المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالثعناية العلماء بتهذيب الكمالالمختصرون والمستدركون - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ١

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌قالوا في الإمام المزي

- ‌مقدمة المحقق

- ‌الفصل الاولحياة المزي ومكانته العلميةمصادر ترجمته:

- ‌بيئة المزي ونشأته:

- ‌سماعه وشيوخه

- ‌منزلة المزي العلمية

- ‌1ـ أبرز آثاره

- ‌2- مناصبه العلمية

- ‌3- تلاميذه

- ‌4- آراء العلماء فيه

- ‌الفصل الثانيتهذيب الكمال في أسماء الرجالمنهجه وأهميتهتوطئة:

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في المحتوى

- ‌التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم

- ‌الفصل الثالثعناية العلماء بتهذيب الكمالالمختصرون والمستدركون

- ‌الفصل الرابعمنهجنا في تحقيق تهذيب الكمال

- ‌رموزبعض ألفاظ التحمل:

- ‌صيغ بداية الاجزاء وانتهائها:

- ‌العناية بضبط النص:

- ‌أهمية كتب المشتبه في ضبط النص:

- ‌ضبط النص بالحركات:

- ‌تعليقاتنا على النص وأهميتها:

- ‌وصف النسخ المعتمدة في هذا المجلد

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌فصلوهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجه إليها

- ‌فصلفيما روي عن الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلفي ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر كتابه ورسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنهن

- ‌فصلفي ذكر خدمه صلى الله عليه وسلم من الاحرار

- ‌فصلفي ذكر مواليه وإمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي صفته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل

- ‌فصلفي معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌باب الألف

- ‌من اسمه أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن خالد الموصلي، أَبُو علي، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زَيْد بن أفلح بن مَنْصُور بن مزاحم العبدي مولى عبد القيس

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن

- ‌ أَحْمَد بن الأَزْهَر بن منيع بن سليط بن إِبْرَاهِيم العبدي، مولاهم، أَبُو الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن الْحُصَيْن بن جَابِر بن جندل السلمي المطوعي، أَبُو إسحاق البخاري

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن زَيْد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي إسحاق الحضرمي، مولاهم، أَبُو إسحاق البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، أَبُو إسحاق البزاز صاحب السلعة.رَوَى عَن: حجاج بْن

- ‌ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نبيه القرشي السهمي، أَبُو حذافة المدني، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري البَصْرِيّرَوَى عَن: سفيان بْن حبيب، وسهل بْن أسلم

- ‌ أَحْمَد بن بشير القرشي المخزومي، أَبُو بَكْر الكوفي، مولى عَمْرو بْن حريث، ويُقال: الهمداني

- ‌ تمييز وأما أَحْمَد بن بشير الْبَغْدَادِيّ، فهو أَبُو جَعْفَر المؤدب

- ‌ أَحْمَد بن بكار بن أَبي ميمونة، واسمه زَيْد، القرشي، الأُمَوِي، مولاهم، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي بَكْر، واسمه الْقَاسِم، بْن الحارث بْن زرارة بْن مصعب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف

- ‌ أَحْمَد بن ثَابِت الجحدري، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن الحجاج البكري الذهلي الشَّيْبَانِيّ، أَبُو الْعَبَّاس المروزي

- ‌ أَحْمَد بن حَمَّاد بن مسلم بن عَبد اللَّهِ بن عَمْروالتجيبي، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي، مولى بني سعد بْن

- ‌ أَحْمَد بن حميد الطريثيثي، أَبُو الْحَسَن الكوفي، ختن عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى، ويعرف بدار أم

- ‌ أَحْمَد بن خالد الخلال، أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفقيه.رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد المَلِك بْن واقد

- ‌ أَحْمَد بن الخليل الْبَغْدَادِيّ، أَبُو علي البزاز، نزيل نيسابور

- ‌ أحمد بن أَبي رجاء الْمُقْرِئ، هو: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن أَبي رجاء الهروي، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أيوب، يأتي فيما بعد

- ‌ أحمد بن أَبي سريج الرازي، هو: أَحْمَد بْن الصباح، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم الرباطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المروزي الأشقر، نزيل نيسابور

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن بشر بن عُبَيد اللَّهِ الهمداني، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي.رَوَى عَن: إسحاق بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم التستري.رَوَى عَن: روح بن عبادة

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن يَعْقُوب الْكُنْدِيّ، أَبُو الْعَبَّاس الحمصي.رَوَى عَن: بقية بْن الوليد، وعثمان بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد الحراني.رَوَى عَن: مُحَمَّد بْن سَلَمَة الحراني.رَوَى عَنه:

- ‌ أَحْمَد بن سفيان، أَبُو سفيان النَّسَائي، ويُقال: المروزي.روى عن: أَبِي زَيْد سَعِيد بْن الربيع

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان بْن عَبد المَلِك بْن أَبي شَيْبَة، واسمه يزيد، بْن لاعي الجزري، أَبُو الحسين

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان المروزي، هو: أَحْمَد بْن أَبي الطيب، يأتي فيما بعد

- ‌ الحسين بْن الجنيد الرازي: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن عاصم، أَبُو مُحَمَّد البلخي

- ‌ أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الحكم بن فروة الهاشمي، أَبُو الحسين البَصْرِيّ المعروف بابن الكردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن أَبي السفر، واسمه سَعِيد بْن يحمد الهمداني

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْجَبَّارِ بن مُحَمَّد بن عُمَير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التَّمِيمِيّ العطاردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المخزومي، حجازي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن واقد التَّمِيمِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الدمشقي المعروف بابن عبود

- ‌ تمييز ويقاربه فِي طبقته شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن سُلَيْمان، أَبُو جَعْفَر

- ‌ أَحْمَد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشامي الجبلي

- ‌ أَحْمَد بن عبدة الآملي، أَبُو جَعْفَر، من آمل جيحون

- ‌ أَحْمَد بن عُبَيد اللَّهِ بن سهيل بن صخر الغداني، أَبُو عَبد اللَّهِ البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن عثمان بن أَبي عثمان، واسمه عبد النور، بْن عَبد اللَّهِ بْن سنان النوفلي، أَبُو عثمان

- ‌ أَحْمَد بن علي بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم القرشي الأُمَوِي، من أنفسهم، أَبُو بَكْر المروزي القاضي

- ‌ أَحْمَد بن علي النميري، ويُقال: النمري، السلمي إماممسجد سلمية

- ‌ أَحْمَد بن عُمَر بن حَفْص بن جهم بن واقد بن عَبد اللَّهِ الْكُنْدِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الْمُقْرِئ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي عَمْرو. هو أَحْمَد بْن حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي النَّيْسَابُورِيّ. تقدم

- ‌ أَحْمَد بن عيسى بن حسان المِصْرِي، أَبُو عَبْد اللَّهِ بن أَبي مُوسَى العسكري المعروف بالتستري

- ‌ أَحْمَد بن الفرات بن خالد الضبي، أَبُو مسعود الرازي الْحَافِظ، نزيل أصبهان

- ‌ أَحْمَد بن فضالة بن إِبْرَاهِيم، أَبُو المنذر بن أَبي إِبْرَاهِيم النَّسَائي، أخو عُبَيد اللَّهِ بن

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأبلي، أَبُو بَكْر العطار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أَبي خلف الْبَغْدَادِيّ القَطِيعِيّ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أيوب الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر الْوَرَّاق المعروف بصاحب المغازي

- ‌ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي، أَبُو الْحَسَن بن شبويه

- ‌ أقرانه، وأَبُو مسعود أَحْمَد بْن الفرات الرازي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج المروذي

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي رجاء الثغري، أَبُو جَعْفَر الطرسوسي المصيصي النجار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المغيرة بن سنان، وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معروف بْن سنان، وقيل: أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المروزي، أَبُو الْعَبَّاس السمسار المعروف بمردويه، وربما نسب إِلَى

- ‌ تمييز ولهم شيخ آخر يقَالَ له: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن نيزك بن صَالِح بن عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أَبي شمر الغساني

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَعِيد بن فروخ القطان أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ، نزيل بغداد، أخو صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن المعلى بن يزيد الأسدي أَبُو بَكْر الدمشقي القاضي بِهَا نيابة عَن أَبِي زرعة مُحَمَّد

- ‌ أَحْمَد بن المنذر بن الجارود البَصْرِيّ، أَبُو بَكْر الْقَزَّاز

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن راشد الحنظلي، أَبُو صَالِح المروزي الملقب بزاج صاحب النَّضْر بْن شميل

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن سيار بن المبارك الْبَغْدَادِيّ أَبُو بَكْر المعروف بالرمادي

- ‌ أَحْمَد بن مُوسَى

- ‌ أَحْمَد بن ناصح المصيصي، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ

- ‌ أَحْمَد بن نفيل السكوني الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن هاشم بن أَبي الْعَبَّاس الرملي

- ‌ أَحْمَد بن الهيثم بن حَفْص الثغري، قاضي طرسوس

- ‌ أَحْمَد بن يحيى بن زكريا الأَودِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الصوفي العابد

- ‌ أَحْمَد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن كثير الحراني.ذكره النَّسَائي فِي جملة شيوخه وَقَال: ثقة.هكذا

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم بن الورتنيس الورتنيسي أَبُو الحسن الحراني

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن روح الداري الفلسطيني، من رهط تميم الداري، سكن بيت المقدس.رَوَى عَن:

- ‌ أَحْمَد بن يَعْقُوب المسعودي، أَبُو يَعْقُوب، ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ، الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن يُوسُف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي، أَبُو الْحَسَن النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أحمد بن يونس، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس، تقدم

- ‌ أَحْمَد غير منسوب

- ‌ أَحْمَد. غير منسوب.عَنْ مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر المقدمي.روى عنه البخاري فِي التوحيد.يقال:

الفصل: ‌الفصل الثالثعناية العلماء بتهذيب الكمالالمختصرون والمستدركون

‌الفصل الثالث

عناية العلماء بتهذيب الكمال

المختصرون والمستدركون

قد بينا فيما سبق أن"التهذيب"أصبح من أعظم الكتب المؤلفة في فنه وأنه فاق جميع المتقدمين المؤلفين في هذا الباب بما تضمنه من سعة في المادة، وتنظيم دقيق في أساليب العرض فضلا عن التدقيق والتمحيص، لذلك تناوله جملة من الحفاظ والعلماء المعنيين بهذا الفن استدراكا أو تعقيبا أو تلخيصا، أو أساسا لكتب أخرى. وعلى العكس من ذلك لم نجد بعد ظهور"التهذيب"من عني بكتاب "الكمال" للحافظ عبد الغني مما يشير إلى أفول نجمه، وانعدام أهميته، وإليك من عني بهذا الكتاب منقذ عصر المؤلف على وجه الاختصار:

رافع السلامي"718 668":

جمال الدين أبو محمد رافع بن أَبي محمد هجرس بن شافع السلامي.

ولد في أواخر سنة 668 أو أوائل سنة 669، وعني بالحديث والقراءات، وقرأ ونسخ وسمع (تهذيب الكمال) على مؤلفه وأحضر ولده محمد بن رافع صاحب كتاب (الوفيات) فسمعه معه، وكان محدثا زاهدا مقرئا صالحا أعاد ببعض المدارس، وولي عقود الانكحة، وتوفي في ذي الحجة سنة 718 (1) .

(1) انظر الدرر لابن حجر: 2 / 198، والمقتفي لتاريخ أبي شامة للبرزالي (وفيات سنة 718)، وشذرات ابن العماد: 6 / 52 وغيرها.

ص: 51

له كتاب"الكنى المختصر من تهذيب الكمال في أسماء الرجال":

اختصر فيه القسم الاخير من (تهذيب الكمال) الخاص بالكنى، وقفنا على نسخة منه بخطه، قال في أولها: الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى. هذا كتاب مختصر من كتاب الكنى من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، يشتمل على ذكر المشهورين بالكنى ممن أخرج حديثه الأئمة الستة في كتبهم الستة وغيرها من مصنفاتهم المذكور أسماء رجالها في الكتاب المذكور..ذكرنا ذلك على ترتيب حروف المعجم مبتدئين بالاول فالاول من الحروف، وسمينا من عرفنا اسمه منهم، وأشرنا إلى بعض ما وقع في ذلك من الخلاف، ولم نذكر ممن رووا عنه وروى عنهم في الغالب سوى راو واحد، وربما ذكرنا الحديث الذي رواه صاحب الترجمة، ومن كان من الصحابة لم ندكر عمن روى في الغالب، لان عامة رواية الصحابي إنما هي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وما ليس عليه علامة، فمنهم من فيه خلاف، ومنهم من فيه إشكال ومنهم من له ذكر في بعض هذه الكتب من غير رواية، فمن أراد الوقوف على ذلك على طريق الاستقصاء، فلينظر في الاصل المختصر هذا منه.

وجاء في آخره: فرغ في ليلة التاسع من ذي القعدة سنة سبع وسبع مئة بدرب الملوخية من القاهرة المعزية، علقه لنفسه رافع بن أَبي محمد بن محمد (1) ". قال بشار: وهذا يدل على أنه اختصره من المسودة، وإلا فإن المزي لم يكمل تبييض الكتاب إلا في أواخر سنة (712) .

(1) النسخة في (54) ورقة من القطع الصغير، ومسطرتها:(16) سطرا، وكتب السلامي الكنى بالحمرة، وهي من محفوظات مكتبة أيا صوفيا (الملحقة الآن بالسُلَيْمانية في استنبول) برقم (3405) ، وفي خزانة كتبي =

ص: 52

الذهبي (748 673)

عني الإمام شمس الدين أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أحمد الذهبي (1) بكتاب"التهذيب"فاستوعب معظم تراجمه في كتابه الحافل"تاريخ الاسلام (2) "، واختصر من التهذيب أربعة كتب هي:

1-

تذهيب التهذيب

وقد حافظ فيه على ترتيب الاصل، وأضاف إلى مختصره ما رآه

حريا بالاضافة، وعلق على كثير من تراجم الاصل من حيث الرواية وضبط الأَسماء والوفيات وبعض أقوال العلماء في المترجمين (3) ، وكان الانتهاء من الاختصار في سنة 719 واستغرق ثمانية أشهر، وكما صرح به في آخر النسخة.

وقام صفي الدين أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي الخير بن عبد العليم

= نسخة مصورة منها. وفي اثناء رحلتنا إلى استنبول في مطلع سنة (1400) وقلنا على نسخة أخرى وهي غفل من اسم مؤلفها في مكتبة السلطان أحمد الثالث برقم (2947) في مئة ورقة وورقة ومسطرتها (15) سطرا كتبت بخط واضح جلي نفيس كتبها جمال الدين أَبُو بَكْرٍ عَبد اللَّهِ بْنُ العلامة علاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي البكجري (791 719 هـ) وفرغ منها في آخر يوم الاحد السادس عشر من صفر سنة (743) وعلى النسخة حواش بخط شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني.

(1)

كتبنا سيرة مفصلة للذهبي في كتابنا: الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الاسلام"المطبوع بالقاهرة سنة 1976، ص: 276 1

(2)

انظر مقدمة"تاريخ الاسلام.

(3)

الصفدي في الوافي: 2 / 164 ونكت الهميان: 243، والسبكي في الطبقات: 9 / 104، والزركشي في عقود الجمان، الورقة: 79، وابن تغري بردي في المنهل الصافي، الورقة: 71، وسبط ابن حجر في رونق الالفاظ، الورقة: 180 وكتابنا: الذهبي، ص:219. وفي خزانة كتبي نسخة مصورة منه عن نسخة أحمد الثالث باستانبول كتبت في حياة المؤلف سنة 745 وعلى هامشها تصحيحات بخطه. ووقفت على نسخة أخرى منه بدار الكتب المِصْرِية كتبت سنة 731 فيها المجلدات من الاول إلى الثالث (62 مصطلح الحديث) ، ووقفنا في الدار المذكورة على بعض أجزاء متفرقة منه تحمل الرقم (88 مصطلح الحديث) . وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق المجلدان الثالث والرابع من نسخة تتكون من أربعة مجلدات كتبت سنة 762 (رقم 282، 383 تاريخ) ورأينا في سنة 1975 المجلد الاول منه في مكتبة أسعد أفندي باستانبول (رقم 292) ورأينا مجلدا منه ضمن كتب الطلب في المكتبة المذكورة لم يكتب اسم مؤلفه (رقم 2461) وهناك نسخ أخرى ذكرها بروكلمان وغيره.

ص: 53

الخزرجي الأَنْصارِيّ سنة 923 بتلخيصه بكتابه المعروف"خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال (1) "، وفائدته أنه قيد بعض الأَسماء بالحروف.

(2)

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (2) :

قال الذهبي في مقدمته: هذا مختصر نافع في رجال الكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة، مقتضب من تهذيب الكمال لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي، اقتصرت فيه على ذكر من له رواية في الكتب، دون باقي تلك التواليف التي في "التهذيب"، ودون من ذكر للتمييز أو كرر للتنبيه.

"وجاء في آخر نسخة التيمورية (رقم 1935 تاريخ) وهي بخط الذهبي: إنه فرغ من اختصاره بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 720.

ذكره الصفدي والبكي والزركشي والعيني وسبط ابن حجر والسخاوي.

وقد مر بنا أن الإمام الذهبي اختصر التهذيب في كتابه"التهذيب"، وذكر الصفدي (3) والسبكي (4) وابن تغري بردي (5) وابن العماد (6) أن الذهبي اختصر كتاب الكاشف من"التذهيب"وهو وهم منهم، حيث صرح الذهبي في مقدمته أنه اختصره من الاصل، أعني من"تهذيب الكمال"، فضلا عن أن كتاب"الكاشف"اقتصر على

(1) طبع سنة 1301 هـ بالقاهرة ثم طبع بعد ذلك سنة 1323 هـ وأعيد في سنة 1979 طبعه بالاوفست وكتب له الشيخ عبد الفتاح أبو عدة مقدمة فراجعها.

(2)

راجع الكلام عليه مفصلا في كتابي: الذهبي ومنهجه: 230 227.

(3)

الوافي: 2 / 164

(4)

الطبقات: 9 / 104.

(5)

المنهل الصافي، الورقة: 70

(6)

شذرات الذهب: 6 / 155.

ص: 54

رجل الكتب الستة في حين كان"التذهيب"كأصله، قد شمل رجال الكتب الستة وغيرها من التواليف.

احتل كتاب"الكاشف"مكانة مميزة بين كتب الذهبي، على الرغم من أنه جاء في عشر الكتاب الاصلي (1)، بحيث قال فيه التاج السبكي: إنه مجلد نفيس (2) . ثم وجدنا العلماء يعنون به، بل أشار الحافظ ابن حجر في مقدمة"تهذيب التهذيب"إلى أن الناس صاروا يعتمدون"الكاشف"في هذا الفن، ونتيجة لاهمية كتاب"الكاشف"فقد ذيل عليه واحد من كبار العلماء هو أبو زُرْعَة أحمد بن عَبد الرحيم العراقي المتوفى سنة (826) وذكر تقي الدين بن فهد هذا الذيل (3) ورأيت أنا نسخة منه (4) .

كما أن لابراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي ثم الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي المتوفى سنة (841) حواشي عليه (5) . واعتمد على"الكاشف"كثيرا شرف الدين الحسين بْن مُحَمَّد بْن عَبد الله الطيبي المتوفى سنة (743) حينما ألف كتابه في: أسماء الرجال" (6) .

(1) انظر آخر نسخة الخزانة التيمورية (1935 تاريخ) .

(2)

الطبقات: 9 / 104.

(3)

لحظ الالحاظ: 287.

(4)

مصورة في خزانة شيخنا المحدث عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحاج صبحي البدري السامرائي نزيل بغداد، وهي مصورة عن مكتبة فيض الله باستانبول (رقم 1454) في 142 لوحة. وقد أضاف العراقي في هذا الذيل بقية التراجم التي ذكرها المزي في التهذيب، كما أضاف رجال مسند الإمام أحمد وزيادات ولده عَبد الله عليه. وهذا في رأينا تجوز من العراقي رحمه الله لان الذهبي اقتصر على ذكر من له رواية في الكتب الستة فقط وأسقط متعمدا تراجم الدين لهم رواية في تواليف أصحاب الكتب الستة الاخرى ممن ذكرهم المزي في "التهذيب"وإلا فإنه ذكر الجميع في كتابه"تذهيب التهذيب"فما الفرق بينه وبين الكاشف عندئذ؟ !.

(5)

ابن فهد: لحظ الالحاظ: 314.

(6)

الطيبي: أسماء الرجال، الورقة: 47 (نسخة الظاهرية 6164) .

ص: 55

3-

المجرد من تهذيب الكمال

ذكره السبكي (1) وسبط ابن حجر (2) وحاجي خليفة (3) والبغدادي (4) ، واقتصر فيه على رجال الكتب الستة أيضا دون التواليف الاخرى، لكنه رتبه على الطبقات فجعله في عشر طبقات، ثم رتب رجال كل طبقة على حروف المعجم (5) .

4-

المقتضب من تهذيب الكمال

قال شمس الدين السخاوي: وللذهبي أسماء من أخرج لهم أصحاب الكتب الستة في تواليفهم سواها ممن لم يذكرهم في الكاشف" (6) .

فالذي يفهم من نص السخاوي أن الذهبي اختصر كتابا آخر من تهذيب الكمال خاصا بأسماء رجال مؤلفات أصحاب الكتب الستة الاخرى، لذلك فهو لا علاقة له بكتابي"الكاشف"و"المجرد"اللذين مر ذكرهما. وقد ذكره البغدادي بالعنوان الذي ذكرناه (7) .

(1) الطبقات: 9 / 105 وسماه: المجرد في رجال الكتب الستة"

(2)

رونق الالفاظ، الورقة:180.

(3)

كشف الظنون: 2 / 1593

(4)

هدية العارفين: 2 / 154.

(5)

من الكتاب نسخة بخزانة كتب الفاتيكان (رقم 1032) ، وكانت منه نسخة ببرلين تحمل الرقم 9938. وعثرت على نسخة منه في مكتبة الشهيد علي باشا باستانبول (رقم 523) في مئة ورقة وورقتين ينقص من أولها بعض الاوراق، وأول ما فيها: أبو معقل الأَنْصارِيّ الأسدي، وآخرها آخر طبقة البخاري وباقي شيوخ الأئمة. وقد كتبت هذه النسخة سنة 717، وفي حواشيها تعليقات واستدراكات كثيرة، وقوبلت على نسخة الذهبي في التاريخ المذكور. وصور معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية هذه النسخة وضمها إلى خزانته برقم 576 تاريخ لكنهم لم يعرفوا اسم الكتاب، فذكروا أنه في "أسماء رجال تهذيب الكمال للمزي"ولا عرفوا مؤلفه لذهاب الورقات الاولى منه فاقتضى لذلك التنبيه (انظر فهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد: ج 2 ق، ص: 10) .

(6)

الاعلان: 601.

(7)

هدية العارفين: 2 / 154.

ص: 56

الاندرشي (بعد 750 690)

أبو العباس أحمد بن سعد بن محمد بن أحمد الغساني العسكري الاندرشي الصوفي. قدم المشرق فحج واستوطن دمشق، وسمع من القاسم ابن عساكر، ودرس العربية على أثير الدين أبي حيان النحوي، فبرع في النحو، وكان زاهدا منجمعا عن الناس (25) . ذكره الذهبي في المعجم المختص، وَقَال: إنه نسخ"تهذيب الكمال"كله واختصرة (26) . وذكر مختصره هذا السيوطي (27) وحاجي خليفة (28) . وذكر حاجي خليفة أيضا أن للسيوطي (ت 911) زوائد عليه.

علاء الدين مغلطاي (762 689)

علاء الدين أبو عبد الله مغلطاي بن قليج بن عَبد الله البكجري الحنفي.

ولد بالقاهرة، وسمع بها جملة من مشايخ عصره، منهم: التاج أحمد بن دقيق العيد، والواني، والختني، والدبوسي، وغيرهم، وتخرج بابن سيد الناس اليعُمَري. ورحل إلى دمشق، فسمع بها على شيوخ العصر، وبرع في الحديث والانساب. وولي التدريس بعدة مدارس بمصر منها المدرسة الظاهرية (29) ، وليها بعد شيخه ابن سيد الناس، فتحامل الناس عليه بسبب ذلك، وتكلموا فيه من أجل ادعائه سماع بعض من لا يحتمل سماعه منهم، وهي مسألة أكثروا الكلام فيها، والظاهر أن وراءها دوافع أخرى.

(25) ابن رافع: الوفيات، الورقة:78.

(26)

ابن حجر في الدرر: 1 / 145

(27)

بغية الوعاة: 1 / 309.

(28)

كشف الظنون: 2 / 1510 وقد جعله حاجي خليفة شخصين، أحدهما: الاندرشي والآخر: العسكري، فقال وهو يذكر مختصرات التهذيب: وأبو العباس أحمد بن سعد العسكري المتوفى سنة 750..ومختصر التهذيب للحافظ الاندرشي صاحب العمدة في مختصر الاطراف"وهذا وهم مبين فهما واحد.

(29)

وفيات ابن رافع، الورقة: 93 92، والبداية لابن كثير، 14 / 281، والدرر لابن حجر: 5 / 122، ولسان الميزان: 6 / 72، ولحظ الالحاظ لابن فهد: 139، والنجوم لابن تغري بردي: 6 / 197، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي:365.

ص: 57

ويبدو لنا أن علاء الدين مغلطاي صرف جل عنايته لدراسة المؤلفات السابقة ونقدها، وأولع بالرد والاستدراك عليها، ساعده على ذلك كثرة اطلاعه ودأبه وتوافر الكتب والمصادر الكثيرة لديه (1) ، فقد

ذيل على"إكمال الاكمال"للحافظ ابن نقطة البغدادي (ت 629) ، و"تكملة إكمال الاكمال"لابي حامد ابن الصابوني (ت 680) ، و"الذيل"على كتاب ابن نقطة الذي ألفه منصور بن سليم الاسكندراني (ت 673) ، كما ذيل على كتاب الضعفاء لابن الجوزي (ت 597) ، ووضع شيئا على"الروض الانف"للسهيلي (ت 581)(2)، وَقَال الشهاب ابن رجب: وعدة تصانيفه نحو المئة أو أزيد، وله مآخذ على أهل اللغة وعلى كثير من المحدثين" (3) .

ومن هذا المنطلق عني علاء الدين مغلطاي بالكتابين العظيمين اللذين ألفهما المزي، وهما: تحفة الاشراف، وتهذيب الكمال، فكتب كتابا في "أوهام الاطراف"(4) ثم كتب كتابه العظيم"إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال"(5) .

ذكر مغلطاي في مقدمة كتابه أن استدراكه هذا لا ينقص من قيمة كتاب المزي وأهميته، وَقَال: ومعتقدي أن لو كان الشيخ حيا لرحب بهذا الاكمال". وذكر عظمة كتاب المزي ومنزلته، ثم أخذ عليه جملة أمور من أبرزها:

1-

ذكره أشياء لا حاجه إليها مثل الأسانيد التي يذكرها من باب العلو أو الموافقات أو نحو ذلك.

(1) الدرر لابن حجر: 5 / 123.

(2)

لحظ الالحاظ لابن فهد: 139.

(3)

الدرر: 5 / 123.

(4)

ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي: 366.

(5)

أخذت هذا العنوان من النسخة التي بخط المؤلف وهي مسودته، وعندي مصورتها.

ص: 58

2-

ذكره للترجمة النبوية وأخذه معظم ما ذكره فيها من كتاب أَبِي عُمَر بْن عَبد الْبَرِّ.

3-

إيراد بعض أخبار المترجمين مما لا ينفع في بيان أحوالهم في التوثيق أو التجريح.

4-

محاولة المزي استيعاب شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه، مع أن الاحاطة بذلك متعذرة لا سبيل إليها.

5-

مسامحة المزي لصاحب "الكمال" في بعض المواضع التي لم يرد عليه فيها.

ونتيجة دراستنا لكتاب مغلطاي يمكننا تلخيص منهجه بما يأتي:

1-

ترك نقد المقدمة، وابتدأ بالأَسماء مباشرة.

2-

أورد اسم المترجم كما ذكره المزي، ثم أورد تعليقاته على الترجمة، وتتكون هذه التعليقات من نقول كثيره عن المصادر السابقة فيها الغث والسمين مما يتفق مع ما ذكره المزي فيؤيده، أو يختلف عنه، وقلما ترك ترجمة من غير تعليق.

3-

أعاد تدقيق جميع النصوص التي أوردها المزي في كتابه، وتكلم على أدنى اختلاف فيما نقله، وهو أمر ليس باليسير، فكأنه بذلك أعاد تحقيق مادة الكتاب.

4-

عني بإيراد المزيد من التوثيق والتجريح، ورجع إلى مصادر كثيرة جدا، وعني بذلك عناية فائقة أبانت عن علمه ومعرفته بالكتب، لكن النتيجة لم تكن لتخرج في الاغلب عما ذكر المزي من حال المترجم له سوى زيادة التوثيق أو التجريح.

5-

عني بضبط كثير من الأَسماء والانساب، وأورد ما يوافق

ص: 59

المؤلف وما يخالفه في هذا الباب، معتمدا في ذلك عددا كبيرا من المصادر.

6-

استدرك على المؤلف بعض ما فاته من المترجمين، وأكثر ما استدرك عليه في "التمييز"وهي الأَسماء التي تتفق مع أسماء المترجم لهم في هذا الكتاب ومن أهل عصرهم.

ابتدأ مغلطاي بتأليف مسودة كتابه في منتصف سنة (744) وأطال النفس فيه، فجاء في حجم كتاب المزي تقريبا في أربعة عشر مجلدا (1) .

وقد توهم الكثيرون، فظنوا أن المزي لم يكمل كتابه، فأكمله مغلطاي.

دفعهم إلى هذه المقالة ما يوهمه اسم الكتاب وما ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"وعدم دراستهم للكتابين والله أعلم (2) .

إن أغلب المادة التاريخية التي أوردها مغلطاي هي مادة إضافية أعتقد جازما أن المؤلف المزي كان عارفا بأكثرها، ولكنه لم يوردها من أجل أن لا يطول كتابه. والحق أن المزي قد أشار في مقدمة كتابه على

(1) لحظ الالحاظ لابن فهد: 139. وَقَال ابن حجر في الدرر: وله ذيل على تهذيب الكمال يكون في قدر الاصل. " (5 / 123)، وذكر حاجي خليفة أنه في ثلاثة عشر مجلدا (كشف الظنون: 2 / 1510) وراجع الاعلان للسخاوي: 600 وفي خزانة كتبي المجلدان الاول والثاني من المسودة، يتكون المجلد الاول من عشرة أجزاء حديثية وليس فيه إلا حرف الالف ملئت حواشيها بالاستدراكات. أما المجلد الثاني فهو بحجم المجلد الاول وينتهي بنهاية الجزء العشرين في أثناء حرف الحاء المهملة. وفي مكتبة فيض الله مجلدان منه: مجلد فيه الاجزاء: 88 72 تبدأ بعبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن سلام بن ناصح البغدادي ثم الطرسوسي وتنتهي بعَمْرو بن سعد الفدكي (رقم 1379)، ومجلد فيه الاجزاء من: 119 102 يبدأ بترجمة مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك بْن زنجويه البغدادي وينتهي بترجمة يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المِصْرِي (رقم 1378) وهما بخط المؤلف أيضا، ومنهما مصورتان في معهد المخطوطات (فهرس التاريخ: 60) وراجع الملحق لبروكلمان: 1 / 606 (بالالمانية) . وقد حصلت على نسخ مصورة منها. وحصلت أيضا على مجلدات مبيضة وهي المجلدات: من الاول إلى السادس وبعض المجلد السابع.

(2)

كشف الظنون: 2 / 1510، فهرس المخطوطات المصورة في معهد المخطوطات: ج 2 ق 4 ص: 46.

ص: 60

من يريد زيادة الاطلاع ضرورة مراجعة"طبقات ابن سعد"و"تاريخ ابن أَبي خيثمة"و "الثقات" لابن حبان، و"تاريخ مصر"لابن يونس، و"تاريخ نيسابور"للحاكم، و"تاريخ أصبهان"لابي نعيم باعتبارها أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن (1) . وقد نقل مغلطاي من هذه الكتب وأمثالها كثيرا مما استدرك به على المزي، لذلك قال زين الدين ابن رجب: وغالب ذلك لا يرد على المزي" (2) . ومع ذلك فإن إضافته من هذه الكتب ومن عشرات غيرها نقلت إلينا ثروة تاريخية كادت تضيع لولا ما نقل هو وأمثاله، بسبب ضياع كثير من أصولها.

وحين انتهى مغلطاي من استدراكه هذا اختصره في مجلدين مقتصرا فيه على المواضع التي ظن أن الحافظ المزي غلط فيها، قال ابن حجر: واختصره مقتصرا على الاعتراضات على المزي في نحو مجلدين" (3) وَقَال ابن فهد المكي، وهو يعدد بعض كتب مغلطاي: وكتاب ذيل به على تهذيب الكمال للمزي وفيه فوائد، غير أن فيه تعصبا كثيرا في أربعة عشر مجلدا ثم اختصره في مجلدين مقتصرا فيه

على المواضع التي زعم أن الحافظ المزي غلط فيها، وأكثر ما غلطه فيه لا يرد عليه، وفي بعضه كان الغلط منه هو فيها" (4) ، وسمى السيوطي هذا المختصر"أوهام التهذيب" (5) . ثم ذكر ابن حجر وابن فهد أنه اختصر المختصر في مجلد لطيف (6) .

ويبدو لنا أن الكتاب قد اشتهر منذ فترة مبكرة، وأثار جدلا عند المعنيين بهذا الفن، فقد حمل التاج السبكي بعضا مما ظنه الحافظ

(1) انظر مقدمة تهذيب الكمال.

(2)

الدرر لابن حجر: 5 / 123.

(3)

نفسه.

(4)

لحظ الالحاظ: 139.

(5)

ذيل طبقات الحفاظ: 366.

(6)

الدرر: 5 / 123، ولحظ الالحاظ:139.

ص: 61

مغلطاي وهما من المزي من القاهرة إلى دمشق، وأعطاه لوالده ليتثبت منه، قال: وهذه مواقف استدركها بعض محدثي العصر بديار مصر، وهو الشيخ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة، وانتقاها مما استدركه على كتاب تهذيب الكمال لشيخنا المزي، وحضرت معي إلى دمشق لما جئت من القاهرة في سنة أربع وخمسين وسبع مئة لاسأل عنها الشيخ الإمام الوالد، فأجاب عنها رحمه الله، وقد كتبتها من خطه، قال رحمه الله: أسئلة وردت من الديار المِصْرِية مع ولدي عبد الوهاب في الثامن والعشرين من جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وسبع مئة.." (1) ثم أورد التاج السبكي الاجوبة (2) وكان قال قبل ذلك في ترجمة والده وهو يعدد مصنفاته: أجوبة سؤالات أرسلت إليه من مصر، حديثية، أوردها بعض المشايخ على كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي"(3) .

ومهما يكن من أمر، فإن ما كتبه مغلطاي من نقد وفر مادة تاريخية لجميع الذين جاؤوا بعده ممن عني باختصار"التهذيب"أو الاستدراك عليه ولاسيما سراج الدين ابن الملقن"ت 804"في إكماله، والحافظ ابن حجر في مختصراته ولاسيما"تهذيب التهذيب"فإنه لم يستطع إلا أن يقول في مقدمته: وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على تهذيب الكمال مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله، وإنما استعنت به في العاجل، وكشفت الاصول التي عزا النقل إليها في الآجل، فما وافق أثبته. وما باين أهملته، فلو لم يكن في هذا المختصر إلا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف، لكان معنى مقصودا" (4) .

(1) الطبقات: 10 / 408.

(2)

نفسه: 10 / 430 408 وقد أفدنا منها في التعليق على النص.

(3)

نفسه: 10 / 314.

(4)

تهذيب التهذيب: 1 / 8.

ص: 62

نعم، كانت لمغلطاي أوهام لاسيما وهو من المكثرين، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فكان ماذا؟

شمس الدين الحسيني (675 715)

شمس الدين أبو المحاسن مُحَمَّد بْن علي بْن الْحَسَن بن حمزة الحسيني الدمشقي الشافعي. سمع من جماعة من الاعيان منهم المزي والذهبي.

وكان ثقة ثبتا إماما مؤرخا حافظا، له مؤلفات كثيرة، وعني بكتاب"تحفة الاشراف"للمزي فاختصره (1) .

التذكرة في رجال العشرة:

اختصر فيه"تهذيب الكمال"لشيخه المزي، وحذف منه من ليس في الكتب الستة، وأضاف إليهم رجال أربعة كتب هي: الموطأ للامام مالك، والمسند للامام أحمد (2) ، ومسند الشافعي، ومسند أبي حنيفة للحارثي.

وذكر في مقدمته سبب إضافته لهذه الكتب الأربعة، وبين أن ذلك متأت من كون أصحابها هم الأئمة المقتدى بهم، وأن عمدتهم في استدلالهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه بأسًانيدهم في مسانيدهم المذكورة.

ونسخ هذا الكتاب متوفرة في خزائن الكتب، وذكر العلامة المرحوم خير الدين الزركلي أنه رأى الملجد الثاني منه بخطه (3) ، ووقفت أنا عليه (4) .

(1) وفيات ابن رافع، الورقة: 98، والبداية لابن كثير: 14 / 307، والدرر لابن حجر: 4 / 179، ولحظ الالحاظ لابن فهد: 150، ومقدمة ذيول تذكرة الحفاظ، ومقدمة ذيول العبر لصديقنا المرحوم محمد رشاد عبد المطلب المِصْرِي.

(2)

من الجدير بالذكر أن شمس الدين الحسيني قد ألف كتابا مستقلا في رجال مسند الإمام أحمد سماه: الاكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال.

رأيت نسخة مصورة منه عن الجامعة العثمانية بحيدر آباد بالهند في مئة ورقة. وقد يسمى: الامتثال بما في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال"والمعنى واحد.

(3)

الاعلام: 7 / 178 لكنه جعله كتابين فذكره أولا باسم"التذكرة في رجال العشرة"ثم ذكره ثانية باسم"اختصار تهذيب الكمال"، وهما واحد.

(4)

وانظر أيضا الاعلان للسخاوي: 603، وكشف الظنون: 1 / 1510.

ص: 63

عماد الدين ابن كثير (774 701)

عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عُمَر بن كثير القرشي البصروي ثم الدمشقي العلامة الحافظ المحدث صهر الشيخ أبي الحجاج المزي وترجمته مشهورة، وتصانيفه معروفة مذكورة.

له:

"التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.

جمع فيه بين "تهذيب الكمال"للمزي، و"ميزان الاعتدال"لشيخه الذهبي، مع زيادات وتحرير عليهما في الجرح والتعديل. وقفت على نسخة منه بدار الكتب المِصْرِية، وانتقيت منها بعض الفوائد (1) .

ابن بردس البعلبكي (786 720)

عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن بردس البعلبكي الحنبلي. ولد ببعلبك، ودرس على والده، وأبي الفتح اليونيني، وسمع جمعا من مسندي عصره، وحدث عنهم، واشتهر باختصاره لجملة من الكتب ونظمها (2) .

له:

بغية الاريب في اختصار التهذيب:

أكمل مسودته في المحرم سنة (779) وهو اختصار ليس فيه

(1) رقم 24227 ب وهي في مجلدين وانظر أيضا ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني: 58، والاعلان للسخاوي: 589، 600.

(2)

لحظ الالحاظ لابن فهد: 167 166، والدرر لابن حجر: 1 / 404، والتبيان لابن ناصر الدين،

ص: 64

إضافات تذكر، ولم يحذف من رجال"التهذيب"أحدا لكنه حذف بعض أنساب المشهورين، وذكر الجرح والتعديل مختصرا، كما حذف الأسانيد (1) .

ابن الملقن (804 723)

سراج الدين أبو علي عُمَر بن علي بن أحمد الأَنْصارِيّ الشافعي المعروف بابن الملقن، الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة. أجازه المزي، وتخرج بالحافظ علاء الدين مغلطاي، وكان أكثر أهل عصره تصنيفا (2) .

له:

إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال:

اختصر فيه"التهذيب"مع التذييل عليه من رجال ستة كتب هي: مسند الإمام أحمد، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، والمستدرك للحاكم، والسنن للدارقطني، والسنن للبيهقي (3) .

سبط ابن العجمي (841 753)

برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الاصل، الحلبي المولد والدار والوفاة، الشافعي المعروف بسبط ابن العجمي حافظ حلب في زمانه (4) .

له:

(1) في خزانة كتبي نسخة مصورة منه في 574 ورقة. ورأيت منه نسخة في الازهر ناقصة الاول في 541 ورقة (رواق المغاربة، رقم 894) .

(2)

لحظ الالحاظ لابن فهد: 197، الضوء اللامع للسخاوي: 6 / 100، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي:396.

(3)

نسخة معروفة وراجع بروكلمان: 1 / 164 (بالالمانية) وفهرس المخطوطات المصورة بمعهد المخطوطات: التاريخ، رقم:59.

(4)

لحظ الالحاظ لابن فهد: 315 308، والبدر الطالع للشوكاني: 1 / 28.

ص: 65

نهاية السول في رواة الستة الاصول:

قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: وقد زينه بالفوائد العلمية الحديثية النادرة، والضبوط المحررة الدقيقة للاسماء والكنى والالقاب والانساب والبلدان ونحوها..وقد رأيت في رحلتي إلى الهند وباكستان سنة (1382) نسخة المؤلف التي كتبها بخط يده الناعم الدقيق الجميل في (999) ورقة بالقطع الكبير، وفي مجلد واحد في مكتبة رضا في مدينة رامبور. ورقمها فيها (1019) "وذكر في آخرها أنه انتهى منه في سنة (829) بحلب (1) .

قلت: لم أوفق في الوقوف عليه، ولعله اعتمد فيه على"الكاشف"للذهبي فاتخذه أصلا، ثم أضاف إليه من عنده كما مر بنا عند كلامنا على"الكاشف.

ابن قاضي شهبة (851 779)

تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد المعروف بابن قاضي شهبة الأسدي الدمشقي صاحب التاريخ المشهور (2) .

ذكر حاجي خليفة أنه اختصر"تهذيب الكمال"(3) . ولا أعرف عنه شيئا.

ابن حجر العسقلاني (852 773)

حافظ عصره شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني صاحب التصانيف المشهورة الذائعة الصيت.

له:

(1) مقدمة خلاصة تذهيب التهذيب: 7- 6.

(2)

الضوء اللامع: 11 / 21، وشذرات الذهب: 7 / 269.

(3)

كشف الظنون: 2 / 1510.

ص: 66

أولا تهذيب التهذيب (1) :

اختصر فيه"تهذيب الكمال"إلى نحو الثلث، وأبدى في مقدمته عدة ملاحظات على كتاب المزي من أبرزها:

1-

طول الكتاب، بحيث قصرت الهمم عن تحصيله فتوجه الناس بسبب ذلك إلى"الكاشف". الذي امتازت تراجمه بالاختصار الشديد بحيث لا تفي بالغرض.

2-

خلو بعض تراجم"التهذيب"من بيان أحوالهم.

3-

محاولة المزي استيعاب شيوخ صاحب الترجمة واستيعاب الرواة عنه، وأنه بالرغم من تمكنه من ذلك في أغلب التراجم"لكنه شيء لا سبيل إلى استيعابه ولا حصره بسبب انتشار الروايات وكثرتها وتشعبها وسعتها، فوجد المتعنت بذلك سبيلا إلى الاستدراك على الشيخ بما لا فائدة جليلة ولا طائلة"(2) .

4-

أنه أفرد"عمل اليوم والليلة"للنسائي عن"السنن"وهو من جملة كتاب السنن في رواية ابن الاحمر وابن سيار، وكذلك أفرد "خصائص علي"وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيار. ولم يفرد"التفسير"وهو من رواية حمزة وحده، ولا كتاب"الملائكة"و"الاستعاذة"و"الطب"وغير ذلك، وقد تفرد بذلك راو دون راو عن النَّسَائي فما تبين لي وجه إفراده"الخصائص"و"عمل اليوم والليلة"(3) .

(1) طبع بحيدر آباد في اثني عشر مجلدا في السنوات 1327 1325 وأعادت دار صادر طبعه بالاوفست.

(2)

تهذيب التهذيب: 1 / 4، ولعل ابن حجر يشير بذلك إلى ما عمله العلامة علاء الدين مغلطاي في إكماله.

(3)

تهذيب: 1 / 6.

ص: 67

أما منهجه في كتابه فيمكن إجماله على الوجه الآتي:

1-

لم يحذف من رجال"التهذيب"أحدا، بل زاد فيهم من هو على شرطه، كما ذكر بعض التراجم التي تفيد للتمييز مما لم يذكره المزي، وحافظ على العلامات (الرقوم) التي وضعها المزي في الاصل مقتصرا على ما وضعه على أسماء المترجمين دون شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه أما الفصول التي ذكرها المزي في المقدمة وهي التي في شروط الأئمة الستة وفي الحث على الرواية عن الثقات وفي الترجمة النبوية، فقد حذفها في مختصره، لوجود مادتها في الكتب المعينة بذلك.

2-

أعاد التراجم التي حذفها المزي من أصل "الكمال"، والتي كان الحافظ عبد الغني قد ذكرها بناء على أن بعض الستة أخرج لهم، وكان المزي قد حذفهم بسبب عدم وقوفه على روايتهم في شيء من الكتب الستة. وذكر ابن حجر أن ذكرهم على الاحتمال أكثر فائدة من حذفهم، ونبه على ما في تراجمهم من عوز، أو عند وقوفه عند روايتهم في الكتب المذكورة.

3-

أما في صياغة الترجمة فقد سار على النهج الآتي:

أ- حذف من الترجمة جميع الاحاديث التي خرجها المزي من مروياته العالية من الموافقات والابدال وغير ذلك من أنواع العلو.

ب- اقتصر من شيوخ المترجم ومن الرواة عنه على الاشهر والاحفظ والمعروف، وحذف الباقين، إذا كان المترجم من المكثرين وإن كانت الترجمة متوسطة اقتصر على ذكر الشيوخ والرواة الذين عليهم علامة في الاغلب، وإن كانت طويلة اقتصر على من عليه علامة البخاري ومسلم، مع ذكر جماعة غيرهم. أما إذا كانت الترجمة قصيرة فإنه لم يحذف منها شيئا في الاغلب.

ص: 68

ج- لم يلتزم بنهج المزي في ترتيب شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه على حروف المعجم، لان ذلك يؤدي حسب قوله إلى"تقديم الصغير على الكبير"، بل ذكر في أول الترجمة أكثر شيوخ الرجل، وأسندهم، وأحفظهم، إن تيسر له معرفة ذلك، إلا أن يكون للرجل ابن أو قريب فإنه كان يقدمه في الذكر، وحرص أن يختم الرواة عن صاحب الترجمة بمن وصف بأنه آخر من روى عنه، وربما صرح بذلك.

د- حذف من الترجمة أغلب الاخبار التي لا تدل على توثيق، ولا

على تجريح، واقتصر على ما يفيد ذلك.

هـ- حذف كثيرا من الاختلافات المذكورة في وفاة المترجم.

و ميز إضافاته على الترجمة أو تصحيحاته بلفظة: (قلت) وجعلها في آخر الترجمة، وأكثر إضافاته ما يفيد التوثيق أو التجريح.

وقد انتفع ابن حجر بالمؤلفات التي سبقته مما وضع على"التهذيب"استداركا أو اختصارا، ولا سيما"تذهيب التهذيب"للامام الذهبي و"إكمال تهذيب الكمال"للعلامة علاء الدين مغلطاي. والحق أن معظم ما أضافه ابن حجر من توثيق أو تجريح أو اختلاف في الوفيات، أو استدارك في التراجم، سواء أكانت من التراجم التي هي من شرط المزي، وهي قليلة، أم للتمييز، قد أخذها من كتاب مغلطاي بالدرجة الاولى، وعليه كان اعتماده، لكنه انتقى منه ما وجده مهما حريا بالذكر فذكره، وأهمل الباقي فأسقطه، وإن إضافاته الشخصية كانت قليلة جدا.

ثانيا تقريب التهذيب:

ثم اختصر الحافظ ابن حجر كتابه هذا بكتاب صغير في مجلدين سماه"تقريب التهذيب"اقتصر فيه على اسم المترجم مختصرا ودرجة

ص: 69

توثيقه وطبقته والعلامات التي ذكرها له المزي، وقيد بعض الأَسماء والانساب والكنى بالحروف (1) .

ومما تجدر الاشارة إليه أن ابن حجر أفاد من"تهذيب الكمال"في جميع المؤلفات التي وضعها مما يتعلق بهذا الفن.

تقي الدين ابن فهد (871 787)

تقي الدين أبو الفضل مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بن فهد الهاشمي المكي الشافعي. ولد بمصر، وتوفي بمكة، واشتهر بتصانيفه الكثيرة الماتعة (2) .

قال في كتابه"لحظ الالحاظ"عند الكلام على"تهذيب التهذيب"لابن حجر: وهو يشتمل على اختصار تهذيب الكمال للمزي مع زيادات كثيرة عليه تقرب من ثلث المختصر، دمجتها مع زيادات الذهبي في "تذهيبه"وما زدته في التهذيب في كتابه"نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب (3) ". وَقَال الشمس السخاوي: وجمع بين المزي وشيخنا بنصهما معزيادات، التقي بن فهد وسماه: نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب"، وذكر أنه كتاب حافل لو ضم إليه ما عند مغلطاي من الزوائد في مشايخ الراوي والآخذين عنه، لكنه اعتذر بعدم وصول كتاب مغلطاي إلى مكة إذ ذاك (4) .

وقد أصبح"تهذيب الكمال"إلى كل ذلك مصدرا لجميع المؤلفين في هذا الفن الجليل طوال العصور اللاحقة، فإنه قلما وجدنا

(1) طبع وهو مشهور بأيدي الناس.

(2)

انظر مقدمة ذيل تذكرة الحفاظ.

(3)

لحظ الالحاظ: 333.

(4)

الاعلان: 600 وانظر مقدمة المجلد الثاني من تحفة الاشراف للمزي.

ص: 70

كتابا ألف في موضوعه لم يتخذه مصدرا رئيسا، ثم صار بعد ذلك معيارا وحدا فاصلا لكثير من المؤلفات، فحينما ذيل الحافظ زين الدين

أبو الفضل عَبد الرحيم العراقي (ت 806) على"ميزان"الذهبي ذكر ابن حجر أن معظم هذا الذيل مأخوذ من"تهذيب الكمال"للمزي (1) .

وحينما وضع ابن حجر نفسه"لسان الميزان"ذكر أنه اعتمد فيه"ميزان"الذهبي بعد أن حذف منه"من أخرج له الأئمة الستة في كتبهم أو بعضهم، فلما ظهر لي ذلك استخرت الله، وكتبت منه ما ليس في تهذيب الكمال (2) ". وجمع أحدهم"الثقات من تهذيب الكمال (3) "وهلم جرا..

(1) كشف الظنون: 2 / 1917.

(2)

انظر مقدمة لسان الميزان: 124 (ط. الهند)

(3)

راجع المجلد الاول من فهرس المخطوطات بدار الكتب المِصْرِية الخاص بمصطلح الحديث الذي وضعه صديقنا المرحوم فؤاد سيد.

ص: 71