‌سنة خمس وثمانين وسبع مئة - ذيل ابن العراقي على العبر - جـ ٢

‌

‌سنة خمس وثمانين وسبع مئة

في شهر

(1)

رجب بلغ السّلطان الملك الظّاهر أنّ الخليفة المتوكّل على الله أبا عبد الله محمّد اتّفق مع قرط

(2)

الذي كان كاشفا بالصّعيد، وإبراهيم

(3)

بن أمير جندار على خلعه من المملكة والخروج عليه؛ فأمسك الخليفة؛ وخلعه، وأقام عوضه عمر بن

(4)

إبراهيم خليفة، ولقّب بالواثق بالله. ورسم بتسمير

(5)

قرط وابن أمير جندار وتوسيطهما، فسمّرا، وطيف بهما القاهرة، ثمّ وسّط قرط، ثم قدّ إبراهيم لذلك، فجاء مرسوم السّلطان بإطلاقه فسلم؛ وحبس في الخزانة ثمّ أطلق في [123 ب] شوّال من

(6)

السّنة.

وفي تاسع ذي الحجّة أنزل الخليفة المتوكّل من

(7)

البرج؛ وأزيل بما

برجليه من القيد وأسكن بالقلعة في بيت الحنبليّ، ومكّن من طلوع عياله إليه.

وفيها أخذ الإفرنج صيدا وبيروت

(1)

؛ فخرج إليهم عسكر الشّام ورأسهم إينال اليوسفيّ فجرت هناك وقعة ثم انكسروا، وقتل منهم جماعة، والحمد لله.

وفيها كانت وقعة بين يلبغا النّاصريّ والتّركمان فقتل فيها

(2)

إبراهيم ومحمّد ولدي رمضان وأرسل برأسيهما إلى السّلطان وقتل والدهما

(3)

أيضا.

وجرح النّاصريّ، وأصيب في إحدى عينيه، وفقد من الجيش؛ فانكسروا، ولم يلحقهم إلا بعد اليأس منه

(4)

.

وفي أوائل السّنة استقرّ الصّاحب شمس الدّين إبراهيم

(5)

الشّهير بكاتب أرلان

(6)

وزير

(7)

الدّيار المصريّة عوضا عن علم الدّين ابن سنّ أبره.

وفيها اشترى السّلطان الظّاهر برقوق أكبر الأمراء أيتمش

(8)

البجاسيّ من ورثة جرجي الإدريسيّ بمئة ألف درهم، وأعتقه فصار ولأؤه له.