المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فصل في وصايا نافعة وحكم رائعة من الأخبار والآثار والأشعار] - الآداب الشرعية والمنح المرعية - جـ ٣

[شمس الدين ابن مفلح]

فهرس الكتاب

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ لِبَاسِ الْحَرِيرِ وَالصُّوفِ وَالْقُطْنِ وَالْكَتَّانِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْعَجْوَةِ وَالْكَمْأَةِ وَالْحُلْبَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْكَمْأَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ مُفْرَدَاتٍ فِيهَا أَخْبَارٌ مِنْ ذَلِكَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْبَيْضِ وَأَنْوَاعِ طَبْخِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْبَصَلِ وَالثُّومِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْبَاذِنْجَانِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ التِّينِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْجُبْنِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الثَّفَا أَيْ: حَبُّ الرَّشَادِ وَالصَّبِرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْأَدْهَانِ وَخَوَاصِّ أَنْوَاعِهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الذَّهَبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الرُّمَّانِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الزَّبِيبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الزَّنْجَبِيلِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ السَّفَرْجَلِ وَالْكُمَّثْرَى وَالتُّفَّاحِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ السِّلْقِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ السَّمَكِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الشَّعِيرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الطِّينِ وَأَنْوَاعِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الطَّلْحِ وَهُوَ الْمَوْزُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ طَلْعِ النَّخْلِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْعَدَسِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْعِنَبِ وَمَنَافِعِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا جَاءَ فِي الْفَالُوذَجِ وَخَوَاصِّ الْفِضَّةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْقَرْعِ وَهُوَ الدُّبَّاءُ وَمَا وَرَدَ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ قَصَبِ السُّكَّرِ وَالسُّكَّرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْكَبَاثِ وَمَا وَرَدَ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْكَتَمِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَنَافِعِ الْكَرْمَةِ شَجَرَةُ الْعِنَبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْكُرَّاثِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْكَرَفْسِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْمَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْمِلْحِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ النُّورَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ النَّبْقِ وَهُوَ ثَمَرُ السِّدْرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الْهِنْدَبَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي إصَابَةِ الْعَيْنِ وَمَا يَنْفَعُ فِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَعْلِيق شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ وَنَحْوِهِ عَلَى حَيَوَانٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ جَوَازِ قَطْعِ الْحَيْضِ وَالنَّسْلِ بِالدَّوَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تُخَمَةِ الْمَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي النُّشْرَةِ وَهُوَ مَاءٌ يُرْقَى وَيُتْرَكُ تَحْتَ السَّمَاءِ وَيُغْسَلُ بِهِ الْمَرِيضُ]

- ‌[فَصْلٌ يَكْتُبْ بِسَوْطِهِ بَيْنَ أُذُنَيْ دَابَّتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الرُّقَى وَالتَّمَائِمِ وَالْعَوْذِ وَالْعَزَائِمِ وَمَا وَرَدَ فِي كَوْنِهَا شِرْكًا]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْمُعَالَجَةِ بِالْحِجَامَةِ وَالْعَسَلِ وَالْكَيِّ وَالْمُسَهِّلَاتِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَخْبَارِ أَكْلِهِ مِنْ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ وَمُعَالَجَةِ السُّمِّ]

- ‌[فَصْلٌ فِي السِّحْرِ وَعِلَاجِهِ وَحَدِيثِ سِحْرِ لَبِيدٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَنْوَاعِ الِاسْتِفْرَاغِ الْقَيْءُ أَسْبَابُهُ وَعِلَاجُهُ]

- ‌[فَصْلٌ الْكَلَامُ فِي الْكَيِّ]

- ‌[فَصْلٌ يَتَعَلَّقُ بِمَا سَبَقَ فِي ذِكْرِ الْحَدِيثِ مِنْ الْمَسَائِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ]

- ‌[فَصْل فِي الِاسْتِشْفَاءِ بِمَاءِ زَمْزَم وَمَا يَنْفَعُ لِعُسْرِ الْوِلَادَةِ وَالْعَقْرَبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُسَكِّنُ الْفَزَعَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي فَائِدَةِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الْخُمُودِ وَالْحُمَّى]

- ‌[فَصْلٌ فِي خَوَاصِّ الشُّونِيزِ وَهِيَ الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ]

- ‌[فَصْلٌ أَدْوِيَةُ الْأَطِبَّاءِ الطَّبِيعِيَّةُ وَأَدْوِيَةُ الْأَنْبِيَاءِ الرُّوحَانِيَّةُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي وَصَايَا صِحِّيَّةٍ مُخْتَلِفَةٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَة سَبِّ الْحُمَّى وَتَكْفِيرِهَا لِلذُّنُوبِ كَغَيْرِهَا وَأَنْوَاعِهَا وَعِلَاجِهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَرَضِ الْقُلُوبِ وَعِلَاجِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْعِشْقِ وَأَسْبَابِهِ وَعِلَاجِهِ]

- ‌[فَصَلِّ كَمَالِ الشَّرِيعَة يُسْتَلْزَم كَمَالِ مُقِيمهَا حَتَّى فِي الْعُلُوم الطِّبِّيَّة]

- ‌[فَصْلٌ فِي النَّهْيِ عَنْ الْوَسْمِ وَلَا سِيَّمَا الْوَجْهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إخْصَاءِ الْبَهَائِمِ وَالنَّاسِ]

- ‌[فِي جَزِّ أَعْرَافِ الدَّوَابِّ وَأَذْنَابِهَا وَنَوَاصِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ كَرَاهَةِ تَعْلِيقِ الْأَجْرَاسِ عَلَى الدَّوَابِّ وَالْبَهَائِمِ وَمَا تَبْعُدُ عَنْهُ الْمَلَائِكَةُ]

- ‌[فَصْلٌ اسْتِعْمَالُ الْيَدِ الْيُمْنَى وَمَا يُكْرَهُ مِنْ اسْتِعْمَالِ الْيُسْرَى]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْإِرْدَاف عَلَى الدَّابَّةِ وَرُكُوبُ ثَلَاثَةٍ]

- ‌[فَصْلٌ يُكْرَهُ أَنْ يَبْصُقَ الرَّجُلُ عَنْ يَمِينِهِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِ الصَّلَاةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الِانْتِعَالُ وَالشُّرْبُ وَالْبَوْلُ قَائِمًا]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِحْبَابِ الْقَيْلُولَةِ، وَالْكَلَامِ فِي سَائِرِ نَوْمِ النَّهَارِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّكَنِّي مَا يُسْتَحَبُّ مِنْهُ وَمَا يُكْرَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَابِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَمُرَاعَاةِ الصِّحَّةِ فِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْأَكْلِ مِنْ بُيُوتِ الْأَقْرَبِينَ وَالْأَصْدِقَاءِ بِالْإِذْنِ وَلَوْ عُرْفًا]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ الْقِرَانِ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ وَنَحْوِهِ مَعَ شَرِيكٍ أَوْ مُطْلَقًا]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَابِ الْآكِل وَالشُّرْبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّسْمِيَةِ فِي ابْتِدَاءِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْحَمْدِ بَعْدَهُمَا وَآدَابٌ أُخْرَى]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَنَاهُدِ الرِّفَاقِ وَاشْتِرَاكِهِمْ فِي الطَّعَامِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَابِ الْأَكْلِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مُبَاسَطَةِ الضِّيفَانِ وَمُعَامَلَةِ كُلِّ طَبَقَةٍ بِمَا يَلِيقُ بِهَا]

- ‌[فَصْلٌ مَا وَرَدَ مَنْ حَمْدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِ بَعْد الطَّعَامِ وَالِاجْتِمَاعِ لَهُ وَالتَّسْمِيَةِ قَبْلَهُ]

- ‌[فَصْلٌ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ وَكُلِّ دَسِمٍ]

- ‌[فَصْلٌ اسْتِحْبَابُ غَسْلِ الْيَدَيْنِ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي غَسْلِ الْيَدَيْنِ فِي الْإِنَاءِ الَّذِي أُكِلَ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ لَا يُؤْكَلُ طَعَامٌ حَتَّى يَذْهَبَ بُخَارُهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي انْتِظَارِ الْآكِلِينَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا حَتَّى تُرْفَعَ الْمَائِدَةُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَابِ أَكْلِ التَّمْرِ وَمِنْهَا تَفْتِيشُهُ لِتَنْقِيَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِحْبَابِ دُعَاءِ الْمَرْءِ لِمَنْ يَأْكُلُ طَعَامَهُ]

- ‌[فَصْلٌ إطْعَامِ الْمَرْءِ غَيْرَهُ مِنْ طَعَامِ مُضِيفِهِ إذَا عَلِمَ رِضَاهُ وَهَلْ تُقَاسُ الدَّرَاهِمُ عَلَى الطَّعَامِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِحْبَابِ إكْرَامِ الْخُبْزِ دُونَ تَقْبِيلِهِ وَشُكْرُ النِّعَمِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الِانْتِشَارِ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ الطَّعَامِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَمَسُّكِ النَّاسِ بِالْخُرَافَاتِ وَتَهَاوُنِهِمْ بِالشَّرْعِيَّاتِ]

- ‌[فَصْلٌ بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ تُطْعَمَ الْبَهَائِمُ الْخُبْزَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَكَلُّفِ الْإِحَاطَةِ بِأَسْرَارِ حِكَمِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْخُرُوجِ مَعَ الضَّيْفِ إلَى بَابِ الدَّارِ وَالْأَخَذِ بِرِكَابِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِحْبَابِ الِانْبِسَاطِ وَالْمُدَاعَبَةِ وَالْمُزَاحِ مَعَ الزَّوْجَةِ وَالْوَلَدِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَحَسُّرِ النَّاسِ عَلَى مَا فَاتَ مِنْ الدُّنْيَا دُونَ مَا حَلَّ بِالدِّينِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُسَنُّ مِنْ الذِّكْرِ عِنْدَ النَّوْمِ وَالِاسْتِيقَاظِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَابِ الْمَشْيِ مَعَ النَّاسِ وَآدَابِ الصَّغِيرِ مَعَ الْكَبِيرِ فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التِّجَارَةِ إلَى بِلَادِ الْأَعْدَاءِ وَمُعَامَلَةِ الْكُفَّارِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ بَيْعِ الدَّارِ وَإِجَارَتِهَا لِمَنْ يَتَّخِذُهَا لِلْكُفْرِ أَوْ الْفِسْقِ]

- ‌[فَصْلٌ الِاتِّسَاعُ فِي الْكَسْبِ الْحَلَالِ وَالْمَبَانِي مَشْرُوعٌ وَلَوْ بِقَصْدِ التَّرَفُّهِ وَالْكَسْبُ وَاجِبٌ لِلنَّفَقَةِ الْوَاجِبَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي فَضْلِ التِّجَارَةِ وَالْكَسْبِ عَلَى تَرْكِهِ تَوَكُّلًا وَتَعَبُّدًا]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَحْرِيمِ السُّؤَالِ حَتَّى عَلَى مَنْ لَهُ أَخْذُ الصَّدَقَةِ وَذَمِّهِ وَتَقْبِيحِهِ]

- ‌[فِي حُكْمِ مَا يَأْتِي الْمَرْءَ الصِّلَاتِ وَالْهِبَاتِ مِنْ أَخْذٍ وَرَدٍّ]

- ‌[فَصْلٌ فِي سُؤَالِ الشَّيْءِ التَّافِهِ كَشِسْعِ النَّعْلِ رِوَايَات]

- ‌[فَصْلٌ فِي سُؤَالِ الْأَخِ وَالْوَالِدِ وَالْوَلَدِ وَالْأَخْذِ مِمَّنْ أَعْطَى حَيَاءً]

- ‌[فَصْلٌ فِي سُؤَالِ الْمَرْءِ لِمَنْفَعَةِ غَيْرِهِ وَعَدَمِ اسْتِحْسَانِ أَحْمَدَ لَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَفْضَلِ الْمَعَاشِ وَالتِّجَارَةِ وَأَحْسَنِ الْحِرَفِ وَالصِّنَاعَاتِ]

- ‌[فَصْلٌ إشَارَاتٌ نَبَوِيَّةٌ إلَى مَا يَقَعُ مِنْ شَرْقِ الْمَدِينَةِ وَيُمْنِهَا وَنَجْدِهَا]

- ‌[فَصْلٌ حَدِيثُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ الْمَرْأَةِ الْكِتَابَةَ وَحَدِيثُ النَّهْيِ عَنْهُ مَوْضُوعٌ]

- ‌[فَصْلٌ رَجُلٌ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ شُبْهَةٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِتَنِ الْمَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْبَدَاوَةِ وَالْأُمَرَاءِ الْمُضِلِّينَ وَالْعُلَمَاءِ الْمُنَافِقِينَ]

- ‌[فَصْلٌ التَّعَامُلُ فِيمَا يَخْتَلِفُ الِاعْتِقَادُ فِيهِ مِنْ حَلَالِ الْمَالِ وَحَرَامِهِ كَالنَّجَاسَاتِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْكَذِبِ فِي الْمَالِ وَالسِّنِّ وَافْتِخَارِ الضَّرَّةِ وَنَحْوِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي حَدِّ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ وَالسَّخَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ أَحَادِيثُ فِي ذَمِّ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ وَالْحِرْصِ وَمَدْحِ الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَحْكَامٍ وَآدَابٍ تَتَعَلَّقُ بِالْحَمَّامِ] [

- ‌فَصْلٌ فِي بَيْعُ الْحَمَّامِ وَشِرَاؤُهُ وَإِجَارَتُهُ وَبِنَاؤُهُ]

- ‌[فَصْلٌ دُخُولُ الْحَمَّامِ وَالْخُرُوجُ مِنْهُ وَالطِّلَاءُ بِالنُّورَةِ فِيهِ وَفِي الْبَيْتِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَقْوَالِ الْأَطِبَّاءِ فِي الْحَمَّامِ]

- ‌[فَصْلٌ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ فِي دُخُولِ الْحَمَّامِ وَمِنْهَا نَهْيُ النِّسَاءِ عَنْهُ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُسَنُّ مِنْ اتِّخَاذِ الشَّعْرِ وَتَسْرِيحِهِ وَفَرْقِهِ وَمِنْ إعْفَاءِ اللِّحْيَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَقْلِيمِ الْأَظَافِرِ وَسَائِرِ خِصَالِ الْفِطْرَةِ]

- ‌[فَصْلٌ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ فِي الْحِجَامَةِ وَاخْتِيَارِ يَوْمٍ لَهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ حَلْقِ الرَّأْسِ فِي غَيْرِ النُّسُكِ وَكَرَاهَةِ الْقَزَعِ فِي الْحَلْقِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَوْنِ تَغْيِيرِ الشَّيْبِ بِصَبْغِهِ سُنَّةً]

- ‌[فَصْلٌ فِي نَتْفِ الشَّعْرِ وَحَفِّهِ وَتَخْفِيفِهِ وَوَصْلِهِ وَالْوَشْمِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي جَوَازِ ثَقْبِ آذَانِ الْبَنَاتِ]

- ‌[فَصْلٌ مَا يُقَالُ عِنْدَ سَمَاعِ نَهِيقٍ وَنُبَاحٍ وَصِيَاحِ دِيكٍ وَكَرَاهَةِ التَّحْرِيشِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اتِّخَاذِ الطُّيُورِ]

- ‌[فَصْلٌ اتِّخَاذُ الْأَطْيَارِ فِي الْأَقْفَاصِ لِلتَّسَلِّي بِأَصْوَاتِهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي جَوَازِ اتِّخَاذِ الْكَلْبِ لِلصَّيْدِ وَالْمَاشِيَةِ وَالزَّرْعِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُبَاحُ أَوْ يُسْتَحَبُّ قَتْلُهُ مِنْ الْبَهَائِمِ وَالْحَشَرَاتِ الضَّارَّةِ]

- ‌[فَصْلٌ كَرَاهَةُ اقْتِنَاءِ كَلْبِ الصَّيْدِ لِلَّهْوِ وَإِتْيَانِ أَبْوَابِ السَّلَاطِينِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُقَالُ لِحَيَّاتِ الْبُيُوتِ قَبْلَ قَتْلِهَا]

- ‌[فَصْلٌ أَحْكَامُ قَتْلِ الْحَشَرَاتِ وَإِحْرَاقِهَا وَتَعْذِيبِهَا]

- ‌[فَصْلٌ كَرَاهَةُ إطَالَةِ وُقُوفِ الْبَهَائِمِ الْمَرْكُوبَةِ وَالْمُحَمَّلَةِ فَوْقَ الْحَاجَةِ وَآدَابٌ أُخْرَى]

- ‌[فَصْلٌ فِي الطِّيَرَةِ وَالشُّؤْمِ وَالتَّطَيُّرِ وَالتَّشَاؤُمِ وَالتَّفَاؤُلِ]

- ‌[فَصْلٌ لَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ وَلَا نَوْءَ وَلَا غُولَ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ مِنْ الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ فِي الطَّاعُونِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي شُعُورِ الْأَنْفُسِ بِالْبَسْطِ وَالْقَبْضِ وَتَعْلِيلِ ذَلِكَ وَحِكْمَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ مُجَالَسَةِ الْمُتَلَبِّسِينَ بِالْمُنْكَرَاتِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَكْرُوهَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لَا يَجْمَعُهَا جِنْسٌ وَلَا نَوْعٌ]

- ‌[فَصْلٌ مَا يَجِبُ مِنْ الْكَفِّ عَنْ مَسَاوِي النَّاسِ وَمَا وَرَدَ فِي حُقُوقِ الطَّرِيقِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي صِيَانَةِ الْمَسَاجِدِ وَآدَابِهَا وَكَرَاهَةِ زَخْرَفَتِهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي صِيَانَةِ الْمَسْجِدِ مِنْ الْحِرَفِ وَالتَّكَسُّبِ وَالتَّرَخُّصِ فِي الْكِتَابَةِ وَالتَّعْلِيمِ]

- ‌[فَصْلٌ صِيَانَةُ الْمَسْجِدِ عَنْ اللَّغَطِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ قِيلَ إلَّا بِعِلْمٍ لَا مِرَاءَ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ صِيَانَةُ الْمَسْجِدِ عَنْ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ وَمُكْثِ الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ]

- ‌[فَصْلٌ يُصَانُ الْمَسْجِدُ عَنْ كَلَامٍ وَشِعْرٍ قَبِيحٍ وَغِنَاءٍ وَصَبِيٍّ وَمَجْنُونٍ وَيُبَاحُ فِيهِ اللَّعِبُ بِالسِّلَاحِ]

- ‌[فَصْلٌ إنْكَارِ مَا يُعْمَلُ فِي الْمَسَاجِدِ وَالْمَقَابِرِ فِي إحْيَاءِ لَيَالِي الْمَوَاسِمِ وَالْمَوَالِدِ]

- ‌[فَصْلٌ إخْرَاجُ حَصَاهُ وَتُرَابِهِ لِلتَّبَرُّكِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي صِيَانَةِ الْمَسْجِدِ عَنْ كُلِّ حَدَثٍ وَنَجِسٍ وَإِغْلَاقِ أَبْوَابِهِ لِمَنْعِ الْمُنْكَرِ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْخِلَافِ فِي دُخُولِ الْكَافِرِ مَسَاجِدَ الْحِلِّ وَالتَّفْصِيلِ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الِاجْتِمَاعِ وَالِاسْتِلْقَاءِ وَالْأَكْلِ وَإِعْطَاءِ السَّائِلِ فِي الْمَسْجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي آدَاب دُخُول الْمَسْجِد]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَنْ سَبَقَ إلَى مَكَان مِنْ الْمَسْجِدِ وَفِي كَنْسِهِ وَتَنْظِيفِهِ وَتَطْيِيبِهِ وَلُقَطَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الصَّلَاةِ بِالنَّعْلَيْنِ وَكَوْنِ طَهَارَتِهِمَا بِمَسْحِهِمَا بِالْأَرْضِ]

- ‌[فَصْلٌ النَّعْشُ يُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ جُلُوسُ الْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي الْجَوَامِعِ وَالْمَسَاجِدِ وَالتَّصَدِّي لِلتَّدْرِيسِ وَالْفَتْوَى]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ إسْنَادِ الظَّهْرِ إلَى الْقِبْلَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَاسْتِحْبَابِ جُلُوسِ الْقُرْفُصَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي عِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ وَمُرَاعَاةِ أَبْنِيَتِهَا وَوَضْعِ الْمَحَارِيبِ فِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّغَلُّبِ عَلَى الْمَسْجِدِ وَغَصْبِهِ وَحُكْمِ الصَّلَاةِ فِيهِ وَالضَّمَانِ لَهُ]

- ‌[فَصْلٌ فُرُوعٌ فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ وَبِنَائِهِ فِي الطَّرِيقِ وَمَتَى يَجُوزُ هَدْمُهُ

- ‌[فَصْلٌ كَرَاهَةُ مَدِّ الرِّجْلَيْنِ إلَى الْقِبْلَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي حَفْرِ الْبِئْرِ فِي الْمَسْجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ أَخْبَارٍ تَتَعَلَّقُ بِأَحْكَامِ الْمَسَاجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ السَّابِقُ إلَى مَكَان مُبَاحٍ أَحَقُّ بِهِ]

- ‌[فَصْلٌ أَهْلُ الْمَسَاجِدِ أَحَقُّ بِحَرِيمِهَا فَتُمْنَعُ مُزَاحَمَتُهُمْ فِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ أَعْمَالِ الدُّنْيَا فِي الْمَقَابِرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَجْصِيصِ الْمَسَاجِدِ وَالْقُبُورِ وَالْبُيُوتِ]

- ‌[فَصْلٌ إنْكَارُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُتَحَلِّقِينَ فِي الْمَسْجِدِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ فِي الْعِمَارَةِ وَالْبِنَاءِ]

- ‌[فَصْلٌ مُضَاعَفَةُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ]

- ‌[فَصْلٌ زِيَادَةُ الْوِزْرِ كَزِيَادَةِ الْأَجْرِ فِي الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ الْمُعَظَّمَةِ]

- ‌[فَصْلٌ دُخُولُ مَعَابِدِ الْكُفَّارِ وَالصَّلَاةُ فِيهَا وَشُهُودُ أَعْيَادِهِمْ]

- ‌[فَصْلٌ النَّظَرُ فِي النُّجُومِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ الرَّعْدِ وَرُؤْيَةِ الْهِلَالِ]

- ‌[فَصْلٌ النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الرِّيحِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ هُبُوبِهَا وَعِنْدَ رُؤْيَةِ السَّحَابِ وَالْمَطَرِ]

- ‌[فَصْلٌ النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الدَّهْرِ وَنِسْبَةِ الشَّرِّ إلَيْهِ وَعَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ هَلَكَ النَّاسُ]

- ‌[فَصْلٌ فِي قَوْلِ حَرَثْتُ بَدَلَ زَرَعْتُ مُوَافِقَةً لِلْآيَةِ]

- ‌[فَصْلٌ النَّهْيُ عَنْ تَسْمِيَةِ الْعِنَبِ كَرْمًا لِأَنَّ الْكَرْمَ يُطْلَقُ عَلَى الْخَمْرِ]

- ‌[فَصْلٌ لِيَقُلْ الْمَرْءُ لَقَسَتْ نَفْسِي بَدَلَ خَبُثَتْ]

- ‌[فَصْلٌ لَا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ]

- ‌[فَصْلٌ مَا وَرَدَ فِي قَطْعِ شَجَرِ السِّدْرِ وَسَبِّهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ سَبِّ الدِّيكِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الرُّؤْيَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي حَقِيقَةِ الرُّؤْيَا]

- ‌[فَصْلٌ الرُّؤْيَا تَسُرُّ الْمُؤْمِنَ وَلَا تَغُرُّهُ]

- ‌[فَصْلٌ مَا وَرَدَ فِي الْمَدْحِ وَالْإِطْرَاءِ وَالْمَدَّاحِينَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَزْكِيَةِ النَّفْسِ الْمَذْمُومَةِ وَمَدْحِهَا بِالْحَقِّ لِلْمَصْلَحَةِ أَوْ شُكْرِ النِّعْمَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْمُفَاضَلَةِ بَيْنَ الْعُزْلَةِ وَالْمُخَالَطَةِ

- ‌[فَصْلٌ فِي الْعِنَايَةِ بِحِفْظِ الزَّمَانِ وَاتِّقَاءِ إضَاعَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ التَّفَقُّهُ بِالتَّوَسُّعِ فِي الْمَعَارِفِ قَبْلَ طَلَبِ السِّيَادَةِ وَالْمَنَاصِبِ]

- ‌[فَصْلٌ انْقِبَاضُ الْعُلَمَاءِ الْمُتَّقِينَ مِنْ إتْيَانِ الْأُمَرَاءِ وَالسَّلَاطِينِ]

- ‌[فَصْلٌ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ التَّوَسُّطُ فِي كُلِّ شُؤُونِهِ لِلتَّأَسِّي بِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْمُفَاضَلَةِ بَيْنَ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ وَالْغَنِيِّ الشَّاكِرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ]

- ‌[فَصْلٌ الْخِلَافُ فِي اسْتِعْمَالِ الْحَرِيرِ بِغَيْرِ اللُّبْسِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْجُلُوسِ عَلَى الْحَرِيرِ بِحَائِلٍ فَوْقَهُ وَفِي بِطَانَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إبَاحَةِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ وَحِكْمَةِ تَحْرِيمِ الْحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يُبَاحُ لِلرِّجَالِ مِنْ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ كَالْعَلَمِ وَالزِّرِّ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَا نُسِجَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ]

- ‌[فَصْلٌ بَيْعُ الْحَرِيرِ وَالْمَنْسُوجِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَصُنْعُهُ تَابِعٌ لِاسْتِعْمَالِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّحَلِّي بِاللَّآلِئِ وَالْجَوَاهِرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كِتَابَةِ صَدَاقِ الْمَرْأَةِ فِي حَرِيرٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ فِي الْحَرْبِ أَوْ لِفَائِدَةٍ صِحِّيَّةٍ]

- ‌[فَصْلُ حُكْمِ الصُّوَرِ وَالصُّلْبَانِ فِي الثِّيَابِ وَنَحْوِهَا وَصُنْعِهَا وَاِتِّخَاذِهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ أَحْمَدَ لِلْكِلَّةِ حَيْثُ لَا حَاجَةَ إلَيْهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يَحْرُمُ وَمَا يُكْرَهُ وَمَا يُبَاحُ مِنْ حِلْيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إبَاحَة التَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لِلْمَرْأَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إبَاحَةِ اللُّعَبِ لِلْبَنَاتِ وَمَنْ قَيَّدَهَا بِغَيْرِ الْمُصَوَّرَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِعْمَالِ الْجُلُودِ النَّجِسَةِ فِي اللُّبْسِ وَغَيْرِهِ مَدْبُوغَةً وَغَيْرَ مَدْبُوغَةٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ثَوْبٍ مِنْ شَعْرٍ مَا لَا يُؤْكَلُ مَعَ نَجَاسَتِهِ غَيْرَ جِلْدِ كَلْبٍ وَخِنْزِيرٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِي لُبْسِ الْجُلُودِ الطَّاهِرَةِ وَالصَّلَاةِ فِيهَا]

- ‌[فَصْلٌ فِي لُبْسِ السَّوَادِ لِذَاتِهِ وَتَشْدِيدِ أَحْمَدَ فِيهِ إذَا كَانَ لِبَاسَ الظَّلَمَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ لُبْسِ الْأَحْمَرِ الْمُصْمَتِ لِلرَّجُلِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي إبَاحَةِ لُبْسِ الْمُمَسَّكِ وَالْمُوَرَّدِ وَالْمُعَصْفَرِ وَالْمُزَعْفَرِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ لُبْسِ الشُّفُوفِ وَالْحَاكِيَةِ الَّتِي تَصِفُ الْبَدَنَ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ لُبْسِ مَا يُظَنُّ نَجَاسَتُهُ]

- ‌[فَصْلٌ كَرَاهَةُ النَّظَرِ إلَى مَا يَحْرُمُ وَالتَّفَكُّرِ فِيهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مِقْدَارِ طُولِ الثَّوْبِ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَجَرِّ الذُّيُولِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي أَنْوَاعِ اللِّبَاسِ مِنْ إزَارٍ وَرِدَاءٍ وَقَمِيصٍ وَسَرَاوِيلَ إلَخْ]

- ‌[فَصْلٌ فِي الْحَبَرَةِ وَالصُّوفِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي اسْتِحْبَابِ التَّخَتُّمِ وَمَا قِيلَ فِي جِنْسِهِ وَمَوْضِعِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي لُبْسِ الْفِضَّةِ وَمَنْ قَالَ بِإِبَاحَتِهِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي كَرَاهَةِ تَشَبُّهِ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَعَكْسِهِ وَمَنْ حَرَّمَهُ]

- ‌[فَصْلُ النَّقْشِ فِي الْخِضَابِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي مَنْ جَعَلَ عَلَى رَأْسِهِ عَلَامَةً وَقْتَ الْحَرْبِ]

- ‌[فَصْلٌ حُكْمُ تَجَرُّدِ ذَكَرَيْنِ أَوْ أُنْثَيَيْنِ وَاجْتِمَاعِهِمَا بِغَيْرِ حَائِلٍ]

- ‌[فَصْلٌ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالنِّعَالِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي تَرْغِيبِ اللُّبْسِ لِلنِّعَالِ]

- ‌[فَصْلُ اسْتِحْبَابِ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ أَحَادِيثَ تَتَعَلَّقُ بِالْفُصُولِ السَّالِفَةِ فِي اللِّبَاسِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي فَضْلِ الْأَدَبِ وَالتَّأْدِيبِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي ذِكْرِ فَرْضِ الْكِفَايَاتِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي التَّحَلِّي بِالْفَضَائِلِ وَالتَّخَلِّي عَنْ الرَّذَائِلِ وَمَوَدَّةِ الْإِخْوَةِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي وَصَايَا نَافِعَةٍ وَحِكَمٍ رَائِعَةٍ مِنْ الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ وَالْأَشْعَارِ]

- ‌[فَصْلٌ فِي وَصَايَا وَمَوَاعِظَ وَأَحَادِيثِ كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ]

- ‌[خَاتِمَة الْكتاب]

الفصل: ‌[فصل في وصايا نافعة وحكم رائعة من الأخبار والآثار والأشعار]

[فَصْلٌ فِي وَصَايَا نَافِعَةٍ وَحِكَمٍ رَائِعَةٍ مِنْ الْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ وَالْأَشْعَارِ]

ِ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» . وَعَنْ سَعْدٍ «ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا» رَوَاهُمَا ابْنُ مَاجَهْ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ خَبَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَتْ عَائِشَةُ «مَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إنَّمَا كَانَ يَبْتَسِمُ» وَعَنْهَا أَيْضًا مَرْفُوعًا «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا.

نَظَمَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ رحمه الله بَعْضَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ نَثْرًا وَذَكَرَ أَيْضًا أَشْيَاءَ حَسَنَةً يَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهَا فَقَالَ:

فَكَابِدْ إلَى أَنْ تَبْلُغَ النَّفْسُ عُذْرَهَا

وَكُنْ فِي اقْتِبَاسِ الْعِلْمِ طَلَّاعَ أَنْجُدِ

وَلَا يَذْهَبَنَّ الْعُمُرُ مِنْك سَبَهْلَلًا

وَلَا تَغْبِنَنَّ فِي النِّعْمَتَيْنِ بَلْ اجْهَدْ

قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه إنِّي أَكْرَهُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ يَمْشِي سَبَهْلَلًا أَيْ: لَا فِي أَمْرِ الدُّنْيَا، وَلَا فِي أَمْرِ آخِرَةٍ. وَصَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» وَرَأَيْت أَنَا الْإِمَامَ أَحْمَدَ رحمه الله رَوَى فِي الزُّهْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: إنِّي لَأَبْغَضُ الرَّجُلَ فَارِغًا لَا فِي عَمَلِ دُنْيَا وَلَا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ: رحمه الله -

ص: 588

فَمَنْ هَجَرَ اللَّذَّاتِ نَالَ الْمُنَى

وَمَنْ أَكَبَّ عَلَى اللَّذَّاتِ عَضَّ عَلَى الْيَدِ

وَفِي قَمْعِ أَهْوَاءِ النُّفُوسِ اعْتِزَازُهَا

وَفِي نَيْلِهَا مَا تَشْتَهِي ذُلُّ سَرْمَدِ

وَلَا تَشْتَغِلْ إلَّا بِمَا يُكْسِبُ الْعُلَا

وَلَا تُرْضِ النَّفْسَ النَّفِيسَةَ بِالرَّدِي

وَفِي خَلْوَةِ الْإِنْسَانِ بِالْعِلْمِ أُنْسُهُ

وَيَسْلَمُ دِينُ الْمَرْءِ عِنْدَ التَّوَحُّدِ

وَيَسْلَمُ مِنْ قِيلٍ وَقَالَ وَمِنْ أَذَى

جَلِيسٍ وَمِنْ وَاشٍ بَغِيضٍ وَحُسَّدِ

فَكُنْ حِلْسَ بَيْتٍ فَهْوَ سِتْرٌ لِعَوْرَةٍ

وَحِرْزُ الْفَتَى عَنْ كُلِّ غَاوٍ وَمُفْسِدِ

وَخَيْرُ جَلِيسِ الْمَرْءِ كُتْبٌ تُفِيدُهُ

عُلُومًا وَآدَابًا وَعَقْلًا مُؤَيِّدِ

وَخَالِطْ إذَا خَالَطْت كُلَّ مُوَفَّقٍ

مِنْ الْعُلَمَاءِ أَهْلِ التُّقَى وَالتَّسَدُّدِ

يُفِيدُك مِنْ عِلْمٍ وَيَنْهَاكَ عَنْ هَوًى

فَصَاحِبْهُ تُهْدَ مِنْ هُدَاهُ وَتَرْشُدْ

وَإِيَّاكَ وَالْهَمَّازَ إنْ قُمْت عَنْهُ وَاَلْ

بَذِيِّ فَإِنَّ الْمَرْءَ بِالْمَرْءِ يَقْتَدِي

ص: 589

وَلَا تَصْحَبْ الْحَمْقَى فَذُو الْجَهْلِ إنْ يَرُمْ

صَلَاحًا لِشَيْءٍ يَا أَخَا الْحَزْمِ يُفْسِدْ

وَخَيْرُ مَقَامٍ قُمْت فِيهِ وَخَصْلَةٍ

تَحَلَّيْتَهَا ذِكْرُ الْإِلَهِ بِمَسْجِدِ

وَكُفَّ عَنْ الْعَوْرَا لِسَانَك وَلْيَكُنْ

دَوَامًا بِذِكْرِ اللَّهِ يَا صَاحِبِي نَدِي

وَحَصِّنْ عَنْ الْفَحْشَا الْجَوَارِحَ كُلَّهَا

تَكُنْ لَك فِي يَوْمِ الْجَزَا خَيْرَ شَاهِدِ

وَوَاظِبْ عَلَى دَرْسِ الْقُرَانِ فَإِنَّهُ

يُلَيِّنُ قَلْبًا قَاسِيًا مِثْلَ جَلْمَدِ

وَحَافِظْ عَلَى فِعْلِ الْفُرُوضِ لِوَقْتِهَا

وَخُذْ بِنَصِيبٍ فِي الدُّجَى مِنْ تَهَجُّدِ

وَنَادِ إذَا مَا قُمْت فِي اللَّيْلِ سَامِعًا

قَرِيبًا مُجِيبًا بِالْفَوَاصِلِ يَبْتَدِي

وَمُدَّ إلَيْهِ كَفَّ فَقْرِك ضَارِعًا

بِقَلْبٍ مُنِيبٍ وَادْعُ تُعْطَ وَتَسْعَدْ

وَلَا تَسْأَمَنَّ الْعِلْمَ وَاسْهَرْ لِنَيْلِهِ

بِلَا ضَجَرٍ تَحْمَدْ سُرَى السَّيْرِ فِي غَدِ

وَكُنْ صَابِرًا لِلْفَقْرِ وَادَّرِعْ الرِّضَى

بِمَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ وَاشْكُرْهُ وَاحْمَدْ

ص: 590

فَمَا الْعِزُّ إلَّا فِي الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَى

بِأَدْنَى كَفَافٍ حَاصِلٍ وَالتَّزَهُّدِ

فَمَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ الْكَفَافُ فَمَا إلَى

رِضَاهُ سَبِيلٌ فَاقْتَنِعْ وَتَقَصَّدْ

رُوِيَ هَذَا مِنْ كَلَامِ إدْرِيسَ النَّبِيِّ عليه السلام

فَمَنْ يَتَغَنَّ يُغْنِهِ اللَّهُ وَالْغِنَى

غِنَى النَّفْسِ لَا عَنْ كَثْرَةِ الْمُتَعَدِّدِ

وَلَا تَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ لِلْمَالِ وَالرِّيَا

فَإِنَّ مِلَاكَ الْأَمْرِ فِي حُسْنِ مَقْصِدِ

وَكُنْ عَامِلًا بِالْعِلْمِ فِيمَا اسْتَطَعْته

لِيُهْدَى بِك الْمَرْءُ الَّذِي كَانَ يَقْتَدِي

حَرِيصًا عَلَى نَفْعِ الْوَرَى وَهُدَاهُمْ

تَنَلْ كُلَّ خَيْرٍ فِي نَعِيمٍ مُؤَبَّدِ

وَإِيَّاكَ وَالْإِعْجَابَ وَالْكِبْرَ تَحْظَ بِالسَّ

عَادَةِ فِي الدَّارَيْنِ فَارْشُدْ وَأَرْشِدْ

وَهَا قَدْ بَذَلْتُ النُّصْحَ جَهْدِي وَإِنَّنِي

مُقِرٌّ بِتَقْصِيرِي وَبِاَللَّهِ أَهْتَدِي

ص: 591

انْتَهَى كَلَامُهُ.

وَقَدْ نَظَمَ قَبْلَهُ الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّينِ يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الصَّرْصَرِيُّ الْحَنْبَلِيُّ رحمه الله كَثِيرًا فِي مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ وَغَيْرِهِ فَمِنْ ذَلِكَ

نُحْ وَابْكِ فَالْمَعْرُوفُ أَقْفَرَ رَسْمُهُ

وَالْمُنْكَرُ اسْتَعْلَى وَأَثَّرَ وَسْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إلَّا بِدْعَةٌ فَتَّانَةٌ

يَهْوِي مُضِلٌّ مُسْتَطِيرٌ سُمُّهُ

وَطَعَامُ سُوءٍ مِنْ مَكَاسِبَ مُرَّةٍ

يُعْمِي الْفُؤَادَ بِدَائِهِ وَيُصِمُّهُ

فَفَشَا الرِّيَاءُ وَغِيبَةٌ وَنَمِيمَةٌ

وَقَسَاوَةٌ مِنْهُ وَأَثْمَرَ إثْمُهُ

لَمْ يَبْقَ زَرْعٌ أَوْ مَبِيعٌ أَوْ شِرًى

إلَّا أُزِيلَ عَنْ الشَّرِيعَةِ حُكْمُهُ

فَلَكَيْفَ يُفْلِحُ عَابِدٌ وَعِظَامُهُ

نَشَأَتْ عَلَى السُّحْتِ الْحَرَامِ وَلَحْمُهُ

هَذَا الَّذِي وَعَدَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى

بِظُهُورِهِ وَعْدًا تَوَثَّقَ حَتْمُهُ

هَذَا لَعَمْرُ إلَهِك الزَّمَنُ الَّذِي

تَبْدُو جَهَالَتُهُ وَيُرْفَعُ عِلْمُهُ

ص: 592

هَذَا الزَّمَانُ الْآخِرُ الْكَدِرُ الَّذِي

تَزْدَادُ شِرَّتُهُ وَيَنْقُصُ حِلْمُهُ

وَهَتْ الْأَمَانَةُ فِيهِ وَانْفَصَمَتْ عُرَى التَّ

قْوَى بِهِ وَالْبِرُّ أَدْبَرَ نَجْمُهُ

كَثُرَ الرِّبَا وَفَشَا الزِّنَا وَنَمَا الْخَنَا

وَرَمَى الْهَوَى فِيهِ فَأَقْصَدَ سَهْمُهُ

ذَهَبَ النَّصِيحُ لِرَبِّهِ وَنَبِيِّهِ

وَإِمَامِهِ نُصْحًا تَحَقَّقَ عَزْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إلَّا عَالِمٌ هُوَ مُرْتَشٍ

أَوْ حَاكِمٌ تَخْشَى الرَّعِيَّةُ ظُلْمَهُ

وَالصَّالِحُونَ عَلَى الذَّهَابِ تَتَابَعُوا

فَكَأَنَّهُمْ عِقْدٌ تَنَاثَرَ نَظْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إلَّا رَاغِبٌ هُوَ مُظْهِرٌ

لِلزُّهْدِ وَالدُّنْيَا الدَّنِيَّةُ هَمُّهُ

لَوْلَا بَقَايَا سُنَّةٍ وَرِجَالُهَا

لَمْ يَبْقَ نَهْجٌ وَاضِحٌ نَأْتَمُّهُ

يَا مُقْبِلًا فِي جَمْعِ دُنْيَا أَدْبَرَتْ

كَبِنَاءٍ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ هَدْمُهُ

ص: 593

هَذِي أَمَارَاتُ الْقِيَامَةِ قَدْ بَدَتْ

لِمُبَصَّرٍ سَبَرَ الْعَوَاقِبَ فَهْمُهُ

ظَهَرَتْ طُغَاةُ التُّرْكِ وَاجْتَاحُوا الْوَرَى

وَأَبَادَهُمْ هَرْجٌ شَدِيدٌ حَطْمُهُ

وَالشَّمْسُ آنَ طُلُوعُهَا مِنْ غَرْبِهَا

وَخُرُوجُ دَجَّالٍ فَظِيعٍ غَشْمُهُ

وَأَنَّى لِيَأْجُوجَ الْخُرُوجُ عَقِيبَهُ

مِنْ خَلْفِ سَدٍّ سَوْفَ يُفْتَحُ رَدْمُهُ

فَاعْمَلْ لِيَوْمٍ لَا مَرَدَّ لِوَقْعِهِ

يُقْصِي الْوَلِيدَ بِهِ أَبُوهُ وَأُمُّهُ

وَلَهُ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا

عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ

صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا

فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي

فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ

أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا

وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الْمُخَلَّفُ عَنْ أُنَاسٍ

حَوَوْا مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي

وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا

أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ مَدَدْتُ كَفِّي

إلَيْكُمْ فَادْفَعُوا عَنِّي الْخُطُوبَا

ص: 594

أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا

وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا

أَنَا الْمَهْجُورُ هَلْ لِي مِنْ شَفِيعٍ

يُكَلِّمُ فِي الْوِصَالِ لِي الْحَبِيبَا

أَنَا الْمَقْطُوعُ فَارْحَمْنِي وَصِلْنِي

وَيَسِّرْ مِنْكَ لِي فَرَجًا قَرِيبَا

أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا

وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا

فَيَا أَسَفَى عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى

وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إلَّا الذُّنُوبَا

وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَاجِلَنِي مَمَاتٌ

يُحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا

وَيَا حُزْنَاهُ مِنْ نَشْرِي وَحَشْرِي

بِيَوْمٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا

تَفَطَّرَتْ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ

وَأَصْبَحَتْ الْجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا

إذَا مَا قُمْتُ حَيْرَانًا ظَمِيئَا

حَسِيرَ الطَّرْفِ عُرْيَانًا سَلِيبَا

وَيَا خَجَلَاهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابِي

إذَا مَا أَبْدَتْ الصُّحُفُ الْعُيُوبَا

وَذِلَّةِ مَوْقِفٍ وَحِسَابِ عَدْلٍ

أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا

وَيَا حَذَرَاهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى

إذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتْ الْقُلُوبَا

تَكَادُ إذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظًا

عَلَى مَنْ كَانَ ظَلَّامًا مُرِيبَا

فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا

خُطَاهُ أَمَا أَنَى لَكَ أَنْ تَتُوبَا

أَلَا فَاقْلِعْ وَتُبْ وَاجْهَدْ فَإِنَّا

رَأَيْنَا كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبَا

وَأَقْبِلْ صَادِقًا فِي الْعَزْمِ وَاقْصِدْ

جَنَابًا نَاضِرًا عَطِرًا رَحِيبَا

وَكُنْ لِلصَّالِحِينَ أَخًا وَخِلًّا

وَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبَا

وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانًا

وَكُنْ فِي الْخَيْرِ مِقْدَامًا نَجِيبَا

وَلَاحِظْ زِينَةَ الدُّنْيَا بِبُغْضٍ

تَكُنْ عَبْدًا إلَى الْمَوْلَى حَبِيبَا

ص: 595

فَمَنْ يَخْبُرْ زَخَارِفَهَا يَجِدْهَا

مُخَالِبَةً لِطَالِبِهَا خَلُوبَا

وَغُضَّ عَنْ الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا

طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ الْأَرِيبَا

فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ

إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا

وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا

يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا

وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَكَ فِي كَلَامٍ

يَجُرُّ عَلَيْكَ أَحْقَادًا وَحُوبَا

وَلَا يَبْرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ

بِذِكْرِ اللَّهِ رَيَّانًا رَطِيبَا

وَصَلِّ إذَا الدُّجَى أَرْخَى سُدُولًا

وَلَا تَضْجَرْ بِهِ وَتَكُنْ هَيُوبَا

تَجِدْ أُنْسًا إذَا أُوعِيتَ قَبْرًا

وَفَارَقْتَ الْمُعَاشِرَ وَالنَّسِيبَا

وَصُمْ مَا اسْتَطَعْت تَجِدْهُ رِيًّا

إذَا مَا قُمْتَ ظَمْآنًا سَغِيبَا

وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا

وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا

تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا

إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا

وَكُنْ حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ

طَلِيقَ الْوَجْهِ لَا شَكِسًا غَضُوبَا

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ شَكِسٌ أَيْ صَعْبُ الْخُلُقِ، وَقَوْمٌ شُكْسٌ مِثَالُ رَجُلِ صَدُقٍ وَقَدْ شَكِسَ بِالْكَسْرِ شَكَاسَةً وَحَكَى الْفَرَّاءُ رَجُلٌ شَكِسٌ وَهُوَ الْقِيَاسُ قَالَ الصَّرْصَرِيُّ أَيْضًا:

وُصُولًا لِلْخَلِيلِ إذَا تَجَافَى

عَسَاهُ بِحُسْنِ عَطْفِك أَنْ يَئُوبَا

حَفِيظًا لِلْوِدَادِ بِظَهْرِ غَيْبٍ

فَإِنَّ الْحُرَّ مَنْ حَفِظَ الْمَغِيبَا

وَلَا تَمْزَحْ وَكُنْ رَجُلًا وَقُورًا

كَثِيرَ الصَّمْتِ مُتَّقِيًا أَدِيبَا

ص: 596

وَلَا تَحْسُدْ وَلَا تَحْقِدْ وَطَهِّرْ

لِسَانَك أَنْ يَنِمَّ وَأَنْ يَغِيبَا

فَإِنَّك إنْ نَهَضْت لِفِعْلِ هَذَا

حَلَلْت مِنْ التُّقَى رَبْعًا خَصِيبَا

وَلَهُ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

دَعْ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا

لِتَسْلَمَ مِنْ مَعَاطِبِهَا

وَلَا يَغْرُرْك عَاجِلُهَا

وَفَكِّرْ فِي عَوَاقِبِهَا

فَإِنَّ سِهَامَ آفَتِهَا

مَشُوبٌ فِي أَطَايِبِهَا

وَإِنَّ بَرِيقَ دِرْهَمِهَا

لَأَفْتَكُ مِنْ عَقَارِبِهَا

وَكُنْ مُتَدَرِّعَ التَّقْوَى

تُحَصَّنْ مِنْ قَوَاضِبِهَا

فَإِنَّ سِهَامَ فِتْنَتِهَا

لَتَرْشُقُ مِنْ جَوَانِبِهَا

تُبِيحُكَ فِي مَحَاسِنِهَا

لِتَذْهَلَ عَنْ مَعَايِبِهَا

فَتُبْدِي لِينَهَا خَدْعَا

لِتَنْشَبَ فِي مَخَالِبِهَا

فَكُنْ مِنْ أُسْدِهَا لَيْثًا

وَلَا تَكُ مِنْ ثَعَالِبِهَا

فَإِنَّك إنْ سَلِمْت بِهَا

فَإِنَّك مِنْ عَجَائِبِهَا

وَجَانِبْهَا فَإِنَّ الْبِرَّ

يَدْنُو مِنْ مُجَانِبِهَا

وَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرٍ

فَإِنَّك مِنْ مَطَالِبِهَا

فَكَمْ مِنْ صَاحِبٍ صَحِبَتْ

وَلَمْ تَنْصَحْ لِصَاحِبِهَا

وَصَادَقَهَا لِيَنْهَبَهَا

فَأَصْبَحَ مِنْ مَنَاهِبِهَا

فَلَا تَطْمَعْ مِنْ الدُّنْيَا

بِصَافٍ فِي شَوَائِبِهَا

فَإِنَّ مَجَامِعَ الْأَكْدَارِ

صُبَّتْ فِي مَشَارِبِهَا

وَكُنْ رَجُلًا مُنِيبَ الْقَلْبِ

تَسْلَمْ مِنْ نَوَائِبِهَا

وَسَلْ رَبَّ الْعِبَادِ الْعَوْنَ

مِنْهُ عَلَى مَصَائِبِهَا

ص: 597

وَلَهُ أَيْضًا رحمه الله وَرَضِيَ عَنْهُ -:

يَا قَسْوَةَ الْقَلْبِ مَا لِي حِيلَةٌ فِيكِ

مَلَكْتِ قَلْبِي فَأَضْحَى شَرَّ مَمْلُوكِ

حَجَبْتِ عَنِّي إفَادَاتِ الْخُشُوعِ فَلَا

يَشْفِيك ذِكْرٌ وَلَا وَعْظٌ يُدَاوِيك

وَمَا تَمَادِيكِ مِنْ كَنْفِ الذُّنُوبِ وَلَ

كِنَّ الذُّنُوبَ أَرَاهَا مِنْ تَمَادِيكِ

لَكِنْ تَمَادِيكِ مِنْ أَصْلٍ نَشَأْتِ بِهِ

طَعَامُ سُوءٍ عَلَى ضَعْفٍ يُقَوِّيكِ

وَأَنْتِ يَا نَفْسُ مَأْوَى كُلِّ مُعْضِلَةٍ

وَكُلُّ دَاءٍ بِقَلْبِي مِنْ عَوَادِيك

أَنْتِ الطَّلِيعَةُ لِلشَّيْطَانِ فِي جَسَدِي

فَلَيْسَ يَدْخُلُ إلَّا مِنْ نَوَاحِيكِ

لَمَّا فَسَحْتِ بِتَوْفِيرِ الْحُظُوظِ لَهُ

أَضْحَى مَعَ الدَّمِ يَجْرِي فِي مَجَارِيك

وَالَيْتِهِ بِقَبُولِ الزُّورِ مِنْكِ فَلَنْ

يُوَالِيَ اللَّهُ إلَّا مَنْ يُعَادِيكِ

مَا زِلْتِ فِي أَسْرِهِ تَهْوِينَ مُوثَقَةً

حَتَّى تَلِفْت فَأَعْيَانِي تَلَافِيك

ص: 598

يَا نَفْسُ تُوبِي إلَى الرَّحْمَنِ مُخْلِصَةً

ثُمَّ اسْتَقِيمِي عَلَى عَزْمٍ يُنَجِّيكِ

وَاسْتَدْرِكِي فَارِطَ الْأَوْقَاتِ وَاجْتَهِدِي

عَسَاك بِالصِّدْقِ أَنْ تُمْحَى مَسَاوِيكِ

وَاسْعَيْ إلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى مُسَارِعَةً

فَرُبَّمَا شُكِرَتْ يَوْمًا مَسَاعِيك

وَلَنْ تَتِمَّ لَك الْأَعْمَالُ صَالِحَةً

إلَّا بِتَرْكِك شَيْئًا شَرَّ مَتْرُوكِ

حُبُّ التَّكَاثُرِ فِي الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا

فَهِيَ الَّتِي عَنْ طِلَابِ الْخَيْرِ تُلْهِيك

لَا تُكْثِرِي الْحِرْصَ فِي تَطْلَابِهَا فَلَكَمْ

دَمٍ لَهَا بِسُيُوفِ الْحِرْصِ مَسْفُوكِ

بَلْ اقْنَعِي بِكَفَافِ الرِّزْقِ رَاضِيَةً

فَكُلَّمَا جَازَ مَا يَكْفِيك يُطْغِيك

ثُمَّ اُذْكُرِي غُصَصَ الْمَوْتِ الْفَظِيعِ تَهُنْ

عَلَيْك أَكْدَارُ دُنْيَا لَا تُصَافِيكِ

وَظُلْمَةَ الْقَبْرِ لَا تَخْشَيْ وَوَحْشَتَهُ

عِنْدَ انْفِرَادِك عَنْ خِلٍّ يُوَالِيك

ص: 599

وَالصَّالِحَاتِ لِيَوْمِ الْفَاقَةِ ادَّخِرِي

فِي مَوْقِفٍ لَيْسَ فِيهِ مَنْ يُوَاسِيك

وَأَحْسِنِي الظَّنَّ بِالرَّحْمَنِ مُسْلِمَةً

فَحُسْنُ ظَنِّك بِالرَّحْمَنِ يَكْفِيك

وَلَهُ أَيْضًا فِي مُجَانَسَاتٍ:

إنْ كَانَ ذُلُّ مُحِبٍّ جَالِبًا فَرَحَا

فَهَا مُحِبُّكُمْ الْخَدَّيْنِ قَدْ فَرَشَا

أَوْ كَانَ يَنْفَعُهُ بَذْلُ الرُّشَى لَسَخَا

بِنَفْسِهِ فِي هَوَاكُمْ بَاذِلًا فُرُشًا

يَا مَنْ يَزِينُ ثِيَابَ الْوَشْيِ حُسْنُهُمْ

مَا لَمْ تَزِنْهُ يَدُ الْوَشَّاءِ حِينَ وَشَى

وَمَنْ يُقَالُ مُحَالٌ فِي مَحَبَّتِهِمْ

لَا تَسْمَعُوا قَوْلَ وَاشٍ بِالْمُحَالِ وَشَى

وَلَهُ أَيْضًا يُثْنِي عَلَى اللَّهِ وَيَذْكُرُ:

يَا مَنْ لَهُ الْفَضْلُ مَحْضًا فِي بَرِيَّتِهِ

وَهُوَ الْمُؤَمَّلُ فِي الْبَأْسَاءِ وَالْبَاسِ

ص: 600

عَوَّدْتَنِي عَادَةً أَنْتَ الْكَفِيلُ بِهَا

فَلَا تَكِلْنِي إلَى خَلْقٍ مِنْ النَّاسِ

وَلَا تُذِلَّ لَهُمْ مِنْ بَعْدِ عِزَّتِهِ

وَجْهِي الْمَصُونَ وَلَا تَخْفِضْ لَهُمْ رَاسِي

وَابْعَثْ عَلَى يَدِ مَنْ تَرْضَاهُ مِنْ بَشَرٍ

رِزْقِي وَصُنِّي عَمَّنْ قَلْبُهُ قَاسِي

فَإِنَّ حَبْلَ رَجَائِي فِيكَ مُتَّصِلٌ

بِحُسْنِ صُنْعِكَ مَقْطُوعٌ عَنْ النَّاسِ

وَلَهُ أَيْضًا وَهِيَ مِنْ الْحِكَمِ:

إذَا انْقَطَعَتْ أَطْمَاعُ عَبْدٍ عَنْ الْوَرَى

تَعَلَّقَ بِالرَّبِّ الْكَرِيمِ رَجَاؤُهُ

فَأَصْبَحَ حُرًّا عِزَّةً وَقَنَاعَةً

عَلَى وَجْهِهِ أَنْوَارُهُ وَضِيَاؤُهُ

وَإِنْ عَلِقَتْ بِالْخَلْقِ أَطْمَاعُ نَفْسِهِ

تَبَاعَدَ مَا يَرْجُو وَطَالَ عَنَاؤُهُ

فَلَا تَرْجُ إلَّا اللَّهَ لِلْخَطْبِ وَحْدَهُ

وَلَوْ صَحَّ فِي خِلِّ الصَّفَاءِ صَفَاؤُهُ

وَلَهُ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

ص: 601

لَا تَلْقَ حَادِثَةً بِوَجْهٍ عَابِسٍ

وَاثْبُتْ وَكُنْ فِي الصَّبْرِ خَيْرَ مُنَافِسِ

فَلَطَالَمَا قَطَفَ اللَّبِيبُ بِصَبْرِهِ

ثَمَرَ الْمُنَى وَانْجَابَ ضُرُّ الْبَائِسِ

وَعَلَيْك بِالتَّقْوَى وَكُنْ مُتَدَرِّعًا

بِلِبَاسِهَا فَلَنِعْمَ دِرْعُ اللَّابِسِ

وَتَتَبَّعْ السُّنَنَ الْمُنِيرَةَ وَاطَّرِحْ

مُتَجَنِّبًا إفْكَ الْغَوِيِّ الْيَائِسِ

وَاغْرِسْ أُصُولَ الْبِرِّ تَجْنِ ثِمَارَهَا

فَالْبِرُّ أَزْكَى مَنْبِتًا لِلْغَارِسِ

وَاطْلُبْ نَفِيسَ الْعِلْمِ تَسْتَأْنِسْ بِهِ

فَالْعِلْمُ لِلطُّلَّابِ خَيْرُ مُؤَانِسِ

لَا تُكْثِرَنَّ الْخَوْضَ فِي الدُّنْيَا وَكُنْ

فِي الْعِلْمِ أَحْرَصَ مُسْتَفِيدٍ قَابِسِ

فَالْمَالُ يَحْرُسُهُ الْفَتَى حَيْثُ التَّوَى

وَالْعِلْمُ لِلْإِنْسَانِ أَحْفَظُ حَارِسِ

وَإِذَا شَهِدْت مَعَ الْجَمَاعَةِ مَجْلِسًا

يَوْمًا فَكُنْ لِلْقَوْمِ خَيْرَ مُجَالِسِ

أَلِنِ الْكَلَامَ لَهُمْ وَصُنْ أَسْرَارَهُمْ

وَذَرْ الْمِزَاحَ وَلَا تَكُنْ بِالْعَابِسِ

ص: 602

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَالْمَزْحُ الدُّعَابَةُ وَقَدْ مَزَحَ يَمْزَحُ وَالِاسْمُ الْمُزَاحُ بِالضَّمِّ وَالْمُزَاحَةُ أَيْضًا. وَأَمَّا الْمِزَاحُ فَهُوَ مَصْدَرُ مَازَحَهُ وَهُمَا يَتَمَازَحَانِ.

وَلِلصَّرْصَرِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَيْضًا مُجَانَسَاتٌ:

اصْحَبْ مِنْ النَّاسِ مَنْ صُدُورُهُمْ

طَاهِرَةٌ لَا تُكِنَّ أَوْغَارَا

أَنْوَارُهُمْ فِي الظَّلَامِ مُشْرِقَةٌ

إنْ لَاحَ نَجْمُ السَّمَاءِ أَوْ غَارَا

أَكُفُّهُمْ بِالنَّوَالِ مُطْلَقَةٌ

إنْ فَاضَ مَاءُ الْعُيُونِ أَوْ غَارَا

عِرْضُهُمْ طَيِّبُ الثَّنَاءِ فَلَا

مِسْكَ يُضَاهَى بِهِ وَلَا غَارَا

فَاهْرَبْ مِنْ النَّاسِ مَا اسْتَطَعْت وَلَوْ

سَكَنْت مِنْ خَوْفِ شَرِّهِمْ غَارَا

وَلَا تُطِلْ ذِكْرَ غَادِرٍ مَلِقٍ

إنْ جَدَّ فِي الْبُعْدِ عَنْك أَوْ غَارَا

وَالْخِلَّ صُنْ عِرْضَهُ فَنِعْمَ فَتًى

حُرٍّ عَلَى عِرْضِ خِلِّهِ غَارَا

وَصِلْهُ فِي فَقْرِهِ كَذِي رَحِمٍ

فَأَكْرَمُ الْوَاصِلِينَ مَنْ غَارَا

ص: 603

وَلَهُ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

إذَا الْفَتَى لَمْ يَكُنْ بِالْفِقْهِ مُشْتَغِلًا

وَلَا الْحَدِيثِ وَلَا يَتْلُو الْكِتَابَ لَغَا

وَكُلُّ مَنْ أَهْمَلَ التَّقْوَى فَلَيْسَ لَهُ

مِنْ حُرْمَةٍ بَالِغًا فِي الْعِلْمِ مَا بَلَغَا

وَلَيْسَ يَجْنِي مِنْ الْعِلْمِ الثِّمَارَ سِوَى

مَنْ أَصْلُهُ فِي بَسَاتِينِ التُّقَى نَبَغَا

وَكُلُّ خِلٍّ صَفَا يَوْمٌ وَلِيتَ لَهُ

يَبْغِي الصَّفَاءَ وَلَمْ يُعْطِ اللِّيَانَ بَغَا

وَلَهُ أَيْضًا فِي آدَابِ الْقِرَاءَةِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:

تَدَبَّرْ كِتَابَ اللَّهِ يَنْفَعْك وَعْظُهُ

فَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَبْلَغُ وَاعِظِ

وَبِالْعَيْنِ ثُمَّ الْقَلْبِ لَاحِظْهُ وَاعْتَبِرْ

مَعَانِيَهُ فَهْوَ الْهُدَى لِلْمُلَاحِظِ

وَأَنْتَ إذَا أَتْقَنْت حِفْظَ حُرُوفِهِ

فَكُنْ لِحُدُودِ اللَّهِ أَقْوَمَ حَافِظِ

وَلَا يَنْفَعُ التَّجْوِيدُ لَافِظَ حُكْمِهِ

وَإِنْ كَانَ بِالْقُرْآنِ أَفْصَحَ لَافِظِ

وَيُعْرَفُ أَهْلُوهُ بِإِحْيَاءِ لَيْلِهِمْ

وَصَوْمِ هَجِيرٍ لَاعِجِ الْحَرِّ قَائِظِ

وَغَضِّهِمْ الْأَبْصَارَ عَنْ مَأْثَمٍ

يَجُرُّ بِتَحْرِيرِ الْعُيُونِ اللَّوَاحِظِ

وَكَظْمِهِمُو لِلْغَيْظِ عِنْدَ اسْتِعَارِهِ

إذَا عَزَّ بَيْنَ النَّاسِ كَظْمُ الْمُغَايِظِ

وَأَخْلَاقُهُمْ مَحْمُودَةٌ إنْ خَبَرْتهَا

فَلَيْسَتْ بِأَخْلَاقٍ فِظَاظٍ غَلَائِظِ

تَحَلَّوْا بِآدَابِ الْكِتَابِ وَأَحْسَنُوا ال

تَفَكُّرَ فِي أَمْثَالِهِ وَالْمَوَاعِظِ

فَفَاضَتْ عَلَى الصَّبْرِ الْجَمِيلِ نُفُوسُهُمْ

سَلَامٌ عَلَى تِلْكَ النُّفُوسِ الْفَوَائِظِ

ص: 604

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي بَابِ مَنْثُورِ الْحِكَمِ وَالْأَمْثَالِ، مُنْتَهِجًا مِنْ نَتَائِجِ عُقُولِ الرِّجَالِ رَأْسُ الدِّينِ صِحَّةُ الْيَقِينِ، امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ، وَإِنْ كَانَتْ عِنْدَهُ قَبِيحَةً، الْأَحْمَقُ لَا يُبَالِي مَا قَالَ، وَالْعَاقِلُ يَتَعَاهَدُ الْمَقَالَ مَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْعُجْبُ تَرَكَ الْمَشُورَةَ فَهَلَكَ، جَانِبْ مَوَدَّةَ الْحَسُودِ، وَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُ وَدُودٌ.

إذَا جَهِلَ عَلَيْك الْأَحْمَقُ، فَالْبَسْ لَهُ لِبَاسَ الرِّفْقِ مَنْ طَلَبَ إلَى لَئِيمٍ حَاجَةً، فَهُوَ كَمَنْ طَلَبَ صَيْدَ السَّمَكِ فِي الْمَفَازَةِ إذَا صَادَقْت الْوَزِيرَ، فَلَا تَخَفْ الْأَمِيرَ.

لَا تَثِقْ بِالْأَمِيرِ، إذَا خَانَك الْوَزِيرُ مَنْ كَانَ

ص: 605

السُّلْطَانُ يَطْلُبُهُ، ضَاقَ عَلَيْهِ بَلَدُهُ.

صَدِيقِي دِرْهَمِي، إذَا سَرَّحْته فَرَّجَ هَمِّي وَقَضَى حَاجَتِي.

مَنْ جَالَسَ عَدُوَّهُ فَلْيَحْتَرِسْ مِنْ مَنْطِقِهِ.

مَنْ قَلَّ خَيْرُهُ عَلَى أَهْلِهِ فَلَا تَرْجُ خَيْرَهُ.

عَنَاءٌ فِي غَيْرِ مَنْفَعَةٍ خَسَارَةٌ حَاضِرَةٌ.

مَنْ أَلَحَّ فِي الْمَسْأَلَةِ عَلَى غَيْرِ اللَّهِ اسْتَحَقَّ الْحِرْمَانَ.

صُحْبَةُ الْفَاسِقِ شَيْنٌ، وَصُحْبَةُ الْفَاضِلِ زَيْنٌ، الْكَرِيمُ يُوَاسِي إخْوَانَهُ فِي دَوْلَتِهِ.

مَنْ مَشَى فِي دِيوَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ فِي عَنَانِ أَجَلِهِ، مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ، وَمَنْ أَبْغَضَك أَغْرَاكَ مَنْ اسْتَهْوَتْهُ الْخَمْرُ وَالنِّسَاءُ، أَسْرَعَ إلَيْهِ الْبَلَاءُ مَنْ نَسِيَ إخْوَانَهُ فِي الْوِلَايَةِ، أَسْلَمُوهُ فِي الْعَزْلِ وَالشِّدَّةِ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِرِزْقِهِ عَذَّبَ نَفْسَهُ مَنْ اجْتَرَأَ عَلَى السُّلْطَانِ تَعَرَّضَ لِلْهَوَانِ، إذَا لَمْ يُوَاتِك الْبَازِي فِي صَيْدِهِ فَانْتِفْ رِيشَهُ مَنْ مَدَحَك بِمَا لَا يَعْلَمُ مِنْك سِرًّا، ذَمَّك بِمَا يَعْلَمُ مِنْك جَهْرًا أَسْلِمْ لِسَانَك، يَسْلَمْ جَنَانُك، إنْ قَدَرْت أَنْ لَا تُسْمِعَ أُذُنَك شَرَّك فَافْعَلْ، لِقَاءُ الْأَحِبَّةِ مَسْلَاةٌ لِلْهُمُومِ، قَلِيلٌ مُهَنِّي خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مُكَدِّرٍ كَلْبٌ سَاخِرٌ خَيْرٌ مِنْ صَدِيقٍ غَادِرٍ رَوْضَةُ الْعِلْمِ أَزْيَنُ مِنْ رَوْضَةِ الرَّيَاحِينِ، الْحَسُودُ مُغْتَاظٌ عَلَى مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ عِنْدَهُ الْمَرْأَةُ الْعَفِيفَةُ الْمُوَاتِيَةُ جَنَّةُ الدُّنْيَا.

وَمِنْ كَلَامِ أَكْثَمَ بْنِ صَيْفِي:

" مِنْ مَأْمَنِهِ يُؤْتَى الْحَذَرُ "" مَنْ جَهِلَ شَيْئًا عَادَاهُ، وَمَنْ أَحَبَّ شَيْئًا اسْتَعْبَدَهُ ".

" وَيْلُ عَالِمٍ مِنْ امْرِئٍ جَاهِلٍ ".

" إنْ قَدَرْت أَنْ تُرِيَ عَدُوَّكَ أَنَّك صَدِيقُهُ فَافْعَلْ ".

" سُوقِيٌّ نَفِيسٌ خَيْرٌ مِنْ قُرَشِيٍّ خَسِيسٍ ".

" الْعَقْلُ كَالزُّجَاجِ إنْ تَصَدَّعْ لَمْ يُرَقَّعْ ".

" جَاءَ الْقَدَرُ عَمِيَ الْبَصَرُ ".

" الثَّقِيلُ عَذَابٌ وَبِيلٌ "

" لَا يَضُرُّ السَّحَابَ نُبَاحُ الْكِلَابِ ".

" مَنْ تَرَدَّى بِثَوْبِ السَّخَا غَابَ عَنْ النَّاسِ عَيْبُهُ وَاخْتَفَى ".

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: قِيلَ لأَرِسْطَاطَاليس مَا الْفَلْسَفَةُ قَالَ فَقْرٌ وَصَبْرٌ، وَعَفَافٌ وَكَفَافٌ، وَهِمَّةٌ وَفِكْرَةٌ قِيلَ لِسُقْرَاطَ بِمَ فَضَلْت أَهْلَ زَمَانِك؟ قَالَ: لِأَنَّ غَرَضِي فِي الْأَكْلِ الْإِحْيَاءُ، وَغَرَضُهُمْ فِي الْحَيَاةِ لِيَأْكُلُوا قِيلَ

ص: 606

لِجَالِينُوسَ بِمَ فُقْتَ أَصْحَابَك فِي عِلْمِ الطِّبِّ قَالَ: لِأَنِّي أَنْفَقْت فِي زَيْتِ السِّرَاجِ لِدَرْسِ الْكُتُبِ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا فِي شُرْبِ الْخَمْرِ.

قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ الْحُكَمَاءِ لِمَنْ أَنْتَ أَرْحَمُ قَالَ: لِعَالِمٍ جَارَ عَلَيْهِ جَاهِلٌ. قِيلَ: لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ مَتَى أَثَّرَتْ فِيكَ الْحِكْمَةُ قَالَ: مُذْ بَدَا لِي عَيْبُ نَفْسِي.

يُرْوَى عَنْ الْمَسِيحِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ أَمْرٌ لَا تَعْلَمُ مَتَى يَغْشَاكَ فَيَنْبَغِي أَنْ تَسْتَعِدَّ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْجَأَكَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ نِعْمَ الصَّاحِبُ، وَالْجَلِيسُ كِتَابٌ تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الْأَصْحَابُ

لَا مُفْشِيًا عِنْدَ الْقَطِيعَةِ سِرَّهُ

وَتُنَالُ مِنْهُ حِكْمَةٌ وَصَوَابُ

وَقَالَ آخَرُ:

لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ

أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونَ غَيْبًا وَمَشْهَدَا

يُفِيدُونَنَا مِنْهُمْ طَرَائِفَ حِكْمَةٍ

وَلَا نَتَّقِي مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا

وَقَالَ آخَرُ:

مَا تَطَمَّعْت لَذَّةَ الْعَيْشِ حَتَّى

صِرْت فِي الْبَيْتِ لِلْكِتَابِ جَلِيسَا

إنَّمَا الذُّلُّ فِي مُخَالَطَةِ النَّاس

سِ فَدَعْهُمْ تَعِشْ عَزِيزًا رَئِيسَا

وَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ كَيْفَ لَا تَسْتَوْحِشُ فِي مَكَانِكَ وَحْدَكَ؟ فَقَالَ كَيْفَ يَسْتَوْحِشُ مَنْ هُوَ مُجَالِسٌ لِلنَّبِيِّ عليه السلام وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رضي الله عنهم يَعْنِي: الْكُتُبَ الَّتِي فِيهَا الْأَخْبَارُ، وَالسِّيَرُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. ذَكَرَهُ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا فِي مَجَالِسِهِ.

ص: 607

وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَكَانَ كَثِيرَ الْجُلُوسِ فِي دَارِهِ، فَقِيلَ أَلَا تَسْتَوْحِشُ؟ فَقَالَ كَيْفَ أَسْتَوْحِشُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ وَقَالَ الْمَقْدِسِيُّ الْحَافِظُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ السَّاتِرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ السَّاتِرِ الْعَدْلُ بِتَنِيسَ وَأَنَا جَالِسٌ وَحْدِي أَكْتُبُ وَقَدْ أَغْلَقْت بَابَ الْبَيْتِ فَقَالَ دَخَلْت عَلَى الشَّيْخِ أَبِي نَصْرٍ السِّجْزِيِّ الْحَافِظِ وَهُوَ وَحْدَهُ فَقُلْت لَهُ أَيُّهَا الشَّيْخُ أَنْتَ جَالِسٌ وَحْدَكَ؟ فَقَالَ لَسْت وَحْدِي أَنَا بَيْنَ عِشْرِينَ أَلْفًا مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ وَأَحْكِي عَنْهُمْ.

قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: سَمِعْت الْإِمَامَ سَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ الشَّيْخُ أَبُو النَّصْرِ السِّجْزِيُّ الْحَافِظُ وَصَّانِي أَنْ أَبْعَثَ بِكُتُبِهِ إلَى مِصْرَ إلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْحَبَّالِ أَوْصَى لَهُ بِهَا.

ص: 608