الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واللحم، فاتفق أن المعلمين في اللحم ضجروا من تأخر حقهم، فغضب الظاهر على الوزير علم الدين سن إبرة وضربه وأمر بإحضار أبي الفرج فحضر وهو فزع فعرض عليه الإسلام فبادر إليه فلقبه موفق الدين وخلع عليه وأركبه فرساً بكنبوس ذهباً.
وفيه هرب الطنبغا السلطاني نائب البلستين إلى سيواس.
وفيها بنى السلطان قناطر بني منجا فأحكم عمارتها.
وفيها غضب السلطان على قرط فظقر به فأهانه وصادره ونودي على ولده حسين، وذلك في ذي الحجة.
وفيها ولي عبد الرحمن بن رشد المغربي المالكي القضاء بحلب عوضاً عن علم الدين القفصي.
وفيها وقع الخلف بين أحمد بن عجلان صاحب مكة وبين الأشرف صاحب اليمن بسبب المحمل اليمني، فغضب الأشرف عليه ومنع التجار من الاجتياز عليه، فسافروا من جهة سواكن، فضاق ابن عجلان من ذلك فتشفع إليه حتى رضي عنه وأطلقهم.
وفيها قتل حسين بن أويس اغتيالاً اغتاله أحمد بن أويس أخوه سلطان بغداد، وكان استنابه على البصرة وتوجه إلى تبريز فمالأ أحمد الأمراء عليه حتى قتل واستقل بالسلطنة.
ذكر من مات
في سنة أربع وثمانين وسبعمائة من الأعيان
.
أحمد بن أحمد بن أحمد بن فضل الله شهاب الدين بن عز الدين بن شهاب الدين، كاتب السر بطرابلس ثم بدمشق، وكان قد اشتغل ومهر، وكان مقداماً، مات في جمادى الأولى، ومات أبوه قبله بشهر.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الناصح عبد الرحمن الحنبلي، شهاب الدين بن تقي الدين، ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وسمع من ابن مشرف والتقي سليمان وغيرهما، وله إجازة من جماعة، وكان له حانوت يبيع فيه القز بالصالحية، وكان مباشر الأوقاف، مات في المحرم وله اثنتان وثمانون سنة.
أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن فضل الله، شهاب الدين بن بهاء الدين، كاتب السر بطرابلس ثم بدمشق، وكان قد اشتغل ومهر، مات في جمادى الأولى، ومات أبوه قبله بأشهر، وكان له اشتغال بالفرائض والعربية والأدب، وكان شهماً مقداماً، وعاش أبوه بعده نحو نصف شهر وقد باشر عن ولده كتابة السر.
أحمد بن علي بن يحيى بن عثمان بن نحلة، شرف الدين الدمشقي، ولد سنة أربع وسبعمائة، وحضر على حسين الكردي وسمع من أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وأبي بكر بن النحاس وغيرهما وحدث، وكان من كبار العدول بدمشق تحت الساعات، ثم انقطع ببستانه، مات في رمضان وله ثمانون سنة.
أحمد بن محمد بن خلف البهوتي المصري، سمع على الواني وحدث، وكان كثير التلاوة.
أحمد بن موسى بن أحمد بن حسن بن يوسف بن محمود القاضي، شهاب الدين العينتابي الحنفي، والد القاضي بدر الدين محمود، رأيت بخط ولده أنه ولد في حدود سنة عشرين، وأنه كان يستحضر الفروع ويعرف أمور السجلات والمكاتيب، وأنه ناب في الحكم نحواً من ثلاثين سنة، وأنه مات في رجب هذه السنة، وقدم ولده بدر الدين محمود إلى القدس سنة ثمان وثمانين وله من العمر ستة وعشرين سنة فصادف الشيخ علاء الدين السيرامي يزور القدس فقدم معه إلى القاهرة فنزله في الظاهرية ثم جعله خادماً بها، فلما مات العلاء أخرجه جركس الخليلي بسبب عرض له ثم صحب جكم بعد موت الظاهر فسعى له في الحسبة فوليها في أول ذي الحجة سنة إحدى وثمانمائة.
أمير غالب بن أمير كاتب بن أمير عمر بن العميد بن أمير غالب الفارابي الاتقاني، همام الدين بن قوام الدين، اشتغل قليلاً بالشام، وكان بزي الجند، وله أقطاع ثم ولي الحسبة في ذي الحجة سنة تسع وسبعين فبدت منه عجائب، ثم ولي قضاء الحنفية سنة ثمانين وانتزع التداريس من علماء الحنفية، وكان مع فرط جهله وقلة دينه جواداً سليم الصدر، ويحكى عنه أحكامه أشياء تشبه ما يحكى عن قراقوش وأطم حتى أنه حلف امرأة ادعت وحكم على المدعي عليه أنه يدفع لها ما حلفت عليه، وحكى لي عنه ابن الفصيح وكان نقيباً عنده مساوي من الإسراف على نفسه، وكان ابن جماعة يحكي عنه أنه قدمت له قصة فيها فلان له دعوى شرعية على شخص يسمى أسد فكتب إن كان وحشياً فلا يحضر مات في جمادى الأولى أو ربيع الأول عن خمسين سنة.
إياس الصرغتمشي، تنقلت به الأحوال إلى أن صار دوادار مخدومه، ثم نفي بعده إلى مصنات ثم أعاده يلبغا وجعله مقدم المماليك، ثم جعله سندمر دواداره، ثم رتبه الأشرف لولده على دويدارا ثم نقل إلى الحجوبية وأضيف إليه نظر الأوقاف في السنة الماضية فاستمر فيها إلى أن مات في ربيع الآخر، واستقر بعده سودون الشيخوني.
أمين الدين الحنبلي الحلبي، كان فاضلاً في مذهبه كثير الاستحضار جداً مشهوراً بالعلم والديانة، اتفق أنه في أواخر عمره استغاث به شخص فنزل إليه من بيته فضربه بسكين فقتله وقتل قاتله في الحال.
حسين بن أويس بن الشيخ حسن النوين بن حسين بن آقبغا بن ايلكان بن
القان، غياث الدين، ولي السلطنة بالعراق بعد أبيه، واستخلف أخاه أحمد على البصرة، فلما اختلف عليه الأمر وتوجه من بغداد إلى تبريز توجه أحمد ومالأ الأمراء حتى اغتال أخاه حسيناً بتبريز وقام بالسلطنة وذلك في صفر ربيع الآخر، وكان شهماً شجاعاً حسن السياسة.
زبالة البارقاني، نائب قلعة دمشق، تنقل في الولايات، وكان مشكور السيرة متواضعاً، مات في شعبان وقد جاوز السبعين.
صالح بن إبراهيم بن صالح بن عبد الوهاب بن أحمد بن أبي الفتح بن سحنون التنوخي الحنفي، تقي الدين بن خطيب النيرب، ولد سنة عشرين أو قبلها، وحضر على زينب بنت ابن عبد السلام مسند انس للحنيني، ثم سمعه عليها وعلى أبي بكر بن عسر من لفظ البرزالي وغيرهم وحدث، وكان يشهد عند جامع تنكز، وفيه انجماع وسكون، مات مطعوناً في جمادى الأولى.
عباس بن عبد المؤمن بن عباس الكفرماوي الحارمي، قاضي جبة عسال، ولد قبل العشرين، وحضر عند الشيخ برهان الدين بن الفركاح، واشتغل قديماً، وولاه السبكي الكبير قضاء الخليل، وسمع من الجزري وابن النقيب وحدث، وتولى عدة بلاد، ثم ناب بدمشق عن ولي الدين بن أبي البقاء، ثم ولي قضاء صفد في رمضان سنة ثمانين ومات في رجب.
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن راجح، موفق الدين، كان شاباً ذكياً ملازماً للدرس، ومات شاباً بعد والده بسنة.
عبد الله بن محمد الصفدي ثم الدمشقي، شاهد الحكم للحنفية، مات في ربيع الأول، وكان مشكور السيرة.
عبد الله بن موسى بن علي الجبرتي، جمال الدين الفقيه الزاهد، مات في رمضان بالشام، وكان رجلاً صالحاً.
عبد الرحمن بن حمدان، العينتابي زين الدين، ولد بعينتا من نابلس، وقدم
الشام لطلب العلم، فتفقه بابن مفلح وغيره، وسمع من جماعة، وتميز في الفقه، واختصر الأحكام للمرادي مع الدين والتعفف.
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان المقدسي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثلاثين، وتفقه بابن قاضي الجبل وغيره، وسمع من جماعة، وولي دار الحديث الأشرفية بالجبل، وناب عن ابن قاضي الجبل قليلاً، ومات في ذي الحجة.
عبد العزيز بن عبد المحيي بن عبد الخالق الأسيوطي، عز الدين المصري، سمع علي الدبوسي وغيره، وعني بالفقه، ودرس في حياة ابن عدلان، ويقال إن الشيخ سراج الدين قرأ عليه في بداية أمره، وتفقه به جماعة، ومات في ذي الحجة وجاوز الثمانين.
عبد الكريم بن محمود بن علي بن إبراهيم، جلال الدين القيصري، شيخ خانقاه خاتون بدمشق، كان معروفاً بالكرم، وحج في هذه السنة ورجع مع أمير الحاج المصري، فمات في أواخر ذي الحجة.
عبد الوهاب بن أحمد بن علم الدين بن محمد بن أبي بكر الأخنائي، بدر الدين بن كمال الدين الشافعي ثم المالكي، ولي القضاء، وحدث عن صالح الأشهى وعبد الغفار السعدي وغيرها، وعزل في أواخر عمره سنة تسع وسبعين فأقام معزولاً، ثم حج وجاور في الرجبية سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع فتوعك إلى أن مات في سادس عشر رجب، وكان عزل سنة تسع وسبعين بالبساطي.
علي بن تمربغا التركي، ابن نائب الكرك، كان شجاعاً عارفاً بفنون الحرب كلها، مات هو وابنه محمد في ليلة واحدة.
علي بن عمر بن محمد بن الشيخ تقي الدين محمد بن علي القشيري، علاء الدين، موقع الحكم، وكان كبير اللحية وفيه يقول الشاعر:
لعلاء الدين ذقن
…
تملأ الكف وتفضل.
فاعمل الغربال منها
…
لدقيق العيد وانخل.
مات في صفر.
عمر بن علي بن أبي بكر بن الفوي، زين الدين، خطيب طرابلس، ولد سنة ست وعشرين وكان يقرأ الصحيح قراءة حسنة، ويفهم الحديث، وله عناية يضبط رجاله، مات في المحرم بحماة وقد جاوز الستين.
غازي بن محمد بن أحمد بن عمر الشراريبي، الفلاح، نزيل المزة، جاوز المائة فقرؤوا عليه بإجازته العامة عن الفخر علي، وكان جلداً قوي الهمة، يدور البلد ويسأل الناس، مات في جمادى الأولى.
قيس بن يمن بن قيس الصالحي، البياع، سمع من أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم ويحيى بن سعيد وجماعة وحدث، مات في ذي الحجة.
محمد بن إبراهيم بن راضي الصلتي، شمس الدين، ولد سنة عشر، واشتغل وقرأ كتباً، ثم قدم دمشق فاشتغل بالشامية، ثم دخل مصر بعد السبعين وولي القضاء بقوص وغيرها، ثم رجع، ومات بمصر في المحرم وقد جاوز السبعين.
محمد بن إبراهيم الجرماني ثم الدمشقي، ولد قبل الأربعين، وسمع الحديث من جماعة، وتفقه بابن مفلح وغيره حتى برع وأفتى، كان إماماً في العربية مع العفة والصيانة والذكاء وحسن الإيراد، مات في شوال.
محمد بن إبراهيم جمال الدين بن الجلاد الزبيدي، أحد المباشرين بتلك البلاد.
محمد بن أحمد بن يحيى بن فضل الله، نجم الدين العدوي، كبير الموقعين بدمشق، وقد سمع من محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم وغيره، ومات في شوال، وكان له مند ولي توقيع الدست ثلاثين سنة وساء.
محمد بن طريف، الشيخ شمس الدين الغزي، كان يذكر بالخير والصلاح، مات في ذي الحجة.
محمد بن عبد الله الأرزكاني، شرف الدين، أحد فضلاء العجم، شرح المشارق والكشاف، وانتفع به أهل تلك البلاد، وكان قدم الشام قبل الثمانين أيام أبي البقاء، وقرأ عليه الكشاف وغيره، وقد نقل عنه الشيخ شمس الدين بن الصائغ في شرحه للمشارق شيئاً كثيراً.
محمد بن محمد بن أحمد بن سليمان القفصي، حضر علي الحجار في الرابعة سنة ثمان وعشرين، وكان بزي الجند، وهو والد القاضي علم الدين القفصي الذي ولي قضاء المالكية.
محمد بن محمد بن عبد الله بن الحاسب، موفق الدين بن فخر الدين المقدسي، سبط الشيخ صلاح الدين بن أبي عمر، اشتغل وحفظ المقنع، وكان يستحضره، وكان خيراً متواضعاً، مات في ربيع الآخر.
محمد بن محمد بن علي بن يوسف الأسناوي، الخطيب جمال الدين، قدم مصر سنة إحدى وعشرين، وسمع علي الحجار، وتفقه بالقطب السنباطي وابن القماح وابن عدلان وغيرهم، وأخذ العربية عن أبي الحسن والد شيخنا سراج الدين بن الملقن، ودرس وأفتى، وشرح التعجيز في الفقه، وناب في الحكم، وكان عالماً خيراً ذا مهابة وصيانة وعفاف قائماً بالحق حتى أنه كتب على قصة سئل فيها
أن يحضر يلبغا وهو إذ ذاك صاحب المملكة يحضر أو وكيله فلما وقف عليها يلبغا عظم قدره عنده، ويقال: إن ذلك كان بطريق الامتحان من يلبغا، وأنه لما أن جاءه الرسول قال له:" قل له: إني أصالح غريمي " فقال الرسول: " والله ما أقدر إلا أن تروح معي أو وكيل أو الغريم يقول: قد أرضيت فأعجبه ذلك ودفع للرسول ألف درهم، وأرسل إلى القاضي ذهباً وبغلة، فرد ذلك، فاشتد اغتباطه به وعاتقاده فيه، وكان في سمعه ثقل بأخرة ولذلك يقال له: الأطروش، مات في ثامن ربيع الأول.
محمد بن محمد بن ناصر بن أبي الفضل، الفراء الحمصي ثم الحلبي، المعروف بابن رياح، ويعرف أيضاً بالقيم وبالفقيه، ولد بحمص سنة ست وسبعمائة. وكان يحفظ القرآن ويتعانى التجارة في الفراء، وكان مشكوراً في صناعته، وحدث بصحيح البخاري عن ابن الشحنة وكان سماعه منه سنة سبع عشرة بحمص، ومات في جمادى الآخرة في السنة.
محمد بن محمد بن الكامل، ناصر الدين بن صلاح الدين، مات في رمضان بدمشق.
محمد بن محمد بن يوسف المرادي، شرف الدين الحنبلي، سبط القاضي جمال الدين، ولد قبل الأربعين، وأخذ عن جده، ونخرج بابن مفلح، وسمع الحديث من جماعة، ولم يكن بالصين، مات في ربيع الآخر.
محمد بن النظام محمود، جلال الدين، إمام منكلي بغا، كان عارفاً بالفقه والأصول والعربية والنظم. أخذ عن بهاء الدين الإخميمي وأبي البقاء، وتصدر بالجامع، وكان بزي الجند، مات في رمضان، وكان يعرف قديماً بابن صاحب شيراز، وحفظ الحاوي الصغير وغير ذلك.
مفتاح الزيني السبكي، مولى زين الدين عبد الكافي، والد تقي الدين السبكي،
كان تقي الدين يركن إليه وكلمته نافذة عنده، وسمع مع أولاده من زينب بنت الكمال وغيرها وحدث، مات في جمادى الآخرة.
همام الدين، هو أمير غالب، تقدم.
شمس الدين بن غراب، الكاتب القبطي، مات في صفر، وهو والد سعد الدين الذي بلغ الرتبة في الآمرية.
كريم الدين عبد الكريم بن عبد الله بن الرويهبة القبطي المصري، ولي الوزارة ثلاث مرات وغيرها، وقد تقدم شرح حاله في الحوادث.
جهان طيي، الجحفلية، والدة الملك الأشرف، قامت بتدبير أمر ولدها قبل أن يترعرع، وكانت حسنة التدبير كثيرة العطاء والإحسان إلى العسكر والتقرب من قلوب الرعية.