الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم
وكَانَ له صلى الله عليه وسلم من البنين ثلاثة:
القاسم، وبه كان يكنى. ولد بمكة قبل النبوة، ومات بها وهو ابن سنتين.
وعبد الله، ويسمى: الطيب، والطاهر، لانه ولد في الاسلام.
وقِيلَ: إن الطيب والطاهر غيره، والصحيح الاول.
وإبراهيم، ولد بالمدينة، ومات بها سنة عشر وهو ابن سبعة عشر، أو ثمانية عشر شهرا.
وكان له من البنات أربع بلا خلاف:
زينب: تزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، وهو ابن خالتها وأمه هالة بنت خويلد، فولدت له عليا، مات صغيرا، وأمامة التي حملها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصلاة وبقيت حتى تزوجها علي بعد موت فاطمة.
وفاطمة الزهراء رضوان الله عليها: تزوجها علي فولدت له: الحسن، والحسين، ومحسنا مات صغيرا، وأم كلثوم تزوجها عُمَر بن الخطاب.
وزينب تزوجها عَبد الله بْن جعفر بْن أَبي طالب.
ورقية بنت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تزوجها عثمان بن عفان، فماتت عنده.
وأم كلثوم: تزوجها عثمان أيضا بعد رقية فماتت عنده. وولدت له رقية ابناه فسماه عَبد الله وبه كان يكنى.
وأول من ولد له صلى الله عليه وسلم: القاسم، ثم زينب ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم في الاسلام: عَبد الله، ثم إبراهيم بالمدينة. وأولاده كلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية. وكلهم ماتوا قبله إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر على الصحيح.
وقِيلَ غير ذلك.
فصل
في حججه وعُمَره صلى الله عليه وسلم
روى الْبُخَارِيُّ ومسلم من حديث همام بن يحيى، عن قتادة قال: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: كم حج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من حجة؟ (1) .
قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عُمَر، اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث صده المشركون عن البيت، والعُمَرة الثانية حيث صالحوه من العام المقبل، وعُمَرة من الجعرانة (2) حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعُمَرته مع حجته (3) . يعني بذلك بعدما هاجر إلى المدينة، وأما ما حج واعتمر قبل الهجرة، فلم يحفظ على الصحيح.
(1) بكسر الحاء المهملة، وهي من الشواذ لان القياس الفتح كما في مختار الصحاح. وفي نسخة"د"وجدنا الحاء المهملة مفتوحة، وليس بشيءٍ، وَقَال الفيروز آبادي في القاموس: والحجة: المرة الواحدة شاذ لان القياس الفتح.
(2)
الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب، قال ياقوت: بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الاتقان والادب يخطئونهم ويسكنون العين ويخففون الراء. وقد حكي عن الشافعي أنه قال: المحدثون يخطئون في تشديد الجعرانة وتخفيف الحديبية. ثم قال ياقوت: والذي عندنا أنهما روايتان جيدتان. حكى إسماعيل ابن القاضي عن علي ابن المديني أنه قال: أهل المدينة يثقلونه ويثقلون الحديبية وأهل العراق يخففونهما ومذهب الشافعي تخفيف الجعرانة. وسمع من العرب من قد يثقلها
…
وأما في الشعر فلم نسمعها إلا مخففة. (معجم البلدان: 2 / 85) قلت: ولما كان المزي من أهل الحديث فقد ضبطناها بضبطهم.
(3)
البخاري 7 / 338 في المغازي: باب غزوة الحديبية، وفي العُمَرة: باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الجهاد: باب عن قسمة الغنيمة في غزوة وسفره، ومسلم (1253) في الحج: باب بيان عدد عُمَر النبي صلى الله عليه وسلم وأزمانهن (ش) .
فصل
في غزواته صلى الله عليه وسلم
وغزا صلى الله عليه وسلم بِنَفْسِهِ خمسا وعشرين غزوة فيما قاله موسى بْن عقبة، ومحمد بْن إسحاق، وأبو معشر المدني، وغير واحد.
وقِيلَ: سبعا وعشرين، والمشهور الاول. قاتل في تسع منها: في بدر، وأحد، والخندق، وبني قريظة، وبني المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف. وقيل: إنه قاتل أيضا بوادي القرى، والغابة، وبني النضير.
وأما البعوث والسرايا فنحو خمسين.