المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة من الاعيان

- ‌سنة ثمان وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثماني وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة من الأكابر

- ‌سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر بقية الحوادثالكائنة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من توفىمن الأعيان سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

وفيها مات المنتصر ابن أبي حمو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الواد، وكان تأمر وأبوه حي، ووقع بينه وبين أخيه أبي تاشفين لما أن خرج على أبيهما حروب.

وفي ذي الحجة سنة إحدى وتسعين بعث أبو العباس المريني ملك فاس ولده أبا فارس عبد العزيز والوزير محمد بن يوسف بن علان نصرة لأبي تاشفين لاستنقاذ تلمسان من يد أبي حمو والد أبي تاشفين وكان أبو تاشفين انتصر به على أبيه، فسلم موسى بن يحلف عسان من قبل أبي تاشفين، ثم أسل والده أبو حمو عميراً إلى تلمسان فسلمها له أهل البلد، فقبض على موسى بن يحلف فقتل، فواقعه الوزير بن علان في عساكر بني مرين فانهزم منهم، فكبا به فرسه فسقط فقتل في أول السنة الآتية.

‌ذكر من مات

في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

.

إبراهيم بن علي بن إبراهيم الشامي المعروف بابن الحلوى الواعظ، كان أبوه بالقاهرة يبيع الحلوى، وأصله من الشام، فنشأ ولده هذا فولع بعمل المواعيد من صباه فمهر، وكان حسن الصوت، طيب النغمة، جيد الأداء، مليح الوجه، قوي الذهن، فراج سوقه وحج مراراً وجاور وامتحن بيد الجار الهندي ثم خلص، ولم يزل على حاله في الكلام على الكرسي إلى أن مات في تاسع صفر منها.

إبراهيم بن قطلقتمر كان ممن يتعصب على الظاهر فقتله كمشبغا بحلب صبرا.

أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أبي العز بن صالح بن أبي العز القاضي نجم الدين بن الكشك، ولي الحكم بالقاهرة عاضاً عن ابن التركماني ثم عزل بابن عمه صدر الدين، ثم ولي الحكم بدمشق سنة سبع وسبعين، ثم عزل ثم أعيد ثم قتل بالصالحية بيد شخص مجنون وذلك في مستهل ذي الحجة.

أحمد بن عمر بن محمد أبي الرضا

ص: 381

شهاب الدين أبو العباس ابن أبي الرضا الشافعي الحلبي أصله من. كان من أعاجيب الزمان في الذكاء وولي قضاء حلب في سنة. بالغ الحافظ برهان الدين محدث حلب في الثناء على فضائله فقال: كان أوحد العلماء، مشاركاً في علوم كثيرة، شرح العضد ونظم غريب القرآن، وكان يحافظ على الجلوس في الجامع لا يخرج منه إلا لحاجة، ويكاد يستحضر شرح مسلم للنووي، ومعالم السنن للخطابي، ويستحضر مذاهب غريبة مع حسن محاضرة ولطافة شكل وتنزه نفس، وكان يعظم أهله ولا يستكثر عليهم شيئاً ولا يقدم عليهم أحداً، ومن إنشائه غريب القرآن منظوم سماه عقد البكر في نظم غريب الذكر أجاد فيه ورثاه الشيخ حميد العابر بخمس يعاد فيه، وكان قد ولي القضاء بحلب فاشتهرت فضائله، وفاق الأقران، فلما كانت كائنة برقوق وخروج يلبغا الناصري عليه ثم عاد من سجن الكرك إلى أن تسلطن ثانياً ذكر له كمشبغا الكبير ما كان يبدو من هذا القاضي وغيره في حقهم، فنقم عليه وأمر بحمله إلى القاهرة فاغتيل في الطريق وقتل ظلماً بخان شيخون بين المعرة وكفر طاب فقرأت بخط العيني في تاريخه: قتل شر قتله. وكان ذلك أقل جزائه لأن الظاهر هو الذي جعله من أعيان الناس وولاه القضاء من غير بذل ولا سعي، فجازاه بأن أفتى في حقه بما أفتى وقام في نصر أعدائه بما قام، وشهر السيف وركب بنفسه والمنادي بين يديه ينادي: قوموا انصروا الدولة المنصورية بأنفسكم وأموالكم، فإن الظاهر من المفسدين العصاة الخارجين، فإن سلطنته ما صادفت محلاً إلى غير ذلك، قال: فجازاه الله بالإهانة والذل والإخراج من وطنه بهيئة قطاع الطريق والرمي في البرية بغير غسل ولا كفن ولا صلاة، وقال في حقه أيضاً: إنه كان عنده بعض شيء من العلم ولكنه كان يرى نفسه في مقام عظيم، وكان مولعاً بثلث أعراض الكبار، وكان باطنه رديئاً وقلبه خبيثاً، قال: وسعت أنه كان يقع في حق الإمام أبي حنيفة.

أحمد بن عمر بن محمود بن سلمان بن فهد، شهاب الدين بن زين الدين بن الشهاب، الحلبي الأصل الدمشقي المعروف بالقنبيط، ولد سنة عشر أو نحوها، وسمع من أمين الدين محمد بن أبي بكر بن النحاس وغيره، ووقع في الدست وكان أكبرهم سناً وأقدمهم،

ص: 382

مات في ربيع الأول عن ثمانين سنة وزيادة، ولم يحدث شيئاً، وهو الذي أراد صاحبنا شمس الدين بن الجزري بقوله:

باكر إلى دار عدل جلق يا

طالب خير فالخير في البكر.

فالدست قد طاب واستوى وغلا

بالقرع والقنبيط والجزر.

وأشار بالقنبيط إلى هذا وبالجزر إلى نفسه وبالقرع إلى أبي كبر بن محمد الآتي ذكره سنة أربع وتسعين، وقال ابن حجي: كان سمح النفس، كثير التبسط في المآكل والملابس.

أحمد بن محمد بن عمر، شهاب الدين، إمام الشامية البرانية، كان من نبلاء الطلبة الشافعية، مات في ذي الحجة.

أحمد بن محمد، محب الدين المعروف بالسبتي، انقطع بمصلى خولان ظاهر مصر بالقرافة، وكان معتقداً ويشار إليه بعلم الحرف والزيجات، مات في العشرين من صفر عن سن عالية، أظنه جاوز الثمانين، رأيته بالمصلى في يوم عيد، وكان حسن السمت.

أحمد بن موسى بن علي، شهاب الدين بن الوكيل، عني بالفقه والعربية وقال النظم فأجاد، وكان سمع بمكة من الجمال ابن عبد المعطي المكي، وبدمشق من الصلاح ابن أبي عمر، ومن شيوخه في العلم: صلاح الدين العفيفي، ونحم الدين ابن الجابي، وجمال الدين الأسيوطي، وشمس الدين الكرماني، أخذ عنهم بمكة، وكان يتوقد ذكاء، مات بالقاهرة في صفر.

أحمد بن أبي يزيد بن محمد السراي الشهير بمولانا زاده الحنفي شهاب الدين بن ركن الدين، قال الشيخ بدر الدين الكلستاني في حقه ومن خطه لخصت: ولد في عاشوراء

ص: 383

سنة 754 وكان والده كثير المراعاة للعلماء والتعهد للصالحين، وكان السلاطين من بلاد سراي قد فوضوا إليه النظر على أوقافهم، فكان تحمل إليه الأموال من أقطار البلاد ولا يتناول لنفسه ولا لعياله شيئاً وكان يقول: إنما أتحدث لهم وأتجنبه ليرزقني الله ولداً صالحاً، ثم مات الشيخ سنة ثلاث وستين، وخلف ولده هذا ابن تسع سنين، وقد لاحت آثار النجابة عليه، فلازم الاشتغال حتى اتقن كثيراً من العلوم، وتقدم في التدريس والإفادة وهو دون العشرين، ثم رحل من بلاده فما دخل بلداً إلا عظمه أهلها لتقدمه في الفنون ولا سيما فقه الحنفية ودقائق العربية والمعاني، وكانت له مع ذلك يد طولى في النظم والنثر، ثم حبب إليه السلوك فبرع في طريق الصوفية، وحج وجاور ورزق في الخلوات فتوحات عظيمة، واخبر عن نفسه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تسليما في المنام فاستقرأه أوائل سورة البقرة، ثم قدم القاهرة، ثم رجع إلى المدينة فجاور بها ثم رجع فأقام بخانقاه سعيد السعداء، واستقر مدرساً للمحدثين بالظاهرية الجديدة أول ما فتحت بين القصرين، وقرر مدرساً بالصرغتمشية في الحديث أيضاً، قال الكلستاني: ثم إن بعض الحسدة دس إليه سماً فتناوله فطالت علته بسببه إلى أن مات في المحرم، ومن كلامه الدال على ذكائه قوله: أعجب الأشياء عندي البرهان القاطع الذي لا مجال فيه للمنع والشكل الذي يكون لي فيه فكر ساعة.

ومات فيها من الترك ونحوهم أرنبغا التركي مقدم البريدية، مات في صفر.

واشقتمر المارداني نائب حلب وليها مراراً، وولي تقدمة الشام مرتين، ثم أصيب بوجع رجليه فعزل وأقام بحلب بطالاً إلى أن مات في شوال،

ص: 384

وكان أصله لصاحب ماردين فقدمه للناصر حسن، وكان عارفاً بتحصيل الأموال، محباً في العمائر وله مدرسة بحلب، ولي نيابة طرابلس وحلب ودمشق مراراً، وقيل إنه كان يحسن ضرب العود.

وبزلار العمري، كان من مماليك الناصر حسن، فرباه مع أولاده ثم تقدم، وولي النيابة بدمشق، وكان شجاعاً فطناً مشاركاً، مات بقلعة دمشق مسجوناً.

وتلكتمر كاشف الجسور في أول السنة.

جركس بن عبد الله الخليلي كان تركماني الأصل، أصله من مماليك يلبغا، وتقدم عند الظاهر، وكان حسن الشكل مهيباً مع الرأي الرصين والعظمة، وكان له في كل يوم خبز يتصدق به على بغلين يدور بهما أحد مماليكه بالقاهرة على الفقراء وبمكة والمدينة، وولاه الظاهر أمير آخور بتقدمة ألف، وقرره مشير الدولة وخلف أموالاً كثيرة جداً، وكان بإحدى رجليه داء الفيل، قتل في المعركة بالربوة ظاهر دمشق.

حسن بن علي بن قشتمر أحد أمراء العشرات بالقاهرة، لم يتأمر من أخوته غيره، وكان شاباً حسن الشكل.

الحسين بن عبد الله الحبار بالمهملة ثم الموحدة الشيخ المشهور بالشاذلي، كان يتكلم على الناس، وحفظت عنه كلمات فيها إشكال وكان للناس فيه اعتقاد زائد. مات في ربيع الأول.

صراي الطويل، أخو بركة، تقدم ذكره في الحوادث وأنه نم على أخيه عند برقوق وحظي عند فأقره على إمرته إلى أن مات في ربيع الأول.

سودون المظفري نائب حماة ثم حلب، تقدم ذكره في الحوادث، وكان أصله عند قطلوبغا المظفري نائب حلب، وباشر عند جرجي الإدريسي خزندار ثم انتقل إلى أن ولي نيابة حماة ثم نيابة حلب في سنة سبع وثمانين، ثم اتصل بيلبغا الناصري واستقر أتابكا بها إلى أن وقع بينه وبين الناصري فقتل سودون المذكور،

ص: 385

وكان خيراً عارفاً يحب العلماء وأهل الخير ويقربهم ويكثر البر والمعروف ويكره الشر جملة مع العبادة وكثرة السكون رحمه الله تعالى.

عبد الله بن محمد بن تاج الدين بن قطب الدين بن صورة، ولد قبل العشرين، واشتغل وناب في الحكم وخطب، وكان بهي الشكل وقوراً، مات في.

عبد الله بن العلامة علاء الدين مغلطاي التركي المسند جمال الدين، سمع بإفادة أبيه الكثير من مشايخ عصره، وحدث، سمع منه أصحابنا.

عب الخالق بن محمد بن محمد الشعيبي بالمعجمة والموحدة مصغراً الإسفراييني أبو المعالي صدر الدين، ويقال له أيضاً: محمد، ولد سنة أربع وثلاثين، وكان عارفاً بالفقه على مذهب الشافعي، وحدث بكتاب المناسك تصنيف أبيه عنه، وشرح منه قطعة، وجمع هو كتاباً في المناسك أيضاً كثير الفائدة. وكان مشهوراً ببغداد، مات بفيد منصرفاً من الحج في المحرم.

عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن سليمان الإسكندراني المالكي القاضي جمال الدين خير، سمع من ابن المصفى والوادياشي وغيرهما، وكان عارفاً بالفقه، ديناً، خيراً، ولي الحكم فحمدت سيرته، قرأت عليه شيئاً، مات في سابع عشر رمضان، واستقر بعده تاج الدين بهرام الدميري في قضاء المالكية بعناية الخليفة المتوكل.

عبد الرحيم بن عبد الكريم بن عبد الرحيم بن رزين، نجم الدين الحموي الأصل، القاهري، سمع الصحيح من وزيرة والحجار وسمع من غيرهما وحدث، سمعت عليه بمصر، مات في جمادى الأولى وله إحدى وتسعون سنة.

عبد السلام السلاوي، المعروف بالهندي.

ص: 386

عبد القادر بن سبع، تقي الدين البعلبكي، عني بالعلم وحصل ودرس وألف مختصراً في الأحكام، وولي قضاء بعلبك فلم يحمد في القضاء، مات بدمشق.

عبد الوهاب بن إبراهيم بن حراز، تاج الدين الوزير، وزر بدمشق سنة خمس وسبعين، ومات في صفر.

عبد الوهاب بن عبد الله الوزير علم الدين المعروف بابن كاتب سيدي القبطي، كان كاتباً مطيقاً، باشر الوزارة بلين زائد، ولكن مشت أحواله، لأنه ولي عقب شمس الدين ابن كاتب ارلان، وكان أراد القبض على كريم الدين، ابن الغنام فسعى ابن الغنام واستقر في الوازارة عوضه وقبض عليه وصادره، وذلك في شهر رمضان سنة تسعين، فمات في المحرم سنة إحدى.

علي بن أحمد بن محمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي، فخر الدين، ولد سنة أربعين، وسمع الكثير، ولازم ابن مفلح فتفقه عنده وخطب بالجامع المظفري، وكان أديباً ناظماً ناثراً منشئاً، له خطب حسان ونظم كثير وتعاليق في فنون، وكان حسن المباشرة، لطيف الشمائل، وهو القائل:

حماة حماها الله من كل آفة

وحيا بها قوماً هم بغية القاصي.

لقد لطفت ذاتاً ووصفاً ألا ترى

دواليبها خشب تبكي على العاصي.

مات في جمادى الآخرة.

علي بن الجمال محمد بن عيسى اليافعي، كان عارفاً بالنحو ببلاد اليمن مات بعدن في صفر.

عثمان بن سليمان بن رسول بن يوسف بن خليل بن نوح الكرادي، الشيخ شرف الدين الأشقر الحنفي، أصله من تركمان البلاد الشمالية، واشتغل في بلاده قليلاً، ثم قدم القاهرة

ص: 387

في دولة الأشرف فصحب الملك الظاهر قبل أن يتأمر، وكانت له به عناية، يعرفه من بلاده فلما كبر قرره إماماً عنده، وتقدم في دولته، وولاه قضاء العسكر ومشيخة الخانقاه البيبرسية، وكان حسن الهيئة، مشاركاً في الفضائل، جيد المحاضرة، مات في رابع عشري ربيع الآخر عن نحو خمسين سنة.

علم دار الناصري، خدم الملك الناصر محمداً فمن بعده، ثم مات بطالاً بدمشق، وكان ملازماً لحضور الجماعات والخوانق، كثير التلاوة والذكر، وله أثار حسنة بمصر ودمشق في ترميم السبل والخانات، جاوز الثمانين وهو آخر من مات من مماليك الناصر.

عيسى بن الجمال محمد بن عيسى اليافعي أخو علي الماضي قريباً، كان عارفاً فالفرائض، مات في عدن.

مثقال الساقي سابق الدين الزمام، كان أصله من خدم المجاهد صاحب اليمن، ثم صار لحسين بن الناصر وخدم عند زوجته أم الأشرف إلى أن ماتت، فاستقر لال أمير حاج بن الأشرف، ثم صار مشيد الحوش ثم استقر زماماً وعظم قدره في دولة الأشرف، وعمر المدرسة المشهورة بالقاهرة، فلما قتل الأشرف صودر وأهين ثم استوطن المدينة بعد التردد إلى مكة وإلى القدس مراراً، ومات في آخر ذي القعدة ببدر طالباً للحج.

محمد بن عبد الله بن محمد بن فرحون، محب الدين بن بدر الدين اليعمري المغربي ثم المدني المالكي، كانت له عناية بالعلم، وولي قضاء بلده ولم يجاوز الخمسين.

محمد بن عبد القادر بن علي بن سبع البعلي، تقي الدين، اشتغل ودرس مكان عمه أحمد في الأمينية وغيرها، وأفتى ودرس وولي قضاء بعلبك وطرابلس ولم يكن مرضياً في سيرته، وجمع كتاباً في الفقه مع قصور في فهمه، وكان يكتب خطاً حسناً ويقرأ في المحراب قراءة جيدة ويخطب بجامع رأي العين، مات في المحرم.

ص: 388

محمد بن علي بن أحمد بن عبد الغفار عز الدين بن كسيرات الكاشف، سمع المطعم والحجار وغيرهما.

محمد بن عمر بن رسلان البلقيني بدر الدين أبو اليمن ابن الشيخ سراج الدين، كان أعجوبة في الذكاء والفطنة، ولد سنة نيف وخمسين ونشأ محباً في الاشتغال، فمهر وهو صغير ودرس وناظر، وكان لطيف الشكل حسن الصورة جداً جميل المعاشرة، وكان أبوه معجباً به، مات في سابع عشرين شعبان وتألم أبوه عليه كثيراً وقد باشر قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وعدة تداريس.

محمد بن محمد بن محمد بن محمد الهندي ثم المكي الحنفي، سمع من عز الدين بن جماعة وغيره، وكان فاضلاً في مذهبه كثير الخروج إلى الحل للعمرة، وله حظ من خير وعبادة، مات فيها أو في التي قبلها.

محمد بن محمد بن محمد الشعيبي، تقدم في عبد الخالق.

محمد بن محمود بن عبد الله النيسابوري، شمس الدين، ابن أخي جار الله الحنفي، قدم القاهرة ولازم عمه وغيره في الاشتغال، وولي إفتاء دار العدل ومشيخة سعيد السعداء، وكان بشوشاً حسن الأخلاق عالماً بكثير من المعاني والبيان والتصوف، مات في ربيع الآخر ولم يكمل الخمسين.

محمد بن مسعود الشريف الحسني الينبعي.

محمود بن عمر بن عبد الله العجمي الشيخ سعد الدين التفتازاني، ولد

ص: 389

سنة 712، وأخذ عن القطب وغيره وتقدم في الفنون، واشتهر ذكره وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه، وله شرح العضد وشرح التلخيص وأخر أطول منه، وشرح على المفتاح وشرح على التنقيح، وحاشية على الكشاف وغير ذلك، مات بسمرقند.

منهاج الدين الرومي الحنفي، كان أعجوبة في قلة العلم والتلبيس على الترك في ذلك، قدم القاهرة فولي تدريس الحنفية بمدرسة أم الأشرف، قال لنا شيخنا ناصر الدين بن الفرات: حضرت درسه مراراً فكان لا ينطق بكلمة بل إذا قرأ القارئ شيئاً استحسنه وربما تكلم بكلام لا يفهم منه شيء، مات في رابع عشرين ربيع الأول.

نوغاي العلاي كان من أمراء الطبلخاناة، ثم ولاه الظاهر أمير علم فاستقر في ذلك إلى أن مات.

يونس بن عبد الله التركي الدوادار، كان من عتقاء جرجي نائب حلب، ثم خدم عند يلبغا ثم اسندمر ثم تقدم عند برقوق، وتنقل إلى أن أعطى تقدمة ألف وباشر الدويدارية في إمرته، ثم في سلطنته بمهابة عظيمة وحرمة، وكان ديناً، كثير الصلاة والصيام، مكرماً للفقهاء وللفقراء، وهو صاحب خان يونس بطريق الشام بالسلفة بالقرب من غزة، قتل بعد الوقعة المقدم ذكرها في ثاني عشرين ربيع الآخر، وله بضع وستون سنة، وترك ملقى على قارعة الطريق، فدفنه بعد ذلك شخص من أصاغر مماليكه على ما أخبرني به في الطريق، وكان قد بنى تربة معظمة بمصر وأخرى بالشام فلم يقدر دفنه في واحدة منهما، وكان مقدم العساكر المصرية في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة لما حاصروا برهان الدين بسيواس، ثم كان مقدم العساكر في هذه الكائنة فقتل على يد عنقاء بن شطي أمير آل مري.

ص: 390