الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومات بمنية الشّيرج من ضواحي القاهرة يوم الأربعاء نصف رمضان
الشّيخ صالح
(1)
بن نجم بن صالح
.
أصله من قليوب، ونشأ
(2)
[105 ب] هو ووالده بظاهر
(3)
منية الشّيرج.
وكان عبدا
(4)
صالحا، خيّرا، قائما بحقوق الله وحقوق العباد، ويقوم بحقوق الواردين، ويطعم كلّ من يرد عليه من النّاس على اختلاف طبقاتهم.
اجتمعت به وتبرّكت بدعائه.
وأشيع موته أوّل يوم من رمضان وكان طيّبا
(5)
فأخبر
(6)
بذلك فحمّ
(7)
آخر النّهار، ثمّ قوي ضعفه ومات في اليوم الذي ذكرناه، ودفن بزاويته خارج منية الشّيرج. وكانت جنازته مشهودة.
ومات يوم الاثنين ثالث عشري ذي الحجّة شيخنا الإمام العلاّمة
المفنّن مفتي المسلمين ضياء الدّين ضياء
(8)
كذا كان يكتب بخطّه ورأيت
(1)
ترجمته في: طبقات الأولياء لابن الملقن: 553، والسلوك: 3/ 1/349، وتاريخ ابن قاضي شهبة، 1/الورقة 255 ب، والدليل الشافي: 1/ 351 - 352، والنجوم الزاهرة: 11/ 193، وحسن المحاضرة: 1/ 527، وبدائع الزهور: 1/ 2/239.
(2)
في الأصل: «ونشأ بها هو. .» وهو خطأ والتصحيح من ب وطبقات الأولياء.
(3)
«بظاهر» سقطت من الأصل، والموجود «بمنية. .» وأثبتنا صيغة ب وطبقات الأولياء وبعض المصادر الأخرى.
(4)
«عبدا» سقطت من ب.
(5)
(6)
تحرّفت في الأصل إلى: «فأحضر» وهو خطأ.
(7)
في الأصل: «فحمى» وأثبتنا صيغة ب وطبقات الأولياء.
(8)
ترجمته في: السلوك: 3/ 1/350، وتاريخ ابن قاضي شهبة، 1/الورقة 255 ب، -
اسمه في استدعاء له سنة تسع وعشرين: عبيد الله
(1)
بن سعد الله بن محمّد بن عثمان المؤذّنيّ، العفيفيّ، القزوينيّ، الشّافعيّ، عن نحو من
(2)
خمس وخمسين سنة.
يقال: إنّه من ذرّيّة عثمان بن عفّان رضي الله عنه.
وكان يذكر أنّه أخذ عن أبيه، والخطيب الخلخاليّ، وبدر الدّين التّستريّ، وزين الدّين النيدرميّ
(3)
وغيرهم. وسمع الحديث بالمدينة على الشّيخ عفيف الدّين المطريّ.
وكان إماما عالما بالتّفسير والفقه والأصلين والعربيّة والمعاني والبيان.
يقرىء الكتب المشهورة في ذلك من غير مراجعة. وكان ملازما الشّغل والإفادة، أوقاته مستغرقة بذلك. يجلس في أكثر الأيّام للشّغل بالجامع الأزهر بعد صلاة الصّبح تبرّعا ويواظب دروسه في بقيّة النّهار وهي:
الفاضليّة، والمنصوريّة في الفقه والحديث، والشّيخونيّة، وتولّى مشيخة
(4)
البيبرسيّة. وكان يجلس للشّغل بها بعد صلاة العصر وحضور الوظيفة. ومع
= وإنباء الغمر: 1/ 282 - 284، والدرر الكامنة: 2/ 309 - 310، والنجوم الزاهرة: 11/ 193، وبغية الوعاة: 2/ 13، وحسن المحاضرة: 1/ 546، وبدائع الزهور: 1/ 2/239، ودرّة الحجال: 3/ 37 - 38، وشذرات الذهب: 6/ 266، والبدر الطالع: 1/ 300، وروضات الجنات: 4/ 136 - 137.
(1)
تحرّف في بعض مصادر ترجمته إلى: «عبد الله» وهو خطأ، فقد قال ابن حجر في: إنباء الغمر: «وكان اسمه «عبيد الله» فكان لا يرضى أن يكتبه فقيل له في ذلك فقال: لموافقته اسم عبيد الله بن زياد قاتل الحسين».
(2)
«من» سقطت من الأصل.
(3)
كذا في الأصل، وفي ب: البدرمي، ولم تذكره مصادر ترجمته، ولعله محمد بن محمد الندرومي المتوفى سنة 775 هـ (الأعلام: 7/ 40).
(4)
«وتولى مشيخة» سقطت من ب.
ذلك فكنت أتردّد إليه في
(1)
بيته قريب الظّهر فأقرأ عليه درسا؛ قرأت عليه [106 أ] من
(2)
«منهاج البيضاويّ» ، وأجازني بإقراء أصول الفقه. وقرأت عليه قطعة من «التّلخيص» وهي المقدّمة في
(3)
البيان وسمعت عليه باقيه تحسّبا. وحضرت القراءة عليه في
(4)
كتب عديدة وفنون شتّى وانتفعت به.
وكان يقرىء «المصابيح»
(5)
كلّ سنة في شهر
(6)
رمضان بحثا، ويمسك نسخة بيده وعليها حواش يلقيها ويقرّرها. وكان حسن الفتوى متثبّتا.
وأخبرني أنّه كان يفتي في بلدهم
(7)
على مذهب أبي حنيفة أيضا وكان يستحضره وكان يقول: أنا حنفيّ في الاعتقاد والعبادات
(8)
، ربّاني أبي على ذلك ولذلك كان لا يرفع يديه في ركوع الصّلاة وسجودها. وكان ديّنا خيّرا، سليم الصّدر، حسن الشّكل، له لحية تملأ وجهه وتمتدّ إلى قريب
(9)
من سرّته وكان فيه رفق وإحسان، وله تهجّد وأوراد لم يقطع ورده ولا ليلة موته على ما بلغني.
(1)
في الأصل: «إلى بيته» وأثبتنا صيغة ب.
(2)
«من» سقطت من ب.
(3)
في ب: «المقدمة ومن البيان» وهو خطأ.
(4)
«في» سقطت من الأصل.
(5)
هو: «مصابيح السنة» للإمام حسين بن مسعود الفرّاء البغوي المتوفى سنة 516 هـ، وعليه شروح كثيرة. وقد طبع الكتاب مرارا. (كشف الظنون: 2/ 1698 - 1702، وذخائر التراث: 1/ 385).
(6)
«شهر» سقطت من ب.
(7)
في ب: «بلادهم» .
(8)
عبارة ابن حجر في إنباء الغمر: 1/ 283: «أنا حنفي الأصول شافعي الفروع» .
(9)
في الأصل إلى «قرب» وفي إنباء الغمر: 1/ 283: وكانت لحيته طويلة جدا بحيث تصل إلى قدميه ولا ينام إلا وهي في كيس».
وكان فيه صدق، وبر، وإيثار، وعنده قيام في الحقّ عند الأمراء، ويصدع بالحقّ ولا يبالي. وكان مستحضرا لعلومه؛ قد صارت له ملكة بها لمواظبته عليها يستحضر «الكشّاف» ويبادر القارىء بلفظه.
وكان قد اتّصل بالملك
(1)
الأشرف شعبان وحصلت بينهما مودّة أكيدة وعمله شيخا ومدرّسا بمدرسته التي لم تكمل ورتّب له بها معلوما جيّدا وجعله شيخ الشّيوخ مطلقا وسكن بها قبل إكمالها ثمّ لم يرد الله بإكمالها وانتقل منها عند وفاة صاحبها.
وكانت جنازته مشهودة، حضرتها
(2)
، وفقده النّاس.
(1)
في ب: «اتصل بالأشرف» .
(2)
«حضرتها» سقطت من الأصل.