الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانطلاقًا من هذا كله بدأت رحلات الأوربيين إلى شبه الجزيرة العربية، ثم تلتها بعثات علمية منتظمة اتجهت إلى مختلف أنحاء بلاد العرب، لتكشف لنا عن الحضارات العربية المختلفة، وكانت نتيجة هذه البعوث أن حصلنا على كثير من المعلومات التي تلقي أشعة قوية على الماضي العربي المجيد1، ونستطيع أن نتتبع جهود الأوربيين -من مغامرين ورحالة وبعثات علمية- في هذا السبيل، على النحو التالي.
1 فؤاد حسنين: المرجع السابق ص247.
أولًا: في جنوب شبه الجزيرة العربية
تميزت الفترة ما بين عامي 1513، 1756م، بالمغامرين من الرحالة الأوربيين إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، ففي عام 1513م يهاجم "ألفونسو دي البوكرك" ميناء "عدن" بعد أن استولى البرتغاليون على مجموعة حصون في جنوب بلاد العرب، وكان قد رسم خطة دنيئة، يستولي بها على الجثمان الشريف، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، ثم يطلب في مقابل ذلك كنيسة القدس، ولكن الله رد كيده في نحره، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، فباءت قواته بفشل ذريع أمام أسوار عدن الحصينة، كما أدى ذلك إلى أن يقوم الأتراك المسلمون بالاستيلاء على اليمن، بعد حملتين بحريتين في عامي 1519، 1538م1.
ثم تلت ذلك مغامرات فردية إلى "جِدّة" و"المخا" في عام 1517م، ثم مغامرة النصرانيّين "بائز ومونصرات" عام 1589م، حيث كانا أول أوربيين يشاهدان "محرم بلقيس"، ثم رحلة المؤرخ اليسوعي "مانوئيل دي الميدا" في عام 1633م، من عدن إلى خنفر ولحج2.
إلا أن الفضل الأكبر في الاكتشافات العلمية ببلاد العرب إبان القرن الثامن عشر، إنما يرجع إلى الألمان، وربما كان العالم "ميخايلس" هو أول من وجه الأنظار إلى بلاد العرب، وإلى الصلات القوية التي تربط بينها وبين العلوم المتصلة بالكتاب
1 J. Pirenne، A La Decouverte De L'arabie، Paris، 1958
وقد نقله إلى العربية: قدري قلعجي، تحت عنوان "اكتشاف جزيرة العرب" بيروت 1963 ص57-58.
2 نفس المرجع السابق ص57-64.
المقدس، ومن ثم فقد أقنع "فردريك الخامس" ملك الدانيمارك، بإرسال بعثة علمية إلى بلاد العرب1، تحركت من ميناء "كوبنهاجن" في 4 يناير 1761م، ووصلت إلى ميناء القنفذة في 29 أكتوبر 1762، غير أن النكبات بدأت تحل بها يومًا بعد آخر، حتى لم يبق من أعضائها على قيد الحياة، غير الضابط الصغير "كارستن نيبؤور" الذي أخذ على عاتقه تنفيذ الخطة التي رسمت للبعثة، ومن ثم فقد قرر ألا يعود إلى وطنه، إلا بعد أن يحقق الهدف، وقد بر الرجل بوعده، ولم تطأ قدماه أرض "كوبنهاجن" إلا في عام 1797م، بعد أن قطع رحلة طويلة مارًّا بالبصرة وبغداد والموصل وحلب والقدس وقبرص واستنبول.
وبالرغم من أن أربعة من الباحثين قد ماتوا، إلا أن النتائج التي توصلت إليها هذه البعثة كانت أفضل نتائج البعثات العلمية في ذلك الوقت، وما زالت المعلومات التي دونها "نيبؤور" مرجعًا أساسيًّا عن اليمن حتى الآن، فضلا عن أنه لفت أنظار العلماء إلى "المسند" والرُقُم العربية، إلى جانب ما قدمه من خرائط لأماكن مجهولة لم تكن قد وطأتها قدم أوربي قبل ذلك2، هذا وقد وضع هذا الرحالة الممتاز كتابًا عن رحلته باللغة الألمانية، ظهرت له أكثر من ترجمة فرنسية وإنجليزية3.
شجعت رحلة "نيبؤور" العلماء على مواصلة البحث عن النقوش العربية الجنوبية، ثم كانت حملة نابليون بونابرت" على مصر في عام 1798م، وكشف حجر رشيد في العام التالي، ثم الجهود المضنية التي بذلها العلماء من أمثال "إكربلاد" عام 1802م، و"توماس يونج" عام 1814م، وأخيرًا جاء "جان فرنسوا
1 تكونت البعثة من: "كريستنس فون هافن" المتخصص في اللغات الشرقية، و"بيتر فورسكال" المتخصص في علم الحيوان، و"كريستنس كارل كرامر" الطبيب، و"جورج فلهلم بورنفيند" الرسام، ثم "كارستن نيبؤور" لعمل الخرائط وتدوين المعلومات الجغرافية.
2 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص1-3، أحمد فخري: اليمن ماضيها وحاضرها ص77-99، دراسات في تاريخ الشرق القديم ص148-149، جاكلين بيرين: المرجع السابق ص144-146،
وكذا R.H. Sanger، The Arabian Peninsula، 1954، P.241
وكذا R.A. Nicholson، A Literary History Of The Arabs، P.7
وكذا J.B. Philby، Eb، 14، 1929، P.169
3 جواد علي 1/ 125.
وكذا Carsten Niebuhr، Description De L'arabie، Copenhagen، 1773
وكذا Voyage En Arabie، Amsterdam، 1774-80
شامبليون" "1790-1823م" الذي تمكن من حل رموز الهيروغليفية المصرية1، كل ذلك وغيره دفع الباحثين إلى القيام برحلات كثيرة إلى بلاد العرب.
وفي 8 أبريل من عام 1810م، يصل إلى "الحديدة" الدكتور "أولريخ جاسبار سيتزن" الألماني، ويتمكن من الوصول إلى "ظفار" حيث ينجح في العثور على النقوش التي أشار إليها "نيبؤور"، وفي نسخ خمسة نقوش بالقرب من "ذمار" تعتبر أولى النقوش العربية الجنوبية، إلا أن الرجل سرعان ما اختفى في ديسمبر عام 1811م، في ظروف غامضة في "تعز" أو "صنعاء" بيد الأعراب أو بيد الإمام نفسه2.
وفي عام 1834م، يدخل الإنجليز الميدان، ويتمكن الضابط "جيمس ولستد" من زيارة جنوب بلاد العرب، واكتشاف "حصن الغراب" ونسخ نقش كتابي وجده مسجلا عليه، يرجع تاريخه إلى عام 525م، ثم يقوم "ولستد" في العام التالي برحلة إلى غرب "وادي ميفعة"، حيث يعثر هناك في "نقب الهجر" على بقايا مدينة أو حصن3.
وفي عام 1835م، تمكن "هوتن" من إضافة عدد جديد من النقوش، والأمر كذلك بالنسبة إلى "كروتندن" الذي جاء عام 1838م بنقوش جديدة، وكذا الدكتور "مايكل" الذي زودنا بخمسة نقوش سبئية، مما ساعد على حل رمور "المسند"4.
وفي عام 1843م تمكن الرحالة الألماني فون فريدة" من ارتياد الصحراء المعروفة باسم "بحر الصافي" أو "الأحقاف" شمالي حضرموت، حيث اكتشف في سهل ميفعة الشرقي في "وادي أوبنة" بقايا حائط قديم، عليه نقش حضرمي عرف "بنقش أوبنة"5.
1 A. Gardiner، Egypt Of The Pharaohs، P.21-14
2 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص6.
3 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص8-7 وكذا R.A. Nicholson، Op. Cit.، P.8
وكذا J.R. Wellsted، Travels In Arabia، In 2 Vols.، London، 1838
وكذا R.H. Sanger، Op. Cit.، P.221، 241
4 جواد علي 1/ 126 وكذا.
C.J. Cruttenden، An Excursion To San'a، The Capital Of Yemen، Bombay، Jrgsl، Iii، 1838، P.276-289
5 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص8-9.
وقد تميز هذا العام كذلك برحلة الصيدلي الفرنسي "جوزيف توما أرنو" الذي نجح في 12 يوليه 1843م في السفر من صنعاء إلى مأرب، فزار خرائب "صرواح" وفحص بقايا أسوار في مأرب، وكذا معبد "المقه" إله القمر، الذي تقوم آثاره خارج مأرب، والذي يطلق العرب عليه اسم "محرم بلقيس"، هذا إلى جانب نقله لـ 56 نقشًا سبئيًّا رآها هناك، وقد قام "فرزنل"، القنصل الفرنسي في جدة بنشر هذه النقوش عام 1845م، أما "أرنو" نفسه، فقد أثرت عليه رحلته وفقد بصره حينًا من الدهر، بسبب ما تعرض له من أمطار عند عودته من صنعاء إلى الشاطئ في بلاد تهامة1.
وفي عام 1860م نجح الضابط الإنجليزي "كوجلان" في شراء مجموعة كبيرة من النقوش، عثر عليها في أنقاض مدينة "عمران" عام 1854م، من بينها تماثيل وأحجار مكتوبة وألواح من النحاس لا يقل عددها عن الأربعين2.
وفي تلك الأثناء نجح العلماء في فك رموز هذه الكتابة العربية الجنوبية وأطلقوا عليها اسم "الحروف الحميرية"، ولكن سرعان ما تبين لهم أن هذه النقوش ليست كلها حميرية، وأن بعضها نصوص معينية، وبعضها الآخر سبئية، بل إن فيها نصوصًا تختلف عن الحميرية بعض الاختلاف، وهذه الكتابة هي المسماة "بخط المسند"، وبالقلم المسند، وبالمسند في الموارد العربية3.
وبدأت فرنسا تهتم بالأمر، ومن ثم فقد رأت أكاديمية الفنون والآداب الجميلة في باريس عام 1869م، إصدار موسوعة النقوش السامية:
Corpus Inscriptionum Semiticarum، واختير المستشرق الفرنسي اليهودي "جوزيف هاليفي" لرياسة بعثة إلى اليمن، لتزويد الموسوعة بنقوش جديدة، وكان اختيار "هاليفي" اختيارًا موفقًا، فهو كيهودي يستطيع أن يتجول بين أفراد القبائل العربية المستقلة بكل حرية، لأن اليهود كانوا يعاملون في اليمن معاملة المنبوذين، فلا يسمح لهم بحق من الحقوق إلا ما تجود به النفس العربية مدفوعة بعامل الرفق والعطف، ومن ثم فلا يسمح لليهودي مثلا بحمل السلاح، كما كان المسلم
1 أحمد فخري: دراسات في تاريخ الشرق القديم ص150.
2 نفس المرجع السابق ص152.
3 جواد علي 1/ 127.
ينظر إليه نظرة كلها احتقار، وفي نفس الوقت، فإن الشهامة العربية إنما كانت تقضي بعدم الاعتداء على اليهودي الأعزل؛ لأن ذلك الاعتداء إنما كان يشين الكرامة البدوية التي رأت أن قتل اليهودي لا يختلف عن قتل المرأة أو الطفل1.
وهكذا بدأ "هاليفي" رحلته في عام 1870م، وحينما وصل إلى "عدن" تلقى معونة الجالية اليهودية فيها، فضلا عن خطابات التوصية لكل يهود اليمن، ثم تزي بزي يهودي فقير جاء من القدس، ثم زار بقايا "القليس" في صنعاء، ثم اصطحب معه يهوديًّا يدعى "حاييم حبشوش"، وزار كل جهات اليمن تقريبًا، بما في ذلك مأرب والجوف ونجران، الأمر الذي لم يتحقق لغيره من قبل، وأخيرًا عاد إلى فرنسا، ومعه 676 نقشًا، لم يكن من بينها إلا أحد عشر نقشًا سبق أن نقلها "أرنو" ونشرها "فرزنل"، ومع ذلك فأهم نتائج الرحلة لم يكن في كمية النقوش، بقدر ما كان في المعلومات الجديدة التي جاءت بها هذه النقوش، فضلا عن بعض الآثار القديمة التي رآها، إلى جانب معلومات كثيرة عن حياة بعض القبائل التي زارها في داخل البلاد2.
على أن أعظم اكتشافات هاليفي، إنما كان خرائب "قرناو" عاصمة دولة معين، والمعروفة اليوم "بمعين" وكانت تقع على مرتفع حصين تحيط به الأسوار والأبراج، فضلا عن النقوش التي تشير إلى أن "براقش" الحالية، إنما كانت تسمى في العصور القديمة، "يطيل"، هذا إلى جانب مدينة "السوداء" التي يعتقد "هاليفي" أنها كانت مدينة قديمة صناعية3.
1 ديتلف نلسن: المرج السابق ص12.
2 أحمد فخري: المرجع السابق ص153، وكذا
Ahmed Fakhry، An Archaeological Journey To Yemen، Cairo، 1952، Vol. I،P.21-24.
3 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص14، وأما أهم الأبحاث التي نشرها "هاليفي" عن رحلته، فهي:
J. Halevvy، Report Sur Une Mission Archaeologique Dans Le Yemen، Ja، Vi، 1872، P.1-98
J. Halevy، Voyage Au Nedjran، Bsg، 6 Serie، Vi، P.5-13، 249، 581-606، Xiii، P.466-79
J. Halevy، Itineraire D'un Voyage Dans Le Yemen،1869-1870، Bsg، Paris، July، 1877.
وفي عام 1882م، قام المستشرق النمساوي، "سيجفريد لانجر" المتخصص في اللغة العربية برحلة إلى اليمن، حيث عثر على نقش حميري هام بالقرب من "ظران" كما حصل على نقوش أخرى على مقربة من "ضاف" التي بحث عنها "سيتزن" دون جدوى، كما تمكن من نسخ عدد من النقوش في صنعاء، فضلا عن الحصول على نقوش من عدن، لم يعرف موطنها الأصلي، من بينها نقش حضرمي له أهمية لغوية، على الرغم مما به من تلف1.
وجاء "إدوارد جلازر" تلميد "موللر"، والذي ترجم الجزء الثاني من "الإكليل" إلى اللغة الألمانية -فقام فيما بين عامي 1882، 1892م، بثلاث رحلات إلى اليمن، كانت ذات نفع كبير في تاريخ البحث العلمي، وقد أعد "جلازر" نفسه للمهمة إعدادًا طيبًا، فرغم أنه كان أستاذًا للغة العربية، فقد أقام -قبل رحلاته إلى اليمن- فترات في تونس والقاهرة، ليتمكن من اللغة العربية، وليتعرف على العادات العربية، وأخيرًا رغم أنه يهودي، فقد ادعى الإسلام، وارتدى زي علمائه وسمى نفسه "الحاج حسين".
وقد بدأ "جلازر" رحلته الأولى في أكتوبر 1882م، في رفقة حملة تركية جردت لفتح مدينة "سودة" التي كانت تناصب الحكومة العداء، وفي هذه الرحلة زار المنطقة الوسطى، وعاد إلى فرنسا في مارس 1884م، ومعه 250 نقشًا، ثم كانت رحلته الثانية، فيما بين أبريل 1885، وفبراير 1886م، وقد اهتم فيها بالمنطقة الواقعة بين عدن وصنعاء، كما زار "ظفار" ونسخ عددًا كبيرًا من النقوش المعينية، وقد أضيفت فيما بعد إلى ممتلكات المتحف البريطاني2.
وفيما بين عامي 1887، 1888م، قام برحلته الثالثة، التي زار فيها "مأرب" ورسم تخطيطات لآثار القنوات والسدود القديمة، كما رسم خريطة جغرافية للمناطق التي زارها، فضلا عما قدمه من وصف لآثارها، وفي رحلته الرابعة "1892-
1 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص17.
وكذا Delacy O'leary، Arabia Before Muhammed، P.221
وكذا F. Hommel، Exploration In Arabia، Philadelphia، 1903، P، 722
وكذا Otto Weber، Arabien Vor Dem Islam، 1904، P.11
2 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص19.
وكذا O. Weber، Op. Cit.، P.11
وكذا H. Derenbourg.، Yemen Inscriptions، The Glaser Collection، In The Babyloniana And Oriental Record، I.1887
1894م"، نراه يستعين بالأعراب في نسخ النقوش القديمة في مناطق الجوف، ومن ثم فقد تيسر له جمع مئات من النقوش المهمة، دون أن يذهب بنفسه إلى تلك المناطق الخطرة البعيدة، ومن هذه النقوش "نقش صرواح"، الذي يرجع إلى أقدم عصور الدولة السبئية، فضلا عن مجموعة من العملات العربية القديمة، ضمت إلى مقتنيات متحف الفنون بفيّنا، كما نشر الكثير منها، وإن لم يتم للآن نشر كل أعماله1.
وتأثرت أكاديمية الفنون بفينا بنتائج رحلات "جلازر"، فقررت عام 1898م، إرسال بعثة إلى جنوب بلاد العرب، يشرف عليها "موللر" و"لندبرج"، غير أن الإنجليز لم يسمحوا لها بالتوغل داخل اليمن مستغلين نفوذهم هناك، فذهبت إلى حضرموت لزيارة الخرائب القريبة من "شبوه" فأقام العرب العقبات في طريقها، مما اضطرها إلى العودة بعد أن بلغت "عزان"، وإن تمكنت من طبع نقوش "نقب الهجر" و"أوبنة" و"حصن الغراب" وفي يناير 1899م، توجهت إلى سوقطرة لدراسة لهجتها، كما درست فيما بعد اللغات الحديثة في الصومال ومهرة وسوقطرة وشخوري، ونشرت أبحاثًا فيها بعد ذلك2.
وتقوم الحرب العالمية الأولى "1914-1918م"، ويتوقف هذا النشاط العلمي الممتاز، ولكن ما أن تضع الحرب أوزارها، وتنال اليمن استقلالها، حتى يغلق الإمام يحيى الأبواب أمام البعثات العلمية والمغامرين سواء بسواء، وذلك إبان الصراع الذي نشأ بينه وبين الإنجليز، بشأن قضايا عدن والمحميات، إلا أن الرجل كان -مع ذلك- جد حريص على الكشف عن آثار بلاده، ولكن بطريقته الخاصة. وهكذا -وعلى نفقة ولي العهد- بدأ البحث من جديد عن آثار اليمن، ففي عامي 1931، 1932م، قام كل من "كار راتيز" و"فون فيسمان" برحلات متعددة إلى الحبشة وحضرموت واليمن، وقاما بأول حفائر في منطقة النخلة الحمراء وغيمان وحقه شمالي صنعاء، إلا أن العقبات سرعان ما أحاطت بهما، كما أن الحفائر لم تكن منظمة، وعلى نطاق ضيق، حتى أن الرجلين لم يتيسر لهما مطلقًا -رغم إقامتهما
1 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص21-22 وكذا O. Wether، Op. Cit.، P.12.
وكذا D.H Muller And N. Rhodokanakis، Eduard Glasser، Reise Nach Marib Vienna، 1913.
2 ديتلف نلسن: المرجع السابق ص23.
مدة غير قصيرة في اليمن -أن يزور آثار مأرب أو الجوف، إذ لم تسمح لهما السلطات بالسفر مطلقًا إلى شرقي وشمالي صنعاء، وقد نشر نتيجة أبحاثهما الجغرافية والأثرية في مؤلف من خيرة الكتب عن اليمن، وهو كتاب في ثلاثة أجزاء، خصص الجزء الثاني منه للآثار1.
وفي عام 1931م، تمكن الرحالة الإنجليزي "برترام توماس"2، والذي كان وزيرًا للمالية في حكومة سلطان مسقط، مما أتاح له الفرصة لمعرفة الكثير عن أحوال جنوب بلاد العرب، وزيارة الأماكن النائية، ودراسة أحوال تلك البلاد وما فيها3، تمكن من اجتياز الربع الخالي، أو "مفازة صيهد" كما كان يعرف4، في 58 يومًا، فكان أول أوربي جرؤ على اجتياز هذه المنطقة5، وقد كشف "توماس" هناك عن بحيرة ملحة، يتجه البعض إلى أنها كانت من متفرعات الخليج العربي، كما عثر على آثار جاهلية، لم يعرف عنها شيء حتى الآن6.
وتابع "جون فلبي" توماس في اجتياز الربع الخالي، فسافر في 7 يناير 1932م، من الهفوف إلى واحة يبرين، ومنها اتجه جنوبًا إلى الربع الخالي في متوسط نقاطه عند "بئر نيفا" حتى وصل إلى بلدة سليل في منتهى وادي الدواسر7، وفي هذه الرحلة زار عسير ونجران وشبوه وتريم، ثم واصل السير حتى بلغ الشحر، وقد نشر رحلته هذه في عام 1939م8.
1 أحمد فخري: اليمن ماضيها وحاضرها ص83، 167-170-، دراسات في تاريخ الشرق القديم ص155، فؤاد حسنين: المرجع السابق ص256.
S.C. Rathjens And H. Von Wissmann، Sudarabien - Reise Band، 2 Vorislamische Altertumer، Hamburg، 1934
2 Bertram Thomas، Arabia Felix، Across The Empty Quarter Of Arabia، London 1932.
وكذا The Geographical Journal، Across The Empty Quarter، Iii، 1948، P.1-21
3 فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص32.
4 ياقوت: معجم البلدان 3/ 448، وكذا Ency. Of Islam، I، P.370
5 Hand Book Of Arabia، By British Admiralty، I، P.11. وكذا El، I، P.183
6 Bertram Thomas، Arabia، Felix، P.180، وكذا Ency. Of Britannica، 2، P.173
7 فؤاد حمزة: قلب جزيرة العرب ص31.
8 J.B. Philpy، Sheba's Daughters، London، 1939
وفي عام 1936م سمحت الحكومة اليمنية للصحفي السوري "نزيه مؤيد العظم" بزيارة مأرب، ومن ثم فقد حصل على معلومات ذات قيمة، نشرها في عام 1938م1، ثم قام "ريكمانز2" بدراسة النقوش التي حصل عليها "نزيه العظم".
وفي نفس عام 1936، أرسلت جامعة القاهرة بعثة علمية إلى جنوب بلاد العرب، تحت رياسة الدكتور سليمان حزين، كانت مهمتها دراسة المنطقة من نواحيها الجغرافية والزراعية والجيولوجية -وكذا دراسة النقوش السبئية- إلا أن نشاط البعثة الأثري اقتصر على المنطقة المحيطة ببلدة "ناعط"، وقد نشر الدكتور حزين والدكتور خليل نامي بعضًا من نتائج البعثة3.
وفي عام 1937م، قامت ثلاث رحالات أوربيات "ج. كاتون طمسون، أ. جاردنر، ف. شترك" برحلة إلى حضرموت نجحن خلالها في الكشف عن معبد الإله القمر في وادي عمد، مقابل حريضة، وعن وسيلة من وسائل الري التي كانت مستخدمة هناك قبل الإسلام في وادي بيش، كما عثرن على عدد من النقوش، وقد ظهرت نتائج الرحلة في كتاب أصدرته "ج. كاتون طمسون" في عام "1944"4. هذا وفي نفس العام "1937" قام "فان درمويلن" و"فون فيسمان" بالتعاون مع "بتينا فون فيسمان" و"فون فاسيلفسكي" برحلة أخرى "غير رحلتهما الأولى التي قاما بها عام 1931"، أتت بفوائد كثيرة لعلم اللغات السامية5.
وهناك غير هذه الرحلات العلمية، رحلات سياسية المظهر والمخبر، كتلك التي قام بها "هارولد" و"انجرامز"، وقد أفادتنا من الناحية الجغرافية، وزادت معلوماتنا عن إقليم حضرموت6، ثم هناك رحلة "هاملتون" إلى شبوه في عام
1 نزيه مؤيد العظم: رحلة في بلاد العرب السعيدة "الجزء الأول: من مصر إلى صنعاء، والثاني من صنعاء إلى مأرب"، القاهرة 1938.
2 G. Ryckmans، Inscriptions Sud-Arabes، 7eme Serie، Le Museon، 55، 1942.
3 خليل يحيى نامي: نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها، القاهرة 1943،
وكذا S.A. Huzayyin، Nature، Vol. Cxl، 1937، P.513 F
4 G.Caton Thompson، The Tombs And Moon Temple Of Hureidha، Oxford،1944
5 Van Der Meulen And Von Wissmann، Hadramaut، Some Of Its Mysteries Unveiled، Leiden، 1932
6 Harold And Ingrams، Arabia And Isles، London، 1942-43
1938م، هذا إلى جانب رحلات "تزيجر" في عامي 1945-1946م، إلى بلاد العرب السعيدة1.
وفي عام 1945م، تغزو أسراب الجراد اليمن، وتستغيث حكومة الإمام بمصر، طالبة منها العون في رد هذا الكرب، وتسرع جامعة القاهرة بإرسال الأستاذ محمد توفيق -عضو بعثة عام 1936- لدراسة هجرة الجراد في بلاد العرب، والبحث عن وسيلة لإنقاذ اليمن منها، وينتهز الأستاذ محمد توفيق الفرصة، فيزور آثار الجوف، وينقل كثيرًا من النقوش ويأخذ لها صورًا "فوتوغرافية"، وقد نشرت هذه النقوش في القاهرة في عامي 1951-1952م2، كما قام الدكتور خليل يحيى نامي بنشر نقوش خربة براقش، على ضوء مجموعة الأستاذ محمد توفيق3.
وفي عام 1947م، يقوم أستاذنا الدكتور أحمد فخري -طيب الله ثراه- برحلة إلى اليمن، يزور فيها مناطق صرواح ومأرب وما حولهما، وكذلك جميع مراكز الحضارة المعينية في الجوف، وقد عثر أستاذنا في رحلته هذه على نحو 120 نقشًا جديدًا لم تكن معروفة من قبل، كما أخذ مجموعة من الصور "الفوتوغرافية" لكل ما رآه من آثار، وكانت مجموعته هذه أول صور "فوتوغرافية" وافية تنشر عن سد مأرب والمعابد المختلفة، وقد نشر نتائج رحلته هذه في بضع مقالات، وفي كتاب أصدره عام 1952م، في ثلاثة أجزاء، اقتصر الجزء الثاني منها على النقوش التي فحصها وترجمها الأستاذ "ريكمانز"4.
وكانت أمريكا حتى ذلك الوقت لم تدخل الميدان العلمي في اليمن، ومن ثم فقد نظمت "مؤسسة دراسة الإنسان الأمريكية "The American Foundation For The Study Of Man"، في الفترة ما بين عامي 1950، 1952م، بعثتين علميتين برياسة "وندل فليبس"، ضمت بين أعضائها الأثري المشهور "وليم أولبرايت"،
1 100، 1942، P.103-123. Gj، وكذا A. Hamilton، The Master Of Belhavan
وكذا A.Hamilton، The Kingdom Of Melchior، London، 1919
2 انظر: محمد توفيق: آثار معين في جوف اليمن، وكذا "نوقوش خربة معين" وكلاهما من منشورات المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، في عامي 1951، 1952م.
3 خليل يحيى نامي: نقوش خربة براقش، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد 16، الجزء الأول، مايو 1954 ص1-21.
4 أحمد فخري: اليمن ماضيها وحاضرها، القاهرة 1957، دراسات في تاريخ الشرق القديم، القاهرة 1958 وكذا
AHMED FAKHRY، AN ARCHAEOLOGICAL JOURNY TO YEMEN، 3 VOLS، CAIRO، 1952.
اتجهت الأولى إلى الحفر في "بيجان" بحضرموت، واتجهت الثانية إلى اليمن، إلا أن بعثة "فيلبس" كانت للأسف غير موفقة في صلتها بالحكومة اليمنية، ومن ثم فلم تتمكن من إتمام حفر المساحة الأمامية لمعبد محرم بلقيس على مقربة من مأرب، ولكن الأسابيع القليلة التي قضتها البعثة هناك كانت كفيلة بإظهار كثير من المباني والنقوش الجديدة، وإظهار مدى النجاح الذي ينتظر أية بعثة علمية تقوم بالحفر في هذه المناطق البكر1.
وهكذا تمكنت البعثة من الحصول على نتائج جديدة لم تكن معروفة عن تاريخ قتبان وسبأ، فضلا عن حفائرها في "تل هجر بن حميد" الذي كشفت فيه عن كثير من الفخار الذي يرجع إلى ما قبل الميلاد بألفي سنة، كما كشفت عن معابد وقصور في "تمنع" -العاصمة القتبانية القديمة- والتي يتجه البعض إلى أنها خربت لأول مرة في حوالي عام 25ق. م2، وأما في مأرب فقد كشفت البعثة عن معبد الإله القمر، وعن سد مأرب، وعن خرائب ترجع إلى القرن السابع ق. م، كما عثرت البعثة على كثير من الآثار البرونزية والرخامية وبعض النقوش السبئية3، وأخيرًا فقد ظهرت في الصحف بعض المقالات عن حفائر البعثة، فضلا عن كتابين، الواحد منهما للقارئ العادي كتبه "وندل فيلبس"، والآخر تقرير علمي واف عن الحفائر4.
وفي عام 1952م، وبينما كانت البعثة العلمية قد توقفت عن عملها في مأرب، كانت هناك بعثة جامعة الدول العربية في صنعاء، تقوم بتصوير المخطوطات العربية النادرة في اليمن، وهنا طلبت حكومة اليمن من الدكتور خليل يحيى نامي -رئيس البعثة والأستاذ بجامعة القاهرة، والمتخصص في النقوش اليمنية- أن ينضم إلى لجنة
1 أحمد فخري: المرجع السابق ص157-158.
2 فؤاد حسنين: المرجع السابق ص259 وكذا R.H SANGER، OP. CIT.، P.241
3 فؤاد حسنين: المرجع السابق ص259-260.
4 WENDELL PHILLIPS، QATABAN AND SHEBA، LONDON، 1955
وقد ترجمه عمر الديراوي تحت عنوان "كنوز مدينة بلقيس، قصة اكتشاف مدينة سبأ الأثرية في اليمن" بيروت 1961م. وانظر كذلك: أحمد فخري: المرجع السابق ص158، وأما التقرير العلمي فقد نشر تحت عنوان: ARCHAEOLOGICAL DISCOVERIES IN SOUTH ARABIA "JOHN HOPKINS PRESS"، 1958
فحص ما تركه الأمريكيون، وتقديم تقرير عما قاموا به من حفائر، ومن ثم فقد تيسر له أن يزور المنطقة، وأن يأخذ لها كثيرًا من الصور "الفوتوغرافية"1.
وفي مايو 1959م، قام أستاذنا الدكتور أحمد فخري -أستاذ تاريخ مصر الفرعونية والشرق الأدنى القديم بجامعة القاهرة -برحلته الثالثة إلى اليمن- وكانت رحلته الثانية في عام 1948م- وفيها زار مأرب وآثارها للمرة الثانية، ونقل نقوشًا جديدة لم تكن معروفة من قبل، كما نجح في الوصول إلى موقع معبد في منطقة المساجد، وهو معبد كبير في حالة لا بأس بها، وقد شيده "يدع إيل ذريح"، والذي شيد كذلك معبد صرواح ومعبد مأرب، وبالرغم من أن اسم هذه المنطقة الأثرية كان معروفًا لنا من روايات البدو، فقد ظل أشبه بأسطورة، ولم يسبق للأثريين من قبل زيارته أو أخذ صور فوتوغرافية له2.
وأخيرًا، وفي عام 1960، عادت البعثة الأمريكية للحفر في "ظفار" بعمان، لإكمال ما بدأته في المرة الأولى، حيث كشفت عن بعض الجوانب في تاريخ هذه المنطقة التابعة لسلطنة عمان3، هذا وقد تمت كذلك تنقيبات في "تاج" و"وادي الفاو" عام 1968م، بإشراف بعثة متحف أرهوس الدنماركية، وفي نجران في عام 1968م كذلك، بواسطة "معهد سيمشونيان بواشنطن"4.
ولعل من الجدير بالذكر هنا أن الزميل الأستاذ شرف الدين قام بعدة جولات في مناطق الآثار في بلاد اليمن، زار فيها مأرب والجوف وظفار وبيجان، والحدأ وذمار ورداع وهمدان وأرحب، عاد منها وفي حوزته مئات من الصور الفوتوغرافية والنسخ الخطية والأبحاث والخرائط، أصدر أول كتاب له عن لغة المسند في عام 1968م، متضمنًا تراجم عدد من النقوش وبعض الملاحظات عن قواعد لهجات "المسند" كالمعينية والسبئية والقتبانية5، كما أصدر في عام 1975م كتابًا آخر عن
1 أحمد فخري: المرجع السابق ص158.
2 أحمد فخري: المرجع السابق ص159، "وقد نشر بحثًا مختصرًا عن هذا المعبد في المؤتمر الثالث للآثار في البلاد العربية، المنعقد في فاس في نوفمبر 1959م، تحت عنوان "أحدث الاكتشافات الأثرية في اليمن: "معبد المساجد في بلاد مراد".
3 BASOR، 159، 1960، P.14
4 أحمد حسين شرف الدين: اللغة العربية في عصور ما قبل الإسلام، القاهرة 1975 ص28.
5 نفس المرجع السابق ص29.
"اللغة العربية في عصور ما قبل الإسلام" تحدث فيه عن قواعد هذه اللغة، فضلا عن نشر نماذج من نقوش حضرمية وسبئية ومعينية وديدانية ولحيانية وثمودية وصفوية، وإني على علم بأنه قد انتهى من دراسة تاريخية، حقق فيها نصوصًا جديدة تحت عنوان "مختارات من النقوش العربية القديمة"1 "Seiected Arabic Inscription"
هذا، وقد بدأت جامعة الرياض تدخل الميدان، فأرسلت بعثة برياسة الدكتور عبد الرحمن الأنصاري للتنقيب تدخل "الفاو"2 في الفترة "من 24/ 11/ 90 إلى 5/ 12/ 1390هـ"ثم تلتها مواسم أخرى فيما بين عامي 1392، 1396هـ، وقد نجحت البعثة في تصوير ونقل حوالي 250 نقشًا منتشرة على سفوح خشم قرية، من شماله حتى جنوبه، فضلا عن مجموعة كبيرة من شواهد القبور والأواني الحجرية والفخارية والخزفية، إلى جانب قطع حجرية تحتوي على نصوص وكتابات هامة بالخط المسند، وكذا مجموعة من قطع النسيج، بالإضافة إلى أشياء دقيقة كالخرز والأساور الزجاجية وأدوات الحياكة وبعض العملات الفضية والنحاسية، وقد أرخت البعثة لهذه القطع الأثرية -وكذا للمواقع الأثرية الهامة كتل القصر الكبير- بالفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الثاني الميلادي3.
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن إدارة الآثار بوزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية -والتي أنشئت في 23/ 6/ 1392هـ- تقوم الآن بعمل مسح أثري لكل المناطق الأثرية بالمملكة، تمهيدًا للقيام بحفائر أثرية على نطاق واسع، وبطريقة علمية.
والواقع أن هناك اهتمامًا جديًّا بدراسة الآثار في الجامعات السعودية، فقد
1 انظر: تقديم لكتاب الأستاذ أحمد حسين شرف الدين ص21-25.
2 قرية الفاو: وتسمى كذلك "القرية" وتقع على مبعدة 700 كيلو متر إلى الجنوب من الرياض، 60 كيلو مترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الحماسين، وحوالي 50 كيلو مترًا إلى جنوب المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة "الفاو"، وتشرف على الحافة الغربية الشمالية للربع الخالي، وربما من هنا جاءت التسمية، وقد كانت قرية الفاو القديمة على طريق التجارة بين جنوب الجزيرة والخليج العربي، مارًّا بمنطقة اليمامة، وعلى طريق التجارة بين جنوب الجزيرة وشمالها وما يليها من أقطار، عبد الرحمن الأنصاري: مجلة كلية الآداب- جامعة الرياض، المجلد الثالث 1974 ص27، وانظر نشرة معرض آثار الفاو عام 1393هـ، وكذا
A. JAMME، SABAEAN ROCKI INSCRIPTION FROM QARYAT AL-FAW، WASHINGTON، 1973. وكذا H. ST. J.B. PHILPY، TOW Notes From Central Araiba، In Gj، 1949، P.113
3 انظر: عبد الرحمن الأنصاري: كتابات من قرية الفاو، مجلة كلية الآداب، جامعة الرياض، العدد الثالث، ص27-70، وكذا نشرة معرض آثار الفاو، عام 1393هـ بالرياض.