المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة من الاعيان

- ‌سنة ثمان وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثماني وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة من الأكابر

- ‌سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر بقية الحوادثالكائنة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من توفىمن الأعيان سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

بما يعتمده محضراً، فجاء الجواب بالتنكيل به، فبلغه فهرب إلى زاوية الشيخ شمس الدين القونوي فاستجار به فأجاره ابن الشيخ فغضب الشيخ، وكان الشيخ يشطح في حقه وحق غيره فبلغ الحاجب فغضب وأرسل إليه الجمادرة ليحضروا الشيخ وابنه والوالي فمنعوا أنفسهم ووقع بينهم مقاتلة فشج الشيخ في رأسه، ثم غلبوا فأحضروا إلى الحاجب، فأحضر القضاة وعرضوا عليهم أمرهم، وأحضروا السلاح الذي قاتلوا به، وأمر بكتب محضر بصورة الحال فأنكر الشيخ أن يكون عرف بحضور ابن لبان وإنما ابنه فعل ذلك، فانفصل، الحال على أن ضرب الوالي وابن الشيخ وسجنا بالقلعة، وتوجه الشيخ إلى منزله، وذلك في شعبان، وحصل للشيخ من ذلك غم كثير وأقام في زاويته بالمزة وأقصر مما كان فيه من الإنكار ومراسلة الأمراء، وكان للناس فيه اعتقاد كبير، ورسائله إلى الحكام لا ترد. فلما كان في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وصل المرسوم السلطاني إلى الشيخ بالتعظيم والإكرام وبطلب الذين قاموا عليه وتمكينه من تعزيرهم، ووصل إليه كتاب بالتعظيم والتبجيل والإكرام وبطلب الدعاء منه، فأحضر النائب إليه أربعة فربط واحداً منهم في شجرة وأمر بسجن آخر، وزال ما عند من الانكسار ورجع إليه إلى حالته الأولى.

وفيها كائنة الشيخ شمس الدين محمد بن خليل الجزري الحنبلي المنصفي كان إمام مدرسة الضياء بسبب فتواه بشيء من مسائل ابن تيمية فأحضره ولي الدين قاضي دمشق وأراد ضربه ثم سجنه فشفع فيه الحنبلي ومنعاه من الفتوى، وذلك في رمضان.

‌ذكر من مات

في سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

.

إبراهيم بن حسين بن الملك الناصر أخو الملك الأشرف شعبان كان خيراً ديناً، وقد ذكر للسلطنة فلم يتم ذلك، مات في جمادى الآخرة.

ص: 240

أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود الأذرعي، شهاب الدين، نزيل حلب، ولد سنة سبع وسبعمائة، وتفقه بدمشق قليلاً، وناب في بعض النواحي في الحكم بها، ثم تحول إلى حلب فقطنها، وناب في الحكم بها، ثم ترك وأقبل على الاشتغال والتصنيف والفتوى والتدريس وجمع الكتب حتى اجتمع عنده منها ما لم يحصل عند غيره، وظفر من النقول ما لم يحصل لأهل عصره وذلك بين في تصانيفه، وتعقب المهات للأسنوي بقدر حجمها، والذي بيضه منها إلى النكاح في أربع مجلدات وهو ثبت في النقل وسط في التصرفات قاصر في غير الفقه وأجاز له القاسم بن عساكر والحجار وغيرهما، وسمع من الكمال بن عبد وطائفة وجمع له شهاب الدين بن حجي مشيخة وتفقه بشيوخ عصره ومهر في الفن وكان اشتغاله على كبر، وله في ذلك حكاية ومنام ذكرها في خطبة كتابه التوسط، وسأل السبكي أسئلة شهيرة اسمها الحلبية وصنف شرحين على المنهاج وجمع على الروضة كتاباً سماه التوسط والفتح بين الروضة والشرح أكثر فيه من النقولات المفيدة، وانتهت إليه رئاسة العلم بحلب، مات في نصف جمادى الآخرة بعد أن حصل له عرج وقليل صمم وضعف بصره، وله شعر فمنه ما حكاه ابنه عبد الرحمن عنه وأخبرني أنه سمعه يقول: رأيت في المنام رجلاً وقف أمامي وهو ينشد:

كيف ترجو استجابة لدعاه

قد سددنا طريقه بالذنوب.

كيف لا يستجيب ربى دعائي

وهو سبحانه دعاني إليه.

ص: 241

مع رجائي لفضله وابتهالي

واتكالي في كل خطب عليه.

قال: وانتهبت وأنا أحفظ الأبيات الثلاثة، قرأت بخط الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة أن جمال الدين الطيماني أخبره أنه ذكر في مجلس الشيخ سراج الدين البلقيني شيئاً استغربه فقال: من أين هذا؟ قال فقلت له: من القوت للأذرعي، فطلبه فأحضرته فبقي عنده أياماً، ثم قال لي: رحمه الله لقد أفد، قلت: ولقد كنت أتعجب حين أطالع في تصحيح المنهاج لشيخنا وأجده يوافق الأذرعي في مواضع إلى أن وفقت على هذه الحكاية فعرفت أنه استعان بكلامه.

أحمد بن عبد الله المزي، شهاب الدين، كان رجلاً صالحاً حج ماشياً، وكان يصوم مع ذلك، مات في ربيع الأول سقط من سطح فمات شهيداً.

أحمد بن علي بن عبد الله الفارسي، شهاب، كان فاضلاً خيراً ديناً، مات في شهر ربيع الأول.

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن غانم بن واقد، شهاب الدين بن المحدث شمس الدين، سمع من القاسم بن عساكر وأبي نصر بن الشيرازي وغيرهما وحدث، وولي نقابة الحكم، مات بدمشق في رجب.

أحمد بن عبد الله التونسي، أبو العباس، مشهور بكنيته، وكان أحد الفضلاء بزي العجم.

أحمد بن محمد بن عبد المؤمن الحنفي، الشيخ ركن الدين القرمي، ويقال له أيضاً: قاضي قرم، قدم القاهرة بعد أن حكم بالقرم ثلاثين سنة، فناب في الحكم، وولي إفتاء دار العدل، ودرس بالجامع الأزهر وغيره، وجمع شرحاً على البخاري، استمد فيه من شرح شيخنا لبن الملقن، رأيت بعضه، وكان يزن بالهنات، مات في شهر رجب، سمعت الشيخ عز الدين بن جماعة يقول سمعت الشيخ ركن الدين يقول: شرف العلم من ستة أوجه: موضوعه، وغايته، ومائله، ووثوق براهينه، وشدة الحاجة إليه، وخساسة مقابه.

ص: 242

قال لنا الشيخ عز الدين: ولما ولي الشيخ ركن الدين التدريس قال: لأذكرن لكم في التفسير ما لم تسمعوه، فعمل درساً حافلاً فاتفق أنه وقع منه شيء فبادر جماعة وتعصبوا عليه وكفروه، فبادر إلى السراج الهندي وكان قد استنابه في الحكم فادعى عليه عنده وحكم بإسلامه، فاتفق أنه بعده حضر درس السراج الهندي ووقع من السراج شيء فبادر الركن وقال: هذا كفر، فضحك السراج حتى استلقى وقال: يا شيخ ركن الدين! تكفر من حكم بإسلامك! قال: فأخلجه.

أحمد بن محمد بن أبي العمران المحزومي الشافعي، أحد الفضلاء، مات شاباً.

أحمد بن محمد الأرموي الصالحي، كان من بقايا الأكابر، مات في رجب.

إسحاق بن عاصم، ويقال لعاصم أيضاً: محمد الهندي، نظام الدين، شيخ الخانقاه الناصرية بسرياقوس، كان ذا همة عالية مع لطاقة الذات وحسن الصفات، مات في ربيع الآخر بسرياقوس، وحمل إلى داره تحت قلعة الجبل فدفن بها.

إسماعيل بن أبي البركات بن أبي العز بن صالح الحنفي، المعروف بابن الكشك، عماد الدين، قاضي دمشق، وليه بعد القاضي جمال الدين بن السراج فباشر دون السنة وتركه لولده نجم الدين. ودرس بعدة مدارس بدمشق، وكان جامعاً بين العلم والعمل وكان مصمماً في الأمور حسن السيرة، عمر حتى جاور التسعين، مات في شوال أو بعده بدمشق من هذه السنة.

آقتمر عبد الغني التركي، تنقل في الإمرة، وتقلبت به الأحوال، وأول ما ولي طبلخاناة في حياة شيخون، ثم أعطى تقدمة ألف واستقر خزندارا، ثم ولي نيابة طرابلس في سلطنة الناصر حسن سنة تسع وخمسين، ثم أعاده يلبغا إلى أن استقر حاجباً كبيراً، ثم ولي نيابة الشام

ص: 243

في صفر سنة ثمان وخمسين، ثم أعيد إلى القاهرة حاجباً، ثم استقر في نيابة السلطنة بمصر سنة خمس وسبعين، ثم ولي نيابة طرابلس ثم صفد، ثم عاد إلى الحجوبية سنة ثمان وسبعين، ثم استقر نائب الغيبة لما حج الأشرف، ثم قبض عليه وسجن، ثم أعطي إمرة بغزة، ثم عاد إلى النيابة في سنة تسع وسبعين، ثم قرر أميراً كبيراً إلى أن مات وهو أمير كبير، رأس الميسرة في جمادى الآخرة، وكان ليناً سليم الصدر متواضعاً يرجع إلى خير.

أنس بن عبد الله الجركسي، والد برقوق، كان كثير البر والشفقة لا يمر به مقيد إلا ويطلقه ولا سيما إذا رأى الذين يعمرون في المدرسة التي ابتدأ ابنه بعمارتها، مات في شوال ودفن بتربة يونس ثم نقل إلى المدرسة وأعطي ولده الشيخ جلال الدين التباني ثلاثين ألف درهم فحج عنه وقيمتها إذ ذاك ألف وخمسمائة مثقال ذهباً، ويقال: إنه جاوز التسعين، واستقر في تقدمته قطلوبغا الكوكاي.

ايدمر الشمسي عز الدين، أحد كبار الأمراء، مات في صفر مطعوناً، وكان من أمراء الناصر أمره طبلخاناة، ثم تقدم إلى أن كان رأس الميمنة، وكان لين الجانب.

آلان بن عبد الله الشعباني، أحد كبار الأمراء، مات في رجب، والعامة يقول: علان بالعين المهملة بدل الهمزة، وكان أصله من مماليك حسن، وكان شجاعاً فأمر تقدمة بعد فتنة بركة، واستقر أمير سلاح حتى مات.

أبو بكر بن يوسف بن عبد القادر بن سعد الله بن مسعود الخليلي ثم الصالحي الحنبلي، عماد الدين، ولد سنة خمس وسبعمائة في صفر وسمع بعد العشرين وعني بالحديث، وطلب بنفسه، وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال: من فضلاء المقادسة، مليح الكتابة، حسن الفهم، له إلمام بالحديث، وقرأ بنفسه قليلاً، ونسخ لنفسه ولغيره كثيراً انتهى.

ص: 244

وحدث عن الحجار وعن أبي نصر بن الشيرازي وأبي الحسن بن هلال وغيرهم، مات في جمادى الأولى بدمشق.

جوكان الجركسي، ذكر في الحوادث وقد تقدم في السنة التي قبلها.

جويرية بنت أحمد بن أحمد بن الحسن بن مسوك الهكاري، تكنى أن أبيها سمعت من ابن الصواف مسموعه من النسائي وسمند الحميدي ومن علي بن القيم ما عنده من صحيح الإسماعيلي، وكانت خيرة دينة، أكثر الطلبة عنها، ماتت في صفر.

حسام بن أبي الفرج أحمد بن عمر بن محمد بن ثابت بن عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن ميمون بن محمد بن حسان بن سمعان بن يوسف بن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت، الفرغاني النعماني، نزيل بغداد، اشتغل كثيراً، وسمع الحديث من سراج الدين عمر بن علي القزويني، وله من أبي الفضل صالح بن عبد الله بن جعفر بن الصباغ إجازة، وأعاد بمشهد أبي حنيفة ببغداد، نقلت نسبه من خط ابن أخيه القاضي تاج الدين البغدادي لما قدم علينا من بغداد بعد العشرين وثماني مائة، وكان محمد قد قدم في أواخر زمن المؤيد فاراً من ابن قرا يوسف لأنه كان آذاه وجدع أنفه، ففر منه إلى القاهرة وألب عليه، فهم المؤيد بغزو بغداد وصمم على ذلك ثم خانه الأجل، فتحول تاج الدين بعد موت المؤيد إلى دمشق وولي بها بعض المدارس، ومات بها في وكان تاج الدين حدث بمسند أبي حنيفة جمع أبي المؤيد محمد بن محمود بن محمد

ص: 245

الخوارزمي بروايته عن عمه عن ابن الصباح عن مؤلفه وبروايته عن عبد الرحمن بن لاحق الفيدي عن علي بن أبي القاسم بن تميم الدهستاني إجازة عن مؤلفه سماعاً.

حسين بن أويس بن حسين، صاحب تبريز وبغداد، قتل بمواطاة أخيه أحمد بإشارة الشيخ خجا الكجحاني، وكان حسين شهماً شجاعاً، واستقر بعده أحمد في السلطنة، وقيل: كان ذلك في ربيع الآخر من السنة التي بعدها، وسيأتي.

داود بن زكريا التكروري، الشيخ زين الدين العباسي، من أصحاب الشيخ أبي العباس الضرير، وكان ممن يعتقد، مات في أواخر ذي الحجة.

سيف بن عبد الله المقدم، كان رأساً في الظلم، مهيناً، مات تحت العقوبة.

طشتمر بن عبد الله الشعباني، كان حاجباً صغيراً بدمشق، وناب في قلعة الروم سنة سبع وستين، وولي الحجوبية بدمشق سنة تسع وسبعين وبعدها، ثم ولي نيابة حماة، ومات بعينتاب في رجب، وكان صارماً شهماً.

عبد الله بن حسين بن طوغان، جمال الدين بن الأوحدي، كان خيراً كثير التلاوة وافر العقل، وانجب ولده شهاب الدين أحمد، مات في صفر.

عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن عتيق الأنصاري، جمال الدين بن حديدة، ولد سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وسمع على ابن شاهد الجيش وإسماعيل التفليسي وابن الأخوة وغيرهم، وعني بالحديث وكتب الأجزاء والطباق، وجمع كتاباً سماه المصباح المضيء في معرفة كتاب النبي وكان خازن الكتب بالخانقاه الصلاحية بالقاهرة، وربما سمي

ص: 246

محمداً، وكان يذكر أنه سمع من الحجار ولم يظفروا بذلك مع أنه حدث عنه بالثلاثينات بقوله، ومات في شعبان.

عبد الله القبطي، المعروف بالرقيق، كان كاتباً موصوفاً بالمعرفة، خدم عند اينبك، ومات في صفر مطعوناً.

عبد الوهاب بن عبد الله القلعي، مؤذن جامع القلعة وجامع شيخون، كان موصوفاً بحسن الصوت وطيب النغمة، مات هو ومحمد بن حسن البصري جميعاً، وكانا متناظرين.

عثمان بن محمد بن أيوب بن مسافر الإسعردي، الخواجا، التاجر في المماليك، هو الذي أحضر والد برقوق إلى القاهرة، وهو الذي أحضره من قبل أبيه في دولة الأشراف، وكان قد سعى في إبطال مكس الرمان بدمشق، فاجيب إلى ذلك، وكان له جاه وصيت في البلاد، وعمر بدمشق قيسارية مليحة، مات في رجب، وأسف عليه برقوق وصلى عليه وأكثر البكاء عليه.

عرفك بن موسى بن عرفك بن بدر بن محمد بن محمود بن رماح بن محمود المخزومي من عرب المشارقة، المعمر جاوز المائة، فقرؤوا عليه بالإجازة العامة من الفخر بن البخاري وغيره، وكان يكنى أبا حميضة، وكان يذكر أنه رأى الشجاعي ولا جين ويعرف القنص.

عطية بن منصور بن جماز الحسني، أمير المدينة، مات هو وأخوه نعير وابن أخيه هبة بن جماز بن منصور في هذا العام.

علان، تقدم في الهمزة.

علي بن شعبان، تقدم في الحوادث.

ص: 247

علي بن عبد الله اللحفي، المعروف بالمكشوف، ويقال له: أبو لحاف، لأنه كان مكشوف الرأس شتاءً وصيفاً، وكان شامياً سكن مصر، ويذكر عنه كرامات كثيرة، مات في صفر.

علي بن أبي الفضل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن فلاح الإسكندري ثم الدمشقي، العطار، علاء الدين، كان من بيت الرواية والفضل، ولد سنة سبع وتسعين وستمائة، وسمع من القاضي نجم الدين بن صصرى مشيخته تخريج العلائي، ومن علاء الدين بن العطار أربعي النووي، وكان لما كبر نزل الحانوت وافتقر، وانقطع بمسجد إلى أن مات في ربيع الأول وله بضع وثمانون سنة، وحدث، ولو أسمع على قدر سنه لكان من أعلى أهل عصره إسناداً.

علي بن قشتمر التركي، ولي نيابة الكرك ثم الإسكندرية، وأمر تقدمة بمصر بعد الأشرف، واستقر حاجباً ثانياً إلى أن مات في شهر ربيع الأول، واستقر في تقدمته تغرى برمش، وترك لأولاده عدة إقطاعات.

عمر بن إسماعيل بن عمر بن كثير، عز الدين بن عماد الدين، عني بالفقه، وكتب تصانيف أبيه، وولي الحسبة مراراً ونظر الأوقاف، ودرس بعده أماكن، وعاش خمساً وأربعين سنة، مات في رجب.

عمر بن عثمان بن أبي القاسم عبد الله بن معمر، كمال الدين المعري، اشتغل قليلاً، وعني بالفقه، ويقال: إن شرف الدين البارزي أذن له فولي قضاء بلده ثم طرابلس ثم حلب في سنة ثلاث وخمسين، ثم تكررت ولايته لها وأقام مرة من سنة تسع وخمسين إلى سنة إحدى وسبعين، ثم ولي دمشق بعد تاج الدين البكي إلى أن عزل منها سنة خمس وسبعين، ثم أعيد في سنة تسع وسبعين، ثم عزل، ثم أعيد إلى أن مات. قال ابن حجي: سمعنا منه، وكان يحفظ الدرس جيداً، ويذاكر بأشياء حسنة، وخلف مالاً طائلاً، وقد حدث عن الحجار وغيره، ولم يكن مشكوراً في الحكم ولا متورعاً فيه، بل

ص: 248

كان يأخذ الرشوة ظاهراً على ما قيل، مع أنه كان يكثر الصوم والحج والعبادة، ومن العجيب أنه ولي دار الحديث الأشرفية انتزعها من الحافظ عماد الدين بن كثير مع أن شرطها أن تكون مع أعلم أهل البلد بالحديث، فمقته الطلبة وعدوا عليه غلطات وفلتات، منها أنه قال: الجهبذ فنطق بها بضم الجيم وفتح الهاء، وكان طلق الوجه كثير السكون كثير المال والسعي، وكان يكتب خطاً حسناً، ونسخ بخطه كتباً، وكان يحفظ الدرس جداً ويذاكر بوفيات وغيرها، وكان عارفاً بالأحكام والمصطلح، كثير التودد والمروءة، عاش إحدى وسبعين سنة، وأول ما ولي قضاء بلده في سنة ثلاث وثلاثين، فكان يقول: ليس في قضاء الإسلام أقدم هجرة مني، مات في رجب.

فاطمة بنت أحمد بن الرضي الطبري، أم الحسن، سمعت على جدها تساعياته وغيرها وحدثت، ماتت في ذي الحجة أو في أوائل شوال.

فاطمة بنت الشهاب أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الحرازي والدها المكية ثم المدينة، سمعت على جدها لأمها الرضي الطبري الكثير، وسمعت على أخيه الصفي حضوراً، وأجاز لها الفخر التوزري والعفيف الدلاصي وأبو بكر الدشتي والمطعم وآخرون، وكانت خيرة، ماتت في شوال عن ثلاث وسبعين سنة.

فرج بن قاسم بن أحمد بن لب، أبو سعيد الثعلبي الغرناطي، برع في العربية والأصول، وشارك في الفنون، وأقرأ ببلده وأفاد، وولي خطابة الجامع بغرناطة، أخذ عنه شيخنا بالإجازة قاسم بن علي المالقي وذكر أنه مات في هذه السنة تقريباً، ورأيت له تصنيفاً في الباء الموحدة.

ص: 249

محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقي، أمين الدين بن الشماع، ولد سنة ثمان وتسعين وستمائة، وسمع من وزيره مسند الشافعي بفوت يسبر وصحيح البخاري، وسمع على التقي محمد بن عمر الحريري تفسير الكواشي بروايته عنه، ودرس في الفقه، وأذن له الشريف البارزي في الإفتاء، وناب عن عز الدين بن جماعة، وولي قضاء القدس عن السبكي الكبير، ثم ترك وجاور بمكة فمات بها في نصف صفر.

محمد بن حسب الله، الزعيم، التاجر، كان واسع الملاءة كثير الثروة مشهوراً بمعرفة التجارة، إلا أنه كان كثير الربا، مات بمكة.

محمد بن حسن المصري، رئيس المؤذنين بالجامع الأزهر وغيره، وكان مشهوراً بحسن الصوت وطيب النغمة، مات في شهر ربيع الأول، ومات معه رفيقه عبد الوهاب كما مضى.

محمد بن شكر، الشاهد بدمشق، كان يحج كثيراً، يقال: حد خمساً وثلاثين حجة، مات في جمادى الأولى.

محمد بن عبد الله بن العماد بن إبراهيم بن النجم أحمد بن محمد بن خلف، فخر الدين الحاسب، سمع من التقي سليمان والحجار وطبقتهما، واشتغل بالفقه والفرائض والعربية، وأفتى ودرس، وكان حسن الخلق تام الخلق، فيه دين ومروءة ولطف وسلامة باطن، مهر في الفرائض والعربية، وكان عارفاً بالحساب، وذكر لقضاء الحنابلة فلم يتم ذلك، مات راجعاً من القدس بدمشق.

محمد بن عثمان بن حسن بن علي الرقي ثم الصالحي، المؤذن، ولد سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة وسبعمائة، وسمع البخاري على عيسى المطعم وأبي بكر بن عبد الدائم وغيرهما، وحضر على التقي سليمان وسمع وهو كبير من المزي والجزري والسلاوي وغيرهم، وأجاز له الدشتي وطبقته من دمشق، وابن مخلفو ونحوه، وحسن الكردي، وعلي بن عبد العظيم الرسي، وعبد الرحيم الميساوي، وابن المهتار، والوداعي وابن مكتوم، وابن النشو، والشريف موسى،

ص: 250

والرشيد بن المعلم وغيرهم من مصر والإسكندرية، وخرج له ابن حجي مشيخة وقال: إنه كان أوحد عصره في التلقين، وكان على طريقة السلف من السكون والتواضع والعفة وكف اللسان، وكان عارفاً بعلم الميقات، ويقرئ الناس متبرعاً، مات في شعبان.

محمد بن علي بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن عباد، شمس الدين، شيخ زاوية قرية جبرين، مات في صفر، سمع من عمر أبيه صافي بن نبهان جزأين وحدث. سمع منه البرهان سبط بن العجمي، وأثنى عليه القاضي علاء الدين في تاريخ حلب.

محمد بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن عبد الله الزرندي الحنفي، قاضي المدينة بعد أبيه، كان فاضلاً متواضعاً، يكنى أبا الفتح، وهو بها أشهر.

محمد بن عمر بن عيسى بن أبي بكر الكناني المصري، زين الدين، سمع من وزيرة والحجار، وكان خيراً. ولي نيابة الحكم، وسمع منه نور الدين على ابن شيخنا سراج الدين بن الملقن بقراءة أبي زرعة بن العراقي.

محمد بن عمر بن مشرف الأنصاري الشراريبي، الملقب طقطق ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، وسمع من المزي وغيره وحدث، وكان شيحاً ظريفاً، يحفظ أشعاراً، ويذاكر بأشياء، ويتردد غلى مدارس الشافعية، مات في جمادى الآخرة.

محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن رشيد الجمالي السرائي الأصل الدمشقي، ولد بسراي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة سبع وسبعمائة، وقدم الشام كثيراً، وعني بالحديث على كبر وطلبه وقتاً، وسمع من الميدومي أظنه بالقدس ونحوه، وكتب بخطه وهو خط حسن، ونظم الشعر المقبول، وكتب عنه ابن سند وجماعة، منهم سبط بن العجمي، وكان ديناً خيراً، يكنى أبا حامد، وأبا المجد، وأبا الفياض، وكان فاضلاً، له نظم جيد، ومشاركة في العلم، وورع زائد. ولم يكن يملك شيئاً إلا

ص: 251

ما هو لابسه، وكان تارة يمشي بطاقية ولا يتكلف هيئة مع التواضع والبشاشة وحسن الخلق والخلق، وكان العلماء يترددون إليه، ولا يقوم لأحد، ولا يملك شيئاً ولا يقتنيه.

محمد بن محمد بن محمد، شمس الدين بن السيوري، انتهت إليه الرياسة في حسن الضرب بالعود، وكان عارفاً بالموسيقى حسن الخط، مليح العشرة، وله أقطاع تعمل في السنة ألف دينار، وكان يقول إنه من ذرية عمار بن ياسر، رضي الله عنه، مات في صفر.

محمد بن محمد بن دقيق، شمس الدين بن ولي الدين، ناب في الحكم، وولي بعض الخوانق.

محمود القازاني، شاد الاوقاف بدمشق، قتل في تجريدة التركمان في جمادى.

نعير بن منصور. وابن أخيه هبة بن جماز، تقدما في عطية.

يعقوب بن عبد الله المغربي المالكي، كان عارفاً بالفقه والأصول والعربية، انتفع به الناس، ومات في صفر.

يوسف بن ماجد بن أبي المجد بن عبد الخالق المرداوي، ولي الدين الحنبلي، كان فاضلاً في الفقه، وامتحن مراراً بسبب فتياه بمسألة ابن تيمية في الطلاق، وكذا في عدة من مسائله، وقد حدث عن الحجاز وابن الرضي والشرف بن الحافظ وغيرهم، وكان شديد التعصب لمسائل ابن تيمية، وسجن بسبب ذلك، ولا يرجع حتى بلغه أن الشيخ شهاب الدين بن المصري، حط على ابن تيمية في درسه بالجامع فجاء إليه فضربه بيده وأهانه، مات في تاسع عشر صفر.

يوسف بن أبي راجح محمد بن إدريس بن غانم بن مفرح العبدري، جمال الدين الشيبي الحجبي، شيخ الحجبة، مات بمكة.

ص: 252