الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغساسنة واللخميين، فضلا عن غزو الأحباش لليمن في الجاهلية1.
هناك كتاب نشره المستشرق "كارل موللر" لمؤلف مجهول، واسمه "Giaucys" يبحث في آثار بلاد العرب2، هذا بالإضافة إلى ما جاء بشأن العرب في المخطوطات السريانية المحفوظة في المتحف البريطاني3، فضلا عن كتابات المؤرخين النصارى -من روم وسريان- والذين عاشوا على أيام الأمويين والعباسيين، وقد كتبوا عن العرب في الجاهلية والإسلام فأمدونا بمعلومات لا نجدها في المصادر الإسلامية، وبخاصة عن انتشار المسيحية في بلاد العرب، وعن علاقة الروم بالعرب والفرس4.
1 عبد المنعم ماجد: التاريخ السياسي للدولة العربية، الجزء الأول ص38 فيليب حتى: المرجع السابق ص397-398.
2 جواد علي 1/ 65 وكذا
Glaucus Archaeology Araabica، By Carl Muller، In Fhg،4، Paris، 1851، P.409
3 W. Wright، Catalogue Of The Syriac Manuscripts In The British Musaum، 3، Vol، 1870-72.
4 جواد علي 1/ 64-65.
ثالثًا: المصادر العربية
.
1-
القرآن الكريم:
القرآن الكريم كتاب الله1، الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 2، نزل على مولانا وسيدنا رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- منجما في ثلاث وعشرين سنة3، حسب الحوادث ومقتضى الحال4، وكانت الآيات والسور تدون ساعة نزولها، إذ كان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا ما نزلت عليه آية أو آيات قال: "ضعها في مكان كذا
…
من سورة كذا"، فقد ورد أن جبريل عليه السلام كان ينزل بالآية أو الآيات على النبي، فيقول له: يا محمد: إن الله يأمرك أن تضعها على رأس كذا من سورة كذا"، ولهذا اتفق العلماء على أن جمع القرآن "توقيفي" بمعنى أن ترتيبه بهذه
1 قدم المؤلف دراسة مفصلة في فصل مطول عن "القرآن الكريم" في كتابه "دراسات في التاريخ القرآني"- الجزء الأول- "الفصل الأول".
2 سورة فصلت: آية42 وانظر: تفسير الكشاف 4/ 2010202؛ تفسير مجمع البيان 24/ 24-26، تفسير روح المعاني 14/ 127-128، تفسير الفخر الرازي 26/ 131، وتفسير النسفي 4/ 380.
3 قارن: صحيح البخاري.
4 نزل القرآن منجمًا فيما بين عامي 13ق. هـ، 11هـ "610-632م" انظر في ذلك: محمد أبو زهرة: القرآن ص23-24، محمد عبد الله دراز: مدخل إلى القرآن الكريم، الكويت 1974 ص33.
الطريقة التي نراه عليها اليوم في المصاحف، إنما هو بأمر ووحي من الله1".
وهكذا تمر الأيام بالرسول الكريم -صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- وهو على هذا العهد، يأتيه الوحي نجمًا بعد نجم، كتاب الوحي يسجلونه آية بعد آية، حتى إذا ما كمل التنزيل، وانتقل الرسول الأعظم إلى الرفيق الأعلى، كان القرآن كله مسجلا في صحف، -وإن كانت مفرقة لم يكونوا قد جمعوها فيما بين الدفتين، ولم يلزموا القراء توالي سورها- وكذا في صدور الحفاظ من الصحابة، رضوان الله عليهم2، هؤلاء الصفوة من أمة محمد النبي المختار، والذين كانوا يتسابقون إلى تلاوة القرآن ومدارسته، ويبذلون قصارى جهدهم لاستظهاره وحفظه، ويعلمونه أولادهم وزوجاتهم في البيوت.
ومن هنا كان حفاظ القرآن الكريم في حياة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- لا يحصون، وتلك -وايم الله- عناية من الرحمن خاصة بهذا القرآن العظيم، حين يسره للحفظ، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر} 3، فكتب له الخلود وحماه من التحريف والتبديل، وصانه من أن يتطرق الضياع إلى شيء منه، عن طريق حفظه في السطور، وحفظه في الصدور4، مصداقًا لقوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 5 وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 6، وقوله
1 السيوطي: الإتقان في علوم القرآن 1/ 48، 63، الزركشي: البرهان في علوم القرآن ص234، 237، 241، السجستاني: كتاب المصاحف ص31، مقدمتان في علوم القرآن ص26032، 40-41، 58، تفسير القرطبي 1/ 61، الصابوني: التبيان في علوم القرآن ص59، محمد أبو زهرة: القرآن ص27، 47-49.
2 البرهان في علوم القرآن ص235، الإتقان في علوم القرآن 1/ 59، مقدمتان في علوم القرآن ص32، مقدمة كتاب المصاحف لآرثر جعفري ص5، محمد حسين هيكل: حياة محمد ص49-50.
3 سورة القمر: آية 32.
4 انظر: محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم، الكويت 1970 ص12-14.
5 سورة فصلت: آية 41-42، وانظر: تفسير روح المعاني 24/ 127-128، تفسير القرطبي 15/ 366-367 "دار الكتاب العربي، القاهرة 1967"، تفسير الطبري 24/ 124-125 "طبعة الحلبي، 1954"، تفسير البيضاوي 2/ 350 "طبعة الحلبي، 1968".
6 سورة الحجر: آية9، وانظر تفسير الطبري 14/ 6-8 "مطبعة بولاق 1328هـ"، تفسير النيسابوري 24/ 7-10 "نسخة علي هامش الطبري" تفسير الكشاف 2/ 570، تفسير مجمع البيان 14/ 11-14 تفسير روح المعاني 14/ 16، تفسير الفخر الرازي 19/ 158-159، تفسير النسفي 3/ 14، تفسير المنثور 4/ 94-59.
وليس هناك من شك في أن القرآن الكريم، كمصدر تاريخي، أصدق المصادر وأصحها على الإطلاق، فهو موثوق السند -كما بينا آنفًا- ثم هو قبل ذلك وبعده كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن ثم فلا سبيل إلى الشك في صحة نصه2 بحال من الأحوال، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل الجدل، فقد دون في البداية بإملاء الرسول صلى الله عليه وسلم وتلي فيما بعد أمامه وحمل تصديقه النهائي قبل وفاته3، ولأن القصص القرآني إنما هو أنباء وأحداث تاريخية، لم تلتبس بشيء من الخيال، ولم يدخل عليها شيء غير الواقع4، ثم إن الله سبحانه وتعالى -قد تعهد- كما أشرنا آنفًا- بحفظه دون تحريف أو تبديل، ومن ثم فلم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند، حيث لم يتكفل الله بحفظها، بل وكلها إلى حفظ الناس، فقال تعالى:"والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله"، أي بما طلب إليهم حفظه5.
غير أني أود أن أنبه -بعد أن أستغفر الله العظيم كثيرًا- إلى أن القرآن الكريم لم ينزل كتابًا في التاريخ، يتحدث عن أخبار الأمم، كما يتحدث عنها المؤرخون، وإنما هو كتاب هداية وإرشاد للتي هي أقوم، أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون دستورًا للمسلمين، ومنهاجًا يسيرون عليه في حياتهم، يدعوهم إلى التوحيد، وإلى تهذيب النفوس، وإلى وضع مبادئ للأخلاق، وميزان للعدالة في الحكم، واستنباط لبعض الأحكام، فإذا ما عرض لحادثة تاريخية، فإنما للعبرة والعظة6.
إلا أن القرآن الكريم -مع ذلك- إنما يقدم لنا معلومات مهمة عن عصور ما قبل الإسلام، وأخبار دولها، أيدتها الكشوف الحديثة كل التأييد، كما أننا نجد في
1 سورة القيامة: آية 17-19، وانظر: تفسير الطبري 1/ 95-97 "طبعة دار المعارف- القاهرة 1374هـ"، تفسير البيضاوي 2/ 522-532، تفسير الطبري 29/ 187-191 "طبعة الحلبي 1954".
2 طه حسين: الأدب الجاهلي، القاهرة 1933 ص68.
3 محمد عبد الله دراز: مدخل إلى القرآن الكريم ص49.
4 عبد الكريم الخطيب: القصص القرآني، القاهرة 1964 ص52.
5 محمد عبد الله دراز: النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن ص12-14.
6 انظر: عن أهداف القرآن ومقاصده: تفسير المنار 1/ 206-293.
كتاب الله الكريم سورة كاملة تحمل اسم مملكة في جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام -وأعني بها سورة سبأ- هذا إلى أن القرآن الكريم قد انفرد -دون غيره من الكتب السماوية- بذكر أقوام عربية بادت، كقوم عاد1 وثمود2، فضلا عن قصة أصحاب الكهف3 وسيل العرم4، وقصة أصحاب الأخدود5، إلى جانب قصة أصحاب الفيل6، وهجرة الخليل وولده إسماعيل، عليهما السلام، إلى الأرض الطاهرة في الحجاز، ثم إقامة إسماعيل هناك7.
على أنه يجب علينا أن نلاحظ أنه رغم أن هدف القرآن من قصصه، ليس التأريخ لهذا القصص، وإنما عبرًا تفرض الاستفادة بما حل بالسابقين، ومع ذلك فيجب أن لا يغيب عن بالنا -دائمًا وأبدًا- أن هذا القصص، إن هو إلا الحق الصراح، وصدق الله العظيم حيث يقول:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} 8، ويقول:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} 9 ويقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} 10، ويقول:{وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ} 11، ويقول:{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} 12 ويقول: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} 13.
1 انظر: الأعراف: آية 65، هود: آية 50-60، الشعراء: آية 123-140-، وانظر الفصل السادس من كتابنا "دراسات في التاريخ القرآني".
2 انظر: الأعراف: آية 73-79، هود: آية 61-86، الشعراء: آية 141-159، وانظر: الفصل السابع من كتابنا "دراسات في التاريخ القرآني".
3 سورة الكهف: آية 9-26.
4 سورة سبأ: آية 15-19، وانظر: كتابنا "دراسات في التاريخ القرآني"، الفصل التاسع.
5 سورة البروج: آية 4-10، وانظر: الفصل العاشر من كتابنا الآنف الذكر.
6 سورة الفيل، وانظر الفصل الحادي عشر من كتابنا الآنف الذكر.
7 سورة البقرة: آية 124-137، سورة إبراهيم: آية 35-41، وانظر الفصل الرابع من كتابنا الآنف الذكر.
8 سورة النساء: آية 87.
9 سورة آل عمران: آية 62.
10 سورة الكهف: آية 13.
11 سورة فاطر: آية 31.
12 سورة الزمر: آية 2، وانظر الآية 41.
13 سورة الجاثية: آية 6، وانظر: تفسير البيضاوي 2/ 379، تفسير الطبري 25/ 141، تفسير القرطبي 16/ 158.