الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1582
- " آل القرآن آل الله ".
باطل.
أخرجه الخطيب في " رواة مالك " من طريق محمد بن بزيع المدني عن مالك عن الزهري عن أنس رضي الله عنه. وقال: " ابن بزيع مجهول ". وقال في " الميزان ": " هو خبر باطل ". كذا في " الجامع الكبير "(1 / 3 / 1) .
قلت: وكذلك قال العسقلاني في " اللسان "، ومع ذلك أورده السيوطي في " الجامع الصغير "! لكني قد وجدت لابن بزيع متابعا، وكذلك للزهري.
أما الأول، فتابعه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان: حدثنا مالك بن أنس به، بلفظ:" إن لله أهلين من الناس، قيل: من هم؟ قال: أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته ". أخرجه لاحق بن محمد الإسكاف في " شيوخه "(115 / 2) والخطيب في " تاريخ بغداد "(2 / 311) وفي " الموضح "(2 / 202) وروي عن الدارقطني أنه قال: " تفرد به ابن غزوان، وكان كذابا، فلا يصح عن مالك، ولا عن الزهري، وإنما يروى هكذا عن بديل بن ميسرة عن أنس ". قلت: وفات الدارقطني متابعة ابن بزيع. وأما الزهري، فتابعه بديل بن ميسرة، يرويه عنه ابنه عبد الرحمن بن بديل العقيلي عن أنس بهذا اللفظ الثاني. أخرجه الطيالسي في " مسنده " (2124) : حدثنا عبد الرحمن بن بديل العقيلي به. ومن طريقه أبو نعيم في " الحلية "(3 / 63) . وأخرجه ابن ماجة (215) وابن نصر في " قيام الليل "(ص 70) والحاكم (1 /
556) وأحمد (3 / 127 و127 - 128 و242) وأبو عبيد في " فضائل القرآن "(ق 11 / 1) وأبو نعيم أيضا (9 / 40) والخطيب (5 / 357) وابن عساكر (2 / 422 / 2) من طرق أخرى عن عبد الرحمن بن بديل به. وقال الحاكم: " قد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس، هذا أمثلها ".
وكذا قال الذهبي، ولم يفصحا عن حال هذا الإسناد. وهو في نقدي جيد، فإن بديل بن ميسرة ثقة من رجال مسلم. وابنه عبد الرحمن، قال ابن معين وأبو داود والنسائي:" ليس به بأس ". وقال الطيالسي: " ثقة صدوق ". وذكره ابن حبان في " الثقات ".
ولم يضعفه أحد غير ابن معين في رواية، وهو جرح غير مفسر فلا يقبل، لاسيما مع مخالفته لروايته الأولى الموافقة لقول الأئمة الآخرين. وأما قول الأزدي:" فيه لين "، فهو اللين، لأنهم تكلموا فيه هو نفسه، فلا يقبل جرحه، لاسيما عند المخالفة، وكأنه لذلك قال البوصيري في " الزوائد ":" إسناده صحيح ".
وخلاصة القول: إن الحديث بلفظه الأول باطل، وبلفظه الآخر صحيح ثابت. والله أعلم. فهذا هو التحقيق في هذا الحديث، وأما استدارك العلقمي في " شرحه على الجامع الصغير " على الحافظ الذهبي قوله فيه: " خبر
باطل " بقوله: " قلت: لكن ذكر المؤلف له في " الجامع الصغير " يدل على أنه ليس بموضوع، لقوله في ديباجة الكتاب:(وصنته عما تفرد به وضاع أوكذاب)". فمما لا ينفق سوقه في هذا الباب، لكثرة الأحاديث الموضوعة التي وقعت في الكتاب، والكثير منها، حكم بوضعها السيوطي نفسه في غير " الجامع الصغير "، ومنها هذا الحديث، فقد أقر هو الذهبي على إبطاله إياه في " الجامع الكبير " كما رأيت. وقد فصلت القول في هذا