المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإِضافة ص: 385 - نُونًا تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينَا … مِمَّا تُضِيْفُ - شرح الفارضي على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[الفارضي]

الفصل: ‌ ‌الإِضافة ص: 385 - نُونًا تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينَا … مِمَّا تُضِيْفُ

‌الإِضافة

ص:

385 -

نُونًا تَلِي الإِعْرَابَ أَوْ تَنْوِينَا

مِمَّا تُضِيْفُ احْذِف كَطُوْرِ سِيْنَا

(1)

386 -

وَالثَّانِيَ اجْرُرْ وَانْوِ مِنْ أَوْ فِي إِذَا

لَمْ يَصْلُحِ إلَّا ذَاكَ واللَّامَ خُذَا

(2)

387 -

لِمَا سِوَى ذَيْنِكَ وَاخْصُصْ أَوَّلَا

أَوْ أَعْطِهِ التَّعْرِيْفَ بِالَّذِي تَلَا

(3)

ش:

الإِضافة: نسبة بَينَ اسمين تقييدية، توجب لثانيهما الجرَّ أبدًا.

فإِذا قصد إضافة اسم لآخر .. حذف ما فِي المضاف من نون تلي الإعراب، أَو من

(1)

نونا: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله: احذف الآتي. تلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي يعود إلى نون، والجملة في محل نصب صفة لقوله نونا. الإعراب: مفعول به لتلي. أو: عاطفة. تنوينًا: معطوف على قوله نونًا. مما: جار ومجرور متعلق باحذف. تضيف: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والجملة لا محل لها صلة ما المجرورة محلًا بمن. احذف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. كطور سينا: الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كطور، وطور مضاف وسينا: مضاف إليه، وهو مقصور من ممدود، وأصله سيناء.

(2)

الثاني: مفعول به مقدم على عامله وهو قوله: اجرر. اجرر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. وانو: كذلك. مِن: قصد لفظه: مفعول به لانو. أو: عاطفة. في: معطوف على مِن. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. لم: نافية جازمة. يصلح: فعل مضارع مجزوم بلم.

إلا: أداة استثناء ملغاة لا عمل لها. ذاك: ذا: فاعل يصلح، والكاف حرف خطاب، وجملة الفعل المنفي بلم والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها. واللام: مفعول مقدم لخذ. خذا: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيف المنقلبة ألفًا للوقف، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت.

(3)

لما: جار ومجرور متعلق بخذ في البيت السابق. سوى: ظرف متعلق بمحذوف صلة ما المجرورة محلًا باللام، وسوى مضاف واسم الإشارة من ذينك: مضاف إليه. واخصص: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. أولا: مفعول به لاخصص. أو: عاطفة. أعطه: أعط: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت، والهاء مفعول أول لأعط. التعريف: مفعول ثان لأعط. بالذي: جار ومجرور متعلق بالتعريف. تلا: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى الذي، والجملة لا محل لها صلة الذي.

ص: 428

تنوين.

فالأول: كنون المثنَّى، والمجموع على حده، وما ألحق بهما؛ نحو:(غلاما زيد)، و (ابنا عمرو)، و (بنو خالد)، و (ضاربو بكر)، و (هذه عشرون)، و (قبضت اثنيك وعشريك)؛ والأصل:(غلامان) و (اثنان) و (بنون)

إِلَى آخره.

واحترز: من النّون الّتي يليها الإعراب؛ فَلَا تحذف؛ كـ (بساتينهم)، و (مساكينهم).

والثّاني: كـ (غلام زيد).

وكذا التّنوين المقدر؛ كما فِي الممنوع الصّرف؛ نحو: (دراهمك).

قال بعضهم: إِنما حذف التّنوين من المضاف؛ لأنَّ التّنوين دليل الانفصال، والإضافة دليل الاتصال، فلو ثبت .. لكان الشّيء متصلًا، منفصلًا.

ويجر المضاف إِليه وجوبًا؛ كما قال: (وَالثَّانِيَ اجْرُرْ).

والصّحيح: أَن الجر بالمضاف، وهو للخليل وسيبويه والمصنف.

وقيل: بحرف مقدر، وهو للزجاج وابن الحاجب.

وقيل: بالإِضافة، ونسب للأخفش والسّهيلي.

والجزء الأول: هو المضاف، والثّاني: هو المضاف إِليه علَى الصّحيح.

وقيل: عكس ذلك.

وبعضهم: خيَّر.

والكثيرون: أن الإضافة لا تخرج عن معنَى (اللّام)، و (مِن).

والأول: أكثر.

والجرجاني وابن الحاجب والمصنف: أنها تكون بمعنَى (فِي) أيضًا.

وليست الإضافة البيانية علَى معنَى حرف.

وضابطها: أَن يكونَ الأول هو الثّاني؛ كـ (سعيد كرز) و (شجر أراك)؛ أَي: (هو أراك) فتقدر الإِضافة بـ (من) البيانية أَو التّبعيضية إِذا كَانَ المضاف إِليه جنس المضاف؛ كـ (ثوب حرير)، و (خاتم فضة)، و (خمسة دنانير)؛ أَي:(ثوب من حرير) ونحو ذلك.

وعلامة هذا النّوع: أَن يخبر فيه عن الأول الثّاني؛ كقولك: (الثّوب حرير)، و (الخاتم فضة)، فخرج نحو:(يد زيد)؛ فالثّاني هنا من جنس الأول، ولَا تخبر عن الأول بالثّاني.

ص: 429

إذ لا يقال: (اليد زيد) فهي علَى معنَى (اللّام).

وتكون علَى معنَى (فِي) إِذا كَانَ المضاف إِليه:

1 -

ظرفًا للمضاف زمانيًا؛ كقولِهِ تعالَى: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ} ، {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} ، {تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ}؛ ونحو قول الشّاعر:

...................

لَدَى الحَرْبِ مِغْوَارُ الصَّبَاحِ جَسُوْرُ

(1)

أي: (مغوار فِي الصّباح) اسم فاعل للمبالغة.

2.

- أَو مكانيًا؛ منه فِي القرآن: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ} .

قال أبو حيان فِي "النّهر": هو من باب الإِضافة إِلَى الظّرف؛ أَي: (يا صاحبي فِي السّجن). انتهَى.

وقولهم: (شهيد الدّار)، و (قتيل كربلاء)؛ أَي:(قتيل فِي كربلاء)، وإِلَى ذلك أشار بقوله:(وَانْو مِنْ أَوْ فِي إِذَا لَمْ يَصْلُحِ إلَّا ذَاكَ).

وتقدر اللّام فِي سوَى هذين كما قال: (واللَّامَ خُذَا لِمَا سِوَى ذَيْنِكَ). فتقدر لام الملك؛ فِي نحو: (دار زيد).

ولام الاختصاص؛ فِي نحو: (باب الدّار).

وزاد الكوفيون: إِضافة علَى معنَى (عند)؛ كقولهم: (ناقة رقود الحلب)؛ أَي: (رقود عند الحلب).

والإِضافة علَى قسمين:

- محضة وهي الخالصة من تقدير الانفصال.

- وغير محضة، وسيأتي ذكرها.

(1)

التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: تُسَائِلُ عَنْ قِرْمٍ هجَانٍ سَمَيذَعٍ

يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ 1/ 483، وشرح الكافية الشّافية 2/ 908، وابن النّاظم 381، والمقاصِد النّحويّة 3/ 358، والدّيوان 1/ 133.

اللغة: الهجان: الكريم الحسَب. السّميدع: الشّجاع الموطّأ الأكناف. لدى البأس: عند الشّدّة في الحرب. مغوار: من أغار على العدوّ يُغير إغارة، ورجلٌ مِغْوارٌ: مقاتِلٌ. جسور: مِقْدَامٌ.

الشّاهد قوله: (مغوار الصّباح) أي: مغوارٌ في الصّباح فالإضافة فيه بمعنى (في).

ص: 430