الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي حمو بعد أن أخرجه من محبسه بفاس وصار أميراً على تلمسان من قبله وأرسل إلى بني عامر مالاً فغدروا بيوسف ابن أبي حمو وأرسلوه إلى أبي فارس، فقتله وبعث برأسه إلى أخيه أبي زيان واستمر أبو زيان في إمرة تلمسان عن أبي فارس.
وفي رجب أخذت الفرنج عدة مراكب تحمل الغلال إلى الشام.
وفي هذه السنة أشيع أن امرأة طال رمدها فرأت النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً فأمرها أن تأخذ من حصى أبيض في سفح المقطم أشيافاً وتكتحل به بعد سحقه ففعلت فعوفيت، فتكاثر الناس على استعماله وشاع ذلك ثم بطل.
وأوفى النيل ثامن عشرين مسرى وانتهت الزيادة في ذى الحجة إلى الحادي عشر من الثاني عشر فارتفعت الأسعار فأمر سودون النائب أن يتحدث ابن الطبلاوي في الأسعار ففعل فلم يزدد الأمر إلا شدة.
ذكر من مات
في سنة ست وتسعين وسبعمائة من الأعيان
إبراهيم بن خليفة بن خلف، خطيب برزة، كان خيراً معتقداً، مات في شعبان.
إبراهيم بن عبد الله بن عمر الصنهاجي المالكي برهان الدين القاضي، ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، وسمع من الوادي آشي وغيره، وتفقه بدمشق على القاضي بدر الدين الغماري المالكي، وتزوج بنته بعده وكان يحفظ الموطأ وولي قضاء دمشق غير مرة، أولها سنة ثلاث وثمانين، فلما جاء التوقيع لم يقبل وصمم على عدم المباشرة وامتنع من لبس الخلعة فولى غيره، ثم ولى في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين فامتنع أيضاً فلم يزالوا به حتى قبل، فباشر ثلاث سنين، ثم صرف
ومات في ربيع الآخر فجأة بعد أن خرج من الحمام وقد ناهز الثمانين وهو صحيح البنية حسن الوجه واللحية، قال ابن حجي: كان فاضلاً في علوم وكان يخالط الشافعية أكثر من المالكية ويعاشر الأكابر بحسن محاضرته وحلو عبارته.
أحمد بن إبراهيم بن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني السلطان أبو العباس بن أبي سالم بن أبي الحسن صاحب فاس ولقبه المستنصر بالله أمير المسلمين ثم اعتقل بطنجة فلم يزل حتى بعث ابن الأحمر صاحب غرناطة إلى محمد بن عثمان أمير سبتة أن يخرجه ويساعده، فركب إلى طنجة فأخرجه وبايع له وحمل الناس على طاعته وبايعه أهل جبل الفتح وأمده ابن الأحمر بعساكر، وكتب ابن الأحمر إلى الأمير عبد الرحمن بن أبي يغمراسن بموافقته ومعاضدته وكان بينهما بون فتصافيا ونازلوا فاس فجرح السعيد محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن سلطانها فاختل أمره وانهزم، وركب أبو العباس وحصر البلد في سنة خمس وسبعين إلى أن دخل سنة ست وسبعين، واستقل السلطان أبو الحسن بملك فاس والمغرب وأمر عبد الرحمن على مراكش، واستوزر أبو العباس محمد بن عثمان بن العباس وألقى إليه المقاليد، ثم غدر عبد الرحمن فأخذ من بلاد أبي العباس اربونة، فترددت الحرب بينهما إلى أن قتل عبد الرحمن في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين، ثم ملك تلمسان وهرب منها صاحبها أبو حمو ثم ثار موسى بن أبي عنان على أبي العباس ونزل دار الملك بفاس، فرجع أبو العباس فنزل تازي فتركه أهل عسكره وتوجهوا إلى موسى فآل الحال إلى أن غلب موسى وقيده وحمله إلى الأندلس فأكرمه ابن الأحمر ولم ينشب موسى أن مات فأقيم المستنصر بن أبي العباس في الملك فبلغ
ذلك ابن الأحمر فأخرج أبا العباس ليرسله إلى فاس، ثم بذا له فرده إلى الاعتقال فأرسل الواثق محمد بن أبي الفضل ابن السلطان أبي الحسن فتوجه إلى فاس فملكها في شوال سنة ثمان وثمانين وقبض على المنتصر فبعثه إلى ابن الأحمر ثم أرسل عسكراً فأخذوا سبتة فبلغ ابن الأحمر فغضب وطلب أبا العباس فأركبه البحر من مألقة إلى سبتة فوصلها في صفر سنة تسع وثمانين فاضطرب من فيها، واستولى على سبتة ثم سار إلى طنجة فملكها، ثم نازل فاس فملكها، وكان القائم في تلك الأمور كلها الوزير مسعود فقبض عليه وعذبه ثم قطعه قطعاً ولم يزل السلطان أبو العباس تتقلب به الأمور إلى أن مات في المحرم سنة ست وتسعين، فقام بعده ابنه أبو فارس فلم تطل مدته، ومات سنة ثمان وتسعين فقام أخوه ومات في يوم الفطر سنة تسع وتسعين، ثم قام أخوهما أبو سعيد عثمان.
أحمد بن أبي سالم بن أبي الحسن بن أحمد بن أبي عنان المريني، صاحب فاس، كان يلقب المستنصر أمير المسلمين، هو الذي قبله.
أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن أبي العباس الدمنهوري الأديب المعروف بالشاطر، صاحب النظم الفائق، تقدم في سنة 788.
أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد ابن أبي حفص الحفصي الهنتاتي، صاحب بلاد تونس وافريقية وغير ذلك من بلاد المغرب، والهنتاتي - بفتح الهاء وسكون النون بعدها مثناة وبعد الألف مثناة أخرى - يكنى أبا العباس - وكان يقال له: أبو السباع، ولي المملكة سنة اثنتين وسبعين في ربيع الأول، وكل من ذكر في عمود نسبه ولي السلطنة إلا أباه وجد أبيه، مات في شعبان، واستقر بعده ولده أبو فارس عبد العزيز.
أحمد بن يعقوب الغماري المالكي، كان فاضلاً في مذهبه، درس وأفتى وولي قضاء حماة، ثم صرف فأقام بدمشق إلى أن مات في ذي القعدة عن نحو من ستين سنة.
أبو بكر بن محمد بن الزكي عبد الرحمن المزي تقي الدين ابن أخي الحافظ جمال الدين، سمع الحجار والمزي وغيرهما وحدث، مات في المحرم عن خمس وسبعين سنة.
راشد بن عبد الله التكروري أحد المشايخ المجذوبين الذين يعتقدهم العامة، كان مقيماً بجامع راشدة الذي عند بركة الحبش، رأيته هناك وعنده سكون ويصيح أحياناً، مات بالمارستان.
رسلان بن أحمد بن إسماعيل الصالحي الذهبي، سمع من محمد بن يعقوب الجرائدي وأبي العباس الحجار وحدث بدمشق.
زكريا بن محمد بن أبي بكر الأمير أبو يحيى، لما مات أخوه السلطان أبو العباس أحمد واستقر في السلطنة بعده ولده أبو فارس عبد العزيز كان خشي من عمه فاستدعاه في مرض أبيه فدخل عليه فخشي عليه أخوه وأمره بالانصراف، فعاقه أبو فارس حتى مات أبوه وبويع بالسلطنة فقتل عمه في نصف ذي القعدة.
زينب بنت القاضي زين الدين البسطامي، والدة القاضي صدر الدين المناوي، كانت مقيمة بجامع الحاكم، ماتت في المحرم، ومشى الناس في جنازتها من هناك إلى المصلى الذي بالقرب من جامع المارداني لأجل ولدها.
زينب بنت أبي البركات البغدادية، كانت صالحة فبنى لها رباط بجوار خانقاه بيبرس بنته لها الست تذكار بنت الملك الظاهر بيبرس وصار كالمودع للنساء الأرامل وهو المعروف برواق البغدادية.
سلامة بن محمد بن سليمان بن فائد الخفاجي، أمير العرب بالبحيرة وهو المعروف بابن التركية، كان شجاعاً بطلاً، وقد ذكر في الحوادث، مات في ربيع الآخر.
عامر بن ظالم بن حيار بن مهنا، مات غريقاً بالفرات ومعه سبعة عشر نفساً من آل مهنا في وقعة بينه وبين عرب زبيد وقتل معه خلق كثير جداً.
عبد الله العمري كاتب السمسرة والد صاحبنا شمس الدين العمري موقع الدست.
عبد الرحمن المناوي خادم الشيخ صالح بمنية الشيرج، وكان ممن يعتقده المصريون، مات في جمادى الأولى.
عبد الرزاق بن عبد الله بن عبد الرزاق المصري كمال الدين ابن المطوع الشاهد، ولد سنة عشر أو بعدها، وسمع من أبي الفتح الميدومي وغيره واعتنى بالشروط وكتب الخط الحسن ونظم ونثر وأرخ الوقائع التي شاهدها، مات ثالث رجب سمعت من فوائده.
علي بن عبد الواحد بن محمد بن صغير علاء الدين بن نجم الدين بن شرف الدين رئيس الأطباء بالديار المصرية، كان فاضلاً مفنناً انتهت إليه المعرفة، وكان ذا حدس صائب جداً يحفظ عنه المصريون من ذلك أشياء، وكان حسن الصورة بهي الشكل جميل الشيبة، مات بحلب في ذي الحجة، ثم نقلته ابنته إلى مصر فدفنته بتربتهم، أخذ عنه شيخنا عز الدين ابن جماعة وكان يثني على فضائله وقد اجتمعت به مراراً وسمعت فوائده، وكان له مال قدر خمسة آلاف دينار قد أفره للقرض، فكان يقرض من يحتاج إلى ذلك برهن من غير استفضال بل ابتغاء للثواب.
قرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي: كان يصف الدواء للموسر بأربعين ألفاً ويصف الدواء في ذلك الداء بعينه للمعسر بفلس، قال: وكنت عنده فدخل عليه رجل شيخ فشكا شدة
ما به من السعال فقال له: لعلك تنام بلا سراويل؟ قال: إي والله! قال: فلا تفعل، ثم بسراويلك، فمضى، قال: فصادفت ذلك الشيخ بعد أيام فسألته عن حاله، فقال لي: عملت ما قال لي فبرئت، قال: وكان لنا جار حدث لابنه رعاف حتى أفرط فانحلت قوى الصغير، فقال له: شرّط أذنيه، فتعجب وتوقف، فقال: توكل على الله وافعل، ففعل ذلك فبرأ، قال: وله من هذا النمط أشياء عجيبة.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي الحسني الفاسي، ثم المكي أبو الفتح المالكي، سبط الخطيب بهاء الدين محمد بن التقي عبد الله بن المحب الطبري، سمع على عثمان بن الصفي أحمد بن محمد الطبري وغيره، وبالمدينة على الزين بن علي الأسواني والجمال الطبري وخالص البهائي وغيرهم، وأجاز له جماعة من مصر والشام وحدث، وكان مولده في ذي القعدة سنة 732 بمكة ومات بها في خامس صفر.
محمد بن أبي بكر الدمشقي بدر الدين ابن المصري، اشتغل بالعلم وأخذ عن التاج المراكشي، وكان أكبر الشهود بمجلس القاضي المالكي.
محمد بن بيبرس شاه الخادم بالشميساطية بدمشق، كانت له وجاهة، وكان حسن الخط، وولي مشيخة خانقاه الطواويس، ومات في جمادى الأولى.
محمد بن علي بن سالم الفرغاني، أحد شهود الحكم بدمشق، اشتغل بالقراآت وتلا بالسبع على اللبان وأقرأ، ومات في ذي الحجة.
محمد بن علي بن يحيى بن فضل الله بن مجلى العدوي المصري بدر الدين بن علاء الدين، كاتب السر، ولي كتابة السر وهو شاب بعد والده وباشرها وأبوه في مرض
موته وذلك في رمضان سنة تسع وستين، ولم يكمل حينئذ عشرين سنة، واستمر إلى أن عزل في أول الدولة الظاهرية بأوحد الدين، ثم أعيد بعد سنتين، ثم عزل بعلاء الدين الكركي، ثم أعيد ثم مات في هذه السنة في شوال، فباشر الوظيفة نيفاً وعشرين سنة، وكان مهيباً ساكناً قليل الكلام جداً قليل الاجتماع بالناس قصير البضاعة في البلاغة جداً إلا أن خطه حسن، وكان يستر نفسه بقلة الكلام وقلة الاجتماع. وكان يدعي أن ذلك من شأن وظيفته، وكانت له محاسن عديدة، وقام في مواطن محمودة، ونصيحته لمن يخدمه مشهورة، وعنوان شعره ما كتبه للملك الظاهر من دمشق لما تخلف مع منطاش:
يقبل الأرض عبد بعد خدمتكم
…
قد مسه ضرر ما مثله ضرر
والشغل يقضى لأن الناس قد ندموا
…
إذ عاينوا الجور من منطاش ينتشر
والله إن جاءهم من عندكم أحد
…
قاموا لكم معه بالروح وانتصروا
وقرأت بخط ابن القطان وأجازنيه أنه قرأ على الشيخ بهاء الدين بن عقيل، وعلى الحاوي في الفقه وفي ألفية ابن مالك حتى صار يعرب في القرآن وأنا حاضر والشيخ فخر الدين الضرير فيجيد ذلك، وكان والده قد حرص على أن يكون عالماً فشغلته الخدمة عن التمهر في ذلك، وكان واسع الجاه لكنه لا يملك نفسه عند الغضب وتصدر منه أمور صعبة رحمه الله تعالى.
محمد بن محمد بن داود بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمرو المقدسي الصالحي الحنبلي ناصر الدين، ولد سنة ثمان وسبعمائة وأحضر على محمد بن علي بن عبد الله النحوي جزء ابن ملاس وسمع على عم أبيه التقي سليمان شيئاً كثيراً وغيره وأجاز له الكمال إسحاق النحاس وأولاد ابن العجمي الثلاثة وتفرد بالرواية عنهم مات في رجب.
محمد بن أبي المكارم محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي ثم المكي المالكي، سمع على الزين بن علي الأسواني والجمال المطري، وأجاز له ابن الرضى وزينب بنت الكمال ويحيى بن المصري وآخرون، وكان صالحاً له عناية بالعلم ومعرفة بالأدب، وله نظم كثير، وقد حدث بمكة.
محمد بن محمد المليحي تاج الدين يعرف بصائم الدهر، ولي نظر الأحباس والجوالي والحسبة، وخطب بمدرسة السلطان حسن، مات في صفر، وكان ساكناً قليل الكلام جميل السيرة.
محمد بن مقبل التركي، تفقه في صباه وأحب مذهب الظاهرية فتظاهر به، وكان يحف شاربه ويرفع يديه في كل خفض ورفع، وكتب بخطه كثيراً جداً.
محمد بن موسى بن رقطاي الناصري ناصر الدين، أحد أمراء العشراوات، كان أبوه نائب السلطنة، وكان الولد نجيباً سريا جميل الصورة ضخماً خيراً، يحب سماع الحديث ويحضر عنده المشايخ في داره فتجتمع الطلبة عنده ويحسن إلى الشيخ عند ختم الكتاب وللقاريء سمعنا بمنزله على بعض شيوخنا، ومات في ذي القعدة منها.
مراد بن اورخان بن أردن علي بن عثمان بن سلمان بن عثمان التركماني صاحب الروم يقال إن أصلهم من عرب الحجاز وكان أول من نبه منهم سلمان فكان يغزو ومعه نفر من المطوعة وكان شجاعاً بطلاً فاشتهر بذلك وكثر أتباعه ثم مات، فقام ابنه عثمان مقامه، وفتح برسا واستوطنها في حدود الثلاثين ثم مات، فقام ابنه عثمان مقامه، وفتح برسا واستوطنها في حدود الثلاثين ثم قام ابنه أردن على مقامه فأربى على أبيه في الجهاد، وقرب العلماء والصلحاء وعمر الخوانك والزوايا ثم مات، فقام ابنه أورخان مكانه
ثم مات، فقام ابنه مراد فركب البحر ونازل ما وراء خليج القسطنطينة وأذلهم حتى بذلوا له الجزية ونشر العدل في بلاده، ولم يزل مجاهداً في الكفرة حتى اتسعت مملكته، ومات في حرب وقعت بينه وبين الكفار وعهد لابنه أبي يزيد، وكانت مدة مملكته عشرين سنة.
يحيى بن محمد بن علي الكناني العسقلاني أمين الدين الحنبلي، عم شيخنا عبد الله ابن علاء الدين، سمع الميدومي وغيره وحدث، ورأيته ولم يتفق لي أن أسمع منه.
يوسف بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن إسماعيل أبو الحجاج ابن الأحمر صاحب غرناطة وليها في سنة 2000.
أبو الفرج القبطي موفق الدين، ولي نظر الخاص وأضيف إليه نظر الجيش فباشرهما أحسن مباشرة، ثم ولى الوزارة فلم يحمد فيها وكان يسكن مصر.