الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1614
- " كان يلعن القاشرة، والمقشورة ".
ضعيف.
أخرجه الإمام أحمد (6 / 250) : حدثنا عبد الصمد قال: حدثتني أم نهار بنت رفاع قالت: حدثتني آمنة بنت عبد الله أنها شهدت عائشة، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي في " المجمع " (5 / 169) :" وفيه من لم أعرفه من النساء ".
قلت: يعني آمنة، وأم نهار. أما آمنة، فهي القيسية، أوردها الحسيني، وقال:" روى عنها جعفر بن كيسان، لا تعرف ". فقال الحافظ في " التعجيل ": " قد روى أحمد من طريق أم نهار
…
حديثا آخر
…
فيكون لها راويان ". قلت: وذلك مما لا يخرجها عن الجهالة الحالية، كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف. وأما أم نهار فلم أجد من ترجمها، وهي على شرط الحافظ في " التعجيل "، ولكنه ذهل، فلم يوردها.
وقد روي الحديث موقوفا من طريق أخرى، أخرجه أحمد (6 / 210) عن كريمة بنت همام قالت: سمعت عائشة تقول: " يا معشر النساء! إياكن وقشر الوجه. فسألتها امرأة عن الخضاب؟ فقالت: لا بأس بالخضاب، ولكني أكرهه، لأن حبيبي صلى الله عليه وسلم كان يكره ريحه ". وأخرجه أبو داود (4164) والنسائي (2 / 280) دون ذكر القشر. وهذا إسناد ضعيف أيضا، رجاله ثقات غير كريمة هذه، فلم يوثقها أحد، وقد روى عنها جماعة، وقال الحافظ في " التقريب ":" مقبولة ".
يعني عند المتابعة، وإلا فلينة الحديث. والحديث أورده ابن الجوزي في " الباب الحادي والسبعون " من " الزوائد على كتاب البر والصلة " (ق 3 / 1) بلفظ:" وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن السالقة والحالقة والخارقة والقاشرة ". ولم يعزه لأحد، ولا ساق إسناده كما هي عادته فيه، وفي كثير من مصنفاته! ثم قال:" القاشرة، هي التي تقشر وجهها بالدواء ليصفولونها ".
وفي " القاموس ": " القشور - كصبور - دواء يقشر به الوجه ليصفو".
وفي " النهاية ": " القاشرة التي تعالج وجهها، أووجه غيرها بالغمرة ليصفولونها، والمقشورة التي يفعل بها ذلك، كأنها تقشر أعلى الجلد ".
و (الغمرة) بالضم: الزعفران. كما في " القاموس ". وبالجملة، فالحديث ضعيف الإسناد مرفوعا وموقوفا، والوقف أصح، والله أعلم. وكان الداعي إلى كتابة هذا، أنني رأيت العلامة المودودي في " تفسير سورة النور " (ص 192) ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والقاشرة والمقشورة
…
".
ثم قال بعد سطور: " وهذه الأحكام مروية بطرق صحيحة في " الصحاح الستة " و" المسند " للإمام أحمد، عن أجلاء الصحابة منهم عائشة و
…
". قلت: فهذا الإطلاق، لما كان يوهم صحة إسناد حديث المسند عن عائشة، وكان الواقع خلاف ذلك، وأنه ضعيف، كما رأيته محققا، رأيت أنه لابد من نشره نصحا للأمة، وراجيا من كل باحث فقيه أن لا يقيم أحكاما شرعية على أحاديث غير ثابتة. والله المستعان.