الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لم يقنع بقول عمار؟
وهذه الرواية فيها نقصٌ وحذفٌ، به يتجه الكلام ويتم، وقد تبين من رواية حفص بن غياث، عن الأعمش قال: سمعت شقيق بن سلمة قال: كنت عند عبد الله وأبي موسى، فقال له أبو موسى: أرأيت يا أبا عبد الرحمن إذا أجنبمته، فلم تجد ماءً، فكيف تصنعُ (1)؟ فقال عبد اللهِ: لا يصلِّي حتى يجدَ الماءَ (2).
فهذا هو الذي يلتئم به الكلام في الرواية الأخرى، وقوله: كيف تصنعون؛ لأنه لم يذكر فيها قولَ ابن مسعود: حتى ورد عليه، فكيف تصنعون بهذه الآية في سورة المائدة؟
وأما إيراد روايةِ الإسماعيلي على الوجه. (3)
* * *
*
الوجه الثالث: في تصحيحه
، وقد تقدَّم لك التنبيهُ على الفرق بين المحدِّث والفقيهِ، من حيث هما هما فيما يُسندانه إلى الكتاب المخرَّجِ فيه الحديثُ، وأن طريقةَ المحدثِ الاكتفاءُ بأصله من غير تتبعٍ لآحادِ ألفاظه، وأن الفقيهَ من حيث هو فقيه يجب عليه أنْ يتتبعَ اللفظَ
(1)"ت": "إذا أجنب فلم يجد ماء، كيف يصنع؟ "، وهو موافق للمطبوع من "صحيح البخاري".
(2)
رواه البخاري (339)، كتاب: التيمم، باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت، أو خاف العطش، تيمم.
(3)
جاء في الأصل: "كذا" وفي هامش "ت": "بياض".
الذي يريد أن يستنبطَ منه الحكم؛ لأنه مُقتضَى صناعتِهِ، فيحتاج إذاً إلى ذكر الطريقين معاً، أعني: مَنْ أخرج هذا الحديث، ومن أخرج هذا اللفظَ المحتجَّ به؛ لأن كتابنا هذا كتابُ احتجاجٍ، واعتماد على الألفاظ.
أما أصلُ الحديث: فقد اتفق الشيخان؛ البخاري ومسلم على إخراجه من حديث الأعمش، عن أبي وائل، ثم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، وانفرد البخاريُّ برواية شعبةَ (1)، وحفصِ بن غياثٍ، عن الأعمشِ (2)، ومسلمُ برواية عبدِ الواحدِ بن زيادٍ، عن الأعمشِ (3).
وفي الألفاظ خلاف بالزيادة والنقص، وأما هذه اللفظة التي هي لفظةُ:"ثم يمسح بها وجهه" فهي عند البخاري من رواية محمد بن سلام، عن أبي معاوية (4).
ومسلم أخرج الحديث عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، عن أبي معاوية، وذكر ما يدل على أن اللفظ لأبي بكر، وفيه:"ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشمال على اليمين، وظاهرَ كفَّيه ووجههِ"(5).
(1) رواه البخاري (338)، كتاب: التيمم، باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت، أو خاف العطش، تيمم.
(2)
برقم (339) كما تقدم.
(3)
رواه مسلم (368/ 111)، كتاب: الحيض، باب: التيمم.
(4)
برقم (340) كما تقدم.
(5)
برقم (368/ 110)، كما تقدم، إلا أنه قال:"وظاهر وجهه وكفيه".