الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان أبو بكر المذكور استوزره عبد العزيز بن أبي الحسن المريني في سنة ثمان وستين فقام بأموره أتم قيام حتى مات سلطانه فقرر في السلطنة ولده محمداً وهو صبي وحجر عليه واستبد بالأمور، فثار عليهم أبو العباس هذا في سنة خمس وسبعين ولم تزل الحري دائرة بينهم إلى أن غلب أبو العباس على فاس في سنة ست وسبعين بعد أن أمر أبا بكر ثم قبض عليه فأخرجه إلى عيتابة فأقام بها مسجوناً فاغتنم الفرصة ووثب على أميرها واستقل بإمارتها إلى أن نازله أبو العباس فخرج عليه بالعساكر في هذه السنة.
ذكر من مات
في سنة تسع وسبعين وسبعمائة من الأعيان
أحمد بن إبراهيم بن وهيبة الصلتي قاضي حمص وبعلبك، ولد سنة ثمان وعشرين واشتغل ومهر، مات في جمادى الآخرة وله إحدى وخمسون سنة رحمه الله.
أحمد بن علي بن عبد الرحمن العسقلاني الأصل المصري الشهير بالبلبيسي الملقب سمكة كان عارفاً بالفقه والعربية والقراءات، وكان الأسنوي يعظمه وهو من أكابر من أخذ عنه، واشتغل وبرع وأذخ عن علماء عصره، وسمع من الميدومي وغيره، ورافق شيخنا العراقي في سماع الحديث، وقرأ بالروايات، وكان خيراً متواضعاً. مات في المحرم.
أحمد بن قوصون التركي أحد الأمراء، وكان ساكناَ خيراً ديناً، مات في ذي الحجة.
أحمد بن يوسف بن مالك الرعيني أبو جعفر الغرناطي الأندلسي ارتحل إلى الحج فرافق أبا عبد الله بن جابر الأعمى فتصاحبا وترافقا إلى أن صارا يعرفان بالأعميين، وسمعا في الرحلة من أبي حيان وأحمد بن علي الجزري والحافظ المزي وغيرهم، وكان أبو جعفر شاعراً ماهراً عارفاً بفنون الأدب، وكان رفيقه عالماً بالعربية مقتدراً على النظم، واستوطنا البيرة من عمل حلب، وانتفع بهما أهل تلك البلاد، ونظم أبو عبد الله البديعية فشرحها
أبو جعفر، وصنف أبو جعفر أيضاً في العروض والنحو وكان أبو جعفر كثير العبادة، مات عن سبعين سنة.
أحمد بن أبي الخير اليمني الصياد أحد المشهورين بالصلاح والكرامات من أهل اليمن، كان محافظاً على التقوى معظماً في النفوس، ويقال إنه اجتمع هو ورجل من الزيدية فتوافقا على دخول الخلوة وإقامة أربعين يوماً بغير أكل ولا شرب، فضج الزيدي من رابع يوم فأخرج وثبت ابن الصياد إلى آخر الأربعين فتاب الزيدي على يده هو وجميع من معه، مات في شوال وله أربعون سنة.
إسماعيل بن سلطان الكردي، أحد من كان يعتقد بدمشق. وكان يأكل من كسب يده وله نظم، مات في شوال.
آقتمر الحنبلي الصالحي كان من مماليك الصالح إسماعيل، وولي رأس نوبة في دولة المنصور بن المظفر ثم خازن دار في دولة الأشرف ثم تقدم في سنة سبعين ثم نفاه الجاي إلى الشام ثم أعيد بطالاً ثم استقر رأس نوبة ثم نائب السلطنة بعد منجك، ثم عزل منها في أواخر دولة الأشرف لإنكاره على بعض خواصه ثم أعيد بعد الأشرف ثم نفاه أينبك إلى الشام ثم قرره في نيابة الشام بعد مجيء طشتمر إلى مصر إلى أن توفي في هذه السنة في شهر رجب، وكان يعرف أولاً بالصاحبي، وكان يرجع إلى دين وخير وعنده وسواس كثير في الطهارة وغيرها، فلقب لذلك الحنبلي، وكان يحب الأمر بالمعروف وإزالة المنكر، واتفق في آخر عمره أن بعض مماليكه قبضوا على
امرأة أنكروا أمرها فاستغاثت وظن بعض العامة أنهم أرادوا بها الفساد فرجموهم فأدموا وجه أحدهم فشكوا إلى النائب فأمسك من وجد في ذلك المكان وأمر بقطع أيديهم فشفعوا فيهم فأمر بضربهم بالمقارع فضربوا، وغالبهم برئ فابتهلوا بالدعاء عليه فلم يقم إلا دون الشهر ومات، وكانت إمرته على دمشق عاماً واحداً وشهراً، ومات في جمادى الأولى.
أبو بكر بن بهادر بن سنقر الشاعر أسد الدين، كان كثير الهجاء وبلغ ديوانه مجلدات وكان شيعياً وكان يلقب أسد الدين وسيف الدين وكان له أقطاع وكان قد سمع من ابن مشرف ويقال كان صحيح العقيدة إلا أنه يحب أهل البيت وسلك في شعره طريق الإغراب وكان يوسوس عند النية ليقرنها بالتكبير في أول الصلاة فربما كرر التكبير حتى يفرغ الإمام من الرباعية وكان يدعى أنه يجتمع بالجن ويقال إنه اجتمع بابن تيمية فقال له: بلغني أنك تفضل بلالاً على علي، فقال ابن تيمية: أنا ما فضلته ولكن الله فضله، قال: في أين؟ قال: في قوله تعالى: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ". فقال له: في الاستدلال بهذه الآية على المدعي نظر، قال: اجلس أقرره لك، فأبى وقال:: بلغني أنك ما ناظرت أحداً فقطعك، ومات في جمادى الأولى.
أبو بكر بن دانيال عماد الدين، مات في ربيع الأول.
أبو بكر بن علي بن عبد الملك الماروني زين الدين المالكي قاضي دمشق بعد موت المسلاتي ثم قاضي حلب ثم عزل واستمر بدمشق بعد ذلك إلى أن مات،
وكان سمع من ابن مشرف مشاركاً في العلوم إلا أنه كان بذيء اللسان مع حسن صورته، مات فجاءة في شوال بدمشق وبلغ الستين.
أبو بكر بن يحيى بن غازي بن يحيى بن الكاس وزير صاحب فاس، تقدم ذكره في آخر الحوادث.
أبو بكر بن محمد بن أحمد بن عبد الواحد الطرسوسي ثم الدمشقي يعرف بابن أبي القاضي، سمع من عمه العماد على ابن أحمد الطرسوسي القاضي الحنفي وأبي نصر بن الشيرازي وغيرهما، مات في شوال.
الحسن بن أحمد بن هلال بن سعد بن فضل الله الصرخدي ثم الصالحي المعروف بابن الهبل الطحان ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وسمع من الفخر بن البخاري الجزء الثاني من الحربيات ومن التقى الواسطي الجزء الثاني من مسند أبي بكر لابن صاعد وأجاز له، وسمع بنفسه من التقي سليمان وأخيه ومن فاطمة بنت سليمان والدشتي وعثمان الحمصي وعيسى المغازي وغيرهم، حدث بالكثير ورحل الناس إليه، مات في صفر.
حسن بن عبد الله الكناني رئيس المؤذنين بالجامع الأموي، كان إليه المنتهى في حسن الصوت وطول النفس، مات في عاشوراء بدمشق.
حسن بن علي بن موسى الحمصي بدر الدين، سمع من أبي بكر بن قوام والعلم سليمان المنشد والبرزالي وغيرهم، ودرس بالخاتونية وناب في الحكم، وكان حسن الشيبة والخط، مات في تاسع ذي القعدة.
الحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر الدمشقي الأصل الحلبي أبو محمد بدر الدين، ولد بحلب سنة عشر وأحضر في الشهر العاشر
من عمره على إبراهيم وعبد الرحمن وإسماعيل بني صالح العجمي عشرة الحداد بسماعهم على يوسف بن خليل وأحضر على بيبرس العديمي وغيره، ورحل فسمع بالقاهرة جزء ابن عرفة على محمد ابن إبراهيم بن معضاد أنا النجيب وسمع بها من محمد بن غالي وعبد المحسن بن الصابوني ويحيى بن المصري وغيرهم، واشتغل وبرع إلى أن صار رأساً في الأدب والشروط، ثم انتقى وخرج وأرخ وتعانى في تواليفه السجع وكتب الشروط على القضاة وناب في الحكم ووقع في الإنشاء وصنف فيها ونسخ البخاري بخطه، واشتهر بالأدب فنظم ونثر وجمع مجاميع مفيدة ثم لزم منزله بأخرة مقبلاً على التصنيف والإفادة فمنها: درة الأسلاك في دولة الأتراك، وتذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه وكل منها منثور، وكان دمث الأخلاق حسن المحاضرة حميد المذاكرة وهو القائل:
وبي من بنات العرب هيفاء قدما
…
متى لاح حنى الغصن في الورق الخضر.
إذا مال في الطرف بالكنانة
…
يقول منادي خدها يا بني النضر.
مات ضحى يوم الجمعة حادي عشر شهر ربيع الآخر بحلب عن تسع وستين سنة وهو والد الشيخ زين الدين طاهر وقد ذيل على تاريخ أبيه.
خديجة بنت أحمد بن الطنبا المعروف أبوها بابن الحلبة سمعت من العماد البالسي وابن مشرف وهدية بنت عساكر وغيرهم، وحدثت وهي والدة شيخنا عمر البالسي، ماتت بحلب في رجب.
داود الكردي أحد من كان يعتقد بدمشق وكان لا يخالط أحداً ولا يقطع التلاوة يتلو القرآن كلمة كلمة ويتدبرها ويقوم الليل ولا يخرج من جامع تنكز بدمشق إلا نادراً، مات في شوال.
دنيا بنت الأقباعي المغنية الدمشقية، اشتهرت بالتقدم في صناعتها فاستدعاها
الملك الناصر حسن على البريد فأكرمها ثم وفدت على الملك الأشرف فحظيت عنده وهي كانت من أعظم الأسباب في إسقاط مكس المغاني، سألت السلطان في ذلك فأجاب إليه ثم أراد ابن آقبغا آص إعادتها فتكلم الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ ضياء الدين مع الأشرف وهو ضعيف فأنكر على ابن آقبغا آص ذلك واستمر إبطاله.
راشد بن عبد الله بن صالح التفتي قرية بعجلون، سكن دمشق، وكان كثير التلاوة جداً يجهرها، ويذكر أنه من ذرية معاذ ويغلط في ذلك فإن معاذاً لم يعقب، وكان يقرئ القآن، قرأ عليه خلق كثير ولم يكن لسانه يفتر، مات في ربيع الآخر.
زينة بنت أحمد بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يونس الموصلية، سمعت من عيسى المطعم وابن النشو وغيرهم، وحدثت بالكثير، ماتت في شعبان.
صالح بن أحمد بن عمر بن يوسف بن أبي السفاح الحلبي صلاح الدين أبو النسك كان يتعانى الكتابة فباشر وكالة بيت المال ونظر الأوقاف بحلب وكان رئيساً عالي الهمة حسن العشرة مشكور السيرة.
ومن إنشاده وما أدري هل هوله أو لغيره:
لا نلت من الوصال ما أملت
…
إن كان متى ما حلت عن يحلت.
أحببتكم طفلاً وها قد شبت
…
أبغي بدلاً ضاق على الوقت.
وكان قد تضعف في هذه السنة فخرج إلى الحج فمات ببصرى في شوال وله سبع وستون سنة، أرخه طاهر بن حبيب.
طشتمر اللفاف التركي تأمر في أخر دولة الأشراف ثم كان ممن قام مع قرطائ في تلك الفتنة واستقر أتابك العساكر ثم سكن في بيت أرغون شاه واحتاط على جميع موجوده، فلما ضعف في أول هذه السنة وثقل في المرض أوصى أن جميع موجوده ملك ورثة أرغون شاه، مات في ثالث المحرم مطعوناً.
طلحة بن محمد بن عثمان الشرمساحي تقي الدين موقع الحكم، تقدم في صناعته وبرع في فنه وولي ضهادة الخزانة وصاهر أبا البقاء وعظمت منزلته وقد حدث عن بعض أصحاب النجيب، مات في عاشر المحرم، وهو عم صاحبنا عز الدين ابن أبي طلحة.
عبد الله بن العلامة فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم المصري ثم الدمشقي جمال الدين بن الفخر المصري الفقيه الشافعي أبوه، ولد بعد سنة ثلاثين وأسمع على زينب بنت الكمال وجماعة فطلب بنفسه وكتب، مات في شعبان، وكان رئيساً محتشماً كريم النفس، خلف له أبوه مالاً كثيراً فأذهبه في النفقات وعني بالفقه على كبر وكان عند موت أبيه مشتغلاً بالتجارة فاستقر جمال الدين ابن قاضي الزبداني في تدريس الدولعية فباشرها نيابة عنه وشغله في المنهاج وغيره إلى أن تأهل ودرس وقد طلب الحديث بنفسه وقرأ وكتب واسمع أولاده.
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي أخو العلامة الحافظ شمس الدين، سمع مع أخيه من التقي سليمان كتاب العلم للمروزي ومن المجدي الفرج لابن أبي الدنيا ومن الحجار الأمالي لابن عفان ومن أبي نصر بن الشيرازي وابن سعد، مات في جمادى الآخرة وكان أحد شهود مجلس الحكم الحنبلي ويكتب خطاً حسناً.
عبد السلام بن محمد بن محمود بن روزبه بن إبراهيم الكازروني ثم المدني، أحد الفضلاء بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم مات في ربيع الأول.
علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم البعلبكي المقريزي علاء الدين ولد بدمشق وسمع بها واشتغل حنبلياً ثم قدم القاهرة بدر الدين بن الصائغ ونزوج ابنته أسماء سنة خمس وستين وكتب التوقيع والشهادة بالديوان عند آقتمر عبد الغني المعروف بالحنبلي النائب بديار مصر، وكان عاقلاً سنياً متديناً وهو والد العلامة تقي الدين، ومات في خامس عشرين رمضان.
علي بن الجمال محمد بن أبي بكر العبدري الشيبي، إمام مقام الحنفية بمكة. عني بالعلم في أواخر ذي القعدة بخليص وحمل إلى مكة ودفن بها.
أبو العباس الطرابلسي، كان فاضلاً ببلاده، مات في رمضان.
فاطمة بنت أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري أم الحسن بنت أبي العباس بن الرضي الإمام، سمعت من جدها الرضي وحدثت، وماتت في هذه السنة.
قرطاي بن عبد الله التركي أكبر القائمين على الأشرف وكان من مماليك طاز ثم كان ممن خدم عند يلبغا، فلما قتل يلبغا وأبعد من كان من جهته إلى أن ولي طشتمر الدويدار، فأعاد جماعة منهم هذا فاستقر رأس نوبة عند ولد السلطان وقدمه الأشرف، ثم كفر نعمته وأزال دولته وقتله وفرق الخزائن فمزقها في أسرع وقت ثم لم يتمتع بذلك بل مات بطرابلس قتيلاً وكان قد اتفق مع جماعة على الخروج على نائب الشام فعلم بذلك فأرسل من خنقه في رمضان.
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشامي جمال الدين أبو الفضل نزيل المدينة، تفقه بالعماد الحسباني وأخذ عن أبي العباس العنابي وتقي الدين بن رافع، وسمع من ابن أميلة
وغيره، وتخرج بالعفيف المطري وسمع بمصر وغيرها. وكان ترافق هو وعبد السلام الكازروني إلى مكة فيقال إنه دس عليهما سم بسبب من الأسباب فقتلهما فمات الشامي في صفر ثم الكازروني بعده بأيام وقد حدث باليسير ولم يكمل الأربعين.
محمد بن سليمان بن العماد السيرجي، تنقل في الولايات بدمشق ما بين توقيع الدست مكان أبيه والحسبة وغيرها، وكان قد حج في هذه السنة فمات في ذي الحجة قبل أن يصل إلى مكة.
محمد بن علم الدين صالح الأسنوي بدر الدين ناظر الأوقاف، جاور مكة فمات بعد رجوع الحلج في ذي الحجة.
محمد بن عبد الله الطرابلسي الحلبي الشافعي الفروع الحنبلي الأصول، صاحب بن القيم، حمل عنه الكثير، وكان فاضلاً مشهوراً وذهن جيد، وله نظم حسن، وكان قصيراً جداً، ولم يكن يعاشر الفقهاء، ودرس بالظاهرية. مات في رمضان.
محمد بن عبد الله المنوفي الفقيه المالكي، كان أبوه أحد المعتقدين، وكان من الفضلاء، مات في رمضان.
محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن زهرة الحلبي مجد الدين أبو سالم، جال في بلاد العجم ولقي العلماء بها واشتغل بالمعاني وغيرها وقال الشعر، وكان يذكر أنه سمع المشارق من محمد بن محمد بن الحسن بن أبي العلاء الفيروزابادي بسماعه من محمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري المعروف بالحنفية عنه وحدث بشيء من ذلك بحلب ومن نظمه:
أبا سالم اعمل لنفسك صالحاً
…
فما كل من لاقى الحمام بسالم.
مات في ربيع الأول.
محمد بن عيسى بن حسن بن حسين بن عبد المحسن الجزري الأصل الياسوفي ثم الدمشقي، سمع من أحمد بن الجزري، وصار نقيباً بالدرس وحدث، قال الشهاب ابن حجى، كان لا بأس به، مات في ربيع الأول وله نحو خمسين سنة.
محمد بن محمد بن إبراهيم البلبيسي مجد الدين الإسكندراني الأصل، موقع الحكم، سمع من الواني والمزي وغيرهما، وتفقه بالمجد الزنكلوني وأخذ عن ابن هشام وعني بالحساب فكان رأساً فيه وفي الشروط، وانتهت إليه معرفة السجلات، وكان يوقع عن المالكية وينوب عن الحنفية، عاش ستين سنة.
محمد بن محمد بن أحمد بن المغربل البصروي نزيل دمشق سمع من الشيخ شرف الدين الفزاري غالب سنن النسائي ومن علاء الدين الوداعي وغيرهما، واعتنى بالفقه والعربية، مات في جمادى الآخرة وقد أسن فإنه أدرك الشيخ برهان الدين الفزاري، وأخذ عن ابن مسلم الحنبلي، وقد حدث قديماً حتى أن الشيخ شهاب الدين بن الشيخ زين الدين القرشي ولي مشيخة الكندية، وحضر عنده أبو البقاء وغيره فحدث في الدرس عن هذا المغربل وهو حاضر وهو لا يشعر: قال ابن حجى: ولم يتفق لي السماع من المغربل إلا بهذه الطريق.
محمد بن محمد بن علي بن الشمس أحمد بن خلكان الأربلي الأصل ثم الدمشقي بدر الدين، سمع من الحجار وغيره، وحدث عن الحيلي بالمنتقي من البيهقي، ومات في ربيع الآخر عن اثنتين وستين سنة كان مولده سنة سبع عشرة وسبعمائة.
محمد بن محمد بن مشرف بن منصور بن محمود شرف الدين الزرعي قاضي عجلون كان من الفضلاء حسن السيرة مات بدمشق في ربيع الأول.
محمد بن محمد بن يحيى بن عثمان بن رسلان البعلي شمس الدين بن بدر الدين السلاوي يعرف بابن الشقراء ولد بعد سنة سبعمائة، وسمع في سنة سبع سبعمائة من شمس الدين ابن أبي الفتح وبعد ذلك من القطب اليونيني ومن جماعة، وحدث، أخذ عنه الياسوفي وابن حجى وغيرهما، وكان رجلاً خيراً مات في جمادى الأولى.
محمد بن مكيال اليمني بدر الدين أمير حرض والمهجم وغيرهما من بلاد اليمن زمن المجاهد، ثم خرج عليه وادعى أنه حسني وخطب له بالسلطنة على المنابر ومات المجاهد في غضون ذلك فنهض الأفضل لحربه إلى أن فر فلجأ إلى الإمام الزيدي بصعدة فأقام عنده حتى مات في هذه السنة.
محمود بن أحمد الحلبي الجندي الخلعي إمام فارس اشتغل كثيراً بحلب ومهر وحفظ كتباً وبحث وقرأ ثم قدم دمشق فمت بها وهو شاب وله دون الأربعين.
ميمون أبو وكيل التونسي المالكي أحد الفضلاء بالقاهرة.