الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العصر الحجري، وسرعان ما امتد نشاطها إلى الكويت، حيث عثرت على آلات حجرية، تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، وخاصة العصر الحجري القديم، فضلا عن معابد جزيرة "فيلكا"، وأخيرًا اتسع نطاق ميدان البعثة إلى شرق الجزيرة وإمارات الساحل العربي، ولعلنا نستطيع أن نلخص نتائج هذه البعثة كالآتي:
1-
البحرين:
لعل أهم اكتشافات البعثة الدنماركية إنما كان الكشف عن أطلال معبد "باربار"، وتلال جنزية عديدة تعود إلى العصر البرونزي، هذا فضلا عن أوان فخارية في تل رأس القلعة1، وهي المنطقة التي حوت أقدم محلة سكنية، ترجع إلى الألف السادس قبل الميلاد، وظلت مأهولة حتى العصر المسيحي، هذا وقد كشفت البعثة عن ست مدن حول القلعة، تؤرخ الأولى بحوالي عام 2800ق. م، وهي مبنية بمحاذاة البحر، وبيوتها صغيرة، وتبدو غير مسورة، وربما كان الملك الأكدي "سرجون الأول" قد قام بغزوها حوالي عام "2300ق. م"2.
وأما المدينة الثانية، فتؤرخ بحوالي عام 2300ق. م، ويعتبر سكانها بناة الآلاف من المقابر الواقعة في وسط جزيرة البحرين وكذا معبد باربار، وقد عثر فيها على الأختام المسماة تقليديًّا "الأختام الدلمونية"، والأوزان الهندية التي ظهرت في نفس الوقت في بلاد ما بين النهرين ومدن وادي السند3.
1 تقع القلعة في منتصف ساحل جزيرة البحرين الشمالي، وتعرف باسم "قلعة البحرين" أو "القلعة البرتغالية"، نسبة إلى القلعة التي أسسها البرتغاليون عام 1522م، على أنقاض قلعة عربية قديمة.
2 سليمان سعدون البدر: "دراسة تاريخية لمنطقة الخليج العربي والحضارات التي تمت على شواطئه في أثناء الألف الرابع قبل الميلاد، رسالة ماجستير، الإسكندرية 1972 ص181-182، وانظر: آثار البحرين، جمعية البحرين للآثار، البحرين 1971 ص8.
3 نفس المرجع السابق ص8، سليمان البدر: المرجع السابق ص182.
2-
في
قطر:
وتعتبر من أهم مناطق الخليج العربي، حيث تتمثل فيها أقدم الحضارات الإنسانية التي تم الكشف عنها في المنطقة حتى الآن، ولقد اهتم الباحثون الأجانب بمنطقة قطر، فقامت بعثة دنماركية للبحث عن آثارها، وتم تحديد حوالي 200 موقع أثري، تنتمي إلى مرحلة عصور ما قبل التاريخ، منها حوالي 131 موقعًا تعود إلى
العصر الحجري1، هذا وليس في قطر مخلفات أثرية تنتمي إلى حضارة باربار في البحرين، كما أن آثار قطر لا تتشابه مع آثار البحرين2.
وعلى أية حال، فلقد عثر عند الساحل الغربي قرب "رأس عوينات علي" على شظايا مصقولة تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ، فضلا عن أعداد من الأحجار قرب الطرف الجنوبي من جبل الجساسية وقرب عقلة المناصير والحملة وقرب الساحل الشرقي في الوصيل -على مبعدة 25 كيلو مترًا شمالي الدوحة3.
هذا ويميل "كابل" إلى أن المخلفات الأثرية في قطر، والتي تتمثل في الصناعات الحجرية، إنما يمكن تقسيمها إلى مجموعات مستقلة ومختلفة عن بعضها تمامًا، وذلك اعتمادًا على الاختلافات المظهرية وطريقة الصناعة الفنية، هذا فضلا عن العثور على طبقة يمكن تصنيفها طبقيًّا، ومن ثم يمكن تحديد التتابع الزمني لهذه الآثار4.
على أن البعثة الدنمركية إنما قد حصلت على أدوات وشظايا صوانية عديدة وآثار احتراق، ثم جمعت عينات من الآثار المحترقة، وقد ثبتت بالفحص العلمي، بطريقة الكربون 14، بأن تاريخ هذه العينات إنما يرجع إلى حوالي عام "5020-130ق. م"5.
هذا وقد قسمت البعثة الدنمركية المواقع التي تنتمي إلى العصر الحجري -وعددها 68 موقعًا- إلى أربع مجموعات حضارية وذلك وفقًا للتطور المادي المتمثل في التقدم من التقنية البدائية إلى الأحجار الظرانية، إلى تقنية متطورة تتمثل في الرقائق الحجرية الممتازة مثل الفئوس والمعاول ورءوس السهام الكبيرة، غير أنه لا يمكن
1 انظر: ملخص تقرير قدم لمؤتمر الآثار في البحرين، وكذا H. KAPEL، STONE AGE CULTURE OF QATER
2 G. BIBBY، LOOKING FOR DILMUN، LONDON، 1970، P.166
وانظر: سليمان البدر: المرجع السابق ص328-329.
3 V. NIELSEN، THE AL-WUSAIL MESOBTHIC FLINT SITES IN QATER، KUML، 1961، P.182
4 H. KAPEL، KUMAL، 1961، P.149
5 هولجر كابل: أطلس ثقافة العصر الحجري في قطر، أرهوس، الدنيمارك، 1967 ص19.