الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما رواه الطبراني في "معاجمه الثلاثة" عن المنكدر رضي الله عنه: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة، والناس ينتظرون في المسجد، فقال:"ما تنتظِرُوْنَ؟ " قالوا: ننتظر الصلاة، قال:"أَما إِنَّكمْ لَنْ تَزالُوْا فِيْ صَلاةٍ ما انتُظَرْتُمُوْها"، ثم قال:"أمَا إِنَّها صَلاةٌ لَمْ يُصَلها أَحَدٌ مِمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ". وذكر الحديث (1).
وأول من صلَّى آدم عليه السلام، ثم أول من أنزل عليه الأمر بالصلاة ذات الأفعال وبالخشوع فيها والمداومة عليها، كما سيأتي في القسم الثاني من الكتاب.
وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11]؛ قال: البُكرة صلاة الفجر، وعشياً صلاة العصر (2).
وقد تواردت الآثار بأن الأمم -أو أكثرهم- كانوا يصلون أول النهار وآخره، إلا أنها ليست مشتملة على جميع ما اشتملت عليه صلاة هذه الأمة بجميع أركانها المعروفة، وشروطها المحفوظة، وأبعاضها المذكورة، وهيئاتها المعروفة.
*
فائِدَةٌ أخرى:
روى عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
(1) رواه الطبراني في "معجم الكبير"(20/ 360)، و "معجم الأوسط"(7467)، و "المعجم الصغير"(967).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2664).
خرجت في عين (1) آدم شأفةٌ -يعني: بثرة -، فصلَّى صلاة فانحدرت إلى صدره، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الحقو، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الكف، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الإبهام، ثم صلى صلاة فذهبت (2).
وروى الإِمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن عبد الله بن عمرو -أيضًا- قال: إن آدم عليه السلام خرجت به شأفة في إبهام رجله، ثم ارتفعت إلى أصل قدميه، ثم ارتفعت إلى ركبتيه، ثم ارتفعت إلى حقويه، ثم ارتفعت إلى أصل عنقه، فقام فصلى فنزلَتْ إلى منكبيه، ثم صلى فنزلت إلى حقويه، ثم صلَّى فنزلت إلى ركبتيه، ثم صلى فنزلت إلى قدميه، ثم صلَّى فذهبت (3).
قال في "القاموس": الشأفة: قرحة تخرج في أصل القدم، فتُكوى فتذهب، وإذا قُطعت مات صاحبها (4).
وعليه: فتكون الشأفة في العين مستعارة من الشأفة التي في القدم، سُميت باسمها لتشابههما.
والمراد بها البثرة كما فسرها الراوي في أثر عبد الرزاق، ويجمع
(1) في "المصنف": "عنق".
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(146).
(3)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 320).
(4)
انظر: "القاموس المحيط"(ص: 1063)(مادة: شأف).