الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في ذكر مواليه وإمائه صلى الله عليه وسلم
(1)
فَمَنْ مواليه صلى الله عليه وسلم: زَيْد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وابنه أسامة ابن زيد وكان يقال له: الحب ابن الحب، وثوبان بن بجدد، وكان له نسب في اليمن، وأبو كبشة، يقال: اسمه سليم، وكان من مولدي مكة ويُقال: من مولدي أرض دوس، شهد بدرا، وأنسنة، من مولدي أرض السراة، وشقران، واسمه (2) صالح، ورباح، وكان أسود، ويسار، وكان نوبيا، وأبو رابع، واسمه أسلم، ويُقال: إبراهيم، وكان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه، وأبو مويهبة، وكان من مولدي مزينة، وفضالة، نزل الشام، ورافع، كان لسَعِيد بن العاص فورثه ولده فأعتقه بعضهم وتمسك بعضهم، فجاء رافع إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يستعينه فوهب له، فكان يقول: أنا مولى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ومدعم، أسود وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي، وكان من (3) مولدي حسمى (4) ، قتل بوادي القرى، وكزكرة، كان على ثقل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وزيد، جد بلال بْن
(1) انظر"زاد المعاد"1 / 114 وما بعدها، طبع مؤسسة الرسالة بتحقيقنا (ش) .
(2)
هكذا جزم المزي فقال: واسمه صالح"، وَقَال ابن عَبد الْبَرِّ: قيل: اسمه صالح فيما ذكر خليفة بن خياط ومصعب"(الاستيعاب: 2 / 09 7) .
(3)
سقط حرف الجر"من"من"م.
(4)
بكسر الحاء المهملة وسكون السين المهملة، وهو مقصور: أرض ببادية الشام بينها وبين وادي القرى ليلتان على ما ذكر ياقوت وابن عبد الحق البغدادي.
يسار بن زيد، وعُبَيد، وأبو عُبَيد، وأبو السمح، ومابور القبطي، أهداه إليه المقوقس، وهشام، وأبو ضميرة، وحنين، وأبو عسيب، واسمه أحمر، وسفينة مولى أم سلمة أم المؤمنين، أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حياته، فقَالَ: لو لم تشترطي علي ما فارقته، وواقد، وأبو واقد، ومولى يقال له: طهمان، أو كيسان، أو مهران، أو ذكوان أو مروان.
فهؤلاء المشهورون من مواليه، وقيل: إنهم (1) كانوا أربعين.
وكان له من الاماء: أم رافع، زوج أبي رافع، واسمها سلمى،
وأم أيمن، واسمها بركة، ورثها من ابيه، وكانت حاضنته صلى الله عليه وسلم، وهي أم أسامة بن زيد، وميمونة بنت سعد، ويُقال: بنت سَعِيد، وخضرة، ورضوى، رضي الله عنهم أجمعين (2) .
(1)"إنهم"ليس في "م.
(2)
إلى هنا ينتهي الجزء الاول من الكتاب حسب تقسيم المؤلف، وجاء في "د": آخر الجزء الاول من تهذيب الكمال في أسماء الرجال، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، يتلوه في الجزء الثاني إن شاء الله: فصل في ذكر أفراسه ودوابه وسلاحه صلى الله عليه وسلم".ثُمَّ تجئ بعد ذلك، وفي صفحة مستقلة، طبقة سماع لصاحب النسخة وجملة من الفضلاء والفضليات على المؤلف المزي في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شعبان سنة 741، ثم خط المؤلف المزي بصحة السماع والاجازة. ويتلو ذلك صفحة مستقلة فيها عنوان الجزء الثاني، ثم يبدأ الجزء في صفحة أخرى بالبسملة.
فصل
في ذكر أفراسه ودوابه وسلاحه صلى الله عليه وسلم
أَوَّلُ فرس ملكه صلى الله عليه وسلم: السكب، اشتراه من أعرابي من بني فزارة بعشر أواق، وكان (1) اسمه عند الاعرابي: الضرس، فسماه: السكب. وكان أعز محجلا مطلق اليمين، وهو أول فرس غزا عليه (2) .
وكان له: سبحة (3) ، وهو الذي سابق عليه فسبق ففرح بذلك.
والمرتجز (4) ، وهو الذي اشتراه من أعرابي من بني مرة، فشهد له عليه خزيمة بن ثابت.
وكان له: الورد (5) ، أهداه له تميم الداري (6) فأعطاه عُمَر بن لخطاب، فحمل عليه في سبيل الله، فوجده يباع (7) .
(1) ليس في "د.
(2)
كان ذلك في أحد كما ذكر الذهبي في تاريخ الاسلام: 2 / 359 وغيره. والفرس إذا كان خفيف الجري فهو سكب وفيض كانسكاب لماء.
(3)
يقال ذلك للفرس الحسن مد اليدين في الجري.
(4)
كان ابيض، وسمي بذلك لحسن صهيله.
(5)
الورد: بين الكميت والاشقر.
(6)
في "د": الدراري. سبق قلم من الناسخ.
(7)
أخرجه البخاري (2636) في الهبة مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قال: سمعت أَبِي يَقُول: قال عُمَر رضي الله عنه: حملت على فرس فِي سبيل الله، فرأيته يباع، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تشتره ولا تعد في صدقتك"ورواه أيضا (1490) في الزكاة و (2623) في الهبة بلفظ"فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم واحد، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه".وأخرجه أيضا (1489) من طريق سالم ان عَبد الله بن عُمَر =
وروي (1) عن سهل بن سعد الساعدي، قال: كَانَ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عندي ثلاثة أفراس، لزاز، والضرب، واللحيف (2) .فأما لزاز فأهداه له المقوقس، وأما الظرب فأهداه له فروة (3) بن عَمْرو الجذامي، وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أَبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب.
وكانت له بغلة يقال لها: الدلدل يركبها في الاسفار، وعاشت بعده حتى كبرت، وذهبت أسنانها وكان يحبش لها الشعير، وماتت بينبع.
وكان له حمار يقال له: عفير، مات في حجة الوداع.
وكان له عشرون لقحة (4) بالغابة يراح إليه كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن. وكان فيها لقاح غزر: الحناء، والسمراء، والعريس، والسعدية، والبغوم، واليسيرة، والربى. وكانت له لقحة يقال لها: بردة، أهداها له الضحاك بن سفيان الكِلابي كانت تحلب كما تحلب لقحتان غزيرتان.
= كان يحدث أن عُمَر بن الخطاب تصدق بفرس في سبيل الله، فوجده يباع، فأراد أن يشتريه، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فاستأمره، فقال: لاتعد في صدقتك" (ش) .
(1)
الذي رواه هو حفيده عبد المهيمن بن عباس بن سهل (ونقله عنه الواقدي)، قال الذهبي: وهو ضعيف. (تاريخ الاسلام: 2 / 359)، وتناوله في الميزان فضعفه بما نقل عن الأئمة في حقه: البخاري والنَّسَائي والدارقطني (الميزان: 2 / 671) .
(2)
في حاشية نسخة"د": في صحيح البخاري عَن أَبِي بْن عَبَّاس بْن سهل بْن سعد عَن أَبِيهِ عَنْ جده قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حائطنا فرس يقال له: اللحيف. قال أبو عبد الله: وَقَال بعضهم اللخفيف بالخاء والله أعلم"وهذه الحاشية للمزي نفسه. قال بشار: وأبي هذا هو أخو عبد المهيمن الذي ذكر في الهامش السابق وهو ضعيف مثل أخيه وسيأتي في هذا الكتاب وتناوله الذهبي في الميزان وذكر أن ابن مَعِين ضعفه ونقل عن الإمام أحمد أنه منكر الحديث ثم قال: أبي، وإن لم يكن بالثبت فهو حسن الحديث، وأخوه عبد المهيمن واه"(الميزان: 1 / 78) .
ولم يرو له البخاري غير هذا الحديث في موضع واحد، في ذكر خيل النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
كان فروة عاملا للروم على فلسطين وما يليها من العرب، موضعه بعمان، وقد كتب بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (الاستيعاب: 3 / 1259) .
(4)
والجمع لقاح، وهي النوق ذوات الالبان.
وكانت له مهرة أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نعم بني عقيل.
وكانت له الشقراء.
وكانت له العضباء، وهي القصواء والجدعاء. ابتاعها أبو بكر الصديق من نعم بني الحريش. وأخرى معها بثمان مئة درهم وهي التي هاجر عليها، وكانت حين قدم المدينة رباعية وهي التي سبقت فشق ذلك على المسلمين (1) .
وكانت له منائح سبع من الغنم: عجرة، وزمزم، وسقياء، وبركة، وورسة، وأطلال، وأطراف. وكان له مئة من الغنم.
وكانت له ثلاثة أرماح أصابها من سلاح بني قينقاع.
وكانت له ثلاث قسي: قوس تسمى الروحاء، وقوس صفراء تدعى الصفراء، وقوس من شوحط.
وكان له ترس فيه تمثال رأس كبش فكره مكانه فأصبح وقد أذهبه الله.
وكان سيفه ذو الفقار (2) تنفله يوم بدر، وهو الذي أري فيه الرؤيا
يوم أحد (3) ، وكان لمنبه بن الحجاج السهمي.
وأصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة اسياف: سيف قلعي (4) ،
(1) أخرجه البخاري 12 / 292 في الرقاق: باب التواضع، وفي الجهاد: باب نَاقَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (4802) ، وأحمد 3 / 103 و253، والنَّسَائي 6 / 227 من حديث أَنَس بْن مَالِك، قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال: حق على الله ان لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه" (ش) .
(2)
يقيد بالفتح كما هو مقيد هنا باعتبار أنه جمع لفقارة، وقيد بالكسر جمع فقرة.
(3)
أخرجه أحدم 1 / 271، والتِّرْمِذِيّ (1561) في السير: باب النفل، وابن ماجه (2808) ، وابن سعد 1 / 486 من حديث ابن عباس، وسنده حسن (ش) .
(4)
منسوب إلى مرج القلعة موضع بالبادية.
وسيف يدعى بتارا، وسيف يدعى الحنيف (1) .
وكان له: المخذم (2) ، ورسوب أصابهما من الفلس (3) وهو صنم لطئ.
وفي حديث أَنَس بْن مَالِك، قال: كان نعل سيف رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فضة وقبيعته (4) فضة (5) وما بين ذلك حلق فضة. وأصاب من سلاح بني قينقاع درعين: إحداهما يقال لها: الصغدية (6)، والاخرى يقال لها: فضة.
وفي حديث محمد بن مسلمة الأَنْصارِيّ، قال: رأيت على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين: درعه ذات الفضول، ودرعه فضة.
ورأيت عليه يوم حنين درعه ذات الفضول الصغدية (7) .
(1) من الحنف، وهو الاعوجاج.
(2)
المخدم: السريع القطع كما في النهاية لابن الاثير: 2 / 16.
(3)
الفلس: بضم الفاء وسكون اللام، قيده ابن الاثير في النهاية: 3 / 470.
(4)
القبيعة: هي التي تكون على رأس قائم السيف، وقيل: هي ما تحت شاربي السيف، كما في النهاية لابن الاثير: 4 / 7.
(5)
أخرجه النَّسَائي 8 / 219 في الزينة: باب حلية السيف، ورجاله ثقات: وأخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل"1 / 192، وفي"الجامع"(1691) ، وأبو داود (2583) ، والنَّسَائي 8 / 219، وسنده قوي، بلفظ: كانت قبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة. (ش) .
(6)
ويُقال فيها أيضا"السغدية"بالسين المهملة، وهي نسبة إلى السغد، أو الصغد حيث تكتب بالسين والصاد.
(7)
أخرجه ابن سعد في "الطبقات"1 / 487 من طريق الواقدي..وفي الباب عن السائب بن يزيد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان عليه يوم أحد درعان قد ظاهر بينهما. أخرجه التِّرْمِذِيّ في الشمائل (104) ، وأبو داود (2590) ، وأحمد 3 / 449، وابن ماجه (2806) ، ورجاله ثقات. وله شاهد عند التِّرْمِذِيّ في "الشمائل"(103) ، والحاكم 3 / 25 بسند حسن من حديث الزبير بن العوام. (ش) .