الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الخامس
257/ 5/ 48 - عن زياد بن جبير قال: "رأيت ابن عمر (1) أتى على رجل قد أناخ بدنته، فنحرها، فقال: ابعثها قياماً مقيدة سنّة محمد صلى الله عليه وسلم"(2).
الكلام عليه من وجوه:
أحدها: في التعريف براويه عن ابن عمر وهو زياد بن جبير -بجيم ثم باء ثم مثناة تحت ثم راء- ابن حية بمثناة تحت، وزياد ثقفي تابعي ثقة ووالده تابعي جليل، ووقع في رجال هذا الكتاب للصعبي فضبط [جبير](3) والد زياد بحاء مهملة ثم نون ثم ياء مثناة تحت ثم نون كذا رأيته بخطه مضبوطاً وهو وهم فاجتنبه ثم رأيت في
(1) في ن هـ زيادة (قد).
(2)
البخاري (1713)، ومسلم (1320)، وأبو داود (1768) في المناسك، باب: كيف تنحر الإِبل، والبغوي (1957)، وابن خزيمة (2893)، وأحمد (2/ 3، 86، 139)، والدارمي (2/ 66)، والبيهقي (5/ 237) ، والنسائي في الكبرى (2/ 453).
(3)
في ن هـ (حنين). وذكر في المشبه للذهبي أنه غير ملتبس بهما -أي بما يأتي في التعليق الذي بعده.
شرحه لهذا الكتاب بخطه أيضاً على الصواب ثم إن جبير يشتبه بثمانية أشياء (1).
وحية يشبه بأشياء (2) ذكرتهم في "مختصري مشتبه الشبة".
الثاني: هذا الرجل المبهم الذي قال له ابن عمر، "ابعثها" لم أعثر على تعيينه بعد البحث عنه.
الثالث: في ألفاظه، ومعانيه.
قال الجوهري: "بعثت الناقة" أثرتها.
ومعنى "مقيدة" معقولة اليد اليسرى [وهو قيدها](3)، أي انحرها قائمة معقولة.
وفي "سنن أبي (4) داود" بإسناد جيد صححه ابن السكن والشيخ تقي الدين في "شرحه"(5)، والنووي في "شرح مسلم"(6)، قال: إن إسناده على شرط مسلم عن جابر بن [عبد الرحمن](7) بن
(1) جبير، حبتر، خنثر، خيبر، جَبيرةَ، جُبيرة، من المشتبه للذهبي (134).
انظر: توضيح المشتبه لابن ناصر (2/ 180، 188) -حنثر- من المؤتلف والمختلف للدارقطني (364).
(2)
حَبة، حية، حنة، من المؤتلف والمختلف للدارقطني (579)، جنة، خنة، حِية بالكسر، وخُتَّة من توضيح المشتبه لابن ناصر (2/ 88، 90).
(3)
في الأصل بياض، وما أثبت من ن هـ.
(4)
سنن أبي داود (1693) في المناسك، باب: كيف تنحر الإِبل؟
(5)
إحكام الأحكام (3/ 560).
(6)
شرح مسلم (9/ 69).
(7)
في ن هـ (عبد الله).
سابط (1)"أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة [اليد] (2) اليسرى قائمة على ما بقي من قوائمها"، والمراد هنا بالبدنة البعير ونحوه من الإِبل، فأما البقر والغنم، فليس هذا حكمها بل يستحب ذبحها مضجعة لجنبها الأيسر، وتبرك رجلها اليمنى.
ووقع في "كفاية" ابن الرفعة اليسرى، ولعله من سبق القلم ويسند باقي القوائم، وهذا الذي قاله ابن عمر لهذا الرجل أصله في كتاب الله وهو قوله: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا
…
} (3) الآية، وصواف: جمع صافة أي مصطفة في قيامها، وقرأ ابن مسعود وغيره "صوافن"(4) بالنون جمع صافنة وهي التي رفعت إحدى يديها بالعقل لئلا تضطرب.
والصافن من الخيل: الرافع إحدى يديه لفراهته، وقيل: إحدى رجليه (5)، ومنه قوله تعالى:{الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)} (6).
(1) الإِسناد كما في السنن "حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا أبو خالد الأحمر عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، وأخبرني عبد الرحمن بن سابط
…
" الحديث، -فيكون سياق المصنف -رحمنا الله وإياه- فيه سقط، لعله من النساخ- والقائل، وأخبرني عبد الرحمن بن سابط هو ابن جريج كما في عون المعبود (5/ 186).
(2)
في ن هـ ساقطة.
(3)
سورة الحج: آية 36.
(4)
انظر: فتح القدير (3/ 454)، ومعاني القرآن للفراء (2/ 226).
(5)
معاني القرآن للفراء (2/ 404)، وفتح القدير (4/ 430)، ولسان العرب (7/ 368)، والاستذكار (12/ 208).
(6)
سورة ص: آية 31.
قال ابن عباس: في معنى "صواف" قياماً على ثلاث قوائم معقولة، استدركه الحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين (1)، وكذا قال مجاهد: الصواف إذا عقلت رجلها اليسرى وكانت على ثلاث قوائم وحديث جابر السالف (2) صريح في أن اليد اليسرى هي المعقولة، قال بعض الشراح: والقراءة الشاذة السالفة يساعدها أنه ورد في "صحيح مسلم" ما يدل على أنها تكون معقولة حالة نحرها كذا عزاه إلى "صحيح مسلم" ولا يحضرني الآن.
وظاهر القرآن يشعر بكونها قائمة لقوله: {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} (3)، أي سقطت بعد النحر فوقعت جنوبها على الأرض (4) واصل الوجوب: الوقوع ومنه: وجبت الشمس.
الرابع: في أحكامه.
الأول: استحباب نحر الإِبل معقولة من قيام على الصفة المذكورة وهو مذهب الأئمة الثلاثة. مالك، والشافعي، وأحمد والجمهور.
وقال أبو حنيفة والثوري: يستوي نحرها قائمة وباركة في الفضيلة.
(1) المستدرك (2/ 389)، ووافقه الذهبي، وذكره ابن حجر في الفتح ولم يذكر فيه تصحيح ولا تضعيف (3/ 453). والذي في الفتح (صوافن).
(2)
ص 295.
(3)
سورة الحج: آية 36.
(4)
انظر: الاستذكار (12/ 258).
وحكى القاضي عياض (1) عن عطاء أن نحرها باركة أفضل وإتباع السنة أولى، وحجة عطاء أن ابن عمر فعل ذلك كما رواه: سعيد بن منصور.
وجوابه: أنه إن صح عنه فهو محمول على عذر من نفار ونحوه توفيقاً بينه وبين ما سلف عنه.
[الثاني](2) والثالث: تعلم الجاهل وعدم السكوت على مخالفة السنة وفيه أيضاً ما كانت الصحابة عليه من التقييد بالسنة قولاً وعملاً واعتقاداً (3).
…
(1) أشار إليه في إكمال إكمال المعلم (3/ 411).
(2)
ساقطة من الأصل.
(3)
تم الجزء الثاني والحمد لله رب العالمين يتلوه إن شاء الله تعالى الجرء الثالث، باب الغسل للمحرم على يد فقير رحمة ربه محمد بن سليمان بن عوض البكري عفا الله عنه وعن والديه وجميع المسلمين، بتاريخ رابع رمضان سنة أربع وسبعين وسبعمائة، هكذا وجد في نهاية الأصل.