الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قانعٌ في اسم الفاعل، فمعناه: إذا سأل، وفسر به:"لا تجوز شهادة القانِع مع أهل البيت"(1)، وفي القرآن الكريم:{وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [الحج: 36] ففُسِّر القانع: بالسائل، والمعترُّ: الذي يتعرض ليُعطى من غير مسألة، قال الشَّمَّاخ [من الوافر]:
لمالُ المرءِ يُصْلِحُه فيُغْنِي
…
مَفَاقِرَه أعفُّ من القُنُوع (2)
الرابعة:
الطَّيِّب في قوله تعالى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6] يفسر بالطاهر.
الخامسة:
قد تبين في علم الأصول أن كلمة (إنَّما) للحصر، والحصرُ فيها على وجهين:
أحدهما: [أن](3) لا يكون فيما دخلت عليه تخصيصٌ، ولا تقييد
(1) رواه أبو داود (3600)، كتاب: الأقضية، باب: من ترد شهادته، والإمام أحمد في "المسند"(2/ 181)، وغيرهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
قلت: في إسناده محمد بن راشد يعرف بالمكحولي، قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/ 548): ضعيف، وقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما. قال ابن عدي في "الكامل" (6/ 202): ليس برواياته بأس، إذا حدث عنه ثقة فحديثه مستقيم.
قال الزيلعي في "نصب الراية"(4/ 83): ورواه أيضًا عن عمرو بن شعيب: حجاج بن أرطأة وآدم بن فائد وهما ضعيفان، وكلاهما لم يذكر فيه "القانع".
(2)
انظر: "ديوانه"(ص: 220)، (ق: 10/ 4).
(3)
زيادة من "ت".
{إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النساء: 171]{أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف: 110]{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55].
الثاني: أن يقعَ التقييدُ فيما دخلت عليه:
إما في جانب الإثبات: بأن يكون هو المقصود.
أو في جانب النفي: بأن يكون هو المقصود (1)، والقرائنُ ترشد إلى المراد، وهي من العُمَد الكبرى في فهمه {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [محمد: 36]، {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110]، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} [الرعد: 7]، فإن جميع هذه الأوصاف التي دخلت عليها (إنما) ليست على العموم، بل يختص كونها لعباً ولهواً بمنْ لا يريدُ بعمله فيها الآخرةَ والتزودَ إليها، والرسولُ صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في النذارة ولا البشريَّة، بل له أوصاف أخرى جليلة زائدة على البشرية والنذارة، ولكن فُهِم منه: أنه ليس على صفة تقتضي العلم بالغيب لذاتها، في قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما أنا بشر مثلكم، [وإنكم] (2) تختصمون إلي"(3)، وفي {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: 110] في الآية الكريمة، نفهم منه: أنه ليس قادراً على خَلْقِ الإيمان، قهراً لِسَبْقِ قوله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا
(1) انظر: "المحصول" للرازي (1/ 535).
(2)
زيادة من "ت".
(3)
رواه البخاري (2534)، كتاب: الشهادات، باب: من أقام البينة بعد اليمين، ومسلم (1713) كتاب: الأقضية، باب: الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، من حديث أم سلمة رضي الله عنها.