الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب عطف البيان
تابع جار مجرى النعت في ظهور المتبوع، وفي التوضيح والتخصيص جامد أو بمنزلة الجامد، فالتابع جنس، جار مجرى النعت، فصل يخرج به عطف النسق والبدل، وفي التوضيح خرج به التوكيد، والتخصيص خرج به ما جيء به من النعوت للتوكيد، وجامد خرج به النعت، أو بمنزلة الجامد خرج به ما أصله صفة ثم غلب عليها فصار علما بالغلبة كالصعق، ومذهب البصريين أنه لا يكون إلا معرفة تابعًا لمعرفة، وخصه بعضهم بالعلم اسمًا، أو كنية أو لقبًا.
وذهب الكوفيون، وتبعهم الفارسي، وابن جني، والزمخشري إلى أنه يكون في النكرة تابعًا لنكرة، واختاره ابن عصفور، وابن مالك، ومثل بعضهم ذلك بقوله:«من شجرة مباركة زيتونة» ورد الأسماء من الأجناس على الأسماء نحو: ثوب خز، وباب ساج، وأجازه الزمخشري فخالفهما في قوله: إن «مقام إبراهيم» عطف بيان على قوله: «آيات بينات» مخالفة لإجماع البصريين والكوفيين، فلا يلتفت إليهما، ويسميه الكوفيون الترجمة.
وقال بعض أصحابنا: لا خلاف في كون المضمر لا يكون عطف بيان، ولا يجرى هو على اسم عطف بيان ثم ناقض فقال في نحو: ما قاموا إلا زيد وإن أعربه نعتًا، فإن النحويين يعنون به أنه عطف بيان للضمير في قاموا، وهذا العطف
يوافق متبوعه في الإفراد والتثنية والجمع، ولا يشترط التساوي في رتبة التعريف، فقد أجاز سيبويه في قولك:(يا هذا ذا الجملة) أن تكون ذا الجمة عطف بيان، وبدلاً.
وقال النحاة في (مررت بهذا الرجل) إن الرجل عطف بيان، وقالوا في:(مررت بالرجل زيد) إن زيدًا عطف بيان، وقول ابن عصفور (عطف البيان يجرى فيه الأعرف على الأقل تعريفًا بخلاف النعت) مخالف لما أجاز سيبويه، وما جاز أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدلاً، ولا ينعكس إذ البدل ليس مشروطًا فيه التعريف، ولا التنكير، ولا المطابقة في إفراد وتثنية وجمع.
ويتعين عطف البيان في صور إحداها: أن يكون فيه (أل) وهو تابع لمنادي منصوب نحو: أيا أخانا الحارث، أو مضموم نحو: يا رجل الحارث، ويجوز الحارث بالنصب.
الثانية: أن يتبع مجرورًا بإضافة صفة مقرونة (بأل) وهو غير صالح لإضافتها إليه ومثاله
أنا ابن التارك البكري بشر
…
...
…
...
…
على الصحيح، وهو قول السيرافي، والرماني، والمبرد لا يجيز إلا نصب بشر، وأجاز الفارسي فيه البدل، فإن صلح لم يتعين نحو: الضارب الرجل غلام القوم.
الثالثة: أن يكون الكلام يفتقر إلى رابط، ولا رابط إلا التابع على عطف البيان نحو: هند ضربت الرجل أخاها.
الرابعة: أن يضاف أفعل التفضيل إلى عام، ويتبع بقسمي ذلك العام، ويكون المفضل أحد قسمي ذلك العام نحو: زيد أفضل الناس الرجال والنساء أو النساء والرجال.
الخامسة: أن يتبع موصوف أي بمضاف نحو: يا أيها الرجل غلام زيد.
السادسة: أن يفصل مجرور أي نحو قولهم: أي الرجلين زيد وعمرو أفضل.
السابعة: أن يفصل مجرور كلا نحو قولك: كلا أخويك زيد وعمرو قال ذلك.
الثامنة: أن يتبع المنادي المضموم باسم الإشارة نحو: يا زيد هذا.
التاسعة: أن يتبع المنادي المضاف على سبيل التفضيل بما هو مضاف، وما هو مفرد نحو قوله:
فيا أخوينا عبد شمس ونوفلا
…
...
…
... ....
العاشرة: أن يتبع موصوف (أي) في النداء بمنون نحو: (يا أيها الرجل زيد).
الحادية عشرة: أن يتبع اسم الجنس ذا (أل) المنادي المضموم نحو: يا زيد الرجل ويا غلام الرجل الصالح، وإذا أفردت التابع للمنادي المنصوب نصب نحو: يا أخانا زيدًا، أو المضموم جاز نصبه ورفعه نحو: يا غلام بشرًا أو بشر كالنعت نحو: يا أخانا، العاقل ويا فاسق الخبيث والخبيث، فلو أبدلت بشرًا على أنه بدل تعين ضمه فتقول: يا غلام بشر، وعطف البيان قد يجيء مشتركًا مع النعت والبدل نحو: جاء زيد أبو عمرو، ومع البدل نحو: جاء أبو محمد زيد، وقالوا: يجوز أن يجيء عطف البيان للتأكيد، كما يجيء النعت للتأكيد وأنشدوا:
لقائل يا نصر نصرًا نصرا
فنصر الأول المنادي مضموم، وهو نصر بن سيار، والثاني يروي بالنصب وبالرفع وبالضم، وللنحاة في تخريج ذلك أقوال: والعامل في عطف البيان كالعامل في النعت، وتقدم الخلاف في ذلك باب النعت.