الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد في "الزهد" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لا تفقه كل الفقه حتى تمقُت الناس في جنب الله، ثم ترجع إلى نفسك فتكون أشد لها مقتًا (1).
*
فائِدَةٌ:
روى حسن المروزي في "زوائد الزهد" لابن المبارك عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حدثني يا كعب، قال: نعم يا أمير المؤمنين، قصور في الجنة لا يسكنها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل، فقال عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت الله ورسوله، وأما حكم عدل فإني أرجو ألا أحكم بشيء إلا لم آل فيه عدلاً، وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة (2).
قلت: في هذا الكلام إشارة إلى أن تصديق الله ورسوله من أعظم أركان الصديقية، بل معظمها، ألا ترى أن عمر رضي الله عنه رجا هذه الرتبة بما علمه من نفسه من تصديق الله ورسوله، ثُمَّ إن عمر رضي الله عنه كان سأل الله تعالى الموت في المدينة، والشهادة في سبيل الله كما في "صحيح البخاري"(3)، ومَين الله عليه بالشهادة، بل جمع له بين الصديقية والشهادة والحكم بالعدل.
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34584)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: 134).
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 535).
(3)
روى البخاري (1791) عن عمر رضي الله عنه قوله: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم.
وفي كلام عمر رضي الله عنه دليل على أنه لا بأس بالتحدث بنعم الله تعالى، ألا ترى أنه حدث بتصديقه، ورجائه أن يكون من الصديقين؟
***