الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلك تسلسل التراجم كما فعل ناشر وبعض مختصرات التهذيب مثل"تهذيب التهذيب"لابن حرج و"تقريب التهذيب"له أيضا، أو غيرهما، لان المؤلف لم يقصد من ذكرهم غير التنبيه إلى ورود ترجمتهم في مكان آخر، وبذلك تخلصت من كثير من التراجم المكررة.
وهذه الارقام وتلك العلامة لم تكن في أصل النص، فهما من عندي وضعتهما للتسهيل والتيسير.
وضع علامات أصحاب الستة ومؤلفاتهم الاخرى:
وكنا قد ذكرنا عند كلامنا على منهج التهذيب أن المؤلف المزي قد وضع علامات أصحاب الكتب الستة وعلامات مؤلفاتهم الاخرى
التي ترجم لرواتها فوق الاسم الاول سواء أكان ذلك للمترجمين الاصليين أم لبعض شيوخهم والرواة عنهم ممن ذكرهم داخل الترجمة.
أما نحن، فقد وضعنا هذه العلامات في بداية الترجمة وبعد الرقم المتسلسل في التراجم الاصلية، وبعد الاسم الكامل في أسماء شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه وحصرناها بين قوسين.
رموزبعض ألفاظ التحمل:
استعمل المؤلف مختصرات اعتاد المحدثون والنساخ استعمالها في الأسانيد من قديم الزمان وهلم جرا إلى أزمنة متأخرة، فاقتصروا على الرمز في بعض ألفاظ التحمل، فيكتبون من"حَدَّثَنَا"الثاء والنون والالف"ثنا"وقد تحذف الثاء ويقتصر على"نا"ويكتبون من"أخبرنا": أنا"أو"أبنا" (14) وربما حذفوا النقط من جميع ما ذكرنا، واقتصروا على الرسم، وهم إنما يفعلون ذلك لكثرة دوره في الإسناد، ويختصرونها خطا، ويثبتونها لفظا، لكننا رأينا كثيرا من طلبة العلم
(1) أما"أنبأنا"فلم يجوزوا فيها الاقتصار على الرمز"انظر كتب مصطلح الحديث ومنها مثلا تدريب الراوي: 302 فما بعد) .
يتلفظون بها كما هي مكتوبة، وهو خطأ مبين، فارتأينا اثباتها خطا دفعا لهذه الغائلة، ولقلة دورها في هذا الكتا ب (1) .
انتساخى:
ولابد لنا من التنويه بأننا قد غيرنا في رسم بعض الالفاظ، وهو ما يعرف في عصرنا بالاملاء. وقد اختلف الكتاب والنساخ في العصور الاسلامية وحتى هذا اليوم في رسم بعض الالفاظ والحروف واستعملوا
صيغا متنوعة دفعا للالتباس من جهه وتسهيلا للنساخ العجلين من جهة أخرى، ولعدم وجود وحدة كتابية كالطباعة الحديثة عندنا تنظم هذه الامور.
فمن ذلك مثلا رسم"ابن"تجد همزتها تارة محذوفة وموجودة تارة أخرى في الموضع الذي حذفت فيه، وأهل العربية مختلفون في ذلك اختلافا لا مزيد عليه. وقد حذفناها في جميع المواضع التي وقعت فيها بين علمين إلا في حالتين: الاولى عند مجيئها في أول السطر، والثانية عند وقوعها قبل الصفات المادحة والانساب ونحوهما مثل"الحافظ"و"الشيخ"و"العدل"و"الإمام"و"الرازي"و"النيسابوري"و"القرشي"وهلم جرا.
ومن ذلك حذفهم الالف الوسطية من كثير من الأَسماء مثل"خالد"، و"الحارث"و"ابراهيم"و"سُلَيْمان"و"عثمان"و"اسحاق"و"عبد الرحمن"ونحوها، ولم نأخذ به.
وكان المزي قد حذف عدة تراجم من أصل (الكمال) ممن ترجم لهم عبد الغني المقدسي بناءا على أن بعض أصحاب الكتب
(1) وحذف المحدثون من أصل الإسناد كلمة"قال"جملة كافية وافترضوا أن القارئ يتلفظ بها، ولولا عدم اعتياد الناس على وجودها لاضفتها إلى الإسناد من أجل تقويم صحة قراءته. ودعوى أن الأسانيد تضخم الكتب دعوى جاهلة وباطلة في آن واحد لا سيما بعد توفر الطباعة وانتشارها.
الستة قد أخرج لهم، فمن لم يقف المزي على روايته فِي شيء من هذه الكتب الستة أو مؤلفات أصحابها الاخرى حذفه، فرأينا من المفيد تثبيت ما حذفه بنصه في هامش مطبوعتنا معتمدين غير نسخة من (الكمال) وقد قال الحافظ ابن حجر: وذكرهم على الاحتمال أفيد من حذفهم.
ومنه أيضا عدم وضع النقطتين تحت الياء المتطرفة في نسخنا الخطية هذه (1) ، وقد أخذ به كثير من الكتاب في عصرنا ولاسيما كتاب مصر فصارت تلتبس بالالف المقصورة، فالتبست عشرات أسماء منقوصة بأسماء مقصورة أو صفات بمصادر أو مصادر بمصادر أو مصادر بصفات، ولا يزال الناس يعانون التباس"المتوفي"الذي هو الله سبحانه وتعالى"بالمتوفى"الذي هو الانسان بسبب عدم إعجام الياء (2) ، لذلك أعجمنا مثل هذه الياء وهو مما ييسر القراءة.
ومعظم القدماء، وكثير من أهل عصرنا، ويكتبون"مئة"بزيادة ألف"مائة"، وإنما فعل القدماء ذلك خوفا من اشتباهها ب"منه"أو"فئة"، ولكن كثيرا من الناس صاروا يقرؤونها بلفظ الالف وهو خطأ مبين ما نحن بحاجة إليه بعد زوال العلة بظهور الطباعة الحديثة.
إن هذه الامور ليست من الاهمام بحيث يقال فيها: أخطأ فلان وأصاب فلان، وإنما ذكرناها لئلا يحتج علينا بإغفالها، ومسألة التيسير في الرسم"الاملاء"أصبحت من الامور المهمة في عصرنا على
(1) الحق أنني وجدت المزي في الاغلب الاعم ينقط الالف التى على صورة الياء ويترك في الوقت نفسه نقط الياء، وكأنه يريد بذلك، والله أعلم، التمييز بين الاثنين وأنه إنما نقط الالف لقلة ورودها في مثل هذه المواضع إذا قيس ذلك بكثرة ورود الياء، ثم وجدت بعض ثقات النساخ أيضا من يكتب كل ألف مقصورة ألفا قائمة فكتبوا"المنجا"و"المرجا"و"المعلا"وحرف الجر"علا"فكل هذا يشير إلى جواز التصرف بالخط دفعا للالتباس.
(2)
فصل شيخنا العلامة المرحوم الدكتور مصطفى جواد طيب الله ثراه القول في هذا فراجع كتابه النافع: دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم"المطبوع ببغداد سنة 1968 ص: 12 8.