الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طَالِبُهُمَا: طَالِبُ عِلْمِ، وَطَالِبُ دُنْيَا" (1).
*
تَتِمَّةٌ:
وليكثر من مجالسة العلماء - سواء فتح عليه بالعلم، أو لا -؛ فإنه إذا داوم على مجالستهم يوشك أن يفتح عليه شيء من العلم، وإلا تخلَّقَ بمثل أخلاقهم، وإلا رحم معهم، ونال الشرف بمجالستهم، وسَلِم بها من الآثام.
وقد روى الديلمي في "مسند الفردوس" عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مُجالَسَةُ العُلَمَاءِ عِبَادَةٌ"(2).
وروى الطبراني بإسناد حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّ لُقْمانَ قالَ لابْنِهِ: يا بُنَيَّ! عَلَيْكَ بِمُجالَسَةِ الْعُلَماءِ، وَاسْتَمِعْ كَلامَ الْحُكَماءِ؛ فَإِنَّ اللهَ تَعالَىْ يُحْيِيْ الْقَلْبَ الْمَيْتَ بِنُوْرِ الْحِكْمَةِ، كَما يُحْيِيْ الأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوابِلِ الْمَطَرِ (3).
وروى أبو يعلى بإسناد حسن، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قيل:
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10388). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 135): وفيه أبو بكر الداهري، وهو ضعيف.
(2)
رواه الديلمي في "مسند الفردوس"(6486).
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7810). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 125): فيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، وكلاهما ضعيف، لا يحتج به.
يا رسول الله! أي جلسائنا خير؟ قال: "مَنْ ذَكَّرَكُمُ اللهَ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِيْ عَلمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ"(1).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عبيد بن عمير رحمه الله تعالى قال: قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يَعِظه: يا بني! تخير المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر الله فيه فاجلس معهم؛ فإنك إن تكُ عالمًا ينفعك علمك، وإن تكُ غبياً يعلموك، وإن يطلع الله إليهم برحمة يصبك معهم، يا بني! لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر الله عز وجل فيه؛ فإنك إن تك عالمًا لا ينفعك علمك، وإن تك غيياً يزيدوك غياً (2)، وإن يطلع الله إليهم بعد ذلك بسخط يصبك معهم (3).
وروى الإمام مالك، وغيره عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأما أحدهما فوجد فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الثَّلاثَةِ النَّفرِ؟ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى
(1) رواه أبو يعلى في "المسند"(4/ 326). قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 63): رواته رواة الصحيح إلا مبارك بن حسان، وهو لين الحديث.
(2)
في "حلية الأولياء": "غبياً يزيدوك غباءً" بدل "غيياً يزيدوك غياً".
(3)
ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(9/ 55).
إِلى اللهِ فآوَاهُ اللهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَى فَاسَتَحْىَ اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللهُ عَنْهُ" (1).
وأما التشبه بالعلماء في النهايات فيحصل بأمرين:
- العمل بالعلم.
- وتعليمه لمن لم يعلمه.
وأما العمل بالعلم فإنما يُراد العلم لأجله.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الله بن سلام رضي الله عنه: من العلماء؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون، قال: فما ينفي العلم من صدور الرجال؟ قال: الطمع. رواه الدارمي (2)، وغيره.
وروى الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "الشعب" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا [يومَ القيامةِ] عَالِمٌ لَمْ يَنْفَعْهُ عِلْمُهُ"(3).
(1) رواه الإمام مالك في "الموطأ"(2/ 960)، والبخاري (66)، ومسلم (2176).
(2)
رواه الدارمي في "السنن"(575).
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الصغير"(507)، والبيهقي في "شعب الإيمان" 1778). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 185): فيه عثمان البري، قال الفلاس: صدوق لكنه كثير الغلط، صاحب بدعة، ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني.
وروى ابن عساكر في "تاريخه" عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَشَدُّ النَّاسِ حَسْرَةً يَوْمَ القِيَامَةِ رَجُلٌ أَمْكَنَهُ طَلَبُ العِلْمِ فِيْ الدُّنْيِا فَلَمْ يَطْلُبْهُ، وَرَجُلٌ عَلَّمَ عِلْمًا فَانتفَعَ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ دُوْنه"(1).
وروى ابن ماجه، وأبو نعيم في "رياضة المتعلمين"، والبيهقي في "الشعب" عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَلُوْا اللهَ عِلْمًا ناَفِعًا، وَاسْتَعِيْذُوْا بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ"(2).
وروى الترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِيْ بِمَا عَلَّمْتَنِيْ، وَعَلِّمْنِيْ مَا يَنْفَعُنِيْ، وَزِدْنِيْ عِلْمًا، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ أَحْوَالِ أَهْلِ النَّارِ"(3).
وروى أبو نعيم في "الرياض" عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ إِيْمَاناً دَائِمًا؛ فرُبَّ إِيْمَانٍ غيْرِ دَائِمٍ، وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا ناَفِعًا؛ فَرُبَّ عِلْمٍ غَيْرِ نَافِعٍ"(4).
قال الأستاذ الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى: العلم
(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(51/ 138) لكن عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(2)
رواه ابن ماجه (3843)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 285)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1781).
(3)
تقدم تخريجه، وهذا لفظ الترمذي (3599).
(4)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 179) بلفظ: "اللهم إني أسألك إيماناً دائماً، وهدياً قيماً، وعلماً نافعاً".
الذي لا ينتفع به صاحبه أن يكون الرجل عالمًا ولا يكون عاملاً. انتهى (1).
قلت: دليله ما رواه أبو نعيم، وأبو الشيخ، والخطيب عن معاذ رضي الله عنه، وابن عساكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوْا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعَلَّمُوْا؛ فَلَنْ يَنْفَعَكُمُ اللهُ حَتَّى تَعْمَلُوْا بِمَا تَعْلَمُوْنَ"(2).
وروى الأصبهاني في "ترغيبه" عن حبيب بن عبيد رحمه الله تعالى قال: تعلموا العلم، واعقلوه (3)، وانتفعوا به، ولا تعلموه لتجملوا به؛ فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يُتَجَمل بالعلم كما يتجمل ذو البزة ببزته (4).
وروى الطبراني، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"، والأصبهاني في "الترغيب" بسند جيد، عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ العَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ وَلا يَعْمَلُ بِهِ (5) كَمَثَلِ
(1) انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (32/ 154)، و "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (4/ 226).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 236)، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" (ص: 20). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 40) وقال: ورواه الدارمي موقوفًا على معاذ بسندٍ صحيحٍ.
(3)
في "م": "وأعطوه".
(4)
ورواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 386).
(5)
في مصادر التخريج: "وينسى نفسه" بدل "ولا يعمل به".
السِّرَاجِ يُضِيْءُ عَلى النَّاسِ وُيحْرِقُ نَفْسَهُ" (1).
وروى الأولان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ وَينْسَى نَفْسَهُ، كَمَثَلِ الفَتيْلَةِ تُضِيْءُ لِلنَّاسِ وَتُحْرِقُ نَفْسَهَا"(2).
وروى الخطيب في "الاقتضاء"، وابن النجار في "تاريخ بغداد" عن جابر رضي الله عنه، [عن النبي صلى الله عليه وسلم] (3) قال:"اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار، فقالوا: بم دخلتم النار وإنَّما دخلنا الجنة بتعليمكم؟ قالوا: إنا كنا نقول ولا نفعل"(4).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ويلٌ لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه، وويل لمن يعلم ولا يعمل - سبع مرات - (5).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1681)، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" (ص: 49). وحسن إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 74).
(2)
رواه الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل"(ص: 50). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 184): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف لسوء حفظه واختلاطه. قلت: كلاهما عن أبي برزة.
(3)
زيادة من "اقتضاء العلم العمل".
(4)
رواه الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل"(ص: 50).
(5)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 158).
وروى هو، وابن سعد في "طبقاته" وابن أبي شيبة عن أبي الدرداء رضي الله عنه: ويل للذي لا يعلم - مرة - ولو شاء الله لعلمه، وويل للذي يعلم ولا يعمل - سبع مرات - (1).
وأخرجه سعيد بن منصور عن جبلة رحمه الله مُرسَلاً، ومرفوعاً. وروى أبو نعيم عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"وَيْلٌ لِمَنْ لا يَعْلَمُ، وَويلٌ لِمَنْ عَلِمَ ثُمَّ لا يَعْمَلُ"(2).
ومِنَ العملِ بالعلم: التحديث به وتعليمه.
ومِنْ تركِ العمل به: كتمه ومنعه أهله، وتعليمه غير أهله.
روى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ بِهِ، كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنِزُ الكَنْزَ فَلا يُنْفِقُ مِنْهُ"(3).
وأخرجه أبو نصر السِّجزي في "الإبانة"، ولفظه:"كَمَثَلِ رَجُلٍ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً فَكَنَزَهُ وَلَمْ يُنْفِقْ مِنْهُ"(4).
(1) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 211)، والخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم العمل" (ص: 48).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 111).
(3)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(689). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 164): فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
(4)
ورواه أبو خيثمة في "العلم"(ص: 36).
وروى الإمام أحمد، والترمذي وحسَّنهُ، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة، والطبراني في "الكبير" عن ابن مسعود، وهو والخطيب عن قيس بن طلق، عن أبيه قالوا رضي الله عنهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ تَعَالى يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ ناَرٍ"(1).
ولا شك أنَّ العمل بالعلم شامل لفعل طاعة [بلغ](2) العالم فضلها، والأمر بها، وترك كل معصية أو مكروه [بلغه](3) النهي عنها، وهذا كله مطلوب من كل مسلم، غير أن العالم أولى أن يأخذ بذلك لأنه محل الاقتداء؛ فإنَّ العلماء هم قدوة الأنام، وإليهم المرجع في الأحكام، وهم حجة الله على العوام، وقد يُراقبهم للأخذ عنهم من لا ينظرون، ويقتدي بهديهم من لا يعلمون.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلى أُمَّتِيْ (4) الأَئِمَّةُ المُضِلُّوْنَ".
(1) رواه الإمام أحمد في " المسند"(2/ 263)، والترمذي (2649) وحسنه، وأبو داود (3658)، وابن ماجه (262)، والحاكم في "المستدرك"(345) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(10089) عن ابن مسعود.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(8251)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(2/ 268) عن طلق بن علي رضي الله عنه.
(2)
غير واضح في "م" و"ت"، ولعل الصواب ما أثبت.
(3)
غير واضح في "م" و"ت"، ولعل الصواب ما أثبت.
(4)
في "مسند الإمام أحمد": "عليكم" بدل "على أمتي".
وقال: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلى أُمَّتِيْ كُل مُنَافِقٍ عَلِيْمُ اللِّسَانِ".
وقال: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلى أُمَّتِيْ مِنَ الدَّجَالِ؛ الأَئِمَّةُ المُضِلُّونَ".
رواها الإمام أحمد؛ الأول عن أبي الدرداء (1)، والثاني عن عمر (2)، والثالث عن أبي ذر (3)، رضي الله عنهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ عَابِدٍ جَاهِلٍ، وَرُبَّ عَالِمٍ فَاجِرٍ، فَاحْذَرُوْا الجُهَّالَ مِنَ العُبَّادِ، وَالفُجَّارَ مِنَ العُلَمَاءِ". رواه ابن عدي عن أبي أمامة رضي الله عنه (4).
وروى الدارامي في "مسنده" عن أبي عمران الجوني، عن هَرِم بن حيان رحمه الله تعالى: أنه قال: إياكم والعالم الفاسق، فبلغ عمر رضي الله عنه،
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 441). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 239): رواه أحمد والطبراني، وفيه راويان لم يسميا.
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 22)، وكذا ابن أبي الدنيا في "الصمت وآداب اللسان" (ص: 110). قال الدارقطني في "العلل"(2/ 246): روي مرفوعًا وموقوفاً، والموقوف أشبه بالصواب.
(3)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 145). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 239): فيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(4)
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 441) وقال: منكر عن خالد بن معدان، والراوي عنه عمر بن موسى، يقال له: ابن وجيه ضعيف.
فكتب إليه - وأشفق منها -: ما العالم الفاسق؟ قال: فكتب إليه هرم: يا أمير المؤمنين! ما أردت إلا الخير؛ يكون إماماً يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق، فيشبه على الناس فيضِلُّون (1).
وروى أبو نعيم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال: كان يُقال: تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، والعالم الفاجر؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون (2).
وقال [علي رضي الله عنه](3): قصم ظهري [رجلان](4): عالم متهتك، وجاهل متنسك؛ فالجاهل يغشُّ الناس بتنسكه، والعالم ينفرهم بتهتكه (5).
وقال همام في المعنى: [من الطويل]
فَسادٌ كَبِيْرٌ عالِمٌ مُتَهَتِّكٌ
…
وَأَكبَرُ مِنْهُ جاهِلٌ مُتَنَسِّكُ
هُما فِتْنَةٌ لِلْعالَمِيْنَ كَبِيْرَةٌ
…
لِمَنْ بِهِما فِيْ دِيْنِهِ يَتَمَسَّكُ (6)
(1) رواه الدارمي في "السنن"(300).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(7/ 36).
(3)
غير واضح في "م" و"ت"، ولعل الصواب ما أثبت.
(4)
زيادة من "إحياء علوم الدين".
(5)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (1/ 58).
(6)
انظر: "فيض القدير" للمناوي (1/ 221).
وروى الحلواني، وابن عدي، والعقيلي عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احْذَرُوْا زَلَّةَ العَالِمِ، وانتظِرُوْا فَيْئتَهُ"(1).
وروى الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احْذَرُوْا زَلَّةَ العَالِمِ؛ فَإِنَّ زَلتهُ تُكَبْكِبُهُ فِيْ النَّارِ".
وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَخَافُ عَلى أُمَّتِيْ ثَلاثاً: زَلَّةَ عَالِمٍ، وَجِدَالَ مُنَافِقٍ بِالقُرْآنِ، وَالتَّكْذِيْبَ بِالقَدَرِ"(2).
ومن كلام بعض الحكماء: إذا زل عالِم زل بزلته عالَم كبير (3).
وروى أبو نعيم عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: من ضحك ضحكة مجَّ (4) مجة علم (5).
(1) رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 60)، وكذا البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 211). قال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (1/ 231): كثير ضعيف.
(2)
رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(2220). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 203): وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف.
(3)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 520) عن عبيد الله بن أبي جعفر من كلام عيسى عليه السلام.
(4)
مَجَّ الشراب من فيه: رمى به.
(5)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 134). لكنه قال: "مجة من العلم" بدل "مجة علم".
فإذا كان الضحك يمج العلم، فلا شك أنه نقص في العالم، فكيف بتهتكه ووقوعه في المعصية؟ فمن هنا ينبغي للعالم أن لا يلهو مع من يلهو.
وكان أبو جعفر محمد بن علي الباقر (1) رحمه الله تعالى إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني (2).
وكان الأوزاعي رحمه الله تعالى يقول: أما بعد أن صرنا يقتدى بنا فلا ينبغي لنا التبسم (3). رواهما أبو نعيم.
وروى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوْا العِلْمَ، وَتَعَلَّمُوْا لِلِعِلْمِ السَّكِيْنَةَ وَالوَقَارَ، وَتَوَاضَعُوْا لِمَنْ تَعَلَّمُوْنَ مِنْهُ"(4).
وروى أبو نعيم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تَعَلَّمُوْا العِلْمَ، وَتَعَلَّمُوْا لِلعِلْمِ الوَقَارَ"(5).
وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم، والطبراني عن أبي الدرداء، وأنس، وأبي أمامة، وواثلة رضي الله عنهم: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن الراسخين في
(1) في "م": "الباقي" بدل "الباقر".
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 185).
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 143).
(4)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(6184). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 130): فيه عباد بن كثير، وهو متروك الحديث.
(5)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 342) وقال: غريب.