الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وأم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمِنَةُ بِنْتُ وهْبِ بْنِ عَبْدِ مناف بْن زهرة بْن كلاب بن مرة.
وولد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل، في ربيع الاول، يوم الاثنين لليلتين خلتا منه.
وقِيلَ: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
وقِيلَ: ولد بعد الفيل بثلاثين سنة، وقيل بأربعين. والاول أشهر.
ومات أبوه عَبد الله بن عبد المطلب وقد أتى له ثمانية وعشرون شهرا، وقيل أقل من ذلك. وقيل: مات أبوه وهو حمل.
وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب وأرضعت معه عمه حمزة بن عبد المطلب وأبا سلمة بن عبد الاسد.
وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وأقام عندها في بني سعد أربع سنين، ثم ردته إلى أمه حين شق عن فؤاده.
وخرجت أمه إلى المدينة تزور أخواله، فتوفيت بالابواء وهي راجعة إلى مكة وله صلى الله عليه وسلم ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام.
وقيل: ماتت أمه وله أربع سنين. فلما ماتت حملته أم أيمن إلى مكة بعد وفاة أمه بخمسة أيام.
وتوفي جده عبد المطلب وله صلى الله عليه وسلم ثماني سنين، وأوصى به إلى عمه أبي طالب.
فصل
في أسمائه صلى الله عليه وسلم
روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما"من حديث الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن جبير بْن مطعم، عَن أَبِيهِ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي أحشر الناس، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" (1) .
وروى مسلم في "صحيحه"من حديث أبي عُبَيدة بْن عَبد اللَّهِ بن مسعود، عَن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه. قال: سمى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء منها ما حفظنا، فقال: أنا محمد، وأنا أحمد، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة" (2) .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَبي بكر بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمان العامري، أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الفضل الأَنْصارِيّ، أَخْبَرَنَا الحافظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بن سُلَيْمان بْن
(1) أخرجه البخاري 6 / 403 و406 و8 / 492 في تفسير سورة الصف، وفي الانبياء: باب ما جاء في أسماء النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2354) في الفضائل: باب أسمائه صلى الله عليه وسلم، والتِّرْمِذِيّ (2840) في الجامع و (359) في "الشمائل"(ش) .
(2)
نص حديث أبي موسى الاشعري في صحيح مسلم بالإسناد الذي ذكره المزي فيه اختلاف عما هنا، وهو في الصحيح، رقم (2355) ونصه: أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة.
وأخرجه التِّرْمِذِيّ في "الشمائل"(360) من حديث حذيفة بلفظ"أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، وأنا المقفي، وأنا الحاشر، ونبي الملاحم"وهو حسن. والملاحم: جمع ملحمة (ش) .
أحمد المرادي، أَخْبَرَنَا فقيه الحرم أَبُو عَبْد اللَّهِ محمد بْن الفضل بْن أحمد الفراوي. قال القاضي أبو القاسم: وأنبأنا أبو عبد الله الفراوي هذا وأبو مُحَمَّد عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد بن أحمد الخواري إذنا، قالا: أخبرنا الإمام الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّه الحافظ، قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: قال الخليل بن أحمد: خمسة من الانبياء ذوو اسمين اسمين: محمد وأحمد نبينا صلى الله عليه وسلم، وعيسى والمسيح عليه السلام، وإسرائيل ويعقوب صلى الله عليه، ويونس وذو النون صلى الله عليه وإلياس وذو الكفل صلى الله عليه.
قال أبو زكريا: ولنبينا صلى الله عليه وسلم خمسة أسماء في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله وطه ويس. قال الله عزوجل في ذكر مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم: {محمد رسول الله) {1) ، وَقَال: {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) {2) ، وَقَال الله تعالى في ذكر عبد الله: {وأنه لما قام عَبد الله (يعني النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليلة الجن) يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) {3) . وإنما كانوا يقعون بعضهم على بعض كما أن اللبد متخذ من الصوف فيوضع بعضه على بعض فيصير لبدا. وَقَال عز وجل: {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) {4) ، والقرآن إنما نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دون غيره، وَقَال الله عزوجل: {يس) {5) يعني يا
(1) سورة الفتح، الآية:29. وقلنا: ومنها أيضا: ومَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خلت من قبله الرسل" (آل عِمْران: 144) ، و {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) {الاحزاب: 40) ، و {وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم) {محمد: 2) .
(2)
سورة الصف، الآية:6.
(3)
سورة الجن، الآية:19.
(4)
طه: 2 1. وَقَال الإمام الذهبي: وقيل: طه لغة لعك، أي يا رجل، فإذا قلت لعكي: يا رجل، لم يلتفت، فإذا قلت له: طه، التفت إليك.
نقل هذا ابن الكلبي عَن أبي صالح عَنِ ابن عباس. والكلبي متروك. فعلى هذا القول لا يكون طه من أسمائه. (تاريخ الاسلام: 2 / 10) .
(5)
سورة يس، الآية:1.
إنسان، والانسان ها هنا العاقل وهو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {إنك لمن المرسلين) {1) .
قال الحافظ أبو بكر: وزاد غيره من أهل العلم فقال: سماه الله تعالى في القرآن رسولا نبيا أميا، وسماه: شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وسماه: رؤوفا رحيما، وسماه: نذيرا مبينا، وسماه مذكرا، وجعله رحمة ونعمة وهاديا، وسماه: عبدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرا (2) .
(1) سورة يس، الآية:3.
(2)
انظر الفصل الذي كتبه الذهبي في تاريخ الاسلام: 2 / 11 8.