الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفعول لَهُ
ص:
298 -
يُنْصَبُ مَفْعُولًا لَهُ الْمَصْدَرُ إِنْ
…
أَبَانَ تَعْلِيْلًا كَجُدْ شُكْرًا وَدِنْ
(1)
299 -
وَهوَ بِمَا يَعْمَلُ فِيهِ مُتَّحِدْ
…
وَقْتًا وَفَاعِلًا وَإِنْ شَرْطٌ فُقِدْ
(2)
300 -
فَاجْرُرهُ بِالْحَرفِ وَلَيْسَ يَمْتَنِعْ
…
مَعَ الشُّرُوْطِ كَلِزُهْدٍ ذَا قَنِعْ
(3)
ش:
تقدم المفعول به، والمفعول المطلق، وهذا هو المفعول له.
(1)
يُنصَبُ: فعل مضارع مبني للمجهول. مفعولًا: حال من نائب الفاعل. له: جار ومجرور متعلق بقوله مفعولًا. المصدرُ. نائب فاعل لينصب: إنْ: شرطية: أبان: فعل ماض فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى المصدر. تعليلًا: مفعول به لأبان. كجُد: الكاف جارة لقول محذوف، جد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. شكرًا: مفعول لأجله. ودِن: الواو عاطفة، دن: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، ويحتمل أن يكون (له) مفعولًا مطلقًا محذوفًا لدلالة الأول عليه.
(2)
وهو: مبتدأ. بما: جار ومجرور متعلق بمتحد الآتي. يعمل. فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى (ما) الموصولة، والجملة لا محل لها صلة. فيه: جار ومجرور متعلق بيعمل. متحد: خبر المبتدأ. وقتًا: تمييز، أو منصوب بنزع الخافض. وفاعلا: معطوف على قوله وقتًا. وإن: شرطية. شرط: نائب فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: وإن فقد شرط، والفعل المحذوف هو فعل الشرط. فقد: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى شرط، والجملة من (فقد) المذكور وفاعله: لا محل لها من الإعراب تفسيرية، وجواب الشرط في البيت التالي.
(3)
فاجرره: الفاء لربط الجواب بالشرط، اجرر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول به، والجملة في محل جزم جواب الشرط في البيت السابق. بالحرف: جار ومجرور متعلق باجرر. وليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الجر بالحرف. يمتنع: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى الجر بالحرف، والجملة في محل نصب خبر ليس. مع: ظرف متعلق بيمتنع ومع مضاف. والشروط: مضاف إليه. كلزهد: الكاف جارة لقول محذوف. لزهد: جار ومجرور متعلق بقنع الآتي. ذا: اسم إشارة مبتدأ. قنع: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى اسم الإشارة، والجملة من قنع وفاعله: في محل رفع خبر المبتدأ.
ويسمَّى أيضًا: (المفعول لأجله)، أَو (من أجله).
وتعريفه: المصدر؛ المبين علة عامله؛ مشاركًا لهُ فِي الوقت، والفاعل.
نحو: (قمت إِجلالًا لزيد)، فـ (إجلالًا): مفعول لهُ، واجتمعت فيه الشّروط؛ لأنه:
- مصدر.
- أفهم تعليلًا؛ أَي: قمت لإجلال زيد.
- واتحد مع عامله فِي الوقت والفاعل؛ أَي: شاركه فيهما؛ فوقت القيام: وقت الإِجلال، وفاعل القيام: فاعل الإِجلال.
ونحو قوله: (جُد شُكرًا).
وتقول: (أنا لا أهينك رغبةً فِي الخير)؛ فإِن جعلت (رغبةً) مفعولًا لهُ. . كَانَ النّاصب لهُ معنى: (لا أهينك)؛ أَي: (تركت إِهانتك رغبة فِي الخير).
وإِنما اشترط كونه مصدرًا؛ لأنه علَّة، والتّعليل بالمعاني لا بالذوات.
وشرط بعضهم: كون المصدر هنا قلبيًا، ونسب لابن الخباز، فَلَا يكون من أفعال الجوارح الظّاهرة.
فخرج نحو: (جئتك قراءةً للعلم)، و (زوتك إِنشادًا للشّعر)، و (جئتك قتالًا للكافر).
فإِذا قصد التّعليل لهذا ونحوه. . جر بالحرف؛ نحو: (جئتك لقراءة العلم)، و (لإِنشاد الشّعر)، ولهذا جر فِي قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} ؛ لأنَّ (الإِملاق) ليس قلبيًا.
وَلَم يشترط الفارسي: كونه قلبيًا.
ومتَى فقدت الشّروط المتقدمة، أَو بعضها. . وجب مع غير (أَنَّ) و (أَنْ): جر المفعول لهُ بحرف التّعليل وهو (اللّام) أَو ما يقوم مقامها؛ نحو: (من) و (في).
• فَفَقْدُ المصدرية: فِي نحو: (جئتك للعسل)، و (أكرمتك لعمرو)، ومنه قوله تعالى:{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} .
• وفقد الاتحاد مع العامل فِي الفاعل: (جاء زيد لرغبة عمرو فيه)، و (أكرمتك لإِكرامك لي)، قال الشّاعر:
وإنِّي لتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ
…
. . . . . . . . . . .
(1)
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه: كمَا انْتَفضَ الْعُصْفُرُ بلَّلَهُ الْقَطْرُ
ففاعل (تعروني): (هزةٌ)، وفاعل (ذكراك): المتكلم.
• وفقد الاتحاد مع العامل فِي الوقت (جئتك اليوم لإِكرامٍ لك غدًا)، قال الشّاعر:
فَجِئْتُ وقَدْ نَضَّتْ لِنَومٍ ثِيابَها
…
. . . . . . . . . . .
(1)
= وهو لأبي صخر الهذلي في الأغاني 5/ 169، 170، والإنصاف 1/ 253، وخزانة الأدب 3/ 254، 255، 257، 260، والدرر 3/ 79، وشرح أشعار الهذليين 2/ 957، وشرح التصريح 1/ 336، ولسان العرب 2/ 155 رمث، والمقاصد النحوية 2/ 67، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 29، وأمالي ابن الحاجب 2/ 646، 648، وأوضح المسالك 2/ 227، وشرح ابن عقيل ص 361، وشرح قطر الندى ص 228، وشرح المفصل 2/ 67، والمقرب 1/ 162، وهمع الهوامع 1/ 194.
اللغة: تعروني: تصيبني: الهزة: الاضطراب. انتفض: تحرك. القطر: المطر.
المعنى: يقول: إنه يصاب بهزة عنيفة إذا ما تذكر حبيبته، وينتفض كالطير الذي بلله المطر. وهذا كناية عن شدة حبه وولعه بها.
الإعراب: وإني: الواو: بحسب ما قبلها، إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم إن: لتعروني: اللام: مزحلقة. تعروني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة، مِن إضافةِ المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف، تقديره: لذكري إياك. هزة: فاعل تعرو مرفوع. كما: الكاف: حرف جر، ما: حرف مصدري. انتفض: فعل ماض. العصفور: فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من (ما) وما بعدها: في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لهزة، تقديره: هزة كائنة كانتفاض العصفور. بلله: فعل ماض، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. القطر: فاعل مرفوع.
وجملة (إني لتعروني): بحسب ما قبلها. وجملة (تعروني): في محل رفع خبر إن. وجملة (انتفض العصفور): لا محل لها من الإعراب؛ لأنها صلة الموصول الحرفي. وجملة (بلله القطر): في محل نصب حال، تقديرها: كما انتفض العصفوو وقد بلله القطر. غير أن الشاعر اضطر إلى الحذف لإقامة الوزن.
الشاهد: قوله: (لذكراك) حيث جاء اللفظ (ذكرى) مصدرًا، وهو علة لعروِّ الهزة، غير أن فاعل الذكرى هو المتكلم نفسه، في حين أن فاعل العرو هو الهزة، فاختلف الفاعل، لذلك جر المصدر (ذكرى) بلام التعليل، وامتنع أن ينصب مفعولًا لأجله.
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من الطويل وعجزه: لَدَى السِّتْرِ إلَّا لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 14، والدرر 3/ 78، وشرح عمدة الحافظ ص 453، ولسان العرب 15/ 329 نضا، وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 226، والدرر 4/ 18، ورصف المباني =
لأنَّ وقت النّضو. . لم يكن وقت النوم.
ونضوت الثوب: إِذا ألقيتُه.
هذا معنى قوله: (وإِن شرط فقد فاجرره بالحرفِ).
ولَا يجب ذكر الحرف في نحو: (جئتك أَن وعدتني) الفاعلية، وهو ممَّا فقدت فيه الفاعلية، وسبقت الإِشارة بذلك؛ لأنَّ الحذف مع (أَنَّ) و (أَنْ). . مطرد.
ومنه قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} ، وهو ممَّا فقدت فيه الفاعلية.
وقال الكوفيون: (أَنْ) هنا: بمعنَى (إذ).
والأول للبصريين.
ويجوز فِي المستكمل الشّروط: أَن يجر بالحرفِ؛ نحو: (قمت لإجلالٍ) و (جُد لشكرٍ) و (هربت لخوفٍ).
ومنه قول الشّيخ رحمه الله: (لِزُهدٍ ذَا قَنِع)، والأصل:(هذا قَنَعَ زهدًا)، وهذا هو المراد بقوله:(وليسَ يَمتنع. . . إِلَى آخره)، وسيأتي ذكر ما يجر مفصلًا.
وفي تمثيله: إِشعار بجواز تقديم المفعول له؛ كقولهِ:
طَرِبْتُ ومَا شَوْقًا إلى البِيضِ أَطْرَبُ
…
. . . . . . . . . . .
(1)
= ص 223، وشرح قطر الندى ص 227، والمقرب 1/ 161، وهمع الهوامع 1/ 194، 247.
اللغة: نضت ثيابها: خلعت ثيابها. لدى: عند. لبسه المتفضل: أي ثوبها الذي يلي جسدها، ثوب النوم.
المعنى: يقول: إنه جاء خليلته بعد أن خلعت ثيابها، ولبست ثياب النوم لترتاح.
الإعراب: فجئت. الفاء: بحسب ما قبلها، جئت: فعل ماض، والتاء: فاعل. وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. نضت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. لنوم: جار ومجرور متعلقان بنضت. ثيابها: مفعول به منصوب وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. لدى: ظرف متعلق بنضت، وهومضاف: الستر: مضاف إليه مجرور. إلا: أداة استثناء. لبسة: مستثنى بإلا منصوب، وهو مضاف. المتفضل: مضاف إليه مجرور.
وجملة (جئت): بحسب ما قبلها. وجملة (نضمت): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (لنوم)؛ حيث جره بلام التعليل، ولم ينصبه على المفعول لأجله، لأن النوم وإن كان علة لخلع الثياب، فإن الخلع قبل وقته، فلما اختلفا بالوقت. . جر باللام.
(1)
التخريج: هذا صدر بيت من الطويل عجزه: ولا لَعِبًا منِّي وذو الشَّيْبِ يَلْعَبُ
ونظر بعضهم فِي مثال الشّيخ من جهة أَنَّ (قنع): خبر؛ والخبر الفعلي الرّافع لضمير المبتدأ: لا يتقدم عليه، فكذا معمول الخبر؛ فإِن ساغ الاعتراض. . فالأولَى:(مع الشّروطِ ذا لعِفَّةٍ قَنِع).
وقال بعضهم: إِذا امتنع تقديم المعمول. . لا يمتنع تقديم معمول المعمول.
واحتج: بأن المضارع لا يتقدم علَى (لن).
ويجوز أن يتقدم عليها معموله، نحو:(زيدًا لن أضرب) كما سبق في غير هذا الموضع، وهو ظاهر.
لكن قال بعضهم: إنَّ نحو (لن)، و (لَم) إِنما هو كالجزء من الكلمة؛ لاختصاصه، فكأنَّ (لن أضرب) بِرُمَّتِه: عامل، وهو دقيق.
تنبيه:
اشترط بعضهم فِي هذا المفعول المصدرية فقط؛ كما فِي قولهِ:
أَرَى أُمَّ عَمْرٍو دَمْعُهَا قَدْ تَحَدَّرَا
…
بُكَاءً على عَمْرٍو وما كَانَ أَصْبَرَا
(1)
= وهو مطلع قصيدة طويلة للكميت بن زيد في مدح آل النبي صلى الله عليه وسلم القصائد الهاشميات (ص 15)، والبيت في: الخصائص (2/ 281)، والمحتسب (1/ 50)، والتذييل (3/ 272)، وشرح الهاشميات (ص 36)، وشرح التسهيل للمرادي، والأمالي الشجرية (1/ 267)، والمغني (1/ 14)، وشرح شواهده للسيوطي (1/ 34)، والهمع (1/ 195)، (2/ 69)، والدرر (1/ 167)، (2/ 85)، وحاشية الخضري على شرح ابن عقيل (1/ 194)، والمطالع السعيدة (ص 308).
اللغة: الطرب: استخفاف القلب من حزن أو لهو، البيض: النساء جمع بيضاء، وهي المرأة النقية اللون.
الإعراب: طربتُ: فعل ماض، والتاء فاعل، وما: الواو حرف عطف، وما: نافية، شوقًا: مفعول له، إلى البيض: جار ومجرور، أطرب: فعل مضارع، وما لعبًا: معطوف عل ما قبلها، مني: جار ومجرور متعلقان بـ (لعبًا)، ذو: مبتدأ، الشيب: مضاف مجرور، يلعب: فعل مضارع.
وجملة (يلعب): في محل رفع خبر (ذو).
الشاهد: قوله: (شوقًا أطرب)؛ حيث جاء مفعولًا له مقدمًا على عامله.
(1)
التخريج: البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص 69؛ وخزانة الأدب 9/ 211؛ والمقاصد النحوية 3/ 668؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص 447.
اللغة: أم عمرو: المراد به عمرو بن قميئة اليشكري صاحب امرئ القيس الشاعر في سفره إلى قيصر =
ففاعل (التّحدر): (الدّمع)، وفاعل (البكاء):(أم عمرو)؛ ومع ذلك نصب (بكاءً) علَى المفعول لهُ.
وقد يقال: إنه حذف الحرف للضرورة.
لكن أَجازَ الفارسي: (جئتك إِكرامك لي)، مع أَن فاعل (المجيء) غير فاعل (الإِكرام).
قيل: ومنه قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} ، علَى أَن (الإِرَاءة) من اللَّه تعالى، و (الخوف) و (الطّمع) من المخلوقين.
وأجيب: بأن (يريكم) علَى معنَى (يجعلكم رائين).
= الروم.
المعنى: يقول: إنّ عهدي بأم عمرو أن أراها صابرة متجلدة، فما بالها اليوم كثر بكاؤها على عمرو.
أقول [القائل الشيخ محمد حسن شراب في شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية 1/ 412]:
وما أظن أمّ عمرو تبكي خوفًا على موت ولدها في سفره، ولكنها تبكي عليه لأنه وافق امرأ القيس في رحلته إلى قيصر الروم يستعين به على بني قومه. فكانت هذه القصة إن صحت، وصمة عار في تاريخ امرئ القيس، تزاد على مقابح جاهليته، لأنه أورث قومه من بعده، ممّن لم يدخل الإسلام إلى قلوبهم: أورثهم الذلة والمهانة، والعقوق، وقطع الأرحام، عندما كانوا يستعينون بالأجنبي على قتل أهلهم في سبيل متاع زائل، وتاريخ دويلات الأندلس -عهد الطوائف- مثل لهذا الميراث الممقوت، وسجّل الشاعر الأندلسي السّميسر، خلف بن فرج هذا التاريخ المظلم بقوله:
نَادِ المُلُوكَ وَقُل لَهُم
…
مَاذَا الَّذِي أَحْدَثْتُم
أَسْلَمتم الإسْلامَ في
…
أَسْرِ العِدا وَقَعَدْتُم
وَجَبَ القِيَامُ عَلَيْكُم
…
إِذ بِالنَّصَارى قُمْتُم
لَا تَنْكروا شَقَّ العَصَا
…
فَعَصَا النَّبيُّ شَقَقْتُم
وأعاد التاريخ نفسه في العصر الحديث، عندما قامت دويلات الطوائف الهزيلة تحتمي بقوة من وراء البحار.
وأقول: وهذا الأمر للأسف يتكرر اليوم عندما حدثت فتنة في سوريا ذهب ضحيتها ملايين الأشخاص، واستعان كلٌ من طرفي الفتنة بمن لا خلاق لهم ولا دين عندهم على هذا الشعب المسكين.
الشاهد: في قوله (بكاءً): حيث نصب بكاءً علَى المفعول لهُ، وليس فيه من الشروط إلا كونه مصدرًا، وذلك جائز عند البعض، وغير جائز عند الجمهور.
أَو: علَى تقدير مضاف؛ أَي: (إِراءة خوف وطمع)، فيكون فاعلُ (الإراءةِ).
و (الإِراءةُ) علَى هذا: واحدًا، وهو اللَّه تعالى.
وقيل: هما حالان.
وقيل غير ذلك.
وسُمع: (أما العبيدَ فذو عبيدٍ) بنصب (عبيدَ)
(1)
.
فأَجازَ يونس: أَن يكونَ مفعولًا لأجله. . مع أنه اسم عين؛ فالمعنى: (مهما يذكر شخص لأجل العبيد. . فالمذكور ذو عبيد).
وقدر الزّجاج: فِي (العبيد): معنَى (الملك)؛ ليصيِّرَهُ إِلَى معنَى المصدر؛ فكأنه قيل: (أمَّا تملُّك العبيد).
والصحيح: أَن النّاصب للمفعول لأجله: الفعل المذكور فِي نحو: (قمت إِجلالًا لك).
وعن الزّجاج: بمحذوف من لفظه؛ أَي: (أُجِلُّكَ إِجلالًا)؛ فهو عنده: مفعول مطلق.
وعن باقي الكوفيين: أنه مفعول مطلق أيضًا؛ ولكنه منصوب بالفعل المذكور وهو (قمت)، علَى جعله ملاقيًا لهُ فِي المعنَى، فهو من باب (جلست قعودًا).
واللَّه الموفق
ص:
301 -
وَقَلَّ أَنْ يَصْحَبَهَا المُجَرَّدُ
…
وَالْعَكْسُ فِي مَصْحُوْبِ أَلْ وَأَنْشَدُوا
(2)
302 -
لَا أَقْعُدُ الْجُبْنَ عَنِ الهَيْجَاءِ
…
وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعْدَاءِ
(3)
(1)
هكذا في المخطوط، والسياق يقتضي أن تكون:(بنصب العبيدَ).
(2)
وقل: فعل ماض. أن: مصدرية. يصحبها: يصحب: فعل مضارع منصوب بأن، وها. مفعول به ليصحب. المجرد: فاعل يصحب، وأن ومدخولها في تأويل مصدر فاعل قل. والعكس: مبتدأ. في مصحوب: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ومصحوب مضاف: وأل: قصد لفظه: مضاف إليه. وأنشدوا. فعل وفاعل.
(3)
لا: نافية. أقعد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. الجبن: مفعول لأجله. عن الهيجاء: جار ومجرور متعلق بأقعد. ولو: شرطية غير جازمة. توالت: توالى: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث. زمر: فاعل توالت، وزمر مضاف، والأعداء: مضاف إليه.
ش:
المفعول لهُ: إما (مجرد)، أَو (مصاحب لـ "أل")، أَو (مضاف).
وسبق أَن المستكمل الشّروط: يجوز جره بالحرفِ، فشمل هذه الثّلاثة.
• لكن الجرَّ قليلٌ فِي المجرَّد، نحو:(قنعت لزهد)، ولهذا قال:(وقلَّ أن يصحبها المجرد)
ومنعه الجزولي.
وأُورِدَ عليه قول الشّاعر:
مَنْ أَمَّكُمْ لِرَغْبةٍ فِيكُمْ ظَفِرْ
…
وَمَنْ تَكُونُوا نَاصِرِيهِ يَنْتَصِرْ
(1)
• ويكثر جر المصاحب لـ "أل"، نحو:(ضربت ابني للتأديب).
(1)
التخريج: الرجز بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 336، وشرح عمدة الحافظ ص 399، والمقاصد النحوية 3/ 70.
اللغة: أمَّ: قصد. رغب في الشيء: أراده. جبرَ السائلَ: أغناه بعد فقر، ورواية المؤلف:(ظفر) بمعنى فاز.
المعنى: يقول: من قصدكم رغبة في العطاء أغنيتموه، ومن ناصرتموه ظفر.
الإعراب: من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. أمَّكم: فعل ماض، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، وكم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. لرغبة: جار ومجرور متعلقان بأمَّكم. فيكم: جار ومجرور متعلقان برغبة. ظفر: فعل ماض للمجهول، وهو جواب الشرط، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو. ومَن: الواو حرف عطف، مَن: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. تكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط، والواو ضمير في محل رفع اسم تكون. ناصريه: خبر تكون منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. ينتصر: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة: (من أمكم): الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أمكم): في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة (ظفر): لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا. وجملة (من تكونوا): الشرطية معطوفة على جملة من أمَّكم. وجملة (تكونوا): في محل رفع خبر المبتدأ (مَن). وجملة (ينتصر): جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (لرغبة)، فإنه مصدر قلبي واقع مفعولًا لأجله، وقد جره بحرف التعليل اللام مع كونه مجردًا من (أل) ومن الإضافة، وهذا قليل، والكثير: أن يكون منصوبًا.
• ويقلُّ: (ضربت ابني التّأديبَ).
وجعل منه قوله تعالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} .
وقيل: نعت (الموازين).
وقول الشّاعر:
لَا أَقْعُدُ الْجُبْنَ عَنِ الْهَيْجَاءِ
…
. . . . . . . . . . .
(1)
والكثير: (لا أقعد للجبن).
• ويستوي الأمران في المضاف؛ كـ (ضربته تأديبه)، أَو (لتأديبه).
قال تعالى: {يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} ، {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} .
ما لم يُفقَد شرطٌ فيجر وجوبًا كما علم.
واشترط المبرد والرّياشي: تنكير المفعول لهُ، وحملوا (المصاحب لأل) علَى زيادتها، و (المضاف) علَى أَنَّ الإِضافة لفظية.
و (الهاء) فِي (يصحبها) تعود علَى اللّام.
• لأنَّ الكثير جره بـ (اللّام)، وهي داخلة تحت قوله سابقًا:(فاجرره بالحرفِ)،
(1)
التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأعْدَاءِ
وهو بلا نسبة في الدرر 3/ 79، وشرح التصريح 1/ 336، وشرح عمدة الحافظ ص 398، والمقاصد النحوية 3/ 67، وهمع الهوامع 1/ 195.
اللغة: أقعد: أتوانى عن القتال. الهيجاء: الحرب. توالت: تتابعت. الزمر: جمع الزمرة، وهي الجماعة.
المعنى: يقول: لست جبانًا، ولا أتوانى عن اقتحام المعارك وإن كان الأعداء كثيري العدد.
الإعراب: لا: حرف نفي. أقعد؛ فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. الجبن: مفعول لأجله منصوب. عن الهيجاء: جار ومجرور متعلقان بأقعد. ولو: الواو حالية، لو: وصلية زائدة. توالت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. زمرُ: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الأعداء: مضاف إليه مجرور بالكَسْرة.
وجملة: (لا أقعد): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ولو توالت. . .): حالية محلها النصب.
الشاهد: قوله: (لا أقعد الجبن) حيث ورد الجبن مفعولًا لأجله مع كونه محلى بأل، وذلك قليل، والكثير:(للجبن).
ويروى: (فاجرره باللّام) فَلَا كلام.
• ومِن جرِّه بـ (الباء) في القرآن العظيم: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا} .
• ومِن جره بـ (في) حديث: "دخلت امرأة النّار فِي هرة حبستها، فَلَا هي أطعمتها، ولَا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض".
• وبـ (الكاف)؛ كـ قولِهِ تعالَى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} .
واللَّه الموفق
* * *