الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبيعي؛ ومنهم من يكون مستحبًا، وهو من يكون سببه شيء مما ذكره. وإذا لقي ربه فرح بصومه؛ أي: بجزائه، وثوابه. وقيل: الفرح الذي عند لقاء ربه إما السرور بربه، أو ثواب ربه على الاحتمالين، والثاني أظهر؛ إذ لا ينحصر الأول في الصوم، بل يفرح حينئذ بقبول صومه، وترتب الجزاء الوافر عليه، وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن الأعمال، والأقوال غيرالمستحسنة في الصيام. منها: ما رواه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اله عليه وسلم قال:"من لم يدع قول الزور، والعمل به؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه، وشرابه" 1 وعند ابن ماجه: "من لم يدع قول الزور، والجهل، والعمل به" وروى ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الأكل، والشُّرب، إنما الصيام من اللغو، والرفث، فإن سابك أحد أوجهل عليك؛ فقل: إني صائم، إني صائم" 2 وروى ابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع. ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر" 3 والحديث الرابع: كالثالث، والله أعلم.
1 رواه أحمد في المسند "2/ 452و453"، والبخاري رقم "1903"، وأبو داود رقم" 2362" في الصوم، والترمذي رقم "707"، وابن ماجه رقم 1689، وابن خزيمة رقم "1995". وابن حبان رقم "3480".
2 رواه ابن خزيمة رقم "1996"، وابن حبان رقم"3479". والبيهقي في السنن رقم" 4/ 470"من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وهو حديث صحيح.
3 رواه ابن ماجه رقم "1690"بلفظ المؤلف، ورواه ابن خزيمة رقم "1997"، والحاكم في المستدرك "1/ 431"، وصححه ووافقه الذهبي. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
124-
"
لأنتقمنَّ من الظالم في عاجله وآجله
، ولأنتقمن ممن رأى مظلومًا، فقَدِر أن ينصره، فلم ينصره ". رواه أبو الشيخ عن ابن عباس1 والطبراني عن أبي الدرداء.
1رواه الطبراني في الأوسط رقم" 36"، والكبير رقم"10652"وفي إسناده أحمد بن محمد بن يحيى له مناكير. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 267 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه من لم أعرفهم، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، نقول: وإسناده ضعيف.
ش- الانتقام: تقدَّم تفسيره في شرح الحديث رقم "75"والظلم أيضًا تقدم، فارجع إليهما. والعاجل: الحاضر، والعَجَل والعجلة: ضد البطء، وعاجله بذنبه؛ إذا أخذه به، ولم يمهله، والآجل: ضد العاجل.
والمعنى: أن الله -سبحانه وتعال- أخبر لينتقمن من الظالم، ويعاقبنه في عاجله، أي: في الدنيا، وآجله؛ أي: في الآخرة؛ لأن الظالم أضر بنفسه، فأوردها المهالك. والظلم جاءت جميع الشرائع باستقباحه، والتنفير منه، واستفظاعِه، وجاء في القرآن الحكيم آيات كثيرة تندد بالظالم، وتتوعده بالعذاب الأليم في الدنيا، والآخرة. قال الله تعالى:{وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [آل عمران:192] وقال تعالى: {وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [الشورى:8] وقال تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} [غافر: 18] وقال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود:113] وقال عز وجل: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:45] .
وكذلك وردت أحاديث في ذلك، منها: الحديث القدسي الذي تقدم ذكره: "إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرمًا بينكم، فلا تظالموا.... الحديث" وذكرنا شرحه هناك مستوفى، فارجع إليه، ومنها: ما رواه مسلم، وغيره عن جابر رضي الله عنه:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" 1 وروى البخاري، ومسلم، والترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} 2 "هود:102" وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: "اتقِ دعوة المظلوم.
1 رواه مسلم رقم"2578"في البر والصلة. باب تحريم الظلم. من حديث جابر رضي الله عنه.
2 رواه البخاري رقم "4686"في التفسير، ومسلم رقم "2583"في البر والصلة، والترمذي رقم "3109"، وابن ماجه رقم "4018"من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.