الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في ذكر كتابه ورسله صلى الله عليه وسلم
وكتب له صلى الله عليه وسلم:
أَبُو بَكْر الصِّدِّيقُ، وعُمَر بْنُ الخطاب، وعثمان بْن عفان، وعلي بْن أَبي طالب، وأبي بْن كعب، وثابت بْن قيس بْن شماس، وعامر بن فهيرة، وعَبْد اللَّهِ بن الأَرقم الزُّهْرِيّ، وخالد بْن سَعِيد بْن العاص الأُمَوِي، وشرحبيل بن حسنة، وحنظلة بن الربيع الاسيدي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أَبي سفيان، وكانا ألزمهم لذلك وأخصهم به.
وبعث (1) صلى الله عليه وسلم عَمْرو بن أمية الضمري رسولا إلى النجاشي، فأخذ كتاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فوضعه على عينيه ونزل عن سريره فجلس على الارض وأسلم وحسن إسلامه، وكان إسلامه (2) عندما هاجر إلى أرضه جعفر بن أَبي طالب وأصحابه. وصلى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوم مات (3) . وروي أنه كان لا يزال يرى النور على قبره.
وبعث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك
(1) انظر سيرة ابن هشام: 2 / 607 606.
(2)
انظر التفاصيل في تاريخ الاسلام للذهبي: 2 / 122 121.
(3)
انظر المسند 1 / 461، وسنن أبي داود (3205) في الجنائز: باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك، وصلاة النبي على النجاشي، رواه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وقد أخرجه من حديث أبي هُرَيْرة: البخاري 3 / 163، ومسلم (951) ، وأبو داود (3204) ، والطيالسي (2300) ، وابن ماجه (1534) ، والنَّسَائي 4 / 70، والتِّرْمِذِيّ (1022)، وأخرجه من حديث جابر عَبد الله: البخاري 3 / 163، ومسلم (952) ، وأحمد =
الروم، واسمه هرقل، فسأل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وثبتت عنده صحة نبوته، فهم بالاسلام فلم توافقه الروم على ذلك، وخافهم على ملكه فأمسك (1) .
وبعث صلى الله عليه وسلم عَبد الله بن حدافة السهمي إلى كسرى ملك فارس، فمزق كتاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فدعا عليه رسول الله أن يمزق الله ملكه كل ممزق، فمزق الله ملكه وملك قومه (2) .
وبعث صلى الله عليه وسلم حاطب بن أَبي بلتعة اللخمي إلى المقوقس ملك الاسكندرية ومصر، فقال خيرا وقارب الامر ولم يسلم، وأهدى إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مارية القبطية (3) وأختها سيرين فوهبها لحسان بن ثابت، فَوَلَدْتُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حسان، وهو ابن خالة إبراهيم ابن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (4) .
= 3 / 295 و3319، وأخرجه من حديث عِمْران بن حصين مسلم (9553) ، والنَّسَائي 4 / 70، وابن ماجه (1535)، والتِّرْمِذِيّ (1039) . وأخرجه عن حذيفة بن أسيد: أحمد 4 / 7، وابن ماجه (1537) ، وأخرجه عن مجمع بن حارثة الأَنْصارِيّ، أحمد 4 / 64 و5 / 376، وابن ماجه (1536) . وأخرج أحمد 4 / 260 و263 بسند حسن عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبد اللَّهِ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَخَاكُمُ النجاشي قد مات فاستغفروا له". وقد اختار غير واحد من العلماء أن الغائب إن مات ببلد لم يصل عليه فيه، صلي عليه صلاة الغائب كما صلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم على النجاشي لانه مات بين الكفار ولم يصل عليه. وإن صلي عليه حيث مات لم يصل عليه صلاة الغائب لان الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه (ش) .
(1)
هو في حديث ابن عباس الطويل عَن أبي سفيان في بدء الوخي، ومسلم (1773) في الجهاد والسير: باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الاسلام (ش) .
(2)
أخرجه البخاري 8 / 96 في المغازي: باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر من حديث الزُّهْرِيّ، أخبرني عُبَيد الله بن عَبد الله أن ابن عباس أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع عَبد الله بن حذافة السهمي، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه، مزقه، فحسب (القائل هو الزُّهْرِيّ) أن ابن المُسَيَّب قال: فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق (ش) .
(3)
في "د": القطبية، سبق قلم من الناسخ.
(4)
انظر ابن سيد الناس 2 / 265 و266، وشرح المواهب 3 / 348، 350، ونصب الراية 4 / 421، 422 (ش) .
وبعث صلى الله عليه وسلم عَمْرو بن العاص إلى ملكي عمان جيفر وعبد (1) ابني الجلندى الأزديين، والملك يومئذ جيفر، فأسلما وصدقا وخليا بين عَمْرو بن العاص وبين الصدقة والحكم فيما بينهم، فلم يزل عندهم حتى توفي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2) .
وبعث صلى الله عليه وسلم سليط بن عَمْرو العامري إلى اليمامة، إلى هوذة بن علي الحنفي، فأكرمه وأنزله، وكتب إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، وأنا خطيب قومي وشاعرهم فاجعل لي بعض الامر. فأبى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم هوذة، ومات زمن الفتح (3) .
وبعث صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أَبي شمر الغساني ملك البلقاء من أرض الشام. قال شجاع: فانتهيت إليه وهو بغوطة دمشق فقرأ كتاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثم رمى به، وَقَال: أنا أسير إليه، وعزم على ذلك فمنعه قيصر (4) .
وبعث صلى الله عليه وسلم المهاجر بن أَبي أمية المخزومي إلى الحارث الحميري، أحد مقاولة اليمن.
وبعث صلى الله عليه وسلم بْن الحضرمي إلى المنذر بْن ساوى العبدي ملك البحرين، وكتب إليه كتابا يدعوه إلى (5) الاسلام، فأسلم وصدق (6) .
وبعث صلى الله عليه وسلم أبا موسى الاشعري ومعاذ بن جبل الأَنْصارِيّ إلى
(1) في سيرة ابن هشام: عياذ.
(2)
انظر ابن سيد الناس 2 / 267، 269، وشرح المواهب 3 / 352 و355، ونصب الراية 4 / 423، 424 (ش) .
(3)
انظر ابن سيد الناس 2 / 269 و270، وشرح المواهب 3 / 355 و356 (ش) .
(4)
انظر ابن سيد الناس 2 / 70، وشرح المواهب 3 / 356، 357 (ش) .
(5)
ليس في "د.
(6)
انظر شرح المواهب 3 / 324.
جملة اليمن داعيين إلى الاسلام، فأسلم عامة أهل اليمن: ملوكهم وعامتهم طوعا من غير قتال (1) .
(1) أخرجه البخاري 6 / 113 في الجهاد: باب ما يكره من التنازع والاختلاف، و8 / 51 و10 / 435 و13 / 143، ومسلم (1733) في الجهاد: باب في الامر بالتيسير وترك التنفير من طريق سَعِيد بن أَبي بردة، عَن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال: يسرا ولا تعسرا"وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا"(ش) .