الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مظاهر السطح
مدخل
…
مظاهر السطح:
تتكون أغلب الأرض في بلاد العرب من بواد وسهول تغلبت عليها الطبيعة الصحراوية، ولكن قسمًا كبيرًا منها يمكن إصلاحه إذا ما تعهدته يد الإنسان واستخدمت في إصلاحه الوسائل العلمية الحديثة، والأرض الصالحة للزراعة تزرع فعلا لوجود المياه فيها، أما الأرضون التي تعد اليوم من المجموعة الصحراوية1، فهي:
1 جواد علي 1/ 145.
1-
الحرار:
الحرة -كما في معجم ياقوت- أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أُحْرِقَت بالنار1، وهذه الحرات إنما هي مقذوفات بركانية تبتدئ من شرق حوران، وتمتد منتثرة إلى المدينة المنورة -التي هي نفسها تقع بين حرتين "واقم والوبرة" وهي كثيرة في بلاد العرب عدة منها بعض الكتاب نحوًا من تسع وعشرين حرة2، وأشهرها حرة واقم، والتي تنسب إليها وقعة الحرة "63/ 683" على أيام يزيد بن معاوية، حيث قتل الأمويون أكثر من عشرة آلاف من أهل المدينة، وارتكبوا ضد أهلها الكثير من الفظائع، وفعلوا بها -كما فعلوا بمكة من بعد- ما لا يتفق مع خلق أو دين، فضلا عن انتهاك حرمة مدينة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم3.
والحرة عادة مستطيلة الشكل، فإذا كان فيها شيء مستطيل غير واسع، فذلك الكراع واللابة4 "اللافا" وهي صخور بركانية، وتكثر الحرات في الأقسام
1 ياقوت 2/ 245.
2 البكري 1/ 14-15، 2/ 435-438، ياقوت 2/ 245-250، الأصفاني: المرجع السابق ص14-15، أحمد أمين: فجر الإسلام ص2.
3 مروج الذهب 3/ 78، التنبيه والإشراف ص305، أبو الفداء 1/ 191-192، تاريخ الطبري 4/ 374، ابن قتيبة: الإمامة والسياسة 1/ 228، ياقوت 2/ 249، ابن الأثير 3/ 310-314، تاريخ اليعقوبي 2/ 298-160، فيليب حتي: تاريخ العرب ص254، عبد المنعم ماجد: المرجع السابق 2/ 86-88، عبد العزيز سالم: تاريخ الدولة العربية، الإسكندرية 1973 ص369-371.
4 ياقوت 2/ 245.
الغربية من شبه جزيرة العرب، وتمتد حتى تتصل بالحرار التي في بلاد الشام بمنطقة حوران -ولا سيما في الصفاة- وتوجد في المناطق الوسطى، وفي المناطق الشرقية الجنوبية من نجد حيث تتجه نحو الشرق، وفي المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، حيث نلاحظ الحجارة البركانية، على مقربة من باب المندب وعند عدن، وقد ذكر العرب أسماء عدة منها -كما أشرنا آنفًا- وأضاف إليها السياح عدد آخر، عثروا عليه في مناطق ثانية1.
ولعل أهم هذه الحرات: حرة العويرض، وتقع غرب درب الحاج الممتد من تبوك إلى العلا، ويبلغ طولها أكثر من مائة ميل، بعرض يكاد يقرب من ذلك، ومتوسط ارتفاعها عن سطح البحر حوالي خمسة آلاف قدم، كما أن أعلى مواقعها جبل عنازة الذي يزيد ارتفاعها على 7000 قدم فوق سطح البحر2، وهناك كذلك حرة الحذرية وحرة واقم وحرة ليلى شوران وحرة النار قرب خيبر، وجميع هذه الحرار في الحجاز قرب المدينة المنورة3.
وفي أرض اليمن عدد كبير من الحرار، منها حرة "أرحب" شمالي صنعاء، ولها "لابة""لافا" يستخرج الناس منها حجارة سوداء لبناء البيوت4، كما أن هناك كثيرًا من الحرار في القسم الشمالي من "وادي أبرد"- بين صنعاء ومأرب- ولعل كثرة الحرار بجوار المدن القديمة هو الذي دفع البعض إلى تفسير هلاك بعض المدن -كخراب مأرب وحقه وشبوه- على أنه من هياج البراكين5.
ولعل أشهر حرار اليمن "حرة ضروان" وقد بلغ من شهرة قذفها للحمم وارتفاع لهيبها، أن القوم كانوا يتعبدون لها ويتحاكمون إليها فيما يشجر بينهم من خلاف، إذ كانوا يعتقدون أن النار تخرج فتأكل الظالم وتنصف المظلوم6، وأخيرًا فهناك كذلك حرار في عدن وحضرموت وعمان والربع الخالي7.
1 جواد علي 1/ 147 وكذا C.M. DOUGHTY، OP. CIT.، P.618
وكذا A.MUSIL، OP. CIT.، P.321 وكذا C.P. GRANT، OP. CIT.، P.122
2 فؤاد حمزة: المرجع السابق ص58.
3 ياقوت 2/ 245-250، البكري 1/ 14-15، 2/ 435-438، القاموس المحيط 2/ 6-7، 65، 150، 172، 4/ 48، 187، 265، الأصفهاني: المرجع السابق ص14-15، عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص29-30.
4 جواد علي 1/ 189 وكذا H. SCOTT، IN THE HIGH YEMEN، LANDON، 1947، P.8
5 J.B. PHILBY، SHEBA.htm'S DAUGHTER، P.103، 389. وكذا GJ، 92، 1938، P.127
6 الإكليل 1/ 33، جواد علي 1/ 148، وانظر: ياقوت 3/ 435.
7 جواد علي 1/ 190، وانظر: ياقوت 5/ 356-359
وكذا D.G. HOGARTH، THE NEAR EAST، P.97