيرهم، وتفقه ومهر في مذهبه، وناب في الحكم عن صهره نحواً من عشرين سنة، ثم استقل بعد وفاة حموه موفق الدين سبعا وعشرين سنة إلى أن مات في شعبان عن سبع وسبعين سنة، وكان دينا عفيفاً مصوناً صارماً مهيباً، محباً في الطاعة والعبادة، حدث ودرس وأفاد وأجاز لي بعد أن قرأت عليه شيئاً، قرأت بخط قاضي القضاة تقي الدين الزبيري وهو في جملة ما أجازنيه، قال: توفي القاضي ناصر الدين في نصف شعبان، وأقام قاضي الحنابلة بعد وفاة صهره القاضي موفق الدين ما يزيد على خمس وعشرين سنة، لم ينكب فيها يوماً ولا عزل ولا مرض بل يضحك على الناس كلما عزل أحد أو مات، إلى أن جاءه أمر الله فلم يضعف غير هذه الضعفة فمات فيها.
يحيى بن عبد الله بن بشارة الوزير تاج الدين أسلم هو وأخوه وأبوهما وكان اسمه يحنا - بضم أوله وفتح المهملة وتشديد النون - فسمي يحيى، وباشر نظر الخاص مدة ثم ولي الوزارة بسعي منه على والده، ثم صرف في دولة الظاهر،
ولما قدم الظاهر سنة ثلاث وتسعين اختفى، ثم قبض عليه في هذه السنة وسجن بالقلعة، فمات في جمادى الأولى، ومات أبوه في سنة ثلاث وتسعين.
شاه يحيى بن المظفر تقدم قريباً مع أخيه منصور.
أبو بكر بن عثمان بن العجمي زين الدين الحلبي نزيل القاهرة، سمع الحديث ببلده واشتغل بالآداب فمهر فيها وطارح الصلاح الصفدي بقصيدة شهيرة أجابه عنها وهي في " ألحان السواجع " للصفدي، وولي التوقيع بالقاهرة، وكان يكتب خطاً حسناً وينظم شعراً وسطاً ونثره كذلك مع دين وخير ومحبة في العلم، مات عن سبعين سنة أو أكثر.
أبو الطيب بن علي بن أحمد الفوّي سمع الكثير بعناية أبيه من أصحاب الفخر، وتفقه قليلاً، ثم دخل في أمر الدولة فقطع لسانه ثم بقية أعضائه، ثم مات عن أربعين سنة.
أبو تاشفين ابن أبي حمو موسى بن يوسف التلمساني من بني عبد الواد، خرج على أبيه وحاربه وجرت له معه خطوب وحروب إلى أن قتل أبوه في المحرم سنة 92، وأسر أخوه أبو عمر فقتله هو وملك تلمسان وصار يخطب لصاحب فاس لكونه نصره على أبيه ويقوم له كل سنة بمال إلى أن قام أبو زيان بن أبي حمو فجمع جموعاً ونزل على تلمسان وحصرها فكاده أخوه وفرق جمعه ووفد على صاحب فاس فجهز معه عسكراً في هذه السنة، فمات أبو تاشفين في شهر رمضان، فأقام وزيره أحمد ابن العز ولده فسار إليهم يوسف بن أبي حمو فقتل الصبي والوزير فخرج صاحب فاس إلى تلمسان فملكها وانقضت دولة بني عبد الواد بتلمسان وصارت لصاحب فاس.
أبو يزيد الدوادار كان خامل الذكر فاتفق أن السلطان استخفى عنده لما نازله الناصري ومنطاش، فلما عاد إلى السلطنة عظمه ثم قربه ثم رتبه في الدويدارية بعد بطا إلى أن مات في رجب.
أمة الرحيم ويقال أمة العزيز بنت الحافظ صلاح الدين العلائي أسمعها من الحجار وغيره وحدثت، ماتت في تاسع شوال، وكذلك أسماء أختها ماتت في العشرين منه.
فاطمة بنت تقي الدين الجعبري، حضرت على أسماء بنت صصري وسمعت من ابن الرضي وكان المزي جد أمها، وحدثت بدمشق.