الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ش- تقدم شرح مثله قريبًا.
شرح حديث: إن السموات والأرض ضعفت عن أن تسعني
…
32-
"إنَّ السموات والأرض ضَعُفتْ عن أن تسعني، ووسعني قلب المؤمن"1. رواه أحمد عن وهب بن منبه.
ش- هذا إشارة إلى أن المؤمن أفضل من السموات والأرض؛ لأن قلبه أوسع منهما، وفيه ما تقدم والخلاف في ذلك بين السلف، والخلف. فعلى الإنسان أن يؤمن بذلك، ويسلم.
1 لم نجده بهذا اللفظ، وهو بمعنى ما يروى: قال الله تعالى: "لم تسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن الوادع" قال الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء"3/ 15"لم أر له أصلًا.
شرح حديث: إن الذي قال: مطرنا بنوء كذا وكذا
…
33-
"إن الذي قال: مُطرنا بنوءِ كذا وكذا؛ فقدكفر بي، وآمن بذلك النجم، وإن الذي يقول: إن الله سقانا؛ فقد آمن بي، وكفر بذلك النجم"1. رواه الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود.
ش- النوء: النجم إذا مال للمغيب، والجمع: أنواء، ونوآن -بضم الأول- حكاه ابن جني مثل: عبد، وعبدان، وبطن، وبطنان. قال حسان بن ثابت شاعر الإسلام رضي الله عنه:
ويثربُ تعلم أنَّا بها
…
إذا قحط الغيث نوآتها
1 رواه الطبراني في الأوسط رقم"6186". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد"8/ 114و115"وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وثَّقه جماعة، وضعفه غيرهم، ومحمد بن ماهان مجهول، ومحمد بن حنيفة الواسطي قال الدارقطني: ليس بالقوي من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه. وإسناده ضعيف. لكن يشهد له ما رواه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.
وقيل: معنى النوء: سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر، وطلوع رقيبه، وهو نجم آخر يقابله من ساعته في المشرق في كل ليلة إلى ثلاثة عشر يومًا، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يومًا، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، وإنما سُمي نوءًا؛ لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع -أي: نهض وطلع- وذلك الطلوع هو النوء، وبعضهم يجعل النوء السقوط، كأنه من الأضداد، قال أبو عبيد1: ولم يسمع في النوء أنه سقوط إلا في هذا الموضع. وكانت العرب تضيف الأمطار، والرياح، والحر، والبرد إلى الساقط منها، وقال الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مطرنا بنوء كذا.
قال أبو عبيد: الأنواء ثمانية وعشرون نجمًا معروفة المطالع في أزمنة السنة، كلها من الصيف، والشتاء، والربيع، والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين كلها مع انقضاء السنة، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة، وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم، وطلع آخر؛ قالوا: لابد من أن يكون عند ذلك مطر، أورياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم، فيقولون: مطرنا بنوء الثريا، والدبران، والسماك. انتهى.
قال شمر: هذه الثمانية والعشرون التي أراد أبو عبيد هي منازل القمر، وهي معروفة عند العرب وغيرهم من الفرس، والروم، والهند، لم يختلفوا أنها ثمانية وعشرون، ينزل القمركل ليلة في منزلة منها. ومنه قوله تعالى:{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [يس: 39] قال: وقد رأيتها بالهندية، والرومية، والفارسية مترجمة، قال: وهي بالعربية فيما أخبرني به ابن الأعرابي: "السرطان، والبطين، والنجم، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرق، والجبهة، والخراثان، والصرفة، والعواء، والسماك، والغفر، والزباني، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلد، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدلو المقدم، وفرغ الدلو المؤخر.
1 أبو عبيد: هو الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون أبوعبيد القاسم بن سلام بن عبد الله ولد سنة"150"هـ وسمع إسماعيل بن جعفر، وشريك بن عبد الله، صنف التصانيف، وهو من أئمة الاجتهاد، له كتاب الأموال. قال البخاري: توفي سنة "224"هـ بمكة المكرمة.