الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وثمانين وسبع مئة
فيها حصل بالقاهرة ومصر طاعون؛ توفّي به جماعة كثيرون، وكان ابتداؤه في المحرّم.
وفي سابع المحرّم حصلت بدمشق ريح عظيمة اقتلعت أشجارا كثيرة من مغارسها وهدّمت بيوتا كثيرة.
وفي حادي عشر صفر أمسك الشّمس المقسيّ وصودر.
وفي ثالث عشره ولي كريم الدّين ابن
(1)
مكانس الوزارة ونظر الخاصّ.
[113 أ].
وفي يوم الاثنين رابع عشري صفر ولي أمير حاج ولد الأشرف شعبان بن حسين ابن النّاصر محمّد ابن المنصور قلاوون السّلطنة باتّفاق أهل الحلّ والعقد، ولقّب الملك الصّالح، وذلك بعد وفاة أخيه-كما سيأتي ذكره-وكلاهما لم يبلغ الحلم
(2)
.
وفي يوم الاثنين سابع رمضان عزل قاضي القضاة برهان الدّين ابن
(1)
«ابن» سقطت من الأصل. وهو عبد الكريم بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس المتوفى سنة 803 هـ (الضوء اللامع: 4/ 312، والنجوم الزاهرة: 13/ 22).
(2)
تحرّفت في الأصل إلى: «الحكم» وهو خطأ. وجاء في «إنباء الغمر: 2/ 45» ما نصّه: «وفيها مات السلطان الملك المنصور علي ابن الأشرف شعبان في شهر ربيع الأول وكانت المملكة باسمه وهو محجوب وعاش ثلاث عشرة سنة منها في المملكة خمس سنين وأربعة أشهر، وقرر مكانه أخوه حاجي ابن الأشرف وعمره ست سنين وأربعة أشهر ولقب «الصالح» .
جماعة نفسه من القضاء بسبب أنّ شخصا يعرف بابن نهار-وهو متجنّد- وكان يشتغل بالعلم ويحضر حلقة شيخنا الشّيخ سراج الدّين البلقينيّ أساء إليه
(1)
بحضور الأمير الكبير برقوق وقال له: أنت جاهل فاسق! فعقد الأمير الكبير برقوق يوم الثّلاثاء منه مجلسا بسبب ذلك حضره القضاة الثّلاثة والشّيخ سراج الدّين البلقينيّ، فأفتوا بتعزيره؛ فضرب في منزل الأمير برقوق ضربا موجعا، ثمّ طيف به في القاهرة وحبس. وأرسل الأمير يوم الأربعاء تاسعه لقاضي القضاة برهان الدّين [
(2)
ابن جماعة] الأميرين:
قطلوبغا الكوكائيّ وإياس الصّرغتمشيّ فدخلا عليه دخولا كبيرا، فتمنّع تمنّعا كثيرا، فردّا على الأمير الجواب. فأرسلهما إليه ثانيا فأكّدا الدّخول عليه، وهو في هذه المدّة منقطع بتربة شيخنا الشّيخ جمال الدّين عبد الرّحيم
(3)
الإسنويّ ظاهر باب النّصر بقرب تربة الصّوفيّة فطلع إلى القلعة وأعيد إلى منصبه وألبس الخلعة ونزل إلى منزله.
وفي أواخر هذه السّنة حصل بالحرمين، وغيرهما من بلاد الحجاز قحط عظيم؛ ومات كثير من الأشراف وغيرهم جوعا [113 ب] وأكلت الجلود، وحصل بالمدينة النّبويّة أيضا موت متتابع بذات الجنب وغيرها بحيث أنّه كان يموت في اليوم الواحد نحو العشرين نفسا.
وفي ذي القعدة دخل الأمير جمّاز
(4)
بن هبة بن جمّاز إلى المدينة النّبويّة ومعه مرسوم السّلطان بإمرة المدينة، فامتنع نُعَير بن منصور من تسليم
(1)
في الأصل: «أساء عليه» وأثبتنا ما في ب.
(2)
ما بين العضادتين زيادة يقتضيها السياق.
(3)
«عبد الرحيم» سقطت من ب.
(4)
تحرّف في الأصل إلى: «جمان» في المواضع الثلاثة، والتصحيح من ب، ومصادر ترجمته، وهو جمّاز بن هبة بن جماز الشريف الحسيني ناظر المدينة، قتل سنة 812 هـ (الدليل الشافي: 1/ 250 - 251، والنجوم الزاهرة: 13/ 176).