الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في صفته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا المشايخ الأربعة: الإمام العلامة شيخ الإسلام أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عُمَر مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ محمد بن قدامة، وبقية السلف أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ المقدسيان والرئيس الكبير أَبُو الغنائم المسلم بْن مُحَمَّد بن المسلم ابن عَلانَ الْقَيْسِيُّ وأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ الْفَرَجِ البغدادي، قدم علينا دمشق، أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن محمد ابن الْمُذْهِب التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ القَطِيعِيّ، حَدَّثَنَا عَبد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثني أَبِي، حَدَّثَنَا وكعى، أخبرنا المسعودي، عن عُثْمَانَ بْنِ عَبد اللَّهِ بن هرمز، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مطعم، عن علي رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا بالقصير ولا بالطويل، ضخم الرأس واللحية، شثن الكفين والقدمين، مشربا وجهه حمرة، طويل المسربة، ضخم الكراديس، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّيًا كَأَنَّمَا ينحط مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، يعني: ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم (1) .
(1) أخرجه أمد 1 / 96، والتِّرْمِذِيّ (3637) في المناقب: باب ما جاء فِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَال: حسن صحيح مع أن المسعودي اختلط، وعثمان بن عَبد الله لين الحديث وأخرج مالك 2 / 919 في أول كتاب صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، والبخاري 6 / 415 في المناقب، ومسلم (2347) في الفضائل من حديث أَنَس بْن مَالِك قال: كان رسول الله =
وهكذا رواه النَّسَائي فِي مسند علي من رواية المسعودي.
وقِيلَ: عن السمعودي عن عثمان بْن مسلم بْن هرمز، وكذلك رواه التِّرْمِذِيّ.
وروي عن مسعر عن عثمان بالوجهين جميعا.
وأخبرنا الشيخ الجليل الرئيس أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد القاهر بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ النُّصَيْبِيِّ الحلبي بحلب، أخبرنا أبو سَعْدٍ ثَابِتُ بْنُ مُشَرِّفِ بْنِ أَبي سَعْدٍ الْبَغْدَادِيُّ بحلب، أخبرنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ ببغداد، أخبرنا الشيخ أبو عطاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن الهروي الجوهري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن محمود بن حسان الماليني بها إملاء، أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن رزين الباشاني، حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا جميع بن عُمَر بن عَبْدِ الرحمن أبو جعفر العجلي أملاه علينا من كتابه، حَدَّثَنَا رجل من بني تميم بن ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عَبد اللَّهِ عن ابن لأبي هالة عن الحسن بْن عَلِيّ رضي الله عنهما، قال: سألت خالي هند بْن أَبي هالة، وكَانَ وصافا عن حلية (1) النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فَقَالَ:
كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فخما مفخما، يتلالا وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا انفرقت عقيصته (2) ، فرق وإلا يجاوز شعره شحمة أذنيه
= صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، وليس بالابيض الامهق، ولا بالآدم، ولا بالجعد القطط، ولا بالسبط، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء"وفي البخاري 10 / 302 عن أنس: كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ مثله، وكان بسط الكفين.
وما ورد في هذا الحديث من الغريب وفي الاحاديث الآتية سيشرحه المؤلف في نهاية الفصل. (ش) .
(1)
حلية الرجل: صفته.
(2)
العقيصة: الضفيرة.
إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الاسنان، دقيق المسربة (1) ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة.
معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن، وما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب (2) الراحة، شثن (3) الكفين والقدمين، سائل أو سائر الاطراف، خمصان الاخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال قلعا، يخطو تكفيا، ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الارض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، ويبدر من لقي بالسلام.
قال: قلت: صف لي منطقه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم متواصل الاحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام بأشداقه ويختمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه، لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا، تعدي الحق، لم يعرفه
(1) المسربة بضم الراء: ما دق من شعر الصدر سائلا إلى الجوف، كما في النهاية لابن الاثير، وانظر ما يأتي من الشرح بعد قليل.
(2)
الرحب: الواسع.
(3)
قال ابن الاثير في النهاية: شئن: في صفته صلى الله عليه وسلم"شثن الكفين والقدمين"أي أنهما يميلان إلى الغلظ والقصر.
وقِيلَ: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال، لانه أشد لقبضهم، ويذم في النساء": 2 / 444.
أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب، قلبها، وإذا تحدث، اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن راحته اليسرى، وإذا غضب، أعرض وأشاح، وإذا فرح، غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
قال الحسن: فكتمتها الحسين زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألت عنه، ووجدته قد سأل اباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين: فسَأَلتُ أبي عن دخول رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك.
وكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء الله، وجزء لاهله، وجزء لنفسه، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس ورد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم شيئا. فكان من سيرته في جزء الامة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم والامة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، يقول: ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة. ولا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا (1) ولا يفترقون إلا عن ذواق (2) ، ويخرجون أدلة، يعني على الخير.
(1) قال ابن الاثير في "رود"من النهاية: في حديث علي رضي الله عنه، في صفة الصحابة رضي الله عنهم"يدخلون روادا ويخرجون أدلة"أي يدخلون عليه طالبين العلم وملتمسين الحكم من عنده، ويخرجون أدلة هداة للناس. والرواد: جمع رائد..وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلا ومساقط الغيث: 2 / 275.
(2)
قال ابن الاثير في "ذوق"من النهاية في شرح ذلك: ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير": 2 / 172.
قال: وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعنيه ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الامر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده أحسنهم مواساة.
قال: فسألته عن مجلسه: كيف كان يصنع فيه، فَقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَقُومُ ولا يجلس إلا على ذكر، ولا يوطن الاماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم، جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه ولا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف. ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها، أو بميسور من القول. قد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الاصوات، ولا تؤبن فيه الحرم (1) ، ولا تنثى فلتاته، متعادلين، يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب (2) .
روى التِّرْمِذِيّ أكثره في كتاب الشمائل عن سفيان بْن وكيع بْن الجراح به مقطعا، فوقع لنا موافقة لَهُ عالية ولله الحمد.
وأخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبي بكر بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمان
(1) وانظر أيضا النهاية لابن الاثير: 1 / 17.
(2)
إسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وكذا شيخه جميع بن عُمَر، وجهالة الرجل من بني تميم، وكذا الراوي عنه، وهو في "شمائل التِّرْمِذِيّ"(329) و (344) وأخلاق النبي ص (22، 26) . (ش) .
العامري، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الفضل الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا الحافظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمان بن أحمد المرادي، أَخْبَرَنَا فقيه الحرم أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بْن الفضل بْن أحمد الفراوي. قال القاضي أبو القاسم (1) : وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي هذا وأبو مُحَمَّد عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد بن أحمد الخواري إذنا، قالا: أخبرنا الإمام الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ لفظا وقراءة عليه، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن محمد بن يحيى بْن الحسن بْن جعفر بْن عُبَيد اللَّهِ بْن الحسين بْن علي بْن الحسين بْن علي بن أَبي طالب العقيقي صاحب كتاب"النسب"ببغداد، حَدَّثَنَا إسماعيل بن مُحَمَّد بن إسحاق بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين بْن علي بن أَبي طالب، أبو محمد،
بالمدينة، سنة ثلاث وستين ومئتين، حدثني عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ عن أخيه موسى بن جعفر، عن جعفر بْن مُحَمَّد، عَن أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ علي بن الحسين، قال: قال الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: سألت خالي هند بْن أَبي هالة عن حلية رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وكان وصافا وأرجو أن يصف لي منه شيئا أتعلق به. (ح) : قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: وأخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان ببغداد، أَخْبَرَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بن درستويه النحوي، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان الفسوي، حَدَّثَنَا سَعِيد بن حماد الأَنْصارِيّ المِصْرِي (2) وأبو غسان مالك بْن إِسْمَاعِيل النهدي، قالا: حَدَّثَنَا جميع بن عُمَر بن عَبْدِ الرحمن العجلي، حدثني رجل بمكة، عن ابن لابي هالة التميمي، عن الحسن بْن عَلِيّ رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بْن أَبي هالة التميمي، وكان وصافا، عَنْ حلية النَّبِيّ
(1) في حاشية"د": يقع بعلو في مشيخة ابن شاذان الصغرى.
(2)
في "م": البَصْرِيّ"وهو وهم فانظر تاريخ يعقوب الفسوي: 3 / 284. وسيأتي في ترجمة شيخه جميع بن عُمَر العجلي قول المؤلف المزي: روى عنه أَبُو مُحَمَّد سَعِيد بن حماد بن سَعِيد ابن معروف بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ المِصْرِي": 2 / الورقة: 138.
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فذكر الحديث بطوله نحوه، وزاد:
قال: قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟. وفي رواية العلوي (1) : فسألته عن سيرته في جلسائه فَقَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه [راجيه] (2) ولا يجيب فيه. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدًا، ولا يعيره، ولا يطلب عورته. ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت، تكلموا، ولا يتنازعون عنده زاد العلوي الحديث: من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم وفي رواية العلوي: أولهم يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم وفي رواية العلوي: في المنطق ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام وفي رواية العلوي: بانتهاء أو قيام
قال: فسألته: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أربع: الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر وفي رواية
(1) أخذ ابن كثير برواية العلوي في البداية والنهاية: 6 / 33 31.
(2)
ما بين الحاصرتين إضافة من شمائل التِّرْمِذِيّ. ومعنى"يتغافل عما لا يشتهي"أي: يتكلف الغفلة والاعراض عما لا يستحسنه من القول والفعل. وقوله"لايؤيس منه راجيه"أي: لا يجعله آيسا منه.
العلوي: والتفكير فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره أو قال: تفكره، قال سَعِيد: تفكره، ولم يشك، وفي رواية العلوي: تفكيره ففيما يبقى ويفنى. وجمع له صلى الله عليه وسلم: الحلم، والصبر، وكان يغضبه شيء، ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسنى قال سَعِيد والعلوي: بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه وفي رواية العلوي: ليتناهى عنه واجتهاد الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة وفي رواية العلوي: والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم.
وأخبرنا المشايخ الأربعة: أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بن عبد الواحد ابن البخاري المقدسي وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن شيبان بْن تغلب الشَّيْبَانِيّ وأَبُو يَحْيَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي عَبد الله بن حماد ابن الْعَسْقَلانِيِّ وأُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ بِنْتُ مَكِّيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ كَامِلٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالُوا: أخبرنا أَبُو حَفْصٍ عُمَر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بن طَبَرْزَذَ البغدادي، أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن إِبْرَاهِيم الشافعي، حدثني يسر (1) بن أنس أبو الخير، وأَحْمَد بْن يُوسُف بْن تميم البَصْرِيّ، قالا: حَدَّثَنَا أبو هشام محمد بن سُلَيْمان زاد أبو الخير: ابن الحكم بن أيوب بن سُلَيْمان بن زيد بن ثابت بن سيار الكعبي الربعي الخزاعي. وزاد أحمد: بقديد (2)، ثم اتفقا قال: حدثنى عمي أيوب بن الحكم. عن
(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه"، قال في "بسر"من المشتبه: وبياء
…
ويسر بن أنس في حدود الثلاث مئة" (ص: 79) . وَقَال العلامة ابن ناصر الدين بعد أن قيده بالحروف ونقل قو الإمام الذهبي: قلت: هو بغدادي كنيته أبو الخير، حدث عنه أبو بكر الشافعي وسمع منه مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَرْوَانَ إملاءا في سنة ثلاث وثلاث مئة"(توضيح المشتبه: 1 / الورقة: 61 من نسخة الظاهرية) .
(2)
قديد: اسم موضع قرب مكة كما في معجم ياقوت ومراصد البغدادي.
حزام بن هشام، عَن أبيه هشام، عن جده حبيش بن خالد صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ خرج من مكة خرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى لابي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الاريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت برزة (1) جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم، فسألوها تمرا ولحما يشترونه منها، فلم يصيبوا عندها من ذلك شيئا، وكان القوم مرملين مسنتين، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. قال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك. قال: أتأذنين أن أحلبها؟ قالت: نعم، بابي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها، وسمى الله عزوجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب ثانيا بعد بدء حتى ملا الاناء ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها، فقل ما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزلا مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وَقَال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عبنيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج، أقرن. إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم، سما وعلاه البهاء، أجمل الناس، وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحلاه من
(1) قال ابن الاثير في النهاية: يقال: امرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم، من البروز وهو الظهور والخروج": 1 / 117.
قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا يائس (1) من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا. له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر، تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند. قال أبو معبد: فهذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه ولافعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
وأصبح صوت بمكة عال، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه • رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به • فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم • به من فعال لا تجارى وسودد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم • ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها • فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت • عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها لحالب • يرددها في مصدر ثم مورد
فلما سمع بذلك حسان الأَنْصارِيّ شبب (2) يجاوب الهاتف فقال:
(1) قال المجد ابن الاثير في (يأس) من النهاية: في حديث أم معبد"لا يأس من طول"أي أنه لا يؤيس من طوله، لانه كان إلى الطول أقرب منه إلى القصر
…
ورواه ابن الأَنْبارِيّ في كتابه: لا يائس من طول"وَقَال: معناه لا ميؤوس من أجل طوله، أي: لا ييأس مطاوله منه لافراط طوله، فيائس بمعنى ميؤوس، كماء دافق بمعنى مدفوق": 5 / 291. وفي البداية لابن كثير نقلا عن البيهقي: لا تنساه عين من طول". قلت: والذي هنا هو ما ذكره ابن الأَنْبارِيّ لانها رسمت في الاصول جميعها"يايس.
(2)
قال ابن منظور في "شبب"من لسان العرب: وفي حديث أم معبد: فلما سمع حسان شعر الهاتف شبب يجاويه، أي ابتدأ في جوابه، من تشبيب الكتب، وهو الابتداء بها، والاخذ فيها، وليس من تشبيب بالنساء في الشعر. ويروى نشب بالنون أي: أخذ في الشعر، وعلق فيه". وفي مجمع الزوائد: 6 / 57: شب"وهو تحريف.
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم • وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم • وحل ععلى قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم • وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا • عمايتهم هاد به كل مهتد (1)
وقد نزلت منه على أهل يثرب • ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله • ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب • فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن أبا بكر سعادة جده • بصحبته من يسعد الله يسعد (2)
تفسير ما تضمنته هذه الاحاديث من الالفاظ اللغوية:
قوله في الحديث الاول:
شثن الكفين: يعني أنهما إلى الغلظ ما هما.
والمسربة ها هنا: الشعر المستدق من اللبة إلى السرة.
والكراديس: رؤوس العظام.
وقوله: إذا مشى تكفأ تكفيا": يريد أن يميد في مشيته ويمشي في رفق غير مختال، وأصله الهمز.
والصبب: الانحدار، والصبوب مثله.
وقوله في الحديث الثاني: فخما مفخما"، قال أبو عُبَيد:
(1) رواية الشطر الثاني في الديوان (52) والمستدرك (3 / 10) : عمى وهداة يهتدون بمهتد.
(2)
حديث حسن قوي أخرجه الحاكم في "المستدرك"3 / 9، 10، وصححه، ووافقه الذهبي مع أن هشام ابن حبيش لم يذكر بجرح ولا تعديل، وذكر الهيثمي في "المجمع"6 / 55، 58، وَقَال: رواه الطبراني، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم، وأورده السيوطي في "الخصائص الكبرى"1 / 467، وزاد نسبته إلى البغوي، وابن شاهين، وابن السكن، وابن مندة، والبيهقي، وأبي نعيم، كلهم من طريق حزام بن هشام بن حبيش، عَن أبيه، عن جده. وذكر له الحافظ ابن كثير في "بدايته"3 / 192، 194 طريقين آخرين، وَقَال: وقصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا. (ش) .
الفخامة في الوجه: نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. وَقَال أَبُو بكر بْن الأَنْبارِيّ: المعنى أنه كان عظيما معظما في الصدور والعيون، ولم يكن خلقه في جسمه ضخما.
وقوله: يتلالا وجهه"أي: يستنير ويشرق، وهو مأخوذ من اللؤلؤ.
والمشذب، قال أبو محمد ابن قتيبة: هو الطويل البائن الطول. وَقَال ابن الأَنْبارِيّ: لا يقال للطويل مشذب حتى يكون في لحمه بعض النقصان.
والهامة: الرأس.
وقوله: رجل الشعر"، يعني أنه ليس بسبط ولا مسترخ. وفي حديث أنس: ليس بالسبط ولا الجعد القطط"يعني: ليس بمبالغ في الجعودة كشعر السودان ونحوهم.
وقوله: وفره"، أي تركه حتى يكون وفرة، والوفرة: الجمة.
وقوله: أزج الحواجب": الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في أطرافه وسبوغ.
وقوله: أقنى العرنين": العرنين: طرف الانف. والقنا: ارتفاع مع تحدب، وهو قريب من الشمم.
والكثاثة: كثرة في التفاف واجتماع،
والضليع: العظيم،
والشنب: ماء ورقة في الثغر،
والفلج: تباعد ما بين الثنايا والرباعيات،
والدمية: الصورة المصورة.
وقوله: بادن متماسك، أي ممتلئ البدن غير مسترخ ولا رهل.
والمتجرد: المعترى.
واللبة: النحر.
والسائل والسائر: الطويل السابغ.
والاخمص من القدم: الذي لا يلصق بالارض في الوطئ من باطنها، أخبر أن ذلك الموضع من باطن قدمه مرتفع عن الارض.
والمسيح والممسوح: الاملس، أي: ليس فيهما شقاق، ولا وسخ ولا تكسر فالماء ينبو عنهما لذلك إذا أصابهما.
وقوله: زال قلعا"المعنى: أنه كان يرفع رجليه من الارض رفعا بقوة لا كمن يمشئ اختيالا، ويقارب خطاه. ويروى: زال قلعا، ومعناه: التثبت، ومنه حديث جرير بن عَبد اللَّه البجلي: إني رجل قلع"، وهو الذي لا يثبت على الخيل.
والذريع: السريع.
وقوله: يسوق أصحابه، يعني: يقدمهم أمامه.
والدمث: السهل.
والجافي: المتكبر.
والمهين: الوضيع.
والذواق: الطعام.
وقوله: أشاح"، الاشاحة: الاعراض عن الشي كأنه يحذره ويتقيه.
وقوله: يفتر، أي يبدي عن أسنانه.
وحب الغمام: البرد.
والشكل: النحو والمذهب، قاله الازهري.
وقوله: ويوهيه، يعني يضعفه. ويروى: ويوهنه، وهو بمعناه.
والعتاد: ما يعد للامر مثل السلاح وغيره.
وقوله: لاتؤبن فيه الحرم، أي لا تذكر بقبيح.
ولاتنثى فلتاته: أي لا تذاع ولا تشاع. والفلتات: جمع فلتة، وهي الزلة. والمعنى: لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى. وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن الاعرابي: النثا في الكلام: القبيح والحسن.
وقوله في حديث أم معبد: مرملين مسنتين: المرمل: الذي نفد زاده، والمسنت: الذي دخل في السنة وهي الجدب والقحط.
وكسر الخيمة: جانبها.
والجهد: الهزال.
فتفاجت عليه: أي فرجت ما بين رجليها.
وقوله: يربض الرهط: أي يرويهم حتى يناموا ويمتدوا على الارض، والثج: السيلان،
والبهاء (1) هنا: الرغوة،
والتساوك: اضطراب العنق من الضعف والهزال.
والشاء عازب: اي: بعيدة المرعى.
وحيال: جمع حائل.
والوضاءة: الحسن والجمال.
والابلج: الابيض.
والثجلة: عظم البطن مع استرخاء أسفله. ويروى: نحلة بالنون والحاء من النحول، وهو الدقة وضعف التركيب.
والازراء: الاحتقار للشئ والتهاون به.
والصعلة: صغر الرأس، ويروى: صقلة (2) بالقاف وهي
(1) في "م"الهبا"فكأن قلم الناسخ سبقه فقدم الهاء على الباء، وانظر النهاية في "بها.
(2)
لذلك ذكر ابن الاثير الوصف في (صعل) "من النهاية: 2 / 32، وفي (صقل) منها، وَقَال: ويروى بالسين
الدقة والضمرة. والمراد أنه كان ضربا من الرجال. والصقل: منقطع الاضلاع من الخاصرة. أي: ليس بأثجل عظيم البطن ولا بشديد لحوق الجنبين، بل هو كامل الخلق لا تعيبه صفة من صفاته صلى الله عليه وسلم.
والوسيم: المشهور بالحسن كأنه صار الحسن له علامة.
والقسيم: الحسن قسمة الوجه.
والدعج: شدة سواد العين.
والاشفار: حروف الاجفان التي تلتقي عند التغميض والشعر نابت عليها، ويُقال لهذا الشعر: الهدب. وأرادت في شعر أشفاره وطف، والوطف: الطول، ويروى: عطف بالعين وبالغين أيضا وهو بمعنى الوطف، ومعناه: أنها مع طولها منعطفة منثنية.
والصحل: شبه البحة، وهو غلظ في الصوت. وفي رواية: صهل، وهو قريب منه، لان الصهيل صوت الفرس وهي تصهل بشدة وقوة.
والسطع: طول العنق.
والقرن: اتصال أحد الحاجبين بالآخر.
وسما: أي علا برأسه ويده. وفي رواية: سما به، أي علا بكلامه على من حوله من جلسائه.
والفصل: هو ما فسرته بقولها: لا نزر ولا هذر، أي ليس كلامه بقليل لا يفهم، ولا بكثير يمل. والهذر: الكثير.
لا تقتحمه عين من قصر: أي لا تزدريه لقصره فتجاوزه إلى غيره بل تهابه وتقبله.
والمحفود: المخدوم.
= على الابدال من الصاد. ويروى صعلة، وقد تقدم": 2 / 42.
والمحشود: الذي يجتمع الناس حوله.
وأنضر: أحسن.
والعابس: الكالح الوجه.
والمفند: المنسوب إلى الجهل وقلة العقل.
والضرة: أصل الضرع.
وقوله: مزبد: خفص على المجاورة. ويروى:
دعاها بشاة حائل فتحلبت • له بصريح ضرة الشاة مزبد