الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي القرآن: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} ، فـ (ما توعدون): مبتدأ، و ما قبله: خبر، والعامل: معلق بالاستفهام.
ويجوز: أَن يكونَ (ما توعدون): فاعلًا بـ (قريب)؛ لأنه اعتمد علَى الاستفهام.
ويجوز: أَن يرتفع بـ (بعيد)، فيكون من التّنازع.
وتارة يكون الاستفهام مضافًا إِليه، والمضاف هو المفعول الأول؛ كـ (ظننت غلامُ أيِّهم أخوك)؛ فـ (غلامُ): مبتدأ، و (أخوك): خبر.
وقوله: (لامُ ابتداءٍ): مبتدأ، و (قَسَم): معطوف عليه، وقوله:(كذا): خبر المبتدأ وما عطف عليه.
تنبيه:
سبق أَن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، ومحل هذا: ما لم يكن العامل حرفًا؛ نحو: (ممَّن أخذت؟)، و (بمَ جئت؟)، و (عمَّ تسأل؟).
وفي كلامهم: (علمت زيدًا أبو من هو)؛ فـ (زيدًا): مفعول أول بـ (علمت)، و (أبو مَن): مبتدأ، والضّمير: خبره، ويجوز عكسه.
ومحل الجملة: نصب علَى المفعول الثّاني عند الفارسي.
وقيل: علَى البدل من (زيد):
فابن عصفور: كلٍّ مِن كلٍّ.
وابن الصّائغ: اشتمال.
والمبرد والأعلم وابن خروف: أَن الجملة فِي موضع الحال.
وأما نحو: (علمت زيدًا أبوه قائم)، أَو (ما أبوه قائم)، أَو (لَأَبوه قائم) .. فجملة (أبوه قائم): فِي موضع المفعول الثّاني.
ويجوز فِي نحو: (علمت زيدًا من هو): رفع (زيد)؛ لأنه المستفهم عنهُ فِي المعنى؛ إِذ هو وضميره شيء واحد، فجاز رفعه علَى تقدير أنه ولي الاستفهام، فلم يعمل فيه ما قبله.
وهو شبيه بقولهم: (إنْ أحدًا لا يقول ذلك)؛ لأنَّ (أحدًا) لا يستعمل إِلَّا بعد نفي كما سيأتي فِي الاستثناء.
فالّذي سهل وقوعه هنا غير مسبوق بنفي: كون ضميره الّذي فِي الفعل مسبوقًا بنفي؛ فكأنه وقع بعد النّفي؛ إِذ هو وضميره شيء واحد كما سبق.
ولَا يكون التّعليق فِي غير أفعال هذا الباب، فخرج نحو:(عرفت أيُّهم منطلق) فـ (أيهم): مبتدأ، و (منطلق): خبره، والجملة الاستفهامية: فِي محل نصب؛ لسدها مسد مفعول عرفت.
ومثله: (نظرت أيُّهم منطلق).
وقيل علَى إسقاط الحرف؛ لأنَّ نظر يتعدَّى بـ (إلى).
وأَجازَ بعضهم أَن يكونَ هذا تعليقًا، وقال به الزّمخشري فِي قوله تعالَى:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فِي سورة هود عليه السلام.
وادعَى أَن (يبلو): فيه معنَى العِلم.
ومنع التّعليق فِي سورة الملك فِي قوله تعالَى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ، فاضطرب كلامه. وقد علق فعل النّسيان حملًا علَى ضده وهو العلم؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
وَمَنْ أَنْتُمُ إِنَّا نِسِينَا مَنَ انْتُمُ
…
......................
(1)
فجملة (من أنتم؟): علق عنها العامل؛ لوجود الاستفهام.
ونقل الشّاعر فتحة الهمزة للنون، وهو جائز نثرًا ونظمًا.
وشرط بعضهم فِي التّعليق: أنه إِذا حذف المعلِّق .. تسلط العامل علَى لفظ ما بعد المعلِّق، فيجيز نحو:(علمت ما زيد قائم)، ويمنع نحو:(علمت ليقومنّ زيد).
والصّحيح: جواز ما منعه.
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَريحُكُم منْ أَيِّ رِيحِ الأَعَاصر
وقائله زياد الأعجم، ونسب في المحتسب لحطان بن عبد الله. وَهو في المحتسب (1/ 168)، والخصائص (3/ 89، 167)، والتّذييل (2/ 1024)، والعيني (2/ 420)، وشرح الحماسة للمرزوقي (4/ 1539)، وشرح التّبريزي (4/ 107)، وشواهد النّحو في الحماسة (ص 296)، وشرح الألفية لابن النّاظم (ص 78).
الشاهد: قوله: (نسينا من أنتم)؛ حيث علق الفعل (نسي) بالاستفهام، والجملة من اسم الاستفهام وخبره: في محل نصب مفعوله.