المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ محمد بن أحمد القرشي - تهذيب الكمال في أسماء الرجال - جـ ٢٤

[المزي، جمال الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ اسمه قَيْس

- ‌ قَيْس بن رومي

- ‌ قَيْس بن سُلَيْم التَّمِيمِيّ الْعَنْبَرِيّ الكوفي

- ‌ قَيْس بْن شماس

- ‌ قَيْس بْن طخفة، ويُقال: ابْن طغفة، ويُقال: ابْن طهفة. في ترجمة طخفة بْن قَيْس

- ‌ قَيْس بْن عائذ، أَبُو كاهل.يأتي فِي الكنى

- ‌ قَيْس بن عَمْرو بن سَهْل بن ثعلبة بن الْحَارِث بن زَيْد بن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار

- ‌ قَيْس بْن كَثِير

- ‌ قَيْس بن مُحَمَّد بن عِمْران الْكِنْدِيّ

- ‌ قَيْس بن مَسْعُود بن الحكم الأَنْصارِيّ الزرقي

- ‌ قَيْس بن النعمان السكوني كوفي

- ‌ قَيْس بن وهْب الهمداني الكوفي

- ‌باب الكاف

- ‌من اسمه كَامِل

- ‌من اسمه كَثِير

- ‌ كَثِير بْن جُرَيْج، أَبُو اليمان الرحال. يأتي في الكنى

- ‌ كَثِير بن زَاذَانَ النخعي الكوفي

- ‌ كَثِير بْن كثير بْن المطلب بْن أَبي وداعة بن صبيرة بن سَعِيد بن سَعْد بن سهم القرشي السهمي

- ‌ كَثِير بن وليد

- ‌ كَثِير الأَعْرَج، هُوَ ابْن قليب، تقدم

- ‌ كَثِير، أَبُو الهيثم.يأتي في الكني

- ‌من اسمه كدام وكردوس وكرز وكريب

- ‌ كدام بن عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ

- ‌ كردوس بن أَبي عَبد اللَّهِ الواسطي، هُوَ خلف بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى تقدم

- ‌ كرز التَّيْمِيّ

- ‌من اسمه كَعْب

- ‌ كَعْب المديني

- ‌من اسمه كلثوم وكلدة وكليب

- ‌ كلثوم بن جوشن القشيري الرَّقِّيّ

- ‌ كليب بن ذُهَل الحضرمي المِصْرِي

- ‌ كليب بن صبح الأصبحي المِصْرِي

- ‌ كليب بن منفعة الحنفي البَصْرِيّ

- ‌من اسمه كميل وكناز وكنانة

- ‌من اسمه كهمس وكلاب وكيسان

- ‌ كلاب بن علي

- ‌ كلاب بن علي الجعفري العامري

- ‌باب اللام

- ‌من اسمه لجلاج ولقمان ولقيط

- ‌ لجلاج، مولى عُمَر بْن عبد العزيز

- ‌من اسمه لمازة ولَهِيعَة

- ‌من اسمه لَيْث

- ‌باب الميم

- ‌من اسمه مُحَمَّد

- ‌ مُحَمَّد بن أبان بن علي بن أبان البلخي

- ‌ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بْن تيم بْن مره

- ‌ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن طَلْحَة

- ‌ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الباهلي البَصْرِيّ

- ‌ محمد بن إبراهيم البزاز

- ‌‌‌ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيماليشكري البَصْرِيّ

- ‌ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

- ‌ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبي الثلج، أَبُو عَبْد اللَّهِ البغدادي صاحب أَحْمَد بْن حَنْبَل

- ‌ مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أَبي خلف الْبُخَارِيّ

- ‌ مُحَمَّد بن أَحْمَد القرشي

- ‌ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن رَجَاء بن ربيعة الزبيدي الكوفي

- ‌ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مهاجر

- ‌ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل

- ‌ مُحَمَّد بْن أفلح:

- ‌ مُحَمَّد بن بكار بن الزبير العيشي الصَّيْرَفِيّ البَصْرِيّ

- ‌ مُحَمَّد بن بكير بن واصل بن مَالِك بن قَيْس بن جَابِر بن ربيعة الحضرمي، أَبُو الْحُسَيْن البغدادي

- ‌ مُحَمَّد بن ثَابِت بن أسلم البناني البَصْرِيّ

- ‌ مُحَمَّد بن ثَابِت

- ‌ مُحَمَّد بن جحش، هُوَ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن جحش. يأتي

- ‌ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزبير بن العوام القرشي الأسدي المدني

الفصل: ‌ محمد بن أحمد القرشي

ابن جعفر غندر (م) ، ومحمد بْن أَبي عدي (م) ، ومسعود بْن واصل (ت) ، ومعتمر بْن سُلَيْمان (ت س) ، والنضر بْن حَمَّاد العتكي (ت) ، ويحيى بْن كَثِير الْعَنْبَرِيّ (م) .

رَوَى عَنه: مُسْلِم، والتِّرْمِذِيّ، والنَّسَائي، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي، وسَعِيد بْن عَبد الله الفرغاني ولقبه غثكل (1) ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وأبو رفاعة عَبد الله بْن مُحَمَّد البَصْرِيّ، وعبدان بْن أَحْمَد الأَهْوَازِيّ، وأَبُو بَكْر عُبَيد اللَّهِ بْن مُحَمَّد العُمَري، ومُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن علي بْن بحر بْن بري، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد ابن الْحُسَيْن الأبهري المعروف بأبي الشيخ.

مات بعد الأربعين ومئتين (2) .

5046 -

د:‌

‌ مُحَمَّد بن أَحْمَد القرشي

(3) .

روى عن: أبي بكر عَبد اللَّهِ بْن الزبير الحميدي (د) .

رَوَى عَنه: أَبُو داود.

هكذا ذكره أَبُو الْقَاسِم في "الشيوخ النبل "ولم يزد (4) .

(1) غثكل: بالغين المعجمة ثم الثاء المثلثة، قيده الحافظ ابن حجر في كتابه الالقاب، الورقة 69 ونص على أنه لقب لسَعِيد بن عَبد الله الفرغاني هذا، فزال اللبس.

(2)

وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق.

(3)

المعجم المشتمل، الترجمة 747، والكاشف: 3 / الترجمة 4776، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9 / 24، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6038.

(4)

وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق.

ص: 352

وممن يسمى مُحَمَّد بْن أَحْمَد القرشي:

5047 -

مُحَمَّد بن أَحْمَد بن يزيد بْن عَبد الله بْن يَزِيد القرشي الجمحي (1) ، أَبُو يونس المدني مفتي أهل المدينة.

يرَوَى عَن: إبراهيم بْن المنذر الحزامي، وأبي مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر الزُّهْرِيّ، وأَبِي طَاهِر أَحْمَد بن عيسى العلوي، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الفروي، وأبيه أَحْمَد بْن يَزِيد القرشي، وإسحاق بْن مُحَمَّد الفروي، وإسماعيل بْن أَبي أويس، وبشر بن عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز الْعَطَّار، وعبد الله بْن يَزِيد الهذلي، وعتيق بْن يَعْقُوب الزُّبَيْرِيّ، وأَبِي الْحَارِث عُثْمَان بْن إِبْرَاهِيمَ بْن أَبي غسان، وأبي ثَابِت مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ المديني، وهارون بْن مُحَمَّد الحاطبي.

ويرَوَى عَنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن الْفَرَج المهندس المِصْرِي، وإِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن النضر الواسطي، والحسين بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ، وخالد بن محمد الرازي، وزكريا ابن يَحْيَى الساجي، وأَبُو الْحَسَن زَيْد بْن الْحَسَن بْن زَيْد الخزاعي، وعبد الله بْن الحسن بْن أسيد الأصبهاني، وعبد الرحمن ابن أَبي حاتم الرازي، ومحمد بْن إِبْرَاهِيم الدبيلي، وأَبُو بشر مُحَمَّد ابن أَحْمَدَ بْن حماد الدولابي، ومحمد بْن إسحاق الثقفي السراج، ومحمد بْن جَعْفَر رميس، ويحيى بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن عُبَيد الله

(1) الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1040، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 180 وتهذيب التهذيب: 9 / 24، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 1038.

ص: 353

العلوي النسابة، ويسر بْن أنس أَبُو الْخَيْر، وأَبُو عوانة الإسفراييني.

قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم (1) : كتبت عنه بالمدينة، وهُوَ صدوق، وكان مفتي المدينة (2) .

ومنهم:

5048 -

مُحَمَّد بن أَحْمَد بن أنس القرشي (3) ، أَبُو عَبْد اللَّه، ويُقال: أَبُو علي النَّيْسَابُورِيّ.

يروي عَن: بشر بْن يَزِيد بْن أَبي الأزهر النيسابوري، وحفص بْن عَبد اللَّهِ السُّلَمِيّ، وأَبِي عَاصِم الضحاك بْن مخلد، وعبد الله بْن يَزِيد المقرئ، ومُحَمَّد بْن مَكِّيّ الْمَرْوَزِيّ.

ويروي عَنه: أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن علي الرازي الْحَافِظ، وأبو عَمْرو أحمد بْن مُحَمَّد الحيري، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الشرقي، وأبو على الحسين بْن مُحَمَّد بْن شَاذَانَ، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن صَالِح بْن هاني، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن دينار الديناري، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بن يوسف ابن الأخرم الْحَافِظ.

قال الحاكم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ: سمعت أَبَا مُحَمَّد بْن أَبي عَبد اللَّهِ الديناري يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: توفي محمد بن أحمد

(1) الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1040.

(2)

وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال مسلمة في الصلة مات سنة خمس وخمسين ومئتين (9 / 24) .

(3)

تذهيب التهذيب: 3 / الورقة 180، وتهذيب التهذيب: 9 / 24، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخرزجي: 2 / الترجمة 6039.

ص: 354

ابن أنس القرشي سنة تسع وسبعين ومئتين (1) .

ومنهم:

• مُحَمَّد بن أَحْمَد بن الْحُسَيْن بْن مدويه القرشي التِّرْمِذِيّ (2) . وقد تقدم.

فالظاهر أن مُحَمَّد بْن أَحْمَد القرشي الذي روى عنه أَبُو دَاوُد أحد هؤلاء الثلاثة، والأشبه أَنَّهُ المدني. وزعم بعض علماء المغرب أَنَّهُ النَّيْسَابُورِيّ ويحتمل أن يكون التِّرْمِذِيّ، فإن ابنه أَبَا بَكْر بْن أَبي دَاوُد قد سمع منه، وكانت رحلته مع أَبِيهِ أَبِي دَاوُد، والله أعلم.

5049 -

خت 4: مُحَمَّد بن إدريس بن الْعَبَّاس بن عُثْمَان (3)

(1) وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق.

(2)

تقدم التنبيه عليه.

(3)

علل أحمد، انظر الفهرست، وتاريخ البخاري الكبير: 1 / 73، وتاريخه الصغير: 2 / 302، والكنى لمسلم، الورقة 64، وسؤالات الآجُرِّيّ لابي داود 3 / 190، و5 / الورقة 13، 14، والمعرفة ليعقوب: 1 / 213، و3 / 138، وتاريخ واسط: 90، 100، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1130، وثقات ابن حبان: 9 / 30، وحلية الاولياء: 9 / 63 - 161، وتاريخ الخطيب: 2 / 56، والسابق واللاحق: 53، وأنساب السمعاني: 7 / 251، والمنتظم لابن الجوزي، انظر الفهرست، ومعجم الادباء: 6 / 367، والكامل في التاريخ: 6 / 359، وتهذيب النووي: 1 / 45، وابن خلكان: 4 / 163، 169، وسير أعلام النبلاء: 10 / 5، وتذكره الحفاظ: 1 / 361، ورجال ابن ماجة، الورقة 15، والكاشف: 3 / الترجمة 4777، والعبر، انظر الفهرست والمغني: 2 / الترجمة 5271، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 181، وتاريخ الاسلام، الورقة 50 (أيا صوفيا 3007)، والديباج: 1 / 156، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9 / 25 - 31، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخرزجي: =

ص: 355

ابن شافع بن السائب بن عُبَيد بن عَبْد يزيد بن هاشم بن المطلب ابْن عبد مناف القرشي المطلبي، أَبُو عَبْد اللَّهِ الشافعي المكي، نزيل مصر، إمام عصره وفريد دهره.

وجده المطلب بن عبدمناف أخو هاشم بْن عبد مناف.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن سعد الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن عبد العزيز ابن عَبد المَلِك بن أَبي محذورة الجمحي، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن أبي يحيى الأَسلميّ، وإسماعيل بْن عَبد اللَّهِ بْن قسطنطين، وإِسْمَاعِيل بن جعفر المدني، وإسماعيل بن علية المِصْرِي، وأبي ضمرة أنس بْن عياض الليثي، وأيوب بْن سويد الرملي، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل المدني، وأَبِي أسامة حماد بْن أسامة، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَنِ العطار، وسَعِيد بْن سالم القداح، وسفيان بْن عُيَيْنَة (د) ، وعَبْد اللَّهِ بْن الحارث المخزومي، وعبد الله بن المؤمل المخزومي، وعبد الله بْن نافع الصَّائِغ ومات قبله، وعبد الرحمن بْن أَبي بكر المليكي، وعبد العزيز بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي سلمة الماجشون، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ (د) ، وعبد المجيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ بن أَبي رَوَّادٍ، وعبد الوهاب بْن عَبد المجيد الثقفي، وعطاف بْن خَالِد المخزومي، وعَمْرو بْن أَبي سلمة التنيسي ومات قبله، ومالك بْن أَنَس (ق) ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبي فديك، ومحمد بْن الْحَسَن الشيباني، ومحمد بن خالد الجندي (ق) ،

= 2 / الترجمة 6040، وشذرات الذهب: 2 / 9 وقد ألف العلماء في سيرته كتبا مخصوصة كثيرة منها: مناقب الشافعي للبيهقي، ومناقب الشافعي للرازي وغيرهما، ومنها ما يشبه الكتاب كما في المجلد الاول من طبقات السبكي وغيره.

ص: 356

ومُحَمَّد بن عثمان بن صفوان الجمحي، وعمه مُحَمَّد بْن علي بْن شافع (د س) ، ومسلم بْن خالد الزنجي، ومطرف بْن مازن قاضي صنعاء، وهشام بْن يوسف الصَّنْعَانِيّ الْقَاضِي، ويحيى بْن حسان التنيسي، ويحيى بْن سُلَيْم الطائفي، ويوسف بْن خَالِد السمتي.

رَوَى عَنه: أَبُو ثور إِبْرَاهِيم بْن خَالِد الكلبي (د) ، وإبراهيم ابن المنذر الحزامي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وأَحْمَد بْن خالد الخلال، وأَحْمَد بْن أَبي سريج الرازي، وأَحْمَد بْن سنان القطان الواسطي، وأحمد بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن وهب المِصْرِي ابن أخي عَبد اللَّهِ بْن وهب، وأبو الطاهر أحمد بن عَمْرو بن السرح (د) ، وأَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد العزيز البغدادي أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الشافعي المتكلم، وأَحْمَد بْن يَحْيَى بْن الوزير بْن سُلَيْمان المِصْرِي، وأَبُو إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى المزني، وبحر بْن نَصْر بْن سابق الخولاني، وحرملة بْن يَحْيَى التجيبي (ق) ، والحسن بْن مُحَمَّد بْن الصباح الزعفراني البغدادي (ت) ، والحسين بْن علي الكرابيسي، والربيع ابن سُلَيْمان المرادي المؤذن (4) راوية كتبه، والربيع بْن سُلَيْمان الجيزي، وسَعِيد بْن عيسى بْن تليد الرعيني، وأبو أيوب سُلَيْمان ابن دَاوُد الهاشمي، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن الزبير الحميدي (د) ، وعَمْرو بْن سواد بْن الأسود العامري، وأَبُو عُبَيد الْقَاسِم بْن سلام، وأَبُو يَحْيَى مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن غَالِب الْعَطَّار، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الحكيم، وابنه أَبُو عُثْمَان مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي، ومحمد بْن يَحْيَى بْن حسان التنيسي، وأبو الوليد موسى ابن أَبي الجارود المكي (ت) روى عنه كتاب "الأمالي "وغيره، وهارون بْن سَعِيد الأيلي، وأَبُو يَعْقُوب يوسف بْن يَحْيَى البويطي

ص: 357

(ت) ، ويونس بن عبد الاعلى (ق) .

قال أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم الآبري السجستاني: سمعت بعض أهل المعرفة بالحديث يَقُول: إذا قال الشافعي في كتبه: أخبرنا الثقة عَنِ ابْن أَبي ذئب فهُوَ ابْن أَبي فديك، وإذا قال: أخبرنا الثقة عَنِ اللَّيْث بْن سَعْد فهو يَحْيَى بْن حسان، وإذا قال: أخبرنا الثقة عَنِ الْوَلِيد بْن كَثِير فهو أَبُو أُسَامَة، وإذا قال: أخبرنا الثقة عَنِ الأَوزاعِيّ فهو عَمْرو بْن أَبي سلمة، وإذا قال: أخبرنا الثقة عَنِ ابْن جُرَيْج فهو مُسْلِم بْن خَالِد، وإذا قال: أخبرنا الثقة عن صالح مولى التوأمة فهو إِبْرَاهِيم بْن أَبي يَحْيَى (1) .

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ المعروف بابن الْبُخَارِيّ، قال: أخبرنا أَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الكندي سنة ست مئة، قال: أَخْبَرَنَا أبو منصور عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الواحد الشيباني، قال: أخبرنا الْحَافِظ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ ابن ثَابِت الْخَطِيب (2)، قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْن أَحْمَد الحرشي بنيسابور، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب الأصم، قال: أخبرنا الربيع بْن سُلَيْمان بْن كَامِل المرادي المؤذن صاحب الشافعي، قال: الشافعي محمد بن إدريس ابن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عُبَيد بن عبد يزيد ابن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة

(1) ولكنه ضعف، وانتقد توثيق الشافعي له (انظر تعليقنا على ترجمته في المجلد الثاني) .

(2)

تاريخه: 2 / 57، وقد اقتبس المؤلف أكثر الترجمة منه، وأشار إلى ذلك في نهايتها، وسنثبت ما نجده من خلاف بين الاصل والمطبوع من تاريخ الخطيب.

ص: 358

ابن كعب بْن لؤي بْن غالب بْن فهر بْن مَالِك بْن النضر بن كنانة ابن خزيمة بْن مدركة بْن الياس بن مضر بن نزار بن معد بْن عدنان، ابْن عم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وبهذا الإسناد إِلَى الْحَافِظ أَبِي بَكْر، قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْن أَحْمَد بْن علي بْن أَيُّوب العكبري فيما أجاز لنا، قال: أخبرنا علي بْن أَحْمَد بْن أَبي غسان البَصْرِيّ بها، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زكريا بْن يَحْيَى الساجي.

(ح) : قال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك القرشي قِرَاءَة، قال: أخبرنا عياش بْن الْحَسَن البندار، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قال: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، قال: سمعت الجهمي (1) أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُمَيْد النسابة يَقُول: مُحَمَّد بن إدريس بن الْعَبَّاس بن عثمان بن شافع ابن السائب بن عُبَيد بن عَبْد يَزِيد بن هاشم بن عَبْد مناف.

وقد ولده هاشم بْن عبد مناف ثلاث مرار. أم السائب الشفاء بنت الأَرقم ابن هاشم بن عبدمناف. أسر السَّائِب يَوْم بدر كافرا وكان يشبه بالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأم الشفاء بِنْت الأَرقم خلدة بِنْت أسد بْن هاشم بن عبدمناف. وأم عُبَيد بْن عبد يَزِيد العجلة بِنْت عجلان بْن البياع بْن عبد ياليل بْن ناشب بْن غيرة بْن سَعْد بْن ليث بْن بكر بْن عَبْد مناة ابن كنانة. وأم عبد يزيد الفاء بْنت هاشم بْن عبد مناف بْن قصي، كَانَ يقال لعبد يَزِيد محض لا قذى فيه. وأم هاشم بن المطلب

(1) نسبة إلى أبي جهم بن حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس - وهو ابن خال معاوية بْن أَبي سفيان، كما في الباب.

ص: 359

خديجة بِنْت سَعِيد بْن سَعْد بْن سهم، وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بني عبد مناف عاتكه بِنْت مرة السلمية، وأم شافع أم ولد.

وبه قال: سمعت الْقَاضِي أَبَا الطيب طَاهِر بْن عَبد اللَّهِ الطبري يَقُول: شافع بْن السَّائِب الذي ينسب الشافعي إليه قد لقي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع، وأسلم أبوه السَّائِب يَوْم بدر فإنه كَانَ صاحب راية بني هاشم، فأسر، وفدى نفسه ثُمَّ أسلم فقيل له: لم لم تسلم قبل أن تفتدي فداك؟ فَقَالَ: مَا كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم (1) . قال الْقَاضِي: وَقَال بعض أهل العلم بالنسب: وقد وصف الشافعي أَنَّهُ شَقِيق رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في نسبه وشَرِيكه في حسبه لم تنل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طهارة في مولده وفضيلة في آبائه إِلا وهُوَ قسيمه فِيهَا إِلَى أن افترقا من عبد مناف، فزوج المطلب ابنه هاشما الشفاء بْنت هاشم بْن عبد مناف فولدت له عبد يَزِيد جد الشافعي، وكان يقال لعبد يَزِيد المحض لاقذى فيه، فقد ولد الشافعي الهاشمان: هاشم بن عبد المطلب، وهاشم بْن عبد مناف. والشافعي ابن عم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وابْن عمته. لأن المطلب عم رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والشفاء بْنت هاشم بْن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأما أم الشافعي فهي أزدية، وقد قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "الأزد جرثومة العرب.

وبه، قال: وأخبرنا القاضي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن علي الواسطي، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي بالكوفة، قال:

(1) قوله: "طمعا لهم "في المطبوع: "طمعا لهم في ". (2 / 58) .

ص: 360

أخبرنا أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن حامد بْن إدريس البلخي، قال: سمعت نَصْر بن المكي يقول: سمعت ابن عبد الحكم يَقُول: لما أن حملت أم الشافعي بِهِ رأت كَانَ المشتري خرج من فرجها حَتَّى انقض بمصر، ثُمَّ وقع في كل بلد منه شظية. فتأول أصحاب الرؤيا أَنَّهُ يخرج (1) عالم يخص علمه أهل مصر ثُمَّ يتفرق في سائر البلدان (2) .

وبه، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن رزق، قال: حَدَّثَنَا أَبُو علي الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن شيظم الْقَاضِي (3) قدم للحج، قال: أخبرنا نَصْر بْن مَكِّيّ ببلخ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الحكم، قال: قال لي مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي: ولدت بغزة سنة خمسين، يعني ومئة - وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.

قال: وأَخْبَرَنِي غيره عَنِ الشافعي، قال: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إِلَى الديوان استوهب الظهور أكتب فِيهَا.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا علي بْن أَبي علي المعدل (4)، قال: أخبرنا عَلِي بْن عبد العزيز البرذعي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم، قال: حَدَّثَنَا أَبِي قال: سَمِعْتُ عَمْرو بْن سواد، قال: قال لي الشافعي: ولدت بعسقلان فلما أتى علي سنتان حملتني

(1) في المطبوع: "يخرج منها "(2 / 59) .

(2)

هذه حكاية منقطعة.

(3)

تحرف في المطبوع إلى: "الفامي "(2 / 59) .

(4)

تاريخ الخطيب: 2 / 59 - 60.

ص: 361

أمي إِلَى مكة وكانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العلم، فنلت من الرمي حَتَّى كنت أصيب من عشرة عشرة، وسكت عَنِ العلم، فقلت له: أنت والله في العلم أكثر منك في الرمي.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بْن أَبي جعفر القَطِيعِيّ، قال: أخبرنا علي بْن عبد العزيز البرذعي، قال: أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم الرازي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيد اللَّهِ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن وهْب الوهبي ابْن أخي عَبد اللَّهِ بْنُ وهْبٍ، قال: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي يَقُول: ولدت باليمن فخافت أمي علي الضيعة، وَقَالت: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن تغلب على نسبك. فجهزتني إِلَى مكة، فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيه بذلك، فصرت إِلَى نسيب لي، وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل على مَا ينفعك، فجعلت لذتي في هَذَا العلم وطلبه حَتَّى رزق الله منه مَا رزق.

وبه، قال: أخبرنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن أحمد بن إبراهيم ابن شادي الهمذاني، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر مَنْصُور بْن عَبد اللَّهِ الْهَرَوِيّ الصوفي بهمذان، قال: سمعت أَبَا الْحَسَن المغازلي يَقُول: سمعت المزني يَقُول: سمعت الشافعي يَقُول: رأيت علي ابن أَبي طَالِب في النوم، فسلم علي، وصافحني، وخلع خاتمه فجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي، فَقَالَ لي: أما

مصافحتك لعلي فإمان من العذاب، وأما خلع خاتمه فجعله في أصبعك فسيبلغ اسمك مَا بلغ اسم علي في الشرق والغرب.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو القاسم الأزهري، قال: أخبرنا

ص: 362

الْحَسَن بْن الْحُسَيْن أَبُو علي الفقيه الهمذاني، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الجارود الرَّقِّيّ، قال: سمعت الربيع بْن سُلَيْمان يَقُول: والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس بالعلم كما فشا ذكر علي بْن أَبي طَالِب.

وبِهِ، قال: أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا عَبد الله بْنُ جَعْفَرِ ابْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمان، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مِعْبَدٍ (1) الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ عَنِ الْجَارُودِ عَن أبي الأَحوص عَن عَبد الله، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاتسبوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا عَذَابًا أَوْ وبَالا فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالا (2) .

وبِهِ، قال: أخبرنا أَبُو سعد إسماعيل بن علي الاسترباذي، قال: حَدَّثَنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ بِنَيْسَابُورٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُؤَذِّنُ، قال: حَدَّثَنَا عَبد المَلِك بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عوف، قال: حَدَّثَنَا الحكم ابن نَافِعٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عن عبد العزيز بن عُبَيد الله، عن

(1) هكذا في كافة النسخ وحلية الاولياء: 9 / 65: "النضر بن معبد "وفي المطبوع من "تاريخ الخطيب ""النضر بن سَعِيد "ولعل صوابه: "النضر بن حميد "انظر ضعفاء العقيلي، الورقة 219، وميزان الاعتدال: 4 / الترجمة 9060.

(2)

الحديث في "حلية الاولياء "(9 / 65) وجاء من طريق النضر بن حميد أيضا، والنضر ابن حميد هذا ذكره العقيلي في "الضعفاء "وساق في ترجمته هذا الحديث وَقَال: ولا يتابع عليه إلا من طريق يقاربه (الورقة 219) وعندما ذكره الذهبي في "الميزان "ساق له هذا الحديث أيضا. (4 / الترجمة 9060) وَقَال فيه البخاري: منكر الحديث. (ضعفاء العقيلي، الورقة 219) . وَقَال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. (الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 2184) .

ص: 363

وهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَن أَبِي هُرَيْرة، عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: اللَّهُمَّ اهْدِ قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ طِبَاقَ الأْرَضِ عِلْمًا، اللَّهُمَّ كَمَا أَذَقْتَهُمْ عَذَابًا فَأَذِقْهُمْ نَوَالا "دَعَا بِهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

قال عَبد المَلِك بْن مُحَمَّد في قوله صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا ويملأ طباق الأرض "علامة بينة للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه، وانتشر في البلاد وكتبوا تآليفه، كما تكتب المصاحف واستظهروا أقواله، وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إِلا بالشافعي، إذا كَانَ كل واحِد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وإن كَانَ علمه قد ظهر وانتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عَلَيْهِ، إذ كَانَ لكل واحِد منهم نتف وقطع من العلم ومسيئلات، وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفتي ومصنف يصنف على مذهب قريش إِلا على مذهبه، فعلم أَنَّهُ يعنيه لا غيره، وهُوَ الذي شرح الأصول والفروغ وازدادت على مر الأيام حسنا وبيانا.

وبِهِ، قال: أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن فارس، قال: حَدَّثَنَا إسماعيل بْن عَبد الله بْن مسعود الْعَبْدِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ: قال: حَدَّثَنَا ابْنُ وهْبٍ، قال: أَخْبَرَنِي سَعِيد بْنُ أَبي أَيُّوبَ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ يَزِيدَ، عَن أَبِي عَلْقَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرة قال: لا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كل مئة سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا (1) .

(1) أخرجه أبو داود (4291) من طريق ابْن وهب وَقَال: عبد الرحمن بن شريح =

ص: 364

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد العتيقي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بن عُمَربن نَصْر الدِّمَشْقِيّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو محمد ابن الورد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الفريابي، قال: قال أَحْمَد بْن حَنْبَل: إن الله تعالى يقيض للناس في كل رأس مئة سنة من يعلمهم السنن، وينفي عن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الكذب، فنظرنا فإذا في رأس المئة عُمَربن عبد العزيز، وفي رأس المئتين الشافعي.

وبه، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن علي أَيُّوب الْقَاضِي إجازة، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن أَبي غسان البَصْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا زكريا ابن يحيى الساجي.

(ح) : قال: وأخبرنا مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك القرشي قِرَاءَة، قال: أخبرنا عياش بْن الْحَسَن، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قال: أَخْبَرَنِي زكريا الساجي، قال: حدثني مُحَمَّد بْن خلاد - وفي حديث ابْن أَيُّوب: مُحَمَّد بْن خَالِد البغدادي، قال: حَدَّثَنِي الْفَضْل بْن زياد عن أَحْمَد بْن حنبل، قال: هَذَا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إِلا وأنا أدعو الله للشافعي وأستغفر له.

وبه، قال: أخبرنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبد الله الطبري، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن الخضر المعدل، قال: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الطائي الأقطع، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يحيى، قال: سمعت

= الاسكندراني (أبو علقمة) لم يجز به شراحيل.

ص: 365

الشافعي يَقُول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت "الموطأ "وأنا ابن عشر سنين.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن علي بْن عِيَاض بْن أَبي عقيل الْقَاضِي بصور، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَمِيع الغساني بصيدا، قال: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن العباس بن عثمان بن شافع بْن السَّائِب الضرير بمكة يَقُول: سمعت عمي يَقُول: سمعت الشافعي يَقُول: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أَنَّهُ مر بي حرف إِلا وقد علمت المعنى فيه والمراد مَا خلا حرغين. قال أَبِي: حفظت أحدهما ونسيت الآخر، أحدهما "دساها (1) .

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْفَضْل الصَّيْرَفِيّ بنيسابور، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يعقوب الأصم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد الحكم، قال: أخبرنا

الشافعي مُحَمَّدُ بْنُ إدريس، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن قسطنطين، قال: قرأت على شبل وأخبر شبل أَنَّهُ قرأ على عَبد الله بن كَثِير وأخبر عَبد اللَّهِ بْن كَثِير أَنَّهُ قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أَنَّهُ قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عَبَّاس أَنَّهُ قرأ على أَبِي. قال ابن

(1) وانظر الحلية: 9 / 104، وأحكام القرآن للبيهقي: 2 / 190، وَقَال ابن قتيبة في مشكل القرآن: 267: (وقد خاب من دساها) أي: نقصها وأخفاها بترك عمل البر، وبركوب المعاصي

ودساها من "دسست "فقلبت إحدى السينات ياء كما يقال: ليبت والاصل: لبيت، وقصيت أظفاري، وأصله قصصت، ومثله كثير، والخبر الذي ساقه المؤلف في إسناده مجهول.

ص: 366

عَبَّاس: وقرأ أَبِي على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي: وقرأت على إِسْمَاعِيل بْن قسطنطين وكان يَقُول: القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من "قرأت "، ولو أخذ من قرأت، كَانَ كل مَا قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل، تهمز "قرأت "ولا يهمز القرآن، وإذا قرأت القرآن تهمز "قرأت "ولا تهمز القرآن.

وبه، قال: أخبرنا أبو طالب عُمَربن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الفقيه، قال: أخبرنا عياش بْن الْحَسَن بْن عَيَّاشٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن الزعفراني، قال: أَخْبَرَنِي زكريا بْن يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال: حَدَّثَنِي حسين بْن علي يَعْنِي الكرابيسي قال: بت مع الشافعي غَيْر ليلة، وكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يَزِيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمئة، وكان لا يمر بآية رحمة إِلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمر بآية عذاب إِلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين. قال: فكأنما جمع له الرَّجَاء والرهبة جميعا.

قال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ كَانَ الشافعي بأخرة يديم التلاوة ويدرج القراءة فأخبرنا علي بْن الْمُحْسِن الْقَاضِي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الصَّفَّار، قال: حَدَّثَنَا عَبد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القزويني بمصر، قال: سمعت الربيع بْن سُلَيْمان يَقُول: كَانَ الشافعي يختم في كل ليلة ختمة، فإذا كَانَ شهر رمضان ختم كل ليلة منها ختمة، وفي كل يَوْم ختمة، فكان يختم في شهر رمضان ختمة (1) .

(1) في ذلك بعض المبالغة، على أن الناس جربوا أكثر من ختمه في اليوم ولكن لمرة =

ص: 367

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن، قال: حَدَّثَنَا الربيع، قال: كَانَ الشافعي يختم القرآن ستين مرة. قلت: في صلاة رمضان؟ قال: نعم.

وبه، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن علي الإستراباذي، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن عَبد الله الحافظ، قال: أَخْبَرَنِي الزبير بْن عبد الواحد، قال: سمعت عَبَّاس بْن الْحُسَيْن، قال: سمعت بحر ابن نَصْر يَقُول: كنا إذا أردنا أن نبكي قلنا بعضنا لبعض: قوموا بنا إِلَى هَذَا الفتى المطلبي يقرأ القرآن، فإذا أتيناه استفتح القرآن حَتَّى يتساقط الناس بين يديه، ويكثر عجيجهم بالبكاء، من حَسَن صوته فإذا رأى ذلك أمسك عَنِ القراءة (1) .

وبه، قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طاهر بن عَبد اللَّهِ الطبري، قال: حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم البيضاوي، قال: أخبرنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الجارود الرَّقِّيّ، قال: سمعت الربيع ابن سُلَيْمان يَقُول: كَانَ الشافعي يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إِلَى أن مات.

وبه، قال: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبي طلب، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الباغندي، قال: حَدَّثَنِي الربيع بْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا الحميدي عَبد اللَّهِ بْن الزبير، قال: سمعت مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي ومر على الشافعي

= أو مرتين، وليس لشهر كامل، والله أعلم.

(1)

من قوله: "بالبكاء "إلى هذا الموضع تحرف ترتيبه في المطبوع وأفقده المعنى، وفيه:"فإذا رأى ذلك أمسك عَنِ القراءة من حسن صوته "(642) .

ص: 368

وهُوَ يفتي، وهُوَ ابْن خمس عشرة سنة، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ أفت فقد آن لك أن تفتي!.

قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر: هكذا ذكر في هذه الحكاية عَنِ الحميدي أَنَّهُ سمع مُسْلِم بْن خَالِد ومر على الشافعي وهُوَ ابْن خمس عشرة سنة يفتي، فَقَالَ له: افت وليس ذلك بمستقيم، لأن الحميدي كَانَ يصغر عَنْ إدراك الشافعي، وله تلك السن، والصواب مَا أخبرنا علي بْن الْمُحْسِن، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إسحاق الصَّفَّارُ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر القزويني، قال: سمعت الربيع بْن سُلَيْمان يَقُول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن الزبير الحميدي يَقُول: قال مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي للشافعي: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ أفت الناس آن لك والله أن تفتي، وهُوَ ابْن دون عشرين سنة!.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن رزق، قال: حَدَّثَنَا دعلج بْن أَحْمَد، قال: سمعت جَعْفَر بْن أَحْمَد الشاماتي يَقُول: سمعت جعفر ابن أخي أبي ثور يَقُول: سمعت عمي يَقُول: كتب عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي إِلَى الشافعي وهُوَ شاب إن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول (1) الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب "الرسالة (2) ". قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي: مَا أصلي صلاة إلا وأنا

(1) قوله: "قبول "في المطبوع من تاريخ الخطيب: "فنون ". وما عند المزي أصح، وانظر معجم الادباء: 6 / 388، ومقدمة الرسالة:11.

(2)

سميت بالرسالة لانها كتبت بالعراق وأرسلها إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي بمصر، وأرسل الكتاب إلى ابن مهدي مع الحارث بن سريج النقال الخوارزمي ثم البغدادي، =

ص: 369

أدعو للشافعي فِيهَا.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قال: حَدَّثَنَا عَمْرو بْن الْعَبَّاس، قال: سمعت عَبْد الرحمن بْن مهدي وذكر الشافعي فَقَالَ: كَانَ شابا مفهما.

وبه، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن علي، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبد الله الحافظ، قال: أخبرنا حسان بْن مُحَمَّد، قال: سمعت ابن سريج يَقُول عَن أَبِي بَكْر بْن الجنيد قال: حج بشر المريسي، فرجع، فَقَالَ لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة مَا أخاف على مذهبنا إِلا منه، يَعْنِي الشافعي (1) .

وبه، قال: أخبرنا أبو طالب عُمَربن إِبْرَاهِيم الفقيه، قال: أخبرنا عياش بْن الْحَسَن، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزعفراني، قال: أَخْبَرَنِي زكريا بْن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّدٍ الزعفراني، قال: حج بشر المريسي سنة إِلَى مكة، ثُمَّ قدم فَقَالَ: لقد رأيت بالحجاز رجلا مَا رأيت مثله سائلا ولا مجيبا، يَعْنِي الشافعي، قال: فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد فاجتمع إليه الناس وخفوا عَنْ بشر، فجئت إِلَى بشر يوما، فقلت

= وبسبب ذلك سمي "النقال ". قال بشار: وكتاب الرسالة كتاب علم قل نظيره، ترجم إلى اللغات الاجنبية، وكلما كرر الانسان قراءته وجد فيه فوائد جديدة، وهو من أوائل ما قرأت في أول الطلب.

(1)

كان بشر المريسي مرجئا وإليه تنسب الطائفة المريسية من المرجئة، مات سنة 218، وقد نسبت إليه أشياء شنيعة، الله بها عليم.

ص: 370

هَذَا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم. فَقَالَ: إنه قد تغير عما كَانَ عَلَيْهِ. قال الزعفراني: فما كَانَ مثله إِلا مثل اليهود في أمر عَبد اللَّهِ بْن سلام حيث قَالُوا: سيدنا وابْن سيدنا، فَقَالَ لهم: فإن أسلم؟ قَالُوا شرنا وابْن شرنا!.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي عبد الغفار بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر المؤدب، قال: حَدَّثَنَا عُمَربن أحمد الواعظ، قال: حَدَّثَنَا عَبد الله بن محمد ابن زِيَاد، قال: سمعت الميموني بالرقة يقول: سمعت أحمد بْن

حنبل يَقُول: ستة أدعوا لهم سحرا، أحدهم الشافعي.

وبه، قال: أخبرنا أبو طالب عُمَربن إِبْرَاهِيمَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خلف بْن جيان الخلال، قال: حدثني عُمَربن الْحَسَن عَن أَبِي الْقَاسِم بْن منيع، قال: حَدَّثَنِي صَالِح بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل، قال: مشى أَبِي مع بغلة الشافعي فبعث إليه يَحْيَى بْن مَعِين فَقَالَ لَهُ: يا أَبَا عَبد اللَّهِ أما رضيت إِلا أن تمشي مع بغلته، فَقَالَ: يَا أَبَا زكريا لو مشيت من الجانب الآخر كَانَ أنفع لك!.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأزهري، قال: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الفقيه الهمذاني، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنِ هارون الزنجاني بزنجان قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن حنبل. قال: قلتُ لأبي: يَا أبة أي رجل كَانَ الشافعي فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟ فَقَالَ لي: يَا بني كَانَ الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض.

(1) بالجيم المعجمة والياء المثناة من تحت وبعدها الف ونون، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" " (131) .

ص: 371

وبه، قال: أخبرني مُحَمَّد بْن أَبي علي الأَصْبَهَانِيّ، قال: أخبرنا أَبُو علي الحسين بْن مُحَمَّدِ الشافعي بالأهواز، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيد مُحَمَّد بْن علي الآجُرِّيّ (1)، قال: سمعت أبا داود سُلَيْمان ابن الأَشْعَث يَقُول: مَا رأيت أَحْمَد بْن حَنْبَل يميل إِلَى أحد ميله إِلَى الشافعي.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن التنوخي، قال: أخبرنا علي ابن عبد العزيز الرذعي، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرحمن بْن أَبي حاتم، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوب حُمَيْد بْن أَحْمَد البَصْرِيّ، قال: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل نتذاكر في مسألة فَقَالَ رجل لأحمد: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ لا يصح فيه حديث. فَقَالَ: إن لم يصح فيه حديث ففيه قول الشافعي وحجته أثبت شيء فيه، ثُمَّ قال: قلت للشافعي: مَا تقول في مسألة كذا وكذا؟ قال: فأجاب فِيهَا فقلت: من أين قلت، هل فيه حديث أو كتاب؟ قال: بلى، فنزع في ذلك حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم وهُوَ حديث نص.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أبو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ إِسْحَاق الفقيه، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن روح البغدادي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْعَبَّاس، قال: سمعت علي بْن عُثْمَان وجعفر الوراق يقولان: سمعنا أَبَا عُبَيد يَقُول: مَا رأيت رجلا (2) أعقل من الشافعي.

(1) وانظر سؤالاته: 5 / الورقة 14.

(2)

قوله: "رجلا "سقط من المطبوع.

ص: 372

وبه، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن علي، قال: أخبرنا أَبُو عَبد اللَّهِ المؤذن (1) مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ النَّيْسَابُورِيّ، قال: أَخْبَرَنِي الْقَاسِم بْن غانم، قال: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ البوشنجي، يَقُول: سمعت أبا رجاء قتيبة بْن سَعِيد يَقُول: الشافعي إمام.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الأزهري، قال: أخبرنا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الهمذاني، قال: حَدَّثَنِي الزبير عبد الواحد الاسد آباذي، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو ثور، قال: من زعم أَنَّهُ رأى مثل مُحَمَّد بْن إدريس في علمه، وفصاحته، ومعرفته، وثباته، وتمكنه، فقد كذب، كَانَ مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن علي بْن أَيُّوب إجازة، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَدَ بْن أَبي غسان، قال: حَدَّثَنَا زكريا بْن يَحْيَى الساجي.

(ح) : قال الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ: وأَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك قِرَاءَة، قال: أخبرنا عياش بْن الْحَسَن، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسين الزعفراني، قال: أَخْبَرَنِي زكريا بْن يَحْيَى، قال: حَدَّثَنِي ابْن بنت الشافعي، قال: سمعت أَبَا الْوَلِيد بْن أَبي الجارود يَقُول: مَا رأيت أحدا إِلا وكتبه أكبر من مشاهدته، إِلا الشافعي فإن لسانه كَانَ أكبر من كتابه.

وَقَال زكريا بْن يَحْيَى: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن سعدان، قال:

(1) تحرف في المطبوع إلى: "المؤذب ".

ص: 373

سمعت هارون بْن سَعِيد الأيلي يَقُول: لو أن الشافعي ناظر على هَذَا العمود الذي من حجارة إنه من خشب لغلب، لاقتداره على المناظرة.

وبه، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل بْن علي، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد الطيني، قال: حَدَّثَنَا عَبد المَلِك بن محمد ابن عدي، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزداد، قال: سمعت أَحْمَد بْن علي الْجُرْجَانِيّ، يَقُول: كَانَ الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يَقُول: حَدَّثَنَا سيد الفقهاء الشافعي!

وبه، قال: أخبرنا عَبد اللَّهِ بْن علي بْن عِيَاض الْقَاضِي بصور، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جميع، قال: قرأت على أبي طالب عُمَربن الربيع بْن سُلَيْمان: حدثكم أَحْمَد بْنُ عَبد اللَّهِ، قال: سمعت حرملة يَقُول: سمعت الشافعي يَقُول: سميت ببغداد ناصر الحديث.

وبه، قال: أخبرنا أبو طالب عُمَربن إِبْرَاهِيمَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خلف بْن جيان (1) الخلال، قال: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دبيس الْحَدَّاد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الجنيد، قال: سمعت الْحَسَن بْن مُحَمَّد يَقُول: كنا نختلف إِلَى الشافعي عندما قدم إِلَى بغداد ستة أنفس: أَحْمَد بْن حَنْبَل، وأَبُو ثور، وحارث النقال (2) ، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الشافعي، وأنا، ورجل آخر سماه، وما عرضنا على الشافعي كتبه إِلا وأَحْمَد بْن حَنْبَل حاضر لذلك.

(1) بالجيم المعجمة والياء، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" " (131) .

(2)

بالنون والقاف المشددة، قيده الذهبي في "المُشْتَبِه" " (87) .

ص: 374

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بندار ابْن إِسْحَاقَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الطيب أَحْمَد بْن روح البغدادي، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّد الزعفراني، قال: قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومئة فأقام عندنا سنتين ثُمَّ خرج إِلَى مكة ثُمَّ قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا ثُمَّ خرج وكان يخضب بالحناء، وكان خفيف العارضين.

وبه، قال: أخبرنا أَبُو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المجهز (1)، قال: سمعت عبد العزيز الحنبلي صاحب الزجاج يَقُول: سمعت أَبَا الْفَضْل الزجاج يَقُول: لما قدم الشافعي إِلَى بغداد، وكان في المسجد إما نيف وأربعون أو خمسون حلقة، فلما دخل بغداد مَا زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم: قال الله، وَقَال الرسول، وهم يقولون. قال أصحابنا: حَتَّى مَا بقي في المسجد حلقة غيره.

وبه قال: أخبرنا أَبُو الْعَبَّاس الْفَضْل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأبهري، قال: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الأعلى الأندلسي بأصبهان، قال: سمعت أبا بكر أحمد بْن عبد الرحمن ابن الجارود الرَّقِّيّ، قال: سمعت المزني يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته عَنِ الشافعي، فَقَالَ: من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بْن إدريس الشافعي المطلبي فإنه مني وأنا منه (2) .

وبه قال: أخبرنا أَبُو نعيم الحافظ، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر

(1) إنما يقال ذلك لمن يحمل مال التجار من بلد إلى بلد، وأبو الحسن هذا وثقه الخطيب، ولد سنة 367 وتوفي سنة 5441، كما في الانساب واللباب وغيرهما.

(2)

المنام في مثل هذه الحال ليس بحجة.

ص: 375

مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، قال: سمعت إِبْرَاهِيم بْن علي بْن عَبد الرَّحِيمِ بالموصل يحكي عَنِ الربيع قال: سمعت الشافعي يَقُول في قصة ذكرها:

لقد أصبحت نفسي تتوق إِلَى مصر • ومن دونها أرض المهامه والقفر.

فوالله مَا أدري أللفوز والغنى • أساق إليها، أم أساق إِلَى قبري؟ (1)

قال: فوالله مَا كَانَ إِلا بعد قليل حَتَّى سيق إليهما جميعا.

وبه، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن أَبي جعفر، قال: أَخْبَرَنَا علي ابن عبد العزيز، قال: أخبرنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حَاتِم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ المِصْرِي، قال: ولد الشافعي في سنة خمسين ومئة، ومات في آخر يَوْم من رجب سنة أربع ومئتين، عاش أربعا وخمسين سنة.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو سعد الماليني، قال: أَخْبَرَنَا عَبد الله بْن عدي الْحَافِظ قال: قرأت على قبر مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي بمصر على لوحين حجارة، أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه نسبته إِلَى إِبْرَاهِيم الخليل عليه السلام: هَذَا قبر مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي وهُوَ يشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شَرِيك لَهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله وإن الجنة حق وإن النار حق وأن الساعة آتية لاريب فِيهَا، وأن الله يبعث من في القبور، وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شَرِيك له، وبذلك أمر وهُوَ من المسلمين عَلَيْهِ حي وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله. توفي أَبُو عبد الله

(1) وانظر البيتين في معجم الادباء: 17 / 319.

ص: 376

ليوم بقي من رجب سنة أربع ومئتين.

وبه، قال: أخبرنا إِسْمَاعِيل الإستراباذي، قال: سمعت طَاهِر بْن مُحَمَّد البكري يَقُول: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن حبيب الدِّمَشْقِيّ، قال: حَدَّثَنِي الربيع بْن سُلَيْمان، قال: رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت: يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب.

وبه، قال: قرأت على أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى الخوارزمي، عَن أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْمُعَلَّى الأَزْدِيّ، قال: قال أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد الأَزْدِيّ يرثي أَبَا عَبد اللَّهِ الشافعي (1) :

بملتفتيه للمشيب طوالع • ذوائد عَنْ ورد التصابي روادع

تصرفنه طوع العنان وربما • دعاه الصبا فاقتاده وهُوَ طائع

ومن لم يزعه لبه وحياؤه • فليس له من شيب فوديه وازع

هل النافر المدعو للحظ راجع • أم النصح مقبول أم الوعظ نافع

أم الهمك المهموم بالجمع عالم • بأن الذي يرعى من المال ضائع

وأن قصاراه على فرط ضنه • فراق الذي أضحى له وهُوَ جامع

ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده • ولكن جمع العلم للمرء رافع

ألم تر آثار ابن إدريس بعده • دلائلها في المشكلات لوامع

معالم يفنى الدهر وهي خوالد • وتنخفض الأعلام وهي فوارع

مناهج فِيهَا للهدى متصرف • موارد فيها للرشاد شرائع

(1) هي في ديوانه ص 77 - 79، والعديد من المصادر.

ص: 377

ظواهرها حكم ومستنبطاتها • لما حكم التفريق فيه جوامع

لرأي ابن إدريس ابْن عم مُحَمَّد • ضياء إذا مَا أظلم الخطب ساطع

إذا المفظعات (1) المشكلات تشابهت • سما منه نور في دجاهن لامع

أبى الله إِلا رفعه وعلوه • وليس لما يعليه ذو العرش واضع

توخى الهدى فاستنقذته يد التقى • من الزيغ ان الزيغ للمرء صارع

ولاذ بآثار الرسول فحكمه • لحكم رَسُول اللَّهِ في الناس تابع

وعول في أحكامه وقضائه • على مَا قضى في الوحي، والحق ناصع

بطئ عَنِ الرأي المخوف التباسه • إليه إذا لم يخش لبسا مسارع

جرت لبحور العلم أمداد فكره • لها مدد في العالمين يتابع

وأنشا له منشيه من خير معدن • خلائق هن الباهرات البوارع

تسربل بالتقوى وليدا وناشئا • وخص بلب الكهل مذهو يافع

وهذب حَتَّى لم تشر بفضيلة • إذا التمست إلا إليه ألا صابع

فمن يك علم الشافعي إمامه • فمرتعه في باحة العلم واسع

سلام على قبر تضمن جسمه • وجادت عَلَيْهِ المدجنات الهوامع

لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد • جليل إذا التفت عَلَيْهِ المجامع

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه • لهن لما حكمن فيه فواجع

فأحكامه فينا بدور زواهر • وآثاره فينا نجوم طوالع

وبه قال: سمعت الْقَاضِي أَبَا الطيب طَاهِر بْن عَبد اللَّهِ الطبري يَقُول: لقد جمع أَبُو بَكْر بْن دريد قوافيه في صدفها (2)

(1) في الديوان وتاريخ الخطيب: المعضلات. وما هنا من النسخ والوفيات وغيرها.

(2)

تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "صدرها ".

ص: 378

ووضع أوصافه في حقها فيما رثى بِهِ أفصح الفقهاء لسانا، وأبرعهم بيانا، وأجزلهم، ألفاظا، وأوسعهم خاطرا، وأغزرهم علما، وأثبتهم نحيرة وأكثرهم بصيرة:

وإذا قرأت كلامه قدرته • سحبان أو يوفي على سحبان

لو كَانَ شاهده معد خاطبا • أو ذو الفصاحة من بني قحطان

لأقر كل طائعين بأنه • أولاهم بفصاحة وبيان

هادي الأنام من الضلالة والعمى • ومجيرها من جاحم النيران

رب العلوم إذا أجال قداحه • لم يختلف في فوزهن اثنان

ذو فطنه في المشكلات وخاطر • أمضى وأنفذ من شباة سنان

وإذا تفكر عالم في كتبه • يبغي التقى وشرائط الإيمان

متبينا للدين غَيْر مقلد • يسمو بهمته إِلَى الرضوان

أضحت وجوه الحق في صفحاتها • تومي إليه بواضح البرهان

من حجة ضمن الوفاء بنصرها • نص الرسول ومحكم القرآن

ودلالة تجلو مطالع سيرها • غر القرائح من ذوي الأذهان

حَتَّى ترى متبصرا في دينه • مغلول غرب الشك بالايقان

الله وفقه اتباع رسوله • وكتابه الأصلين في التبيان

وأمده من عنده بمعونة • حَتَّى أناف بها على الأعيان

وأراه بطلان المذاهب قبله • ممن قضى بالرأي والحسبان!

إلى هنا عَنِ الْحَافِظ أَبِي بَكْر الْخَطِيب، عَنْ شيوخه.

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا، قد صنف فِيهَا العلماء قديما

ص: 379

وحديثا، وفيما ذكرنا كفاية وبالله التوفيق (1) .

ذكره الْبُخَارِيّ في موضعين من "صحيحه "، قال في "الزكاة "عقيب قوله: باب في الركاز الخمس: وَقَال مَالِك وابْن إدريس: الركاز دفن الجاهلية في قليله وكثيره، وليس المعدن بركاز. وَقَال في باب تفسير العرايا من البيوع: وَقَال ابْن إدريس العرية لا تكون

(1) وَقَال ابن الجنيد عَنْ يحيى بْن مَعِين: ما أرى لمسلم أن ينظر في رأي الشافعي، ينظر في رأي أبي حنيفة أحب إلي من أن ينظر في رأي الشافعي! ! (سوءالاته، الورقة 7) . وَقَال الآجُرِّيّ سمعت أَبَا داود يَقُول: كان أحمد بن صالح شديد البغض للشافعي لم يكن يسميه يقول: قال الشريف. وَقَال أحمد بن صالح، من ابتلي بالرأي فعليه بكتب أبي حنيفة، وذكر أحمد بن صالح "الموطأ "فقال: وهل جاء بلاؤكم إلا من "الموطأ "(سوءالاته: 5 / الورقة 13)، وذَكَره ابنُ حِبَّان في كتاب الثقات. ونقل أبو نعيم في "الحلية "عن هاشم بن مرثد قال: سمعت يحيي بن مَعِين يقول: الشافعي صدوق ليس به بأس. (9 / 96 - 97) . وَقَال الذهبي في "المغني ": قال ابن الشرقي: كان ابن مَعِين وأبو عُبَيد سيئا الرأي فيه (2 / الترجمة 5271) . وَقَال في السير: ونال منه بعض الناس غضا، فما زاده ذلك إلا رفعة وجلالة، ولاح للمصنفين أن كلام أقرانه فيه بهوى، وقل من برز في الإمامة ورد على من خالفة الا وعودي. نعوذ بالله من الهوى. (10 / 9) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال أبو زُرْعَة الرازي: ما عند الشافعي حديث غلط. وَقَال الزعفراني عن يحيى بن مَعِين: لو كان الكذب له مطلقا لكانت مروءته تمنعه أن يكذب. وَقَال علي ابن المديني لابنه: لا تدع للشافعي حرفا إلا كتبه فإن فيه معرفة. وَقَال أبو حاتم: فقيه البدن صدوق. وَقَال يحيى بن سَعِيد القطان: ما رأيت أعقل ولا أفقه من الشافعي وأنا أدعو الله له أخصه به وحده في كل صلاة. وَقَال النَّسَائي: كان الشافعي عندنا أحد العلماء ثقة مأمونا. وَقَال محمد بن وضاح: سألت يحيي بن مَعِين عن الشافعي؟ فقال: ثقة. (9 / 30 - 31) قال بشار: فانظر إلى يحيى بن سَعِيد القطان والنَّسَائي، اكثر المجرحين والمعدلين تشددا، ومن قولهما تعرف منزلة هذا السيد الجليل، وكلام ابن الجنيد عن يحيى لا طعن فيه ان صح عنه، اما أحمد بن صالح المِصْرِي فقد ابتلاه الله بكلام النَّسَائي فيه، فتدبر العاقبة، وان مردنا إلى الله سبحانه.

ص: 380

إِلا بالكيل من التمر يدا بيد لا تكون بالجراف، ومما يقويه قول سهل بن أَبي خيثمة: بالأوسق الموسقة (1) .

وروى له الباقون سوى مُسْلِم.

5050 -

د س فق: مُحَمَّد بن إدريس بن المنذر بن داود ابن مهران الحنظلي (2) ، أَبُو حاتم الرازي الْحَافِظ، قيل: إنه مولى تَمِيم بْن حنظلة الغطفاني، وقيل: كَانَ يسكن درب حنظلة بالري فنسب إليه.

كَانَ أحد الأئمة الحفاظ الأثبات المشهورين بالعلم المذكورين بالفضل.

رَوَى عَن: أَحْمَد بْن حنبل، وأَحْمَد بْن صَالِح المِصْرِي، وآدم ابن أَبي إياس الْعَسْقَلانِيّ (سي) ، وبشر بْن مُحَمَّد السكري، وبكر بْن عبد الوهاب المدني، وثابت بْن محمد الشيباني الزاهد، وجعفر

(1) هذا هو آخر الجزء السابع والسبعين بعد المئة من أجزاء المؤلف وقد كتب ابن المهندس بلاغا في حاشية نسخته يفيد مقابلته بأصل مصنفه.

(2)

تاريخ أبي زرعة الدمشقي: 78، 79، 116، 327، والجرح والتعديل: 1 / 349 - 375، 7 / الترجمة 1133، وثقات ابن حبان: 9 / 137، وتاريخ الخطيب: 2 / 73، والسابق واللاحق: 323، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، والمعجم المشتمل، الترجمة 755، والمنتظم لابن الجوزي: 5 / 107 - 108، والكامل في التاريخ: 7 / 439، وسير أعلام النبلاء: 13 / 247، وتذكرة الحفاظ: 2 / 567، والكاشف: 3 / الترجمة 4778، وتذهيب التهذيب: 3 / الترجمة 182، وتاريخ

الاسلام، الورقة 127 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9 / 31 - 34، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة: 6041، وشذرات الذهب: 2 / 171.

ص: 381

ابن مُحَمَّد بْن عِمْران التغلبي، وأَبِي اليمان الحكم بْن نافع، وحماد ابن مَالِك الحرستاني، وخالد بْن خداش المهلبي، وداود بْن عَبد اللَّهِ الجعفري (كن) ، وذؤيب بْن عمامة السهمي، والربيع بْن سُلَيْمان المرادي، وأبي توبة الربيع بْن نَافِع الحلبي (س) ، وأَبِي خَيْثَمَة زُهَيْر بْن حَرْب، وأَبِي زَيْد سَعِيد بْن أوس الأَنْصارِيّ النحوي، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم المِصْرِي، وشهاب بْن عباد العبدي، وصفوان بْن صَالِح الدمشقي، وأبي نعيم ضرار بْن صرد الطحان الكوفي، وطالوت بْن عباد الصَّيْرَفِيّ، وأبي الريان الطيب ابن ريان بْن مهنا الكناني الفلسطيني، والعباس بْن الوليد بْن صبح الخلال، والعباس بْن الْوَلِيد بْن مزيد البيروتي، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن بشير بْن ذكوان الْمُقْرِئ، وعبد اللَّه بْن صَالِح العجلي، وأَبِي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي كاتب الليث (فق) ، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني، وعبد الرحمن بْن إِبْرَاهِيمَ دحيم، وعبد السلام بْن عتيق الدِّمَشْقِيّ، وعبد الملك بْن قريب الأَصْمَعِيّ، وعبدة بْن سُلَيْمان المروزي، وعُبَيد اللَّه بْن مُوسَى، وعُبَيد بْن يعيش المحاملي (س) ، وعتاب بْن زياد المروزي، وعثمان بْن الهيثم المؤذن، وعفان بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن حَفْص بْن غياث (س) ، وعَمْرو بْن الربيع بْن طَارِق (د) ، وعَمْرو بن منصور القداح، وغالب ابن حلبس بْن مُحَمَّد الكلبي، وأَبِي نعيم الفضل بْن دكين، والقاسم بْن عُثْمَان الجوعي، وقبيصة بْن عقبة، وقتيبة بْن سَعِيد، وقحطبة بْن غدانة الجشمي، وكامل بْن طلحة الجحدري، وكثير ابن عُبَيد المذحجي، وكثير بْن يَحْيَى بْن كَثِير صاحب البَصْرِيّ، وكثير بن زيد بْن أَبي صابر التَّنُوخِيّ القنسريني، وليث بْن خَالِد

ص: 382

البلخي، وأَبِي غسان مَالِك بْن إسماعيل النهدي (عس) ، ومحمد ابن بشار بندار، ومحمد بْن بكار بْن بلال العاملي، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ (س) ، وأَبِي الجماهر مُحَمَّد بْن عثمان التنوخي الكفرسوسي، ومُحَمَّد بْن عوف الطائي، ومحمد بْن هاشم البعلبكي، ومحمد بْن يزيد بْن سنان الرهاوي (فق) ، ومحمود بْن إِبْرَاهِيم بْن سميع، ومخلد بْن الْحَسَن بْن أَبي زميل الْمَرْوَزِيّ نزيل بغداد، ومخلد بْن الْحَسَن البَصْرِيّ، ومعاوية بْن صَالِح الأشعري، ونعيم بْن حَمَّاد الخزاعي، ونوح بْن أنس المقرئ، وهدبة بْن خَالِد، وهوذة بْن خليفة، ووضاح بْن يَحْيَى النهشلي، وأَبِي همام الْوَلِيد بْن شجاع بْن الوليد بْن قيس السكوني، والوليد بْن صالح النحاس، ووهب بْن إِبْرَاهِيم الفامي الرازي، ووهب بْن بيان الواسطي، ووهب بْن مُحَمَّد البناني، ويحيى بْن صالح الوحاظي، ويحيى بْن مَعِين، ويزيد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد الدِّمَشْقِيّ، ويوسف بْن يَحْيَى البويطي، ويونس بن عبد الاعلى.

رَوَى عَنه: أَبُو داود، والنَّسَائي، وابن مَاجَهْ في "التفسير "، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن إِسْحَاقَ بْن صالح الوزان، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن عَلِيِّ بْن حسنويه النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن حكيم المديني الأَصْبَهَانِيّ، وأَحْمَد بْن مَنْصُور الرمادي، وإسحاق بْن أَحْمَد بن زيرك الفارسي، وحاجب ابْن أركين الفرغاني، والحسين بْن إسماعيل المحاملي، والحسين ابن يَحْيَى بْن عياش الْقَطَّان، والربيع بْن سُلَيْمان المرادي وهُوَ من شيوخه، وزكريا بْن أَحْمَد البلخي قاضي دمشق، وأَبُو عُثْمَان سَعِيد ابن إِسْمَاعِيل الرازي الزاهد المعروف بالحيري، وعبد الله بْن عروة

ص: 383

الهروي، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصبهاني، وابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم الرازي، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدِّمَشْقِيّ، وعبدة بْن سُلَيْمان الْمَرْوَزِيّ وهُوَ من شيوخه، وعبدوس بْن الْحُسَيْن النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عَبْد الكريم الرازي، وأبو الحسن علي بْن إبراهيم بْن سلمة القطان راوية ابن ماجه، والقاسم بْن زكريا المطرز، والقاسم ابن أَبي صَالِح الهمذاني، والقاسم بْن صفوان البردعي، والقاسم ابن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، ومُحَمَّد بْن عوف الطائي وهو من شيوخه، ومحمد بْن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بْن هارون الرازي، ومُحَمَّد بْن هارون الروياني، وموسى بْن إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ، وموسى بْن الْعَبَّاس الجويني، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الاسفراييني، ويونس بن عبد الاعلى وهُوَ من شيوخه.

قال أَبُو بَكْر الْخَطِيب (1) : كَانَ أول كتبه الحديث سنة تسع ومئتين، كَانَ أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهور بالعلم، مذكور بالفضل.

وَقَال أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هارون الخلال: أَبُو حاتم إمام في الحديث، روى عن أَحْمَد مسائل كثيرة، وقعت إلينا متفرقة كلها غرائب.

وَقَال النَّسَائي (2) : ثقة (3) .

(1) تاريخه: 2 / 73.

(2)

تاريخ الخطيب: 2 / 77، والمعجم المشتمل، الترجمة 755.

(3)

ونقل ابن عساكر عنه أنه قال فِي موضع آخر لا بأس به (المعجم المشتمل، الترجمة =

ص: 384

وَقَال ابْن خراش (1) : كَانَ من أهل الأمانة والمعرفة.

وَقَال الْحَافِظ أَبُو نُعَيْم الأَصْبَهَانِيّ: إمام في الحفظ.

وَقَال أَبُو الْقَاسِم هِبَة اللَّهِ بْن الْحَسَن اللالكائي (2) : كَانَ إماما عالما بالحديث، حافظا له، متقنا متثبتا.

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم الرازي (3) : سمعت مُوسَى بْن إِسْحَاق الْقَاضِي يَقُول: مَا رأيت أحفظ من والدك. قال عَبْد الرَّحْمَنِ: وقد رأى أَحْمَد بْن حنبل ويحيى بْن مَعِين، ويحيى الحماني، وأَبَا بَكْر بْن أَبي شَيْبَة، وابن نمير، وغيرهم. فقلت له: فرأيت أَبَا زرعة؟ قال: لا.

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ (5) أيضا: سمعت أَبِي يَقُولُ قال لي هشام ابن عمار: أي شيء تحفظ عَنِ الأذواء؟ قلت له: ذو الأصابع وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكِلابي، وعددت له ستة، فضحك، وَقَال: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة!

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ (6) أيضا: سمعت يونس بن عبد الاعلى يَقُول: أَبُو زُرْعَة وأَبُو حاتم إمامي خراسان. ودعا لهما، وَقَال:

= 755) .

(1)

تاريخ الخطيب: 2 / 77.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

تاريخ الخطيب: 2 / 76، وانظر الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1133.

(5)

تاريخ الخطيب: 2 / 76، وتقدمة الجرح والتعديل: 358 - 359.

(6)

تاريخ الخطيب: 2 / 76، وانظر تقدمة الجرح والتعديل:334.

ص: 385

بقاؤهما صلاح للمسلمين.

وَقَال أيضا (1) : سمعت أَبِي يَقُول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سنين أحسب مَا مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، فلم أزل أحصي حَتَّى لما زاد على ألف فرسخ تركته.

وَقَال أيضا (2) : سمعت أَبِي يَقُول: بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومئتين ثمانية أشهر، وكان في نفسي أن أقيم سنة، فانقطع (3) نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي شيئا بعد شيء حَتَّى بقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إِلَى المشيخة، وأسمع منهم إِلَى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إِلَى بيت خال، فجعلت أشرب الماء من الجوع، ثُمَّ أصبحت من الغد، وغدا علي رفيقي، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، فانصرف

عني، وانصرفت جائعا، فلما كَانَ الغد غدا علي فَقَالَ: مر بنا إِلَى المشايخ. فقلت: أنا ضعيف لا يمكنني. قال: مَا ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري قد مضى يومان مَا طعمت فيهما. فَقَالَ لي رفيقي: معي دينار، فأنا أواسيك بنصفه ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة وقبضت منه النصف دينار.

وَقَال أيضا (4) : سمعت أَبِي يَقُول: قلت. على باب أَبِي الْوَلِيد الطيالسي: من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم

(1) تاريخ الخطيب: 2 / 74.

(2)

تاريخ الخطيب: 2 / 74 - 75، وانظر تقدمة الجرح والتعديل: 363 - 364.

(3)

هكذا أيضا في تقدمة الجرح والتعديل، وفي تاريخ الخطيب: "فانقطعت.

(4)

تاريخ الخطيب: 2 / 75، وتقدمة الجرح والتعديل:355.

ص: 386

أسمع بِهِ، فله علي درهم يتصدق بِهِ. وقد حضر على باب أَبِي (1) الْوَلِيد خلق من الخلق، أَبُو زُرْعَة فمن دونه، وإنما كَانَ مرادي أن يلقي علي مَا لم أسمع بِهِ ليقولوا: هُوَ عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم مَا ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب علي حديثا.

وَقَال أيضا (2) : سمعت أَبِي يَقُول: جرى بيني وبين أَبِي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ. فَقَالَ لي: يَا أَبَا حاتم قل من يفهم هَذَا، مَا أعز هَذَا، إذا رفعت هَذَا من واحِد واثنين فما أقل مَا تجد من يحسن هَذَا! وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أَبِي: وكذلك كَانَ أمري.

وَقَال أيضا (3) : سمعت أَبِي يَقُول: أكتب أحسن مَا تسمع، واحفظ أحسن مَا تكتب، وذاكر بأحسن مَا تحفظ.

وَقَال أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم الرازي: سمعت أَحْمَد بْن علي الرقام يَقُول: سمعت الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الدرستيني يَقُول: سمعت أَبَا حاتم يَقُول: قال لي أَبُو زُرْعَة: مَا رأيت أحرص على طلب الحديث منك يَا أَبَا حاتم. فقلت: إن عَبْد الرَّحْمَنِ لحريص. فَقَالَ: "من أشبه أَبَاهُ فما ظلم "(4) . قال الرقام: سألت عبد الرحمن

(1) قوله: "ابي "سقط من تاريخ الخطيب.

(2)

تاريخ الخطيب: 2 / 76، وتقدمة الجرح والتعديل:356.

(3)

تاريخ الخطيب: 2 / 77.

(4)

معناه: فما وضع الشبه في غير موضعه، قال الأَصْمَعِيّ: أصل الظلم وضع الشئ =

ص: 387

عَنِ اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته من أَبِيهِ، فَقَالَ: ربما كَانَ يأكل وأقرأ عَلَيْهِ، ويمشي وأقرأ عَلَيْهِ، ويدخل الخلاء وأقرأ عَلَيْهِ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عَلَيْهِ.

قال علي بْن إِبْرَاهِيم: وبلغني إنه كَانَ يسأل أَبَاهُ أَبَا حاتم في مرضه الذي توفي فيه عَنْ أشياء من علم الحديث وغيره إِلَى وقت ذهاب لسانه، فكان يشير إليه بطرفه نعم، ولا.

وَقَال أَحْمَد (1) بْن سَلَمَة النَّيْسَابُورِيّ: مَا رأيت بعد إِسْحَاق (2) ومُحَمَّد بْن يَحْيَى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أَبِي حاتم مُحَمَّد بْن إدريس.

وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ الْحَافِظ (3) : سمعت القاسم بْن صفوان البرذعي يقول: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: أورع من رأيت أربعه: آدم بْن أَبي إياس، وثابت بْن مُحَمَّد الزاهد الكوفي، وأَحْمَد بْن حَنْبَل، وأَبُو زُرْعَة.

قال الْقَاسِم: فذكرته لعثمان بْن خرزاذ، فَقَالَ عُثْمَان: أنا أقول: أحفظ من رأيت: مُحَمَّد بْن المنهال الضرير، وإبراهيم بْن عرعرة، وأَبُو زُرْعَة، وأبو حاتم.

= في غير موضعه، وقد حكاه كعب بن زهير في بعض شعره فقال: أقول شبيهات بما قال عالما • بهن ومن يشبه أبا فما ظلم (انظر التعليق على السير: 13 / 250) .

(1)

تاريخ الخطيب:: / / 75.

(2)

في المطبوع من تاريخ الخطيب: "إسحاق يعني ابن راهويه.

(3)

تاريخ الخطيب: 2 / 75.

ص: 388

وَقَال ابْن عدي أيضا: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين بْن مكرم يَقُول: سمعت حجاج بْن الشاعر وذكر له أَبُو زُرْعَة، وأَبُو حاتم، وابْن وارة، وأَبُو جَعْفَر الدارمي. فَقَالَ: ما بالمشرق قوم أنبل منهم.

وَقَال أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شعيب الغازي الطبري: إذا رأيت رازيا وخراسانيا يحب أَبَا حاتم وأَبَا زرعة فأعلم أَنَّهُ صاحب سنة.

وَقَال القاسم (1) بن أَبي صالح الهمذاني: سمعت أَبَا حاتم يَقُول: قال لي أَبُو زُرْعَة: ترفع يديك في القنوت؟ قلت: لا. فقلت له: فترفع أنت؟ قال: نعم. فقلت: مَا حجتك؟ قال: حديث ابْن مَسْعُود. قلت: رواه لَيْث بْن أَبي سُلَيْم. قال: حديث أَبِي هُرَيْرة؟ قلت: رواه ابْن لَهِيعَة. قال: حديث ابْن عَبَّاس؟ قلت: رواه عوف. قال: فما حجتك في تركه؟ قلت: حديث أنس أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إِلا في الاستسقاء. فسكت (2) .

وَقَال مُحَمَّد بْن هارون الرازي: أنشدنا أَبُو حاتم الرازي: تفكرت في الدنيا فأبصرت رشدها وذللت بالتقوى من الله خدها

(1) تاريخ الخطيب: 2 / 76.

(2)

قال العلامة الجليل الشيخ شعيب الارنؤوها - متعنا الله بعلمه - في تعليقه على السير: "حديث أنس أخرجه البخاري 2 / 429، ومسلم (895)(7)

وظاهر هذا الحديث نفي الرفع في كل دعاء غير الاستسقاء، وهو معارض بالاحاديث الثابتة في الرفع في غير الاستسقاء وهي كثيرة، أفردها البخاري بترجمته في كتاب الدعوات من صحيحه: 11 / 119 - 121 وساق فيها عدة أحاديث

وقد قال العلماء: إن المنفي في حديث أنس صفة خاصة لا أصل الرفع.

ص: 389

أسأت بها ظنا وأخلفت وعدها • فأصبحت مولاها وقد كنت عبدها

أَخْبَرَنَا بذلك أبو الحسن بْن الْبُخَارِيِّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الشيباني، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر الْخَطِيب (1)، قال: أخبرنا علي بْن أَبي علي المعدل، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السوطي، قال: أنشدنا مُحَمَّد بْن هارون الرازي.

فذكره.

قال أَبُو سَعِيد بْن يونس: قدم مصر قديما، وكتب بِهَا، وكتب عَنْهُ، وكانت وفاته بالري سنة خمس وسبعين ومئتين.

وَقَال أَحْمَد (2) بْن مَحْمُود بْن صبيح، وأبو الحسين ابن المنادي (3) ، وأَبُو حاتم بْن حبان (4)، وأَبُو نُعَيْم الْحَافِظ: مات سنة سبع وسبعين ومئتين.

زاد ابن صبيح: بالري.

وزاد ابن المنادى: في شعبان (5) .

(1) تاريخه: 2 / 77.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

9 / 137.

(5)

وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال مسلمة في الصلة: كان ثقة، وكان شيعيا مفرطا وحديثه مستقيم انتهى (والكلام لابن حجر) ولم أر من نسبه إلى التشيع غير هذا الرجل، نعم ذكر السُلَيْماني ابنه عبد الرحمن من الشيعة الذين كانوا يقدمون عليا على عثمان كالأعمش، وعبد الرزاق، فلعله تلقف ذلك من ابيه، وكان ابن خزيمة يرى ذلك أيضا مع جلالته.

وقد ذكر ابن أَبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل "لوالده ترجمة مليحة فيها أشياء تدل على عظيم قدره وجلالته وسعة حفظه رحمه الله، منها =

ص: 390

وروى الْبُخَارِيّ في باب المحصر من "صحيحه (1) "حديثا عَنْ مُحَمَّد، عن يَحْيَى بْن صالح الوحاظي، فقيل: إنه أَبُو حاتم الرازي هَذَا.

قال الحاكم أَبُو أَحْمَد في كتاب "الكنى ": أَبُو حاتم محمد ابن إدريس الرازي، روى عنه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الجعفي.

وَقَال أَبُو نَصْر الكلاباذي في ترجمة يَحْيَى بْن صَالِح: روى عنه الْبُخَارِيّ، وروى أيضا عَنْ مُحَمَّد عنه في كتاب "المحصر "حَدَّثَنَا ابْن أَبي سَعِيد السرخسي أن محمدا، بدا غَيْر منسوب، هُوَ ابْن إدريس أَبُو حاتم الرازي وذكر أَنَّهُ رآه في أصل عتيق.

وقَال البُخارِيُّ في كتاب "الضعفاء الكبير ": قال مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ بْنِ مُسْلِمٍ، قال: أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْعَبْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَّرَ الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وأَفْطَرَ "، وعن مُوسَى عَنْ مبارك بْن فضالة قال: رأيت خالدا العبد عند الْحَسَن.

5051 -

دس: مُحَمَّد بن آدم بن سُلَيْمان الجهني (2)

= ما قال أبو حاتم: قدم محمد بن يحيى النيسابوري الري فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثًا من الحديث الزُّهْرِيّ فلم يعرف منها إلا ثلاثة. (تقدمة الجرح والتعديل: 358) وهذا يدل على حفظ عظيم فإن الذهلي شهد له مشايخه وأهل عصره في معرفة حديث الزُّهْرِيّ، ومع ذلك فأغرب عليه أبو حاتم (9 / 33 - 3 ط) . وَقَال في "التقريب": أحد الحفاظ.

(1)

رقم (1809) .

(2)

الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1156، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 90، =

ص: 391

المصيصي.

رَوَى عَن: أسد بْن عَمْرو الْقَاضِي الكوفي، وجابر بْن نوح، وجنادة بْن سلم، وحفص بْن غياث (س) ، وسلم بْن سالم البلخي، وعباءة بْن كليب، وعبد الله بْن المبارك (س) ، وعبد الرحيم ابن سُلَيْمان (س) ، وعبد الواحد بْن سُلَيْمان، وعبدة بْن سُلَيْمان (س) ، وعُبَيد الله الأشجعي، وعلي بن عابس، وعلي بْن هاشم بْن البريد (س) ، وعُمَر بْن شَبِيب المسلي، وعُمَر بْن عُبَيد الطنافسي (س) ، ومحمد بن صبيح ابن السماك، ومُحَمَّد بْن فُضَيْل بْن غزوان (س) ، ومخلد بْن الْحُسَيْن، ومروان بْن مُعَاوِيَة (س) ، ومعلى بْن هلال، والوليد بْن مُسْلِم، ويحيى بْن زكريا بْن أَبي زائدة (د س) ، ويحيى بن عَبد المَلِك بْن أَبي غنية (س) ، وأبي المحياة يَحْيَى بْن يَعْلَى التَّيْمِيّ، وأَبِي خَالِد الأحمر (د س) ، وأَبِي مُعَاوِيَة الضرير (س) ، وأبي الملج الرَّقِّيّ.

رَوَى عَنه: أَبُو داود، والنَّسَائي، وأَبُو عَبْد الْمَلِكِ أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبُسْرِيّ، وأَبُو علي الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن فيل الأنطاكي ابْن عم أَبِي طَاهِر الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن فيل، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن بشر بْن صالح، وعُمَر بْن بحر الأسدي، والفضل بْن الْعَبَّاس الحلبي، وأَبُو حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو يوسف مُحَمَّد بْن سُفْيَان بْن موسى الصفار

= والمعجم المشتمل، الترجمة 756، والكاشف: 3 / الترجمة 4779، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام، الورقة 181، (أحمد الثالث 2917 / 7) ، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9 / 34 - 35، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6042.

ص: 392

المصيصي، ومُحَمَّد بْن عَبد الرَّحِيمِ الديباجي التُّسْتَرِيّ.

قال أَبُو حاتم (1) : صدوق.

وَقَال النَّسَائي (2) : ثقة.

وَقَال فِي موضع آخر (3) : صدوق لا بأس به.

وَقَال أَبُو بكر بْن أَبي دَاوُد: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن آدم ويُقال: إنه كَانَ من الأبدال.

قال أَبُو الْقَاسِم (4) : مات سنة خمسين ومئتين (5) .

5052 -

ت ص: مُحَمَّد بن أُسَامَة بْن زيد بْن حارثة الكلبي المدني (6) ، مولى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

روى عن: أَبِيهِ أُسَامَة بْن زَيْد (ت س) .

(1) الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1156.

(2)

المعجم المشتمل، الترجمة 756.

(3)

نفسه.

(4)

نفسه.

(5)

وَقَال أبو علي الجياني: لا بأس به (شيوخ أبي داود، الورقة 90) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال مسلمة في "الصلة ": ثقة. (9 / 35) وَقَال في "التقريب": صدوق.

(6)

طبقات ابن سعد: 5 / 246، وتاريخ البخاري الكبير: 1 / الترجمة 21، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1136، وثقات ابن حبان: 5 / 353، والكامل في التاريخ: 5 / 21، والكاشف: 3 / الترجمة 4780، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام: 3 / 293، ونهاية السول، الورقة 314، وتهذيب التهذيب: 9 / 35، والتقريب: 2 / 143، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6043.

ص: 393

رَوَى عَنه: الحكم بْن المطلب بْن عَبد الله، بْن حنطب، وسَعِيد ابن عُبَيد بْن السباق (ت) ، وعبد الله بْن دينار، وعَبد الله بْن مُحَمد بْن عَقِيل، وعبد الرحمن بْن هرمز الأَعْرَج، ويزيد بْن عَبد اللَّهِ بْن قسيط (س) .

قال مُحَمَّد بْن سعد (1) : توفي في خلافة الْوَلِيد بْن عَبد المَلِك بالمدينة، وكان ثقة قليل الحديث.

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات (2) "، وَقَال: مات زمن الوليد بن عَبد المَلِك (3) .

له ذكر في المناقب من "صحيح "البخاري في حديث عَبد اللَّهِ بْن دينار، قال: نظر ابْن عُمَر يوما وهُوَ في المسجد إِلَى رجل يسحب ثيابه في ناحية من نواحي المسجد فَقَالَ: انظر من هَذَا، ليت هَذَا عندي، فَقَالَ له إنسان: أما تعرف هَذَا يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ؟ هَذَا مُحَمَّد بْن أسامة.

قال: فطأطأ ابن عُمَر رأسه ونقر بيده في الأرض ثُمَّ قال: لو رآه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأحبه.

وروى له التِّرْمِذِيّ حَدِيثا، والنَّسَائي فِي "خصائص عَلِي "، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو.

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الدَّرَجِيِّ، قال: أَنْبَأَنَا أَبُو زُرْعَة اللفتواني والمؤيد ابْنِ الأَخُوة، وزَاهِرُ بْنُ أَبي طاهر، قالوا: أخبرنا

(1) طبقاته: 5 / 246.

(2)

5 / 353.

(3)

وَقَال ابن حجر في "التقريب": ثقة.

ص: 394

الحسين بْن عَبد المَلِك الْخَلالُ، قال: أخبرنا أَبُو الْفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بْن الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبد اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَاكِيٍّ الرَّازِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْن بكير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيد بْنِ عُبَيد ابن السَّبَّاقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْن زيد، عَن أبيه، قال: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَبَطْتُ عَلَيْهِ وهَبَطَ النَّاسُ الْمَدِينَةَ ودَخَلْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقَدْ أَصْمَتَ فَلا يَتَكَلَّمُ فَجَعَلَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيَّ ثُمَّ يَرْفَعُهُمَا فَأَعْرِفُ أَنَّهُ يَدْعُو لِي.

رواه التِّرْمِذِيّ (1) عَن أَبِي كريب، فوافقناه فيه بعلو. وقد كتبناه فِي ترجمة سَعِيد بْن عُبَيد بْن السباق من وجه آخر عَنْ يونس بْن بكير.

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ابْنُ الدَّرَجِيِّ، قال: أنبأنا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ الْفَاخِرِ الْقُرَشِيّ فِي جماعة، قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبد اللَّهِ، قَالَتْ: أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ، قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ (2)، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِقَالٍ الْحَرَّانِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْن عَبد اللَّهِ بْن قسيط، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَن أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لِجَعْفَرٍ: خُلُقُكَ كَخُلُقِي، وأَشْبَهُ خُلُقُكَ خُلُقِي، وأَنْتَ مِنِّي، وأَنْتَ يَا علي فمني وأبو ولدي.

(1) التِّرْمِذِيّ (3817) .

(2)

المعجم الكبير: 1 / 160 (378) .

ص: 395

رَوَاهُ النَّسَائي (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَكَّارٍ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.

5053 -

م 4: مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر (2)، ويُقال: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد، أَبُو بَكْر الصاغاني، نزيل بغداد، خراساني الأصل، أحد الثقات الحفاظ الرحالين، وأعيان الجوالين.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرعرة (س) ، وأَحْمَد بْن إسحاق الحضرمي (س) ، وأبي الجواب الأَحوص بْن جواب (تم س) ، والأسود بْن عامر شاذان (س) ، وجعفر بن عون، وحسان ابن عَبد اللَّهِ الْكِنْدِيّ (س) ، والحسن بْن مُوسَى الأشيب (س) ، وأَبِي اليمان الحكم بن نافع (م) ، وحماد بْن مَالِك الحرستاني، وخليفة ابن خياط، وروح بْن عُبَادَة (م) ، وسريج بْن النعمان (س) ، وأَبِي زَيْد سَعِيد بْن الربيع الهروي (س) ، وسَعِيد بْن عامر الضبعي،

(1) الخصائص: 122.

(2)

الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1099، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 151، وتاريخ الخطيب: 1 / 240، والسابق واللاحق: 322، والجمع لابن القيسراني: 2 / 468، وأنساب السمعاني: 8 / 9، 68، والمعجم المشتمل، الترجمة 757، والمنتظم لابن الجوزي: 6 / 247، 289، 357، 359، وتهذيب التهذيب: 1 / 77، وسير أعلام النبلاء: 12 / 592، والكاشف: 3 / الترجمة 4781، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، والعبر: 2 / 46، 283، وتاريخ الاسلام، الورقة 54

(أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 35 - 37، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6045، وشذرات الذهب: 2 / 160.

ص: 396

وسَعِيد بْن كثير بْن عفير (م) ، وسَعِيد بْن أَبي مريم (م س) ، وأَبِي بدر شُجَاع بْن الوليد بْن قيس السكوني (د) ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبي صالح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي، وعبد الله بْن يوسف التنيسي (ت كن) ، وأبي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني (م) ، وعبد الرحمن بْن غزوان المعروف بقراد أَبِي نوح (س) ، وأَبِي عَامِر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعبد الوهاب بْن عَطَاء الخفاف، وعُبَيد اللَّه بْن موسى، وعتاب بْن زِيَاد الْمَرْوَزِيّ، وعفان بْن مُسْلِم (م) ، وعَمْرو بْن الربيع بْن طَارِق (م) ، وأَبِي نُعَيْم الْفَضْل بْن دكين، وقدامة بْن مُحَمَّد الخشرمي (س) ، ومحاضر بْن المورع، ومُحَمَّد بْن جَعْفَر المدائني (ت) ، ومُحَمَّد بْن سابق (سي) ، ومصعب بْن عَبد اللَّهِ الزبيري (س) ، ومعاوية بْن عَمْرو الأزدي، وأبي سَلَمَة مَنْصُور بْن سَلَمَة الخزاعي (م س) ، وأَبِي الأَسْوَد النضر ابن عبد الجبار (ق) ، وأَبِي النضر هاشم بْن الْقَاسِم، وهشام بْن عمار، ويحيى بْن أَبي بكير الكرماني، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن بكير المِصْرِي (م) ، ويحيى بْن مَعِين (ق)(1) ، ويزيد بْن هارون، ويَعْلَى ابن عُبَيد، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب (س) .

رَوَى عَنه: الجماعة سوى الْبُخَارِيّ، وأبو الحسين أَحْمَد بْن جعفر ابن المنادي، وأَحْمَد بْن روح البرديجي الْحَافِظ، وأَبُو سَعِيد أَحْمَد بْن زياد ابن الأعرابي، وإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفَّار، وجعفر ابن مُحَمَّد الفريابي، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَبُو عُمَر حَفْص بْن عُمَر الدوري المقرئ وهُوَ أكبر منه، وأبو الفوارس

(1) سقط الرقم من نسخة ابن المهندس.

ص: 397

شُجَاع بْن جَعْفَر الأَنْصارِيّ وهُوَ آخر من روى عنه، وعبد الرحمن ابن أَبي حاتم الرازي، وعَبْدان بْن أَحْمَد الأَهْوَازِيّ، وعلي بْن إِسْحَاق المادرائي، ومُحَمَّد بْن أَحْمَد الحكيمي، وأبو بكر محمد ابن إسحاق بْن خزيمة، ومحمد بْن مخلد الدوري، ومُحَمَّد بْن هارون الروياني، وأبو العباس مُحَمَّد بْن يعقوب الاصم، وموسى ابن هارون الْحَافِظ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إِسْحَاقَ الإسفراييني.

قال عَبْد الرَّحْمَنِ (1) بْن أَبي حَاتِم: سمعت منه مع أَبِي، وهُوَ ثبت صدوق.

وَقَال النَّسَائي (2) : لا بأس به.

وَقَال في موضع آخر (3) ثقة.

وَقَال ابْن خراش (4) : ثقة مأمون.

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ (5) : ثقة وفوق الثقة.

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"(6) .

وَقَال أَبُو بَكْر الْخَطِيب (7) : كَانَ أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة، واتساع في الرواية. رحل في

(1) الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1099.

(2)

المعجم المشتمل، الترجمة 757.

(3)

نفسه.

(4)

تاريخ الخطيب: 1 / 241.

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 240.

(6)

9 / 136.

(7)

تاريخه: 1 / 240.

ص: 398

طلب العلم وكتب عَنْ أهل بغداد، والبصرة، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر. وبلغني عَن أَبِي مزاحم الخاقاني أَنَّهُ قال: كَانَ الصاغاني يشبه يَحْيَى بْن مَعِين في وقته.

قال أَبُو الْقَاسِم البغوي (1) ، وأبو الحسين ابن المنادي (2)، وأَحْمَد بْن كَامِل الْقَاضِي (3) : مات سنة سبعين ومئتين.

قال الْبَغَوِيّ: في صفر.

وَقَال الآخران: لسبع خلون من صفر.

زاد ابن المنادي: يَوْم الخميس (4) .

5054 -

ق: مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عون (5)، ويُقال: ابْن خلف البكائي العامري، أَبُو بَكْر الكوفي.

رَوَى عَن: أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن يونس، وجعفر بْن عون، وجندل بْن والق، وحسين بْن عبد الأول، وخالد بن مخلد القطواني

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 241.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال مسلمة في "الصلة ": كان ثقة مأمونا، وَقَال أبو حاتم الرازي: ثقة، وَقَال السلمي عن الدارقطني: هو وجه مشايخ بغداد (9 / 36)، وَقَال ابن حجر في "التقريب": ثقة ثبت.

(5)

المعجم المشتمل، الترجمة 758، والكاشف: 3 / الترجمة 4782، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام، الورقة 54، (أوقاف 5882) : ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 37، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي:6046.

ص: 399

الكوفي، ورشد بْن الْقَاسِم بْن مسعر بْن كدام، وعُبَيد الله بْن موسى، وعثمان بْن زفر التَّيْمِيّ، وعون بْن جَعْفَر المعلم، وأبي نعيم الفضل بْن دكين، والفضل بْن موفق، وقبيصة بْن عقبة، وأبي غسان مالك بْن إِسْمَاعِيلَ النهدي (ق) ، ومُحَمَّد بْن الْقَاسِم الأسدي، ومُحَمَّد بْن مُطَرِّف الكناسي، والوليد بْن عقبة الشيباني، ويَعْلَى بْن عُبَيد.

رَوَى عَنه: ابْن مَاجَهْ، وإبراهيم بن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه، وأَبُو الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بْن نَجِيح بْن إِبْرَاهِيم الكوفي الفقيه، وأَحْمَد بْن أَبي أَحْمَد الختلي، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عقدة الْحَافِظ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن حَرْب، وصالح بْن أَحْمَد بْن أَبي مقاتل، وعبد الله بْن زيدان بْن بريد البجلي، ومحمد بن محمد ابن إِسْحَاق الملطي، ومُحَمَّد بْن المنذر الْهَرَوِيّ شكر، والهيثم بْن خلف الدوري، وأَبُو عوانة يَعْقُوب بْن إسحاق الإسفراييني، وأَبُو بَكْر يُوسُف بْن يعقوب الواسطي.

ذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"(1) .

وَقَال أَبُو الْعَبَّاس بْن عقدة: مات سنة أربع وستين ومئتين في شعبان لست خلون منه، ورأيته لا يخضب (2) .

5055 -

م د: مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّد (3) بْن

(1) 9 / 125.

(2)

وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق.

(3)

تاريخ البخاري الكبير: 1 / الترجمة 64، وتاريخه الصغير: 2 / 367، والكنى =

ص: 400

عبد الرحمن بن عَبد الله بن المُسَيَّب بن أَبي السَّائِب بن عابد بن عَبد الله بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي المُسَيَّبي، أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني، نزيل بغداد.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن علي بْن حسن بن علي بن أَبي رافع الرافعي، وأبيه إِسْحَاق بْن مُحَمَّد المُسَيَّبي (د) ، وأَبِي ضَمْرَة أنس ابن عِيَاض (م) ، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسُلَيْمان بْن دَاوُد بْن قَيْس الفراء، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عروة بْن الزبير، وعبد الله بْن نافع بْن ثابت الزبيري، وعَبْد اللَّهِ بْن نافع الصَّائِغ (د) ، وفضالة ابن يَعْقُوب الأَنْصارِيّ، والقاسم بْن مُحَمَّد بن المعتمر بن عياض ابن حمنن بْن عوف ابْن أخي عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بْن فليح بْن سُلَيْمان، ومعن بْن عِيسَى، وموسى بْن جَعْفَر بْن أَبي كثير، ويحيى بْن يزيد بْن عَبد المَلِك النوفلي، ويزيد بْن هارون.

رَوَى عَنه: مسلم، وأَبُو داود، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وأَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْجَبَّارِ الصوفي، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي بْن المثنى الْمَوْصِلِيّ، وأَحْمَد بْن أَبي عوف البزوري، وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مَنْصُور المدائني مولى بني هاشم، وإسحاق بْن

= لمسلم، الورقة 65، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1090، وثقات ابن حبان: 9 / 89، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 152، وتاريخ الخطيب: 1 / 236، وشيوخ أبي داود للجياني، الورقة 89، والمعجم المشتمل، الترجمة 759، والكاشف: 3 / الترجمة 4783، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام، الورقة 64، (أحمد الثالث 2917 / 7) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 37 - 38، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6047.

ص: 401

حاجب الْمَرْوَزِيّ، وحامد بْن مُحَمَّد بْن شعيب البلخي، والحسن بْن علي بْن شبيب المعمري، والحسن بْن هارون بْن سُلَيْمان الأصبهاني، وحمزة بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الكاتب، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن الصقر السكري، وعبد الله بْن محمد ابن أَبي الدنيا، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعثمان ابن خرزاذ الأنطاكي، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصاغاني، ومحمد بْن عبدوس بْن كامل السراج، وأبو بكر محمد بْن الْفَرَج المقرئ الخرابي من ساكني خراب المعتصم ببغداد، ومُحَمَّد بْن نصر الصائغ، ومحمد بْن واصل الْمُقْرِئ، وموسى بْن إسحاق بْن مُوسَى الأَنْصارِيّ.

قال صَالِح بْن مُحَمَّد الأسدي (1) ، وإبراهيم بْن إِسْحَاق الصواف (2)، وعبد الباقي بْن قانع (3) : ثقة.

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات (4) .

وَقَال صَالِح بْن مُحَمَّد أيضا (5) : سمعت مصعبا الزُّبَيْرِيّ يَقُول: لا أعلم في قريش كلها أفضل من المُسَيَّبي.

وَقَال عَبد اللَّهِ بْن الصقر السكري: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق المُسَيَّبي الشيخ الصالح.

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 237.

(2)

نفسه.

(3)

نفسه.

(4)

9 / 89.

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 236.

ص: 402

قال الْبُخَارِيّ (1) ، وأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ (2)، ومحمد بْن إِسْحَاق السراج (3) : مات سنة ست وثلاثين ومئتين.

زاد الْبَغَوِيّ والسراج: ليومين بقيا من ربيع الأول (4) .

5056 -

خ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مَنْصُور، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبي يعقوب الكرماني (5) ، سكن البصرة.

رَوَى عَن: بشر بْن المفضل، وحجاج صاحب هُشَيْم، وحسان بْن إِبْرَاهِيم الكرماني (خ) ، والحسين بْن الْحَسَن البَصْرِيّ صاحب ابْن عون، وأَبِي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الضرير، وحماد بْن واقد الصفار، وروح بْن عَطَاء بْن أَبي ميمونة، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسُلَيْمان بْن حرب، وسهل بْن يوسف، وأَبِي عَاصِم الضحاك بْن مخلد، والضحاك بْن مَيْمُون الثقفي، وعاصم بْن سُلَيْمان الكوزي،

(1) تاريخه الكبير: 1 / الترجمة 64.

(2)

تاريخه الخطيب: 1 / 237.

(3)

رجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 152.

(4)

وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق.

(5)

تاريخ البخاري الكبير: 1 / الترجمة 66، وتاريخه الصغير: 2 / 380، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1095، و8 / الترجمة 547، وثقات ابن حبان: 9 / 98، والمعجم المشتمل، الترجمة 760، ورجال البخاري للباجي: 2 / 619، والكاشف: 3 / الترجمة 4784، والمغني: 2 / الترجمة 6099، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام، الورقة 182 (أحمد الثالث 2917 / 7) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 38، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6048. وجاء في حواشي النسخ من تعقبات المؤلف على صاحب "الكمال "قوله: "لم يزد على ما قال صاحب النبل ".

ص: 403

والعباس بن الوليد النرسي، وعَبْد الله بْن الزبير الحميدي، وعبد الاعلى بن عبد الاعلى، وعبد الرحمن بْن مهدي، وعبد العزيز ابن عبد الصمد العمي، وأَبِي عَامِر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي، وعبد الوهاب بْن عَبد المجيد الثقفي، وعُبَيد اللَّه بْن مُوسَى، وعثمان ابن عُثْمَان الغطفاني، وعُمَر بْن أَبي خليفة العبدي، والعلاء بْن عبد الجبار الْعَطَّار، وعيسى بْن يونس، ومحمد بْن جَعْفَر غندر، ومحمد بْن حَرْب المكي، وأَبِي مُعَاوِيَة مُحَمَّد بْن خازم الضرير، ومحمد بْن راشد التَّمِيمِيّ البَصْرِيّ المكفوف، ومُحَمَّد بْن كَثِير العبدي، ومعاذ بْن معاذ العنبري، ومعتمر بْن سُلَيْمان، وملازم بْن عَمْرو اليمامي، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، ووكيع ابن الجراح، والوليد بْن مسلم، ويحيى بْن أَبي بُكَيْر الكرماني، ويحيى بْن سَعِيد القطان، ويزيد بْن زريع، ويوسف بْن خالد السمتي.

رَوَى عَنه: البخاري، والحسن بْن يحيى الرزي، والعباس ابن مُحَمَّد بْن مجاشع المجاشعي الأَصْبَهَانِيّ، وأبو العباس عَبد الله بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق الكرماني، وأَبُو الحسن علي بن الحسين ابن بشار البشاري، وعُمَر بْن الخطاب السجستاني، وعَمْرو بْن حمدون الإيادي الكرماني ويُقال: عُمَر، ويعقوب بْن صَالِح بْن المنذر الجوباري الأَصْبَهَانِيّ.

حكي عَن يحيى بْن مَعِين أنه قال: هو ثقة (1) .

(1) انظر رجال البخاري للباجي: 2 / 619.

ص: 404

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات (1) .

وقَال البُخارِيُّ (2) : مات سنة أربع وأربعين ومئتين (3) .

5057 -

خت م 4: مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسار بن خيار (4) ،

(1) 9 / 98.

(2)

تاريخه الكبير: 1 / الترجمة 66، وتاريخه الصغير: 2 / 380.

(3)

وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم، عَن أبيه: محمد بن أَبي يعقوب أبو عبد الله الكرماني، روى عن حسان بن إبراهيم، هو مجهول. (الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 547) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال الحاكم عن الدارقطني: ثقة (9 / 38) وَقَال في "التقريب": ثقة.

(4)

طبقات ابن سعد: 7 / 321، و9 / الورقة 240، وتاريخ الدوري: 2 / 503، وتاريخ الدارمي، الترجمة 15، وابن محرز، الترجمة 587، وتاريخ خليفة: 118، 426، وطبقاته: 270، 226، وعلل ابن المديني: 37، 81، 82، 83، 97، وعلل أحمد: 1 / 75، 130، 267، 305، 309، 359، 398، 403، و2 / 211، 213، 269، 294، وتاريخ البخاري الكبير: 1 / الترجمة 61، وترتيب علل التِّرْمِذِيّ الكبير، الورقة 51، وتاريخه الصغير: 2 / 11، وأحوال الرجال للجوزجاني، الترجمة 230، 342، والكنى لمسلم، الورقة 10، وأبو زُرْعَة الرازي: 588 - 592، والتِّرْمِذِيّ (1677) ، والمعرفة ليعقوب، انظر الفهرست، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي، انظر الفهرست، وضعفاء النَّسَائي، الترجمة 513، وضعفاء العقيلي، الورقة 186، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1087، وتقدمته: 19، 20، 37، 152، وعلل الحديث، (1300)، والمراسيل: 190، وثقات ابن حبان: 7 / 380 - 385، والكامل لابن عدي: 3 / الورقة 25، وثقات ابن شاهين، الترجة 1200، وسنن الدارقطني: 1 / 319، وعلله: 3 / الورقة 136، وسؤالات البرقاني له، الترجمة 422، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 151، وتاريخ الخطيب: 1 / 214، والسابق واللاحق: 315، والجمع لابن القيسراني: 2 / 465، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 134، ومعجم الادباء: 6 / 399، والكامل في التاريخ، انظر الفهرست، وسير أعلام النبلاء: 7 / 33، والعبر: 1 / 216، 341، والكاشف: 3 / الترجمة 4785، =

ص: 405

ويُقال: ابْن كوثان، المدني، أَبُو بَكْر. ويُقال: أَبُو عَبْد اللَّهِ القرشي المطلبي، مولى قَيْس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عَبْد مناف، وكان جده يسار من سبي عين التمر.

رأى أنس بن مالك، وسالم بن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر، وسَعِيد بْن المُسَيَّب.

ورَوَى عَن: أبان بْن صَالِح (خت 4) ، وأبان بْن عُثْمَان بْن عفان، وإبراهيم بْن عَبد اللَّهِ بْن حنين (م) ، وإبراهيم بْن عقبة (د) ، وإبراهيم بْن مهاجر (س) ، وأبيه إِسْحَاق بْن يسار (مد) ، وإسماعيل ابن أمية (د) ، وإِسْمَاعِيل بْن أَبي حكيم (د) ، وأيوب بْن مُوسَى القرشي (د) ، وأيوب السختياني (ق) ، وبشير بْن يسار (خت) ، وبكير بْن عَبد الله بْن الأشج، وثور بن يزيد الرحبي (دق) ، وجعفر ابن عَمْرو بْن جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضمري، وجعفر بْن محمد ابن علي، وحسين بْن عَبد اللَّهِ بْن عُبَيد الله بْن عباس (1)(ق) ، وحصين بْن عبد الرحمن الأشهلي (صد) ، وحفص بْن عُبَيد الله بْن أنس بْن مالك (ت) ، وحكيم (2) بْن حكيم بْن عباد بن حنيف

= وديوان الضعفاء، الترجمة 3589، والمغني: 2 / الترجمة 5275، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 183، وتاريخ الاسلام: 6 / 275، وميزان الاعتدال: 3 / الترجمة 7197، ومن تكلم فيه وهو موثق، الورقة 27، وجامع التحصيل، الترجمة 666، وشرح علل التِّرْمِذِيّ لابن رجب: 102، 131، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 38 - 46، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6049، وشذرات الذهب: 1 / 230 ولاستأذنا الدكتور عبد العزيز الدوري دراسة نفيسة عنه.

(1)

تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "وحسين بْن عَبد الله بْن عُبَيد الله بْن أنس بْن مالك.

(2)

وَقَال عَبْد الرحمن بْن أَبي حاتم: سئل أبو زُرْعَة عن ابن إسحاق، هل سمع من حكيم =

ص: 406

(س) ، وحميد الطويل، وخصيف بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيّ (د) ، وخطاب بْن صَالِح بْن دينار الظفري (د) ، وداود بْن الْحُصَيْن (بخ 4) ، وروح بْن القاسم، وزِيَاد بْن أَبي زِيَاد (تم) ، وسالم أَبِي النضر (س) ، وسالم المكي (د) ، وسعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرحمن ابن عوف (خت) ، وسعد بْن إِسْحَاق بن كعب بن عجرة (س) ، وسَعِيد بْن أَبي سَعِيد المقبري (م) ، وسَعِيد بْن عُبَيد بْن السباق (د ت ق) ، وسَعِيد بْن أَبي هند (س ق) ، وسلمة بْن صَفْوَان الزرقي (ق) ، وسليط (1) بْن أَيُّوب الأَنْصارِيّ (د) ، وسُلَيْمان بن سحيم (دق) ، وسُلَيْمان بْن عَبد الله بْن عويمر الأَسلميّ (مد) ، وشعبة بْن الْحَجَّاج، وصالح بْن إِبْرَاهِيم بْن عبد الرحمن بن عوف (خت) ، وصالح بْن كيسان (س) ، وصدقة بْن يسار (د) ، والصلت بْن عَبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (دت) ، وأبي سفيان طلحة (2) بْن نافع (ق) ، وعاصم بْن عُمَر بْن قتادة (4) ، وعبادة بْن الْوَلِيد بْن عبادة بن الصامت (س ق) ، وعباس بْن سهل بْن سَعْد الساعدي (ي د) ، وعباس بْن عَبد الله بْن معبد بْن عباس (د) ، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبي أمامة بن ثعلبة الأَنْصارِيّ (د) ، وعبد الله بْن أَبي

= ابن حكيم؟ فقال: لم يسمع من حكيم بن حكيم. (المراسيل: 196) .

(1)

قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم: سمعت أبي يقول وحَدَّثَنَا عن محمد بن إبراهيم الاسباطي، عَنِ اسباط بْن مُحَمَّد، عَنْ مطرف، عن خالد السجستاني، عن محمد ابن إسحاق، عن سليط، عَن أَبِي سَعِيد الخُدْرِيّ، عَنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في بئر بضاعة. قال أبي: مُحَمَّد بْن إسحاق بْن يسار - صاحب المغازي - بينه وبين سليط رجل. (المراسيل: 195 - 196) .

(2)

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عَن يحيى بن مَعِين: لم يسمع محمد بن إسحاق من طلحة بن نافع شيئا (تاريخه: 2 / 502) .

ص: 407

بكر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حَزْم (م 4) ، وأَبِي الزناد عَبد الله بْن ذكوان (خت ت ق) ، وعبد الله بْن أَبي سلمة (دس) ، وعبد الله بن طاووس (د) ، وعبد اللَّه بْن عَبد اللَّهِ بن عثمان بن حكيم بْن حزام (د) ، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حسين (ت) ، وعبد الله بْن الْفَضْل، وعبد الله بْن مكنف (ق) ، وعبد الله بْن أَبي نَجِيح (خت د ق) ، وعبد الرحمن بْن الأسود بْن يزيد النخعي (خت د ت ق) ، وعبد الرحمن بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن أَبي بكر الصديق (د ق) ، وعبد الرحمن بْن هرمز الأَعْرَج (ر) ، وعمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يسار، وعبد السلام بْن أَبي الجنوب (ق) ، وأبي أمية عَبْد الكريم بْن أَبي المخارق البَصْرِيّ (ق) ، وعُبَيد الله بن عَبد اللَّهِ بْنِ الحصين الأَنْصارِيّ (س) ، وعُبَيد اللَّه بْن عَبد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الخطاب (م 4) ، وعُبَيد اللَّه بْن المغيرة (ق) ، وعتبة بْن مُسْلِم (دسي) ، وعثمان بْن أَبي سُلَيْمان (د) ، وعطاء بْن أَبي رباح (دس ق) ، وعكرمة (1) بْن خالد المخزومي (خت) ، وعلي بْن يَحْيَى بْن خلاد الأَنْصارِيّ (د) ، وعمارة بْن عَبد الله بن طمعة المديني (د) ، وعُمَر بْن حسين المكي (ف) ، وعَمْرو بْن شُعَيْب (بخ 4) ، وعَمْرو بْن أَبي عَمْرو مولى المطلب (س) ، وعَمْرو بْن ميمون بْن مهران (د) ، وعِمْران بْن أَبي أنس (س) ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَنِ (ر) ، وعيسى بْن عَبد اللَّهِ بْن مَالِك الدار (سي ق) ، وعيسى بْن معقل بْن أَبي معقل الأسدي (د) ، وعيسى بْن مَعْمَر (د) ، والقاسم بْن مُحَمَّد بن أَبي بكر الصديق، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الحارث التَّيْمِيّ (بخ س) ، ومُحَمَّد بْن أَبي

(1) قال البخاري: سمع من عكرة أحرفا (ترتيب علل التِّرْمِذِيّ الكبير الورقة 51) .

ص: 408

أمامة بْن سهل بْن حنيف (د ق) ، ومحمد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر (د ت ق) ، ومحمد بْن الزبير الحنظلي (س) ، ومحمد بن السائب الكلبي (ت) ، ومحمد بْن طلحة بْن عَبد الله التَّيْمِيّ (ق) ، ومحمد ابن طلحة بْن يزيد بْن ركانة (د ص ق) ، ومُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي صعصعة (س ق) ، وأبي جعفر مُحَمَّد بْن علي ابن الحسين، ومحمد بْن عَمْرو بْن عَطَاء (بخ د ت ق) ، ومحمد بْن أَبي مُحَمَّد مولى زَيْد بْن ثَابِت (د) ، ومحمد بْن مسلم بْن شهاب الزُّهْرِيّ (خت د) ، ومُحَمَّد بْن المنكدر (تم) ، ومُحَمَّد بْن الْوَلِيد بْن نويفع المدني (د) ، ومُحمد بْن يَحيى بْن حَبَّان (د س ق) ، والمطلب بْن عَبد اللَّهِ بْنِ قيس بن مخرمة (ت) ، ومعبد بن كعب ابن مَالِك (خد ق) ، ومعمر بْن عَبد اللَّهِ بْن حنظلة (د) ، ومكحول الشامي (ر 4) ، وعمه مُوسَى بْن يسار (بخ) ، وموسى بْن فلان بْن أنس بْن مالك (ت ق) ، ونافع مولى ابْن عُمَر (خت م 4) ، ونبيه ابن وهْب (فق) ، ونوح بْن حكيم الثقفي (د) ، وهشام بْن عروة (دس) ، ووهب بْن كيسان (خت) ، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِيّ (م) ، ويحيى بْن أَبي سُفْيَان الأخنسي (ق) ، ويَحْيَى بْن عباد بْن عَبد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر (ر د ت ق) ، ويحيى بْن عروة بْن الزبير (خت د) ، ويزيد بْن أَبي حبيب المِصْرِي (بخ م 4) ، ويزيد بْن رومان (د س ق) ، ويزيد بْن زِيَاد بْن أَبي زياد مولى ابْن عباش (ت) ، ويزيد بْن عَبد اللَّهِ بْن قسيط (بخ د ص) ، ويزيد بن مُحَمَّد بن خثيم المحاربي (ص) ، ويعقوب بْن عَبد الله بْن الأشج (س ق) ، ويعقوب ابن عتبة الثقفي (د س ق) ، وأبي سلمة بْن عَبْد الرحمن بْن عوف، وأَبِي عُبَيدة بْن عَبد اللَّهِ بْن زمعة (د) ، وأَبِي عُبَيدة بْن مُحَمَّد بْن

ص: 409

عمار بْن ياسر (تم) ، وأبي مالك الاشجعفي (د) ، وأَبِي منظور الشامي (د) ، وبعض ولد مُحَمَّد بْن مسلمة الأَنْصارِيّ (د) ، وفاطمة بِنْت المنذر بْن الزبير (ق) .

رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف (خت م د س) ، وأَحْمَد بْن خَالِد الوهبي (ر 4) ، وجرير بن حازم، وجرير بن عبد الحميد (ت س) ، وحفص بْن غياث، وحماد ابن زَيْد، وحماد بْن سلمة (عخ) ، وزهير بْن معاوية الجعفي (ق) ، وزياد بْن عَبد اللَّهِ البكائي (عخ) ، وسعدان بْن يَحْيَى اللخمي (ق) ، وسَعِيد بْن بزيع، وسفيان الثوري، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وسلمة بْن الْفَضْل الرازي (د ت) ، وأبو خالد سُلَيْمان بْن حيان الأحمر (ت س) ، وشَرِيك بْن عَبد الله، وشعبة بْن الحجاج، وعبد الله بْن إدريس (د س) ، وعبد الله بْن سَعِيد بْن أَبي هند (س) ، وعبد الله بْن عون، وعبد الله بْن نمير، وعبد الله بْن يزيد بن الصلت الشابي، وعبد الاعلى بن عبد الاعلى (رم دق) ، وأبو شهاب عبدربه بْن نافع الحناط (ي) ، وأَبُو زهير عَبْد الرحمن بْن مغراء (د ق) ، وعبد العزيز ابن مُحَمَّد الدَّراوَرْدِيّ، وعبدة بْن سُلَيْمان الكِلابي (بخ م د ت ق) ، ومحمد بْن سلمة الحراني (ر 4) ، ومُحَمَّد بْن عُبَيد الطنافسي

(د ق) ، ومحمد بن أَبي عدي، ومُحَمَّد بْن فُضَيْل (س) ، ومحمد ابن يَزِيد الواسطي (تم س) ، ومندل بْن عَلِيٍّ (ق) ، وموسى بْن أعين (ق) ، وكاتبه هارون بْن أَبي عِيسَى (س) ، وهارون بْن مُوسَى النحوي (فق) ، وهشيم بْن بَشِير (ت) ، وأَبُو عوانة الوضاح بْن عَبد اللَّهِ (ر) ، ويحيى بْن زكريا بْن أَبي زائدة (د) ، ويحيى بن سَعِيد الأَنْصارِيّ وهو من شيوخه، ويحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي، ويحيى بْن

ص: 410

مُحَمَّد بن عباد بن هاني الشجري (ت) ، وأَبُو تميلة يَحْيَى بْن واضح (بخ ق) ، وأَبُو المحياة يَحْيَى بْن يَعْلَى التَّيْمِيّ (ق) ، ويزيد ابن أَبي حبيب المِصْرِي وهُوَ من شيوخه، ويزيد بْن زريع (س) ، ويزيد بْن هارون (رم) ، ويَعْلَى بْن عُبَيد الطنافسي (د س ق) ، ويونس بن بكير الشيباني (ر د ت ق) .

قال مصعب (1) بْن عَبد الله الزبيري: يسار مولى عَبد اللَّهِ بْن قيس بْن مخرمة بْن المطلب جد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق صاحب "المغازي "من سبي عين التمر، وهُوَ أول سبي دخل المدينة من العراق.

وَقَال سلمة (2) بْن الْفَضْل، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: رأيت أنس بْن مَالِك عَلَيْهِ عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون: هَذَا رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لا يموت حَتَّى يلقى الدجال (3) .

وَقَال مُحَمَّد بْن حميد الرازي، عن جرير بن عبد الحميد: رأيت مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يخضب بالسواد.

وَقَال المفضل (4) بْن غسان الغلابي: سألت يحيى بن مَعِين عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فَقَالَ: كَانَ ثقة، وكان حَسَن الحديث، فقلت: إنهم يزعمون أَنَّهُ رأى سَعِيد بْن المُسَيَّب، فَقَالَ: إنه لقديم.

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 216.

(2)

نفسه: 1 / 217.

(3)

لكنه مات رضي الله عنه ولم يلقه.

(4)

تاريخ الخطيب: 1 / 218.

ص: 411

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ (1)، عَن يحيى بْن مَعِين: قد سمع مُحَمَّد بن إسحاق بن أبان بْن عُثْمَان وسمع من عَطَاء، وسمع من أَبِي سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وسمع أيضا من الْقَاسِم بْن مُحَمَّد.

وَقَال في موضع آخر (2) : وسمع من مكحول، وسمع من عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الأَسْوَد.

وَقَال علي بْن المديني (3) : مدار حديث رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على ستة، فذكرهم (4)، ثُمَّ قال: فصار علم الستة عند اثنى عشر، أحدهم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.

وَقَال نعيم بْن حماد (5)، عن سفيان بْن عُيَيْنَة: رأيت الزُّهْرِيّ أتاه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فاستبطأه فَقَالَ له (6) : أين كنت؟ فَقَالَ له مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قال: فدعا حاجبه، فَقَالَ له: لا تحجبه إذا جاء.

وَقَال أيضا (7) : قال ابْن عُيَيْنَة: قال أَبُو بَكْر الهذلي: سمعت الزُّهْرِيّ يَقُول: لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إِسْحَاق.

وَقَال علي بْن المديني (8) : سمعت سُفْيَان يَقُول: قال ابْن

(1) تاريخه: 2 / 504.

(2)

نفسه.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 219.

(4)

تحرف في نسخة ابن المهندس ألى: "فذكركم.

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 219.

(6)

قوله: "له "سقط من المطبوع من تاريخ الخطيب.

(7)

تاريخ الخطيب: 1 / 219.

(8)

نفسه.

ص: 412

شهاب، وسئل عَنْ مغازيه، فَقَالَ: هَذَا أعلم الناس بها، يَعْنِي ابْن إِسْحَاق.

وَقَال حرملة (1) بْن يَحْيَى، عَنِ الشافعي: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.

وَقَال أَحْمَد بْن أَبي خيثمة (2) : سألت يحيى بْن مَعِين عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فَقَالَ: قال عاصم بن عُمَر بن قتادة: لا يزال في الناس علم مَا عاش مُحَمَّد بْن إِسْحَاق.

وَقَال أَحْمَد بْن أَبي خيثمة (3) أيضا: حَدَّثَنَا هارون بْن معروف، قال: سمعت أَبَا مُعَاوِيَة يَقُول: كَانَ ابْن إِسْحَاق من أحفظ الناس فكان إذا كَانَ عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. قال: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي.

وَقَال أَبُو جَعْفَر النفيلي (4)، عَنْ عَبد اللَّهِ بْن فائد: كنا إذا جلسنا إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن.

وَقَال أَبُو الْحَسَن الميموني (5) : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ يعني أَحْمَد بْن حَنْبَل بحديث استحسنه عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فقلت له:

(1) نفسه.

(2)

تاريخ الخطيب: 1 / 219 - 220.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 220.

(4)

نفسه.

(5)

نفسه.

ص: 413

يا أَبَا عَبد اللَّهِ ما أحسن هذه القصص التي يجئ بها ابن إِسْحَاق، فتبسم إلي متعجبا.

وَقَال صَالِح (1) بْن أَحْمَد بْن حنبل، عن علي بْن المديني: سمعت سُفْيَان وسئل عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قيل له: لم لم يرو أهل المدينة عنه؟ قال سفيان: جالست ابن إِسْحَاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يَقُول فيه شيئا. قلت لسفيان: كَانَ ابْن إِسْحَاق جالس فَاطِمَة بِنْت المنذر؟ فَقَالَ: أخبرني ابن إِسْحَاق أنها حدثته، وأنه دخل عليها (2) .

وَقَال عَبد اللَّهِ (3) بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن خلاد الباهلي، قال: سمعت يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: سمعت هشام بْن عروة يَقُول: يحدث ابن إِسْحَاق عَنِ امرأتي فَاطِمَة بِنْت المنذر والله إن رآها قط! قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد: فحدثت أَبِي بحديث ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: ولم ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له أحسبه قال: ولم يعلم (4) .

وَقَال أَبُو بَكْر الأثرم (5) : سألته، يَعْنِي أحمد بن حَنْبَلٍ، عَن مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاق كيف هُوَ؟ فَقَالَ: هو حسن الحديث. وَقَال:

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 221، وانظر الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1087.

(2)

قال الذهبي: هو صادق في ذلك بلا ريب (سير: 7 / 37) .

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 222 - 223.

(4)

قال الذهبي: هشام صادق في يمينه، فما رآها، ولا زعم الرجل أنه رآها، بل ذكر أنه حدثته، وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن، وكذلك روى عدة من التابعين، وما رأوا لها صورة أبدا، (سير: 7 / 38) .

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 223.

ص: 414

قال مَالِك وذكره، فَقَالَ: دجال من الدجاجلة.

وَقَال الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْخَطِيب (1) : قد ذكر بعض العلماء إن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة، واحتج بما أَخْبَرَنِي البرقاني، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك الأدمي، قال: حَدَّثَنَا محمد بن علي الإيادي، قال: حَدَّثَنَا زكريا ابن يَحْيَى الساجي، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد البغدادي، قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فليح، قال: قال لي مَالِك بْن أنس: هشام بْن عروة كذاب. قال أَحْمَد بْن مُحَمَّد: فسألت يَحْيَى بْن مَعِين. فَقَالَ: عسى أراد في الكلام، فأما في الحديث فهو ثقة، وهُوَ من الرواة عنه. قال: وَقَال إبراهيم ابن المنذر: حَدَّثَنِي عَبد اللَّهِ بْن نافع قال: كَانَ ابْن أَبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابْن أَبي حازم، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق يتكلمون في مَالِك بْن أنس وكان أشدهم فيه كلاما مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، كَانَ يَقُول: ائتوني ببعض كتبه حَتَّى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه.

قال الْحَافِظ أَبُو بَكْر (2) : أما كلام مالك في ابن إِسْحَاق فمشهور غَيْر خاف على أحد من أهل العلم، وأما حكاية ابن فليج عنه في هشام بْن عروة فليست بالمحفوظة إِلا من الوجه الذي ذكرناه،

(1) تاريخه: 1 / 223 - 224.

(2)

تاريخه: 1 / 224.

ص: 415

وراويها عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المنذر غَيْر معروف عندنا، فالله أعلم (1) .

قال: وقد أمسك عَنِ الاحتجاج بروايات ابن إِسْحَاق غَيْر واحِد من العلماء لأسباب منها: أَنَّهُ كَانَ يتشيع، وينسب إِلَى القدر، ويدلس في حديثه. فأما الصدق فليس بمدفوع عنه.

وقَال البُخارِيُّ (2) : رأيت علي بْن عَبد اللَّهِ يحتج بحديث ابْن إِسْحَاق. قال: وَقَال علي عَنِ ابْن عُيَيْنَة: مَا رأيت أحداً يتهم ابن إِسْحَاق.

قال: قال لي إِبْرَاهِيم بْن المنذر: حَدَّثَنَا عُمَر بْن عثمان أن الزُّهْرِيّ كَانَ يتلقف المغازي من ابْن إسحاق فِيمَا يحدثه عن عاصم بن عُمَربن قتادة، والذي يذكر عَنْ مَالِك في ابن إِسْحَاق لا يكاد يبين، وكان إِسْمَاعِيل بْن أَبي أُوَيْس من اتبع من رأينا لمالك، أخرج إلي كتب ابْن إِسْحَاق عَن أَبِيهِ في المغازي وغيرها فانتخبت منها كثيرا.

قال: وَقَال لي إِبْرَاهِيم بْن حمزة: كان عند إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْ مُحَمَّد بْن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بْن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في

(1) فهي مردودة، وتعقب الذهبي الخطيب في قوله إن مالكا عابه جماعة من أهل العلم بقوله: "كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك، وهو مثاب على ذلك وإن أخطأ اجتهاده (سير: 7 / 38) .

(2)

تاريخ الخطيب: 1 / 231 بهذه الفقرة فقط وباقي كلام البخاري هذا لم نقف عليه لا في "التاريخ الكبير "ولا في "التاريخ الصغير"باستثناء بعض الاقوال التي وقفنا عليها في "تاريخ "الخطيب.

ص: 416

زمانه، ولو صح عَنْ مَالِك تناوله من ابْن إِسْحَاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيءٍ واحِد ولا يتهمه في الأمور كلها.

قال: وَقَال إِبْرَاهِيم بْن المنذر عَنْ مُحَمَّد بْن فليح: نهاني مَالِك عَنْ شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في "الموطأ "وهما ممن يحتج بِهِمَا، ولم ينج كَثِير من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو مَا يذكر عَنْ إِبْرَاهِيم من كلامه في الشعبي، وكلام الشعبي في عكرمة، وفيمن كَانَ قبلهم، وتأويل (1) بعضهم في العرض والنفس، ولم يلتفت أهل العلم في هَذَا النحو إِلا ببيان

وحجة، ولم تسقط عدالتهم إِلا ببرهان ثَابِت وحجة، والكلام في هَذَا كَثِير.

قال: وَقَال عُبَيد بْن يعيش: حَدَّثَنَا يونس بْن بكير، قال: سمعت شُعْبَة يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أمير المحدثين بحفظه.

قال: وروى عنه الثوري، وابْن إدريس، وحماد بْن زَيْد، ويزيد بْن زريع، وابْن علية، وعبد الوارث، وابْن المبارك، وكذلك احتمله أَحْمَد ويحيى بْن مَعِين وعامة أهل العلم.

وَقَال لي علي ابن عَبد اللَّهِ: نظرت في كتب ابْن إِسْحَاق فما وجدت عَلَيْهِ إِلا في حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين.

قال: وَقَال لي بعض أهل المدينة: إن الذي يذكر عن هشام ابن عروة قال: كيف يدخل (2) ابْن إِسْحَاق على امرأتي، لو صح عَنْ هشام جائز أن تكتب إليه فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا

(1) في السير: وتناول.

(2)

قوله: "يدخل "سقط من نسخة ابن المهندس.

ص: 417

لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كتب لأمير السرية كتابا وَقَال له: لا تقرأه حَتَّى تبلغ مكان كذا وكذا، فلما بلغ فتح الكتاب وأخبرهم بما قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وحكم بذلك. وكذلك الخلفاء والأئمة يقضون بكتاب بعضهم إِلَى بعض، وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب وهشام لم يشهد إِلَى هنا عَنِ الْبُخَارِيّ.

وَقَال أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ (1) : ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه منهم: سُفْيَان، وشعبة، وابْن عُيَيْنَة، وحماد بْن زيد، وحماد بْن سلمة، وابْن المبارك، وإبراهيم بْن سَعْد. وروى عنه من الأكابر: يَزِيد بْن أَبي حبيب. وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا مع مدحة ابْن شهاب له. وقد ذاكرت دحيما قول مَالِك، يَعْنِي فيه، فرأى أن ذلك ليس للحديث إِنَّمَا هُوَ لأنه اتهمه بالقدر.

وَقَال إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب الجوزجاني (2) : مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمى بغير نوع من البدع.

وَقَال سَعِيد (3) بْن دَاوُد الزنبري، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ الدَّراوَرْدِيّ: كنا في مجلس مُحَمَّد بْن إِسْحَاق نتعلم، فأغفى إغفاءة، فَقَالَ: إِنِّي رأيت في المنام الساعة كَانَ إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار فأخرجه، فما لبثنا أن

(1) تاريخه: 537 - 538.

(2)

أحوال الرجال، الترجمة 230.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 225.

والزنبري: بالزاي والنون، وهي نسبة إلى الجد، وسَعِيد هذا من الرواة عن مالك، وهو ضعيف، كما في الانساب وغيره، فتأمل الحكاية.!

ص: 418

دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه، فذهب به إلى السلطان. قال الزنبري من أجل القدر.

وَقَال أبو العباس أحمد (1) بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْحَافِظ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْن هارون بْن إِسْحَاق، قال: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نُمَيْر يَقُول: كَانَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه.

وَقَال يعقوب (2) بْن شَيْبَة: سمعت مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نمير وذكر ابن إِسْحَاق فَقَالَ: إذا حدث عَنْ من سمع منه من المعروفين فهو حَسَن الحديث صدوق، وإنما أتي من أَنَّهُ يحدث عَنِ المجهولين أحاديث باطلة.

وَقَال إِسْحَاق (3) بن أَحْمَدَ بن خلف البخاري الْحَافِظ: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فِيهَا أحد.

وَقَال سُلَيْمان (4) بْن إِسْحَاق الجلاب: سألت إِبْرَاهِيم الحربي: تكلم أحد في ابْن إِسْحَاق؟ فَقَالَ: أما سُفْيَان يَعْنِي ابْن عُيَيْنَة فكان يقول، يعني عن الزُّهْرِيّ: لا يزال بالمدينة علم مَا عاش هَذَا الغلام، يَعْنِي ابْن إِسْحَاق. قال: إِبْرَاهِيم: ولكن حَدَّثَنِي

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 225 - 226.

(2)

تاريخ الخطيب: 1 / 227.

(3)

نفسه.

(4)

نفسه.

ص: 419

مصعب، قال: كانوا يطعنون عَلَيْهِ بشيءٍ من غَيْر جنس الحديث.

وَقَال يَعْقُوب (1) بْن شَيْبَة أيضا: سألت علي بْن المديني قلت: كيف حديث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عندك صحيح؟ فَقَالَ: نعم، حديثه عندي صحيح. قلت له: فكلام مَالِك فيه؟ قال علي: مَالِك لم يجالسه ولم يعرفه. ثُمَّ قال علي: ابن إِسْحَاق أي شيء حدث بالمدينة؟ ! قلت له: فهشام بْن عروة قد تكلم فيه. فَقَالَ علي: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهُوَ غلام فسمع منها. قال: وسمعت عليا يَقُول: إن حديث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ليتبين فيه الصدق، يروى مرة: حَدَّثَنِي أَبُو الزناد، ومرة: ذكر أَبُو الزناد، وروى عن رجل عَنْ من سمع منه، يَقُول: حَدَّثَنِي سُفْيَان بْن سَعِيد عَنْ سالم أَبِي النضر عَنْ عُمَر "صوم يَوْم عرفة "وهُوَ من أروى الناس عَن أَبِي النضر، ويقول: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن دينار عَنْ أَيُّوب، عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب في "سلف وبيع "، وهُوَ من أروى الناس عن عَمْرو بْن شعيب (2) .

وَقَال يعقوب بْن سفيان الفارسي (3) : قال علي: لم أجد لابن إِسْحَاق إِلا حديثين منكرين: نافع، عَن ابْن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: إِذَا نعس أحدكم يوم الجمعة (4)"، والزُّهْرِيّ عَنْ عروة، عَنْ زَيْد بْن خَالِد "إذا مس أحدكم فرجه "هذان لم يروهما عن

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 228 - 229.

(2)

انظر تخريجهما في التعليق على السير للعلامة شعيب الارنؤوط.

(3)

المعرفة والتاريخ: 2 / 27 - 28.

(4)

أحمد: 2 / 22، 32، وأبو داود (1119) ، والتِّرْمِذِيّ (526) وصححه.

ص: 420

أحد والباقون، يَقُول ذكر فلان، ولكن هَذَا فيه: حَدَّثَنَا (1) .

وَقَال يَعْقُوب بْن سُفْيَان أيضا (2) : سمعت بعض ولد جويرية ابن أسماء وكان ملازما لعلي.

قال: سمعت عليا يَقُول: ووقع إلي من حديث ابْن إِسْحَاق شيء فما أنكرت منه إِلا أربعة أحاديث ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه.

وَقَال أَبُو دَاوُد (3) : سمعت أَحْمَد ذكر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فَقَالَ: كَانَ رجل يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه (4) .

وَقَال أَبُو بَكْر المروذي (5) : قيل له يَعْنِي أَحْمَد بْن حَنْبَل: أيما أحب إليك مُوسَى بْن عُبَيدة أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق؟ فَقَالَ: مُحَمَّد ابن إِسْحَاق.

وَقَال أيضا (6) : قال أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ ابْن إِسْحَاق يدلس إِلا أن كتاب إِبْرَاهِيم بْن سَعْد إذا كَانَ سماع قال: حَدَّثَنِي، وإذا لم يكن قال: قال.

قال (7) : وَقَال أَبُو عَبْد اللَّهِ: قدم مُحَمَّد بْن إسحاق إلى بغداد

(1) أحمد 5 / 194، وانظر تعليق العلامة الشيخ شعيب على السير (7 / 45) .

(2)

تاريخ الخطيب: 1 / 229، وانظر المعرفة والتاريخ: 2 / 27.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 229.

(4)

قال الذهبي: هذا الفعل سائغ، فهذا الصحيح للبخاري فيه تعليق كثير (سير: 7 / 46) .

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 230.

(6)

نفسه.

(7)

نفسه.

ص: 421

فكان لا يبالي عَنْ من يحكي، عَن الكلبي وغيره.

وَقَال حنبل بْن إسحاق (1) : سمعت أَبَا عَبد الله يقول: ابن إِسْحَاق ليس بحجة.

وَقَال أَبُو الْعَبَّاس (2) أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل وسأله رجل عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فَقَالَ: كَانَ أَبِي يتتبع حديثه فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول ويخرجه في "المسند "، وما رأيته أنفى (3) حديثه قط. قيل له: يحتج بِهِ؟ قال: لم يكن يحتج بِهِ في السنن.

وَقَال أَيُّوب (4) بْن إسحاق بن سافري: سألت أحمد بْن حَنْبَل، فقلت: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ بْن إِسْحَاق إذا تفرد بحديث تقبله؟ قال: لا، والله إني رأيته يحدث عَنْ جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من ذا (5) . قال: وأما علي بْن المديني فكان يثني عليه ويقدمه (6) .

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 230.

(2)

نفسه.

(3)

وقع في بعض الكتب "أبقى "وما هنا أحسن.

(4)

نفسه.

(5)

في المطبوع من تاريخ الخطيب: "يفصل كلام ذا من كلام ذا.

(6)

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول - وسأله رجل - فقَالَ: يا أبا عَبد الله ما تقول في محمد ابن إسحاق، وموسى بن عُبَيدة الربذي؟ فقال: أما موسى بن عُبَيدة فكان رجلا صالحا، حدث بأحاديث مناكير، وأما ابن إسحاق فيكتب عنه هذه الاحاديث، يعني المغازي ونحوها - فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا، قال أحمد بن حنبل بيده، وضم يديه وأقام أصابعه الابهامين. (تاريخه: 2 / 504 - 505) .

ص: 422

وَقَال مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبي شَيْبَة (1) : سألت عليا عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فَقَالَ: هُوَ صَالِح وسط.

وَقَال أَحْمَد بْن أَبي خيثمة (2) : سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ليس به بأس.

قال: وسئل يَحْيَى بْن مَعِين عنه مرة أخرى فَقَالَ: ليس بذاك، ضعيف. قال: وسمعت يحيى بن مَعِين مرة أخرى يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عندي سقيم ليس بالقوي.

وَقَال أَبُو الْحَسَنِ الميموني (3) : سمعت يَحْيَى بْن مَعِين يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ضعيف.

وَقَال أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ (4) : قلت ليحيى بْن مَعِين، وذكرت لَهُ الحجة، فقلت لَهُ: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق منهم؟ فَقَالَ: كَانَ ثقة، إنما الحجة: عُبَيد الله بْن عُمَر، ومالك بْن أنس وذكر قوما آخرين.

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ (5)، عَن يحيى بْن مَعِين: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ثقة، وليس بحجة (6) .

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 230 - 231.

(2)

تاريخ الخطيب: 1 / 232.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 231.

(4)

تاريخه: 460 - 461.

(5)

تاريخه: 2 / 505.

(6)

وَقَال الدارمي: قلت (يعني ليحيى بن مَعِين) : فمحمد بن إسحاق؟ فقال: ليس بِهِ بأس، وهو ضعيف الحديث عن الزُّهْرِيّ (تاريخه، الترجمة 15) . وَقَال عَباس الدُّورِيُّ: سألت يَحْيَى: أيما أحب إليك: مُوسَى بْن عُبَيدة الربذي أو مُحَمَّد بْن إِسْحَاق؟ فَقَالَ: محمد بن إسحاق. وَقَال: قال يحيى: لاتشبث بشيءٍ مما يحدثك =

ص: 423

وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة السدوسي (1) : سألت يحيى بْن مَعِين عنه، فقلت: في نفسك من صدقه شيء؟ قال: لا، هو صدوق. وَقَال العجلي (2) : مدني ثقة.

وَقَال النَّسَائي (3) : ليس بالقوي.

وَقَال أَبُو سَعِيد بْن يونس: قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة ومئة. روى عن جماعة من أهل مصر وغيرهم، منهم: عُبَيد اللَّهِ بْن المغيرة، ويزيد بْن أَبي حبيب، وثمامة بْن شفي، وعُبَيد الله بْن أَبي جَعْفَر، والقاسم بْن قزمان، والسكن بْن أَبي كريمة، روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت. روى عنه من أهل مصر الأكابر منهم: يَزِيد بْن أَبي حبيب، وقَيْس بْن أَبي يَزِيد.

أخبرنا يوسف بْن يعقوب، قال: أخبرنا زيد بن الحسن،

= به ابن إسحاق، فإن ابن إسحاق ليس هو بقوي في الحديث. فقال رجل ليحيى يصح أن ابن إسحاق كان يرى القدر؟ قال: نعم كان يرى القدر (تاريخه: 2 / 503 - 504) .

وَقَال عباس عن يَحْيَى بن مَعِين أيضا: لَيْث بْن سَعْد أثبت في يَزِيد بْن أَبي حبيب من محمد بن إسحاق (تاريخه: 2 / 501) وَقَال عنه أيضا: مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن أخي الزُّهْرِيّ، أحب إلي من مُحَمَّد بْن إِسْحَاق في الزُّهْرِيّ. (تاريخه: 2 / 524) . وَقَال ابن محرز عَنه: محمد بن عُمَر وأحب إلي من مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، وأهل المدينة لا يرون أن يحدثوا عن ابن إسحاق، وذلك أنه كان يرى القدر (سؤالاته، الترجمة 587) . وَقَال أبو زُرْعَة: فقلت ليحيى بن مَعِين: فلو قال رجل إن محمد بن إسحاق كان حجة كان مصيبا؟ قال: لا، ولكنه كان ثقة. (تاريخه:

462) .

(1)

تاريخ الخطيب: 1 / 231.

(2)

نفسه.

(3)

ضعفاؤه، الترجمة 513.

ص: 424

قال: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بْن علي الحافظ (1)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الحسين القطان، قال: أخبرنا دعلج بْن أَحْمَد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي كريمة الْحَرَّانِيّ، قال: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هارون عَنْ شُعْبَة، قال: لو سود أحد في الحديث لسود محمد ابن إِسْحَاق.

وبهذا الإسناد إِلَى أَبِي بَكْرٍ الْحَافِظُ (2)، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْن المحسن التنوخي، قال: حَدَّثَنَا علي بْن الْحَسَن بْن علي الرزاز، قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، قال: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس ابن يَزِيد البحراني، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، قال: سمعت شُعْبَة يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أمير المؤمنين في الحديث.

وبه، قال (3) : أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُوسَى الصيرفي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الأصم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي الوراق، قال: حَدَّثَنَا عُبَيد بْن يعيش، قال: حَدَّثَنَا يونس بْن بكير، قال: سمعت شُعْبَة يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أمير المحدثين فقيل له: لم؟ قال: لحفظه (4) .

(1) تاريخه: 1 / 227.

(2)

تاريخه: 1 / 228.

(3)

نفسه.

(4)

وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد: حَدَّثني أَبِي قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن مهدي عن ابن علية قال: قال شعبة: أما جابر الجعفي، ومحمد بن إسحاق فصدوقان في الحديث. (العلل ومعرفة الرجال: 2 / 211، 294) .

ص: 425

وَقَال مُحَمَّد بْن سَعْد (1) : كَانَ ثقة ومن الناس من يتكلم فيه، وكان خرج من المدينة قديما فأتى الكوفة، والجزيرة، والري، وبغداد، فأقام بها حَتَّى مات في سنة إحدى وخمسين ومئة.

وَقَال فِي موضع آخر (2) : كَانَ أول من جمع مغازي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وخرج من المدينة قديما فلم يرو عَنْهُ أحد منهم غَيْر إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، وكان مُحَمَّد بْن إِسْحَاق مع الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بالجزيرة، وكان أتى أَبَا جَعْفَر المنصور بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الجزيرة حين كَانَ مع الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد، وأتى الري فسمع منه أهل الري، فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة (3) .

وَقَال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ (4) : ولمحمد بْن إِسْحَاق حديث كَثِير وقد روى عنه أئمة الناس: شُعْبَة، والثوري، وابْن عُيَيْنَة، وحماد ابن سلمة وغيرهم. وقد روى "المغازي "عنه إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، وسلمة بْن الْفَضْل، ومُحَمَّد بْن سلمة، ويحيى بْن سَعِيد الأُمَوِي، وسَعِيد بْن بزيع، وجرير بْن حازم، وزياد البكائي وغيرهم. وقد روى عنه "المبتدأ والمبعث "، ولو لم يكن لابن إِسْحَاق من الْفَضْل إِلا أَنَّهُ صرف الملوك عَنِ الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إِلَى الاشتغال بمغازى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخلق لكانت

(1) طبقاته: 7 / 321 - 322.

(2)

طبقاته: 9 / الورقة 240 - 241.

(3)

وبقية كلام ابن سعد: "كان كثير الحديث وقد كتبت عنه العلماء ومنهم من يستضعفه.

(4)

الكامل: 3 / الورقة: 25

ص: 426

هذه فضيلة سبق بها ابن إِسْحَاق، ثُمَّ من بعده صنفها قوم آخرون فلم يبلغوا مبلغ ابن إِسْحَاق منها وقد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد في أحاديثه مَا يتهيأ أن يقطع عَلَيْهِ بالضعف، وربما أخطأ، أو يهم في الشئ بعد الشئ، كما يخطئ غيره، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة، وهُوَ لا بأس بِهِ.

قال عَمْرو بْن علي (1)، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة (2) : مات سنة خمسين ومئة.

وَقَال مُحَمَّد بْن سعد (3) في موضع آخر: قال الهيثم بْن عدي: توفي سنة إحدى وخمسين ومئة، قال: وَقَال ابنه: توفي سنة خمسين ومئة.

وَقَال أَحْمَد بْن خَالِد الوهبي (4) : مات سنة إحدى وخمسين ومئة.

وَقَال يَحْيَى بْن مَعِين (5) ، وعلي بْن المديني (6)، وزكريا بْن يَحْيَى الساجي (7) : مات سنة اثنتين وخمسين ومئة.

وَقَال خليفة بن خياط (8) : توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين

(1) تاريخ الخطيب: 1 / 232.

(2)

نفسه.

(3)

تاريخ الخطيب: 1 / 433.

(4)

تاريخ الخطيب: 1 / 232.

(5)

تاريخ الخطيب: 1 / 233.

(6)

نفسه.

(7)

نفسه.

(8)

طبقاته: 271، وتاريخه:234.

ص: 427

ومئة (1) .

(1) وَقَال عَبد الله بن أحمد: حدثني ابن خلاد قال: سمعت يحيى يذكر أن حجاجا لم ير الزُّهْرِيّ، وكان سئ الرأي فيه جدا ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه في حجاج ومحمد بن إسحاق، وليث وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. (لعلل ومعرفة الرجال: 2 / 213) . وَقَال البرذعي: حدثني عقيل بن يحيى الأصبهاني، قال حَدَّثَنَا أبو داود، قال: سمعت حمادبن سلمة يقول: لولا الاضطرار ما حملنا عن محمد بن إسحاق (أبو زُرْعَة الرازي 589) . وَقَال البرذعي: حدثني محمد بن إدريس، قال: سمعت محمد بن المنهال الضرير قال: سمعت يزيد بن زريع يقول: كان محمد بن إسحاق معتزليا (أبو زُرْعَة الرازي: 591) . وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم: سمعت أبي يقول: محمد بن إسحاق ليس عندي في الحديث بالقوي، ضعيف الحديث وهو أحب إلي من أفلح بن سَعِيد، يكتب حديثه. وَقَال عبد الرحمن: سئل أبو زُرْعَة عن محمد بن إسحاق بن يسار، فقال: صدوق، من تكلم في محمد بن إسحاق؟ محمد بن إسحاق صدوق، (الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1087) . وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم: حَدَّثَنَا محمد بن حمويه بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قلت لأحمد بن حنبل: سمع محمد بن إسحاق من مجاهد؟ قال: لا. (المراسيل: 195) وَقَال عبد الرحمن بن أي حاتم عَن أبيه: ضعيف. (علل الحديث - 1300) ، وذَكَره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات".

وَقَال: إنما أتى ما أتى لانه كان يدلس على الضعفاء فوقع المناكير في روايته من قبل أولئك فأما إذا بين السماع فيما يرويه فهو ثبت يحتج بروايته. (7 / 383 - 384)، وذَكَره ابن عدي في "الكامل "ونقل عن معتمر قال: قال لي أبي: لاترو عن ابن إسحاق فإنه كذاب.

ونقل عن محمد بن يحيي بن سَعِيد: حَدَّثَنَا عفان، عن وهيب قال: سمعت مالك بن أنس يقول: هو كذاب (3 / الورقة 25) . وَقَال الدَّارَقُطنِيّ: لا يحتج به، وإنما يعتبر به.

(سؤالات البرقاني، الترجمة 422) وَقَال: كان يقلب إسم المنهال بن الجراح إذا روى عنه.

(السنن: 2 / 94) . وَقَال الذهبي في "الميزان ": وثقه غير واحد، ووهاه آخرون، وهو صالح الحديث، ماله عندي ذنب إلا ما قد حشا في السيرة من الاشياء المنكرة المنقطعة والاشعار المكذوبة (3 / الترجمة 7197) . وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": ذكره النَّسَائي في الطبقة الخامسة من أصحاب الزُّهْرِيّ. وَقَال ابن المديني: ثقة لم يضعه عندي إلا روايته =

ص: 428

استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في كتاب "القراءة خلف الإمام "وغيره.

وروى لَهُ مسلم فِي "المتابعات "واحتج بِهِ الباقون.

5058 -

عخ: مُحَمَّد بن أسعد التغلبي (1) ، أَبُو سَعِيد المصيصي. كوفي الأصل.

رَوَى عَن: زُهَيْر بْن مُعَاوِيَة الجعفي، وأَبِي زُبَيْد عبثر بْن القاسم، وعَبْد اللَّهِ بْن المبارك، وعُبَيد بْن الوسيم الجمال، وعمار

= عن أهل الكتاب، وكذبه سُلَيْمان التَّيْمِيّ ويحيى القطان ووهيب بن خالد فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عروة ومالكا، وأما سُلَيْمان التَّيْمِيّ فلم يتبين لي (الكلام لابن حجر) لاي شيء تكلم فيه والظاهر أنه لامر غير الحديث لان سُلَيْمان ليس من أهل الجرح والتعديل. وَقَال الدَّارَقُطنِيّ: اختلف الأئمة فيه وليس بحجة إنما يعتبر به. وَقَال ابن البرقي: لم أر أهل الحديث يختلفون في ثقته وحسن حديثه. (9 / 45 - 46) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر. وَقَال الذهبي ملخصا حاله وما سببه كلام مالك فيه:"أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة، وارتفع مالك وصار كالنجم، والاخر فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الاحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن الا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكرا "(سير: 7 / 41) . قال بشار: وقبره في الاعظمية في بلدتنا، قريب من دارنا جدا.

(1)

الكنى لمسلم، الورقة 42، وضعفاء العقيلي، الورقة 187، والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1152، وثقات ابن حبان: 9 / 68، وضعفاء ابن الجوزي، الورقة 135، وديوان الضعفاء، الترجمة 3595، والمغني: 2 / الترجمة 5289، وميزان الاعتدال: 3 / الترجمة 7216، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 185، وتاريخ الاسلام، الورقة 149 (أياصوفيا 3007)، وتهذيب التهذيب: 9 / 46 - 47، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6050.

ص: 429

ابن سيف الضبي، ويحيى بْن يمان، وأَبِي إِسْحَاق الفزاري (عخ) ، وأَبِي بَكْر بْن عياش.

رَوَى عَنه: إِبْرَاهِيم بْن الْحَسَن المقسمي، وأَحْمَد بن حازم ابن أَبي عزرة، وأَحْمَد بْن سَعِيد الدارمي، وأَحْمَد بْن يَحْيَى بْن خَالِد بْن حيان الرَّقِّيّ، وإسحاق بْن مَنْصُور الكوسج، وأيوب بْن مُحَمَّد الوزان، وحامد بْن يَحْيَى البلخي، وسُلَيْمان بْن الربيع النهدي، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي، وعلي بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ابن المغيرة، وعَمْروبن علي الفلاس، ومحمد بن أحمد بْن الجنيد الدقاق، ومحمد بْن عبد الرحمن العنبري، ومحمد بْن غورك، وأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى (عخ) .

قال أَبُو زُرْعَة (1) : منكر الحديث.

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات (2) "قال: ويُقال أيضا: مُحَمَّد بْن سَعِيد (3) .

روى لَهُ البخاري فِي كتاب "أفعال العباد.

5059 -

ت: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم بن المغيرة (4)

(1) الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1152.

(2)

9 / 68.

(3)

وذكره العقيلي في "الضعفاء "وَقَال: منكر الحديث (الورقة 187) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": لين.

(4)

تاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهرست) والجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1086، وثقات ابن حبان: 9 / 113، وتاريخ الخطيب: 2 / 4 - 36، والسابق واللاحق: 67 وتقييد المهمل، الورقة 52، وطبقات الحنابلة: 1 / 271، وأنساب السمعاني: =

ص: 430

ابن بذدزبة، وقيل: بردزبة (1)، وقيل: ابْن الأَحنف الجعفي مولاهم، أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن أَبي الْحَسَن الْبُخَارِيّ الْحَافِظ، صاحب "الصحيح.

إمام هَذَا الشأن والمقتدى بِهِ فيه والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.

رحل في طلب الحديث إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز، والشام، ومصر.

رَوَى عَن: إِبْرَاهِيم بْن حمزة الزبيري، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي (ت) ، وإبراهيم بْن مُوسَى الرازي (ت) ، وأَحْمَد بْن حنبل، وأحمد بن صالح المِصْرِي، وأَحْمَد بْن أَبي الطيب المروزي (ت) ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد الأزرقي، وآدم بْن أَبي إياس العسقلاني، وأبي النَّضْر إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الفراديسي، وإسحاق ابن راهويه، وإِسْمَاعِيل بْن أبان الوراق، وإسماعيل بن أَبي أويس

= 2 / 100، والمعجم المشتمل، الترجمة 762، والكامل في التاريخ، (انظر الفهرست) وتهذيب النووي: 1 / 67، ووفيات الاعيان: 4 / 188 وسير أعلام النبلاء: 12 / 391، وتذكرة الحفاظ: 2 / 555، والكاشف: 3 / الترجمة 4786، والعبر (انظر الفهرست) وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 185، وتاريخ الاسلام، الورقة 258 (أحمد الثالث 2917 / 7) . وطبقات السبكي: 2 / 212، وتأريخ ابن كثير: 11 / 24، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 47 - 55، والتقريب: 2 / 144 ومقدمة فتح الباري، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6052، وشذرات الذهب: 2 / 134، وأفردت الكتب والدراسات الخاصة به.

(1)

انظر تقييد هذا الاسم في إكمال ابن ماكولا، وتهذيب النووي، ووفيات الاعيان، ومعناها بالبخارية: الزراع.

ص: 431

(ت) ، وأيوب بْن سُلَيْمان بْن بلال، وبدل بْن المحبر، وثابت بْن مُحَمَّد الشيباني الزاهد، وجَعْفَر بْن عَبد اللَّهِ السُّلَمِيّ البلخي، وحجاج بْن منهال الأَنْمَاطِيّ، والحسن بْن بشر البجلي (ت) ، والحسن بْن الربيع البوراني (ت) ، وأَبِي عُمَر حَفْص بْن عُمَر الحوضي، وأبي اليمان الحكم بْن نَافِع، وخالد بن مخلد، وخلاد ابن يَحْيَى (ت) ، وداود بْن شَبِيب الباهلي، والربيع بْن يَحْيَى الأشناني، وزكريا بن يحيى البلخي، وسريج بْن النعمان الْجَوْهَرِيّ، وسَعِيد بْن الحكم بْن أَبي مريم (ت) ، وسَعِيد بْن سُلَيْمان الواسطي (ت) ، وسَعِيد بْن كَثِير بن عفير، وسُلَيْمان بن حرب (ت) ، وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيّ (ت) ، وشهاب بْن عباد العبدي (ت) ، وصدقة بْن الْفَضْل الْمَرْوَزِيّ، والصلت بْن مُحَمَّد الخاركي، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد، وطلق بْن غنام النخعي، وأَبِي بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي الأَسْوَد (ت) ، وعبد الله بْن الزبير الحميدي (ت) ، وأَبِي مَعْمَر عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو المنقري، وعبد الله بْن مُحَمَّد الجعفي المسندي (ت) ، وأَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ عَبد اللَّهِ بْن يزيد المقرئ (ت) ، وعبد الله بْن يُوسُف التنيسي، وعبد الرحمن بْن إبراهيم دحيم، وعبد العزيز بْن عَبد اللَّهِ الأُوَيسي، وأَبِي المغيرة عبد القدوس بْن الْحَجَّاج الخولاني، وعبدان بْن عثمان المروزي، وعُبَيد الله بْن مُوسَى (ت) ، وعفان بْن مُسْلِم، وعلي بْن المديني (ت) ، وأبي نعيم الفضل بْن دكين (ت) ، وقبيصة بْن عقبة، وقتيبة ابن سَعِيد، وقَيْس بْن حَفْص الدارمي، وأبي غسان مَالِك بْن إِسْمَاعِيل النهدي (ت) ، ومُحَمَّد بْن بشار بندار، ومحمد بن سَعِيد ابن الأَصْبَهَانِيّ (ت) ، ومُحَمَّد بْن سنان العوقي (ت) ، ومُحَمَّد بْن

ص: 432

الصباح الدولابي (ت) ، ومُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نُمَيْر (ت) ، ومحمد ابن عَبد اللَّهِ الأَنْصارِيّ، وأَبِي ثَابِت مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ (1) المديني، ومحمد بْن الفضل السدوسي عارم، ومحمد بْن كثير العبدي (ت) ، وأبي مُوسَى مُحَمَّد بْن المثنى، ومُحَمَّد بْن يوسف الفريابي، ومطرف بْن عَبد اللَّهِ المدني، ومكي بن إبراهيم البلخي، وأبي سلمة مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل التبوذكي (ت) ، وأبي حذيفة مُوسَى بْن مسعود النهدي، ونعيم بْن حَمَّاد المروزي، وأبي الوليد هشام بْن عَبد المَلِك الطيالسي، وهشام بْن عمار الدِّمَشْقِيّ (ت) ، والوليد بْن صَالِح النخاس (2) ، ويحيى بْن صَالِح الوحاظي (ت) ، ويحيى بن عَبد الله بْن بُكَيْر، ويحيى بْن مَعِين، وخلق سواهم في "الجامع الصحيح.

وروى في غَيْر "الجامع "عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشار الرمادي (ت) ، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عباد بْن هانئ الشجري (ت) ، وأَبِي حَفْص أَحْمَد بْن حَفْص الْبُخَارِيّ، وأَحْمَد بْن خَالِد الوهبي (ت) ، وإِسْمَاعِيل بْن سالم الصَّائِغ، وبشر بْن شُعَيْب بْن أَبي حَمْزَة، والحسن بْن شُجَاع البلخي (ت) ، والحسن بْن واقع الرملي (ت) ، والحسين بْن الضحاك النَّيْسَابُورِيّ، وظليم بْن خطيط الجهضمي الدبوسي وهُوَ من أقرانه، وأَبِي صَالِح عَبد اللَّهِ بْن صَالِح المِصْرِي (ت) ، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي (ت) ، وأَبِي مسهر عبد الاعلى بْن مسهر الغساني، وعثمان بْن هارون القرشي

(1) تحرف في نسخة ابن المهندس إلى "عَبد الله.

(2)

بالنون والخاء المعجمة، قيده ابن حجر في "التقريب"بالحرف.

ص: 433

الانماطي، وعلي بن عبد الحميد المعني (ت) ، ومُحَمَّد بْن مسلمة المخزومي، ومُحَمَّد بْن وهْب بْن عطية الدِّمَشْقِيّ، ومعقل بْن مَالِك الباهلي (ت) ، وهشام بْن إِسْمَاعِيل الْعَطَّار الدِّمَشْقِيّ (ت) .

رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، وإبراهيم بْن إسحاق الحربي، وإبراهيم ابن معقل النسفي، وإبراهيم بْن مُوسَى الجوزي، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن حمدون بْن أَحْمَد بْن رُسْتُم الأعمشي النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن سَهْل بْن مَالِك، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن أَبي عاصم، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الأزهر الأزهري النَّيْسَابُورِيّ، وأَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الجليل - بالجيم - البزاز الْبُخَارِيّ، وأَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صدقة الْبَغْدَادِيّ، وأَبُو حامد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمار النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن نَصْر بْن إِبْرَاهِيم الخفاف النَّيْسَابُورِيّ، وأحيد بْن أَبي جَعْفَر والي بخارى، وآدم بْن مُوسَى الخواري، وإسحاق بْن أَحْمَد بْن خلف الْبُخَارِيّ، وإسحاق بْن أَحْمَد بْن زيرك الفارسي، وإسحاق بْن دَاوُد الصواف التُّسْتَرِيّ، وأَبُو سَعِيد بَكْر بْن منير بْن خليد بْن عسكر الْبُخَارِيّ، وجعفر بن محمد ابن مُوسَى النَّيْسَابُورِيّ الْحَافِظ، وجعفر بْن مُحَمَّد الْقَطَّان إمام جامع كرمينية، وحاتم بْن خجيم الأفراني، وحاشد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وحاشد بْن عَبد الله بن عبد الواحد، والحسن بْن الْحُسَيْن القزاز الْبُخَارِيّ، والحسين بْن إِسْمَاعِيلَ المحاملي وهو آخر من روى عنه ببغداد، والحسين بْن مُحَمَّد بْن حَاتِم عُبَيد العجل، والحسين بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد القباني، وأَبُو يَحْيَى زكريا بْن يَحْيَى البزاز، وزنجويه بْن مُحَمَّد اللباد النَّيْسَابُورِيّ، وسليم بن مجاهد ابن يعيش الكرماني، وأَبُو هارون سَهْل بْن شاذويه الْبُخَارِيّ، وأَبُو

ص: 434

النضر شريح بْن أَبي عَبد اللَّهِ واسمه شرغه بْن إِسْمَاعِيل النسفي الزاهد، وصالح بن محمد الأسدي الْحَافِظ، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عبد السلام الخفاف النَّيْسَابُورِيّ، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن أَبي داود، وأبو بكر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن أَبي الدنيا، وعبد الله بْن عبد الرحمن ابن الأشقر الْقَاضِي البَصْرِيّ، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن ناجية الْبَغْدَادِيّ، وعبد الرحمن بْن رسائن الْبُخَارِيّ، وعبد القدوس بْن عبد الجبار السمرقندي، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي، وعُبَيد اللَّه بْن واصل الْبُخَارِيّ، وعلي بْن العباس البجلي المقانعي، وعُمَر ابن حَفْص الأشقر، وعُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير البجيري، وغفير بْن جَرِير الْحَدَّاد النسفي، وأَبُو معشر الْفَضْل بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن أشرس الضبي النسفي الأعمى الْحَافِظ، والفضل بْن الْعَبَّاس الرازي الْحَافِظ المعروف بفضلك، والفضل بْن مُحَمَّد بْن عقيل بْن خويلد الخزاعي فضلان، والفضل بْن مُوسَى بن الهذيل النسفي، والقاسم ابن إِسْمَاعِيل المحاملي، والقاسم بْن زكريا المطرز، وأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شعيب الغازي، وأبو بشر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد الدولابي، وأَبُو حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الرازي، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إسحاق بْن خزيمة، وأبو قريش مُحَمَّد بْن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ، وأبو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبي حاتم الْبُخَارِيّ النحوي الوراق، وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حريث، ومُحَمَّد بْن حمدويه، وأَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بْن فارس راوية "التأريخ الكبير "، ومُحَمَّد بْن سَهْل المقرئ الفسوي، ومُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن الجنيد، ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن سُلَيْمان الحضرمي، ومحمد بْن قتيبة الْبُخَارِيّ قرابته، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد

ص: 435

ابن مُوسَى بن الهذيل النسفي، ومحمد بْن موسى النهرتيري، ومحمد بْن نَصْر الْمَرْوَزِيّ الفقيه، ومُحَمَّد بْن هارون الحضرمي البغدادي، ومُحَمَّد بْن واصل البيكندي، ومُحَمَّد بْن يوسف بْن عَاصِم، ومُحَمَّد بْن يوسف الفربري راوية "الصحيح"، ومحمود بْن إِسْحَاق الخزاعي، ومحمود بْن عنبر بْن يغنم بْن حبيب النسفي، وأَبُو جَعْفَر مسبح بْن سَعِيد الْبُخَارِيّ، ومسلم بْن الْحَجَّاج في غَيْر "الصحيح"، وأَبُو طَلْحَة مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن علي البزوري النسفي قال جَعْفَر بْن مُحَمَّد (1) المستغفري: وهُوَ آخر من روى عنه "الجامع "ومات سنة تسع وعشرين وثلاث مئة، وأَبُو حسان مهيب بْن سُلَيْم ابن مجاهد بْن يعيش الكرماني، وأَبُو عُمَر نافع بْن شُعَيْب القسام، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد البغدادي، ويعقوب بْن يوسف الشيباني الأخرم والد أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْحَافِظ، ويوسف بْن ريحان، ويوسف بْن مُوسَى المروروذي.

وروى النَّسَائي (2) في الصيام مِنْ "سُنَنِهِ "عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل، عَن حَفْص بْن عُمَر بْن الْحَارِث، عَن حَمَّاد، عَن مَعْمَر والنعمان بْن راشد، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عروة، عَن عائشة: "مَا لعن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من لعنة تذكر

"الحديث. هكذا رواه أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظ (3) ، وأَبُو علي الْحَسَن بْن الخضر الأسيوطي، وأَبُو الْحَسَن بْن حبويه النَّيْسَابُورِيّ عَن النَّسَائي، عَن

(1) من قوله: "بن علي البزوري "إلى هذا الموضع سقط من نسخة ابن المهندس.

(2)

المجتبى: 4 / 125.

(3)

من بني كنانة، وكان حافظ مصر في زمانه.

ص: 436

مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حسب. وفي أصل الْحَافِظ أَبِي عَبد اللَّهِ الصُّورِيّ الذي كتبه بخطه، عَن أَبِي مُحَمَّد بْن النحاس، عَن حَمْزَة، عَن النَّسَائي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وهُوَ أَبُو بَكْر الطبراني.

وَقَال أبو بكر بن السني وحده عَنِ النَّسَائي: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، ولم نجد للنسائي عنه رواية سوى هَذَا الحديث إن كَانَ ابْن السني حفظه عَنِ النَّسَائي، ولم ينسبه من تلقاء نفسه معتقدا أَنَّهُ الْبُخَارِيّ، والله أعلم. وقد روى النَّسَائي الكثير عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم، وهُوَ ابْن علية وهُوَ يشارك الْبُخَارِيّ في بعض شيوخه كما سيأتي في ترجمته.

وروى في كتاب "الكنى "عَنْ عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن عبد السلام الخفاف عَنِ الْبُخَارِيّ عدة أحاديث، فهذه قرينة ظاهرة في أَنَّهُ لم يلق الْبُخَارِيّ ولم يسمع منه، والله أعلم.

قال أَبُو أَحْمَد بْن عَدِيّ (1) الْحَافِظ: سمعت مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعدان الْبُخَارِيّ يَقُول: مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مغيرة ابن بذدزبه الْبُخَارِيّ، وبذدزبه مجوسي مات عليها (2) ، والمغيرة بْن بذدزبه أسلم على يدي يمان الْبُخَارِيّ والي بخاري، ويمان هَذَا هُوَ أَبُو جد عَبد اللَّه بْن مُحَمَّد المسندي الجعفي (3) ، وعبد الله بْن مُحَمَّد هُوَ ابْن جَعْفَر بْن يمان الْبُخَارِيّ الجعفي، والبخاري قيل له: جعفي لأن أَبَا جده أسلم على يدي أَبِي جد عَبد الله

(1) تاريخ الخطيب: 2 / 5 - 6.

(2)

أي مات وهو على دين المجوس.

(3)

قوله: "الجعفي "سقط من المطبوع من تاريخ الخطيب.

ص: 437

المسندي، ويمان جعفي فنسب إليه لأنه مولاه من فوق، وعبد الله قيل له: مسندي لأنه كَانَ يطلب المسند في حداثته.

وَقَال بَكْر بْن منير (5) : بردزبه هو بالبخارية، وبالعربية: الزراع.

وَقَال أيضا (2) : سمعت أَبَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزاز ببخاري يَقُول: رأيت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير، ولد يَوْم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومئة، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يَوْم الفطر بعد صلاة الظهر يَوْم السبت لغرة شوال من سنة ست وخمسين ومئتين، عاش اثنتين وستين سنة إِلا ثلاثة عشر يوما.

وَقَال أَحْمَد (3) بْن سيار الْمَرْوَزِيّ: ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمَ بْن المغيرة الجعفي، أَبُو عَبْد اللَّهِ، طلب العلم وجالس الناس ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حَسَن المعرفة، حَسَن الحفظ، وكان يتفقه.

أخبرنا أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِدِ ابن الْبُخَارِيّ بقراءتي عَلَيْهِ، وأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَدُ بْنُ أَبي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمان الواعظ قِرَاءَة عَلَيْهِ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُنْدِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الشيباني، قال: أخبرنا أبو

(1) تاريخ الخطيب: 2 / 11.

(2)

تاريخ الخطيب: 2 / 6.

(3)

تاريخ الخطيب: 2 / 6.

ص: 438

بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِت الْحَافِظ (1)، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب عبد الغفار بْن عبد الواحد الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إبراهيم ابن أحمد الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن علي الفارسي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، قال: سمعت جدي مُحَمَّد بْن يوسف بْن مطر الفربري (2) يَقُول: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبي حاتم الوراق النحوي، قال: قلتُ لأبي عَبد الله مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ: كيف كَانَ بدأ أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فَقَالَ: عشر سنين أو أقل، ثُمَّ خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إِلَى الداخلي، وغيره، وَقَال يوما فيما كَانَ يقرأ للناس: سُفْيَان عَن أَبِي الزبير عَنْ إِبْرَاهِيم، فقلت له: يَا أَبَا فلان إن أَبَا الزبير لم يرو عَنْ إِبْرَاهِيم فانتهرني. فقلت له: ارجع إِلَى الأصل إن (2) كَانَ عندك، فدخل ونظر فيه ثُمَّ خرج. فَقَالَ لي: كيف هُوَ يَا غلام؟ فقلت: هُوَ الزبير بْن عدي عَنْ إِبْرَاهِيم (د س) ، فأخذ القلم مني وأحكم كتابه، وَقَال: صدقت. فَقَالَ له بعض أصحابه: ابْن كم كنت إذ رددت عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: ابْن إحدى عشرة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء، ثُمَّ خرجت مع أمي وأخي أحمد إلى

(1) تاريخه 2 / 6. وقد اقتبس المؤلف الترجمة بأكملها من تاريخ الخطيب باستثناء فقرة واحدة طويلة في شروط المحدث في آخر الترجمة وسنثبت ما نجده من خلاف بين الاصل وبين المطبوع، من غير إشارة إلى الخطيب عند الاتفاق.

(2)

ويجوز ضبطه بفتح الفاء والراء، كما في أنساب السمعاني.

(3)

قوله: "إن "سقط من نسخة ابن المهندس.

ص: 439

مكة، فلما حججت، رجع أخي وتخلفت بها (1) في طلب الحديث، فلمما طعنت في ثماني عشرة جعلت أصنف فضائل (2) الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عُبَيد اللَّهِ بْن مُوسَى، وصنفت كتاب "التأريخ "إذ ذاك عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة.

وَقَال: قل اسم في "التأريخ "إِلا وله عندي قصة إِلا إِنِّي كرهت تطويل الكتاب.

وبهذا الإسناد إِلَى أَبِي بَكْر بن ثابت الحافظ، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَدَ المقرئ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ محمد ابن أَحْمَد بْن الْحَسَن الْجُرْجَانِيّ في كتابه إلي وحَدَّثَنِي عنه أَبُو عَمْرو البختري، قال: أخبرنا خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم وراق الْبُخَارِيّ، قال: سمعت الْبُخَارِيّ يَقُول: لو نشر بعض أستاذي (3) هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب "التأريخ "ولا عرفوه ثُمَّ قال: صنفته ثلاث مرات.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن أَحْمَد الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إدريس الوراق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حم الْبُخَارِيّ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي حاتم الوراق، قال: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: أخذ إِسْحَاق بن راهويه كتاب

(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب: "رجع أخي بها وتخلفت.

(2)

في المطبوع: "قضايا.

(3)

في تاريخ الخطيب: "إسنادي "مصحف.

ص: 440

"التأريخ "الذي صنفت فأدخله على عَبد اللَّهِ بْن طَاهِر، فَقَالَ: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قال: فنظر فيه عَبد اللَّهِ بْن طَاهِر، فتعجب منه، وَقَال: لست أفهم تصنيفه.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي عُبَيد اللَّهِ بْنُ أَبي الْفَتْح، قال: سمعت مُحَمَّد بْن حُمَيْد اللخمي، يَقُول: سمعت الْقَاضِي أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن صَالِح الهاشمي يَقُول: سمعت أَبَا الْعَبَّاس بْن سَعِيد يَقُول: لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عَنْ كتاب "تاريخ "(1) مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.

وبه، قال: قرأت على الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن المؤدب أخي أَبِي مُحَمَّد الخلال، عَن أَبِي سَعْد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الإدريسي الْحَافِظ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّهِ السرخسي بسمرقند، قال: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الْبُخَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَامِر بْن المنتجع، قال: سمعت أَبَا بَكْر المديني يَقُول: كنا يوما بنيسابور عند إِسْحَاق بْن راهويه ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حاضر في المجلس فمر إِسْحَاق بحديث من أحاديث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَطَاء الكيخاراني فَقَالَ له إسحاق: يا أبا عَبد الله إيش كيخاران؟ قال: قرية باليمن كَانَ مُعَاوِيَة بْن أَبي سُفْيَان بعث هَذَا الرجل من أصحاب النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَن فسمع منه عَطَاء حديثين. فَقَالَ له إِسْحَاق: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ كأنك قد شهدت القوم.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، قال: أخبرنا

(1) في المطبوع زاد في هذا الموضع كلمة: "تصنيف ".

ص: 441

مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قال: سمعت خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ يَقُول: سمعت إِبْرَاهِيم بْن معقل النسفي يَقُول: سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: كنت عند إِسْحَاق ابن راهويه فَقَالَ لنا بعض أصحابنا: لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هَذَا الكتاب، يَعْنِي: كتاب "الجامع.

وبه، قال: كتب إلي علي بْن أَبي حامد الأَصْبَهَانِيّ يذكر أن أَبَا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَكِّيّ الْجُرْجَانِيّ حدثهم، قال: سمعت السعداني يَقُول: سمعت بعض أصحابنا يَقُول: قال محمد ابن إِسْمَاعِيل: أخرجت هَذَا الكتاب يَعْنِي "الصحيح"من زهاء ست مئة ألف حديث.

وبه، قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: أَخْبَرَنَا عَبد الله بْن عدي، قال: سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول: سمعت إبراهيم بن معقل يقول: سمعت محمد بن إسماعيل الْبُخَارِيّ يَقُول: مَا أدخلت في كتابي "الجامع "إِلا مَا صح وتركت من الصحاح لحال الطول.

وبه، قال: حَدَّثَنِي محمد بن علي الصُّورِيّ، قال: حَدَّثَنَا عبد الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيد الْحَافِظِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ الْفَضْل، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن يَعْقُوب بْن المأمون، قال: سئل أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ يَعْنِي النَّسَائي عَنِ الْعَلاء وسهيل فَقَالَ: هما خير من فليح ومع هَذَا فما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.

ص: 442

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْن علي بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْعَطَّار الأَصْبَهَانِيّ بالري، قال: سمعت أَبَا الهيثم الكشميهني يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن يوسف الفربري، يَقُول: قال لي محمد ابن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ: مَا وضعت في كتاب "الصحيح"حديثا إِلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

وبه، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَبي الْحَسَن الساحلي، قال: أخبرنا أَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بْن عدي يَقُول: سمعت عبد القدوس بْن همام يَقُول: سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ تراجم جامعة بين قبر النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.

وبه، قال: أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحيري بنيسابور، قال: سمعت أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الفقيه البلخي يَقُول: سمعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ الصَّفَّار البلخي يَقُول: سمعت أَبَا إِسْحَاق المستملي يروي عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف الفربري أَنَّهُ كَانَ يَقُول: سمع كتاب "الصحيح"لمحمد بْن إِسْمَاعِيل تسعون ألف رجل فما بقي أحد يروي عنه غيري.

وبه، قال: قرأت على الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد الإدريسي، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حم، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف الفربري، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم، قال: قلتُ لأبي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ: تحفظ جميع مَا أدخلت في المصنف؟ فَقَالَ: لا يخفى علي جميع ما فيه (1) .

(1) هذا هو آخر الجزء الثامن والسبعين بعد المئة من أجزاء المؤلف وقد كتب ابن =

ص: 443

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، وأَحْمَد بْن أَبي بَكْر الواعظ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الشَّيْبَانِيُّ، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بْن علي بْن ثَابِت الْحَافِظ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن علي بْن إِبْرَاهِيم بْن نصرويه السمرقندي، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مت الاشتيخني بها، قال: حَدَّثَنَا الفربري مُحَمَّد بْن يوسف، قال: سمعت الْبُخَارِيّ بخوارزم يَقُول: رأيت أَبَا عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَعْنِي في المنام خلف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي، فكلما رفع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قدمه وضع أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل قدمه في ذلك الموضع.

وبهذا الإسناد إِلَى الْحَافِظ أَبِي بَكْر بْن ثَابِت، قال: أخبرنا أَبُو سَعْد الماليني، قال: أَخْبَرَنَا عَبد الله بْن عدي، قال: سمعت مُحَمَّد بن يوسف الفربري، قال: سمعت النجم بْن فُضَيْل وكان من أهل الفهم يَقُول: رأيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي المنام خرج من قرية ماستين (1) ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل خلفه، فكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خطا خطوة يخطو مُحَمَّد ويضع قدمه على خطوة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ويتبع أثره.

وبه، قال: كتب إلي أَبُو الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بن محمد ابن الْحُسَيْن الخرجاني (2) من أصبهان يذكر أَنَّهُ سمع أَبَا أَحْمَد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَكِّيّ الْجُرْجَانِيّ يقول: سمعت محمد بْن

المهندس بلاغا في حاشية نسخته يفيد مقابلته بأصل مصنفه.

(1)

في المطبوع من "تاريخ "الخطيب: "ماستي "خطأ، وهي قرية من قرى بخارى كما في كتب البلدان، وانظر انساب السمعاني ولباب ابن الاثير في "الماستيني.

(2)

بالخاء المعجمة، والراء المهملة والجيم، قيده أبو سعد السمعاني في "الانساب " (5 / 75) وقد تحرف في المطبوع من "تاريخ "الخطيب إلى:"الجرجاني ".

ص: 444

يوسف الفربري يَقُول: رأيت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في النوم فَقَالَ لي: أين تريد؟ فقلت: أريد مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ. فَقَالَ: أقرئه مني السلام.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْن علي السوذرجاني بأصبهان من لفظه، قال: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفقيه، قال: حَدَّثَنَا خلف بْن مُحَمَّد الخيام، قال: سمعت أَبَا مُحَمَّد المؤذن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السِّمْسَار يَقُول: سمعت شيخي يَقُول: ذهبت عينا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل في صغره فرأت والدته في المنام إِبْرَاهِيم الخليل عليه السلام فَقَالَ: يَا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة دعائك أو لكثرة بكائك. قال: فأصبح وقد رد الله عَلَيْهِ بصره.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أبو الوليد الحسن بن محمد بْن علي الدربندي، قال: أخبرنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان بن كامل الحافاظ ببخارى، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، قال: سمعت أَبَا حسان مهيب بْن سُلَيْم يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْقَطَّان إمام الجامع بكرمينية يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ يَقُول: كتبت عَنْ ألف شيخ وأكثر، مَا عندي حديث إِلا أذكر إسناده.

وبه، قال: أخبرني أبو الوليد، قال: قال أَبُو عَبْد اللَّهِ: سمعت أبا عَمْرو أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ يَقُول: سمعت أَبَا مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُمَر الأديب يَقُول: سمعت أحيد بْن أَبي جَعْفَر والي بخارى يَقُول: قال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يوما: رب

ص: 445

حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر. قال: فقلت له: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ بكماله؟ قال: فسكت.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أحمد بْن يعقوب، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن خَالِد المطوعي، قال: حَدَّثَنَا مسبح (1) بْن سَعِيد، قال: كَانَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ إذا كَانَ أول ليلة من شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية. وكذلك إِلَى أن يختم القرآن، وكان يقرأ في السحر مَا بين النصف إِلَى الثلث من القرآن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال، وكان يختم بالنهار كل يَوْم ختمة، وتكون ختمة عند الإفطار كل ليلة، ويقول: عند كل ختم دعوة مستجابة.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا مُحَمَّد ابن أحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان الْحَافِظُ، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، قال: سمعت أَبَا سَعِيد بَكْر بْن منير يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: إِنِّي أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.

وبه، قال: كَانَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يصلي ذات يَوْم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى صلاته قال: انظروا أيش هَذَا الذي آذاني في صلاتي، فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعاً ولم يقطع صلاته.

(1) في المطبوع من تاريخ الخطيب: "نسج "محرف.

ص: 446

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن علي الفارسي، قال: أَخْبَرَنَا أحمد بْن عَبد الله بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنِي جدي مُحَمَّد بْن يوسف الفربري، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي حاتم الوراق، قال: دعي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل إِلَى بستان بعض أصحابه، فلما حضرت صلاة الظهر صلى بالقوم ثُمَّ قام للتطوع، فأطال القيام فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه فَقَالَ لبعض من معه: انظر هل ترى تحت قميصي (1) شيئا فإذا زُنْبُور قد أبره في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا وقد تورم من ذلك جسده، وكان آثار الزنبور في جسده ظاهرة، فَقَالَ له بعضهم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول مَا أبرك؟ فَقَالَ: كنت في سورة فأحبب أن أتمها!

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إدريس الوراق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حم، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي حاتم الوراق، قال: كَانَ أَبُو عَبد اللَّهِ إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحِد إِلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إِلَى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا بيده، ويسرج، ثُمَّ يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثُمَّ يضع رأسه. وكان يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وكان لا يوقظني في كل مَا

(1) تحرف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: "قميصه ".

ص: 447

يقوم. فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هَذَا ولا توقظني؟ قال: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك. ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيف كتاب "التفسير "وكان أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث. فقلت له: يَا أَبَا عَبد اللَّهِ سمعتك تقول يوما: إِنِّي مَا أتيت شيئا بغير علم قط منذ عقلت، فأي علم في هَذَا الاستلقاء؟ فَقَالَ: أتعبنا أنفسنا في هَذَا اليوم، وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو فأحببت أن استريح وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا (1) العدو كان بناحراك.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِي الصوري ببغداد، وأَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن علي بْن عِيَاض بْن أَبي عقيل الْقَاضِي بصور، وأَبُو نَصْر علي بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن أَبي سلمة الوراق بصيدا، قَالُوا: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَمِيع الغساني، قال: حدثني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن آدم بْن عُبَيد أَبُو سَعِيد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف الْبُخَارِيّ (2)، قال: كنت عند مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ بمنزله ذات ليلة فأحصيت عَلَيْهِ أَنَّهُ قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثماني عشرة مرة.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: سمعت محمد ابن الْفَضْل المفسر يَقُول: سمعت أَبَا إِسْحَاق الزنجاني يَقُول: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن رساين الْبُخَارِيّ يَقُول: سمعت محمد بْن

(1) غافصنا بمعنى فاجئنا، وأخذنا على غرة منا.

(2)

هو الفربري.

ص: 448

إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ يَقُول: صنفت كتاب "الصحاح "ستة عشر سنة خرجته من ست مئة ألف حديث، وجعلته حجة فيما. بيني وبين الله تعالى.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر الْحَافِظ، قال: حَدَّثَنَا خلف بْن مُحَمَّد، قال: سمعت أَبَا الْعَبَّاس الْفَضْل بْن إِسْحَاق بْن الْفَضْل البزاز يَقُول: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن المنهال العابد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، قال: كتبنا عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل على باب مُحَمَّد بْن يوسف الفريابي وما في وجهه شعرة. فقلت: ابْن كم كنت؟ قال: ابْن سبع عشرة سنة.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبي بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن سَعِيد التاجر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف بْن مطر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي حاتم، قال: سمعت حاشد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: كنت بالبصرة فسمعت بقدوم مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فلما قدم قال مُحَمَّد بْن بشار (2) : دخل اليوم سيد الفقهاء.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ، قال: أخبرنا أَبُو شُجَاع الفضيل بْن الْعَبَّاس بْن الخصيب التَّمِيمِيّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو قُرَيْشٍ مُحَمَّدُ بْنُ جمعة بْن خلف، قال: سمعت بندارا مُحَمَّد بْن بشار يَقُول: حفاظ الدنيا أربعة: أَبُو زُرْعَة

(1) تحرف في المطبوع من تاريخ الخطيب إلى: "يسار ". ومحمد بن بشار بندار روى

عنه البخاري في الصحيح قرابة مئة حديث.

ص: 449

بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الدارمي بسمرقند، ومُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ببخاري.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا خلف بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، قال: حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن بجير، قال: سمعت مُحَمَّد بْن بشار العبدي بندارا يَقُول: عَبد اللَّه بْن عَبْد الرحمن السمرقندي، ومحمد ابن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وأَبُو زُرْعَة عُبَيد اللَّهِ بْن عبد الكريم الرازي غلماني خرجوا من تحت كرسيي.

وبه، قال: وَقَال خلف: سمعت أَبَا علي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الفارسي يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البوشنجي يَقُول: سمعت بندارا مُحَمَّد بْن بشار يَقُول سنة ثمان وعشرين ومئتين: مَا قدم علينا مثل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل (1) .

وبه، قال: قرأت على الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد أخي الخلال، عَن أَبِي سَعِيد (2) الإدريسي، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن حم الْبُخَارِيّ بسمرقند، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف الفربري، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم، قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يَقُول: لما دخلت البصرة صرت إِلَى مجلس مُحَمَّد بْن بشار، فلما خرج وقع بصره علي فَقَالَ: من أين الفتى؟ قلت: من أهل بخارى. قال: كيف تركت أَبَا عَبد اللَّهِ؟ فأمسكت. فَقَالَ له أصحابه: رحمك الله هُوَ أَبُو عَبْد اللَّهِ! فقام فأخذ بيدي وعانقني

(1) يعني: البصرة.

(2)

تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "سعد ".

ص: 450

وَقَال: مرحبا بمن أفتخر بِهِ منذ سنين.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي، قال: أخبرنا أَبُو الْفَضْل محمد بن يوسف ابن ريحان الأمير ببخارى، قال: حَدَّثني أَبِي يوسف بْن ريحان، قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: كَانَ علي بن المديني يسألني عَنْ شيوخ خراسان، فكنت أذكر له مُحَمَّد بْن سلام فلا يعرفه إِلَى أن قال لي يوما: يا أبا عَبد اللَّهِ كل من اثنيت عَلَيْهِ فهو عندنا الرضا.

وبه، قال: أخبرنا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي، قال: سمعت محمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاس يَقُول: سمعت جدي أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ يَقُول: سمعت جدي مُحَمَّد بْن يوسف يَقُول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني وربما كنت أغرب عَلَيْهِ.

وبه، قال: حَدَّثَنِي عَبد اللَّهِ بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا، قال: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفقيه، قال: حَدَّثَنَا خلف الخيام، قال: سمعت إسحاق بن أَحْمَدَ بن خلف يقول: سمعت محمد بن إسماعيل غَيْر مرة يَقُول: مَا تصاغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بْن المديني، مَا سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في علي.

قال: وَقَال إِسْحَاق: حَدَّثَنِي حامد بْن أَحْمَد، قال: ذكر لعلي بْن المديني قول مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: مَا تصاغرت نفسي

ص: 451

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الأشقر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبي بَكْرٍ، قال: حَدَّثَنَا خلف بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عَامِر بْن المنتجع، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الضوء، قال: سمعت أبا بكر بْن أَبي شَيْبَة ومحمد بْن عَبد اللَّهِ بْن نُمَيْر يقولان: مَا رأينا مثل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل.

وبه، قال: أخبرني أبو الوليد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيد قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن يوسف قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم، قال: سمعت مَحْمُود بْن النضر أَبَا سَهْل الشافعي يَقُول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها فكلما جرى ذكر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فضلوه على أنفسهم.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا محمد ابن أَبي بكر، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر أَحْمَد بْن أَبي حامد الباهلي، قال: سمعت إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن خلف، قال: سمعت أَبَا علي صَالِح بْن مُحَمَّد البغدادي يَقُول: كَانَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يجلس ببغداد، وكنت أستملي له، ويجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفا.

قال (1) : وَقَال مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر: سمعت أَبَا صَالِح خلف بْن مُحَمَّد، سمعت مُحَمَّد بْن يوسف بْن عَاصِم يَقُول: رأيت لمحمد ابن إِسْمَاعِيل ثلاثة مستملين ببغداد وكان اجتمع في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل.

(1) قوله "قال "سقط من نسخة ابن المهندس.

ص: 452

وبه، قال: حَدَّثَنِي محمد بن أَبي الْحَسَن الساحلي، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قال: سمعت أَبَا أَحْمَد بْن عدي، يَقُول: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع بِهِ أصحاب الحديث، فاجتمعوا، وعمدوا إلى مئة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هَذَا الإسناد لإسناد آخر، وإسناد هَذَا المتن لمتن آخر، ودفعوا إِلَى عشرة أنفس إِلَى كل رجل عشرة أحاديث وأمروهم إذا حضروا المجلس يلقون (1) ذلك على الْبُخَارِيّ، وأخذوا الموعد للمجلس، فحضر المجلس جماعة أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها ومن البغداديين، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عَنْ حديث من تلك الأحاديث، فَقَالَ الْبُخَارِيّ: لا أعرفه. فسأله عَنْ آخر، فَقَالَ: لا أعرفه، فما زال يلقي عَلَيْهِ واحدا بعد واحِد حَتَّى فرغ من عشرته، والبخاري يَقُول: لا أعرفه فكان الفقهاء (2) ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إِلَى بعض ويقولون: الرجل فهم، ومن كَانَ منهم غَيْر ذلك يقضي على الْبُخَارِيّ بالعجز والتقصير وقلة الفهم. ثُمَّ انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عَنْ حديث من تلك الأحاديث المقلوبة، فَقَالَ الْبُخَارِيّ: لا أعرفه،

فسأله عَنْ آخر، فَقَالَ: لا أعرفه، فسأله عَنْ آخر فَقَالَ: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عَلَيْهِ واحده بعد آخر حَتَّى فرغ من عشرته والبخاري يَقُول: لا أعرفه. ثُمَّ انتدب له الثالث والرابع إلى تمام

(1) قوله: "يلقون "في المطبوع: "أن يلقوا.

(2)

قوله: "الفقهاء "في المطبوع: "الفهماء ".

ص: 453

عند أحد إلا عند علي بْن المديني، فَقَالَ: ذروا قوله، هُوَ مَا رأى مثل نفسه!

وبه، قال: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبي علي المعدل، قال: أخبرنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن إِبْرَاهِيم الحازمي الْبُخَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن حريث، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سلمة، قال: حَدَّثَنِي فتح بْن نوح النَّيْسَابُورِيّ، قال: أتيت علي ابن المديني فرأيت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل جالسا عَنْ يمينه، وكان إذا حدث التفت إليه كأنه يهابه.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن إدريس الوراق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حم، قال: أخبرنا مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم الوراق، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يَقُول: ذاكرني أصحاب عَمْرو بْن علي بحديث، فقلت: لا أعرفه فسروا بذلك، وصاروا إِلَى عَمْرو بْن علي، فقالوا له: ذاكرنا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ بحديث فلم يعرفه. فقال عَمْرو ابن علي: حديث لا يعرفه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ليس بحديث.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الحسن بن محمد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد التاجر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُفَ بْن مطر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم الوراق، قال: سمعت مُحَمَّد بْن قتيبة قريب أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ يَقُول: كنت عند أَبِي عَاصِم النبيل فرأيت عنده غلاما، قفلت له: من أين أنت؟ قال:

ص: 454

من بخاري. قلت: ابْن من؟ فَقَالَ: ابْن إِسْمَاعِيل. فقلت له: أنت قرابتي، فعانقته. فَقَالَ لي رجل في مجلس أَبِي عَاصِم: هَذَا الغلام يناطح الكباش.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد الخولاني، قال: حَدَّثَنَا أَبُو ذر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يوسف الْقَاضِي، قال: سمعت أَبَا معشر حمدويه بْن الخطاب يَقُول: لما قدم أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس، وازدحموا عَلَيْهِ، وبالغوا في بره، فقيل له في ذلك، وفيما كَانَ من كرامة الناس وبرهم له، قال: فكيف لو رأيتم يَوْم دخولنا البصرة؟ !

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد، ومُحَمَّد بن سُلَيْمان الحافظ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد التاجر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يَقُول: كَانَ إِسْمَاعِيل بْن أَبي أُوَيْس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه وَقَال: هذه أحاديث انتخبها مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل من حديثي.

قال مُحَمَّد بْن أَبي حاتم: وسمعت حاشد بْنَ عَبد اللَّهِ يَقُولُ: قال لي أَبُو مصعب أَحْمَد بْن أَبي بَكْر المديني: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أفقه عندنا وأبصر من ابْن حَنْبَل. فَقَالَ رجل من جلسائه: جاوزت الحد. فَقَالَ أَبُو مصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إِلَى وجهه ووجه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لقلت كلاهما واحِد في الفقه والحديث.

ص: 455

العشرة، حَتَّى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة، والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم الْبُخَارِيّ أنهم قد فرغوا التفت إِلَى الأول منهم، فَقَالَ: أما حديثك الأول فهو كذا، وحديثك الثاني فهو كذا، والثالث والرابع على الولاء حَتَّى أتى على تَمَّام العشرة، فرد كل متن إلى إسناده، وكل إسناد إِلَى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد متون الأحاديث كلها إِلَى أسانيدها، وأسانيدها إِلَى متونها، فأقر له الناس بالحفظ وأذعنوا له بالفضل. قال ابْن عدي.

وكان ابْن صَاعِد إذا ذكر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: الكبش النطاح.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ يوسف الأَزْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن الأَشْعَث البيكندي، قال: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أَبُو زُرْعَة الرازي، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرحمن السمرقندي، والحسن بْن شُجَاع البلخي.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد، قال: أخبرنا محمد ابن أَبي بكر، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى البزاز، قال: سمعت أَبَا بَكْر عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن علويه الأبهري يَقُول: سمعت عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل يَقُول: سمعت أَبِي يَقُول: مَا أخرجت خراسان مثل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن

ص: 456

سَعِيد، قال: سمعت مُحَمَّد بْن يوسف بْن مطر، يَقُول: سمعت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبي حاتم يَقُول: حَدَّثَنِي حاشد بْن عَبد الله بن عبد الواحد، قال: سمعت يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ، يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمة.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد، قال: أخبرنا مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبي حامد الباهلي، قال: سمعت أبا سَعِيد حاتم ابن مُحَمَّد بْن حازم يَقُول: سمعت مُوسَى بْن هارون الحمال ببغداد، يَقُول: عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل آخر مَا قدروا عَلَيْهِ.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي محمد بْن علي المقرئ، قال: أخبرنا أَبُو مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبد اللَّهِ بْن مهران الْحَافِظ، قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أَبَا علي صَالِح بْن مُحَمَّد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وأَبِي زرعة، وعبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: عَنْ أي شيء تسأل؟ فهم مختلفون في أشياء. فقلت: من أعلمهم بالحديث؟ فَقَالَ: محمد ابن إِسْمَاعِيل، وأَبُو زُرْعَة أحفظهم وأكثرهم حديثا. فقلت: عَبد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: ليس من هؤلاء في شئ.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني، قال: قال مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس العصمي: حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن مَحْمُود، قال: قال أبو علي صالح بْن مُحَمَّد الأسدي وذكر الْبُخَارِيّ فَقَالَ: مَا رأيت خراسانيا أفهم منه.

وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو بكر أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ المنكدري، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن نعيم الضبي

ص: 457

الْحَافِظ، قال: سمعت يَحْيَى بْن عَمْرو بْن صَالِح الفقيه يَقُول: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الفقيه يَقُول: كتب أهل بغداد إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: المسلمون بخير مَا بقيت لهم، وليس بعدك خير حين تفتقد.

وبه، قال: أخبرنا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ، قال: أخبرنا خلف بْن مُحَمَّد، قال: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث يَقُول: سمعت أَبَا زرعة الرازي يَقُول، وسألته عَنِ ابْن لَهِيعَة، فَقَالَ: تركه أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل. وسألته عَنْ مُحَمَّد بْن حُمَيْد الرازي، فَقَالَ: تركه أَبُو عَبْد اللَّهِ. قال مُحَمَّد بْن حريث: فذكرت ذلك لمحمد بْن إِسْمَاعِيل فَقَالَ: بره لنا قديم.

قال: وَقَال خلف: سمعت أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن حريث يَقُول: سمعت الْفَضْل بْن الْعَبَّاس الرازي وسألته فقلت: أيهما أحفظ أَبُو زُرْعَة أو مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل؟ فَقَالَ: لم أكن التقيت مع محمد ابن إسماعيل فاستقبلني مابين حلوان وبغداد. قال: فرجعت معه مرحلة. قال: وجهدت الجهد على أن أجئ (1) بحديث لا يعرفه فما أمكنني. قال: وأنا أغرب على أَبِي زرعة عدد شعره! وبه، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابن الْحُسَيْن بْن علي بْن يَعْقُوب الجويباري، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المنكدري، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْن

(1) تحرف في نسخة ابن المهندس إلى "يجئ ".

ص: 458

زيرك، قال: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الرازي يَقُول: في سنة سبع وأربعين ومئتين: يقدم عليكم رجل من أهل خراسان لم يخرج منها أحفظ منه، ولا قدم العراق أعلم منه. فقدم علينا بعد ذلك بأشهر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل. قال: وَقَال أَبُو حاتم الرازي في هَذَا المجلس: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أعلم من دخل العراق، ومحمد بْن يَحْيَى أعلم من بخراسان اليوم من أهل الحديث، ومُحَمَّد بن أسلم أورعهم، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أثبتهم.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الوليد الدربندي، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد التاجر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يوسف بْن مطر، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، قال: سَمِعْتُ عُمَر بْن حَفْص الأشقر يَقُول: سمعت عَبْدَان يَقُول: مَا رأيت بعيني شابًا أبصر من هَذَا، وأشار بيده إِلَى مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل.

قال: وسمعت صَالِح بْن مسمار يقول: سمعت نعيم من حَمَّاد يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فقيه هذه الأمة. قال: وَقَال مُحَمَّد بْن أَبي حاتم: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يَقُول: قال لي مُحَمَّد بْن سلام: انظر في كتبي فما وجدت فِيهَا من خطأ فاضرب عَلَيْهِ كي لا أرويه، ففعلت ذلك، وكان محمد ابن سلام كتب عند الأحاديث التي أحكمها مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة. لم يرض الفتى. فَقَالَ له: بعض أصحابه: من هَذَا الفتى؟ فَقَالَ: هو (1) الذي ليس مثله

(1) في نسخة ابن المهندس: "هذا ".

ص: 459

مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل.

قال: وَقَال مُحَمَّد بْن أَبي حاتم: سمعت يَحْيَى بْن جَعْفَر يَقُول: لو قدرت أن أزيد في عُمَر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحِد، وموت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ذهاب العلم.

وبه، قال: حَدَّثَنِي أَبُو النجيب الأُرْمَوِيّ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَصْبَهَانِيّ، قال: أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن علي الفارسي، قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، قال: حَدَّثَنَا جدي مُحَمَّد بْن يوسف، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبي حاتم الوراق، قال: سمعت سُلَيْم بْن مجاهد يَقُول عند مُحَمَّد بْن سلام البيكندي، فَقَالَ لي: لو جئت قبل لرأيت صبيًا يحفظ سبعين ألف حديث.

قال: فخرجت في طلبه حَتَّى لقيته، فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر منه ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين إِلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إِلا ولي في ذلك أصل أحفظ حفظا عَنْ كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وبِهِ، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر الْبُخَارِيّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو أحمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو بكر محمد بن يعقوب ابن يوسف البيكندي، قال: سمعت علي بْن الْحُسَيْن بْن عَاصِم البيكندي يَقُول: قدم علينا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، واجتمعنا عنده، ولم يكن يتخلف عنه من المشايخ أحد، فتذاكرنا عنده، فَقَالَ رجل

ص: 460

من أصحابنا أراه حامد بْن حَفْص: سمعت إِسْحَاق بْن راهويه يَقُول: كأني أنظر إِلَى سبعين ألف حديث من كتابي. قال: فَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل: أو تعجب من هَذَا؟ لعل في هَذَا الزمان من ينظر إِلَى مئتي ألف حديث من كتابه، وإنما عني بِهِ نفسه.

وبه، قال: أَخْبَرَنَا أبو سعد الماليني قراءة عَلَيْهِ، قال: أخبرنا عَبد اللَّهِ بْن عدي الْحَافِظ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد القومسي، قال: سمعت مُحَمَّد بْن حمدويه يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح (1) ، وأحفظ مئتي ألف حديث غَيْر صحيح.

إلى هنا عَن أَبِي بَكْرِ بْن ثَابِت الْحَافِظ عَنْ شيوخه.

وأخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي عَبد اللَّهِ بْن حماد، قال: أخبرنا أَبُو أَحْمَد عبد الوهاب بْن علي بْن علي (2) في كتابه إلينا من بغداد، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْل أَحْمَد بْن طَاهِر بْن سَعِيد بْن فضل الله الميهني قِرَاءَةً عليه، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن أَحْمَد السمرقندي، قال: سمعت أبا بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صَالِح بْن خلف وأَبَا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن خنباج بْن إِبْرَاهِيم الكاتب، وأَبَا الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن يونس بْن عُبَيد التَّمِيمِيّ، قَالُوا: سمعنا أَبَا ذر عمار بْن مُحَمَّد بْن مخلد التَّمِيمِيّ البغدادي، قال: سمعت أَبَا المظفر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حامد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْفَضْل الْبُخَارِيّ، قال: لما عزل أَبُو الْعَبَّاس الْوَلِيد بْن إبراهيم بْن

(1) يريد: مئة ألف طريق. وإلا فلا يوجد مثل هذا.

(2)

هو المعروف بابن سكينة العالم الزاهد البغدادي المشهور.

ص: 461

زَيْد الهمذاني عَنْ قضاء الري ورد بخارى سنة ثماني عشرة وثلاث مئة لتجديد مودة كانت بينه وبين أَبِي الْفَضْل مُحَمَّد بْن عُبَيد اللَّهِ البلعمي - سماه أَبُو الْحَسَن التَّمِيمِيّ - فنزل في جوارنا.

قال: فحملني معلمي أَبُو إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الختلي إليه، وَقَال له: أسألك أن تحدث هَذَا الصبي بما سمعت من مشايخك رحمهم الله. فَقَالَ: مالي سماع. قال: فكيف وأنت فقيه، فما هَذَا؟ قال: لأني لما بلغت مبلغ الرجال تاقت نفسي إِلَى طلب الحديث، ومعرفة الرجال، ودراية الأخبار، وسماعها، فقصدت مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ ببخارى صاحب "التاريخ "والمنظور إليه في معرفة الحديث، فأعلمته مرادي، وسألته الإقبال علي بذلك. فَقَالَ لي: يَا بني لا تدخل في أمر إِلا بعد معرفة حدوده والوقوف على مقاديره. قال: فقلت له: عرفني حدود مَا قصدت له ومقادير مَا سألتك عنه. قال: اعلم أن الرجل لا يصير محدثًا كاملا (1) في حديثه إِلا بعد أن يكتب أربعا مع أربع كأربع مثل أربع في أربع عند أربع بأربع على أربع عن أربع لأربع، وكل هذه الرباعيات لا تتم إِلا بأربع مع أربع، فإذا تمت له كلها هانت عَلَيْهِ أربع وابتلي بأربع، فإذا صبر على ذلك أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع وأثابه في الآخرة بأربع.

قال: قلت له: فسر لي رحمك الله مَا ذكرت من أحوال هذه الرباعيات عَنْ قلب صاف بشرح كافٍ، وبيان شاف طلبا للأجر الوافي. قال: نعم. أما الأربعة التي تحتاج إِلَى كتبتها هِيَ: أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وشرائعه،

(1) تحرف في نسخة ابن المهندس إلى: "كلاما ".

ص: 462

والصحابة ومقاديرهم، والتابعين وأحوالهم، وسائر العلماء وتواريخهم، مع أسماء رجالها، وكناهم، وأمكنتهم، وأزمنتهم، كالتحميد مع الخطب والدعاء مع الترسل، والبسملة مع السور، والتكبير مع الصلوات، مثل المسندات، والمُرْسلاًت، والموقوفات، والمقطوعات، في صغره، وفي إدراكه، وفي شبابه، وفي كهولته، عند شغله، وعند فراغه، وعند فقره وعند غناه، بالجبال، والبحار، والبلدان والبراري، على الأحجار والأصواف والجلود والأكتاف، إِلَى الوقت الذي يمكنه نقلها إِلَى الأوراق عَنْ من هُوَ فوقه وعن من هُوَ مثله وعن من هُوَ دونه، وعن كتاب أَبِيهِ، يتيقن أَنَّهُ بخط أَبِيهِ دون غيره لوجه الله تعالى طالبا لمرضاته، والعمل بما وافق كتاب الله منها، ونشرها بين طالبيها ومحبيها والتأليف في إحياء ذكره بعده.

ثُمَّ لا تتم له هذه الأشياء إِلا بأربع التي هِيَ: من كسب العبد أعني: معرفة الكتابة، واللغة، والصرف، والنحو، مع أربع هِيَ: من إعطاء الله عزوجل، أعني: الصحة، والقدرة والحرص والحفظ. فإذا تمت له هذه الأشياء هان عَلَيْهِ أربع: الأهل، والولد، والمال، والوطن، وابتلي بأربع: بشماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء، وطعن الجهلاء، وحسد العلماء.

فإذا صبر على هذه المحن أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع: بعز القناعة، وبهيبة النفس، وبلذة العلم، وبحيوة الأبد. وأثابه في الآخرة بأربع: بالشفاعة لمن أراد من إخوانه، وبظل العرش حيث لا ظل إِلا ظله، وبسقي من أراد حوض نبيه مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وبجوار النبيين في أعلى عليين في الجنة. فقد أعلمتك يَا بني مجملا جميع مَا كنت سمعت من مشايخي متفرقًا في هذا الباب، فأبل الآن على مَا

ص: 463

قصدتني له، أو دع. قال: فهالني قوله وسكت متفكرًا، وأطرقت نادما، فلما رأى ذلك مني قال: فإن لا تطق احتمال هذه المشاق كلها فعليك بالفقه الذي يمكنك تعلمه وأنت في بيتك قار ساكن لا تحتاج إِلا بعد الأسفار ووطي الديار، وركوب البحار، وهُوَ مع ذا ثمرة الحديث، وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة، ولا عزة بأقل من عز المحدث. فلما سمعت ذلك نقص عزمي في طلب الحديث، وأقبلت على علم مَا أمكنني من علمه بتوفيق الله ومنه، فلذلك لم يكن عندي، مَا أمليه على هَذَا الصبي يَا أَبَا إِبْرَاهِيم. فَقَالَ: أَبُو إِبْرَاهِيم: إن هَذَا الحديث الذي لا يوجد عند أحد غيرك خير من ألف حديث يوجد مع غيرك. وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ، وأَحْمَد بْن أَبي بَكْر الواعظ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو اليُمْنِ الْكِنْدِيُّ، قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن مُحَمَّد الشيباني، قال: أَخْبَرَنَا أبو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَافِظُ (1)، قال: أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن مُحَمَّد الأشقر، قال: أخبرنا مُحَمَّد بْن أَبي بَكْر الْحَافِظ، قال: سمعت أَبَا عَمْرو أحمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر المقرئ يَقُول: سمعت أَبَا سَعِيد بَكْر بْن منير بْن خليدبن عسكر يَقُول: بعث الأمير خَالِد بْن أَحْمَد الذهلي والي بخاري إلى محمد ابن إِسْمَاعِيل أن أحمل إليَّ كتاب "الجامع "و "التاريخ "وغيرهما لأسمع منك، فَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لرسوله: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إِلَى أبواب الناس، فإن كانت لك إِلَى شيء منه حاجة فأحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هَذَا فأنت

(1) تاريخه: 2 / 33 - 34.

ص: 464

سلطان فامنعني من المجلس (1) ليكون لي عذر عند الله يَوْم القيامة إِنِّي لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سئل عَنْ علم فكتمه ألجم بلجام من نار (2) ". قال: وكان سبب الوحشة بينهما هَذَا.

وبه، قال (3) : أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ الْحَافِظ، قال: سمعت مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الضبي يَقُول: سمعت أبا بكر بن أَبي عَمْرو الْحَافِظ يَقُول: كَانَ سبب مفارقة أَبِي عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ البلد، يَعْنِي بخارى - أن خَالِد بْن أَحْمَد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ "الجامع "و "التاريخ "على أولاده، فامتنع، أَبُو عَبْد الله عن الحضور عنده، فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم، فامتنع عَنْ ذلك أيضا، وَقَال: لا يسعني أن أخص بالسماع قوما دون قوم، فاستعان خَالِد بْن أَحْمَد بحريث بْن أَبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى عَلَيْهِ حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عَنِ البلد، فدعا عليهم أَبُو عَبد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل فَقَالَ: اللهم أرهم مَا قصدوني بِهِ في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم، فأما خَالِد فلم يأت عَلَيْهِ إِلا أقل من شهر حتى

(1) في المطبوع: "الجلوس.

(2)

قال العلامة الشيخ شعيب: حديث صحيح أخرجه من حديث أبي هُرَيْرة أحمد 2 / 263، 305، 344، 353، 495، وأَبُو داود (3658) والتِّرْمِذِيّ (2651)، وابن ماجه (261) و (266) وحسنه التِّرْمِذِيّ وصححه ابن حبان (75) وله شاهد من حديث عَبد اللَّهِ بْن عَمْرو صححه ابن حبان (96) والحاكم: 1 / 102 ووافقه الذهبي (التعليق على السير: 12 / 464) .

(3)

تاريخ الخطيب: 2 / 34.

ص: 465

ورد أمر الطاهرية بأن ينادى عَلَيْهِ، فنودي عَلَيْهِ وهُوَ على أتان، وأشخص على أكاف، ثُمَّ صار عاقبه أمره إِلَى مَا قد اشتهر وشاع، وأما حريث بْن أَبي الورقاء فإنه ابتلي في أهله فرأى فِيهَا مَا يجل عَنِ الوصف، وأما فلان أحد العلماء (1) - وسماه - فإنه ابتلي بأولاده وأراه الله فيهم البلايا.

وبه، قال (2) : حَدَّثَنِي محمد بن أَبي الْحَسَن الساحلي، قال: أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قال: سمعت أَبَا أَحْمَد بْن عدي الْحَافِظ الْجُرْجَانِيّ، يَقُول: سمعت عبد القدوس بْن عبد الجبار السمرقندي يَقُول: جاء مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل إِلَى خرتنك، قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وكان له بها أقرباء، فنزل عندهم. قال: فسمعته ليلة من الليالي، وقد فرغ من صلاة الليل، يدعو ويقول في دعائه: اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك.

قال: فما تم الشهر حَتَّى قبضه الله تعالى، وقبره بخرتنك (3) .

وبه، قال (4) : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبي حامد الأَصْبَهَانِيّ في كتابه، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَكِّيّ الْجُرْجَانِيّ، قال: سمعت عبد الواحد بْن آدم الطواويسي، قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهُوَ واقف في موضع، ذكره،

(1) في المطبوع: "القوم.

(2)

تاريخ الخطيب: 2 / 34.

(3)

ما زال قبره معروفا ظاهرا حتى اليوم في سمرقند، وهي اليوم تحت سيطرة الروس، أعادها الله إلى ديار الاسلام.

(4)

نفسه.

ص: 466

فسلمت عَلَيْهِ، فرد السلام، فقلت: مَا وقوفك يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ: أنتظر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ. فلما كَانَ بعد أيام بلغني موته، فنظرنا فإذا هُوَ قد مات في الساعة التي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا.

وبه، قال:(1) : أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سُلَيْمان الحافظ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عُمَر المقرئ، وأَبُو عُبَيد أحمد بن عروة ابن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم، قَالا: سمعنا أَبَا الْحَسَن مهيب بْن سُلَيْم ابن مجاهد يَقُول: توفي أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومئتين.

وكذلك قال الْحَسَن بْن الْحُسَيْن البزاز في تاريخ وفاته. وقد تقدم في أوائل الترجمة (2) .

(1) نفسه.

(2)

وَقَال ابْن أَبي حاتم: سمع منه أبي وأبو زُرْعَة ثم تركا حديثه عندما كتب إليهما محمد ابن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق. (الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 86) .

1) وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": مناقبه كثيرة جدا قد جمعتها في كتاب مفرد ولخصت مقاصده في آخر الكتاب الذي تكلمت فيه على تعاليق "الجامع الصحيح "ومن ذلك قال الحاكم سمعت أَبَا الوليد حسان بْن محمد الفقيه يقول: سمعت محمد بن نعيم يقول: سألت محمد بن إسماعيل لما وقع ما وقع من شأنه عن الايمان، فقال: قول وعمل يزيد وينقص، القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفضل الصحابة أَبُو بَكْر ثُمَّ عُمَر ثُمَّ عثمان ثم علي، على هذا حييت وعليه أموت وأبعث إن شاء الله. وَقَال غنجار في تاريخ بخارى قال له أبو عيسى التِّرْمِذِيّ: قد جعلك الله زين هذه الامة يا أبا عَبد الله. وَقَال في "الجامع ": لم أر في معنى العلل والرجال أعلم من محمد بن إسماعيل. وَقَال إسحاق بن راهويه: يا معشر أصحاب الحديث اكتبوا عن هذا الشاب فإنه لو كان في زمن الحسن بن أَبي الحسن لاحتاج الناس إليه =

ص: 467

_________

= لمعرفته بالحديث وفقهه. وَقَال حاشد بن عَبد الله: سمعت المسندي يقول: محمد ابن إسماعيل إمام، فمن لم يجعله إماما فاتهمه. وَقَال محمد بن نصر المروزي سمعت محمد بن إسماعيل يقول: من قال عني إني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فقد كذب، وإنما قلت أفعال العباد مخلوقة. وأما ما رجحه المصنف من أن النَّسَائي لم يلق البخاري فهو مردود، فقد ذكره في أسماء شيوخه الذين لقيهم، وَقَال فيه: ثقة مأمون صاحب حديث كيس. وروينا في كتاب الايمان لابي عَبد الله بن مندة حديثًا رواه عن حمزة عن النَّسَائي: حدثني محمد بن إسماعيل البخاري. (9 / 52 - 55) . وَقَال ابن حجر في "التقريب": جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث. وأما ما حكاه ابن أَبي حاتم عَن أبيه وأبي زرعة في "الجرح والتعديل "فلا يلتفت إليه، فهو أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع، قال الذهبي: إن تركا حديثه أو لم يتركاه، البخاري ثقة مأمون محتج به في العالم. قال أبو محمد محقق هذا الكتاب: في رمضان عام 1402 هـ كنت مقيما في عمان بمملكة الهواشم نصرهم الله، عند أخي وصديقي علامة العصر الشيخ شعيب الارنؤوط - حفظه الله ومتعنا والمسلمين بعلمه، فرأيت في إحدى ليالي رمضان فيما يرى النائم أنا والعلامة الشيخ شعيب ونحن جالسان في حجرة نعمل في تحقيق "الجامع الصحيح "للبخاري على اثنتي عشرة نسخة. وفيما نحن منهمكان في عملنا دخل علينا رجل مهيب جميل المحيا منور الوجه فبادرني بالسؤال: ما هذا الكتاب؟ قلت: هذا الجامع الصحيح للبخاري. قال: من أنا؟ قلت: أنت محمد بن إسماعيل البخاري. قال: ومن شيخي؟ قلت: محمد بن بشار بندار (وكأن ليس له إلا هذا الشيخ) . فتبسم وَقَال: يأتيك يأتيك بإذن الله. وكنت آمل أن يرزقني الله بولد منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ففزعت من نومي، وقصصت رؤياي على صديقي العلامة الشيخ شعيب الارنؤوط، ففرح، وَقَال: الولد آت إن شاء الله. قال أبو محمد: وفي العشرين من رمضان سنة 1403 أي بعد سنة واحدة من الرؤيا، ولد ولدي محمد بن بشار المعروف ببندار، جعله الله من عباده الصالحين، ومن خدمة سنة المصطفى العاملين بها المتمسكين بما يستفاد =

ص: 468

15060 -

س: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي (1) ، أبو عَبْد اللَّهِ، ويُقال: أَبُو بَكْر البَصْرِيّ المعروف أبوه بابن علية. نزل دمشق، وولي القضاء بها نيابة عَنْ قاضي القضاة جَعْفَر ابْن عبد الواحد الهاشمي.

رَوَى عَن: إسحاق بْن عيسى ابْن الطباع (س) ، وإسحاق ابن يوسف الأزرق (س) ، وجعفر بْن عون (س) ، وحجاج بْن مُحَمَّد المصيصي (س) ، والحكم بْن مُوسَى، وروح بْن عبادة، وسَعِيد بْن عامر الضبعي (س) ، وسُلَيْمان بْن داود الهاشمي (س) ، وسُلَيْمان ابن داود الطيالسي، وصفوان بْن عِيسَى، وأبي عاصم الضحاك بْن مخلد، وعبد الله بْن بَكْر السهمي (س) ، وعبد الرحمن بْن مهدي (س) ، وأبي عامر عَبد المَلِك بْن عَمْرو العقدي (س) ، وعُبَيد الله بْن مُوسَى، وعثمان بْن عُمَر بْن فارس (س) ، وعلي بْن حَفْص المدائني (س) ، وأَبِي نعيم الفضل بْن دكين (س) ، وكثير بْن هشام، ومحمد بْن بشر العبدي (س) ، ومحمد بْن عَبد الله

= منها، وقد أجاز له عدد من متعيني علماء العصر، منهم محدث الهند غير مدافع شيخنا العلامة حبيب الرحمن الاعظمي، أطال الله عُمَره ومتعنا بعلمه، والشيخ حمدي عَبد المجيد السلفي الانكصوري، والشيخ محمد بن مالك الكاندهلوي اللاهوري رحمه الله، شيخ الحديث بالمدرسة الاشرفية بلاهور، وغيرهم من علماء المغرب والعراق والشام.

(1)

ثقات ابن حبان: 9 / 109، والمعجم المشتمل، الترجمة 761، والكامل في التاريخ: 7 / 321، وسير أعلام النبلاء: 12 / 294، والكاشف: 3 / الترجمة 4787، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 189، والعبر: 2 / 237، وتاريخ الاسلام، الورقة 55 (أوقاف 5882) ، ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 55 - 56، والتقريب: 2 / 144 وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6053.

ص: 469

الأَنْصارِيّ (س) ، ومحمد بْن عُبَيد الطنافسي، ومحمد بن صعب القرقساني، ومكي بْن إِبْرَاهِيم البلخي (س) ، وأبي النضر هاشم ابن الْقَاسِم (س) ، ووهب بْن جَرِير بن حازم (س) ، ويحيى بن آدم (س) ، ويحيى بن أَبي بكير (س) ، ويحيى بْن السَّكَنِ، ويحيى ابن مَعِين، ويزيد بْن هارون (س) ، ويَعْلَى بن عُبَيد (س) ، ويونس ابن مُحَمَّد المؤدب (س) .

رَوَى عَنه: النَّسَائي، وإبراهيم بْن عَبْد الرحمن بن دحيم، وإبرهيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن متويه الأصبهاني، وأَبُو الحارث أَحْمَد بْن سَعِيد الدِّمَشْقِيّ، وأَبُو الْفَضْل أَحْمَد بْن عَبد اللَّهِ بْن نصر ابن هلال السُّلَمِيّ، وأَحْمَد بْن عُبَيد بْن عَبد المَلِك الدِّمَشْقِيّ، وأَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن عُمَير بْن يوسف بْن جوصاء، وأَبُو الدحداح أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل التَّمِيمِيّ الدِّمَشْقِيّ، وأَبُو الميمون أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بشر بْن ماهويه القرشي، وأَبُو الْفَضْل جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن، وأَبُو عَرُوبَة الحسين بْن مُحَمَّد الحراني، والعباس بْن أَحْمَد بْن حَمْدَان، وعبد الله بْن أَحْمَد بْن أَبي الحواري، وأَبُو زُرْعَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَمْرو الدمشقي، وعبد الصمد بْن عَبد اللَّهِ بْن أَبي يَزِيد، وأَبُو بشر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد الدولابي، وأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن بكار بْن يَزِيد بْن بكار السكسكي البتلهي قاضي داريا، وأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن هشام بْن ملاس النميري، وأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن شَيْبَة بْن الْوَلِيد، ومُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بْن عبد السلام مكحول البيروتي، وأَبُو الْحَارِث مُحَمَّد بْن مصعب الدِّمَشْقِيّ، وأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن المؤمل بْن أَحْمَد بْن الْحَارِث العدوي، ويزيد بْن أَحْمَد السُّلَمِيّ.

ص: 470

قال النَّسَائي (1) : قاض حافظ، دمشقي، ثقة.

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بأس به.

وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات (2) "وَقَال: يغرب.

وَقَال مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن ملاس: حَدَّثَنَا الْقَاضِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بن علة الثقة الرضى، بحديث ذكره.

قال مُحَمَّد بْن الفيض: عزل يَحْيَى بْن أكثم عَنِ القضاء وولي جَعْفَر بْن عبد الواحد القضاء فولى محمد بن إسماعيل بن علية فلم يزل قاضيا بدمشق حَتَّى توفي سنة أربع وستين ومئتين، وولي بعده عبد الحميد بْن عبد العزيز أَبُو خازم.

وكذلك قال مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن ملاس في تاريخ وفاته (3) .

5061 -

ت ق: مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن البختري (4)

(1) المعجم المشتمل، الترجمة 761.

(2)

9 / 109.

(3)

وَقَال ابن حجر في "التهذيب ": قال مسلمة: حَدَّثَنَا عنه العدوي وكان ثقة، وَقَال المستملي: كان مستقيم الحديث حَدَّثَنَا عنه النَّسَائي (9 / 56) وَقَال في "التقريب": ثقة.

(4)

الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1079، وثقات ابن حبان: 9 / 118 وسنن الدارقطني: 1 / 124، وتاريخ الخطيب: 2 / 36، وإكمال ابن ماكولا: 3 / 270، والمعجم المشتمل، الترجمة 763، والمنتظم لابن الجوزي: 5 / 14، والكاشف: 3 / الترجمة 4788، وتذهيب التهذيب: 3 / الورقة 189، وميزان الاعتدال: 3 / الترجمة 7228، وتاريخ الاسلام:، الورقة 270، (أحمد الثالث 2917 / 7) ونهاية السول، الورقة 315، وتهذيب التهذيب: 9 / 56 - 57، والتقريب: 2 / 144، وخلاصة الخزرجي: 2 / الترجمة 6054.

ص: 471

الحساني، أَبُو عَبْد اللَّهِ الواسطي الضرير، سكن بغداد، وقيل: سكن

سامراء.

رَوَى عَن: جنيد الحجام، وأبي أسامة حَمَّاد بْن أسامة (ق) ، وعبد اللَّه بْن نمير (ت) ، وعلي بن عاصم الواسطي، ومحمد بْن الحسن المزني الواسطي (ت) ، وأبو معاوية مُحَمَّد بْن خازم الضرير (ت) ، ومحمد بْن الْقَاسِم الأسدي، ومُحَمَّد بْن يَزِيد الواسطي، ووكيع بْن الجراح (ت ق) ، ويزيد بْن هارون (ق) .

رَوَى عَنه: التِّرْمِذِيّ، وابن ماجه، وأَبُو يَعْلَى أَحْمَد بْن علي ابن المثنى الموصلي (1) ، وأحمد بْن يَحْيَى بْن جَابِر البلاذري، وأسلم بْن سهل الواسطي بحشل، وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي البستي، وبقي بْن مخلد الأندلسي، والحسن بْن مُحَمَّد بْن شعبة الأَنْصارِيّ، والحسين بْن إِسْمَاعِيل المحاملي، وأَبُو الْقَاسِم عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الْبَغَوِيّ، وعبدان بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْمَرْوَزِيّ، وعُمَر بْن أَحْمَد الدربي، والقاسم بْن زكريا المطرز، والقاسم بْن موسى بْن الْحَسَن بْن مُوسَى الأشيب، وأَبُو حاتم محمد ابن إدريس الرازي، ومُحَمَّد بْن عَبْدَان الواسطي، ومحمد بن محمد ابن سُلَيْمان الباغندي، ومحمد بْن مخلد الدوري، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد.

قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم (2) : سمعت أَحْمَد بْن سنان يَقُول: مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن البختري صدوق عندنا، ليس به

(1) قوله: "الموصلي "سقطت من نسخة ابن المهندس.

(2)

الجرح والتعديل: 7 / الترجمة 1079.

ص: 472