الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
تزاد باطراد (أن) بعد (لما)، التي هي حرف وجوب لوجوب، نحو قوله تعالى:«فلما أن جاء البشير» ، ولا تفيد غير التوكيد، وزعم الزمخشري، والأستاذ أبو علي على أنه ينجر مع التوكيد معنى آخر، وهو أن الجواب يكون بعقب الفعل الذي يلي (أن) فيه، فينبه على السبب والاتصال، وما ذهبا إليه لا يعرفه كبراء النحويين، وبعد القسم الذي يليه (لو) نحو: والله أن لو فعلت، وهذا مذهب سيبويه، ونص قوله، وذهب ابن عصفور إلى أنها في ذلك رابطة، والجواب (لو) وما دخلت عليه، والصحيح ما ذهب إليه سيبويه.
وبعد (حتى) تقول: قد كان ذلك حتى أن كان كذا، وتزاد بغير اطراد بعد (كاف) التشبيه نحو:
…
...
…
...
…
... كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم
و (أن) الزائدة حرف بسيط ثنائي الوضع، لا أن، أصله ثلاثي، فهي أن المشددة خففت خلافًا لبعضهم، ويكون أيضًا -أن- مفسرة لمضمون الجملة السابقة، وشرطها: أن تكون الجملة قبلها مضمنة معنى القول، فإن كانت بصريح القول فالحكاية لما بعدها، وقد أجاز بعضهم أن تكون بعد صريح القول.
وحمل عليه قوله تعالى: «ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله» ، وأن يكون ما بعدها كلامًا غير متعلق بما قبلها فلا يكون نحو قوله تعالى:«وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين» ، ونحو قوله كتبت إليه بأن قم.
ولا يجوز أن يتقدم معمول ما بعدها على الجملة المفسرة، وأن هذه تفسير الجملة الاسمية، والجملة الفعلية، ولا تختص بجملة الأمر، ومن ذلك قولهم: كتبت إليه أن افعلن وأرسل إليه أن ما أنت وذا.
وأجاز سيبويه في أن ما أنت وذا: أن تكون مخففة من الثقيلة، ومنع ذلك ابن الطراوة: وكون (أن) تأتي للتفسير هو مذهب البصريين، وذهب الكوفيون إلى أن التفسير ليس من معاني (أن)، وهي عندهم الناصبة للفعل.
وتفيد التفسير غالبًا (أي) فتكون تفسيرًا لصريح القول، ومضمنة ولغيرها، وللجملة وللمفرد نحو: قال زيد قولاً أي اضرب زيدًا، وكتبت إليه أي قم، ورأيت رجلاً أي تميمًا.
وإن وقعت بين مترادفين، فالثاني هو الأشهر نحو: هذا الغضنفر أي الأسد، وهي إذ ذاك حرف عطف عند الكوفيين، وتبعهم صاحب المستوفي، وصاحب المفتاح، وخرج بعض أصحابنا ذلك على أنه عطف بيان، وإذا كان بعد (أن) الصالحة للتفسير مضارع مثبت جاز رفعه، على أن تكون
تفسيرية، ونصبه على أن تكون مصدرية، أو منفي بـ (لا) جاز ذلك، والجزم على النهي، و (أن) تفسيرية، ولا تكون (أن) للمجازاة خلافًا للأصمعي، والكوفيين، وجعلوا من ذلك:
أتغضب أن أذنا قتيبة حزتا
…
...
…
....
وتأوله الخليل على أنها ناصبة للفعل، والمبرد على أنها المخففة من الثقيلة، ولا تكون (أن) نفيًا خلافًا لبعضهم وحمل عليه قوله تعالى:«أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم» قال: أي لا يؤتى.
وذهب بعضهم إلى أنها تكون بمعنى إذ مع الفعل الماضي، قال: نحو قوله تعالى: «بل عجبوا أن جاءهم» وقيل: ومع المضارع، نحو قوله تعالى:«أن تؤمنوا بالله ربكم» أي إذا آمنتم و (أن) تكون بمعنى لئلا نحو: ربطت الفرس أن تنفلت، وذهب أبو علي، وابن أبي العافية إلى أنها تكون مخففة من إن المكسورة الهمزة نحو: ما روى في الحديث: «قد علمنا أن كنت لمؤمنًا» فعندهما أن (أن) لا تكون إلا مفتوحة، ولا يلزم اللام، وذهب الأخفش الصغير، وابن الأخضر إلى أنه لا يجوز فيها إلا الكسر، وتلزم اللام، وعليه أكثر نحاة بغداد وتقدم ذلك في باب
…
إن-.