المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ١

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌قالوا في الإمام المزي

- ‌مقدمة المحقق

- ‌الفصل الاولحياة المزي ومكانته العلميةمصادر ترجمته:

- ‌بيئة المزي ونشأته:

- ‌سماعه وشيوخه

- ‌منزلة المزي العلمية

- ‌1ـ أبرز آثاره

- ‌2- مناصبه العلمية

- ‌3- تلاميذه

- ‌4- آراء العلماء فيه

- ‌الفصل الثانيتهذيب الكمال في أسماء الرجالمنهجه وأهميتهتوطئة:

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في المحتوى

- ‌التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم

- ‌الفصل الثالثعناية العلماء بتهذيب الكمالالمختصرون والمستدركون

- ‌الفصل الرابعمنهجنا في تحقيق تهذيب الكمال

- ‌رموزبعض ألفاظ التحمل:

- ‌صيغ بداية الاجزاء وانتهائها:

- ‌العناية بضبط النص:

- ‌أهمية كتب المشتبه في ضبط النص:

- ‌ضبط النص بالحركات:

- ‌تعليقاتنا على النص وأهميتها:

- ‌وصف النسخ المعتمدة في هذا المجلد

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌فصلوهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجه إليها

- ‌فصلفيما روي عن الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلفي ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر كتابه ورسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنهن

- ‌فصلفي ذكر خدمه صلى الله عليه وسلم من الاحرار

- ‌فصلفي ذكر مواليه وإمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي صفته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل

- ‌فصلفي معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌باب الألف

- ‌من اسمه أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن خالد الموصلي، أَبُو علي، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زَيْد بن أفلح بن مَنْصُور بن مزاحم العبدي مولى عبد القيس

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن

- ‌ أَحْمَد بن الأَزْهَر بن منيع بن سليط بن إِبْرَاهِيم العبدي، مولاهم، أَبُو الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن الْحُصَيْن بن جَابِر بن جندل السلمي المطوعي، أَبُو إسحاق البخاري

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن زَيْد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي إسحاق الحضرمي، مولاهم، أَبُو إسحاق البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، أَبُو إسحاق البزاز صاحب السلعة.رَوَى عَن: حجاج بْن

- ‌ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نبيه القرشي السهمي، أَبُو حذافة المدني، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري البَصْرِيّرَوَى عَن: سفيان بْن حبيب، وسهل بْن أسلم

- ‌ أَحْمَد بن بشير القرشي المخزومي، أَبُو بَكْر الكوفي، مولى عَمْرو بْن حريث، ويُقال: الهمداني

- ‌ تمييز وأما أَحْمَد بن بشير الْبَغْدَادِيّ، فهو أَبُو جَعْفَر المؤدب

- ‌ أَحْمَد بن بكار بن أَبي ميمونة، واسمه زَيْد، القرشي، الأُمَوِي، مولاهم، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي بَكْر، واسمه الْقَاسِم، بْن الحارث بْن زرارة بْن مصعب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف

- ‌ أَحْمَد بن ثَابِت الجحدري، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن الحجاج البكري الذهلي الشَّيْبَانِيّ، أَبُو الْعَبَّاس المروزي

- ‌ أَحْمَد بن حَمَّاد بن مسلم بن عَبد اللَّهِ بن عَمْروالتجيبي، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي، مولى بني سعد بْن

- ‌ أَحْمَد بن حميد الطريثيثي، أَبُو الْحَسَن الكوفي، ختن عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى، ويعرف بدار أم

- ‌ أَحْمَد بن خالد الخلال، أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفقيه.رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد المَلِك بْن واقد

- ‌ أَحْمَد بن الخليل الْبَغْدَادِيّ، أَبُو علي البزاز، نزيل نيسابور

- ‌ أحمد بن أَبي رجاء الْمُقْرِئ، هو: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن أَبي رجاء الهروي، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أيوب، يأتي فيما بعد

- ‌ أحمد بن أَبي سريج الرازي، هو: أَحْمَد بْن الصباح، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم الرباطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المروزي الأشقر، نزيل نيسابور

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن بشر بن عُبَيد اللَّهِ الهمداني، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي.رَوَى عَن: إسحاق بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم التستري.رَوَى عَن: روح بن عبادة

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن يَعْقُوب الْكُنْدِيّ، أَبُو الْعَبَّاس الحمصي.رَوَى عَن: بقية بْن الوليد، وعثمان بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد الحراني.رَوَى عَن: مُحَمَّد بْن سَلَمَة الحراني.رَوَى عَنه:

- ‌ أَحْمَد بن سفيان، أَبُو سفيان النَّسَائي، ويُقال: المروزي.روى عن: أَبِي زَيْد سَعِيد بْن الربيع

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان بْن عَبد المَلِك بْن أَبي شَيْبَة، واسمه يزيد، بْن لاعي الجزري، أَبُو الحسين

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان المروزي، هو: أَحْمَد بْن أَبي الطيب، يأتي فيما بعد

- ‌ الحسين بْن الجنيد الرازي: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن عاصم، أَبُو مُحَمَّد البلخي

- ‌ أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الحكم بن فروة الهاشمي، أَبُو الحسين البَصْرِيّ المعروف بابن الكردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن أَبي السفر، واسمه سَعِيد بْن يحمد الهمداني

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْجَبَّارِ بن مُحَمَّد بن عُمَير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التَّمِيمِيّ العطاردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المخزومي، حجازي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن واقد التَّمِيمِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الدمشقي المعروف بابن عبود

- ‌ تمييز ويقاربه فِي طبقته شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن سُلَيْمان، أَبُو جَعْفَر

- ‌ أَحْمَد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشامي الجبلي

- ‌ أَحْمَد بن عبدة الآملي، أَبُو جَعْفَر، من آمل جيحون

- ‌ أَحْمَد بن عُبَيد اللَّهِ بن سهيل بن صخر الغداني، أَبُو عَبد اللَّهِ البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن عثمان بن أَبي عثمان، واسمه عبد النور، بْن عَبد اللَّهِ بْن سنان النوفلي، أَبُو عثمان

- ‌ أَحْمَد بن علي بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم القرشي الأُمَوِي، من أنفسهم، أَبُو بَكْر المروزي القاضي

- ‌ أَحْمَد بن علي النميري، ويُقال: النمري، السلمي إماممسجد سلمية

- ‌ أَحْمَد بن عُمَر بن حَفْص بن جهم بن واقد بن عَبد اللَّهِ الْكُنْدِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الْمُقْرِئ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي عَمْرو. هو أَحْمَد بْن حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي النَّيْسَابُورِيّ. تقدم

- ‌ أَحْمَد بن عيسى بن حسان المِصْرِي، أَبُو عَبْد اللَّهِ بن أَبي مُوسَى العسكري المعروف بالتستري

- ‌ أَحْمَد بن الفرات بن خالد الضبي، أَبُو مسعود الرازي الْحَافِظ، نزيل أصبهان

- ‌ أَحْمَد بن فضالة بن إِبْرَاهِيم، أَبُو المنذر بن أَبي إِبْرَاهِيم النَّسَائي، أخو عُبَيد اللَّهِ بن

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأبلي، أَبُو بَكْر العطار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أَبي خلف الْبَغْدَادِيّ القَطِيعِيّ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أيوب الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر الْوَرَّاق المعروف بصاحب المغازي

- ‌ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي، أَبُو الْحَسَن بن شبويه

- ‌ أقرانه، وأَبُو مسعود أَحْمَد بْن الفرات الرازي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج المروذي

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي رجاء الثغري، أَبُو جَعْفَر الطرسوسي المصيصي النجار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المغيرة بن سنان، وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معروف بْن سنان، وقيل: أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المروزي، أَبُو الْعَبَّاس السمسار المعروف بمردويه، وربما نسب إِلَى

- ‌ تمييز ولهم شيخ آخر يقَالَ له: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن نيزك بن صَالِح بن عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أَبي شمر الغساني

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَعِيد بن فروخ القطان أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ، نزيل بغداد، أخو صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن المعلى بن يزيد الأسدي أَبُو بَكْر الدمشقي القاضي بِهَا نيابة عَن أَبِي زرعة مُحَمَّد

- ‌ أَحْمَد بن المنذر بن الجارود البَصْرِيّ، أَبُو بَكْر الْقَزَّاز

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن راشد الحنظلي، أَبُو صَالِح المروزي الملقب بزاج صاحب النَّضْر بْن شميل

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن سيار بن المبارك الْبَغْدَادِيّ أَبُو بَكْر المعروف بالرمادي

- ‌ أَحْمَد بن مُوسَى

- ‌ أَحْمَد بن ناصح المصيصي، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ

- ‌ أَحْمَد بن نفيل السكوني الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن هاشم بن أَبي الْعَبَّاس الرملي

- ‌ أَحْمَد بن الهيثم بن حَفْص الثغري، قاضي طرسوس

- ‌ أَحْمَد بن يحيى بن زكريا الأَودِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الصوفي العابد

- ‌ أَحْمَد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن كثير الحراني.ذكره النَّسَائي فِي جملة شيوخه وَقَال: ثقة.هكذا

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم بن الورتنيس الورتنيسي أَبُو الحسن الحراني

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن روح الداري الفلسطيني، من رهط تميم الداري، سكن بيت المقدس.رَوَى عَن:

- ‌ أَحْمَد بن يَعْقُوب المسعودي، أَبُو يَعْقُوب، ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ، الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن يُوسُف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي، أَبُو الْحَسَن النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أحمد بن يونس، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس، تقدم

- ‌ أَحْمَد غير منسوب

- ‌ أَحْمَد. غير منسوب.عَنْ مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر المقدمي.روى عنه البخاري فِي التوحيد.يقال:

الفصل: ‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم

3-

فصل فيمن اشتهر بلقب أو نحوه.

4-

فصل في المبهمات.

وهذه الفصول تيسر الانتفاع بالكتاب تيسيرا عظيما في تسهيل الكشف على التراجم الاصلية، فضلا عن إيراد بعضهم مفردا في هذه الفصول.

خامسا: رجع المزي إلى كثير من الموارد الاصلية التي لم يرجع إليها صاحب "الكمال" يعرف ذلك كل من يلقي نظرة على الكتابين، وكان لا بد للمزي أن يفعل ذلك بعد توسيعه لمادة الكتاب كل هذا التوسيع، فلم يكن ذلك ممكنا إلا بزيادة الموارد المعتمدة.

سادسا: هذا فضلا عن زيادة التدقيق والتحقيق وبيان الأَوهام ومواطن الخلل في كل المادة التاريخية التي ذكرها عبد الغني في "الكمال"، فوضح سقيمها، ووثق ما اطمأن إليه، فأورده في كتابه الجديد.

‌التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال

لقد أدت كل هذه الاضافات الاساسية إلى تضخم الكتاب تضخما كبيرا، فصار ثلاثة أضعاف "الكمال" تقريبا، وأصتبح يتكون من مئتين وخمسين جزءا حديثيا، فإذا علمنا أن الجزء الحديثي الذي كتبه المؤلف المزي بخطه يتكون من عشرين ورقة (أربعين صفحة) عرفنا أن المزي وضع كتابه في عشرة آلاف صفحة، في كل صفحة 21 سطرا، فضلا عما كتبه المؤلف من تحقيقات في حواشي نسخته.

‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم

نظم المزي كتابه تنظيما جديدا سواء أكان ذلك في هيكله العام أم في مادة كل ترجمة من التراجم، وابتدع أمورا تنظيمية في بعض

ص: 45

المواضع لم يسبق إليها من قبل، فوضع بذلك أساسا لكثير من الكتب اللاحقة، وإليك مجمل ذلك على وجه الاختصار:

أولا: كان صاحب الكمال قد أفرد الصحابة عن باقي المترجمين فذكرهم في أول كتابه، وذكر الرجال منهم ثم النساء ثم اتبعهم بمن بعدهم. أما المزي قد ذكر الجميع على نسق واحد، وابتدأ بالرجال منهم، فوضع الصحابة في مواضعهم من التراجم، ورتب الجميع على حروف المعجم المشرقية في أسمائهم وأسماء آبائهم وأجدادهم، لكنه بدأ في حرف الالف بالأحمدين، وفي حرف الميم بالمحمدين لشرف هذين الاسمين، وهي سنة اتبعها كثير من المؤلفين في الرجال والتراجم قبله. ثم رتب في نهاية الأَسماء فصول الكنى والانساب والالقاب والمبهمات على حروف المعجم أيضا. وجعل النساء في آخر كتابه ورتبهم على الترتيب المذكور في الأَسماء والكنى والانساب والالقاب والمبهمات. وقد ذكر المزي في مقدمته سبب خلطه الصحابة بغيرهم من المترجمين خلافا لصاحب "الكمال" فقال: لان الصحابي ربما روى عن صحابي آخر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيظنه من لا خبرة له تابعيا فيطلبه في أسماء التابعين فلا يجده، وربما روى التابعي حديثًا مُرْسلاً عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيظنه من لا خبرة لا صحابيا، فيطلبه في أسماء الصحابة فلا يجده، وربما تكرر ذكر الصحابي في أسماء الصحابة وفيمن بعدهم، وربما ذكر الصحابي الراوي عن غير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في غير الصحابة، وربما ذكر التابعي المرسل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في الصحابة، فإذا ذكر الجميع على نسق واحد، زال ذلك المحذور وذكر في ترجمة كل إنسان منهم ما يكشف عن حاله إن كان صحابيا أو غير صحابي.

ثانيا: وعمل المزي إحالات للاسماء الواردة في كتابه بحسب شهرته أو وروده في كتب الحديث، وجعل كثيرا من هذه الاحالات في

ص: 46

صلب كتابه، كما أفاد من فصول الكنى والانساب والالقاب والمبهمات في عمل الاحالات، وهي فهارس قلما نجدها في عصرنا الحديث هذا لصعوبتها، فسهل بذلك على الناظرين في كتابه والمستفيدين منه.

ثالثا: ثم فرق المزي الأَسماء التي أضافها إلى تراجم "الكمال" بعلامة تفرزها، فكتب الاسم واسم الاب، أو ما يجري مجراه باللون الاحمر، واقتصر في تراجم الاصل على كتابة الاسم الاول حسب باللون الاحمر.

رابعا: وأعاد المزي تنظيم الترجمة الواحدة ولا سيما شيوخ المترجم والرواة عنه بعد أن زاد فيهم زيادة كبيرة فاقت الاصل في معظم الاحيان عدة مرات. فنظم شيوخ المترجم على حروف المعجم على نحو ترتيب الأَسماء في الاصل، ورتب الرواه عنه على ذلك النحو أيضا، فسهل للمطالع العجل الوقوف على بغيته، وما أظن أحدًا سبقه إلى هذا الابتداع المفيد في حين قبله الكثير ممن جاء بعده، فساروا على نهجه.

خامسا: وجعل المزي لكل مصنف علامة مختصرة تدل عليه، وهي سبع وعشرون علامة، منها ست علامات للاصول الستة، وعلامة لما اتفق عليه الستة، وعلامة لما اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة، وتسع عشرة علامة لمؤلفات أصحاب الستة الاخرى بينها في مقدمته. وقد كتب هذه العلامات فوق كل اسم من أسماء المترجمين وجعلها باللون الأسود بسبب كتابته الاسم باللون الاحمر، وبذلك يستطيع الناظر إلى الترجمة معرفة من أخرج له من هؤلاء الأئمة، وفي أي كتاب من هذه الكتب أخرجوا له عند أول نظرة تقع على اسم المترجم. ولم يكتف بتلك الرموز، بل نص على معانيها نصا صريحا عند انقضاء

ص: 47

الترجمة أو قبل ذلك على حسب ما تقتضيه الحال دفعا لاي التباس.

وزاد الحافظ المزي في التدقيق، فوضع رقوما (علامات) ، كما ذكرنا سابقا، فوق كثير من أسماء شيوخ صاحب الترجمة، أو الرواة عنه باللون الاحمر ليعرف الناظر إليها في أي كتاب من تلك الكتب وقعت روايته عن ذلك الاسم المرقوم عليه، ورواية ذلك الاسم المرقوم عليه عنه، ثم ذكر بعد ذلك في تراجمهم روايتهم عنه أو روايته عنهم، وبذلك صارت كل ترجمة من تراجم الكتاب شاهدة للاخرى بالصحة، والاخرى شاهدة لها بذلك أيضا. ودقق بعد ذلك تدقيقا عظيما ذكره مفصلا في مقدمته.

وهذا عمل من اختراعه وابتداعه ما أظن يستطيع عمله من غير استعانة بأحدث الآلات الحاسبة المحللة في العصر الحديث (الكومبيوتر) ، وهو أمر يكفي وحده لتفصيله على سابقيه ولاحقيه.

عظمة تهذيب الكمال

من أجل كل هذا الذي قدمنا أصبح كتاب"تهذيب الكمال"أعظم كتاب في موضوعه غير مدافع، قال الصلاح الصفدي (ت 764) : وصنف كتاب تهذيب الكمال في أربعة عشر مجلدا كسف به الكتب المتقدمة في هذا الشأن، وسارت به الركبان، واشتهر في حياته (1) ". وَقَال تاج الدين السبكي (ت 1771) : وصنف تهذيب الكمال المجمع على أنه لم يصنف مثله (2)"، وَقَال ابن تغري بردي: وهو في غاية الحسن في معناه (3) "، بل قال العلامة علاء الدين مغلطاي

(1) أعيان العصر: 12 / الورقة: 125، وعيون التواريخ لابن شاكر، الورقة:59.

(2)

الطبقات: 10 / 401.

(3)

النجوم الزاهرة: 10 / 77 وَقَال حاج خليفة: وهو كتاب كبير لم يؤلف مثله ولا يظن أن يتسطاع".

ص: 48

الحنفي (ت 762) بعد أن كتب كل ذلك النقد الطويل عليه إنه: كتاب عظيم الفوائد، جم الفرائد، لم يصنف في نوعه مثله..لان مؤلفه أبدع فيما وضع، ونهج للناس منهجا لم يشرع". وَقَال أيضا: وقد صار كتاب التهذيب حكما بين طائفتي المحدثين والفقهاء إذا اختلفوا قالوا: بيننا وبينكم كتاب المزي (2)". فانظر إلى هذه المرتبة العظيمة التي وصل إليها كتاب"التهذيب"بعد أن أجمع جهابذة الفن على عظمته وفضله على جميع الكتب التي من بابته.

(1) راجع مقدمة إكمال تهذيب الكمال (نسخة الازهر التي بخطه) .

ص: 49