الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ فَرَجِ بن فضالة، عن عبد الخبير بن ثابت ابن قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جده، قال: جاءت امرأة إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقال لها: أم خلاد وهي متنقبة تسأل عَن أبيها وهُوَ مقتول
…
الحديث "هكذا وقع في هذه الرواية.
وَقَال أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْمَوْصِلِيّ: عَنْ فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن شِمَاسٍ، عَن أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: ونسب ثابتا إِلَى جَدِّه وأصاب في قوله عبد الخبير بن قيس فإنه عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قَيْس بْن شماس. وثابت بْن قيس ابن شماس جد عبد الخبير لا أبوه، وهُوَ الصحابي المشهور، وأما أبوه قَيْس بْن شماس فلا يدرى هل أدرك الإسلام أم لا، والله أعلم.
• س:
قَيْس بْن طخفة، ويُقال: ابْن طغفة، ويُقال: ابْن طهفة. في ترجمة طخفة بْن قَيْس
.
4910 -
4: قَيْس بن طلق بن علي بن المنذر الحنفي (1)
(1) تاريخ الدارمي، الترجمة 486، وطبقات خليفة: 289، وتاريخ البخاري الكبير: 7 / الترجمة 671، وثقات العجلي، الورقة 45، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 568، وثقات ابن حبان: 5 / 313، وسنن الدَّارَقُطنِيّ: 2 / 166، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 130، وديوان الضعفاء، الترجمة 3460، والكاشف: 2 / الترجمة 4673، والمغني: 2 / الترجمة 5066، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 165، وتاريخ الاسلام: 5 / 123، وميزان الاعتدال: 3 / الترجمة 6916، ورجال ابن ماجة، الورقة 3، ونهاية السول، الورقة 306، وتهذيب التهذيب: 8 / 398 - 399، والتقريب: 2 / 129، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 5884، وشذرات الذهب: 1 / 33. وجاء =
اليمامي.
روى عن: أَبِيهِ طلق بْن علي (4) وله صحبة.
رَوَى عَنه: أَيُّوب بْن عتبة، وسراج بْن عقبة، وعبد اللَّه بْن بدر (د ت س) ، وعبد الله بْن النعمان السحيمي (د ت) ، وابْن ابْن أخيه عجيبة بن عبد الحميد بْن عقبة بْن طلق بْن علي، وعيسى بْن خثيم الحنفي، ومُحَمَّد بْن جَابِر (د ق) : اليماميون، وموسى بْن عُمَير الثمالي، وابنه هوذة بْن قَيْس بْن طلق الحنفي.
قال عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي (1) : سألت يحيى بْن مَعِين، قلت: عَبد اللَّهِ بْن النعمان عَن قَيْس بْن طلق؟ قال: شيوخ يمامية ثقات.
وَقَال أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ العجلي (2) : قَيْس بْن طلق يمامي تابعي، ثقة. وأبوه طلق من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات (3) .
= في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب "الكمال "قوله: "كان فيه قيس ابن طلق بن علي بن شَيْبَانَ وهو وهم والله أعلم.
(1)
تاريخه، الترجمة 486.
(2)
ثقاته، الورقة 45.
(3)
5 / 313. وَقَال الدَّارَقُطنِيّ: قال يحيى: قد أكثر الناس في قيس، ولا يحتج به (السنن: 1 / 150) . وَقَال الدَّارَقُطنِيّ أيضا: ليس بالقوي (السنن: 2 / 166) . وَقَال الذهبي في "الميزان ": ضعفه أحمد ويحيى في إحدى الروايتين عنه، وَقَال ابْن أَبي حاتم: سَأَلتُ أَبِي وأَبَا زرعة عنه، فقالا: ليس ممن تقوم به حجة. وَقَال ابن القطان: يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا (3 / الترجمة 6916) . وقد ساق ابن حجر في "التهذيب "قول ابن أَبي حاتم هذا ولكننا لم نقف عليه في المطبوع من "الجرح =
روى له الأربعة.
4911 -
بخ د ت س: قَيْس بن عَاصِم بن سنان بن خالد ابن منقر بن عُبَيد بن مقاعس (1) ، واسمه الْحَارِث، وسمي مقاعسا لتقاعسه عَنْ حلف بني سَعْد، وهُوَ الحارث بْن عَمْرو بْن كعب ابن سعد بْن زيد مناة بْن تَمِيم التَّمِيمِيّ السَّعْدِيّ، أَبُو علي، ويُقال: أَبُو قبيصة، ويُقال: أَبُو طَلْحَة المنقري.
وفد على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي وفد بني تَمِيم سنة تسع فأسلم.
وَقَال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا سيد أهل الوبر.
وكان عاقلا، حليما، سمحا، جوادا. قيل للأحنف بْن قَيْس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم.
= والتعديل "وكأنه ذكره في موضع آخر. وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال الخلال عن أحمد: غيره أثبت منه. وَقَال الشافعي: قد سألنا عن قيس بن طلق فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره (8 / 399) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق وهم من عده في الصحابة.
(1)
طبقات ابن سعد: 7 / 36، وتاريخ خليفة: 93، 98، وطبقاته: 180 44، ومسند أحمد: 5 / 61، وتاريخ البخاري الكبير: 7 / الترجمة 635، وثقات العجلي، الورقة 45، والمعارف لابن قتيبة: 301، والمعرفة ليعقوب: 1 / 296، و3 / 187، 3556، وتاريخ واسط: 131، 184، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 576، وثقات ابن حبان: 3 / 338، ومعجم الطبراني الكبير: 18 / 336، والاستيعاب: 3 / 1294، والكامل في التاريخ: 1 / 610، 624، 650، 653، و2 / 287، 301، 353، 355، 369، 370، وأسد الغابة: 4 / 219، والكاشف: 2 / الترجمة 4674، وتجريد أسماء الصحابة: 2 / 235، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 165، ونهاية السول، الورقة 306، وتهذيب: 8 / 399 - 400، والتقريب: 2 / 129، والاصابة: 3 / الترجمة 7194، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 5885.
نزل البصرة، وكان له بها دار، وتوفي عَنِ اثنين وثلاثين ذكرا من أولاده (1) .
رَوَى عَن: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (بخ د ت س) .
رَوَى عَنه: الأَحنف بْن قَيْس، والحسن البَصْرِيّ (بخ) ، وابنه حكيم ابن قَيْس بْن عَاصِم (بخ س) ، وابْن ابنه خليفة بْن حصين بن قيس ابن عاصم (دت س)، وقيل: عَنْ خليفة بْن حصين عَن أَبِيهِ، عَن جده، وأَبُو سوية سهيل بْن خليفة بْن عبدة الفقيمي، وشعبة بْن التوأم.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن عبد المؤمن الصُّورِيُّ، وأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَدِ بْنِ كَامِلٍ الْمَقْدِسِيُّ، قَالا: أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ مُلاعِبٍ، قال: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ الأُرْمَوِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ الْعَطَّارُ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، قال: أَخْبَرَنَا عَبد الله بْن مُحَمَّد البغوي، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، قال: حَدَّثَنَا هُشَيْمِ بْنُ بَشِيرٍ أبو معاوية، عن زياد ابن أَبي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ "فَسَلَّمْتُ وجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَالُ الَّذِي لا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ من ضيف ضَافَنِي، أَوْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا. قال: نَعَمْ، الْمَالُ أَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ والْكَثِيرُ سِتُّونَ، ووَيْلٌ لأَصْحَابِ المئين إلا
(1) انظر الاستيعاب: 3 / 1295.
مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا، ونَجْدَتِهَا (1) ، وأَفْقَرَ ظَهْرَهَا (2) ، وأَطْرَقَ فَحْلَهَا (3) ، ونَحَرَ سَمِينَهَا، وأَطْعَمَ الْقَانِعَ والْمُعْتَرَّ "قُلْتُ: يارسول اللَّهِ مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأَخْلاقُ وأَحْسَنُهَا، إِنَّهُ لا يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي. قال: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمَنِيحَةِ؟ قُلْتُ: إِنِّي لأَمْنَحُ فِي كُلِّ عام مئة. قال: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ؟ قُلْتُ: تَغْدُوا الإِبِلُ ويَغْدُو النَّاسُ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ. قال: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالأَفْقَارِ؟ قال: إِنِّي أُفْقِرُ الْبِكْرَ الضَّرْعَ والنَّابَ الْمُدْبِرَ. قال: مَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوْلاكَ؟ قُلْتُ: بَلْ مَالِي. قال: فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ، فَأَمْضَيْتَ، ومَا بَقِيَ فَلِمَوْلاكَ. قُلْتُ: لِمَوْلاي؟ قال: نَعَمْ. قُلْتُ: واللَّهِ لَئِنْ بَقِيَتْ لأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلَةً. قال الْحَسَنُ: ففعل رحمه الله، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي، فَلا أَجِدُ أَنْصَحَ لَكُمْ مِنِّي: إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكَابِرَكُمْ، ولا تُسَوِّدُوا أَصَاغِرَكُمْ فَيَسْتَسْفِهِ النَّاسُ كِبَارَكُمْ، وتَهُونُوا عَلَيْهِمْ، وعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلاحِ الْمَالِ فإنه منبهة للكريم، ويستغنى به عَنِ اللَّئِيمِ، وإِيَّاكُمْ والْمَسْأَلَةِ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ وإِنَّ أَحَدًا لَمْ يَسْأَلْ إِلا تَرَكَ كَسْبَهُ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِيَ الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وأَصُومُ، وإِيَّاكُمْ والنِّيَاحَةِ عَلَيَّ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهَا، وادْفِنُونِي فِي مكان لا
(1) نجدتها ورسلها: أي الشدة والرخاء، يقول: يعطي وهي سمان حسان يشتد عليه إخراجها فتلك نجدتها، ويعطي في رسلها وهي مهازيل مقاربة.
(2)
أفقر ظهرها: أعارها للركوب.
(3)
اطراق الفحل: اعارته للضراب.
يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ خُمَاشَاتٌ (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وأَخَافُ أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلامِ، فيعيثوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ. قال الْحَسَن رحمه الله: نصحا في الحياة ونصحا في الممات.
هَذَا حديث حَسَن، وقع لنا بعلو من رواية هُشَيْم، عَنْ زِيَاد الْجَصَّاص.
وقد وقع لنا من وجه آخر عَنْ زِيَاد الْجَصَّاص بعلو أيضا.
أَخْبَرَنَا بِهِ أَحْمَد بْن أَبي الخير، قال: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يحيى ابن أسعد بْن بوش الأزجي، قال: أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو حفص ابن الزَّيَّاتِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَربن الْحَسَن الحلبي الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنَا عَامِر بْن سيار الحلبي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن المختار بْن معاوية الحمصي، وكان يقال: إنه من الأبدال، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَصَّاصُ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ التَّمِيمِيِّ، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:"هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ "، فَسَلَّمْتُ وجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْمَالِ الَّذِي لا تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ مِنْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا أن ضَيْفٍ ضَافَنِي: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْمَالُ الأَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ والْكَثِيرُ الستون، وويل لاصحاب
(1) واحدها خماشة: أي جراحات وجنايات، وهي كل ما كان دون القتل والدية من قطع أو جدع أو جرح أو ضرب أو نهب ونحو ذلك من أنواع الاذى.
الْمِئِينَ إِلا مَنْ أَعْطَى فِي رِسْلِهَا ونَجْدَتِهَا، وأَطْرَقَ فَحْلَهَا، وأَفْقَرَ ظَهْرَهَا، ونَحَرَ سَمِينَهَا فَأَطْعَمَ الْقَانِعَ والْمُعْتَرَّ "قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الأَخْلاقُ وأَجْمَلُهَا إِنَّهُ لا يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْعَارِيَةِ؟ "قال: قُلْتُ: تَغْدُو الإِبِلُ ويَغْدُو النَّاسُ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ. قال: فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الإفْقَارِ؟ قال: قُلْتُ: إِنِّي لأُفْقِرُ حَتَّى الضَّرْعَ البكر والناس والمدبر. قال: فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ؟ قال: قُلْتُ: واللَّهِ إِنِّي لأَمْنَحُ حتى المئة. قال: فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالُ مَوَالِيكَ؟ قال: قُلْتُ: بَلْ مَالِي. قال: مَالَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، ومَا بَقِيَ فَلِمَوَالِيكَ. قال: قُلْتُ: الِمَوَالِيَّ؟ قال: نَعَمْ. قال: قُلْتُ: واللَّهِ إِذًا لأُقِلَّنَّ عَدَدَهَا. قال الْحَسَن: ففعل، فلما حضرته الوفاة قال: يَا بني اسمعوا مني فإنكم لا تجدون أحدا أنصح لَكُمْ مِنِّي: إِذَا أَنَا مِتُّ فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيستجهل الناس أحلامكم وتهونوا عليهم، وعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلاحِ الْمَالِ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ للكريم ويستغنى به عن اللئيم، وإِيَّاكُمْ والْمَسْأَلَةِ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ المرء لم يسأل أحد قط إِلا ترك كسبه، وإياكم والنياحة، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهَا، وإذا أنا مت فادفنوني في ثيابي هذه التي كنت أصلي فِيهَا وأذكر الله فِيهَا، وادفنوني في موضع لا يعلم بي أحد فإنه كانت بيننا وبين بكربن وائل خماشات في الجاهلية، فأخاف أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلامِ، فَيَفْتِنُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ. قال الْحَسَن: كَانَ ناصحا في حياته ناصحا في مماته.
وَقَال أَبُو عُمَر بْن عَبد الْبَرِّ (1) : كَانَ عاقلا حليما مشهورا بالحلم قيل للأحنف بْن قَيْس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قَيْس بْن عَاصِم المنقري، رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه حَتَّى أتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل له: هَذَا ابْن أخيك قتل ابنك.
قال: فوالله مَا حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إِلَى ابْن أخيه، فَقَالَ: يَا ابْن أخي بئس (2) مَا فعلت أثمت ربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابن عمك، ورميت نفسك بسهمك، ثُمَّ قال لابن له آخر: قم يَا بني فوار أخاك، وحل كتاف ابن عمك، وسق إلى أمك مئة ناقة دية ابنها فإنها غريبة. قال: وكان قَيْس بْن عَاصِم قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية، وكان سبب ذلك إنه غمز عكنة ابنته وهُوَ سكران وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم بشيءٍ (3) وأعطى الخمار كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه، وَقَال فِيهَا أشعارا منها قوله:
رأيت الخمر جامحة وفيها • خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحا • ولا أشفي بها أبدا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي • ولا أدعو لها أبدا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها • وتجشمهم بها الامر العظيما
(1) الاستيعاب: 3 / 1295.
(2)
قوله: "بئس "تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "نسيت.
(3)
قوله: "بشئ "سقط من المطبوع من "الاستيعاب ".