الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" الصمت " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
، وحديث عبد الرحمن أصح، وقد قيل: إن له صحبة ". ولفظ حديث ابن غنم: "
خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة
، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت ". أخرجه أحمد (4 / 227)
وابن منده في " المعرفة "(ق 27 / 1) عن ابن أبي الحسين عن شهر بن حوشب عن عبد
الرحمن بن غنم يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا سند ضعيف لضعف شهر،
وبقية رجال السند ثقات رجال الستة. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مخرج في
" الروض "(1084) وفي " غاية المرام "(434) من رواية ابن أبي الدنيا في
" الصمت "، وقلت هناك في آخر تخريج هذا الحديث: " فلعل الحديث بهذا الشاهد
يصير حسنا. والله أعلم ".
1862
- " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ".
ضعيف.
رواه ابن عدي (90 / 1) وأبو عثمان النجيرمي في " الفوائد " (36
/ 2) وابن عساكر (4 / 322 / 2 - 14 / 124 / 1) عن الحسن بن يحيى الخشني عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ومن هذا الوجه رواه الهروي (99 / 1) وابن حبان في " الضعفاء "(1 / 235)، وقال في الخشني: " منكر الحديث
جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، والحديث باطل موضوع ". قلت: وهذا سند
ضعيف جدا، الحسن بن يحيى هذا متروك كما قال الدارقطني وغيره، وقد روى
أحاديث موضوعة سبق ذكر بعضها، فانظر الحديث رقم (199) . وهذا الحديث من
جملة أحاديث أوردها ابن عدي في " الكامل "(90 / 1) في ترجمة الخشني، ثم قال
: " وهي أنكر ما رأيت له، وهذا لا يعرف إلا به ". هذا كل ما جرح به ابن عدي
هذا الحديث، وهو وإن كان ليس بالأمر الهين، فهو لا
يطابق ما حكاه ابن الجوزي عنه في " الموضوعات "، فقد ساق الحديث من طريق ابن عدي، ثم قال (1 / 271) : " قال ابن عدي: موضوع، الخشني يروي عن الثقات ما لا أصل له، وإنما
يعرف نحوهذا من قول الفضيل ". فلعل ابن عدي ذكر هذا في مكان أوكتاب آخر.
والله أعلم. وقد تعقبه السيوطي بأقوال حكاها عن بعض الأئمة لا تخرج عن كون
الرجل ضعيفا لسوء حفظه، وهذا لا ينافي الضعف الشديد الذي تبين لغيرهم ممن
حكينا أقوالهم فيه وغيرهم، ولذلك فهو تعقب لا طائل تحته. ثم قال السيوطي:
" وقد توبع على هذا الحديث فأخرجه ابن عساكر في " تاريخه " (8 / 500 / 2) :
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبيد الله بن الشخير أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي حدثنا أحمد بن
سفيان حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة به. وهذه
متابعة قوية ". قلت: لا شك في قوة هذه المتابعة، لأن الليث بن سعد إمام جليل
لا يسأل عن مثله، لكن ينبغي النظر في صحة السند إليه، ولقد بحثت عن تراجم
رجاله وأحوالهم واحدا بعد واحد، فلم أجد فيهم ما يمكن إعلال السند به إلا أن
يكون العباس بن يوسف هذا، وقد ترجمه الخطيب في " تاريخه "(12 / 153 - 154)
، ثم ابن عساكر (8 / 500 / 2) وذكرا عنه رواة كثيرين، ولم يذكرا فيه جرحا
ولا تعديلا، اللهم إلا قول الخطيب:" وكان صالحا متنسكا ". وما أعتقد أن
هذه العبارة تفيد توثيق الرجل في الرواية، إذ لا تلازم بين كون الرجل صالحا
متنسكا، وبين كونه ثقة ضابطا، فكم في الصالحين من ضعفاء ومتروكين، كما هو
معروف لدى من له عناية بهذا العلم الشريف، ولهذا فإن القلب لم يطمئن لصحة هذا
السند، ولاسيما أن السيوطي نفسه قد نص في مقدمة كتابه " الجامع الكبير "، أن
كل ما عزاه للعقيلي وابن عدي والخطيب وابن عساكر، وللحكيم الترمذي في "
نوادر الأصول "، أو
للحاكم في " تاريخه "، أولابن النجار في " تاريخه "، أو
للديلمي في " مسند الفردوس " ; فهو ضعيف. وأما سائر رجال السند فثقات كلهم
، فالذين فوق العباس هذا من رجال " التهذيب " وأما ابن الشخير فترجمه الخطيب (
2 / 333) وقال: " كان صدوقا ". وأما الحسن بن علي فهو أبو محمد الجوهري
ترجمه الخطيب أيضا (7 / 393) وقال: " كتبنا عنه، وكان ثقة أمينا كثير
السماع ". وأما محمد بن عبد الباقي فترجمه ابن عساكر (15 / 293 / 1 - 295 /
1) لكن ورقتان منها بياض! وله ترجمة طيبة في " اللسان "(5 / 241 - 243) .
ثم رأيت الحديث في " ذم الكلام " للهروي (99 / 1) من طريق آخر عن ابن الشخير
به. فالعلة شيخه العباس بن يوسف الشكلي، والله أعلم. ثم الحديث أورده ابن
الجوزي من طرق أخرى واهية منها عن أبي نعيم في " الحلية "(5 / 218) عن أحمد
بن معاوية بن بكر: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد
الله بن بسر مرفوعا. وقال: " غريب من حديث خالد تفرد به عيسى عن ثور ".
قلت: لكن أحمد هذا قال ابن الجوزي: " حدث بالأباطيل ". وهو أخذه عن ابن عدي
وتمام كلامه: " وكان يسرق الحديث ". ثم رواه أبو نعيم (6 / 97) وابن
عساكر (9 / 247 / 1) ويوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش والدساكر على ابن
عساكر " (9 / 1) من طريقين عن بقية بن الوليد عن - وفي " الحلية " وابن
عساكر: حدثنا - ثور عن خالد عن معاذ مرفوعا به. وكذلك رواه الطبراني في
" المعجم الكبير "(20 / 96 / 188) . وقال أبو نعيم: