المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة من الاعيان

- ‌سنة ثمان وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثماني وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة من الأكابر

- ‌سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر بقية الحوادثالكائنة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من توفىمن الأعيان سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

والبرهان الصنهاجي في قضاء المالكية بدمشق عوضاً عن الماروني وناصر الدين بن أبي الطيب في كتابة السر بحلب عوضاً عن ابن مهاجر والظاهر عيسى بن المظفر داود صاحب ماردين في السلطنة عوضاً عن أبيه والله المستعان.

‌ذكر من مات

سنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

.

إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح الإسكندراني الأصل ثم الدمشقي، ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وأحضر على عمر بن القواس معجم ابن جميع وتفرد به عنه كاملاً، وسمع من محمد بن مشرف الدين الفزاري صحيح البخاري ومن تاج العرب بنت المسلم بن علان فوائد سختام سنة أربع وسبعمائة، وأجاز له ابن عساكر وجماعة، وكان يؤم بمشهد أبي بكر كأبيه وجده، حسن الحظ والقراءة، وعنده سكون وانجماع، مات في ذي الحجة.

إبراهيم بن إسحاق بن يحيى بن إسحاق فخر الدين الآمدي الأصل ثم الدمشقي، ولد بدمشق سنة خمس وتسعين وستمائة أيضاً، وسمع من ابن مشرف والتقي سليمان وابن الموازيني وأبي يعلى بن القلانسي وغيرهم، وأجاز له من بغداد بن رويدة وغيره ومن دمشق بن عساكر وإسماعيل الفراء ومن الإسكندرية الغراقي خرج له صدر الدين ابن إمام المشهد عنهم مشيخة وقد ولي نظر الأوقاف والأيتام ثم نظر الجيش بدمشق والجامع وغير ذلك من المناصب الجليلة وكان مشكور السيرة معظماً عند الناس وحصل له في آخر عمره صمم وحدث بمصر ودمشق، ومات في ربيع الأول.

إبراهيم بن عبد الله العجمي أحد من كان يعتقد بدمشق.

إبراهيم بن مالك التروجي برهان الدين المالكي أحد الفضلاء بالقاهرة ناب في الحكم، ومات في شعبان.

ص: 134

أحمد بن سالم بن ياقوت المكي المؤذن شهاب الدين ولد سنة ست أو سبع وتسعين، وسمع من الفخر التوزري وتفرد بالسماع منه ومن الصفي والرضي الطبريين وغيرهما وكان إليه أمر زمزم وسقاية العباس، مات عن ثمانين سنة وأشهر.

أحمد بن سليمان بن عبد الله الصقيلي بفتح المهماة وكسر القاف بعدها تحتانية ساكنة أخذ عن الشيخ شمس الدين بن اللبان وغيره ودرس وأفاد وكان خيراً صالحاً ولي خطابة المدينة ثم رجع إلى القاهرة، مات في ربيع الآخر بجامع الحاكم.

أحمد بن عبد الرحيم التونسي شهاب الدين أبو العباس صاحب الشيخ جمال الدين بن هشام النحوي كان عالماً بالعربية تخرج به الفضلاء ومات في ثالث عشر شعبان.

أحمد بن علي بن محمد بن قاسم العرياني المحدث شهاب الدين، ولد سنة سبع عشرة وسبعمائة، وسمع بدمشق من أحمد بن علي الجزري والذهبي وبمصر من الميدومي وبالقدس من علي بن أيوب وغيره وحصل الكتب والأجزاء ودار على الشيوخ ورافق الشيخ زين الدين العراقي كثيراً وأسمع أولاده وصنف لغات مسلم وشرح الإلمام ودرس في الحديث بالمنكوتمرية وولي خانقاه الطويل، وناب في الحكم وكان محمود الخصال، مات في جمادى الآخرة. وذكر لنا الشيخ سراج الدين البلقيني أنه رآه في المنام على هيئة حسنة.

أحمد بن عيسى الحرامي بمهملتين أمير حلى كان شجاعاً جواداً ممدحاً وفيه يقول قاسم بن العليف:

أنت من جملة الكرام ولكن

فيك أشياء لم تنلها الكرام.

تعرف الرمز بالتشكي ومن لم

يعرف الرمز لم يفده الكلام.

ص: 135

أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الحسيني كاتب الإنشاد بحلب ونقيب الأشراف بها، وكان مشكور السيرة مات بحلب في هذه السنة وعاش أزيد من سبعين سنة.

أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد، سبعة في نسق سابعهم ابن أبي بكر بن إبراهيم بن جماعة الزهري أبو البركات بن النظام القوصي ثم المصري، ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وسمع من الواني والدبوسي والختني والحجار وغيرهم وحدث، مات في شهر رجب.

إسماعيل بن خليفة بن عبد المعالي الحسباني ثم الدمشقي عماد الدين الفقيه الشافعي أصله من نابلس، ولد سنة ثمان عشرة تقريباً وقدم هو والشيخ علاء الدين حجى بن موسى بن أحمد من حسبان إلى الشام ثم انقطع إسماعيل إلى الشيخ تقي الدين القلقشندي فلازمه بالقدس ثم قدم دمشق سنة ثمان وثلاثين فلازم ابن النقيب وغيره وتقدم وأجازه الفخر المصري بالإفتاء ومهر وسمع من المزي وبنت الكمال والجزري وغيرهم، وكتب على المنهاج وشرحه نحواً من عشرين مجلدة، وكان الشهاب الأذرعي يكاتبه في المشكلات وناب في الحكم بدمشق عن أبي البقاء وعن البلقيني وكانت نفسه قوبة في العلم، وله مشاركة في غير الفقه، ومات في ذي القعدة، وهو والد صاحبنا شهاب الدين قاضي دمشق، قال العثماني قاضي صفد في ترجمته: تفرد بالإفتاء مع وجود الأطواد، قال: وشرحه على المنهاج قدر عشرين مجلدة، وقال ابن حجى: كان ممن قام على تاج الدين السبكي وكان مشاراً إليه بجودة النظر وصحة الفهم وفقه النفس وقوة المناظرة، قال: وقد رأيت مجلداً بخطه من شرحه على المنهاج، وقد نقل الأذرعي

ص: 136

وكأنه انتسخه لنفسه ولم يشهر هذا الكتاب فإنه كان ضنيناً به لكثرة ما فيه من النقول والمباحث ثم إن ولده لم يمكن أحد منه حتى احترق في الكائنة العظمى بدمشق، قال: ولما مات أثبت ابن الجزري محضراً بأن شرط واقف جامع التوبة أن يكون الخطيب حافظاً للقرآن وأن شهاب الدين ولد عماد الدين لا يحفظ القرآن فقرر في الخطابة بحكم ذلك في غيبة شهاب الدين بمصر، فقدم ومعه توقيع بالخطابة فانتزعها من ابن الجزري.

إسماعيل بن علي بن الحسن بن سعيد بن صالح القلقشندي، نزيل بيت المقدس، ولد سنة اثنتين وسبعمائة، وتفقه بمصر ودمشق ثم صاهر الحافظ صلاح الدين العلائي على ابنته، ودرس بالصلاحية بعد العلائي وكان العلائي في حياته يراجعه في الفقهيات، وتخرج به العماد الحسباني وعلاء الدين حجى وغيرهما، وكان ديناً خيراً مثابراً على الخيرات فاضلاً مستحضراً للفقه حتى كان يقال إنه يحفظ الروضة وحدث بالصحيح لمسلم عن الشريف موسى وبالصحيح عن الحجار، مات في رجب وأرخه الزبيري سنة سبع.

إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الأيوب عماد الدين بن الملوك، سمع من قريبه عبد القادر ومن أبيه إسماعيل وإبراهيم بن الخيمي وابن سيد الناس وغيرهم وحدث، مات في شهر رجب.

وفيها مات من الأمراء اسنبغا عبد الغني واسنبغا العزي والطنبغا الإبراهيمي وأرغون شاه الجمالي

ص: 137

وفخر الدين إياس المارديني وجركتمر الأشرفي وجرجي البالسي.

بهادر التاجي بالمثناة نسبة لتاج الدين ثم سمي عبد الله جمال الدين، كان فاضلاً في الفقه، مات في جمادى الآخرة بدمشق.

أبو بكر المازري المالكي قاضي دمشق وسيأتي في التي بعدها.

حسن بن عبد الله المليكشي المغربي الفقيه المالكي، كان فاضلاً كثير العلم مع هوج فيه أعاد بالناصرية وغيها، مات يوم عرفة.

حسن بن علي البعلبكي الملاعقي كان يجيد صنعة الساعات ويصنع الأرباع، مات في ربيع الآخر.

حماد الأصبهاني المصري، أحد من كان يعتقد بمصر، انقطع بسطح الجامع الأزهر في السطوح، ومات في ذي الحجة.

خليل بن حسين بن محمد بن قلاوون الصالحي الأمير غرس الدين خليل أخو الملك الأشرف، مات قبله في شعبان.

خليل بن قوصون، كان أحد الأبطال بالقاهرة وكان سبط الملك الناصر محمد بن قلاوون.

داود بن صالح الملك المظفر بن الملك الصالح صاحب ماردين، ولي السلطنة

ص: 138

بماردين وهو ابن ثمانية أعوام وثمانية أشهر، ومات في ربيع الآخر وله سبع وأربعون سنة، ولما استقر ولده الظاهر عيسى في المملكة مفوضاً لوزير أبيه موسى فقبض عليه الظاهر بعد ثلاثة أشهر، وكان ظالماً غاشماً ففرح أهل البلد بذلك.

ذكي الخوارزمي أخو جرمل دوادار بيدمر، كان موصوفاً بالجودة، مات في جمادى الأولى.

سالم بن إدريس بن أحمد بن محمد الحبوضي صاحب ظفار، كان أحد الفرسان، قتل في شهر رجب.

سليمان بن داود بن يعقوب بن أبي سعيد الحلبي المعروف بابن المصري. كان فاضلاً في النظم والنثر، كتب في الإنشاء ونظك الشعر الحسن، وله الشفعية في مدح خير البرية، وهي التي يقول فيها الشيخ بدر الدين البشتكي:

عصت جنود معانيها الورى وغدت

مطيعةً لسليمان بن داود.

وهو عم صاحبنا شمس الدين بن المصري.

وفيها مات من الأمراء شاهين أمير علم وصرغتمش الخاصكي، وطاز العثماني، وطيدمر البالسي، وطيغتمر العثماني.

ص: 139

شعبان بن حسين بن محمد بن قلاوون الصالحي الملك الأشرف صاحب الديار المصرية وما معها، مات مقتولاً في ذي القعدة، وقد تقدم ذكره في الحوادث، عاش أربعاً وعشرين سنة.

عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول اليماني الملك الأفضل بن المجاهد بن المؤيد بن المظفر بن المنصور صاحب زبيد وتعز ولي سنة أربع وستين. وقام في إزالة المتغلبين من بني ميكائيل إلى أن استبد بالمملكة وكان يحب الفضل والفضلاء، ألف كتاباً سماه نزهة العيون، وغير ذلك، وله مدرسة بتعز وأخرى بمكة، مات في شهر ربيع الأول وقيل في شعبان.

عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سعيد الحلبي ثم المصري جمال الدين بن كمال الدين بن الأثير، ولد سنة ثمان وسبعمائة، وسمع من الحجار ووزيره، وحدث بالصحيح، وكان ماهراً في العربية، وقد ولي كتابة السر بدمشق، ثم انقطع للعبادة بالقاهرة، ومات بها في جمادى الآخرة.

عبد الله بن محمد بن الصائغ تقي الدين بن نور الدين، ولد سنة ثلاث وسبعمائة، وسمع من إسحاق الآمدي والحجار وغيرهما، أجاز له ابن مكتوم وعلي بن هارون وغيرهما، وكان أحد الرؤساء بدمشق منور الشيبة حسن الصورة، مات في رجب.

عبد الله بن مشكور تاج الدين ناظر الجيش بحلب ثم بدمشق، وكان يحسن إلى الفقراء ويحبهم وفيه مروءة، وله بالقدس آثار حسن، مات في جمادى الآخرة.

عبد الرحمن بن سلطان بن الزعبوب. مات في رمضان.

ص: 140

عبد الرحيم بن محمد بن علي بن عبد الواحد أبو نعيم بن الشيخ أبي أمامة بن النقاش، مات شاباً لم يبلغ العشرين ومات أبوه وهو صغير ونشأ في صيانة، واشتغل وتمهر، فرأت بخط صهره الشيخ علاء الدين الحلبي أنه لم يحفظ عنه أنه خرج من البيت وحده قط لا لحاجة، ولا لغيرها، وكثر التأسف عليه.

عبد المؤمن بن عبد الله التركي الساقي، كان اسمه آقوش، وكان جيد الحظ، فتقدم إلى أن أمر عشرين بغزة، ثم استقر سلحدارا بالقاهرة، ثم صيره الأشرف رأس نوبة السقاة، مات في هذه السنة بعد الأشرف.

عثمان بن أحمد بن أحمد بن عثمان الزرعي، فخر الدين بن شمرنوخ الشافعي، قاضي حلب وليها غير مرة، ومات بها في شعبان عن ست وخمسين سنة، وكان ولي قضاء طرابلس ثم نقل إلى حلب لما نقل الكمال المعري إلى دمشق، وقيل: إنه بذل في ذلك خمسة آلاف دينار. وأثنى عليه ابن حبيب وقال: حكم بطرابلس ثم بحلب عشرين سنة، وكان موصوفاً بالرئاسة والفضل والإحسان والتواضع والبر ومعرفة الأحوال.

عثمان بن عمر بن عمار بن معمر الجيلي الشافعي، أحد نبهاء الطلبة بدمشق، ولد في حدود الثلاثين، وتعانى الفقه، وسمع الحديث، وكان ملازماً للطلب عديم الشر. وذكر أنه رأى ابن جملة في المنام فسأله عن ثواب القراءة إلى الميت هل يصل إليه؟ قال: نعم، مات في صفر.

علي بن أبي بكر البعلبكي بن اليونيني، نزيل حماة، كان مدرس العصرونية، وكان يفيد ويفتي إلى أن مات عن نيف وستين سنة.

ص: 141

علي بن خلف بن كامل بن عطاء الله الغزي، نور الدين، أحد رواة الصحيح عن الشيخين، حدث بغزة، وولي القضاء بها مدة أنا، عنه الشيخ الغزي بالإجازة، ومات في هذه السنة.

علي بن ذي النون الاسعردي ثم الدمشقي، صاحب الخان المشهور بقرب الكسوة كان من كبار التجار وعمر هذا الخان فنفع الناس به، ومات في ذي القعدة.

علي بن عبد الله بن السدار، أحد من كان يعتقد بالقاهرة، مات في رجب، ويحكي عنه عجائب في المكاشفات وغيرها، ودفن بزاويته بخوخة أيدغمش.

علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي، علاء الدين بن عز الدين بن شمس الدين بن وجيه الدين، ولد سنة عشر وسبعائة، ومسع من ابن مشرف ووزيره وهي ابنة عم جد والده، وحدث عنهما بالصحيح، وكان خيراً، مات في ربيع الآخر.

قلت: وهو أخو شيختنا فاطمة بنت المنجا التي أكثرت عنها، عاشت بعده بضعاً وعشرين سنة حتى كانت خاتمة المسندين بدمشق.

علي بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي العشائر الحلبي الخطيب، كان فاضلاً، له ثروة ظاهرة، ولي نظر الأوقاف بحلب وأنشأ بها دار قرآن، وانجب ولده الشيخ ناصر الدين بن عشائر، ومات أبوه محمد بن هاشم سنة ثمان وثلاثين.

علي بن يوسف بن صالح الحسباني، علاء الدين، تفقه بطرابلس، كان مشهوراً بالفضل جيد الفهم، مات في رجب.

عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة بن جمعة بن عبد الله المراغي ثم الحلبي ثم الدمشقي ثم المزي،

ص: 142

ولد سنة ثمانين على ما كتب بخطه لكن وجد له حضور فيها فيحتمل أن يكون ولد في التي قبلها ولكن وجد بخط البرزالي أن مولده في رجب سنة اثنتين وثمانين، وهذا هو المعتمد ولعل ذاك أخ له وأسمع على الفخر ابن البخاري جامع الترمذي وسنن أبي داود ومشيخة تخريج ابن الظاهري وذيلها للمزي والشمائل، وتفرد بالسنن والجامع والذيل. رحل الناس إليه، وكان صبوراً على السماع، وأم بجامع المزة مدة، وحدث نحواً من خمسين سنة، وسمع من العز الفاروثي بعض الذرية الطاهرة، وسمع أيضاً من الصوري وابن القواس وابن عساكر والعز الفراء وأبو جعفر بن المفسر وجماعة، وخرج له الياسوفي مشيخة لطيفة حدث بها، وكان صبوراً على السماع، ربما أسمع غالب النهار ولا يعتب وقارب المائة، مات في ربيع الآخر. وكان خيراً، ذكر أنه قرأ القراءات على ابن نصحان، وكان عنده فضل ودين وخير، وله شعر وسط وهو القائل:

ولي عصا من جريد النخل أحملها

بها أقدم في نقل الخطى قدمي.

ولي مآرب أخرى أن أهش بها

على ثمانين عاماً لا على غنمي.

عمر بن محمد بن أبي بكر بن يوسف الحموي، ولد سنة خمس وسبعمائة، وسمع من نخوة بنت النصيبي الثاني من المستخرج لأبي نعيم علي البخاري وحدث، مات في جمادى الآخرة.

عمر السلفي الشافعي من فقهاء المقادسة، مات في رجب.

عائشة خاتون بنت الملك الناصر محمد بن قلاوون المعروفة بخوند القردمية، عمرت

ص: 143

وكان المثل يضرب بكثرة أموالها، فلم تزل تسعى في إتلافها إلى أن ماتت على مخدة من ليف في جمادى الأولى.

قطلوبغا المنصوري، حاجب الحجاب، كان مشكور السيرة.

القطب العجمي، نزيل دمشق، أحد الزهاد، كان مقصوداً لإقراء التصوف، ويعمل بعد الجمعة ميعاداً بالجامع بدمشق، وللناس فيه اعتقاد زائد، ورسائله لا ترد، مكات في شوال.

قبلائ الحاجب بدمشق، مات في ربيع الآخر.

محمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن محمد بن محمد بن المظفر بدر الدين السلمي المصري ابن السكري، سمع من وزيره مسند الشافعي وحدث به، وكان خيراً حسن البشر، وله إجازة من جماعة من المصريين سنة ثلاث عشرة، مات في رمضان. وقد ذكره البرزالي فيمن كان بمصر من المسندين في سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

محمد بن براق المصري، أحد الموقعين بديوان الإنشاء، كان متقدماً عند بدر الدين بن فضل الله كاتب السر.

محمد شاه بن دنيا، جمال الدين الساقي، كانت أمه من خطايا الناصر فقرره في ديوان المماليك السلطانية بأقطاع ثقيل. وكانت أمه تدعي أنه ابن الناصر ولكن لم يعترف به أخوته، واستمر هو طرخانا، وأحب الاشتغال فلازم موفق الدين الحنبلي وحبب إليه كلام ابن تيمية فكان يتغالى في تحصيله ويتعصب له مع أنه كان شافعي المذهب، مات في ذي الحجة.

محمد بن عبد الغني بن يحيى بن عبد الله الحراني، بدر الدين بن تقي الدين الحنبلي، كان فاضلاً في مذهبه وولي بعض المدارس، وذكر للقضاء فلم يبق، وسمع من علي بن القيم وزينب بنت شكر والشريف الموسوي وغيرهم، مات في رجب وله سبع وسبعون سنة.

محمد بن عبد القاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد القادر بن الحسن بن علي بن المظفر ابن علي بن القاسم الشهرزوري أبو حامد، أخذ عن المزي ولازمه وسمع من جماعة من أصحاب ابن عبد الدائم ونحوهم وحصل وطلب، وكان حسن الخط دقيقه منور الشيبة أعوج العنق، من بيت كبير مشهور كانوا أعيان الموصل،

ص: 144

وله شعر نازل فمنه:

أبا من فاق أفضالاً وفضلاً

علينا وهو للأصحاب محسن.

تفضل واقض شغلي فهو سهل

عليك وأنت تحسن كيف تحسن.

مات في ربيع الآخر.

محمد بن علي بن أحمد بن أبي رقيبة المصري المجود، ولد بعد سنة سبعمائة، ولازم الشيخ عماد الدين بن العفيف إلى أن مهر في طريقته في الخط المنسوب، وأخذ عن الشيخ شمس الدين ابن صاعد الأكفاني وغيره، وناب في الحسبة، وأدب الملك الكامل شعبان بن الناصر، ثم ولي حسبة مصر، وقرب من قلب الأشرف شعبان جداً، مات في وسط السنة.

محمد بن علي بن أحمد الحسيني الشريف فخر الدين النقيب، وهو ابن قاضي العسكر، كان جواداً كثير اللهو، وقد سمع من أصحاب النجيب وحدث باليسير، مات في رجب كهلاً.

محمد بن علي بن عيسى بن أبي القاسم بن منصور الحلبي ثم الدمشقي بدر الدين بن قوالح، ولد سنة خمس وتسعين وستمائة، وأحضر وهو في الثالثة على أبي الفضل بن عساكر صحيح مسلم، وسمع البخاري من أبي الحسين اليونيني وعلي بن القواس عمل يوم وليلة لبن السني بفوت، ودرس في المعزية أكثر من ستين سنة حتى أن الشيخ نجم الدين القحقازي كان منزلاً عنده، ومات قبله بمدة طويلة وحدث ابن قوالح وتفرد وكان يركب البغلة ويرخي العذبة ويتجمل في ملبسه ولكنه كان قليل الحظ في العلم قاله ابن حجى.

محمد بن علي بن محمد اليونيني البعلبكي، بدر الدين بن اسلار الحنبلي،

ص: 145

ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة، وسمع من الحجار والقطب اليونيني، وتفقه بابن عبد الهادي وابن القيم وغيرهما، وجلس للشغل بجامع بعلبك، وكان طويل الروح حسن الشكل طوالاً، يخضب بالجناء، فاضلاً كثير الاستحضار، واختصر كتاباً في الفقه سماه السرقيل وعلق بخطه كثيراً، مات في ربيع الأول.

محمد بن عمر ويقال ابن محمود بن أبي بكر بن محمود الخراساني الأصل الدمشقي، شيخ خانقاه القصاعين، سمع من ابن مشرف والحجار صحيح البخاري وحدث، مات في ربيع الأول. قال ابن حجى: رأيت بيده ثبت سماعه للصحيح، وسام أبيه مكشوط، كان عمر، فصير محموداً أو بالعكس، فذكر لي أنه كان يتسمى بهما جميعاً.

محمد بن عمر المصري، شمس الدين بن الجوخي، كان عارفاً بالموسيقا، ويعلم أهل الوعظ الألحان، وينظم وسطاً، وكان يؤدب في سبيل الظاهر بيبرس بين القصرين.

محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز القرشي نصير الدين أبو المعالي بن المؤرخ شمس الدين الجزري، ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وأسمع من المطعم وابن الشيرازي والقاسم بت مظفر وغيرهم، ثم طلب بنفسه بعد الثلاثين فقرأ الكثير وسمع وكتب الأجزاء واشتغل بالفقه وربما كتب على الفتوى، وكان السبكي فمن دونه يرجعون إلى قوله، وله همة عالية، وولي مباشرة الأيتام، وكان مشكور السيرة، مات في جمادى الآخرة.

محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد، الأرتاحي الأصل المصري بهاء الدين بن فتح الدين بن وجيه الدين بن المفسر، سمع الناسخ والمنسوخ من ابن مكرم ومن الحجار ووزيرة صحيح البخاري، وولي وكالة بيت المال والحسبة بمصر مراراً وبالقاهرة كذلك، وكان مشكور السيرة مهاباً في مباشرته، مات في رجب وله ثمانون سنة.

ص: 146

محمد بن محمد بن الشامية الموقع، تقدم في التي قبلها.

محمد بن أبي محمد بالحمصي التاجر، اشتغل بالفقه وتعانى النظم، كتب عنه ابن حجى من نظمه وأرخ وفاته في المحرم.

محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي الأصل محب الدين ناظر الجيش، ولد في سنة سبع وتسعين وستمائة، واشتغل ببلاده ثم قدم القاهرة ولازم أبا حيان والتاج التبريزي والبرهان الرشيدي وغيرهم، وحفظ المنهاج والألفية وبعض التسهيل، وتلا بالسبع على الصائغ، ومهر في العربية وغيرها ودرس فيها وفي الحاوي، وكان قد سمع من الشريف موسى ومن الشيخ علي بن هارون والشيخ نصر المنبجي وست الوزراء وغيرهم، وحدث وأفاد، وخرج له الياسوفي مشيخة، وشرح التسهيل إلا قليلاً واعتنى بالأجوبة الجيدة عن اعتراضات أبي حيان وشرح تلخيص المفتاح شرحاً مفيداً، ودرس بالمنصورية في التفسير بعد الرشيدي، وكانت له في الحساب يد طولى، ثم ولي نظر الجيش، وكان في أول أمره مقلاً وأول مبا باشر عند الأمير حنكلي بن البابا ناظر ديوان، ثم ولي ديوان منكلي بغا الفخري، ثم ولي نظر البيوت في دولة السلطان حسن، ثم ولي نظر الجيوش في سنة تسع وخمسين، ورفع يلبغا منزلته وعظم قدره، وكان عالي الهمة نافذ الكلمة كثير البذل والجود والرفد للطلبة والرفق بهم والمبالغة في السعي في قضاء حوائجهم، وتزايدت مرتبته عند

ص: 147

الملك الأشرف، وزادت مروءته وعظمت همته وشاع خيره وبره، وكان من العجائب أنه مع فرط كرمه في غاية البخل على الطعام حتى قال لي القاضي كريم الدين بن عبد العزيز ناظر الجيش عنه إنه سمعه يقول: إذا رأيت شخصاً يأكل طعامي أظن أنه يضربني بسكين هذا أو معناه هذا مع بذله الآلاف، قرأت بخط ابن القطان وأجازنيه أنه بلغت مرتباته لأهل الخير في الشهر ثلاثة آلاف، وكان كثير الظرف واللطف والنوادر.

قلت: لم ألق أحداً ممن لقيه إلا ويحكي عنه في المروءة والجود ما لا يحكيه الآخر حتى من لم يكن بينه وبينه معرفة، وفي الجملة فكان من محاسن الدنيا مع الدين والصيانة وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري وأجازنيه أنه كان أول أمره شاهداً عند ابن البابا، وكان عالماً بالتفسير ودرس فيه بالمنصورية، وعمل على التسهيل شرحاً، وأول ما ولي نظر البيوت ثم نظر الجيش، ولما تجهز السلطان إلى الحج كان هو وعك من أول شعبان واستمر فجهز ولده تقي الدين عبد الرحمن في خدمة السلطان فاستراح هو من الفتنة التي وقعت، ثم مات بعد قليل في ثاني عشر ذي الحجة.

موسى بن فياض بن موسى بن فياض بن عبد العزيز النابلسي أبو البركات الحنبلي، ولد قبل القرن واشتغل ببلاده ثم قدم دمشق، وسمع من عيسى المطعم ويحيى بن سعد وغيرهما، وولي قضاء حلب سنة ثمان وأربعين وسبعمائة واستمر بها نيفاً وعشرين سنة، وهو أول حنبلي قضى بها استقلالاً، مات في ذي القعدة بعد أن أعرض عن الحكم في سنة أربع وسبعين، واستقر ولده أحمد مكانه وانقطع هو للعبادة.

ومات فيها من الأمراء: محمود شاه بن دنيا، وكان قد ولد على فراش الملك الناصر وأراد الصالح إسماعيل أن يستلحقه فلم يتم ذلك.

ومحمد بن مختار،

ص: 148

ومحمد بن قمارى، ومختص الملقب شادروان وخوند الحجازية صاحبة المدرسة برحبة العيد.

يوسف بن الحاج أحمد بن سليمان بن فرنج الصالحي جمال الدين الطحان الحنبلي، أخذ عن ابن قاضي الجبل وشمس الدين بن مفلح وغيرهما، وسمع وحدث ودرس وأفاد مع الدين والورع والانجماع، وكان نبيهاً سريع الإدرام حسن الإيراد، وكان يرتفق من شهادة الجرائد، وكان محبوباً إلى الناس، مات في شوال.

يوسف بن عبد الله بن علي بن حاتم بن محمد بن يوسف البعلي بن الحبال الدمشقي، سمع من التاج عبد الخالق السيرة لابن هشام وتفرد بها عنه، مات في رجب وله ثمان وتسعون سنة لأنه ولد في صفر سنة ثمانين، وسمع أيضاً من الحسين اليونيني وأخيه القطب وابن أبي الفتح والتاج الفزاري.

أبو عبد الله القاري المالكي المغربي، أحد الفضلاء، ناب في الحكم، ومات بالإسكندرية.

ص: 149