الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الرّطل بدرهم) حال من اللّحم، والضّمير مقدر؛ أَي: منه.
تنبيه:
سبق جواز حذف الواو من الجملة الاسمية الحالية.
ونص عبد القاهر الجرجاني: علَى أَن الجملة الحالية إذا كَانَ مبتدؤها ضمير صاحب الحال .. لا تحذف منها الواو، فعلَى هذا: لا يجوز: (جاء زيد هو ناوٍ رحلة)، وهو أيضًا رأي الفراء والزّمخشري، وجعلوا الحذف شاذًا.
قال أبو حيان في "النّهر": ليس بشاذ، وهو أكثر من رمل عالج. انتهَى
وجعل منه قوله تعالى: {بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} ، في (بياتًا): حال، والجملة بعده: حال أيضًا، ولم يذكر معها الواو.
وقيل: حذفت لاستثقال حرفين لو قيل: (أَو وهم قائلون).
وحكي عن الكسائي: أنه أَجازَ حذف الواو أيضًا كما سبق ذكره في الابتداء عند قوله: (وقبلَ حالٍ).
والله الموفق
ص:
352 -
وَذَاتُ بَدْءٍ بِمُضَارِعٍ ثَبَتْ
…
حَوَت ضَميرًا ومِنَ الوَاوِ خَلَتْ
(1)
353 -
وَذَاتُ وَاوٍ بَعدَهَا انوِ مُبتَدَا
…
لهُ المُضَارِعَ اجعَلَنَّ مُسنَدَا
(2)
(1)
وذات: مبتدأ، وذات مضاف. وبدء: مضاف إليه. بمضارع: جار ومجرور متعلق ببدء. ثبت: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مضارع، والجملة في محلّ جر صفة لمضارع. حوت: حوى: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى ذات بدء، والجملة في محلّ رفع خبر المبتدأ. ضميرًا: مفعول به لحوت.
ومن الواو: الواو عاطفة، وما بعدها: جار ومجرور متعلق بخلت. خلت: خلا: فعل ماض، والتاء التأنيث، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى ذات بدء بمضارع، والجملة معطوفة على جملة الخبر.
(2)
وذات: مبتدأ، وذات مضاف. وواوٍ: مضاف إليه. بعدها: بعد: ظرف متعلق بانو الآتي، وبعد مضاف، وها: مضاف إليه. انو: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. مبتدا: مفعول به لانو. له: جار ومجرور متعلق باجعل الآتي. المضارع: مفعول أول لاجعل تقدم عليه، منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. اجعلن: اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والنون: نون التوكيد الثقيلة. مسندا: مفعول ثان لاجعل.
ش:
متَى صدرت الجملة الحالية بمضارع مثبت مجرد من قَدْ .. وجب اشتمالها علَى الضّمير، وخلوها من الواو، كـ (جاء زيد يضحك)، ونحو:(جاء زيد تبكي هند ورَاءه).
فَلَا يقال: (جاء زيد ويضحك)؛ لأنه بمنزلة (جاء زيد ضاحكًا)، فكما استغنَى الوصف عن الواو .. استغنَى المضارع أيضًا عنها لشدة الشّبه.
ومنه في القرآن: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} وصاحبها: (الدّابة).
و (المنسأة): العصا.
وقرأ ابن ذكوان: (مِنسأْته) بسكون الهمزة.
والكسائي: بفتحها.
قرأ سعيد: بكسر التّاء علَى أَن (من) حرف جر.
قال أبو الفتح: يقال (للعصا) ساة؛ لأَنَّها تسوء، واستبعده بعضهم.
وأشار بقوله: (وَذَاتُ وَاوِ .... إِلَى آخره) أنه إن ورد عن العرب ما ظاهره الاقتران بالواو مع المضارع المثبت .. فأوله علَى إضمار مبتدأ بعد الواو، واجعل المضارع خبرًا لهُ.
ومنه قولُ الشّاعرِ:
فَلَمَّا خَشِيتُ أظَافِيرَهُمْ
…
نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكَا
(1)
(1)
التخريج: البيت لعبد الله بن همام السلولي في إصلاح المنطق ص 231، 249، وخزانة الأدب 9/ 36، والدرر 4/ 15، والشعر والشعراء 2/ 655، ولسان العرب 13/ 188 رهن، ومعاهد التنصيص 1/ 285، والمقاصد النحوية 3/ 190، وبلا نسبة في الجنى الداني ص 164، ورصف المباني ص 420، والمقرب 1/ 155، وهمع الهوامع 1/ 246.
اللغة: الأظافير: جمع الأظفور، وهنا: بمعنى السلاح.
الإعراب: فلما: الفاء بحسب ما قبلها، لما: اسم شرط غير جازم، ظرف زمان متعلق بنجوت. خشيت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محلّ رفع فاعل. أظافيرهم: مفعول به وهو مضاف، وهم: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. نجوتُ: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. وأرهنهم: الواو حالية، أرهنهم: فعل مضارع مرفوع، وهم ضمير في محلّ
فالجملة حال من (التّاء) في (نجوت)؛ والتقدير: و (أنا أرهنهم مالكًا) فالحال حينئذ جملة اسمية.
وسمع: (قمت وأصكُّ عينيه)؛ أَي: و (أنا أصكُّ عينيه)؛ أَي: (أضرب عينيه).
وقول الآخر:
عُلِّقْتُها عَرَضًا وأَقْتُلُ قَوْمَها
…
..................
(1)
= نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. مالكا: مفعول به ثان.
وجملة (لما خشيت نجوت): شرطية بحسب ما قبلها. وجملة (خشيت): في محلّ جر بالإضافة.
وجملة (نجوت): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (وأنا أرهنهم): في محلّ نصب حال. وجملة (أرهنهم): في محلّ رفع خبر المبتدأ المحذوف أنا.
الشاهد: قوله: (وأرهنهم)؛ حيث يتوهم أن الجملة الفعلية الواقعة بعد واو الحالية في محلّ نصب حال فيما هي مؤولة بإضمار مبتدأ، والجملة خبر له.
(1)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: زَعمًا لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ.
وهو لعنترة في ديوانه ص 191، وجمهرة اللغة ص 816، وخزانة الأدب 6/ 131، وشرح التصريح 1/ 392، ولسان العرب 12/ 267 زعم، والمقاصد النحوية 3/ 188، وبلا نسبة في مجالس ثعلب 1/ 241.
اللغة: علقتها: أحببتها. عرضًا: عن غير قصد.
المعنى: يقول: إنه أحبها عن غير قصد منه، وكلف بها مع قتله لقومها، أي بينهما قتال، ثم قال: أطمع في حبك طمعًا لا موضع له، فلا يمكنني الظفر بوصالك لما بين الحيين من العداوة والاقتتال.
الإعراب: علِّقتها: فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير متصل في محلّ رفع نائب فاعل، وها: ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ثان. عرضًا: مفعول مطلق منصوب، نائب عن المصدر. وأقتل: الواو حالية، أقتل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. قومها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير في محلّ بالإضافة. زعمًا: مفعول مطلق منصوب. لعَمرُ: اللام لام الابتداء، وعَمر: مبتدأ مرفوع خبرُه محذوف تقديره: قسمي، وهو مضاف. أبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، والكاف ضمير في محلّ جر بالإضافة. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. بمزعم: الباء حرف جر زائد، مزعم: اسم مجرور لفظًا منصوب محلا على أنه خبر ليس.
وجملة (علقتها عرضًا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (وأقتل قومها): في محلّ نصب حال. وجملة القسم: اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (ليس بمزعم): في محلّ نصب نعت زعمًا.
الشاهد: قوله: (وأقتل قومها)؛ حيث جاءت الواو للحال، والجملة الحالية فعلية فعلها مضارع
أَي: و (أنا أقتل قومها).
وقيل: يحتمل أن تكون الواو عاطفة في هذه المواضع، والمضارع مؤول بالماضي، فليست واو الحال.
ومن مجيئها بدون واو عَلى القياس أيضًا قوله تعالَى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ، {وَنَذَرُهُمْ في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} .
فالأول: حال من فاعل (تمنن).
والثاني: حال من مفعول (نذرنهم).
وقرأ الحسن بجزم: (تستكثر) جواب النّهي.
والمعنى على هذا: (إنك إن لا تمنن بعملك أَو بعطيتك .. تزدد من الثّواب).
وقيل: بدل من (تمنن).
وقول المصنف: (المضارعَ) يحفظ بالنصب مفعولا بـ (اجعَلَنْ).
وقال الرّضي: الفعل المؤكّد بالنون لا يعمل فيما قبله.
وكأن الشيخ: لم يعتبر ذلك.
والله الموفق
ص:
354 -
وَجُمْلَةُ الحَالِ سِوَى مَا قُدِّمَا .. بِوَاوٍ أوْ بِمُضْمَرٍ أوْ بِهِمَا
(1)
ش:
سبق الكلام على الجملة الاسمية والمصدرة بمضارع مثبت.
= مثبت، وقد اقترنت بالواو، فيكون ذلك ضرورة شعرية. وقيل: إن هذه الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: وأنا أقتل قومها. وجملة المبتدأ وخبره في محلّ نصب حال.
(1)
وجملة: مبتدأ، وجملة مضاف. والحال: مضاف إليه. سوى: منصوب على الاستثناء أو على الظرفية، وسوى مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. قدما: قدم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والألف للإطلاق، والجملة من قدم ونائب فاعله لا محلّ لها صلة الموصول. بواو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ وهو قوله (جملة الحال) في أول البيت، وقوله: أو بمضمر، أو بهما: معطوفان على قوله (بواو).
وذكر هنا: أن ما عدا ذلك تكون الجملة مشتملة علَى الواو، أو على الضّمير، أو عليهما معًا، وفي ذلك تفصيل:
• أما الجملة المصدرة بمضارع .. فمتَى قرنت بـ (قد) .. رجب معها ذكر الواو، ومنه في القرآن:{لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ} .
• وإن نفي المضارع بـ (ما) أَو بـ (لَا) .. فَلَا واو؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
عَهِدتُكَ مَا تَصْبُو وفِيكَ شَبِيَةٌ
…
........
(1)
فجملة (ما تصبوا): حال من الكاف؛ ونحو: (جئتك ما أسألك).
وظاهر كلام ابن الحاجب: جواز دخول الواو هنا.
ومن المنفي بِـ (لَا) في القرآن: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} ، {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} ، فجملة (لا يغادر): حال من (الكتاب)، والثانية: حال من المجرور في (لنا).
ومنه قول الآخر:
(1)
التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَمَا لَكَ بَعْدَ الشيبِ صبًا مُتَيمًا؟
وهو بلا نسبة في الدرر 4/ 14، وشرح التصريح 1/ 392، وهمع الهوامع 1/ 246.
اللغة: عهدتك: عرفتك. تصبو: تميل إلى النساء. الصب: العاشق المتيم: الذي أذله الحب وأضناه.
المعنى: يقول: لقد عرفتك بعيدًا عن ملاحقة النساء وأنت في أيام شبابك، فما لي أراك بعد هذا الشيب مغرمًا بهن؟!
الإعراب: عهدتك: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، والكاف في محلّ نصب مفعول به. ما: حرف نفي. تصبو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وفيك: الواو حالية، فيك: جار ومجرور متعلقان بخبر مبتدأ محذوف شبيبة: مبتدأ مرفوع بالضمة. فما: الفاء: حرف استئناف، ما: اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. بعد: ظرف زمان منصوب متعلق بصبا، وهو مضاف. الشيب: مضاف إليه مجرور. صبا: حال منصوب. متيما: حال ثانية. وجملة (عهدتك): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (ما تصبو): في محلّ نصب حال. وجملة (وفيك شبيبة): في محلّ نصب حال. وجملة (ما لك): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد: (ما تصبو) حيث وقع حالًا من الكاف في عهدتك، وهو جملة فعلية فعلها مضارع منفية غير مقترنة بالواو، واكتفي فيها بالربط بالضمير، وهو الفاعل المستتر.
لَوْ أَنَّ قَوْمًا لِارْتِفَاعِ قَبِيلَةٍ
…
دَخَلُوا السَّمَاءَ دَخلتُها لَا أُحْجَبُ
(1)
• وجاء الواو مع المنفي بِـ (لَا) قليلًا؛ كقراءة ابن ذكوان: (ولَا تتبعانِ) بنون خفيفة، وصاحبها: فاعل (استقيما)
(2)
، وقيل: خبر لمحذوف.
وقول الآخر:
.................
…
وَكُنتُ وَلَا يُنَهْنِهُنِي الوَعِيدُ
(3)
(1)
التخريج: البيت من الكامل، بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 191.
اللغة: الارتفاع: العلو والمجد والشرف. لا أحجب: لا أمنع.
المعنى: يفخر الشّاعر بنفسه ويقول إنه من أشرف الناس وأعلاهم مرتبة، فلو كانت درجات الناس ومنازلهم تنال بشرف الآباء والأجداد .. لكان خليقًا به أن يبلغ أعلى المراتب وأسماها دون أن يقف بوجهه أحد.
الإعراب: لو: حرف امتناع لامتناع. أنَّ: حرف مشبه بالفعل. قومًا: اسم أنَّ منصوب. لارتفاع: جار ومجرور متعلقان بدخلوا وهو مضاف. قبيلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. دخلوا: فعل ماض، والواو: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. السماء: مفعول به منصوب. دخلتها: فعل ماض، والتاء: ضمير في محلّ رفع فاعل، وها: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. لا: حرف نفي. أحجب: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. وجملة (لو أن قوما): بحسب ما قبلها. وجملة (دخلوا): في محلّ رفع خبر أنَّ. والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: لو ثبت دخول قوم السماء لارتفاع قبيلة. وجملة (دخلتها): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لا أحجب): في محلّ نصب حال.
الشاهد: قوله: (دخلتها لا أحجب)؛ حيث وقعت الجملة الحالية (لا أحجب) المضارعية منفية بلا واكتفي فيها بالربط بالضمير العائد إلى صاحب الحال، وهو التّاء في دخلتها، والرابط هو الضّمير المستتر الواقع نائب فاعل، ولم يؤت مع الرابط بواو الحال؛ لأن الجملة المضارعية المنفية إذا وقعت حالًا .. رجب أن يُكتفي في ربطها بصاحب الحال بالضمير الراجع منها إليه، ولم يجز أن يؤتي معها بواو الحال.
(2)
أراد الآية الكريمة: {فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [يونس: 89].
(3)
التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: أقادوا من دمي وتوعدوني
وهو لمالك بن رقية في شرح التصريح 1/ 392، والمقاصد النحوية 3/ 192.
اللغة: أقادوا من القود، وهو القصاص، وأقاد الأمير فلانًا بفلان: قتله به. توعدوني: هددوني. نهنه: كفَّ ومنع.
ونهنهته: إذا زجرته.
وقوله:
أَكْسَبَتْهُ الوَرِقُ البِيْضُ أبًا
…
وَلَقَدْ كَانَ وَلَا يُدْعَى لأَبْ
(1)
الإعراب: أقادوا: فعل ماض، والواو: ضمير في محلّ رفع فاعل. من دمي: جار ومجرور متعلقان بأقادوا، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. وتوعدوني: الواو: حرف عطف، توعدوني: فعل ماض، والواو: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. وكنت: الواو: حرف عطف، كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل في محلّ رفع اسم كان، والخبر: محذوف، ويجوز أن تكون تامة، والتاء: فاعلها. ولا: الواو: حالية، لا: نافية. ينهنهني: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. الوعيد: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة (أقادوا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (توعدوني): معطوفة على سابقتها. وجملة (كنت): معطوفة أيضًا. وجملة (لا ينهنهني): في محلّ نصب حال.
الشاهد: قوله: (ولا ينهنهني الوعيد)؛ حيث وقعت الجملة المضارعية المنفية بلا حالًا ومقترنة بالواو، والمفروض ألا يجيء بها، لأن جملة المضارع المنفي بمثابة وصف أضيف إليه غير، وللعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
أحدها: تقدر مبتدأ بعد الواو، وهو الأصح.
وثانيها: عدم تقدير شيء مع بقاء الواو للحال، والحكم بشذوذ ذلك، وهو رأي ابن عصفور.
وثالثها: جعل الواو حرف العطف.
(1)
التخريج: البيت المسكين الدارمي في ديوانه ص 22، وسمط اللآلي ص 352، وشرح التصريح 1/ 392، والمقاصد النحوية 3/ 193.
اللغة: أكسبه: جلب له، منحة. الورق: الدراهم المضروبة من الفضة.
المعنى: يقول: لقد كان فقيرًا مجهول النسب، لا يعرف له أب ينسبه الناس إليه، فلما صار غنيًا ظهر نسب له، وأب يدعى إليه.
الإعراب: أكسبته: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والهاء: ضمير في محلّ نصب مفعول به أول. الورق: فاعل مرفوع بالضمة. البيض: نعت الورق مرفوع. أبا: مفعول به ثان منصوب. ولقد: الواو: حرف عطف، واللام: موطئة للقسم، وقد: حرف تحقيق. كان: فعل ماض تام، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. ويجوز أن يكون فعلًا ماضيًا ناقصًا، واسمه ضمير مستتر تقديره: هو، والخبر محذوف. ولا: الواو: حالية، ولا: نافية: يدعى: فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. لأب: جار ومجرور متعلقان بيدعى.
وجملة (أكسبته الورق): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (لقد كان): معطوفة على سابقتها.
وإن كَانَ النَّافي (لم) .. كثر اقتران الجملة بالواو والضّمير، أَو بأحدهما.
* فالأول: منه في القرآن: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} ، وصاحبها: فاعل (قال). ومنه قول الشّاعر:
سَقَطَ النَّصيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ
…
...................
(1)
= وجملة (لا يدعى لأب): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (كان ولا يدعى لأب)؛ حيث جاءت الجملة المضارعية المنفية بلا حالًا من الضّمير المستتر في كان سواء أكانت تامة أم ناقصة، وقد ربط الشّاعر هذه الجملة بصاحبها بالضمير المستتر في يدعى، وجاء مع ذلك بواو الحال، والمشهور ألا يؤتى مع الجملة الحالية المضارعية المنفية بلا برابط غير الضّمير.
(1)
التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتنا باليد
وهو للنابغة الذبياني ص 93، والشعر والشعراء 1/ 176،، والمقاصد النحوية / 201، ولسان العرب 9/ 332 نصف.
وهو من قصيدة المتجردة للنابغة الذبياني، وهي المرأة التي فاجأها بالدخول عليها في قصر النعمان، فسقط خمارها، فغطت وجهها بمعصمها، وقد سردها العيني في أول الكتاب، الشاهد رقم (5)، وانظرها في الديوان (89) بتحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف و (107) دار الكتاب العربي، وانظر بيت الشاهد في شرح الأشموني بحاشية الصبان (2/ 191)، وشرح التسهيل لابن مالك (2/ 370).
اللغة: النصيف: الخمار الذي تضعه المرأة على وجهها.
المعنى: يقول: سقط الخمار عن وجه الحبيبة فوضعت يدها على وجهها لتستره عنا.
الإعراب: سقط: فعل ماض. النصيف: فاعل مرفوع بالضمة. ولم: الواو: حالية، ولم: حرف جزم. ترد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. إسقاطه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محلّ جر مضاف إليه. فتناولته: الفاء: حرف استئناف، وتناول: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي، والتاء: للتأنيث، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. واتقتنا: الواو: حرف عطف، اتقى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي، والتاء: للتأنيث، ونا: ضمير متصل مبني في محلّ نصب مفعول به. باليد: جار ومجرور متعلقان باتقتنا.
وجملة (سقط النصيف): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (ولم ترد إسقاطه): في محلّ نصب حال. وجملة (فتناولته): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (واتقتنا): معطوفة
و (النّصيف): الخمار بالمعجمة، وانفراد الواو.
وقوله:
وَلَقَدْ خَشِيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ وَلَمْ تَدُرْ
…
لِلْحَرْبِ دَائِرَةٌ عَلَى ابْنَيْ ضَمْضَمِ (1)
وصاحبها فاعل (أموت).
* وانفَراد الضّمير قوله تعالَى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} ، وصاحبها: الواو.
لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (ولم ترد إسقاطه)؛ حيث جاءت هذه الجملة الفعلية التي فعلها فعل مضاوع منفي بلم حالًا من النصيف، وفيها ضمير يعود منها إلى صاحب الحال، وهي مصدرة بواو الحال، فالرابط لها بصاحب الحال شيئان: واو الحال والضمير.
(1)
التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص 221، والأغاني 10/ 303 وحماسة البحتري ص 43، وخزانة الأدب 1/ 129، والشعر والشعراء 1/ 259، والمقاصد النحوية 3/ 198.
اللغة: أخشى: أخاف. الدائرة: اسم للحادثة، سميت بذلك لأنها تدور من خير إلى شر ومن شر إلى خير، ثم استعملت في المكروه.
المعنى: يقول: ولقد أخاف أن أموت ولم تدر الحرب على ابني ضمضم بما يكرهانه وهما: حصين وهرم.
الإعراب: ولقد: الواو: بحسب ما قبلها، واللام: موطئة للقسم، وقد: حرف تحقيق. خشيت: فعل ماض، والتاء: ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. بأن: الباء: حرف جر، أن: حرف نصب ومصدري. أموت: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا. ولم: الواو: حالية، لم: حرف نفي وجزم وقلب. تدر: فعل مضارع مجزوم. للحرب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من دائرة، أصله نعت ولما تقدم على منعوته .. أعرب حالًا.
دائرة: فاعل مرفوع. على: حرف جر. ابني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى. وهو مضاف. ضمضم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة (لقد خشيت): بحسب ما قبلها. وجملة (خشيت): جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بخشي وجملة (لم تدر دائرة): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (ولم تدر للحرب دائرة على ابني ضمضم)؛ حيث وقعت الجملة المضارعية المنفية بلم حالًا من تاء المتكلم في خشيت، والرابط هو الواو دون أن يكون هناك ضمير عائد إلى صاحب الحال، وهذا جائز.
ونحو قول الشّاعر:
كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ
…
نَزَلْنَ به حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ
(1)
وصاحبها (الفناء) بالفاء والنّون: شجر.
وَ (لَم يحطم): لم ينكسروا.
أما الجملة الفعلية المصدرة بماض .. فيجب معها (قَدْ)، والواو وإِن كَانَ الماضي مثبتًا وَلَم يوجد ضمير؛ كـ (جئت وقد قام عمرو)، و (جاء وقد طلعت الشّمس).
وإن وجد الضّمير .. كثر الاقتران بهما؛ كقوله تعالى: " {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} وصاحبها: (الواو) في (تؤمنوا).
ويقلُّ التجرد منهما؛ كقوله تعالى: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} .
والمبرد: أن (حصرت) دعاء عليهم.
وقيل: صفة لمحذوف؛ أي: (قومًا حصرت).
وقيل: بدل من (جاؤوكم)؛ لأنَّ المجيء مشتمل عَلَى الحصر.
(1)
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص 12، ولسان العرب 2/ 65 فتت، 15/ 165 فني، والمقاصد النحوية 3/ 194.
اللغة: العهن: الصوف المصبوغ الأحمر الذي تزين به الهوادج. الفتات: ما تناثر منه. حب: ثمر. الفنا: نوع من الشجر. يحطم: يكسر.
المعنى: يشبه الشّاعر الصوف الأحمر الذي زينت به الهوادج بحب الفنا قبل أن يكسر؛ لأنه إذا تحطم فقد لونه الشديد الاحمرار.
الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. فتات: اسم كأن منصوب بالفتحة، وهو مضاف. العهن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. في كل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فتات. وهو مضاف. منزل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نزلن: فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. به: جار ومجرور متعلقان بنزلن. حبُّ: خبر كأنَّ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الفنا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يحطم: فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للروي، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي.
وجملة (كأن فتات): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (نزلن به): في محل جر نعت منزل. وجملة (لم تحطم): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (لم يحطم) حيث وردت الجملة الفعلية المضارعية المنفية بلم حالًا من حب، وقد ربطها الشّاعر بصاحبها الضّمير المستتر في تحطم، ولم يأت بالواو، وهذا جائز.
• ودونه في القلة: انفراد (قَدْ)؛ كقوله:
وَقَفْتُ برَبْعِ الدَّارِ، قَدْ غَيَّرَ البِلا
…
معارِفَها، والسَّارِياتُ الهَواطِلُ
(1)
وصاحبها: (الدَّار).
ولا يضر كون صاحبها مضاف إليه؛ لأنَّ المضاف هنا لجر المضاف إليه؛ إذ يصح أن يقال: (وقفت بالدَّار قَدْ غير البلا معاهدها).
* ودونه: انفراد الواو؛ كقوله تعالَى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا} ، وصاحبها (الواو).
* وتمتنع الواو و (قد) إذا كَانَ الماضي شرطًا في المعنَى؛ نحو: (لأضربن زيدًا قعد أو قام).
* وكذا إذا وقع الماضي بعد (إِلَّا)؛ نحو: (ما يتكلم إِلَّا قال خيرًا)، ومنه قوله تعالى: و {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} .
(1)
التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص 115، وشرح عمدة الحافظ ص 452، والمقاصد النحوية 3/ 203.
اللغة: ربع الدار: الدار بعينها. البلى: الخراب. المعارف: المعالم. الساريات: جمع السارية، وهي السحابة التي تأتي ليلًا. الهواطل: جمع الهاطلة، وهي الماطرة.
المعنى: يقول: إنه وقف بدار المحبوبة التي غير معالمها المطر المتوالي.
الإعراب: وقفت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. بربع: جار ومجرور متعلقان بوقفت، وهو مضاف. الدار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قد: حرف تحقيق، غيَّر: فعل ماض مبني على الفتحة. البلى: فاعل مرفوع. معارفها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. والساريات: الواو: حرف عطف، الساريات: معطوف على البلى مرفوع. الهواطل: نعت الساريات مرفوع بالضمة.
وجملة (وقفت): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد غير البلى معالمها): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (قد غير البلى معارفها)؛ حيث وقعت الجملة الفعلية المثبتة حالًا مسبوقة بقد، والرابط لهذه الجملة بصاحبها هو الضّمير في (معارفها)، ولم يربطها بالواو، وهذا جائز عند الكوفيين والبصريين جميعا الذين لم يختلفوا في جواز ترك الواو ما دام في جملة الحال ضمير يربطها بصاحب الحال، ولكنهم يختلفون في جواز ترك (قد)، فالكوفيون يجوزون تركها والبصريون لا يجوزون ذلك.
* أو وقع قبل (أو)؛ كَقَولِ الشَّاعِر:
كُنْ لِلخَليلِ نَصيرًا جارَ أوْ عَدَلا
…
وَلَا تَشُحَّ عَلَيْهِ جادَ أَوْ بَخِلا
(1)
فجملة (جار) حال من الخليل، وجملة (جاد) حال من الهاء.
* وإذا نفي الماضي وَلَم يوجد ضمير .. وجبت الواو وامتنعت (قَدْ)؛ كـ (جاء زيد)، و (ما طلعت الشّمس)؛ لأن (قَدْ) تقربه للحال، والنَّفي بـ (ما) متصل إلى زمن الحال، فتنافيا.
• وإن وجد الضّمير .. جاز ذكر الواو كـ (جاء زيد وما قام أبوه).
* وكذا إن كَانَ الفعل (ليس)؛ كقوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ} فجملة (ولستم بآخذيه): حال من الواو في (تنفقون)، والضّمير: هو اسم (ليس).
(1)
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 14، وشرح عمدة الحافظ ص 449، والمقاصد النحوية 3/ 202، وهمع الهوامع 1/ 246.
اللغة: جار: ظلم. النصير: المعين. لا تشح: لا تبخل. جاد: بذل. بخل: حبس العطاء.
الإعراب: كن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. للخليل: جار ومجرور متعلقان بنصيرا. نصيرا: خبر كان منصوب. جار: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. أو: حرف عطف. عَدَلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والألف: للإطلاق. ولا: الواو: حرف عطف، لا: ناهية. تشُح: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالفتح منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. عليه: جار ومجرور متعلقان بتشح. جاد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. أو: حرف عطف. بخلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، والألف للإطلاق. وجملة (كن للخليل نصيرا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (جار): في محل نصب حال. وجملة (عدلا): معطوفة على سابقتها. وجملة (لا تشح): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (جاد): في محل نصب حال. وجملة (بخل): معطوفة على سابقتها.
الشاهد: قوله: (جار أو عدلا) و (جاد أو بخلا)؛ حيث جاءت الحال في كلا الموضعين جملة فعلية غير مقترنة بالواو، وهي جملة (جار) وجملة (جاد) فعلهما ماض بعده (أو) العاطفة، واقتران جملة الحال بالواو إذا كانت بهذه المنزلة غير جائز؛ لكونها تحمل معنى الشرط تقديره: كن نصيرا لخليلك إذا جار وإذا عدل. وبما أن الجملة الشرطية لا تقترن بالواو .. لذلك ساوتها جملة الحال بمنزلتها.