الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانية:
قال الجوهري: العَشِيُّ، والعَشِيَّة: من صلاة المغرب إلى العَتَمة، تقول: أتيته عشيَّ أمسِ، وعشِيَّةَ أمسِ، وتصغيرُ العَشِيِّ: عُشَيَّان على غير مُكبَّر (1)، كأنهم صَغَّروا عَشْيَانًا، والجَمْعُ: عُشَيَّانات، وقيل أيضًا في تصغيره: عُشَيْشِيَان، والجمع: عُشَيْشِيَانات، وتصغير العَشية: عُشيَّة (2)، والجمع: عُشيشيات، والعِشَاء - بالكسر والمَدِّ -: مثل العشي، والعِشاءان: المغرب والعَتَمة.
قال: وزَعَمَ قوم: أنَّ العِشاء من زوال الشمس إلى طلوع الفجر، وأنشدوا [من الوافر]:
غَدَوْنَا غَدْوَة سَحَرًا بليلٍ
…
عِشَاءً بعدمَا انتصفَ النَّهارُ (3)
الثالثة:
قال الرَّاغب في "المفردات": في أَنْف: أصلُ الأَنْف الجارحةُ، ثم يسمَّى به طَرَفُ الشيء وأشرَفُهُ، يقال: أَنْفُ الجبل، وأنفُ اللحية، ونسُبَ الحَمِيَّةُ والغضبُ والعزةُ والذلَّةُ إلى الأنف حتى قال الشاعر [من الطويل]:
(1) في "الصحاح": "على غير قياس مكبَّره".
(2)
في "الصحاح": "عشيشية".
(3)
البيت دون نسبة، كما ذكره الجوهري هنا في "الصحاح"(6/ 2426)، وابن دريد في "الجمهرة"(2/ 872)، وابن منظور في "لسان العرب"(15/ 56).
[إذا غَضِبَتْ](1) تلكَ الأنوفُ لَمْ ارْضَها
…
ولمْ أَطْلبِ العُتْبى ولكنْ أزيدُهَا (2)
وقيل: شَمَخَ فلان بأنفه: للمتكبِّر، وتَرِبَ أنفُه: للذليل، وأَنِفَ فلانٌ من كذا؛ بمعنى: استنْكَفَ، وأَنَفْتُهُ: أصَبْتُ أنفَهُ، وحتى قيل للأَنَفة: الحميَّة (3)، واستأنفتُ الشيء: أخذْتُ أنفَه، أي: مُبْتَدَأه، ومنه:{مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16]؛ أي: مبتدأً (4).
وقال ابن فارس في "المُجمَل": وشريفُ القوم: أَنْفُ، وطرف اللحية: أَنْفُها، والناتِئ من الجبل: أَنْفٌ، والأَنْف: أوَّلُ الشيء، وروضةٌ أُنُف: إذا كانت لم تُرْعَ، وأَنِفَ الرجلُ أَنَفًا وأَنفَة، وكأنه مشتقٌ من شَمَخَ بأنفِهِ، وأَنَفْتُ الرجلَ: ضَرَبْتُ أنفَه، ويقال: استأْنَفْتُ الشيء، وامرأة أَنوفٌ: طيِّبةُ ريح الأنف، وجمل أَنِفٌ، أي: أوجَعَتْه الخِزامَة، فتسلس منها، ويقال: عدا الشيء، وأنفَ الشدُّ أي: أشده، قال ذلك ابن السِّكِّيت (5).
قلت: يمكن أن نُحاول رَدَّ الجميع إلى معنى واحد، ولكن الذي
(1) زيادة من "ت".
(2)
ذكره الراغب أيضًا في "محاضرات الأدباء"(1/ 386) دون نسبة.
(3)
في المطبوع من "مفردات القرآن": "حتى قيل للحمية: الأنفة".
(4)
انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: 95).
(5)
انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: 67). وانظر: "مجمل اللغة" لابن فارس (1/ 104).