الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأرسل به إلى الإسكندرية فسجنه واطمأن برقوق ونزع السلاح ونادى للعامة بالأمان، وكاتب بركة بما اتفق فأسرع العود وتلاقيا في الميدان وترجلا جميعاً وتعانقا وسارا إلى الرميلة ثم افترقا إلى منازلهما.
وفيها قتل محمد بن مكي الرافض بدمشق بسبب ما شهد به عليه من الانحلال واعتقاد مذهب النصرانية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك من القبايح وذلك في جمادى الأولى، وأرخه بعض أصحابنا في سنة ست وثمانين فالله أعلم وضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس وكان على معتقده.
وفيها حج المحمل اليمني أيضاً أرسله الأشرف بن الأفضل.
وفيها نازل القاهر صاحب أرزن العادل صاحب حصن كيفا فأكرمه وركب معه للصيد، وكان العادل خاله وتوجه العادل إلى اسعرد وقرر أمورها.
ذكر من مات
في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة
.
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن بحر بن سادن بن هلال الطائي برهان الدين بن شرف الدين القيراطي، ولد في صفر سنة ست وعشرين، تفقه واشتغل وتعانى النظم ففاق فيه، وله ديوان جمعه لنفسه يشتمل على نظم ونثر
في غاية الإجادة، واشتهرت مرثيته في الشيخ تقي الدين السبكي وبالغ الصفدي في تقريظه بسببها وطارحه بأبيات طائية أجاد القيراطي فيها غاية الإجادة، وله في محب الدين ناظر الجيش وفي تاج الدين السبكي غرر المدايح ورسالته التي كتبها للشيخ جمال الدين بن نباتة في غاية الحسن والطول، وكان مع تعانيه النظم والنثر عابداً فاضلاً، درس بالفارسية، وكان مشهوراً بالوسوسة في الطهارة، وقد حدث عن ابن شاهد الجيش بالصحيح وعن ابن ملوك وأحمد بن علي بن أيوب المستولي والحسن بن السديد الأربلي وشمس الدين بن السراج، وحدث عنه من نظمه القاضي عز الدين بن جماعة والقاضي تقي الدين بن رافع وغيرهما ممن مات قبله، وسمع منه جماعة من شيوخنا، وله في أبي مدايح حسنة ومطارحات، مات بمكة مجاوراً في ربيع الآخر، وله خمس وخمسون سنة إلا أشهراً.
إبراهيم بن عبد الله التروجي، كان ديناً عابداً محباً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يكثر من ذلك فيؤذي فلا يرجع، وكان دمث الأخلاق، وهو الذي قام على الفارعي وكفره وادعى عليه، مات في ربيع الأول.
إبراهيم بن محمد بن المجد البعلي برهان الدين، كان قاضي بعلبك ثم انفصل ثم طلبه النائب طلباً مزعجاً فتحيل ودخل إلى مغارة في بيته هارباً وأطبقها عليه فمات من ضيق النفس وكان معه مملوك له فبادر إلى الخروج فعاش وذلك في رمضان.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عسكر البغدادي الشيخ شرف الدين المالكي نزيل القاهرة، كان فاضلاً، قدم دمشق فولي قضاء المالكية بها، ثم قدم القاهرة في دولة يلبغا فعظمه وولاه قضاء العسكر ونظر خزانة الخاص، وقد ولي قضاء دمياط مدة، وحدث عن أبيه وابن الطبال وغيرهما، ولم يكن بيده وظيفة إلا نظر الخزانة فانتزعها منه علاء الدين بن عرب محتسب القاهرة فتألم من ذلك ولزم منزله إلى أن كف بصره، فكان جماعة من تجار بغداد يقومون بأمره إلى أن مات في سادس عشر شعبان وله أربع وثمانون سنة،
سمع منه من شيوخنا جماعة ومن آخر من كان يروي عنه شمس الدين محمد بن البيطار الذي مات سنة خمس وعشرين وثمانمائة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن سالم العجلوني العرجاني شهاب الدين بن خطيب بيت لهيا ولد في رمضان سنة سبع وستمائة، وسمع من الضياء إسماعيل بن عمر الحموي وابن الشحنة وحدث، وكان من الرؤساء مات في المحرم.
أحمد بن محمود بن محمد الجعفري النقشواني شيخ الخانقاه الشميساطية بدمشق شهاب الدين بن تقي الدين، كان عالماً ديناً باشر المشيخة أربع سنين ومائة يوم، مات في شوال.
إسماعيل بن زكريا بن حسن الدامغاني ثم البغدادي أحد الأمراء ببغداد، وكانت له في عمارتها بعد الغرق والتخريب اليد البيضاء، مات في نصف رجب.
أبو بكر بن محمد بن أحمد بن أبي غانم بن أبي الفتح بن الجبال ويعرف بابن الصائغ وبابن عريف الصاغة حلبي الأصل دمشقي نشأ بالصالحية ويلقب عماد الدين، مولده في أوائل سنة سبع وسبعمائة، حضر على هدية بنت عسكر وعبد الأحد بن تيمية وغيرهما، وسمع من سليمان وعيسى المطعم وغيرهما وحدث عنهم وعن أحمد بن ضرغام بالقاهرة وغيره، مات في ربيع الآخر، سمع منه بمصر وكان يذاكر بأشياء حسنة وقسم ماله قبل موته بين ورثته وانقطع يحدث ببستانه بالزعيفرية.
حاجي بك بن شادي أحد الأمراء بالديار المصرية ولي طبلخانات، ومات في هذه السنة.
حسن بن عبد الله الصبان الشيخ أحد المشايخ المعتقدين، كان يسكن ظاهر باب النصر وأقعد بأخرة وكان أبي يعتقده، وذكر لي شمس الدين الأسوطي أنه غضب عليه فرمى بسهم في الهوى فقال أصابه فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات، مات الشيخ حسن في ربيع الآخر.
خضر بن عبد الله الكردي المهلل، كان يدور في الأسواق بدمشق ومعه كعك في عصا يبيعه ويرفع صوته بالتهليل ويذكر بالذكر، المأثور وكان معتقداً للناس فيه اعتقاد وتظهر له كرامات، مات في شهر رمضان وكانت جنازته حافلة جداً.
خطط اليلبغاوي أحد الأمراء ولي نيابة حماة وغيرها.
صالح بن عبد الله الجزيري كان يسكن بجزيرة أروى ويعتقده الناس مات في ربيع الأول وهو غير صالح المناوي المذكور في التي قبلها.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي الواسطي نزيل مصر الشيخ تقي الدين البغدادي شيخ القراء قدم القاهرة قديماً وتلا على التقي الصائغ وسمع من حسن سبط زيادة ووزيرة وتاج الدين بن دقيق العيد وجماعة، خرج له عنهم أبو زرعة بن العراقي مشيخة وهو آخر
من حدث عن سبط زيادة وتصدر للإقراء مدة وانتفع به الناس ودرس للمحدثين بالشيخونية ودرس القراءات بجامع ابن طولون، مات في تاسع صفر، عاش تسعاً وسبعين سنة، قرأ عليه شيخنا العراقي بعض القراءات وشرح الشاطبية ونظم غاية الإحسان لشيخه أبي حيان أرجوزة ووقف عليها شيخه وقرظها وسميه الشيخ تقي الدين الواسطي المقري رحمهما الله تعالى.
عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله بن المعمر البكري الواسطي نزيل دمشق، قدمها في حدود الأربعين ونزل بالشميساطية، وكان عالي الإسناد في كتاب الإرشاد للعز القلانسي، وكان معمراً.
عبد الواحد بن حسن المغربي الصنهاجي ثم الزرعي نزيل الحرمين، كان عابداً خاشعاً معتقداً.
عثمان بن يوسف بن أحمد الطائي فخر الدين بن القواس الدمشقي، ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وحضر على عمر القواس وتفرد بالرواية عنه، وسمع من جد والده الزين أحمد وغيره، وكان من قدماء الشهود بدمشق، عاش بضعاً وثمانين سنة، ومات في جمادى الآخرة.
عثمان الصرخدي فخر الدين، كان فاضلاً، مات في رجب رحمه الله تعالى.
علي بن إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي ثم الدمشقي علاء الدين بن تاج الدين، سمع من الحجار وولي قضاء طرابلس، مات في رجب
رحمه الله.
علي بن عمر بن منصور الحداد الدمشقي، كان فاضلاً ماهراً في الفقه رحمه الله.
علي بن محمد بن إبراهيم بن نصر الكردي الحاسب، حضر علي الحجار وغيره، وبرع في معرفة الحساب، مات في تاسع شوال عن اثنتين وسبعين سنة رحمه الله.
علي بن محمد بن عرب. تقدم في التي قبلها.
علي بن صالح صاحب ماردين، قتل في شعبان، واستقر بعده أخوه عبد الرحمن.
علي بن عصفور علاء الدين الدمشقي، أحد الرؤساء بها.
عمر بن المحب عبد الله بن المحب المقدسي، عني بالحديث وسمع الكثير، ومات في جمادى الآخرة.
عمر بن أبي القاسم بن معيبد الزبيدي تقي الدين وزير الأفضل صاحب اليمن.
قارا بن مهنا بن عيسى بن مهنا أمير عرب آل فضل، تقدم ذكره في الحوادث، ومات معتقلاً، وكان ينطوي على دين وشجاعة وسلامة باطن، جاوز السبعين.
محمد بن أحمد بن الحسن الحنبلي صلاح الدين بن الشيخ شرف الدين بن شيخ الجبل، سمع الكثير بعناية أبيه وحدث، مات في شهر رجب رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن عيسى بن المظر بن محمد عز الدين بن السيجي الأنصاري من بيت مشهور، ولد في شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة، وسمع من جماعة وهو كبير وحدث، وكان من قدماء مباشري الجامع الأموي، مات في ذي القعدة، وقد عمر
رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن مزهر شمس الدين كاتب بيت المال بدمشق، كان أحد الرؤساء بها، ولي وكالة بيت المال مدة وهو أخو بدر الدين بن مزهر الذي ولي كتبة السر بعد هذا بمدة، قالوا: وكانت عنده جرأة ومجازفة في الكلام، مات في شوال رحمه الله.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق أبو عبد الله التلمساني المالكي العجيسي ولد بتلمسان سنة إحدى عشرة وسبعمائة وسمع بالمغرب من منصور المشدالي وإبراهيم بن عبد الرفيع وأبي زيد بن الإمام وأخيه أبي موسى ورحل قديماً فسمع بمكة من عيسى الحجي وغيره وبمصر من أبي الفتح بن سيد الناس وأبي حيان وغيرهما وبدمشق من ابن الفركاح وبالمدينة من الحسن بن علي الواسطي خطيب لامدينة ومحمد بن محمد بن خلف المطري وغيرهما، وكان قد تقدم في بلاده وتمهر في العربية والأدب والأصول ثم رحل ثم رجع فتقدم أيضاً ثم قدم مصر سنة ثلاث وسبعين فدرس بالصرغتمشية والشيخونية والنجمية بمصر، وكان يكتب خطاً حسناً، وله شرح الشفاء رأيته بخطه لم يكمله وشرح العمدة في خمس مجلدات جمع فيه بين كلام ابن دقيق العيد وابن العطار والفاكهاني وغيرهم، قال ابن الخطيب: كان مليح الترسل حسن اللقاء كثير التودد طيب الحديث ممزوج الدعابة بالوقار والفكاهة بالتنسك أبو الحسن وأقبل عليه إقبالاً عظيماً، فلما مات أفلت من النكبة في وسط سنة اثنتين وخمسين ودخل الأندلس فاشتمل عليه سلطانها وقلده الخطابة ثم رجع إلى باب أبي عنان في سنة أربع وخمسين، وقد عني بالحديث ولقاء المشايخ وتكثيرهم حتى بلغ عدد شيوخه ألف شيخ ثم تقدم عند أبي سالم ثم وقعت له الكائنة المشهورة فانتهبت أمواله
وأقطعت رباعه واصطفيت أمهات أولاده وتمادى به الاعتقال إلى أن وجد الفرصة فركب في البحر إلى المشرق وتقدمه أهله وأولاده في وسط رجب عام أربعة وستين، ثم كتب ابن مرزوق في حاشية تاريخ ابن الخطيب: أنه وصل إلى تونس في رمضان سنة خمس فلقي بها من الإكرام والاحترام أضعاف ما كان يأمله وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان وتداريس أكثر المدارس واستمر بها إلى أن مات السلطان سنة إحدى وسبعين فاستمر مع ولده وابن أخيه على ذلك إلى سنة ثلاث وسبعين فركب البحر في شهر ربيع الأول فقدم القاهرة فاجتمع بالأشرف فأحسن إليه وأجرى عليه راتباً وولي المدارس بالقاهرة، وكان حسن الشكل جليل القدر، مات في ربيع الأول رحمه الله تعالى.
محمد بن أحمد بن هبة الله الشافعي زين الدين بن الأنصاري، كان متجملاً كثير المال عارفاً بصحبة الأكابر وله مكارم وصدقات ومعرفة بأمور الدنيا، وقد ولي قضاء دمنهور والبحيرة وغيرهما ومات في رجب.
محمد بن أبي بكر بن علي بن محمود الجعفري زين الدين الأسيوطي تفقه على الدمنهوري، وكتب الخط الحسن وشارك في الفضائل، وولي قضاء بلده وكان صارماً في أحكامه، وبنى بأسيوط مدرسة تنسب إليه.
محمد بن عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن البعلي شمس الدين بن تقي الدين البعلبكي حضر على عيسى المطعم وأبي الفتح بن النشو وغيرهما بعناية عمه ثم طلب بنفسه فسمع الكثير، وكان فصيح القراءة وقرأ على البرزالي، وجلس تحت الساعات، وكان موثوقاً به بين الشهود، مات في ذي الحجة.
محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن محمد أبو عبد الله بن أبي مروان ابن الشيخ محمد المرجاني التونسي الأصل الإسكندراني الدار نزيل مكة ولد سنة أربع وعشرين، وكان خيراً صالحاً صاحب عبادة وانجماع ومعرفة بالفقه وعناية بالتفسير، وكان يعرف علم الحرف مات في شوال.
محمد بن محمد بن غانم جمال الدين بن ناصر الدين أحد الرؤساء بدمشق رحمه الله تعالى.
محمد بن هبة الله بن عيسى الأنصاري عز الدين بن السيرجي ولد على رأس القرن، وسمع وهو كبير وباشر الجامع وحدث، مات في ذي القعدة.
محمد بن يوسف بن عبد الله بهاء الدين بن يونس شاهد أولاد السلطان حسن كان أحد الرؤساء بالقاهرة مات في جمادى الآخرة.
محمد بن يوسف بن علي بن إدريس الحرازي ناصر الدين الطبردار سبط العماد الدمياطي ولد بدمياط سنة ست وتسعين وستمائة وسمع كتاب الخيل تأليف الدمياطي منه وسمع عليه كتاب العلم للرهبي أيضاً وتفرد بالرواية عنه بالسماع وحدث ورحلوا إليه ومات في شهر ربيع الأول أو في رجب وله أربع وثمانون سنة.
محمود بن أحمد بن صالح شرف الدين الصرخدي نزيل دمشق تفقه على الفخر المصري وأفاد ودرس وكان ناسكاً خاشعاً عابداً يصفر بالحناء وانقطع أخيراً عن حضور المدارس لضعف بصره، قال ابن حجى أخبرني أبي قال كان أول ما قدم علينا كنا نشبه طريقه بطريق النووي، مات في مستهل ذي القعدة.
ياقوت الحبشي الرسولي شيخ الخدام بالحرم الشريف النبوي يلقب افتخار الدين، مات في رمضان وقد أقام في المشيخة إحدى وعشرين سنة.
سطلمش أحد الأمراء الكبار بمصر، عمر دهراً وحج بالناس سنة إحدى وخمسين، وكانت له همة وعبادة، يقال إنه قارب التسعين.