المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ١

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وسبعين وسبعمائة من الاعيان

- ‌سنة ثمان وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتسنة ثمان وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسع وسبعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وسبعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وثماني وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثماني وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثمانين وسبعمائة من الأكابر

- ‌سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثمانين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة تسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر بقية الحوادثالكائنة في هذه السنة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة أربع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وتسعين وسبعمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من توفىمن الأعيان سنة سبع وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وسبعمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

رخيه، وخطب له أحد أمرائه الله داد بعض الملكات وأحضرها إليه صحبته فأولدها شاه رخ الملك المشهور في عصرنا هذا.

‌ذكر من مات

في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

أحمد بن الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاون الصالحي كان أكبر أخواته وقد عين للسلطنة مراراً فلم يتفق له ذلك، ومات في رابع عشر جمادى الآخرة.

أحمد بن عبد العزيز بن يوسف بن المرحل المصري نزيل حلب شهاب الدين، سمع من حسن سبط زيادة وتفرد به، سمع منه شمس الدين الزراتيتي المقري وغيره من الرحالة، وأخذ عنه ابن عشائر والحلبيون وأكثر عنه المحدث برهان الدين.

أحمد بن عجلان بن أبي رميثة بن أبي نمى بن أبي سعد بن علي بن قتادة بن إدريس ابن مطاعن شهاب الدين أبو العباس الحسني أمير مكة وما معها، وكان عظيم الرئاسة والحشمة، اقتنى من العقار والعبيد شيئاً كثيراً، وكان يكنى أبا سليمان، ولاه أبوه عجلان إمرة مكة وهو حي في شوال سنة اثنتين وستين، وكان قبل ذلك ينظر في الأمور نيابة عن أبيه أيام مشاركة أبيه وعمه ثقبة، ثم اعتقله السلطان هو وأخوه كبيش وابوهما بالقاهرة، لأن الضياء الحموي كان ولي خطابة الحرم فخرج في شعار الخطبة، فصده أحمد بن عجلان عن ذلك، ومات ثقبة في أوائل شوال سنة اثنتين وستين، ولم يزل أحمد يتقدم في الأمر إلى أن غلب على أبيه، ثم يزل إلى أن أفرده بالسلطنة سنة أربع وسبعين، فاستمر إلى أن اشترك معه ولده محمد سنة ثمانين، وجرت له بمكة خطوب وحروب، وكان يحب العدل والإنصاف، مات في شعبان، واستقر ابنه محمد، ثم قتل في أول ذي الحجة.

أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن وهب بن محبوب تاج

ص: 320

الدين الحميري المعري ثم البعلي ثم الدمشقي، أحضر على ابن الموازيني وست الأهل، سمع من ابن مشرف وابن النشو والقاسم والمطعم والرضي الطبري وغيرهم، وله إجازة من سنقر الزيني وبيبرس العديمي والشرف الفزاري وإسحاق النحاس والعماد النابلسي وغيرهم، وكان يذاكر بفوائد، وأصيب بأخرة فاستولت عليه الغفلة، ورأيت بخطه تذكرة في نحو الستين مجلدة وعبارته عامية وخطه رديء جداً، مات في المحرم.

أحمد بن محمد بن عبد المعطي، المكي المالكي، شهاب الدين أبو العباس، أخذ عن أبي حيان وغيره، ومهر في العربية وشارك في الفقه، وتخرج به أهل مكة، مات في المحرم وقد جاوز السبعين.

أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن سليم بن حنا، الشيخ بدر الدين بن شرف الدين ابن فخر الدين بن الصاحب بهاء الدين المصري المعروف بابن الصاحب، تفقه ومهر في العلم ونظم ونثر وفاق أهل عصره في ذلك وفاق أيضاً في معرفة لعب الشطرنج، وكان جماعاً للمال، لطيف الذات، كثير النوادر، ألف تواليف في الأدب وغيره، وكتب الخط الحسن، وكان يحسن الظن بتصانيف ابن العربي ويتعصب له، ووقعت له محنة مع الشيخ سراج الدين البلقيني وكان يكثر الشطح ويتكلم بما لا يليق بأهل العلم من الفحش ويصرح بالاتحاد وهو القائل:

أميل لشطرنج أهل النهى

وأسلوه من ناقل الباطل.

وكم رمت تهذيب لعابها

وتأبى الطباع على الناقل.

مات في تاسع عشرين جمادى الآخرة وله إحدى وسبعون سنة، رأيته واجتمعت به وسمعت من فوائده ونوادره.

ص: 321

أحمد بن محمد الزركشي شهاب الدين أمين الحكم بالقاهرة ومصر، مات في ربيع الأول فجأة، وضاع للأيتام عنده أموال عظيمة، قرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري أنها تزيد على ثلاثمائة ألف درهم تكون نحواً من خمسة عشر ألف دينار فبيع موجوده فكان دون النصف، قلت: والذي تحرر لي أن المحاصة وقعت على ربع وسدس عن كل درهم، وبلغ السلطان ذلك فأسرها في نفسه على القاضي الشافعي حتى عزله في السنة التي بعدها.

إسماعيل بن عبد الله الناسخ المعروف بابن الزمكحل، كان أعجوبة دهره في كتبه قلم الغبار مع أنه لا يطمس واواً ولا ميماً، ويكتب آية الكرسي على أرزه وكذلك سورة الإخلاص، وكتب من المصاحف الحمائلية ما لايحصى.

حسن بن علي بن عمر بن أبي بكر بن مسلم الكتاني بدر الدين الصالحي المؤذن بالجامع المظفري، ولد سنة 713، وسمع من الحجار وغيره وحدث بالإجازة عن الدشتي وإبراهيم بن عبد الرحمن بن الشيرازي وجماعة، مات في المحرم عن بضع وسبعين سنة.

خليل بن قراجا بن دلغادر التركماني أمير الأبلستين بعد والده، قتل بيد إبراهيم بن يغمر التركماني بالقرب من مرعش، قال القاضي علاء الدين: كان عارفاً، ذا رأى صائب وله أفعال جميلة وملاطفة حسن وسياسة، وكانت له مدة متحيراً في البلاد لغضب سلطان مصر عليه، وكان قتله بمكيدة احتالها عليه إبراهيم، وجاوز خليل من العمر ستين سنة.

ص: 322

داود بن محمد بن داود بن عبد الله الحسني الحمزي صاحب صنعاء من جبال اليمن، حاربه الإمام صاحب صعدة فغلب على صنعاء وانتزعها منه، ففر داود منه إلى الأشرف صاحب زبيد فأكرمه إلى أن مات في ذي القعدة، وهو آخر من وليها من أهل بيته، ودامت مملكتهم لها قريباً من خمسمائة سنة.

سريجا بفتح المهملة وكسر الراء، بعدها تحتانية ساكنة ثم جيم مفتوحة بغير مد بن محمد بن سريجا بن أحمد الملطي ثم المارديني، زين الدين ابن بدر الدين، كان من أعيان علماء تلك البلاد في زمانه في الفقه والقراءات والأدب وغير ذلك، وله تصانيف، منها شرح الأربعين النووية سماه نثر فرائد المربعين النبوية في نشر فوائد الأربعين النووية وجنة الجازع وجنة الجارع صنعه عند موت ولد له سنة إحدى وثمانين وسد باب الضلال وصد ناب الصلال في ترجمة الغزالي ونظم قصيدة في القراءات السبع بوزن الشاطبية، أولها:

يقول سريجا قانتاً متبتلا

بدأت بنظمي حامداً ومبسمل.

ومن شعره:

خذ بالحديث وكن به متمسكا

فلطالما ظمئت به الأكباد.

شد الرحال له الرجال إذا سعوا

لأخطار ما صرت له الآساد.

مات بماردين في المحرم ول ثمان وستون سنة، اخذ عنه ولده عقيل الذي مات سنة أربع عشرة، وبدر الدين بن سلام الذي أخذ عنه سنة سبع وثلاثين وثمانمائة وآخرون.

ص: 323

ششك بنت محمد بن الشيخ علي التركماني، سمعت من عبد الله بن علي الصنهاجي وحدثت.

سودون العلائي نائب حماة، مات قتلا بيد التركمان.

صدقة بن الركن عمر بن محمد بن محمد المصري شرف الدين العادلي، سمع من أبي الفتح الميدومي وطبقته، ورافق الشيخ زين الدين العراقي مدة في السمع، ثم ترك لبس الجندية ولبس بالفقيري، وصحب الفقراء القادرية إلى أن صار من كبارهم، مات بالفيوم في جمادى الآخرة، ورأيته مراراً وسمعت كلامه.

عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب الباجي، سمع من محمد بن علي بن ساعد وغيره، مات في شعبان عن بضع وثمانين سنة.

عبد الحميد شيخ زاوية المنيبع، مات في شهر رمضان وقد جاوز الثمانين.

عبد الرحمن بن محمد بن عثمان بن الجمال محمد بن علوان بن زين الدين بن الأستاذ الحلبي الضرير حضر على سنقر الزيني كتاب الصمت لابن أبي الدنيا وتفرد به.

عبد اللطيف بن عبد المحسن بن عبد الحميد بن يوسف السبكي نزيل دمشق قطب الدين ابن أخت التقي السبكي، حضر على ابن الصواف مسموعه من النسائي، وتفرد به، ومن أبي الحسن بن هارون من مشيخة جعفر الهمداني تخرج الزكي البرزالي، وحدث وكان كثير التسري، يقال أنه وطئ أزيد من ألف جارية،

ص: 324

مات في خامس جمادى الأولى، روى عنه شيخنا العراقي وابن سند وابن حجي وغيرهم.

عبد المعطي بن عبد الله فتح الدين، كان يؤدب بكتاب المارستان، وكان أحد من قرأ على أبي حيان، وهو والد صلاح الدين محمد، الذي ولي حسبة مصر ونظر المواريث وغير ذلك في حياة والده، مات في رمضان وقد أسن.

عبد الوهاب بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن أسد الإسكندراني القروي، محيي الدين، سمع من عبد الرحمن بن مخلوف عدة كتب منها المحدث الفاصل والدعاء للمحاملي، ومن محمد بن عبد المجيد بن الصواف التوكل، وسمع بمكة من الرضي الطبري مسلسلات ابن شاذان، وقرا على عبد لانصير ابن الشعراء القراءات بكتاب الإعلان عن المكي الأبي وحدث، ومات في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة، وقد خرج له الذهبي جزءاً من حديثه.

علي بن أحمد بن علي الحلبي علاء الدين، صاهر أبا أمامة بن النقاش على ابنته، ودرس بجامع أصلم وطلب الحديث وكتب بخطه، مات كهلاً.

علي بن عبد القادر المراغي الصوفي شرف الدين، اشتغل في بلاده ومهر في الفقه والأصول والطب والنجوم، وفاق في العلوم العقلية وشغل في الكشاف وغيره، وقام عليه جماعة من أهل السميساطية، وكان صوفياً بها، فشهدوا عليه بالاعتزال فاستتيب بعد أن عزر، ثم قرر بخانقاه خاتون إلى أن مات، وكان يدري النجوم وأحكامها، وينسب إلى الرفض، وكان من تلامذة السيد المجد، قرأ عليه تقي الدين ابن مفلح ونجم ابن حجي وغيرهما، ومات في شهر ربيع الآخر.

عمر بن إبراهيم بن محمد بن أحمد المستعصم بن الواثق بن المستمسك ابن الحاكم

ص: 325

العباسي، ولي الخلافة بعد خلع المتوكل، ومات في هذه السنة واستقر بعده أخوه زكرياء.

عائشة بنت الخطيب عبد الرحيم بن بدر الدين بن جماعة، اخت قاضي القضاة برهان الدين، سمعت علي الواني وغيره وحدثت.

محمد بن أحمد بن عثمان بن عمر التركستاني الأصل، الشيخ شمس الدين القرمي، نزيل بيت المقدس، ولد بدمشق سنة عشرين، ثم تجرد وخرج منها سنة إحدى وأربعين، وطاف البلاد ودخل الحجاز واليمن، ثم أقام بالقدس وبنيت له زاوية، وكان يقيم في الخلوة أربعين يوماً لا يخرج إلا للجمعة وصار أحد أفراد الزمان عبادة وزهداً وورعاً، وقصد بالزيارة من الملوك يستزورونه وله خلوات ومجاهدات، وسمع بدمشق من الحجار وغيره، وكان يتورع عن التحديث ثم انبسط وحدث، وكان عجباً في كثرة العبادة وملازمة التلاوة حتى بلغ في اليوم ست ختمات، وقيل بلغ ثمان، وسأله الشيخ عبد الله البسطامي فقال له: إن الناس يذكرون عنك القول في سرعة التلاوة، فما القدر الذي تذكر أنك قرأته في اليوم الواحد؟ فقال: اضبط أني قرأت من الصبح إلى العصر خمس ختمات، ويذكر عنه كرامات كثيرة وخوارق مع سعة العلم ومحبة الانفراد وقهر النفس، انتفع به جماعة، ومات في تاسع شهر رمضان.

محمد بن طلحة بن يوسف بن هبة الله الحلبي، سمع من الكمال بن النحاس وغيره، ومات في شوال وقد جاوز الثماني.

ص: 326

محمد بن تنبك السوي كان من رؤساء الحلبيين، وانشأ جامعاً بحارة القناصة، ومات بها في مدينة الرها في هذه السنة أو نحوها.

محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشافعي الآسجي بمدة وفتح المهملة بعدها جيم الأديب شمس الدين، نزيل مكة جاور بمكة عدة سنين وباشر بالحرم، واختص بالناس حتى، ومات في شعبان، وكان شاعراً مكثراُ، أكثر عنه صاخبنا نجم الدين المرجاني.

محمد بن تقي الدين عبد الله بن محمد بن محمود بن أحمد بن عزاز الحنبلي، القاضي شمس الدين بن التقي المرداوي، ولد سنة أربع عشرة وسبعمائة فيما قيل، سمع الكثير من أبي بكر بن الرضي والشهاب الصرخدي والشرف بن الحافظ وعائشة ابنة المسلم وجماعة، تفقه وناب في القضاء من سنة ستين وهلم جراً، ثم استقل به سنة ست وسبعين إلى ان مات، وكان محموداً في ولايته إلا أنه في حال نيابته عن عمه كان كثير التصميم بخلافه لما استق، وكان يكتب على الفتاوي كتابة جيدة، وكان كيساً متواضعاً قاضياً لحوائج من يقصده، وكان خبيراً بالأحكام، ذاكراً للوقائع، صبوراً على الخصوم، عارفاً بالإثباتات وغيرها، لا يلحق في ذلك، وكان يركب الحمارة على طريقة عمه، وقد خرج له ابن المحب الصامت أحاديث متبائنة

ص: 327

وصلت إلى خمسة عشر حديثاً، وحدث بمشيخة ابن عبد الدائم عن حفيده محمد بن أبي بكر عن جده سماعاً، مات في رمضان عن أربع وأربعين سنة.

محمد بن عطيفة الحسني أمير المدينة.

محمد بن عمر بن محمد بن محمود بن أبي الفخر الزرندي ثم الصالحي، سمع من الحجار وغيره، مات بدمشق عن سبعين سنة.

محمد بن عيسى بن أحمد الزيلعي نزيل اللحية من سواحل اليمن، ويعرف بصاحبها، كان يذكر بالكرامات ومكانه يزار الآن.

محمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله المقدسي شمس الدين، ولد في ذي القعدة سنة 731، وسمع من ابن الرضي والجزري وبنت الكمال وغيرهم، وأحضر على أسماء بنت صصرى وعائشة بنت مسلم وغيرهما، وعني بالحديث وكتب الأجزاء والطباق وعمل المواعيد، وأخذ عن إبراهيم بن قيم الجوزية، وكتب بخطه الحسن شيئاً كثيراً، وكان شديد التعصب لابن تيمية، مات في جمادى الأولى، وله سبع وخمسون سنة.

محمد بن محمد بن علي بن حزب الله المغربي، قرأت بخط القاضي برهان الدين بن جماعة: مات الإمام العالم الكاتب البليغ أبو عبد الله بن جزب الله بدمشق، في خامس عشرين شعبان سنة ثمان وثمانين، له نظم وسط وفضائل قلت: منها كتاب سماه عرف الطيب في وصف الخطيب صنفه للبرهان ومن عنوان نظمه قصيدة أولها:

لبريق الأبريق والنقا

طار مني القلب إذ تألقا.

محمد بن يوسف بن إلياس الحنفي الشيخ شمس الدين القونوي، نزيل المزة، ولد سنة خمس عشرة أو في بعدها، وقدم دمشق شاباً وأخذ عن التبريزي وغيره، وتنزه عن مباشرة الوظائف حتى المدارس، وكان الشيخ تقي الدين السبكي يبالغ في تعظيمه، وكان له

ص: 328

حظ من عبادة وعلم وزهد، وكان شديد البأس على الحكام، شديد الإنكار للمنكر، أماراً بالمعروف، يحب الانفراد والانجماع، قليل المهابة للأمراء والسلاطين والحكام، يغلظ لهم كثيراً، وكان قد أقبل على الاشتغال بالحديث بأخرة، والتزم أن لا ينظر في غيره، وصارت له اختيارات يخالف فيها المذاهب الأربعة لما يظهر له من دليل الحديث قال ابن حجي: كانت له وجاهة عظيمة وكان ينهى أولاده وأتباعه عن الدخول في الوظائف. وكان ربما كتب شفاعة إلى النائب، نصها: غلى فلان المكاس أو الظالم أو نحو ذلك، وهم لا يخالفون له أمراً ولايردون له شفاعة، وكان كثير من الناس يتوقعون الاجتماع بع لغلظه في خطابه، وكان مع ذلك يبالغ في تعظيم نفسه في العلم حتى اقل مرة: أنا أعلم من النووي وهو أزهد مني، وكان يتعانى الفروسية وآلات الحرب ويحب من يتعانى ذلك، ويتردد إلى صيدا وبيروت على نية الرباط، وقد باشر القتال في نوبة بيروت، وبنى برجاً على الساحل، وصنف كتاباً سماه الدرر فيه فقه كثير، نظم فيه فقه الأربعة على أسلوب غريب، مات في الطاعون في جمادى الآخرة وقد جاوز السبعين واختصر شرح مسلم للنووي وتعقب عليه مواضع، وشرح مجمع البحرين في عشر مجلدات، وقد قدم القاهرة وأقام بها مدة وأقام بالقدس مدة، ثم رجع إلى دمشق وانقطع بزاويته بالربوة، ثم انقطع بزاويته بالمزة رحمه الله.

محمد بن يوسف بن محمد بن عمر شرف الدين بن جمال الدين بن الشيخ شمس الدين بن قاضي شهبة، اشتغل على جده ثم على أبيه، وتعانى الأدبيات وقال الشعر وكتب الخط الحسن، قال ابن حجي: كان جميل الشكل، حسن الخلق، وافر العقل، كثير

ص: 329

التودد، ولي قضاء الزبداني مدة ثم تركه، ومات في عشر الأربعين في ربيع الآخر، ووجد عليه أبوه وجداً كثيراً، حتى مات بعده عن قرب.

محمد الأصبهاني إمام الدين كان عالماً عابداً مشهوراً بالفضل والكرامات، وكان ينذر بوقوع البلاء على يد اللنك ويخبر أنه ما دام حياً لا يصيب أهل أصبهان أذى، فاتفق وفاته في ليالي طروق اللنك لهم في هذه السنة.

موسى بن الفافا شرف الدين استادار أيتمش، كان يتعصب للظاهرية ويميل إلى مذهبهم، مات في شوال.

هيازع بن هبة الحسني قريب أمير المدينة، وهو أخو جماز الذي تأمر بعد ذلك.

يوسف بن المجد أبي المعالي محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي القاسم بن جعفر الأنصاري المعروف بابن الصيرفي، ولد في رمضان سنة عشر وسبعمائة، وأسمعه أبوه الكثير من أبي بكر الدشتي والقاضي سليمان وعيسى المطعم وغيرهم، وحدث بالكثير، وكان يزن في القبان ثم كبر وعجز، وكان باخرة يأخذ الأجرة ويماكس في ذلك، مات في ذي الحجة عن ثمانين سنة، وكان له ثبت يشتمل على شيء كثير من الكتب والأجزاء، وآخر من حدث عنه الحافظ برهان الدين محدث حلب.

شمس الدين الغزولي المصري الميقاتي، انتهت إليه الرياسة في هذا العلم في بلده، وكان اطروشاً، مات في رجب.

شمس الدين بن الجندي الخطائي المصري انتهت إليه الرياسة في حل التقاويم ومعرفة الميقات، وكان لكل منهما أعني الغزولي وابن الجندي عصبة، فاتفق أن ماتا في سنة واحدة، مات الغزولي في رجب ومات ابن الجندي في شعبان.

ص: 330