الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من توفى
من الأعيان سنة سبع وتسعين وسبعمائة
إبراهيم بن داود الآمدي ثم الدمشقي أبو محمد نزيل القاهرة، أسلم على يد الشيخ تقي الدين ابن تيمية وهو دون البلوغ، وصحبه إلى أن مات، وأخذ عن أصحابه، ثم قدم القاهرة فسمع بطلبه بنفسه من أحمد ابن كشتغدي والحسن بن عبد الرحمن الأربلي وشمس الدين ابن السراج الكاتب وإبراهيم ابن الخيمي وأبي الفتح الميدومي ونحوهم وكان شافعي الفروع حنبلي الأصول ديناً خيراً متألهاً، قرأت عليه عدة أجزاء، وأجازني قبل ذلك، قلت له يوماً: حال القراءة رضي الله عنكم وعن والديكم، فنظر إلي منكراً ثم قال: ما كانا على الإسلام.
إبراهيم بن عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني برهان الدين نقيب الأشراف بمشق، مات في ذي الحجة وقد جاوز الثمانين لأنه ولد في ليلة الثاني من ربيع الأول سنة سبع عشرة، وكان رئيساً نبيلاً، ولي الحسبة في دمشق فحمدت سيرته، وهو والد المسند علاء الدين كاتب السر بدمشق، وقد ولي الحسبة بها مرة، وله سماع من أبي بكر ابن بحيرا.
إبراهيم بن علي بن منصور الحنفي أخو القاضي صدر الدين كان يتعانى الشهادة، وولي قضاء بعض البلاد الشمالية، ثم ولي الحسبة مدة، وكان لا بأس به قال ابن حجي، قال: ومات في ربيع الأول.
إبراهيم بن محمد القلقشندي جمال الدين أخو بدر الدين أمين الحكم، وكان جمال الدين موقع الحكم ومباشر أوقاف الحرمين وغيرها؛ مات في شعبان عن ستين سنة.
أحمد بن الحسن بن الزين محمد بن محمد بن القطب القسطلاني ثم المكي شهاب الدين، سمع من عيسى الحجي والنجم الطبري وغيرهما، وحدث وتكسب بكتب الوثائق، مات في رجب بطريق مكة عن نحو من سبع وسبعين سنة.
أحمد بن علي بن عثمان الفيشي المصري شهاب الدين الضرير المقرئ، أتقن القراآت على الشيخ تقي الدين البغدادي وغيره مات في صفر.
أحمد بن عمر بن يحي بن عمر بن يحي الكرجي شهاب الدين الدمشقي، ولد في صفر سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وأحضر على الحجار وحدث عنه، مات في المحرم.
أحمد بن...... البشبيشي والد صاحبنا جمال الدين عبد الله، قرأت بخطه أنه ولد سنة عشرة وسبعمائة، قال: ومات في سابع عشر ذي الحجة سنة 797.
إسماعيل بن شعبان بن حسين بن محمد بن قلاون زين الدين ابن الملك الأشراف، مات في رمضان.
الطنبغا بن عبد الله الأشرفي أحد الأبطال المشهورين، مات مسموماً بحلب.
بديع بن نفيس التبريزي صدر الدين الطبيب، قدم القاهرة وخدم الظاهر فرتبه في رياسة الطب شريكاً لعلاء الدين بن صغير، ومات في ربيع الأول.
أبو بكر بن عبد الله البجائي ثم المصري، قدم من بلاده واشتغل بالعلم، وقرأ المدونة وحصلت له جذبة فانقطع بقرب الجامع الأزهر بالأبارين، وكان للناس فيه اعتقاد يفوق الوصف، مات في سادس جمادى الآخرة ودفن بتربة الظاهر بجانب الشيخ طلحة، قرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري: كانت له جنازة عظيمة كيوم العيد أو الاستسقاء أو أكثر.
أبو بكر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي نزيل دمشق، اشتغل بالفقه والحديث ونظر في كلام الصوفية، مات في القدس في شوال وقد جاوز الستين،
قال ابن حجي: قدم من الموصل وهو شاب فكان يتكسب من الحياكة ويشتغل في أثناء ذلك بالعلم ويعاشر الصوفية، ولازم الشيخ قطب الدين مدة، وأدمن النظر في الحديث فعلق بذهنه شيء كثير منه، ثم اشتهر أمره وصار له أتباع وعلا ذكره وبعد صيته وتردد إليه الأكابر وحج مراراً، ثم اتصل أمره بالسلطان فبالغ في تعظيمه وزاره في داره بالقدس وصعد إليه إلى العلية وأمر له بمال فأبى أن يقبله، وكان يكاتب السلطان بالشفاعات الحسنة فلا يرده، وكان الشهاب الزهري ممن يلازم حضور مجلسه ويبالغ في تعظيمه، وكذلك الشيخ شمس الدين الصرخدي، ومن طريقته أنه لا يعامل أحداً من أصحابه ولا يأكل بعضهم لبعض شيئاً ولا لغيرهم، وكان يتكلم على الناس فيبدئ الفوائد العجيبة والنكت الغريبة، وكان يشغل في التنبيه ومنازل السائرين، وكان والده عبد الملك يذكر عنه أنه قال: كنت في المكتب ابن سبع سنين فربما لقيت فلساً أو درهماً في الطريق فأنظر أقرب دار فأعطيهم إياه، فأقول لقيته قرب داركم وله نثر ونظم.
أبو بكر محمد بن عيسى بن أبي المجد البعلي الأنصاري، قاضي بعلبك، مات في المحرم.
بلاط بن عبد الله المنجكي، أحد الأمراء بالقاهرة، مات في هذه السنة من شوال.
حمزة بن علي بن يحيى بن فضل الله العدوي عز الدين ابن كاتب السر، كان في حياة أبيه يلبس بالجندية، ثم ناب عن أبيه في كتابة السر ثم عن أخيه، وكان أكبر موقعي الدست، ومات بعده بدمشق يوم تاسوعاء، أنشدني عيسى بن حجاج لنفسه لما بلغه موت حمزة بعد موت أخيه بدر الدين:
قضى البدر بن فضل الله نحبا
…
ومات أخوه حمزة بعد شهر
فلا تعجب لذا الأجلين يوماً
…
فحمزة مات حقاً بعد بدر
وكان حسن الوجه، كثير التجمل، وكان بعد موت أخيه قد عين لكتابة السر، وقرأ على الظاهر الكتب والقصص فبغته الموت وانقضى به بيتهم.
خليل بن محمد بن عبد الله الأقباعي الحلبي عتيق شهاب الدين ابن العجمي، سمع من إبراهيم ابن العجمي، ومات في شوال.
رشيد بن عبد الله الهبي بضم الهاء وتشديد الموحدة وكان من أكابر الكارم، ثم رق حاله ومات في جمادى الأولى، وكان محباً في الصالحين.
سعيد بن نصر بن علي الشريف الحنبلي، كان من قدماء الفقهاء بدمشق، أفاد ودرس وأفتى وحدث، ومات في المحرم عن نيف وستين سنة.
عبد الله بن فرج بن كمال الدين النويري المصري جمال الدين، أحد نواب المالكي، مات في ربيع الآخر.
عبد الرحمن بن أسعد اليافعي، ولد الشيخ عفيف الدين اشتغل بفنون من العلم وحفظ الحاوي، وكانت تعتريه حدة وفيه صلاح وله شعر فمنه:
ألا إن مرآة الشهود إذا انجلت
…
أرتك تلاشي الصد والبعد والقرب
وصانت فؤاد الصب عن ألم الأسى
…
وعن ذلة الشكوى وعن منة الكتب
وله سماع من أبيه، وبالشام من ابن أميلة، وبمصر من البهاء ابن خليل، مات غريقاً بالرحبة بين الشام والعراق، وله ست وأربعون سنة لأنه كان لزم السياحة والتجريد.
عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الخير الشماخي الزبيدي محدث زبيد، مات في شعبان، أخذ عنه نفيس الدين العلوي وغيره.
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الإسفراييني الصوفي نور الدين
بن أفضل الدين ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وكان عارفاً بالفقه والتصوف، وله أتباع ومريدون، وقد حدث بالمشارق عن عمر بن علي القزويني عن أحمد بن غزال الواسطي عن الصغاني بالسماع وعن صالح ابن الصباغ إجازة عن الصغاني إجازة، وهو القائل:
زعم الدين تشرقوا وتغربوا
…
أن الغريب وإن أعز ذليل
فأجبتهم أن الغريب إذا اتقى
…
حيث استقل به الركاب جليل
مات وله خمس وسبعون سنة.
عبد الواحد بن ذي النون بن عبد الغفار بن موسى بن إبراهيم تاج الدين الصردي، سمع من علي بن عمر الواني جزء سفيان بن عبينة وصحيح مسلم بفوت، وولي القضاء بعض بلاد الريف، مات في جمادى الآخرة سمعت منه جزء سفيان وقليلاً من الصحيح.
علي بن عبد الله البندقداري الشافعي، مات في رجب.
علي بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهوريني نور الدين، سمع من ال زين بن علي الأسواني الشفاء للقاضي عياض، وحدث عنه وعن الوادي آشي، وقد ولي أبوه القضاء بالمدينة، وولي مشيخة خانقاه قوصون وكان مشكوراً، وتزوج بنت القاضي فخر الدين القاياتي، وعاش القاياتي بعده مدة، ولم أجد لي عنه سماعاً ما واستبعد أن يكون أجاز لي وناب في الحكم وولي أمانة الحكم،
مات في رجب، واستقر عوضه في مشيخة القوصونية تاج الدين عبد الله بن الميموني، وكان قد حفظ كتباً منها الشفاء والمقامات والإلمام وعرضها.
علي بن عبد الرحمن الخراساني، أحد العباد، أقام ببغداد مدة، وللناس فيه اعتقاد كبير، ثم وصل إلى القاهرة في ربيع الآخر فمات بها في هذه السنة.
علي بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي بن أبي سعد بن الحسن بن قتادة بن أدريس الشريف أبو الحسن الحسني أمير مكة وابن أميرها، ولي في أول شعبان سنة تسع وثمانين، فامتنع عنان من تسليم الأمر إليه وتقاتلوا في سلخ شعبان، فقتل كبيش بن عجلان وجماعة، ومضى إلى مصر فاستقر شريكاً لعنان ففر عنان إلى نخلة فتبعه علي فتقاتلوا فقتل مبارك بن عبد الكريم واستمر عنان بوادي مر وتوجه حسن بن عجلان إلى مصر، فأخذ عسكراً من الترك ورجع إلى أخيه، ثم وقع بينه وبين أخيه وشاركه محمد، ثم استقر عنان في نصف الإمرة وأن يكون القواد مع عنان والأشراف مع علي بن عجلان وأن يقيم كل منهما بمكة ماشياً ولا يدخلها إلا لضرورة فلم يتمش لهم حال ونهب ركب اليمن وبعض المصريين، ثم آل الأمر إلى أن اجتمعا بمصر وأجلس علي فوق عنان وأعطي الظاهر علياً مالاً وخيلاً ومن الفول والشعير شيئاً كثيراً، فرجع إلى مكة وسار سيرة حسنة، ولكن أفسد الأشراف بجدة فساداً كبيراً، ثم نازعه أخوه حسن، وتوجه إلى مصر ليلي أمر مكة فقبض عليه وعلى علي بن مبارك فلم ينشب علي أن قتل، قتله كردي أبن عبد الكريم بن معيط وجماعة من آل بيتهم وهربوا فخرجوا إليه ودفنوه بالمعلى، وذلك في شوال، واستقر بعده أخوه حسن، وكان علي شاباً جميل الصورة كريماً عاقلاً رزين العقل واستقر في إمرة مكة بعده أخوه حسن بن عجلان فطالت مدته كما سنذكره.
علي بن محمد الركاب الحنفي، ناب في الحكم، مات في رجب.
علي بن محمد القليوبي ثم المصري، أحد المهرة في مذهب الشافعي كان بالشيخونية، مات في رجب أيضاً.
عمر بن محمد بن أبي بكر الكومي سراج الدين ولد في صفر سنة 714 سمع بدمشق من أحمد بن علي الجزري، وعلي ابن عبد المؤمن بن عبد وغيرهما، وحدث ومات بمصر وقد جاوز الثمانين ولم يتهيأ لي السماع منه مع حرصي على ذلك.
عيسى بن غانم المقدسي، مات بها في شوال.
محمد بن أحمد بن سلامة المصري المعروف بابن الفقيه، أحد فضلاء المالكية، مات في ربيع الأول.
محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز المهدوي ثم المصري، البزاز بسوق الفاضل أبو علي بابن المطرز، سمع من ألواني والحبتي والدبوسي، وحدث بالكثير وأجاز له اسماعيل بن مكتوم والمطعم ووزيره وأبو بكر بن عبد الدائم وغيرهم من دمشق، قرأت عليه الكثير، ومات في جمادى الأولى.
محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعد بن أحمد بن محمد بن سليم بن مكتوم السويدي الأصل القيسي الدمشقي بدر الدين، ولد سنة بضع وأربعين وعني بالفقه والعربية وتصدى للتدريس والإفتاء، وحدث عن عبد الرحيم بن أبي اليسر بالحضور، قال ابن حجي: ورأيت له سماعاً في سنة خمس وخمسين وسبعمائة علي أحمد وعلي ابني إبراهيم ابن علي الصهيوني؛ وكان يقرأ البخاري في رمضان بعد الظهر، وكان
يفتي في الآخر، ودرس بأماكن، وكان خيراً ديناً له عبادة، وكان يستحضر الحاوي إلى آخر وقت مع الإحسان إلى الطلبة والبر للفقراء والصلة لأقاربه والتقلل في خاصة نفسه والانجماع عن الناس، وجرى على طريقة السلف في شراء الحوائج بنفسه وحملها، مات في جمادى الآخرة عن خمس وخمسين سنة.
محمد بن برقوق بن أنس الأمير ناصر الدين ابن الملك الظاهر، ولد وأبوه أمير فأعطاه أبوه أقطاع بركة بعد مسك بركة وهو ابن شهر واحد، ثم حصل له في رجله داء الخنزير فأعيا الأطباء إلى أن مات في ذي الحجة هذه السنة، وأسف أبوه عليه أسفاً كثيراً.
محمد بن عبد الدائم بن محمد بن سلامة الشاذلي ناصر الدين ابن بنت الميلق، سمع من أحمد بن كشتغدي وأحمد بن محمد الحلبي وغيرهما من أصحاب النجيب وغيره، واعتنى بالعلم وعانى طريق التصوف، وفاق أهل زمانه في حسن الأداء في المواعيد وإنشاء الخطب البليغة، وقال الشعر الرائق، والتفت عليه جماعة من الأمراء والعامة إلى أن ولي القضاء فباشره بمهابة وصرامة، ولم يحمد مع ذلك في ولايته وأهين بعد عزله بمدة رأيته وسمعت كلامه ولم أسمع عليه شيئاً، ومات في أواخر جمادى الأولى أو أول جمادى الآخرة وقد جاوز الستين، قرأت بخط ابن القطان: كان شديد البخل بالوظائف، وكان أيام هو واعظاً خيراً من أيام هو قاضياً، كذا قال، استغفر الله.
محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن أحمد الجعفري النابلسي شمس الدين، رعالم أهل نابلس، كان حنبلياً، وقد سمع الحديث من شمس الدين بن يوسف بإجازته من السبط، وسمع من ابن الخباز وغيره، وحدث وأفتى وانتفع به الناس، وكانت له عناية بالحديث ويقظة فيه، مات في شوال، وقد اختلط عقب وفاة ولده شرف الدين.
محمد بن علي بن صلاح الحريري الحنفي إمام الصرغتمشية، سمع من الوادي آشي ومحمد بن غالي في آخرين، واعتنى بالقراآت والفقه، وأخذ عن قوام الدين الأتقاني وغيره، وله إلمام بالحديث، وناب في الحكم سمعت منه، ومات في رجب.
محمد بن عمر القليجي الحنفي شمس الدين، موقع الحكم كان مزجى البضاعة في العلم إلا أنه داخل أهل الدولة وباشر الوظائف الجليلة مثل إفتاء دار العدل، وكان حسن الخط عارفاً بالوثائق، ناب في الحكم، ومات في رجب.
محمد بن محمد بن أحمد بن سفري الحلبي شمس الدين، أصله من قرية من قرى عزاز ثم قدم حلب فسكن بانقوسا، واشتغل بحلب على أبن الأقرب، وأفتى ودرس، وكان ديناً عاقلاً، ولما وقعت الفتنة بين كمشبغا الحموي وأهل بانقوسا، وظفر بهم كمشبغا أراد أذية شمس الدين ابن سفري هذا فمنعه منه القاضي كمال الدين ابن العديم، وأنزله بالمدرسة الجاولية فصار مدرساً بها إلى أن مات ونشأ له ابنه شهاب الدين صاحبنا فقام مع جكم لما تسلطن وولاه نظر الجيش، فلما قتل جكم قبض عليه الملك الناصر وأقدمه مصر، فأقام بها مدة ثم نفاه الملك المؤيد بعد قتل نوروز إلى القدس، فأقام هناك إلى أن مات، وسيأتي ذكره في سنة وفاته.
محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي غياث الدين بن صدر الدين بن محي الدين أبي الفضل المعروف بابن العاقولي الشافعي، مدرس المستنصرية ببغداد، ولد ببغداد في رجب سنة 732؛ واشتغل حتى انتهت إليه الرئاسة
في المذهب هناك مع التوسع من الدنيا، ودرس وأفتى وبرع في الفقه والأدب والعربية، وشارك في الفنون وشرح المصابيح وخرج لنفسه جزءأ حديثياً وأربعين حديثاً عن أربعين شيخاً، وشرح أيضاً منهاج البيضاوي والغاية القصوى له، وحدث بمكة وبيت المقدس وأنشد لنفسه بالمدينة:
يا دار خير المرسلين ومن بها
…
شغفي وسالف صبوتي وغرامي
نذر علي لئن رأيتك ثانياً
…
من قبل أن أسقى كؤوس حمامي
لأعفرن على ثراك محاجري
…
وأقول هذا غاية الأنعامي
قال ابن حجي: كان بارعاً في علمي المعاني والبيان وفي أربعينه أوهام وأسقاط رجال من الأسناد ومع ذلك فكان عند أهل بلده أنه شيخ الحديث في الدنيا، وكان فهمه جيداً ونفسه قوية ويقال أنه كان مفرط الكرم، ولما نازل اللنك بغداد نهبت أمواله وسبيت حريمه فدخل الشام وحدث بها وكتبوا عنه من نظمه، فلما رجع أحمد بن أويس إلى بغداد رجع معه، فمات بعد وصوله بخمسة أشهر في صفر عن أربع وستين سنة، وكان عالماً فاضلاً ديناً حسن الشكل والأخلاق جواداً ممدحاً، وكان دخله في كل عام نحو خمسة آلاف دينار ينفقها في وجوه الخير؛ ذكر الأسنوي في طبقات الفقهاء وحدث الغياث بمكة والمدينة ودمشق وحلب وأقام بها قبل الحج عدة أشهر، وكان وقع بينه وبين أحمد ابن أويس وحشة ففارقه إلى تكريت، ثم توجه إلى حلب، وكان إسماعيل وزير بغداد بنى له مدرسة فأراد أن يأخذ الآجر من إيوان كسرى فشق على الغياث ذلك وقال: هذا من بقايا المعجزات النبوية، ودفع له ثمن الآجر من ماله ومن شعره:
لا تقدح الوحدة في عارف
…
صان بها في موطن نفسا
فالليث يستأنس في غابه
…
بنفسه أصبح أو أمسى
أنست بالوحدة في منزلي
…
فصارت الوحشة لي أنا
سيان عندي بعد ترك الورى
…
وذكرهم أذكر أم أنسي
محمد بن أبي محمد الأقصرائي نزيل القاهرة، درس بمدرسة أيتمش للحنفية، ومات في جمادى الأولى، وهو والد صاحبنا بدر الدين محمود وأخيه أمين الدين يحيى.
محمد بن أبي يعقوب القدسي شمس الدين نزيل جامع المقسي، كان ظاهر الصلاح من طلبة العلم، واختصر الاستيعاب وسماه الإصابة، وجمع مجاميع، وكان ينسب إلى غفلة وللناس فيه اعتقاد، مات في رمضان.
محمد بن أبي محمد السملوطي بفتح المهملة وتخفيفها وتخفيف الميم وتخفيف اللام المضمومة كان يتعانى الصلاح وينقطع في التنظف، وكان لسودون النائب فيه اعتقاد، ولبعضهم فيه انتقاد، ومات في شهر رمضان أيضاً.
محمد بن القيسراي أمين الدين وكيل بيت المال بدمشق، مات في ذي القعدة.
معروف بن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي ثم الزبيدي، مات في ربيع الآخر وفجع به أبوه.
موسى بن أبي بكر بن سلار شرف الدين، أحد الأمراء بالقاهرة، مات في ذي الحجة.
يوسف بن عبد الله النحريري جمال الدين المالكي، أحد الشهود المعروفين، مات في ذي الحجة.