الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإِضافة
ص:
385 -
نُونًا تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينَا
…
مِمَّا تُضِيْفُ احْذِف كَطُوْرِ سِيْنَا
(1)
386 -
وَالثَّانِيَ اجْرُرْ وَانْوِ مِنْ أَوْ فِي إِذَا
…
لَمْ يَصْلُحِ إلَّا ذَاكَ واللَّامَ خُذَا
(2)
387 -
لِمَا سِوَى ذَيْنِكَ وَاخْصُصْ أَوَّلَا
…
أَوْ أَعْطِهِ التَّعْرِيْفَ بِالَّذِي تَلَا
(3)
ش:
الإِضافة: نسبة بَينَ اسمين تقييدية، توجب لثانيهما الجرَّ أبدًا.
فإِذا قصد إضافة اسم لآخر .. حذف ما فِي المضاف من نون تلي الإعراب، أَو من
(1)
نونا: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله: احذف الآتي. تلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي يعود إلى نون، والجملة في محل نصب صفة لقوله نونا. الإعراب: مفعول به لتلي. أو: عاطفة. تنوينًا: معطوف على قوله نونًا. مما: جار ومجرور متعلق باحذف. تضيف: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والجملة لا محل لها صلة ما المجرورة محلًا بمن. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. كطور سينا: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كطور، وطور مضاف وسينا: مضاف إليه، وهو مقصور من ممدود، وأصله سيناء.
(2)
الثاني: مفعول به مقدم على عامله وهو قوله: اجرر. اجرر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وانو: كذلك. مِن: قصد لفظه: مفعول به لانو. أو: عاطفة. في: معطوف على مِن. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. لم: نافية جازمة. يصلح: فعل مضارع مجزوم بلم.
إلا: أداة استثناء ملغاة لا عمل لها. ذاك: ذا: فاعل يصلح، والكاف حرف خطاب، وجملة الفعل المنفي بلم والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها. واللام: مفعول مقدم لخذ. خذا: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيف المنقلبة ألفًا للوقف، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.
(3)
لما: جار ومجرور متعلق بخذ في البيت السابق. سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة ما المجرورة محلًا باللام، وسوى مضاف واسم الإشارة من ذينك: مضاف إليه. واخصص: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. أولا: مفعول به لاخصص. أو: عاطفة. أعطه: أعط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول أول لأعط. التعريف: مفعول ثان لأعط. بالذي: جار ومجرور متعلق بالتعريف. تلا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الذي، والجملة لا محل لها صلة الذي.
تنوين.
فالأول: كنون المثنَّى، والمجموع على حده، وما ألحق بهما؛ نحو:(غلاما زيد)، و (ابنا عمرو)، و (بنو خالد)، و (ضاربو بكر)، و (هذه عشرون)، و (قبضت اثنيك وعشريك)؛ والأصل:(غلامان) و (اثنان) و (بنون)
…
إِلَى آخره.
واحترز: من النّون الّتي يليها الإعراب؛ فَلَا تحذف؛ كـ (بساتينهم)، و (مساكينهم).
والثّاني: كـ (غلام زيد).
وكذا التّنوين المقدر؛ كما فِي الممنوع الصّرف؛ نحو: (دراهمك).
قال بعضهم: إِنما حذف التّنوين من المضاف؛ لأنَّ التّنوين دليل الانفصال، والإضافة دليل الاتصال، فلو ثبت .. لكان الشّيء متصلًا، منفصلًا.
ويجر المضاف إِليه وجوبًا؛ كما قال: (وَالثَّانِيَ اجْرُرْ).
والصّحيح: أَن الجر بالمضاف، وهو للخليل وسيبويه والمصنف.
وقيل: بحرف مقدر، وهو للزجاج وابن الحاجب.
وقيل: بالإِضافة، ونسب للأخفش والسّهيلي.
والجزء الأول: هو المضاف، والثّاني: هو المضاف إِليه علَى الصّحيح.
وقيل: عكس ذلك.
وبعضهم: خيَّر.
والكثيرون: أن الإضافة لا تخرج عن معنَى (اللّام)، و (مِن).
والأول: أكثر.
والجرجاني وابن الحاجب والمصنف: أنها تكون بمعنَى (فِي) أيضًا.
وليست الإضافة البيانية علَى معنَى حرف.
وضابطها: أَن يكونَ الأول هو الثّاني؛ كـ (سعيد كرز) و (شجر أراك)؛ أَي: (هو أراك) فتقدر الإِضافة بـ (من) البيانية أَو التّبعيضية إِذا كَانَ المضاف إِليه جنس المضاف؛ كـ (ثوب حرير)، و (خاتم فضة)، و (خمسة دنانير)؛ أَي:(ثوب من حرير) ونحو ذلك.
وعلامة هذا النّوع: أَن يخبر فيه عن الأول الثّاني؛ كقولك: (الثّوب حرير)، و (الخاتم فضة)، فخرج نحو:(يد زيد)؛ فالثّاني هنا من جنس الأول، ولَا تخبر عن الأول بالثّاني.
إذ لا يقال: (اليد زيد) فهي علَى معنَى (اللّام).
وتكون علَى معنَى (فِي) إِذا كَانَ المضاف إِليه:
1 -
ظرفًا للمضاف زمانيًا؛ كقولِهِ تعالَى: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ} ، {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} ، {تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}؛ ونحو قول الشّاعر:
...................
…
لَدَى الحَرْبِ مِغْوَارُ الصَّبَاحِ جَسُوْرُ
(1)
أي: (مغوار فِي الصّباح) اسم فاعل للمبالغة.
2.
- أَو مكانيًا؛ منه فِي القرآن: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ} .
قال أبو حيان فِي "النّهر": هو من باب الإِضافة إِلَى الظّرف؛ أَي: (يا صاحبي فِي السّجن). انتهَى.
وقولهم: (شهيد الدّار)، و (قتيل كربلاء)؛ أَي:(قتيل فِي كربلاء)، وإِلَى ذلك أشار بقوله:(وَانْو مِنْ أَوْ فِي إِذَا لَمْ يَصْلُحِ إلَّا ذَاكَ).
وتقدر اللّام فِي سوَى هذين كما قال: (واللَّامَ خُذَا لِمَا سِوَى ذَيْنِكَ). فتقدر لام الملك؛ فِي نحو: (دار زيد).
ولام الاختصاص؛ فِي نحو: (باب الدّار).
وزاد الكوفيون: إِضافة علَى معنَى (عند)؛ كقولهم: (ناقة رقود الحلب)؛ أَي: (رقود عند الحلب).
والإِضافة علَى قسمين:
- محضة وهي الخالصة من تقدير الانفصال.
- وغير محضة، وسيأتي ذكرها.
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تُسَائِلُ عَنْ قِرْمٍ هجَانٍ سَمَيذَعٍ
يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ 1/ 483، وشرح الكافية الشّافية 2/ 908، وابن النّاظم 381، والمقاصِد النّحويّة 3/ 358، والدّيوان 1/ 133.
اللغة: الهجان: الكريم الحسَب. السّميدع: الشّجاع الموطّأ الأكناف. لدى البأس: عند الشّدّة في الحرب. مغوار: من أغار على العدوّ يُغير إغارة، ورجلٌ مِغْوارٌ: مقاتِلٌ. جسور: مِقْدَامٌ.
الشّاهد قوله: (مغوار الصّباح) أي: مغوارٌ في الصّباح فالإضافة فيه بمعنى (في).