المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أحمد بن سليمان المروزي، هو: أحمد بن أبي الطيب، يأتي فيما بعد - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ١

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌قالوا في الإمام المزي

- ‌مقدمة المحقق

- ‌الفصل الاولحياة المزي ومكانته العلميةمصادر ترجمته:

- ‌بيئة المزي ونشأته:

- ‌سماعه وشيوخه

- ‌منزلة المزي العلمية

- ‌1ـ أبرز آثاره

- ‌2- مناصبه العلمية

- ‌3- تلاميذه

- ‌4- آراء العلماء فيه

- ‌الفصل الثانيتهذيب الكمال في أسماء الرجالمنهجه وأهميتهتوطئة:

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في المحتوى

- ‌التهذيب ثلاثة أضعاف الكمال

- ‌تفضيل التهذيب على الكمال في التنظيم

- ‌الفصل الثالثعناية العلماء بتهذيب الكمالالمختصرون والمستدركون

- ‌الفصل الرابعمنهجنا في تحقيق تهذيب الكمال

- ‌رموزبعض ألفاظ التحمل:

- ‌صيغ بداية الاجزاء وانتهائها:

- ‌العناية بضبط النص:

- ‌أهمية كتب المشتبه في ضبط النص:

- ‌ضبط النص بالحركات:

- ‌تعليقاتنا على النص وأهميتها:

- ‌وصف النسخ المعتمدة في هذا المجلد

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌فصلوهذه نبذة من أقوال الأئمة في هذا العلم تمس الحاجه إليها

- ‌فصلفيما روي عن الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلفي ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر كتابه ورسله صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم ورَضِيَ عنهن

- ‌فصلفي ذكر خدمه صلى الله عليه وسلم من الاحرار

- ‌فصلفي ذكر مواليه وإمائه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصلفي صفته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل

- ‌فصلفي معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌باب الألف

- ‌من اسمه أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن خالد الموصلي، أَبُو علي، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زَيْد بن أفلح بن مَنْصُور بن مزاحم العبدي مولى عبد القيس

- ‌ أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن

- ‌ أَحْمَد بن الأَزْهَر بن منيع بن سليط بن إِبْرَاهِيم العبدي، مولاهم، أَبُو الأَزْهَر النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن الْحُصَيْن بن جَابِر بن جندل السلمي المطوعي، أَبُو إسحاق البخاري

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن زَيْد بن عَبد اللَّهِ بن أَبي إسحاق الحضرمي، مولاهم، أَبُو إسحاق البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، أَبُو إسحاق البزاز صاحب السلعة.رَوَى عَن: حجاج بْن

- ‌ أَحْمَد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نبيه القرشي السهمي، أَبُو حذافة المدني، نزيل بغداد

- ‌ أَحْمَد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري البَصْرِيّرَوَى عَن: سفيان بْن حبيب، وسهل بْن أسلم

- ‌ أَحْمَد بن بشير القرشي المخزومي، أَبُو بَكْر الكوفي، مولى عَمْرو بْن حريث، ويُقال: الهمداني

- ‌ تمييز وأما أَحْمَد بن بشير الْبَغْدَادِيّ، فهو أَبُو جَعْفَر المؤدب

- ‌ أَحْمَد بن بكار بن أَبي ميمونة، واسمه زَيْد، القرشي، الأُمَوِي، مولاهم، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي بَكْر، واسمه الْقَاسِم، بْن الحارث بْن زرارة بْن مصعب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف

- ‌ أَحْمَد بن ثَابِت الجحدري، أَبُو بَكْر البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن الحجاج البكري الذهلي الشَّيْبَانِيّ، أَبُو الْعَبَّاس المروزي

- ‌ أَحْمَد بن حَمَّاد بن مسلم بن عَبد اللَّهِ بن عَمْروالتجيبي، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي، مولى بني سعد بْن

- ‌ أَحْمَد بن حميد الطريثيثي، أَبُو الْحَسَن الكوفي، ختن عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى، ويعرف بدار أم

- ‌ أَحْمَد بن خالد الخلال، أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الفقيه.رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد المَلِك بْن واقد

- ‌ أَحْمَد بن الخليل الْبَغْدَادِيّ، أَبُو علي البزاز، نزيل نيسابور

- ‌ أحمد بن أَبي رجاء الْمُقْرِئ، هو: أَحْمَد بْن نصر بْن شاكر، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن أَبي رجاء الهروي، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن أيوب، يأتي فيما بعد

- ‌ أحمد بن أَبي سريج الرازي، هو: أَحْمَد بْن الصباح، يأتي فيما بعد

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم الرباطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المروزي الأشقر، نزيل نيسابور

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن بشر بن عُبَيد اللَّهِ الهمداني، أَبُو جَعْفَر المِصْرِي.رَوَى عَن: إسحاق بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم التستري.رَوَى عَن: روح بن عبادة

- ‌ أَحْمَد بن سَعِيد بن يَعْقُوب الْكُنْدِيّ، أَبُو الْعَبَّاس الحمصي.رَوَى عَن: بقية بْن الوليد، وعثمان بْن

- ‌[وَهْمٌ] ومن الأَوهام:أَحْمَد بن سَعِيد الحراني.رَوَى عَن: مُحَمَّد بْن سَلَمَة الحراني.رَوَى عَنه:

- ‌ أَحْمَد بن سفيان، أَبُو سفيان النَّسَائي، ويُقال: المروزي.روى عن: أَبِي زَيْد سَعِيد بْن الربيع

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان بْن عَبد المَلِك بْن أَبي شَيْبَة، واسمه يزيد، بْن لاعي الجزري، أَبُو الحسين

- ‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان المروزي، هو: أَحْمَد بْن أَبي الطيب، يأتي فيما بعد

- ‌ الحسين بْن الجنيد الرازي: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن عاصم، أَبُو مُحَمَّد البلخي

- ‌ أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الحكم بن فروة الهاشمي، أَبُو الحسين البَصْرِيّ المعروف بابن الكردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن أَبي السفر، واسمه سَعِيد بْن يحمد الهمداني

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْجَبَّارِ بن مُحَمَّد بن عُمَير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التَّمِيمِيّ العطاردي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَنِ القرشي المخزومي، حجازي

- ‌ أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن واقد التَّمِيمِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ الدمشقي المعروف بابن عبود

- ‌ تمييز ويقاربه فِي طبقته شيخ آخر يقال لَهُ: أَحْمَد بن عَبْد الْوَاحِدِ بن سُلَيْمان، أَبُو جَعْفَر

- ‌ أَحْمَد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشامي الجبلي

- ‌ أَحْمَد بن عبدة الآملي، أَبُو جَعْفَر، من آمل جيحون

- ‌ أَحْمَد بن عُبَيد اللَّهِ بن سهيل بن صخر الغداني، أَبُو عَبد اللَّهِ البَصْرِيّ

- ‌ أَحْمَد بن عثمان بن أَبي عثمان، واسمه عبد النور، بْن عَبد اللَّهِ بْن سنان النوفلي، أَبُو عثمان

- ‌ أَحْمَد بن علي بن سَعِيد بن إِبْرَاهِيم القرشي الأُمَوِي، من أنفسهم، أَبُو بَكْر المروزي القاضي

- ‌ أَحْمَد بن علي النميري، ويُقال: النمري، السلمي إماممسجد سلمية

- ‌ أَحْمَد بن عُمَر بن حَفْص بن جهم بن واقد بن عَبد اللَّهِ الْكُنْدِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الْمُقْرِئ

- ‌ أَحْمَد بن أَبي عَمْرو. هو أَحْمَد بْن حَفْص بْن عَبد اللَّهِ السلمي النَّيْسَابُورِيّ. تقدم

- ‌ أَحْمَد بن عيسى بن حسان المِصْرِي، أَبُو عَبْد اللَّهِ بن أَبي مُوسَى العسكري المعروف بالتستري

- ‌ أَحْمَد بن الفرات بن خالد الضبي، أَبُو مسعود الرازي الْحَافِظ، نزيل أصبهان

- ‌ أَحْمَد بن فضالة بن إِبْرَاهِيم، أَبُو المنذر بن أَبي إِبْرَاهِيم النَّسَائي، أخو عُبَيد اللَّهِ بن

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأبلي، أَبُو بَكْر العطار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أَبي خلف الْبَغْدَادِيّ القَطِيعِيّ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أيوب الْبَغْدَادِيّ، أَبُو جَعْفَر الْوَرَّاق المعروف بصاحب المغازي

- ‌ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي، أَبُو الْحَسَن بن شبويه

- ‌ أقرانه، وأَبُو مسعود أَحْمَد بْن الفرات الرازي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج المروذي

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن عُبَيد اللَّهِ بن أَبي رجاء الثغري، أَبُو جَعْفَر الطرسوسي المصيصي النجار

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المغيرة بن سنان، وقيل: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن معروف بْن سنان، وقيل: أَحْمَد

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن مُوسَى المروزي، أَبُو الْعَبَّاس السمسار المعروف بمردويه، وربما نسب إِلَى

- ‌ تمييز ولهم شيخ آخر يقَالَ له: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن نيزك بن صَالِح بن عَبْد الرَّحْمَنِ

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عَمْرو بن الحارث بن أَبي شمر الغساني

- ‌ أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يحيى بن سَعِيد بن فروخ القطان أَبُو سَعِيد البَصْرِيّ، نزيل بغداد، أخو صَالِح

- ‌ أَحْمَد بن المعلى بن يزيد الأسدي أَبُو بَكْر الدمشقي القاضي بِهَا نيابة عَن أَبِي زرعة مُحَمَّد

- ‌ أَحْمَد بن المنذر بن الجارود البَصْرِيّ، أَبُو بَكْر الْقَزَّاز

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن راشد الحنظلي، أَبُو صَالِح المروزي الملقب بزاج صاحب النَّضْر بْن شميل

- ‌ أَحْمَد بن مَنْصُور بن سيار بن المبارك الْبَغْدَادِيّ أَبُو بَكْر المعروف بالرمادي

- ‌ أَحْمَد بن مُوسَى

- ‌ أَحْمَد بن ناصح المصيصي، كنيته أَبُو عَبْد اللَّهِ

- ‌ أَحْمَد بن نفيل السكوني الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن هاشم بن أَبي الْعَبَّاس الرملي

- ‌ أَحْمَد بن الهيثم بن حَفْص الثغري، قاضي طرسوس

- ‌ أَحْمَد بن يحيى بن زكريا الأَودِيّ، أَبُو جَعْفَر الكوفي الصوفي العابد

- ‌ أَحْمَد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن كثير الحراني.ذكره النَّسَائي فِي جملة شيوخه وَقَال: ثقة.هكذا

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن إِبْرَاهِيم بن الورتنيس الورتنيسي أَبُو الحسن الحراني

- ‌ أَحْمَد بن يزيد بن روح الداري الفلسطيني، من رهط تميم الداري، سكن بيت المقدس.رَوَى عَن:

- ‌ أَحْمَد بن يَعْقُوب المسعودي، أَبُو يَعْقُوب، ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ، الكوفي

- ‌ أَحْمَد بن يُوسُف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي المهلبي، أَبُو الْحَسَن النَّيْسَابُورِيّ

- ‌ أحمد بن يونس، هو: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس، تقدم

- ‌ أَحْمَد غير منسوب

- ‌ أَحْمَد. غير منسوب.عَنْ مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر المقدمي.روى عنه البخاري فِي التوحيد.يقال:

الفصل: ‌ أحمد بن سليمان المروزي، هو: أحمد بن أبي الطيب، يأتي فيما بعد

• خ ت:‌

‌ أَحْمَد بن سُلَيْمان المروزي، هو: أَحْمَد بْن أَبي الطيب، يأتي فيما بعد

.

45-

خ م كن ق: أَحْمَد بن سنان بن أسد بن حبان (1) القطان، أَبُو جَعْفَر الواسطي الْحَافِظ.

رَوَى عَن: إسحاق بْن يُوسُف الأزرق (ق) ، وأبي أسامة حماد ابن أسامة (ق) ، وزيد بْن الحباب (ق) ، وشاذ بْن يحيى الواسطي (ل) ، والضحاك بْن مخلد أَبِي عاصم النبيل، وعبد الرحمن بْن مهدي (م قد كن ق) ، وعفان بْن مسلم، وعُمَر بْن عثمان بْن عاصم (ل) ابْن عم عاصم بْن علي بْن عاصم، وكثير بْن هشام (ق) ، ومحمد بْن بلال البَصْرِيّ (بخ د ق) ، ومحمد بْن خازم أَبِي معاوية الضرير (م ق) ، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزبير أَبِي أَحْمَد الزبيري (د ق) ، ومحمد بْن فضيل بْن غزوان، ومعاذ بْن معاذ العنبري، ووكيع بن الجراح، ووهب ابن جرير بْن حازم، ويحيى بْن سَعِيد الْقَطَّان (ق) ، ويزيد بْن هارون (خ د ق) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (د) .

رَوَى عَنه: النَّسَائي فِي حديث مَالِك (2) ، والباقون سوى التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن أورمة الأصبهاني، وابنه: جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن سنان القطان، وزكريا بْن يحيى الساجي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وأَبُو الحسين عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس السمناني، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ياسين، وعبد الرحمن بْن أَبي حَاتِم الرازي، وأَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سَعِيد بْن هارون الأصبهاني، والقاسم بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، ومحمد بْن أَحْمَد بْن صالح بْن

الحجة""تهذيب": 1 / 34 نقل ذلك من مغلطاي كما يبدو (انظر: إكمال 1 / الورقة: 14) .

(1)

حبان: بكسر الحاء المهملة وتشديد النون.

(2)

قال ابن حجر: وقد روى النَّسَائي عنه في "السنن الكبرى"عدة أحاديث في الحدود والطلاق وغير ذلك" (تهذيب: 1 / 35) .

ص: 322

علي الأزدي، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى وهو من أقرانه، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد (1) .

قال النَّسَائي: ثقة.

وَقَال أَبُو حَاتِم: ثقة صدوق. وَقَال ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: إمام أهل زمانه (2) .

وَقَال إِبْرَاهِيم بْن أورمة: أعدنا عَلَيْهِ ما سمعناه من بندار وأبي مُوسَى، يعني: لإتقانه وضبطه (3) .

قيل: مات سنة ست، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين ومئتين (4) .

46-

س: أَحْمَد بن سيار بن أيوب بن عَبْد الرَّحْمَنِ المروزي، أبو الحسين الفقيه.

(1) وروى عنه أسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل المتوفى سنة 292 في (تاريخ واسط) انظر الصفحات: 107، 123، 146، 172، 210، 236 وروى عنه أيضا ابن خزيمة في "الصحيح"وابن حبان البستي بعد ذكره في "الثقات".

(2)

قال ابن حجر: ونقل المزي عن ابن أَبي حاتم أنه قال فيه: إمام أهل زمانه، وهو وهم فليس هذا في "الجرح والتعديل"وقد نقله اللالكائي بسنده إلى أبي حاتم نفسه"قلت: الحق مع ابن حجر انظر"الجرح والتعديل": 1 / 1 / 53 وقد ذكر صاحب "الكمال" هذا القول، فلعل المزي اعتمده من غير رجوع إلى الاصل.

(3)

ووثقه ابن حبان البستي، والدارقطني، وابن ماكولا. وَقَال مسلمة بن قاسم في كتاب"الصلة": ثقة جليل حَدَّثَنَا عنه غير واحد. وَقَال أبو عُبَيد الآجري: سألت أبا داود عن أحمد بن سنان وبندار فقدمه على بندار. وَقَال الحاكم في "فضائل الشافعي": أحمد بن سنان القطان المحدث بواسط ثقة مأمون له مسند مخرج على الرجال، حدث عنه أئمة الحديث.

(تذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 12، وإكمال مغلطاي: 12 الورقة: 14، وتهذيب ابن حجر: 1 / 35 34 وغيرها) .

(4)

نقل المزي هذا عن ابن عساكر (المعجم المشتمل، الورقة: 5) . وَقَال ابن حبان في "الثقات" انه توفي سنة 250 أو قبلها أو بعدها بقليل.

وفي سؤالات السلفي لخميس الحوزي عن شيوخ واسط: إنه توفي سنة 254 أو 253 قال: رأيت ذلك بخط أبي المفضل بن مخلد"السؤالات"ص: 93 92 قال ابن حجر: وكأنها تصحفت، والصواب تسع.

ص: 323

إمام أهل الحديث فِي بلده علما وأدبا وزهدا وورعا، وكان يقاس بعَبد الله بْن المبارك فِي عصره. وهو جد (أَبِي)(1) الْعَبَّاس الْقَاسِم بْن الْقَاسِم السياري المروزي لأمه.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الشافعي (س) ، وأَحْمَد بْن أَبي الطيب المروزي، وإسحاق بْن راهويه، وسُلَيْمان بْن حرب، وصفوان ابن صَالِح الدمشقي، وعبد الله بْن عثمان عبدان المروزي (س) ، وأبي مَعْمَر عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن أَبي الحجاج المقعد، وعفان بْن مسلم، وقتيبة بْن سَعِيد، ومحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن خالد الهاشمي الدمشقي، ومحمد بْن كثير العبدي، ومحمد بْن مَكِّيّ المروزي، ومحمد بْن يحيى بْن عَبْد الْعَزِيزِ المروزي (2) ، وموسى بْن مروان الرَّقِّيّ، وهشام بْن عمار الدمشقي، ويحيى بْن إسحاق المروزي، ويحيى بْن سُلَيْمان الجعفي، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بُكَيْر المِصْرِي، ويحيى (3) بْن نصر بْن حاجب المروزي.

رَوَى عَنه: النَّسَائي، وأَبُو حمزة أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن عِمْران المروزي، وأَبُو عَمْرو أَحْمَد (4) بْن المبارك المستملي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بسطام، وحاجب بْن أَحْمَد بْن يرحم بْن سفيان الطوسي، والحسن بْن علي بْن نصر الطوسي، وزكريا بْن يحيى السجزي خياط السنة، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن

(1) إضافة من"د"وأبو العباس هذا عرف بالسياري نسبة إلى جَدِّه لامه أحمد بن سيار، وكان من مفاخر مرو ممن جمع بين الطريقة والشريعة، ولد سنة 262 وتوفي سنة 344 كما في أنساب السمعاني وكتب الذهبي وغيرها.

(2)

في هامش النسخ تعليق للمزي يصحح فيه لصاحب "الكمال" نصه: كان فيه: ويحيى بن عبد العزيز، وهو وهم.

(3)

في هامش النسخ تعليق للمزي: وكان فيه: ونصر بن حاجب، وهو وهم أيضا.

(4)

في هامش النسخ تعليق للمزي: وكان فيه: محمد بن المبارك المستملي، وهو وهم أيضا". قلت: هذه الأَوهام موجودة في نسخ "الكمال": 1 / الورقة: 169.

ص: 324

ناجية، وأَبُو بَكْر عبد بْن مُحَمَّد بْن محمود النسفي، وعلي بن الحسين ابن الجنيد الرازي، وعُمَر بْن أَحْمَد بْن علي المروزي الجوهري، وعُمَر بْن مُحَمَّد المروزي، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محبوب المحبوبي راوية التِّرْمِذِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل البخاري فِي غير"الجامع"، ومحمد بْن عقيل بْن الأَزْهَر البلخي، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد الهروي شكر (1) ، ومحمد بْن نصر المروزي الفقيه، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.

وروى البخاري فِي "الجامع"حديثا عن أحمد بْن أَبي بَكْر المقدمي، فقيل: إنه أَحْمَد بْن سيار هذا.

قال النَّسَائي: ثقة. وَقَال فِي موضع آخر: ليس به بأس.

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم: رأيت أَبِي يطنب فِي مدحه ويذكره بالفقه والعلم.

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: رحل إِلَى الشام ومصر، وصنف، وله كتاب فِي أخبار مرو (2) ، وهو ثقة فِي الحديث.

وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي داود: كَانَ من حفاظ الحديث.

وَقَال عُمَر بْن علك (3) : سألت إِبْرَاهِيم بْن إسحاق الحربي عَنْ أَحْمَد بْن سيار، وقلت لَهُ: مشايخك مشايخه، فهل كانت بينكما معرفة؟ فَقَالَ: ذاك الرجل الفاضل كنا نعرفه حينئذ بالفضل والورع.

وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن

(1) شكر: قيده الذهبي في "المُشْتَبِه": 363.

(2)

وله أيضا كتاب"المواقيت"و"مسائل البلدان"، وكتاب"الايمان"وكتاب"الرد على الجامع الاصغر"، وكتاب"فتوح خراسان"وغيرها كما في "أنساب السمعاني"و"تاريخ الاسلام"للذهبي وغيرهما.

(3)

في "تاريخ الخطيب"(4 / 188) : عليك، محرف.

ص: 325

مُحَمَّد الأديب البستي وكان فِي الوفد الذين خرجوا مع أَبِي بكر محمد

ابن إسحاق بْن خزيمة إِلَى بخارى لزيارة الأمير إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد (1) قال: دخل أَبُو بَكْر بْن خزيمة على عَبد اللَّهِ بْن محمود بمرو فَقَالَ لَهُ بعض مشايخهم: يا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ قد دخل أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق منزلك ولم يدخله مثله، فَقَالَ: لا تقل، فقد دخله أَحْمَد بْن سيار (2) .

قال أَبُو الْعَبَّاس السياري: توفي جدي أَحْمَد بْن سيار سنة ثمان وستين ومئتين.

وَقَال أَبُو أَحْمَد الحنفي القاضي عَنْ شيوخه: توفي أَحْمَد بْن سيار ليلة الاثنين النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستين ومئتين، ودفن يوم الاثنين بعد العصر، وصلى عليه علي بن الحسين مردويه إمام مسجده (3) .

وذكر أَبُو نصر ابن ماكولا أنه مات ابْن سبعين سنة وثلاثة أشهر (4) .

• أحمد بن شبويه، هو: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ثَابِت الخزاعي المروزي، يأتي فيما بعد.

(1) هذا من عظماء الامراء السامانية، وهو المؤسس الحقيقي لدولتهم.

(2)

وذكره ابنُ حِبَّان في "الثقات" وَقَال: كان من الجماعين للحديث، والرحالين فيه مع التيقظ والاتقان والذب عن المذهب والتضييق على أهل البدع. وَقَال مسلمة بن قاسم: هو ثقة أخبرنا عنه العقيلي. وَقَال أبو القاسم بن عساكر: كانت له رحلة واسعة. وَقَال عبد الغني بْن سَعِيد حافظ مصر: كان ثقة"راجع إكمال مغلطاي: 1 / الورقة 14 ومنه أخذ ابن حجر في "التهذيب": 1 / 36 35، وانظر"أنساب السمعاني": 7 / 330 و"تاريخ الخطيب": 4 / 188) .

(3)

وذكر السمعاني في (السياري) من"الانساب أنه دفن بمرو في مقبرة سوركران، ودفن عنده سبطه أبو العباس ايضا.

(4)

ومما استدركه العلامة مغلطاي للتمييز وهم من الطبقة:

6-

أحمد بن سيار بن رافع.

دمشقي، روى عنه مُحَمَّد بْن إبراهيم بن مروان. قال ابن عساكر: توفي سنة إحدى وسبعين ومئتين.

7-

أحمد بن سيار بن حاتم الطالقاني.

قال الادريسي في "تاريخ سمرقند": حدث بسمرقند سنة إحدى وثمانين ومئتين.

ص: 326

47-

خ خدس: أَحْمَد بن شبيب بن سَعِيد الحبطي (1) ، أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، نزيل مكة.

روى عن: أَبِيهِ: شبيب بْن سَعِيد (خ خد س) ، وعبد الله بْن رجاء المكي، وعبد الرحمن بْن شَيْبَة الجدي، ومروان بْن معاوية الفزاري، ويزيد بْن زريع.

رَوَى عَنه: البخاري، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وإبراهيم ابن سَعِيد الجوهري، وأَبُو خيثمة زهير بْن حرب، وأَبُو الْحَسَن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني (س) ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد بْن مُحَمَّد النساج، وعلي بْن عَبْد الْعَزِيزِ البغوي، وعلي ابْن المديني، وعَمْرو بْن عَلِي الفلاس، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الأنماطي مربع، وأَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيل بْن سالم الصائغ الكبير، ومحمد بْن علي بْن زَيْد الصائغ الصغير، ومحمد بْن يحيى الذهلي (خد) ، وموسى بْن سَعِيد الدنداني، ويحيى بْن معلى بْن مَنْصُور الرازي، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويعقوب بْن شَيْبَة السدوسي.

قال أَبُو حَاتِم: ثقة صدوق (2) .

وَقَال أَبُو بَكْر بْن أَبي عاصم: مات سنة تسع وعشرين ومئتين (3) .

(1) في حاشية النسخ تعليق للمزي نصه: الحبطات من تميم". قلت: هو الحارث بْن عَمْرو بْن تميم، والحارث هو الحبط بكسر الباء.

(2)

وَقَال ابن عدي: قبله أهل العراق ووثقوه. ووثقه ابن حبان البستي أيضا، وكتب عنه علي ابن المديني. وخرج الحاكم حديثه في "المستدرك"، وَقَال ابن خلفون: لا بأس به. أما قول أبي الفتح الموصلي الأزدي فيه"متروك الحديث غير مرضي"فلم يلفت إليه أحد، وقد رده الذهبي وابن حجر، الذهبي: ميزان": 1 / 103، ابن أَبي حاتم: الجرح والتعديل". 1 / 1 /: 55،"المعجم المشتمل"لابن عساكر، الورقة: 6، إكمال مغلطاي 1 / الورقة: 15 14، تهذيب ابن حجر: 1 / 36) .

(3)

وبهذا التاريخ أخذ معظم المؤرخين، ومنهم الذهبي في كتبه والصفدي في "الوافي": 6 / 415. وَقَال ابن عساكر في "المعجم المشتمل": مات سنة تسع وثلاثين ومئتين.

ص: 327

وروى لَهُ أَبُو داود فِي كتاب"الناسخ والمنسوخ"وفي"حديث مَالِك"، والنَّسَائي (1) .

48-

أَحْمَد (2) بن شعيب بن علي (3) بن سنان بن بحر بن دينار، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي القاضي الْحَافِظ، صاحب كتاب"السنن"(4)

(1) قال أبو علي الغساني الجياني: روى حديثه أبو داود في كتاب الزهد من كتاب السنن. وهذا مما استدركه العلامة مغلطاي وأخذه عنه ابن حجر في "التهذيب.

(2)

وضع ابن حجر علامة الإمام مسلم (م) على اسمه في "التهذيب"و"التقريب"أو هكذا وجدتها في المطبوع منهما، ولم نجد هذه العلامة في الاصل، ولا عند المختصرين الآخرين، ولا نظن أن مسلما روى عنه. وَقَال مغلطاي: لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي". قال بشارعواد: هذا استدراك واه من مغلطاي وكأنه يتابع بذلك صاحب "الكمال" الذي لم يذكره، لكن المزي اشترط أن يترجم لاصحاب الكتب الستة، فهم أولى بالترجمة.

(3)

في "وفيات الاعيان"لابن خلكان (1 / 77) : أحمد بن علي بن شعيب بن علي"، ولم نجد لذلك أصلا. وذكر المحقق الفاضل الدكتور إحسان عباس جملة من مصادر ترجمته في الهامش وَقَال بعد ذكر"تذكرة الحفاظ"للذهبي: وسماه أحمد بن شعيب بن على"فكأنه أراد أن يشعر القارئ بأن ما في "التذكرة يخالف المصادر الاخرى، وهو غير صحيح، إذ أن ما ورد في "الوفيات"هو الشاذ والمصادر الاخرى إنما ذكرته كما هو هنا: أحمد بن شعيب بن على"فليحرر.

(4)

مما يؤسف عليه أن كتاب السنن الكبرى"لم يصل إلينا، ويظهر أنه كان عزيزا في فترات طويلة. قلت (القائل شعيب) : والمطبوع المتداول بين طلبة اللعلم هو المجتبي منه، وهو اختيار تلميذه أبي بكر أحمد بن محمد بن السني صاحب كتاب"عمل اليوم والليلة"نص على ذلك الإمام الذهبي في "تذكرة الحفاظ"3 / 940، وقد أخطأ، ابن الاثير صاحب"جامع الاصول"خطأ فاحشا، فزعم وهو يترجم للنسائي أن المجتبي من تأليف النَّسَائي وانتقائه، وأنه تحرى فيه الصحة، استجابة لرغبة بعض الامراء، فانخدع بمقالته تلك غير واحد من أهل العلم، فقالوا: يجوز العمل بما جاء من الاحاديث في المجتبى من غير نظر في أسانيدها، ولا بحث في عللها، وما جاء في السنن من الاحاديث التي لم ترد في المجتبي فلا يجوز العمل بها إلا بعد البحث عن أسانيدها وكشف حالها، وهذه دعوى مردودة على قائلها، لانه ليس عليها أثارة من علم، ففي المجتبى عدد غير قليل من الاحاديث قد حكم بضعفها النَّسَائي نفسه وغيره من الأئمة الذين هم القدوة في هذا الفن، والمعول عليهم فيه، وفي السنن أحاديث كثيرة صحيحة، وردت في مواضيع متعددة في تفسير القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والآداب، والفضائل، والاذكار، والموت، والحشر والبعث، والشفاعة، والجنة، والنار، وهي مما لم يرد في "المجتبي"، يستطيع العالم المتمكن أن يظفر ببعضها من الاجزاء المتبقية من هذا الكتاب، ومما تناثر في كتب التخريج والشروح. ولابدلي هنا من ذكر فائدة، ربما تخفى على كثير من طلبة العلم، وهي أن قول المنذري في مختصر سنن أبي داود: أخرجه النَّسَائي، إنما يعني السنن لا المجتبي الذي صنعه ابن السني، وكذلك الحافظ المزي في "الاطراف" يعني الاصل لا المختصر، وكل حديث عزاه المحققون من أئمة هذا الفن إلى النَّسَائي ولم تجده في المجتبى فهو موجود لا محالة في السنن. ومما روى النَّسَائي في سننه ولم يرد في المجتبي حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: دخل الحبشة المسجد، يلعبون، فقال لي: يا حميراء، تحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: =

ص: 328

وغيره من المصنفات المشهورة.

أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين. طاف البلاد، وسمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة من جماعة يطول ذكرهم، قد ذكرنا روايته عنهم فِي تراجمهم من كتابنا هذا (1) .

وروى القراءة عَنْ أَحْمَد بْن نصر النَّيْسَابُورِيّ الْمُقْرِئ، وأبي شعيب صَالِح بْن زياد السوسي (2) .

رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب بْن يُوسُف الإسكندراني، وأَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن صَالِح بْن سنان القرشي الدمشقي، وأَبُو الْعَبَّاس أبيض بْن مُحَمَّد بْن الحارث بْن أَبيض القرشي الفهري المِصْرِي، وأَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أشهب بْن عَبْد الْعَزِيزِ القيسي العامري، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن إسحاق بْن عتبة الرازي، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن سُلَيْمان بْن أيوب بْن خذلم الأسدي

= نعم، فقال بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: حسبك"فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تعجل فقام لي، ثم قال: حسبك"فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه. أخرجه النَّسَائي في عشرة النساء ورقة 75 وجه أول نسخة الظاهرية، من طريق يونس بن عبد الاعلى، حَدَّثَنَا ابن وهب، أخبرني بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبي سلمة بْن عَبْد الرحمن عن عائشة.

قال الحافظ في الفتح 2 / 355: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا. وَقَال الزركشي في "المعتبر"ورقة 19 وجه ثان، وورقة 20 وجه أول: وذكر لي شيخنا ابن كثير عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثًا في الصوم في سنن النَّسَائي. قلت: وحديث آخر في النَّسَائي: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم.

وإسناده صحيح (ش) .

(1)

قال الإمام الذهبي في تاريخ الاسلام ومنه نقل الصفدي في "الوافي"والسبكي في "الطبقات"وغيرهما: وسمع قتيبة، وإسحاق بن راهويه، وهاشم بن عمار، وعيسى بن حماد، والحسين بن منصور السلمي النيسابوري، وعَمْرو بن زرارة، ومحمد بن النضر المروزي، وسويد بن نصر، وأبا كريب، وخلقا سواهم بعد الاربعين ومئتين" (الورقة: 12 أحمد الثالث: 2917 / 9) . قلت: أراد الإمام الذهبي بهؤلاء كبار شيوخه.

(2)

راجع غاية النهاية لابن الجزري: 1 / 61.

ص: 329

الدمشقي، وأَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن علي العدوي المعروف بابي هُرَيْرة ابن أَبي العصام، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يُوسُف بْن جوصى (1) الدمشقي الْحَافِظ. وأَحْمَد بْن عيسى القمي نزيل بيروت، وأَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحرسي (2) ، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن محبوب الرملي، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق ابن السني الدينوري، وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يونس النحوي المعروف بابن النحاس، وأَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن زياد ابن الأعرابي، وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي، وأَبُو يَعْقُوب إسحاق بْن إِبْرَاهِيم بْن هاشم بْن زامل الأذرعي (3) ، وإسحاق ابن عبد الكريم الصواف، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن الحارث الخزاعي، وأَبُو علي الْحَسَن بْن الخضر بْن عَبد اللَّهِ الأسيوطي (4) ، وأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن رشيق العسكري، وأَبُو علي الحسين بْن علي النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظ، وأَبُو علي الحسين بْن هارون المطوعي، وأَبُو الْقَاسِم حمزة بْن مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الكناني الْحَافِظ،

(1) قيده الذهبي في "المشتبه"ص: 274 وقد جعله المحقق ممدودا فهمزة وكتبه (جوصاء)، وقيده الفيروزآبادي في "القاموس" (2 / 297) بالقصر وَقَال: ابن جوصى محدث مشهور. وَقَال ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه": جوصى بفتح الجيم والقصر، وَقَال بعضهم بالضم. ووجدته بخط المحدث المفيد أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أمية العبدري: ابن جوصاء ممدودا غير مصروف، والمعروف الاول. (1 / الورقة: 240 من نسخة الظاهرية) ، وابن جوصى هذا ترجم له الذهبي ترجمة رائعة حافلة في وفيات سنة 320 من تاريخ الاسلام، الورقة: 102 101 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 9.

(2)

في حواشي النسخ من قول المؤلف: الحرس: محلة بمصر، وقيل: قرية". قال بشار: ومن الذين قالوا: إن الحرس محلة الحافظان أبو علي الغساني والدارقطني كما في أنساب المسعاني. وأخذ الذهبي بقول من قال: إنها قرية من قرى مصر"المشتبه": 148، وراجع"توضيح المشتبه"لابن ناصر الدين: 1 / الورقة 127 من نسخة الظاهرية.

(3)

الاذرعي: نسبة إلى أذرعات، بلد مشهور بالشام. هذه هي النسبة المطلقة في كثير من الرواة المنسوبين هكذا. أما إبراهيم هذا، فقد نسبه الامير ابن ماكولا إلى أذرعات الشام هذا بالظن (انظر الاكمال: 1 / 137) وإليها نسبه السمعاني في "الانساب": 1 / 146.

(4)

الاسيوطي: نسبة إلى أسيوط المدينة المشهورة بصعيد مصر.

قيدها السمعاني بضم الهمزة وتابعه في ذلك ابن الاثير في "اللباب.

أما ياقوت، فقد قيدها بالفتح، وتابعه في ذلك ابن عبد الحق في "المراصد"ولذلك =

ص: 330

وأَبُو الخير زهير بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الملطي، وسَعِيد بْن قحلون (1) ابن سَعِيد البجاني (2) ، وأَبُو الْقَاسِم سُلَيْمان بْن أَحْمَد بْن أيوب الطبراني، وأَبُو أَحْمَد عَبد اللَّهِ بْن عَدِيّ الجرجاني الْحَافِظ، وأَبُو سَعِيد عبد

= أبقينا على التقيدين لاسيما وقد قال الجلال السيوطي في "لب اللباب"إن فيها الضم والفتح والكسر. ومنهم من يخفف فيقول: سيوط، وتكون النسبة: السيوطي. وورد اسم أبي علي الاسيوطي هذا في أنساب السمعاني، ولباب ابن الاثير، و"معجم البلدان"لياقوت: الحسن بن علي بن الخضر بن عَبد الله"وذكروا أنه توفي سنة 372، والظاهر أن ياقوت بن عَبد الله الحموي إنما نقل هذا من أنساب السمعاني. أما الذهبي فقد ذكره في "تاريخ الاسلام"كما هو مذكور عند المزي، وذكره في وفيات سنة 361 من كتابه، قال كما نقلت من خطه: الحسن بن الخضر بن عَبد الله أبو علي الاسيوطي حدث عَن أبي عبد الرحمن النَّسَائي وأبي يعقوب المنجنيقي وجماعة. وكان صاحب حديث. وعَنه: محمد بن نظيف..وأبو القاسم بن بشران وغيرهم، وتوفي في ربيع الاول"(نسخة أيا صوفيا: 3008) . والذي عندنا أن هذا هو المتابع وهو الاصح، وقد قاله أيضا السيوطي في حسن المحاضرة: 1 / 174، وابن العماد في الشذرات: 2 / 39 وغيرهما.

(1)

في "م"و"د"وهما أحسن النسخ"قحلون"بالقاف ولم أجد له تأييدا، مع أنني أكاد أن أكون مطمئنا إلى أن هذا هو اختيار المزي لذلك أبقيتها مع عدم وقوفي على ما يؤيد كونها بالقاف سوى ما وجدته في معجم البلدان لياقوت (1 / 495) . وقد وجدتها مجودة بالفاء بخط إمام المؤرخين الذهبي. وسَعِيد بن قحلون هذا ذكره الذهبي في وفيات سنة 346 من تاريخ الاسلام، قال: سَعِيد بن فحلون، أبو عثمان البيري الاندلسي آخر من روى عن يوسف المغامي وجماعة. روى"الواضحة"لابن حبيب أبو على الحسين بن عَبد الله التجاني شيخ ابن عَبد الْبَرِّ وغيره عن ابن فحلون عن المغامي عن ابن حبيب. وسمع ابن فحلون بقرطبة من بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وإبراهيم بن قاسم، ومطرف بن قيس، ورحل فسمع من أحمد بن محمد بن رشدين المِصْرِي وأبي عبد الرحمن النَّسَائي وطائفة، وكان صدوقا في أخلاقه زعارة. روى عنه جماعة منهم يحيي بن عَبد الله بن عيسى الليثي. وتوفي في رجب في ثانيه، وكان مولده سنة اثنتين وخمسين ومئتين". (الورقة: 220 من مجلد أحمد الثالث 2917 / 9) . وَقَال الذهبي في ترجمة أبي على الحسين بن عَبد الله بن الحسين بن يعقوب البجاني من وفيات سنة 421 ونقلت من خطه: روى عَن أبي عثمان سَعِيد بن فحلون صاحب يوسف المغامي كتاب"الواضحة"لعبد الملك بن حبيب، وهو آخر من رواها عن ابن فحلون كما أن ابن فحلون آخر من روى عن المغامي صاحب ابن حبيب، وقد توفي ابن فحلون سنة ست وأربعين وثلاث مئة" (تاريخ الاسلام، الورقة: 219 من مجلد أيا صوفيا: 3006) ، وفي الجذوة للحميدي: الحسين بن عَبد الله بن يعقوب بن الحسين البجاني روى عن..وعن سَعِيد بن فحلون"(ص: 193) .

(2)

وردت اللفظة مهملة عند ابن المهندس، وفي نسخة"د"وضع الناسخ كسرة تحت الباء. قال بشار: هو البجاني: بفتح الباء وتشديد الجيم وبعد الالف نون. وهذه النسبة لم يوردها السمعاني في الانساب فاستدركها عليه العز ابن الاثير في اللباب لكنه لم يذكر سَعِيد بن فحلون هذا. وقيد الذهبي البجاني في "المشتبه"(ص: 51) ولم يذكره أيضا. وَقَال ابن ناصر الدين في "التوضيح":..ومنها أيضا علي بن الحسين بن عبد الله بن يعقوب البجاني..وروى أيضا عن بلدية سَعِيد بن فحلون البجاني" (1 / الورقة: 37 من نسخة الظاهرية) ويضاف إلى ما هنا ما نقلنا في الهامش السابق عن تاريخ الاسلام للذهبي فيتوكد الامر (وانظر"معجم البلدان"لياقوت: 1 / 494) .

ص: 331

الرحمان بْن أَحْمَد بْن يونس بْن عبد الاعلى الصدفي صاحب"تاريخ مصر"، وأَبُو عيسى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن إِسماعيل الخولاني العروضي الخشاب المِصْرِي، وأَبُو الميمون عبد الرحمن ابن عَبد الله بن عُمَر بْن راشد البجلي الدمشقي، وابنه: أَبُو مُوسَى عبد الكريم بْن أَحْمَد بْن شعيب النَّسَائي، وأَبُو الفتح عُبَيد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن عاصم الدمشقي المعروف بابن الرواس، وعلي بْن أَبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي، وعلي بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل الطبري، وأَبُو الْقَاسِم علي بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبي العقب الهمداني الدمشقي، وأَبُو طالب عُمَر بْن الربيع بْن سُلَيْمان المِصْرِي، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن أحمد حَمَّاد الدولابي وهو من أقرانه، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خالد بْن يزيد الاعدالي (1) المِصْرِي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحداد المِصْرِي الفقيه، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرافقي، ومحمد بْن جَعْفَر بن محمد بن هشام ابن ملاس النميري، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن داود بْن سُلَيْمان الزاهد، ومحمد بْن سعد السعدي الباوردي، وأَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبد الله ابن زكريا بْن حيويه النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد النقاش التنيسي، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو بن موسى بن محمد ابن حَمَّاد العقيلي المكي الْحَافِظ، وأَبُو الطيب مُحَمَّد بْن الفضل بْن العباس، ومحمد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن سيار القرطبي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْقَاسِم المِصْرِي الزاهد المعروف بوليد، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم القرقساني، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بن موسى بن يعقوب ابن المأمون الهامشي، وأَبُو علي مُحَمَّد بْن هارون بْن شعيب الأَنْصارِيّ الدمشقي، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بن يوسف

(1) الاعدالي: لم يذكر السمعاني هذه النسبة في الانساب، ولا استدركها عليه ابن الاثير في اللباب، لكنهما ذكرا الاعدولي: نسبة إلى أعدول بطن من الحضارمة، ونسب السمعاني ابن لَهِيعَة وبعض أقربائه إليه، فلعل هذه نسبة مقاربة لتلك!

ص: 332

الشَّيْبَانِيّ الْحَافِظ المعروف بالأخرم (1) ، ومنصور بْن إِسْمَاعِيل الفقيه المِصْرِي، وأَبُو عوانة يعقوب بْن إسحاق الإسفراييني، ويَعْقُوب بْن المبارك المِصْرِي، وأَبُو الْقَاسِم يُوسُف بْن يَعْقُوب السوسي.

قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ الْحَافِظ: سمعت منصورا الفقيه وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سلامة الطحاوي يقولان: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي إمام من أئمة المسلمين.

وَقَال أيضا: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سعد الباوردي، قال: ذكرت لقاسم المطرز أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، فَقَالَ: هو إمام، أو يستحق أن يكون إماما، أو كما قال.

وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت أَبَا علي الحسين بْن علي الْحَافِظ يَقُول: سألت أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، وكان من أئمة المسلمين: من تقول فِي بقية..فذكر كلاما.

وَقَال أيضا: أَخْبَرَنَا أَبُو علي الْحَافِظ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي الإمام فِي الحديث بلا مدافعة.

وَقَال أيضا: سمعت أَبَا علي الْحَافِظ غير مرة يذكر أربعة من أئمة المسلمين رآهم، فيبدأ بأبي عَبْد الرَّحْمَنِ.

وَقَال فِي موضع آخر: سمعت أَبَا علي الْحَافِظ يَقُول: رأيت من أئمة الحديث أربعة فِي وطني وأسفاري، اثنان منهم بنيسابور: مُحَمَّد

(1) فات المزي هنا واحد من كبار الرواة عن النَّسَائي هو مسعود بن علي بن الفضل البجاني. قال ابن الفرضي: مسعود بن علي بن مروان من أهل بجانة يكنى أبا القاسم..ورحل حاجا فسمع بمصر من أحمد بن شعيب النَّسَائي (تاريخه، الترجمة: 2146) . وَقَال عز الدين ابن الاثير في (البجاني) من"اللباب":..روى عَن أبي عَبْد الرحمن النَّسَائي السنن له، كذلك ضبطه الحافظ السلفي"وذكره معين الدين ابن نقطة في (البجاني) من إكمال الاكمال وَقَال: نقلته من خط السلفي رحمه الله" (نسخة الظاهرية) . وَقَال الذهبي في "المشتبه": البجاني بالتثقيل والفتح نسبة إلى بجانة بليدة بالاندلس منها: مسعود بن علي البجاني، حمل عن النَّسَائي كتاب السنن"(ص: 51 وانظر توضيح ابن ناصر الدين: 1 / الورقة: 37) .

ص: 333

ابن إسحاق وإبراهيم بْن أَبي طالب، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي بمصر، وعبدان بالأهواز.

وَقَال أيضا: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحارث يَقُول: سمعت مأمون (1) المِصْرِي الْحَافِظ يَقُول: خرجنا مع أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ إِلَى طرسوس سنة الفداء، فاجتمع جماعة من مشايخ الإسلام، واجتمع من الحفاظ: عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل ومحمد بْن إِبْرَاهِيم مربع وأَبُو الآذان (2) وكيلجة (3) وغيرهم، فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ، فأجمعوا على أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي فكتبوا كلهم بانتخابه.

وَقَال أيضا: سمعت أَبَا الحسين مُحَمَّد بْن المظفر الْحَافِظ يَقُول: سمعت مشايخنا بمصر يعترفون لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده فِي العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والاجتهاد، وأنه خرج إِلَى الفداء مع والي مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة فِي فداء المسلمين والمشركين واحترازه عَنْ مجالسة السلطان الذي خرج معه والانبساط بالمأكول والمشروب فِي رحله، وأنه لم يزل ذلك دأبه إِلَى أن استشهد رضي الله عنه بدمشق من جهة الخوارج.

وَقَال أيضا: سمعت علي بْن عُمَر الْحَافِظ غير مرة يَقُول: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مُحَمَّد بْن الحسين السلمي الصوفي: سألت أَبَا الْحَسَن علي بْن عُمَر الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ، فقلت: إذا حدث مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة وأَحْمَد بْن شعيب النَّسَائي حديثا من تقدم

(1) في حواشي النسخ في قول المؤلف: هو أبو القاسم الحسين بن مُحَمَّد بن داود.

(2)

في حواشي النسخ قول للمؤلف نصه: أبو الآذان اسمه عُمَر بن إبراهيم.

(3)

في حواشي النسخ أيضا: وكيلجة اسمه مُحَمَّد بن صالح بن عبد الرحمن".

ص: 334

منهما؟ قال: النَّسَائي لأنه أسند، على أني لا أقدم على النَّسَائي أحدا وإن كَانَ ابْن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير.

قال: وَقَال: سمعت أَبَا طالب (1) الْحَافِظ يَقُول: من يصبر على

ما يصبر عَلَيْهِ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي، كَانَ عنده حديث ابْن لَهِيعَة ترجمة ترجمة فما حدث بِهَا، وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابْن لَهِيعَة.

وَقَال حمزة بْن يُوسُف السهمي: وسئل يعني الدَّارَقُطْنِيّ إذا حدث أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي وابن خزيمة بحديث أيما تقدمه؟ فَقَالَ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن، فإنه لم يكن مثله ولا أقدم عَلَيْهِ أحدا، ولم يكن فِي الورع مثله لم يحدث بما حدث ابْن لَهِيعَة وكان عنده عاليا عَنْ قتيبة.

وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي أيضا: سمعت أَبَا الْحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول: سمعت أَبَا إسحاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد المعدل النسوي بمصر يَقُول: سمعت أَبَا بَكْر بْن الحداد وذكره بالفضل والدين والاجتهاد قال: أخذت نفسي بما رواه الربيع عَنِ الشافعي أنه كَانَ يختم فِي شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ فِي الصلاة وفي غير رمضان ثلاثين ختمة، فأما فِي شهر رمضان فلم أقدر على تمام الستين، وأكثر ما قدرت عَلَيْهِ تسعة وخمسين ختمة وأتيت فِي غير (2) رمضان بثلاثين ختمة. قال الدَّارَقُطْنِيّ: وكان ابْن الحداد كثير الحديث ولم يحدث عَنْ أحد غير أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي فقط، وَقَال: رضيت به حجة بيني وبين الله.

وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن يَعْقُوب بْن المأمون الهاشمي: كنت يوما فِي دهليز الدار التي كَانَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ يسكنها في زقاق

(1) في حواشي النسخ قول للمؤلف: اسمه أحمد بن نصر.

(2)

ليس في "د"ولا يستقيم المعنى بغيرها.

ص: 335

القناديل ومعي جماعة ننتظره لينزل ويمضي إِلَى الجامع ليقرأ علينا حديث الزُّهْرِيّ، فَقَالَ بعض من حضر: ما أظن أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ إلا يشرب النبيذ للنضرة التي فِي وجهه والدم الظاهر مع السن! وَقَال آخرون: ليت شعرنا ما يَقُول فِي إتيان النساء فِي أدبارهن؟ فقلت: أنا أسأله عَنِ الأمرين وأخبركم، فلما ركب مشيت إِلَى جانب حماره، وقلت لَهُ: تمارى بعض من حضر فِي مذهبك فِي النبيذ، فَقَالَ: مذهبي أنه حرام لحديث أَبِي سَلَمَة عَنْ عائشة"كل شراب أسكر فهو حرام"(1) فلا يحل لأحد أن يشرب منه قليلا ولا كثيرا. قلت: فما الصحيح من الحديث فِي إتيان النساء فِي أدبارهن؟ فَقَالَ: لا يصح عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي إباحته ولا تحريمه شيء (2) ، ولكن مُحَمَّد بْن كعب القرظي حدث عن

(1) أخرجه مالك في الموطأ 3 / 56 في الاشربة، وأحمد 6 / 36 و96، 97 و190 و225، 226، والبخاري 1 / 305 في الوضوء: باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ والمسكر و10 / 35 في الاشربة، باب الخمر من العسل، ومسلم (2001) في الاشربة"باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، وأبو داود (3682) في الاشربة: باب النهي عن المسكر، والنَّسَائي 8 / 297، 298 في الاشربة: باب تحريم كل شراب أسكر، وابن ماجة (3386) في الاشربة: باب كل مسكر حرام من طرق عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن البتع، فقال: كل شراب أسكر فهو حرام"(ش) .

(2)

بل قد ثبت في غير ما حديث عنه صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الرجل زوجته في دبرها، فقد أخرج البخاري في "صحيحه"8 / 143 في التفسير: باب نساؤكم حرث لكم، ومسلم (1435) في النكاح: باب جواز جماعه امرأته في قبلها من قدامها ومن ورائها من غير تعرض للدبر، من حديث جابر بن عَبد الله قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل المرأة من دبرها في قبلها كان الولد أحول، فنزلت:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} وفي رواية لمسلم: إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد"والمجبية: المنكبة على وجهها، والصمام الواحد: الفرج وهو موضع الحرث والولد.

وأخرج الإمام أحمد 2 / 408 و476 وأبو داود (3904) ، والدارمي 1 / 259، والتِّرْمِذِيّ (135) من حديث أبي هُرَيْرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا فصدقة فيما يقول، أو أتى امرأته في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد"، وسنده قوي.

وأخرج أحمد 2 / 272 و344، وابن ماجة (1923) من حديث أبي هُرَيْرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها"وصححه البوصيري في "الزوائد"وله شاهد بسند حسن من حديث ابن عباس عند التِّرْمِذِيّ، وصححه ابن حبان (1302) .

وأخرج أحمد 2 / 444 و479، وأبو داود (2162) من حديث أبي هُرَيْرة مرفوعا"ملعون من أتى امرأته في دبرها"وسنده حسن، وله شاهد يتقوى به عند الطبراني في "الاوسط"كما في "المجمع"4 / 299 من حديث عقبة بن عامر.

ص: 336

جدك ابْن عَبَّاس"اسق حرثك من حيث شئت"فلا ينبغي لأحد أن يتجاوز قوله (1) .

قال: وكان أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ يؤثر لباس البرود النوبية الخضر ويقول: هذا عوض من النظر (2) إِلَى الخضرة من النبات فيما يراد لقوة البصر.

وكان يكثر الجماع مع صوم يوم وإفطار يوم، وكان لَهُ أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من جارية واثنتين يشتري الواحدة بالمئة ونحوها ويقسم لها كما يقسم للحرائر. وكان قوته فِي كل يوم رطل (3) خبز جيد يؤخذ لَهُ من سويقة العرافين لا يأكل غيره كَانَ صائما أو مفطرا. وكان يكثر أكل الديوك الكبار، تشترى لَهُ، وتسمن ثم تذبح فيأكلها، ويذكر أن ذلك ينفعه في باب الجماع.

وأخرج التِّرْمِذِيّ (1164) في الرضاع والدارمي 1 / 260 مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا تأتوا النساء في أعجازهن، فإن الله لا يستحي من الحق"وحسنه التِّرْمِذِيّ، وصححه ابن حبان، وله شاهد من حديث خزيمة بن ثابت"أخرجه الشافعي 2 / 360، والطحاوي 2 / 25 وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (1299) ، وابن الملقن في "خلاصة البدر المنير"ووصفه الحافظ في "الفتح"8 / 142 بأنه من الاحاديث الصالحة الإسناد.

وأخرج الإمام أحمد برقم (6706) و (6967) من طريق عَمْرو بْن شعيب، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: هي اللوطية الصغرى"يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها وسنده حسن.

وأخرج الطبري 2 / 234، وأحمد (6968)، والبيهقي 7 / 199 عن قتادة قال: حدثني عقبة بن وساج، عَن أبي الدرداء قال في إتيان المرأة في دبرها: وهل يفعل ذلك إلا كافر. وسنده صحيح.

وأخرج الإمام أحمد 1 / 297، والتِّرْمِذِيّ (2984) بسند حسن عن ابن عباس قال: جاء عُمَر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت فقال: وما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي البارحة، قال: فلم يرد عليه شيئا، فأوحى الله إلى رسوله:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} أقبل وأدبر، وأتق الحيضة والدبر" (ش) .

(1)

قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ": ثبت نهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أدبار النساء ولى فيه مصنف" (2 / 699) . قال بشار: وكتابه هذا ذكره تلميذه الصلاح الصفدي"الوافي": 2 / 164 و"نكت الهميان": 243) وابن شاكر الكتبي"فوات الوفيات": 2 / 183 و (عيون التواريخ، الورقة: 86) والزركشي (عقود الجمان، الورقة: 79) وابن تغري بردى (المنهل الصافي، الورقة: 70) وذكروا انه في جزءين.

(2)

في "م": (النظرة) ولعله من سبق قلم ابن المندس.

(3)

الرطل: بفتح الراء وكسرها كما في معجمات اللغة.

ص: 337

وسمعت قوما ينكرون عَلَيْهِ كتاب"الخصائص"لعلي رضي الله عنه وتركه لتصنيف فضائل أَبِي بَكْر وعُمَر وعثمان رضي الله عنهم، ولم يكن فِي ذلك الوقت صنفها، فحكيت لَهُ ما سمعت، فَقَالَ: دخلنا إِلَى دمشق والمنحرف عَنْ علي بِهَا كثير، فصنفت كتاب"الخصائص"رجاء أن يهديهم الله. ثم صنف بعد ذلك فضائل أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقرأها على الناس، وقيل لَهُ وأنا حاضر: ألا تخرج فضائل معاوية؟ فَقَالَ: أي شيء أخرج؟ ! "اللهم لا تشبع بطنه"! (1) وسكت وسكت السائل.

وَقَال أَبُو بَكْر بْن المأمون أيضا: سمعت أَبَا بَكْر (2) ابن الإمام الدمياطي يَقُول لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي: ولدت فِي سنة أربع عشرة يعني ومئتين ففي أي سنة ولدت يا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومئتين، لأن رحلتي الأولى إِلَى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومئتين، أقمت عنده سنة وشهرين.

وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت علي بْن عُمَر (3) يَقُول: كَانَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي أفقه مشايخ مصر فِي عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ

(1) أخرجه مسلم في "صحيحه"(2604) في البر والصلة: باب من لعنه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة، من طريق شُعْبَةُ، عَن أَبِي حَمْزَةَ الْقَصَّابِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فتواريت خلف باب، قال: فَجَاءَ فَحَطَأنِي حَطْأَةً، وَقَال اذْهَبْ: وادع لي معاوية، قال: فجئت، فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية، قال فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لاأشبع الله بطنه"، وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2746) من طريق هشام وأبي عوانة، عَن أبي حمزة القصاب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه فقال: إنه يأكل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا أشبع الله بطنه"، وهو في "المسند"1 / 240، 291، 335، 338، من طريق شعبة وأبي عوانة، عَن أبي حمزة به، دون قوله: لاأشبع الله بطنه، وزاد في رواية، وكان

كاتبه (ش) .

(2)

في حواشي النسخ من قول المؤلف: هو محمد بن جعفر بن محمد البغدادي نزيل دمياط.

(3)

يعني الدارقطني.

ص: 338

هذا المبلغ حسدوه فخرج إِلَى الرملة، فسئل عَنْ فضائل معاوية، فأمسك عَنْهُ، فضربوه فِي الجامع. فَقَالَ: أخرجوني إِلَى مكة، فأخرجوه إِلَى مكة وهو عليل، وتوفي بِهَا مقتولا شهيدا.

قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: ومع ما جمع أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ من الفضائل رزق الشهادة فِي آخر عُمَره، فحدثني مُحَمَّد بْن إسحاق الأصبهاني، قال: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ فارق مصر فِي آخر عُمَره، وخرج إِلَى دمشق، فسئل بِهَا عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان وما روي من فضائله، فَقَالَ: ألا يرضى معاوية رأسا برأس حَتَّى يفضل؟ ! فما زالوا يدفعون فِي حضنيه (1) حَتَّى أخرج من المسجد ثم حمل إِلَى مكة ومات بِهَا سنة ثلاث وثلاث مئة وهو مدفون بمكة.

قال الْحَافِظ أبو القاسم (2) : وهذه الحكاية لاتدل على سوء اعتقاد أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي معاوية بْن أَبي سفيان، وإنما تدل على الكف فِي (3) ذكره بكل حال.

ثم روى بإسناده عَن أَبِي الْحَسَن علي بْن مُحَمَّد القابسي، قال: سمعت أَبَا علي الْحَسَن بْن أَبي هلال يَقُول: سئل أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ النَّسَائي عَنْ معاوية بْن أَبي سفيان صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن

(1) في حواشي النسخ قول للمولف: يعني في جنبيه"قال بشار: وفي معجمات اللغة: ما دون الابط إلى الكشح. وفي"تذكرة الحفاظ"للذهبي (2 / 700) : خصييه. وفي الوافي للصفدي (6 / 417) : خصيتيه، وذكر المحقق أنها بغير إعجام في أصل المخطوط. في طبقات السبكي (3 / 16) وشذرات ابن العماد (2 / 240) : خصيتيه. والظاهر أن المحققين أبدلوها لانها وردت بغير إعجام كما أشاروا في التعليق. وَقَال ابن خلكان في "الوفياتآ 1 / 77: فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد. وفي رواية أخرى: يدفعون في خصيبه وداسوه.

(2)

يعني ابن عساكر حافظ الشام.

(3)

في "د": عن.

ص: 339

أراد معاوية فإنما أراد الصحابة (1) .

قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: قدم مصر قديما وكتب بِهَا وكتب عَنْهُ، وكان إماما فِي الحديث ثقة ثبتا حافظا، وكان خروجه من مصر فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث مئة. توفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاث مئة. وكذا قال أَبُو جَعْفَر الطحاوي: إنه مات فِي صفر سنة ثلاث وثلاث مئة بفلسطين.

وقيل: إنه مات بالرملة (2) ودفن ببيت المقدس (2) .

49-

خ د تم: أَحْمَد بن صَالِح المِصْرِي، أبو جعفر الحافظ

(1) وَقَال الحافظ أبو يَعْلَى الخليلي في كتاب"الارشاد": حافظ متقن، أقام بمصر وعُمَر. رضيه الحفاظ، وكتابه يضاف إلى كتاب البخاري ومسلم وأبي داود..ونقم عليه كلامه في أحمد بن صالح..اتفقوا على حفظه واتقانه" (الورقة: 58) . وَقَال ابن طاهر المقدسي: سألت سَعِيد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: ضعفه النَّسَائي، فقال: يا بني إن لابي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.

وَقَال الذهبي في ترجمة أحمد بن صالح المِصْرِي من الميزان (1 / 103) : آذى النَّسَائي نفسه بكلامه فيه.

وَقَال التاج السبكي: سمعت شيخنا أبا عَبد الله الذهبي الحافظ، وسألته: أيهما أحفظ: مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، أو النَّسَائي؟ فقال: النَّسَائي. ثم ذكرت ذلك للشيخ الإمام الوالد تغمده الله برحمته، فوافق عليه، الطبقات: 3 / 16.

(2)

قال تقي الدين الفاسي بعد أن أورده هذه الروايات: فيلخص من هذا أنه اختلف في وفاته وموضعها، فقيل: في صفر بفلسطين، قاله الطحاوي وابن يونس، وقيل في شعبان سنة ثلاث وثلاث مئة بمكة قاله الدارقطني"العقد الثمين": 3 / 46 ورجع الذهبي قول الطحاوي وابن يونس وصححه كما في تاريخ الاسلام (الورقة: 13 أحمد الثالث 2917 / 9) وتابعه في ذلك تلميذه الصلاح الصفدي في الوافي (6 / 417) .

(3)

ذكر صاحب "الكمال" بعد ترجمة النَّسَائي ترجمة تخطاها المزي بسبب عدم وقوفه على من روى له من الستة، وهو:

أحمد بن شيبان الرملي، أبو عبد المؤمن. سمع سفيان بن عُيَيْنَة، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أَبي رواد، ومؤمل بن إِسماعيل، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي وغيرهم. روى عنه يوسف بن موسى المروزي. قال ابن أَبي حاتم: كتبنا عنه وهو صدوق. (الكمال: 1 / الورقة: 169) . وأورده ابن حجر في التهذيب وزاد عليه: وَقَال العقيلي في الضعفاء: لم يكن ممن يفهم الحديث وحدث بمناكير. وَقَال ابن حبان في الثقات: يخطئ. وَقَال صالح الطرابلسي: ثقة مأمون أخطأ في حديث واحد، انتهى. واسم جده الوليد بن حسان القيسي الراوي. ومن شيوخه محمد بن جعفر غندر. ومن الرواة عَنه: ابن خزيمة وابن الجارود ومحمد بن المنذر بن سَعِيد، وأبو العباس الاصم، وكانت وفاته سنة 275. (تهذيب: 1 / 39) . قال بشار: وذكره الذهبي في الميزان: (1 / 103) وَقَال فيه: صدوق.

قيل: كان يخطئ، فالصدوق يخطئ. ووثقه ابن حبان.

ص: 340

المعروف بابن الطبري.

كَانَ أبوه من أهل طبرستان من الجند. وكان أَبُو جَعْفَر أحد الحفاظ المبرزين والأئمة المذكورين.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن الحجاج (1) من أصحاب عَبْد الرَّزَّاقِ، وأسد بْن مُوسَى المِصْرِي (د) ، وإسماعيل بْن أَبي أويس المدني (د) ، وحرمي بْن عمارة بْن أَبي حفصة البَصْرِيّ، وخالد بْن نزار الأيلي، وسفيان بْن عُيَيْنَة (د) ، وسلامة بْن روح الأيلي، وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن كيسان الصنعاني، وعبد اله بْن نَافِع الصائغ (د) ، وعبد الله بْن وهب (خ د تم) ، وعبد الرزاق بْن همام (د) ، وعبد الملك بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الذماري (د) ، وعفان بْن مسلم الصفار البَصْرِيّ، وعنبسة بْن خالد الأيلي (خ د) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين الكوفي، وقدامة بْن مُحَمَّد الخشرمي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك (د) ، ويحيى بْن حسان التنيسي (د) ، ويحيى بْن مُحَمَّد الجاري (د) .

رَوَى عَنه: البخاري، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن عَمْرو بْن ثور الزوفي (2) ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحجاج بْن رشدين بْن سعد، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَافِع الطحان المِصْرِي، وإسماعيل بْن الْحَسَن الخفاف المِصْرِي، وإسماعيل بْن عَبد اللَّهِ الأصبهاني سمويه، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بْن قيراط الدمشقي، وصالح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ

(1) في حواشي النسخ قول للمؤلف يصحح فيه لصاحب "الكمال" نصه: كان فيه: إبراهيم بن الحجاج السامي. وقوله السامي وهم.

(2)

بفتح الزاي نسبة إلى زوف وهو بطن من مراد، وإبراهيم بن عَمْرو هذا من مواليهم فنسب إليهم، ذكره الذهبي في وفيات سنة 303 من تاريخ الاسلام، قال: إبراهيم بن عَمْرو بن ثور بن عِمْران المرادي مولاهم المِصْرِي، أبو إسحاق. سمع يَحْيَى بن بكير وأحمد بن صالح وغيرهما، وعنه ابن يونس ووثقه وَقَال: كان يخضب وعمي. توفي في شعبان" (الورقة: 14 أحمد الثالث 2917 / 9) . وراجع أنساب السمعاني: 6 / 346.

ص: 341

المعروف بجزرة، والعباس بْن مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس البَصْرِيّ، وعبد الله بْن أَبي داود السجستاني وهو آخر من حدث عَنْهُ، وعبد الله بْن عبدويه النسفي، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد بْن رجال (1) المِصْرِي، وعثمان بْن سَعِيد الدارمي، وعلي بْن الحسين بْن الجنيد الرازي، وعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ بْن عِمْران بْن أيوب بْن مقلاص الخزاعي المِصْرِي، وعُمَر بْن أَبي عُمَر العبدي البلخي، وعَمْرو بْن مُحَمَّد بْن بُكَيْر الناقد وهو من أقرانه، وأَبُو إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير الهمداني وهو من أقرانه، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى وهو من أقرانه، ومحمد بْن مسلم بْن وارة الرازي، ومحمد بْن هارون بْن حسان البرقي، وأَبُو الأَحوص مُحَمَّد بْن الهيثم بْن حَمَّاد قاضي عكبرا، ومحمد بْن يحيى الذهلي، ومحمود بْن إِبْرَاهِيم بْن سميع الدمشقي، ومحمود بْن غيلان المروزي وهو من أقرانه، وموسى بْن سهل الرملي (د) ، ويعقوب بْن سفيان الفارسي، ويوسف بْن مُوسَى المروذي (2) .

وسمع منه النَّسَائي ولم يحدث عَنْهُ.

قال علي بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن المغيرة عَنْ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير: سمعت أَبَا نعيم الفضل بْن دكين يَقُول: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى يريد أَحْمَد بْن صَالِح.

وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ: سمعت أَحْمَد بْن عاصم الأقرع بمصر

(1) قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" بكسر الراء المهملة مخففا (ص: 309) .

وَقَال ابن ناصر الدين في توضيحه: هو عُبَيد بن محمد بن موسى أبو القاسم المؤذن البزاز، ورجال لقب ابيه محمد. وفي كتاب الالقاب

لابي بكر الشيرازي أن رجالا لقب عُبَيد. توفي عُبَيد سنة أربع وثمانين ومئتين" (2 / الورقة: 24 من نسخة الظاهرية) .

(2)

نسبة إلى مرو الروذ ضبطها الذهبي في "المشتبه"ضبط القلم (ص: 584) وَقَال ابن ناصر الدين: بفتح الميم وضم الراء المشددة وسكون الواو تليها ذال معجمة مكسورة نسبة إلى مرود الروذ وهي بلدة بجنب مرو الشاهجان. (3 / الورقة: 28) .

ص: 342

يَقُول: سمعت أَبَا زرعة الدمشقي يَقُول: قدمت العراق فسألني أَحْمَد بْن حنبل: من خلفت بمصر؟ قلت: أَحْمَد بْن صَالِح. فسر بذكره، وذكر خيرا، ودعا الله لَهُ.

وَقَال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حمدون بْن خالد النَّيْسَابُورِيّ: سمعت أَبَا الْحَسَن علي بْن محمود الهروي يَقُول: قلت لأحمد بْن حنبل: من أعرف الناس بأحاديث ابْن شهاب، قال: أَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي، ومحمد بْن يحيى النَّيْسَابُورِيّ.

وَقَال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن إسحاق النهاوندي الْحَافِظ: سمعت يَعْقُوب بْن سفيان يَقُول: كتبت عَنْ ألف شيخ وكسر كلهم ثقات ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة إلا رجلين: أَحْمَد بْن صَالِح بمصر، وأَحْمَد بْن حنبل بالعراق (1) .

وقَال البُخارِيُّ: أَحْمَد بْن صَالِح ثقة صدوق ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة، كَانَ أَحْمَد بْن حنبل وعلي وابن نمير وغيرهم يثبتون أَحْمَد بْن صَالِح، كَانَ يحيى يَقُول: سلوا أَحْمَد فإنه أثبت.

وَقَال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِح خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال: سمعت صَالِح بْن مُحَمَّد بْن حبيب يَقُول: قال أَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي: كَانَ عند ابن هب مئة ألف حديث كتبت عَنْهُ خمسين ألف حديث، قال: ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث ولا يحفظ غير أَحْمَد بْن صَالِح، كَانَ يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ، وكان رجلا جامعا يعرف الفقه والحديث والنحو ويتكلم فِي حديث الثوري وشعبة وأهل العراق، وكان قدم العراق وكتب عَنْ عفان وهولاء، وكان يذاكر بحديث الزُّهْرِيّ ويحفظه.

(1) لم يرد هذا النص في المطبوع من (تاريخ) يعقوب، لكن محققه الفاضل وضعه في مستدركه نقلا من ميزان الذهبي (انظر تاريخ يعقوب المعروف بالمعرفة والتاريخ: 3 / 368) .

ص: 343