الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالضم في الجميع، وسبق تعليله.
وحكى أبو علي الفارسي رحمه الله: (ابدأ بذا من أَوَّلُ):
بالضم: على حذف المضاف إليه ونية معناه، وهي حالة البناء.
وبالنصب: على أنه لم ينو شيء ومنع الصرف للوصفية ووزن الفعل. وبالكسر: على حذف المضاف إليه ونية لفظه؛ كما في قراءة: (من قبلٍ ومن بعدٍ) بالجر من غير تنوين كما سبق.
قال الشيخ رحمه الله في "الكافية الشافية":
وَالحَرَكَاتُ كُلُّهنَّ اسْتُعمِلا
…
إِذَا تَقُولُ ابْدَأْ بِذَا مِنْ أَوَّلا
تنبيه:
متى قطع نحو: (قبل) و (بعد) عن الإضافة .. لم تقع خبرًا ولا صفة ولا صلة ولا حالًا، ذكره السفاقسي في آخر سورة يوسف عليه السلام
(1)
؛ لئلا يجتمع عليه ثلاثة أشياء:
القطع، والبناء، ووقعه موقع شيء آخر، فلا تقول:(السفر قبل ولا من قبل)، على
اللغة: لم أومن: لم أكن أمينًا ومؤتمنًا.
المعنى: يقول: إذا لم أكن وفيًا لك، وحافظًا لغيابك وحضورك وإذا لم تثق بي .. فلستُ لك بصديق.
الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط مبنيّ في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ أومن. أنا: ضمير منفصل في محلّ رفع نائب فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده. لم: حرف نفي وجزم وقلب أومَن: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل: أنا. عليك: جار ومجرور متعلّقان بـ أومَن. ولم: الواو: حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم. لقاؤك: اسم يكن مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. إلا: حرف حصر.
من: حرف جر. وراءُ: اسم مبني على الضمّ في محل جرّ بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر يكن. وراءُ: توكيد وراء الأولى مبني على الضمّ.
وجملة الفعل المحذوف ونائبه الفعلية: في محلّ جر بالإضافة. وجملة (لم أومن عليك) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة (لم يكن): معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (من وراءُ وراءُ)، حيث بني الظرف المبهم (وراء) على الضم، وذلك لحذف لفظ المضاف إليه، ونيّة معناه.
(1)
عند قوله تعالى حكاية: {وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف: 100].
كونه خبرًا و (لا جاء الذي قبل ولا من قبل) على كونه صلة ونحو ذلك.
واقتصر البيضاوي في سورة يوسف: على الخبر والصلة.
وقد أجاز ابن عطية والزمخشري: أن يكون خبرًا في قوله تعالى: {وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} [يوسف: 80]، (فما): مصدرية مبتدأ، والخبر: مقدم؛ أي: و (تفريطكم في يوسف من قبل).
قال أبو حيان في "النهر": وذهلًا عن قاعدة عربية، وحق لهما أن يذهلا
(1)
.
(1)
قال في "البحر المحيط" 6/ 311 - 312: {وَمِنْ قَبْلُ} : متعلق بـ {مَا فَرَّطْتُمْ} ، وَقَد جَوَّزوا فِي إِعرَابِهِ وجوهًا:
أَحَدهَا: أَن تَكونَ (مَا) مَصدَرِيَّةً أَي: وَمِن قَبل تَفرِيطكم.
قَالَ الزَّمَخشَرِيّ: عَلَى أَنَّ مَحَلَّ المَصدَرِ الرَّفع عَلَى الِابتِدَاءِ، وَخَبَره الظَّرف، وَهوَ (وَمِن قَبل) وَمَعنَاه: وَوَقَعَ مِن قَبل تَفرِيطكم فِي يوسفَ.
وَقَالَ ابن عَطِيَّةَ: وَلَا يَجوز أَن يَكونَ قَوله: (مِن قبل)، متعلقًا بـ (ما فَرَّطتم)، وَإِنَّمَا تَكون عَلَى هَذَا مَصدَرِيَّةً، التَّقدِير: مِن قَبل تَفرِيطكم فِي يوسفَ وَاقِعٌ وَمستَقِرٌّ.
وَبِهَذَا القَدرِ يَتَعَلَّق قَوله مِن قَبل انتَهَى.
وَهَذَا وَقَول الزَّمَخشَرِيِّ رَاجِعٌ إِلَى مَعنَى وَاحِدٍ، وَهوَ: أنَّ (مَا فَرَّطتم): يقَدَّر بِمَصدَرٍ مَرفوعٍ بالِابتِدَاءِ، و (من قَبل): فِي مَوضِع الَخَبَرِ، وَذَهلًا عَن قَاعِدَةٍ عَرَبِيَّةٍ، وَحَقَّ لَهمَا أَن يَذهَلَا، وَهَوَ أَنَّ هَذِهِ الظّروفَ الَّتِي هِيَ غَايَاتٌ إِذَا ثَبَتَت .. لَا تَقَع أَخبَارًا لِلمبتَدَأِ، جرَّت أَو لَم تجرَّ، تَقول:(يَوم السَّبتِ مبَارَكٌ وَالسَّفَر بَعدَه)، وَلَا يجوز:(والسفر بعد).
وَعَلَى مَا ذَكَرَاه .. يكون (تفريطكم): مبتدأ، و (من قَبل) خَبَرٌ، وَهوَ مَبنِيٌّ، وَذَلِكَ لَا يَجوز، وَهَذَا مقَرَّرٌ فِي عِلمِ العَرَبِيَّةِ.
وَلِهَذَا ذَهَبَ أبو عَلِيٍّ إِلَى أَنَّ المَصدَرَ مَرفوعٌ بالابتداء، وفي يوسفَ هوَ الخَبَر أَي: كَائِنٌ أَو مستَقِرٌّ فِي يوسفَ. وَالظَّاهِر أَنَّ فِي يوسفَ مَعمولٌ لِقَولِهِ: فَرَّطتم، لَا أَنَّه فِي مَوضِعِ خَبَرٍ.
وَأَجَازَ الزَّمَخشَرِيّ وَابن عَطِيَّةَ: أَن تَكونَ مَا مَصدَرِيَّةً، وَالَمَصدَر المَسبوك فِي مَوضِعِ نَصبٍ، وَالتَّقدِير: أَلَم تَعلَموا أَخذَ أَبِيكم عَلَيكم مَوثِقًا مِن قَبل وَتَفرِيطكم فِي يوسفَ.
وَقَدَّرَه الزَّمَخشَرِيّ: وَتَفرِيطكم مِن قَبل فِي يوسفَ. وَهَذَا الَّذِي ذَهَبَا إِلَيهِ .. لَيسَ بجَيِّدٍ، لِأَنَّ فِيهِ الفَصلَ بِالجَارِّ وَالمَجرورِ بَينَ حَرفِ العَطفِ الَّذِي هوَ عَلَى حَرفٍ وَاحِدٍ، وَبَينَ المَعطوفِ، فَصَارَ نَظِيرَ:(ضَرَبت زَيدًا وَبِسَيفٍ عَمرًا).
وَقَد زَعَمَ أَبو عَلِيٍّ الفَارِسِيّ: أَنَّه لَا يَجوز ذَلِكَ إِلَّا فِي ضَرورَةِ الشِّعرِ.
وَأَمَّا تَقدِير الزَّمَخشَرِيِّ: (وَتَفرِيطكم مِن قَبل فِي يوسفَ) .. فَلَا يَجوز؛ لِأَنَّ فِيهِ تَقدِيم مَعمولِ المَصدَرِ المنحَلِّ لِحَرفٍ مَصدَرِيٍّ وَالفِعلِ عَلَيهِ، وَهوَ لَا يَجوز.
والفارسي: أن الخبر: (في يوسف).
وقيل: (ما): صلة، و (من قبل): متعلق (بفرطتم).
وقال أبو البقاء: إن الظرف وقع حالًا، والعامل فيه: اسم الإشارة في: {يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} .
واللَّه الموفق
ص:
413 -
وَمَا يَلِي الْمُضَافَ يَأْتِي خَلَفَا
…
عَنْهُ فِي الإعْرَابِ إِذَا مَا حُذِفَا
(1)
ش:
يجوز حذف المضاف لقرينة، ويقام المضاف إليه مقامه، فيعرب إعراب المحذوف،
وَأَجَازَ أَيضًا: أَن تَكونَ مَوصولَةً بمَعنَى الَّذِي.
قَالَ الزَّمَخشَرِيّ: وَمَحَلّه الرَّفع أَوِ النَّصب عَلَى الوَجهَينِ. انتَهَى.
يَعنِي بِالرَّفعِ: أَن يَرتَفِعَ عَلَى الِابتِدَاءِ، و (من قَبل): الخَبَر، وَقَد ذَكَرنَا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجوز.
وَيَعنِي بِالنَّصبِ: أَن يَكونَ عَطفًا عَلَى المَصدَرِ المنسَبِكِ مِن قَولِهِ: {أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ} ، وَفِيهِ الفَصل بَينَ حَرفِ العَطفِ الَّذِي هوَ الوَاو، وَبَينَ المَعطوفِ.
وَأَحسَن هَذِهِ الأَوجهِ: مَا بَدَأنَا بِهِ مِن كَونِ (مَا) زَائِدَةً، وَ (بَرِحَ) التَّامَّة تَكون بمَعنَى ذَهَبَ وَبِمَعنَى ظَهَرَ،
وَمِنه بَرِحَ الخَفَاء أَي ظَهَرَ.
وَ (ذَهَبَ) لَا يَنتَصِب الظَّرف المَكَانِيّ المختَصّ بِهَا، إِنَّمَا يَصِل إِلَيهِ بِوَسَاطَة (فِي) فَاحتِيجَ إِلَى اعتِقَادِ تَضمِينِ (بَرِحَ) بمَعنَى (فَارَقَ)، فَانتَصَبَ (الأَرض) عَلَى أَنَّه مَفعولٌ بِهِ.
وَلَا يَجوز أَن تَكونَ نَاَقِصَةً؛ لِأَنَّه لَا يَنعَقِد مِنِ اسمِهَا وَ (الأَرض) المَنصوب عَلَى الظَّرفِ: مبتَدَأٌ وَخَبَرٌ؛ لِأَّنَّه لَا يَصِل إِلَّا بِحَرفِ (فِي).
(1)
وما: اسم موصول مبتدأ. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى ما. المضاف: مفعول به ليلي، والجملة لا محل لها صلة الموصول. يأتي: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى ما، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. خلفا: حال من الضمير المستتر في يأتي. عنه: جار ومجرور متعلق بقوله خلفا. في الإعراب: جار ومجرور متعلق بقوله: يأتي. إذا: ظرف تضمن معنى الشرط. ما: زائدة. حذفا. حذف: فعل ماض مبني للمجهول، تضمن معنى الشرط والألف للإطلاق، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى المضاف، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها، وجوابها محذوف، وتقدير البيت: والمضاف إليه الذي يلي المضاف .. يأتي خلفًا عنه في الإعراب إذا حذف المضاف.
منه في القرآن: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} ، التقدير واللَّه أعلم بمراده:(حُبَّ العجلِ).
وقيل: (حُبَّ عبادةِ العجلِ).
وضعفه الأخفش فقال: لا يحتاج إلى تقدير شيئين، ومنه:{وَجَاءَ رَبُّكَ} ؛ أي: (أمر ربك)، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}؛ أي:(أهل القرية)، {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}؛ أي:(كراهة أن تضلوا) وهو للزجاج.
وقال الكسائي: (لئلا تضلوا).
والأخفش: (أن تضلوا): مفعول به، ولا حذف؛ أي:(يبين اللَّه لكم الضلالة لتجتنبوها).
وقد يحذف مضافان؛ كقوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ؛ أي: (وتجعلون بدل شكر رزقكم أنكم تكذبون).
{فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} ؛ أي: (من أثر حافر فرس الرسول).
{تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} ؛ أي: (كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت).
وجاء الحذف مع اللبس؛ كقوله:
....................
…
قَضَى نَحبَهُ فِي مُلْتَقَى القَوْمِ هَوْبَرُ
(1)
(1)
التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: عَشِيّة فَرَّ الحارِثِيُّون بَعْدَمَا
وقبله قوله:
بِضَربٍ وَطَعنٍ بِالرَماحِ كَأَنَّهُ
…
حَريقٌ جَرى في غابَةٍ يَتَسَعَّرُ
وهو لذي الرمة في ديوانه 2/ 647، وخزانة الأدب 4/ 371، والدرر 5/ 37، ولسان العرب 5/ 248 (هبر)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص 1327، والمقرب 1/ 214، 2/ 205، وهمع الهوامع 2/ 51.
اللغة: قضى نحبه: مات. ملتقى القوم: مكان التقائهم. هوبر: يزيد بن هوبر الحارثي.
الإعراب: عشية: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، متعلق بجرى في البيت السابق.
فرّ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر. الحارثيون: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. بعدما: بعد مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، متعلق بالفعل فرّ، وما: مصدرية. قضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. والمصدر المؤول من (ما) والفعل قضى: في محل جرّ بالإضافة. نحبه: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة،