الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن ماجه، والله تعالى أعلم.
*
الوجه الثالث: في المفردات:
النَّضْحُ: إصابةُ الماء للمَحَلِّ مع خِفَّة، وهو بالحاء المُهملة، والنَّضْخ بالخاء المعجمة أكثرُ منه، وقد يُستعمَلُ النضح - بالمُهملة - في موضع النَّضخ - بالمعجمة -، على ما يَظْهر من كلامِ بعضهم، ومنه:"مَدِينةٌ يَنْضَحُ البحرُ جوانبَها"، أو "في جوانِبهِا"(1).
وقد تكلَّم بعض الفقهاء في النضح من بولِ الغلامِ بما يقتضي كثرةَ الصَّبِّ.
وأما المالكيّة: فكلامُهم يدل على ما يقتضِيْه معنى الخِفّةِ والقِلّةِ، والفرْقُ بينه وبين الغُسْلِ، من جهة الكَثْرَةِ والقِلّة (2)، وإنما قلتُ: من جهة الكثرة والقلة؛ لأنَّ الشافعيَّ الذي أشرنا: أنَّ كلامه يقتضي
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 44)، وأبو يعلى في "مسنده"(106)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 18)، والضياء في "الأحاديث المختارة"(1/ 76 - 77)، من حديث أبي لبيد رضي الله عنه، وفيه:"إني لأعلم أرضاً يقال لها: عمان، ينضح بناحيتها البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 52): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير ابن زياد وهو ثقة، ورواه أبو يعلى كذلك.
وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 16).
(2)
انظر: "الذخيرة" للقرافي (1/ 176 - 177).