الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجه إليها
.
أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْن قدامة المقدسي فِي جماعة، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ (1) بن طَبَرْزَذَ البغدادي قدم علينا دمشق أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أبو طالب محمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الهمداني البزاز، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّدِ ابْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا عَبد الله بن روح المدائني ومحمد بن ربح البزاز، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، عَنْ محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ أنه سمع علقمة بن وقاص يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّمَا الاعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
هَذَا حديث صحيح متفق على صحته من حديث يحيى بْن سَعِيد
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" فقالك"وبالتثقيل: معمر بن سُلَيْمان..وعُمَر بن مُحَمَّدِ بن معمر بن طَبَرْزَذَ مسند وقته."(ص: 604 603) .
الأَنْصارِيّ قاضي المدينة، وهو متواتر إليه، رواه عنه العدد الكثير والجم الغفير (1) . وأخرجه الإمام أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حنبل في مسنده عن يزيد بن هارون بهذا الإسناد، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية. وأخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما"عن عَبد الله بْن مسلمة الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن يحيى بن سَعِيد، ومن طرق أخر عن يحيى. وأخرجه مسلم أيضا عن مُحَمَّد بن عَبد الله بن نمير عَنْ يَزِيدَ بْنِ هارون، وقد وقع لنا بدلا عاليا جدا من حديث يزيد بْن هارون، عَن يحيى بْن سَعِيد، كان ابن طَبَرْزَذَ شيخ مشايخنا من حيث العدد سمعه من أبي محمد بن حمويه الراوي عن الفربري صاحب البخاري، ومن أبي أحمد الجلودي الراوي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان صاحب مسلم، وكأنا نحن سمعناه من أبي الوقت الراوي عَن أبي الحسن الداوودي صاحب ابن حمويه، ومن أبي عَبد الله الفراوي (2) الراوي عَن أبي الحسين الفارسي صاحب الجلودي، ولله الحمد والمنة، ولا يوجد الآن على وجه الأرض إسناد لهذا الحديث أعلى من هذا الإسناد.
وأخبرنا الشيخ الإمام الرئيس الكبير أبو الغنائم المسلم (3) بْن
(1) لكنه غريب في أوله، فقد قال الحفاظ: لم يرو هَذَا الحديث عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلا من رواية عُمَر بن الخطاب، ولا عن عُمَر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم التَّيْمِيّ، ولا عن محمد إلا من رواية يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصارِيّ، وعن يحيى انتشر، فرواه جمع من الأئمة. وهو مخرج عند البخاري 1 / 7، 15 في بدء الوحي، وفي الايمان، وفي العتق، وفي فضائل أصحاب النبي، وفي النكاح، وفي الايمان والنذور، وفي الحيل، ومسلم (1907) في الامارة، وأخرجه أبو داود (2201) ، والتِّرْمِذِيّ (1647) ، وابن ماجه (2427) ، والنَّسَائي 1 / 58، 60. وقول الحافظ في "الفتح"1 / 11: ووهم من زعم أنه في "الموطأ"مغترا بتخريج الشيخين له والنَّسَائي
من طريق مالك وهم منه رحمه الله، فإنه في "الموطأ"ص 401 برواية محمد بن الحسن. (ش)
(2)
الفراوي: نسبة إلى"فراوة"قيدها السمعاني في الانساب بضم الفاء وفتح الراء المهملة وتابعه ابن الاثير في اللباب. وفتح ياقوت الفاء في معجم البلدان وتابعه ابن عبد الحق في المراصد، وقد اخترنا ضم الفاء لان السمعاني أعلم بتلك البلاد.
(3)
بتشديد اللام وفتحها، ولم يقيده الذهبي في "المُشْتَبِه" (ص: 588) مع أنه ذكر جملة ممن يقيد كذلك تفريقا لهم عمن يقيد"مسلم"بكسر اللام، واستدركه عليه ابن حجر في التبصير: 4 / 1284 فقال: والمسلم بن أَبي الفضل محمد بن المسلم بن علان بن مكي، راوي مسند أحمد.
وقد ترجم له الذهبي في وفيات سنة 680 من تاريخ =
محمد بن المسلم بن مكي بْن علان القيسي فِي جماعة قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ، أَخْبَرَنَا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أخبرنا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن محمد بن غيلان، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، حَدَّثَنَا هارون بن معروف، حَدَّثَنَا سفيان بْن عُيَيْنَة، عَن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، قال: إنما يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الثقات.
رَوَاهُ مسلم في مقدمة كتابه عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَبي عُمَر العدني وأبي بكر بْن خلاد الباهلي كلاهما عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة نحوه، فوقع لنا بدلا عاليا.
وأَخْبَرَنَا الشيخ الإمام أَبُو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي، وأم أحمد زينب بنت مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الحراني قالا: أَخْبَرَنَا أبو حفص عُمَر بن محمد بن طَبَرْزَذَ، أخبرنا الْحَافِظُ أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الأَنْمَاطِيُّ وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبراهيم بن صرما الدقاق، قَالا: أخبرنا أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، أَخْبَرَنَا أبو القاسم عُبَيد الله بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن حبابة (1) البزاز، أَخْبَرَنَا أبو القاسم عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أخبرنا شُعْبَةُ، أخبرنا منصور بن المعتمر، قال:
= الاسلام وقيده بالتشديد، والنسخة بخطه، وَقَال: وسألت أبا الحجاج الحافظ عنه فقال: شيخ جليل نبيل من أكبر بيوتات الدمشقيين، سمعنا منه مسند أحمد وغير ذلك" (الورقة: 78 من مجلد آيا صوفيا 3014) ، وترجم له في العبر أيضا: 5 / 332، وفي الكتابين قال في نسبه: أَبُو الغنائم المسلم بْن مُحَمَّد بن المسلم بن مكي بن خلف..بن علان"كما ورد هنا وليس ما ورد في التبصير لابن حجر قال أفقر العباد بشار عواد محقق هذا الكتاب: وهو ابن أخي السديد مكي بن المسلم بن مكي بن علان القيسي المتوفى سنة 652 آخر الرواة عن حافظ الشام أبي القاسم ابن عساكر وفاة.
(1)
قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" كما قيدناه: 206.
سمعت ربعيا يقول: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لا تكذبوا علي فإن من يكذب علي يلج النَّارِ" (1) .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بن الجعد، به، فوقع لنا موافقة لَهُ بعلو، ورواه مسلم في مقدمة كتابه عن مُحَمَّد بْن المثنى ومحمد بْن بَشَّارٍ كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر غندر، عن شعبة بن، فوقع لنا عاليا جدا، كأن ابن طَبَرْزَذَ شيخ مشايخنا سمعه من أبي أحمد الجلودي الراوي عن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سفيان صاحب مسلم، وكأنا نحن سمعناه من أبي عَبد الله الفراوي الراوي عَن أبي الحسين الفارسي صاحب الجلودي ولله الحمد.
وَقَال حفص بن عاصم، عَن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" (2) .
وَقَال أَبُو عثمان مسلم بْن يسار عَن أبي هُرَيْرة، عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ ولا آبَاؤُكُمْ فإياكم وإياهم" (3) .
وَقَال عامر بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ بن مسعود: إن الشيطان ليمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث (4) .
وَقَال هشام بْن حسان عن محمد بن سيسرين: إن هذا العلم دين
(1) أخرجه البخاري 1 / 178 في العلم: باب إثم من كذب على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (1) في مقدمة صحيحه. (ش)
(2)
رواه مسلم (5) في مقدمة صحيحه.
(3)
رواه مسلم (6) في مقدمة صحيحه.
(4)
أخرجه مسلم 1 / 12 في مقدمة صحيحه، وفيه"ليتمثل"بدل"يمثل"وفي (م)"فينفرون"وما أثبتناه عن (د) ومسلم.
فانظروا عمن تأخذون دينكم (1) .
وَقَال الأَوزاعِيّ، عن سُلَيْمان بن موسى: لقيت طاووسا فقلت: حدثني فلان كيت وكيت (2)، قال: إن كان مليا، فخذ عَنْهُ (3) .
وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي الزناد، عَن أبيه: أدركت بالمدينة مئة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليس من أهله.
وَقَال أَبُو إسماعيل التِّرْمِذِيّ، عن إسماعيل بن أَبي أويس سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
لقد أدركت عدد هذه الاساطين وأشار إلى مسجد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من يقول: قال فلان، قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فما أخذت عنهم شيئا، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال كان أمينا، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا مُحَمَّد بن مسلم بن عُبَيد الله بن شهاب الزُّهْرِيّ، وهو شاب فنزدحم على بابه.
وَقَال عَمْرو بْن علي: سمعت يحيى بن سَعِيد، قال: سألت سفيان الثوري وشعبة ومالكا وسفيان بن عُيَيْنَة عن الرجل لا يكون ثبتا في الحديث، فيأتيني الرجل، فيسألني عنه؟ فقالوا: أخبر عنه أنه ليس بثبت.
وَقَال أَبُو همام الوليد بْن شجاع: سمعت عُبَيد الله الاشجعي يذكر عن سفيان الثوري قال: ليس يكاد يفلت من الغلط أحد، إذا كان الغالب على الرجل الحفظ، فهو حافظ وإن غلط، وإذا كان الغالب عليه الغلط، ترك.
(1) رواه مسلم في مقدمة صحيحه"باب بيان أن الإسناد من الدين.
(2)
قد تفتح تاء"كيت"وقد تكسر وهما لغتان فيها.
(3)
رواه مسلم في مقدمة صحيحه"باب بيان أن الإسناد من الدين"، ومعظم الاقوال الآتية في مقدمات كتب الحديث فراجعها، ولا سيما صحيح مسلم.
"وَقَال نعيم بْن حماد عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن مهدي: سألت أو سئل شعبة عمن يترك"(1) حديثه، قال: إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون (2) فأكثر، طرح حديثه، وإذا اتهم بالكذب، طرح حديثه،"ومن روى حديثًا غلطا مجتمعا عليه، فتمادى في روايته، طرح حديثه، ومن أكثر من الغلط طرح حديثه"(3) ، وما كان غير هؤلاء فارووا عنه.
وَقَال أبو موسى مُحَمَّد بْن المثنى: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي يقول: المحدثون ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، والآخريهم، والغالب على حديثه الصحة، فهذا لا يترك حديثه، ولو ترك حديث مثل هذا، لذهب حديث الناس، والآخر يهم، والغالب على حديثه الوهم، فهذا يترك حديثه.
وَقَال أحمد بن ملاعب البغدادي: سمعت أَبَا نعيم الفضل بْن دكين يقول: لا ينبغي أن يؤخذ الحديث إلا عن حافظ له، أمين عليه، عارف بالرجال.
وَقَال أَحْمَد بْن أَبي الحواري (4) : سمعت مروان بن مُحَمَّد يقول: لاغني لصاحب حديث عن صدق وحفظ وصحة كتب فإذا أخطأته واحدة وكانت فيه واحدة، لم يضره إن لم يكن له حفظ ورجع إلى الصدق وكتبه صحيحة لم يضره إن لم يحفظ.
(1) سقطت هذه العبارة من"د.
(2)
في "د": المعرفون.
(3)
ما بين الحاصرتين ساقط من"د.
(4)
قيد ناسخ"د"راء"الحواري"بالفتح. وذكره الذهبي في "المُشْتَبِه": 257 وضبطه بالقلم بفتح الحاء المهملة، ولكن لم يظهر في المطبوع ما يشير إلى حركة الراء. وَقَال ابن حجر في تبصير المنتبه (553) : الحواري: واحد الحواريين على الاصح. وكان بعض الحفاظ يقوله بفتح الراء.
وذكر ابن ناصر الدين في توضيحه لمشتبه الذهبي أن في حاء"الحواري"الفتح والكسر مع تخفيف الواو فيها وتشديد آخره مع كسر الراء، ثم قال: وحكى الحسن بن محمد البكري ضم الحاء وفتح الراء، وهو غريب. " (المجلد الاول، الورقة: 226 من نسخة الظاهرية) .
وأحمد بن أَبي الحواري هذا هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بن ميمون التغلبي، سيأتي في هذا المجلد (الرقم: 62) .
وَقَال محمد بن أبان البلخي: سمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي يقول: من رأى رأيا ولم يدع إليه، احتمل، ومن رأى رأيا دعا إليه، فقد استحق الترك.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَمْرو الغزي، عَنْ رواد (1) بْن الجراح: سمعت سفيان الثوري يقول: خذوا هذه الرغائب وهذه الفضائل عن المشيخة، وأما الحلال والحرام، فلا تأخذوه إلا عمن يعرف الزيادة فيه من النقص.
وَقَال الربيع بن سُلَيْمان المرادي: قال الشافعي (2) : ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا منها:
أن يكون من حدث به عالما بالسنة (3) ، ثقة في دينه، معروفا بالصدق في حديثه، عاقلا لما يحدث به، عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، أو (4) يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه (5) لا يحدث به على المعنى، لانه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لا يدرى (6) لعله يحيل الحلال إلى الحرام، فإذا (7) أداه بحروفه، لم (8) يبق فيه (9) وجه يخاف فيه إحالة
(1) رواد: بتشديد الواو. وسيأتي ذكره في هذا الكتاب.
(2)
الكلام بنصه في كتاب الرسالة للشافعي: 370، الفقرات: 1000، 1001، 1002.
(3)
"عالما بالسنة"ليست في المطبوع من الرسالة.
(4)
في المطبوع من الرسالة: وأن"، وراجع تعليقي المرحوم الشيخ أحمد شاكر الذي يرجح فيه"أو.
(5)
رجح الشيخ أحمد شاكر"كما سمع"وَقَال في تعليقه: في سائر النسخ"كما سمعه"والهاء ملصقة في الاصل، وليست منه. قال بشار عواد: والظاهر أنها من الاصل بدلالة نقل المزي.
(6)
في المطبوع من الرسالة: لم يدر.
(7)
في الرسالة: وإذا.
(8)
في الرسالة: فلم.
(9)
"فيه"ليست في المطبوع من الرسالة.
الحديث (1) . ويكون (2) حافظا إن حدث من حفظه، حافظا لكتابه إن حدث من تابه، إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم، بريا (3) من أن يكون مدلسا يحدث عمن لقي بما لم يسمع (4) ، أو يحدث عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بما يحدث الثقات بخلافه عنه عليه السلام (5) .
ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه، حتى ينتهى بالحديث موصولا إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
ومن (6) عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته في روايته، وليس (7) تلك العورة كذبا، فيرد (8) بها حديثه ولا النصيحة في الصدق، فنقبل منه ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق فنقول (9) : لا نقبل من مدلس حديثًا حتى يقول فيه: سمعت"أو"حدثني"ومن (10) كثر غلطه من المحدثين ولم يكن له أصل كتاب صحيح لم يقبل (11) حديثه.
ونقبل خبر الواحد ونستعمله، تلقاه العمل أو لم يتلقه، وهو مذهب أهل الحديث. قال الشافعي: وكان ابن سيرين والنخعي وغير
(1) رجع محقق الرسالة"إحالته الحديث"وعلق بقوله: في النسخ المطبوعة"إحالة"بدون الضمير، وهو ثابت في الاصل ونسخة ابن جماعة.
(2)
"ويكون"ليست في المطبوع من الرسالة.
(3)
"بريا"بتسهيل الهمزة وتشديد الياء.
(4)
في المطبوع من الرسالة: يسمع منه.
(5)
في الرسالة: ويحدث عن النبي ما يحدث الثقات خلافه عن النبي.
(6)
تجاوز المزي الفقرات: 1032 1003، وما هنا هو بداية الفقرة: 1033 من الرسالة، ص:379.
(7)
الرسالة: وليست.
(8)
الرسالة: بالكذب فنرد.
(9)
الرسالة: فقلنا.
(10)
الرسالة، فقرة:1044.
(11)
الرسالة: نقبل.
واحد من التابعين يذهبون إلى أن لا يقبلوا الحديث إلا عمن (1) عرف.
قال الشافعي: وما لقيت أحدًا من أهل العلم يخالف هذا المذهب.
وَقَال أبو بكر الخلال عَنْ عباس بْن مُحَمَّد الدوري: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: دخلت على أَبِي عَبد اللَّهِ أَحْمَد بن محمد بن حنبل، فقلت له: أوصني، قال: لاتحدث المسند إلا من كتاب. قال: وكذلك قال علي ابن المديني: قال لي سيدي أَحْمَد بْن حَنْبَل: لا تحدث إلا من كتاب.
وَقَال أيوب ابن المتوكل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي: الحفظ الاتقان، ولا يكون إماما من"حدث عن كل من رأى، ولا من حدث بكل ما سمع"(2) .
وَقَال صالح بْن حاتم بْن وردان: سمعت يزيد بن زريع يقول: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.
وقَال البُخارِيُّ: سمعت علي ابن المديني يقول: التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم.
وَقَال أحمد بن محمد الأزرق: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: آلة الحديث الصدق والشهرة والطلب، وترك البدع، واجتناب الكبائر.
وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن عمار الموصلي: قال يحيى بن سَعِيد: لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد وإ فلا تغتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد.
(1) في م: إلا من عرف"وما أثبتناه من"د.
(2)
العبارة التي بين الحاصرتين مكررة في "د".
وَقَال محمد بن عيسى المقرئ، عن إسحاق بن بشر الرازي: قال عَبد الله بْن المبارك: ليس جودة الحديث [قرب الإسناد، جودة الحديث](1) صحة الرجال.
وَقَال أَبُو بَكْر بْن خزيمة، عن عَبد اللَّه بْن هاشم الطوسي: كنا عند وكيع، فقال: الأعمش أحب إليكم، عَن أَبِي وائِلٍ عَنْ عَبد الله، أو سفيان عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبد اللَّهِ؟ فقلنا: الأعمش عَن أبي وائل أقرب، فقال: الأعمش شيخ، وأبو وائل شيخ، وسفيان عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ علقمة عن عَبد الله: فقيه عن فقيه عن فقيه عن فقيه.
زاد غيره، قال: وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا من حديث يتداوله الشيوخ.
وَقَال علي بْن خشرم (2) : سمعت وكيعا يقول: لا يكمل الرجل أو لاينبل حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه.
وَقَال أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مسلم بْن قتيبة الدينوري: وليس لامة من الامم إسناد كإسنادهم، يعني هذه الامة، رجل عن رجل وثقة عن ثقة حتى يبلغ بذلك رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وصحابته فيبين بذلك الصحيح والسقيم، والمتصل والمنقطع، والمدلس والسليم.
(1) سقط من"م"من قوله"قرب"إلى قوله"الحديث.
(2)
خشرم: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح الراء، سيأتي في هذا الكتاب.